السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤
أحد الأربعة فقال :
يا رسول الله : ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه.
ثم قام آخر فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه.
ثم قام آخر منهم ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه.
ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ يعرف الغضب في وجهه ـ فقال :
ماذا تريدون من علي؟ ـ ثلاث مرات ـ إنّ علياً مني وأنا منه ، وهو وليُّ كلّ مؤمن بعدي » (١).
أقول :
ورجال هذه الأسانيد مذكورون في الكتاب ، إلاّرجال الطريق الثالث :
فأمّا ( بشر بن موسى ) فقد قال :
الخطيب : « كان ثقة أميناً عاقلاً ركيناً » (٢).
الدارقطني : « ثقة ».
وكان أحمد بن حنبل : يكرمه.
__________________
(١) المعجم الكبير ١٨ / ١٢٨.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٨٦.
ووصفه الذهبي بـ « الإمام الحافظ الثقة المعمّر » (١).
وأمّا ( الحسن بن المتوكّل ) فهو : الحسن بن علي بن المتوكّل البغدادي.
ترجم له الخطيب وقال : « كان ثقة » (٢).
وأمّا ( خالد ) فهو : خالد بن أبي يزيد القرني.
ذكره الخطيب حيث قال : « خالد بن أبي يزيد ـ وقيل : خالد بن يزيد.
والصواب : ابن أبي يزيد ـ .. وهو خالد المزرقي ، والقطربلي ، والقرني ... روى عنه : محمّد بن الحسين البرجلاني ... وبشر بن موسى ، والحسن بن علي بن المتوكل ، وغيرهم ...
ولم يكن به بأس » (٣).
* * *
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٥٢.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٣٦٩.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٣٠٤.
* وقال الحافظ الطبراني :
« حدثنا عبدالوهاب بن رواحة الرامهرمزي ، قال : نا أبو كريب ، قال : حدثنا حسن بن عطيّة ، قال نا سعّاد بن سليمان ، عن عبدالله بن عطاء ، عن عبدالله بن بريدة عن علي قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ، كلّ واحدٍ منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال : فأخذا يميناً ويساراً ، فدخل علي فأبعد ، فأصاب سبياً ، فأخذ جاريةً من السبي.
قال بريدة : وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي.
فأتى رجل خالد بن الوليد ، فذكر أنه قد أخذ جاريةً من الخمس ، فقال : ما هذا؟ ثم جاء آخر ، ثم جاء آخر ثم تتابعت الأخبار على ذلك.
فدعاني خالد فقال : يا بريدة ، قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فكتب إليه.
فانطلقت بكتابه. حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأخذ الكتاب بشماله ـ وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يقرأ ولا يكتب ـ فقال : وكنت إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت رأسي فتكلّمت.
فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي.
فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلاّ
يوم قريظة والنضير. فنظر إليَّ فقال :
يا بريدة ، أحبَّ عليّاً ، فإنما يفعل ما يؤمر به.
قال : فقمت وما من الناس أحد أحبَّ إليَّ منه » (١).
أقول :
أمّا ( عبدالوهاب بن رواحة ) فهو :
من مشايخ الطبراني. قال السمعاني : « وعبدالوهاب بن رواحة الرامهرمزي ، يروي عن أبي كريب محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي. روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ... » (٢).
وأمّا ( أبو كريب ) فهو : محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي.
من رجال الصحاح الستّة.
ومن مشايخ : الذهلي ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وعبدالله ، وأبي يعلى ، ومطيّن ، والفريابي ، وابن خزيمة ، وآخرين.
وأمّا ( الحسن بن عطيّة ) وسائر رجال السّند ، فتراجمهم موجودة في الكتاب فيما تقدم ويأتي.
* * *
__________________
(١) المعجم الأوسط ٥ / ٤٢٥.
(٢) الأنساب ـ الرامهرمزي.
* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني :
« حدثنا عبدالله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبدالله ، ثنا الفضل بن دكين ، ثنا ابن أبي غنيّة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال :
غزوت مع علي إلى اليمن ، فرأيت منه جفوةً ، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فذكرت عليّاً ، فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر وقال :
يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قلت : بلى يا رسول الله.
قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن الفضل ، مثله.
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبدالله بن أحمد ، حدّثني أبي ، ثنا روح ، ثنا علي بن سويد بن منجوف ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً إلى خالد بن الوليد ليقسّم الخمس ـ وقال روح مرّةً : ليقبض الخمس ـ قال : فأصبح علي ورأسه يقطر. قال فقال خالد لبريدة :
ألا ترى ما يصنع هذا؟
قال : فلما رجعت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم أخبرته بما صنع علي. قال : فكنت أبغض علياً.
قال : فقال : يا بريدة ، أتبغض عليّاً؟
قال : قلت : نعم.
قال : فلا تبغضه.
وقال : روح مرةً : فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك » (١).
أقول :
ورجال هذا السند إلى « سعيد بن جبير » كلّهم أئمة مشاهير ، ترجمنا لهم في الكتاب ، و« سعيد » غنيّ عن التعريف.
* * *
__________________
(١) معرفة الصحابة ٣ / ١٦٣.
* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني :
« حدّثناه القاضي أبو أحمد العسّال ، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر (١) ، ثنا لوين ، ثنا أبو معشر البراء ، عن علي بن سويد بن منجوف ، عن ابن بريدة عن أبيه :
إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بعث عليّاً ...
فذكر نحوه ».
أقول :
أمّا ( أبو أحمد العسّال ) فقد ترجمنا له.
وأمّا ( أحمد بن القاسم بن نصر ) فقد
قال الذهبي : « أحمد بن القاسم. أخو أبي الليث.
سمع محمّد بن سليمان لويناً و ...
حدّث عنه : أبو حفص بن شاهين ، وأبو حفص الكتاني.
وثّقه الخطيب » (٢).
وأمّا ( لوين ) فقد ترجمنا له.
__________________
(١) كذا ، والصحيح : أحمد بن القاسم بن نصر.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٦٦ ، وانظر تاريخ الخطيب : ٤ / ٣٥٢.
وأمّا ( أبو معشر البراء ) فهو : يوسف بن يزيد.
من رجال مسلم والبخاري.
وروى عنه جماعة من الأكابر.
قال الحافظ ابن حجر : صدوق ربما أخطأ (١).
وأمّا ( علي بن سويد بن منجوف ) فهو :
من رجال البخاري
وروى عنه : شعبة ، والقطّان ، وحمّاد بن زيد ، والنضر بن شميل ، وغيرهم قال عبدالله عن أبيه : ما أرى به بأساً.
وقال ابن معين : ثقة.
وقال أبو داود : ثقة.
وقال الدارقطني : ثقة.
وقال النسائي : لا بأس به.
وذكره ابن حبان في الثقات (٢).
وأما ترجمة ( ابن بريدة ) فمذكورة في الكتاب.
* * *
__________________
(١) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧٨ ـ ٤٥١ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٣.
(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩١.
* وقال الحافظ أبو نعيم :
« حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا مسدد.
ح وحدثنا أبو عمرو ابن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا بشر بن هلال وعبدالسلام بن عمرو.
قالوا : ثنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية ، واستعمل عليهم علياً ـ كرّم الله وجهه ـ فأصاب علي جاريةً ، فأنكروا ذلك عليه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قالوا : إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي.
قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ ، بدؤا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فسلَّموا عليه ثم انصرفوا.
فلمّا قدمت السرية ، سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.
ثم قام آخر منهم فقال : يا رسول الله. ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا. فأعرض عنه.
حتى قام الرابع ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع وكذا وكذا؟
فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ يعرف الغضب في وجهه ـ فقال : ما تريدون من علي؟ ـ ثلاث مرات.
ثم قال : إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (١).
أقول :
أما ( أبو نعيم الاصبهاني ) فغني عن التعريف.
أمّا ( سليمان بن أحمد ) فهو : أبو القاسم الطبراني.
وهو غني عن التعريف كذلك.
وأمّا ( معاذ بن المثنى ) :
قال الخطيب : « سكن بغداد ، وحدّث بها عن : محمّد بن كثير العبدي ، ومسّدد ... روى عنه : أحمد بن علي الأبار ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وعبدالباقي بن قانع ، وأبو بكر الشافعي ، وعمر بن مسلم ، وجعفر بن الحكم المؤدب ، وغيرهم. وكان ثقة.
مات سنة ٢٨٨ » (٢).
وقال الذهبي : « معاذ بن المثنى ، أبو المثنّى : ثقة متقن ، ... عنه : أبو بكر الشافعي ، وجعفر المؤدب ، والطبراني ، وآخرون ، عاش ثمانين سنة. توفي سنة ٢٨٨ » (٣).
__________________
(١) حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ١٣٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٢٧.
وأمّا ( مسدد ) فهو : مسدّد بن مسرهد البصري :
وهو من رجال : البخاري ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي :
قال الحافظ : « ثقة حافظ » (١).
وأمّا ( أبو عمرو ابن حمدان ) فهو : مسند خراسان ، محمّد بن أحمد الحيري ، المتوفى سنة ٣٧٦.
قال الذهبي : « الإمام المحدّث الثقة ، النحوي البارع ، الزاهد العابد ، مسند خراسان ، أبو عمرو ... مناقبه جمّة ... وتفرّد بالرواية عن طائفة ...
قال الحاكم : وكان من القرّاء والنحويين ، وسماعاته صحيحة ، رحل به أبوه ، وصحب الزهاد ، وأدرك أبا عثمان والمشايخ ...
وقال الحافظ محمّد بن طاهر المقدسي : كان يتشيّع.
قال الذهبي : تشيّعه خفيف كالحاكم » (٢).
وأمّا ( الحسن بن سفيان ) فقد :
قال الحاكم : « كان محدّث خراسان في عصره ، مقدّماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب.
وقال أبو حاتم ابن حبان : كان ممن رحل وصنف وحدّث ، على تيقّظ مع صحة الديانة والصّلابة في السنّة.
وقال ابن أبي حاتم : كتب إليَّ وهو صدوق.
وقال الذهبي : « الإمام الحافظ الثبت » (٣).
__________________
(١) تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٥٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٥٧.
وأمّا ( بشر بن هلال ) فهو :
من رجال : مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وأبي داود ، وابن ماجة.
وثّقه ابن حبان ، والنسائي ، وأبو علي الجياني.
وقال أبو حاتم : صدوق.
ووثّقه الحافظ ابن حجر (١).
وأمّا ( عبدالسلام بن عمرو ).
فلم أعرفه الآن.
وأمّا ( جعفر بن سليمان ).
و ( يزيد الرشك ).
و ( مطرف ).
فقد تقدمت تراجمهم في الكتاب.
وأمّا ( عمران بن حصين ).
فهو الصحابي الجليل.
فظهر : صحّة الطريق الأوّل.
وكذا الطريق الثاني ، وإنْ كان فيه : « عبدالسلام بن عمرو » ولم أعرفه ، ـ ولعلّ هناك سهواً ـ لوثاقة « بشر بن هلال » كما هو واضح ..
هذا ، وقد روى الذهبي هذا الخبر بإسناده عن أبي نعيم بالطريق الأوّل ، كما سيأتي ، ثم قال : « تابعه : قتيبة ، وبشر بن هلال ، وعفان » فأسقط « عبدالسلام ابن عمرو ».
* * *
__________________
(١) تهذيب التهذيب ١ / ٤٠٤. تقريب التهذيب ١ / ١٠٢.
* وقال الحافظ ابن عساكر :
« أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبدالله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا ابن نمير ، نا أجلح الكندي ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه بريدة قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي ابن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإنْ افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على جنده. قال : فلقينا نبي زبيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذراري ، فاصطفى علي امرأةً من السبي لنفسه.
قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبره بذلك.
فلمّا أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم دفعت الكتاب ، فقرئ عليه.
فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ. بعثتني مع رجلٍ وأمرتني أنْ أطيعه ، فبلّغت ما ارسلت به.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لا تقع في علي ، فإنّه منّي وأنا منه ،
وهو وليّكم بعدي » (١).
أقول :
أمّا ( أبو القاسم هبة الله بن الحصين )
و ( أبو علي ابن المذهب )
فقد ترجمنا لهم.
وكذا ( أحمد بن جعفر ) وهو القطيعي.
وترجمة ( عبدالله بن أحمد ) فما فوقه ، موجودة في الكتاب.
فالسند صحيح بلا كلام.
* * *
__________________
(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٠.
* وقال الحافظ ابن عساكر :
« وأخبرتنا به ام المجتبى العلويّة قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، أنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي ، نا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير ، عن عمران بن حصين قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية ، فاستعمل عليهم عليّاً ، قال : فمضى علي في السرية ، فأصاب علي جاريةً ، فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قالوا : إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي.
قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ ، بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ، ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم.
قال : فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال : فقام أحد الأربعة فقال :
يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه.
ثم قام آخر منهم فقال :
يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه.
ثم قام آخر منهم فقال :
يا رسول الله ، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال : ما تريدون من علي؟ ما تريدون من عليّ؟ إنّ علياً مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (١).
أقول :
أمّا ( ام المجتبى ) فهي : فاطمة العلوية بنت ناصر الإصبهانية. توفيت سنة ٥٣٣.
وهي شيخة إبن عساكر والسمعاني. قال السمعاني في مشيخته : « امرأة علويّة معمرة ، كتبت عنها باصبهان ، وماتت في سنة ٥٣٣ ».
وأمّا ( إبراهيم بن منصور ) فهو سبط بحرويه ، المترجم له في الكتاب.
و ( أبو بكر بن المقرئ ) ترجمنا له كذلك.
وسائر الرواة عرفتهم في رواية ( أبي يعلى الموصلي ) ...
* * *
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ٤٢ / ١٩٨ ـ ١٩٩.
* وقال الحافظ ابن عساكر :
« أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة زهير بن حرب ، نا أبو الجواب ، نا عمّار بن زريق ، عن الأجلح ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي ابن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا اجتمعتما فعلي على الناس ، وإذا افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على حدة. قال : فلقينا بني زبيد من اليمن ، فقاتلناهم ، فظهر المسلمون على الكافرين ، فقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية ، واصطفى علي جاريةً من الفيء ، فكتب معي خالد يقع في علي ، وأمرني أنْ أنال منه.
قال : فلما أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأيت الكراهية في وجهه. فقلت : هذا مكان العائذ يا رسول الله ، بعثتني مع رجلٍ وأمرتني بطاعته ، فبلَّغت ما أرسلني ، قال :
يا بريدة ، لا تقع في علي ، علي مني وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ».
أقول : هذا من الأسانيد الصحيحة لحديث الولاية :
( أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك )
و ( أبو القاسم إبراهيم بن منصور )
و ( أبو بكر المقرئ )
ترجمنا لهم.
وأما ( أبو يعلى ) فغني عن التعريف.
وأمّا ( زهير بن حرب ) فقد ذكرنا ترجمته.
وأمّا ( أبو الجواب ) فهو : الأحوص بن الجواب :
من رجال : مسلم ، وأبي داود ، والنسائي ، والترمذي.
قال أبو حاتم : صدوق.
وقال يحيى بن معين : ثقة.
وكذا قال غيرهما (١).
وأمّا ( عمار بن زريق ) فهو :
من رجال : مسلم ، وأبي داود ، والنسائي ، وابن ماجة.
قال ابن معين وأبو زرعة وابن المديني : ثقة.
وقال أبو حاتم والنسائي والبزار : لا بأس به.
وقال أحمد : كان من الأثبات (٢).
وأمّا ( الأجلح ) فقد أثبتنا وثاقته بالتفصيل.
وأمّا ( عبدالله بن بريدة ) فهو :
من رجال الصحاح الستة (٣).
وأما ( بريدة ) فهو : ابن الحصيب الصّحابي.
* * *
__________________
(١) تهذيب الكمال ٢ / ٢٨٩.
(٢) تهذيب التهذيب : ٧ / ٣٥٠.
(٣) تقريب التهذيب : ١ / ٤٠٣.
* وقال الحافظ ابن عساكر :
« أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا عبدالواحد ابن محمّد ، أنا أبو العباس بن عقدة ، أنا أحمد بن يحيى ، نا عبدالرحمن ـ هو ابن شريك ـ نا أبي ، عن الأجلح ، عن عبدالله بن بريدة قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع علي جيشاً ، ومع خالد بن الوليد جيشاً ، إلى اليمن ، وقال : إن اجتمعتم فعلي على الناس ، وإن تفرّقتم فكلّ واحدٍ منكما على حدة. فلقينا القوم ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، وأخذ علي امرأةً من ذلك السبي. قال : فكتب معي خالد بن الوليد ـ وكنت معه ـ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينال من علي ، ويخبره بالذي فعل ، وأمرني أنْ أنال منه. فقرأت عليه الكتاب ونلت من علي. فرأيت وجه نبي الله متغيّراً ، فقلت : هذا مقام العائذ ، بعثتني مع رجلٍ وأمرتني بطاعته ، فبلَّغت ما ارسلت به. فقال :
يا بريدة ، لا تقعنَّ في علي ، فإنّه مني وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي » (١).
أقول :
أمّا ( أبو القاسم ابن السمرقندي ) فقد عرفته في الكتاب.
__________________
(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٣.
وأمّا ( عاصم بن الحسن ) فكذلك.
وأمّا ( عبدالواحد بن محمّد ) فهو « أبو عمر بن مهدي » وقد ترجمنا له أيضاً.
وأمّا ( أبو العباس ابن عقدة ) فكذلك.
وأمّا ( أحمد بن يحيى ) فهو : أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي ، أبو جعفر الكوفي الصوفي العابد.
روى عنه : النسائي ، والبزّار ، وابن عقدة ، وابن أبي داود ، وابن أبي حاتم ، والبخاري في التاريخ ، ومطيّن ، والحكيم الترمذي ، وجماعة.
قال أبو حاتم : ثقة.
ووثقه ابن حبان.
وقال النسائي : لا بأس به.
وقال الحافظ : « ثقة » (١).
وأمّا ( عبدالرحمن بن شريك ) فقد
قال الحافظ : « صدوق يخطئ » (٢).
وأمّا ( أبوه ) فهو : شريك بن عبدالله :
من رجال البخاري ـ في التعاليق ـ ومسلم والأربعة.
وثّقه يحيى بن معين قائلاً : هو ثقة ثقة.
وقال العجلي : كوفي ثقة وكان حسن الحديث.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١ / ٥١٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٨.
(٢) تقريب التهذيب ١ / ٤٨٤.