باقر شريف القرشي
المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: ٢٧٧
سورة الحجرات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنية ، عدد آياتها ثمان عشرة آية
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) (١٢)
دعت الآية الكريمة إلى الترابط الاجتماعي بين المسلمين ، وأن لا يؤخذ بالظنّ المعادي لهم.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« ضع أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيك ما يقلبك منه ، لا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا ، وأنت تجد لها في الخير محتملا » (١).
__________________
(١) نهج البلاغة : ٥٣٨.
سورة ق
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها خمس وأربعون آية
( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) (٢١)
قال الإمام عليهالسلام في تفسير الآية :
السّائق يسوقها إلى محشرها ؛ والشّاهد يشهد عليها بعملها ... » (١).
__________________
(١) نهج البلاغة : ١١٦.
سورة الذّاريات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مكّيّة ، عدد آياتها ستون آية
( وَالذَّارِياتِ ذَرْواً. فَالْحامِلاتِ وِقْراً ) (١) و (٢)
سأل ابن الكوّاء الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عن ( وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ).
فقال عليهالسلام : « الرّيح » ، وعن ( الحاملات ) فقال : « هي السّحاب ».
( فَالْجارِياتِ يُسْراً. فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) (٣) و (٤)
سئل الإمام عليهالسلام عن « الجاريات يسرا » فقال : « هي السّفن » ، سئل عن « فالمقسّمات أمرا » فقال : « الملائكة » (١).
( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) (٧)
سئل الإمام عليهالسلام عن هذه الآية فقال :
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧.
« إنّها الحسن والزّينة » (١).
( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) (٢٢)
فسّر الإمام عليهالسلام الرزق الذي في السماء بالمطر (٢). واثر عنه أنّ الرزق ما هو أعمّ من ذلك فقال : « اطلبوا الرّزق فإنّه مضمون لطالبه » (٣).
وكان من وصية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، إنّ اليقين أن لا ترضي أحدا على سخط الله ، ولا تحمدنّ أحدا على ما آتاك الله ، ولا تذمنّ أحدا على ما لم يؤتك الله ؛ فإنّ الرّزق لا يجرّه حرص حريص ، ولا يصرفه كره كاره » (٤).
( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) (٥٤)
روى مجاهد قال : خرج الإمام عليّ عليهالسلام مغتمّا ، مشتملا في قميصه ، فقال : « لمّا نزلت ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) لم يبق أحد منّا إلاّ أيقن بالهلكة حين قيل للنّبيّ : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) ، فلمّا نزل : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٥) طابت نفوسنا ، ومعناه عظ بالقرآن من آمن من قومك فإنّ الذّكرى تنفعهم » (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٢٣٠.
(٢) الميزان ١٨ : ٤١٥.
(٣) إرشاد المفيد : ١٦٠.
(٤) التوحيد ـ الصدوق : ٣٧٥.
(٥) الذاريات : ٥٥.
(٦) مجمع البيان ٩ : ٢٤٣.
سورة الطّور
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها تسع وأربعون آية
( وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) (٥)
فسّر الإمام عليهالسلام ( وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) بالسماء (١).
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) (٢١)
قال الإمام عليهالسلام : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنّة » ، ثمّ تلا هذه الآية (٢).
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٢٤٧.
(٢) المصدر المتقدّم : ٢٥١.
سورة القمر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة مكّية ، عدد آياتها خمس وخمسون آية
( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (١)
قال الإمام عليهالسلام : في تفسير ( انشقّ القمر ) : « انشقّ القمر بمكّة فلقتين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اشهدوا » (١).
لقد انشقّ القمر معجزة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فما آمنت به قريش ، وقالوا : إنّه سحر مستمر ، وقد رأوا من آيات النبوة ما يبهر العقول فما آمنوا بالله طرفة عين.
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) (٤٩)
المراد من الآية :
إنّ كلّ شيء خلقه الله مصحوب بقدر لا يتعدّاه ولا يتجاوزه ، وضلّت أمّة
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي : ٣٤١.
زعمت أنّه لا قدر لله تعالى.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في ذمّهم : « لكلّ أمّة مجوس ، ومجوس هذه الامّة الّذين يقولون : لا قدر » (١).
__________________
(١) ثواب الأعمال : ٢٥٤.
سورة الرّحمن
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مكّية ، وقيل : مدنية ، عدد آياتها ثمان وسبعون آية
( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) (١٧)
سئل الإمام عليهالسلام عن تفسير هذه الآية فقال :
« إنّ مشرق الشّمس في الشّتاء على حدة ، ومشرقها في الصّيف على حدة » ، ثمّ قال للسائل : « أما تعرف ذلك من قرب الشّمس وبعدها؟ » (١).
( يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) (٢٩)
قال الإمام عليهالسلام في خطاب له :
« الحمد لله الّذي لا يموت ، ولا تنقضي عجائبه ؛ لأنّه في كلّ يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن » (٢).
__________________
(١) الميزان ١٩ : ١٠٣.
(٢) المصدر المتقدّم : ١٠٤.
إحداث بديع لم يكن » (١).
( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ ) (٦٠)
روى الإمام عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير هذه الآية فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ قال : ما جزاء من أنعمت عليه بالتّوحيد إلاّ الجنّة » (٢).
__________________
(١) الميزان ١٩ : ١٠٤.
(٢) التوحيد : ٢٨.
سورة الواقعة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ست وتسعون آية
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) (١٠)
قال عليهالسلام : « السّابقون إلى الصّلاة الخمس » (١).
وقال عليهالسلام : « ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فيّ نزلت » (٢).
وروى ابن عباس قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الله عزّ وجلّ ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فقال :
« قال لي جبرئيل : ذلك عليّ وشيعته هم السّابقون إلى الجنّة ، المقرّبون من الله بكرامته لهم » (٣).
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٣٢٩.
(٢) مجمع البيان ٩ : ٣٢٩.
(٣) الميزان ١٩ : ١١٨.
سورة الحديد
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنيّة ، عدد آياتها تسع وعشرون آية
( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٣)
الله نور السموات والأرض المبدع والمصور والمحي والمميت ، قال الإمام :
« الحمد لله الأوّل فلا شيء قبله ، والآخر فلا شيء بعده ، والظّاهر فلا شيء فوقه ، والباطن فلا شيء دونه ... » (١).
وللإمام عليهالسلام في توحيد الله كوكبة من الخطب عرضت بصورة موضوعية إلى تنزيه الله تعالى عن الزمان والمكان.
فقد سئل عليهالسلام : أين كان ربّنا قبل أن يخلق السماء والأرض؟
فقال عليهالسلام : « أين ـ التي هي أداة استفهام ـ سؤال عن المكان ، وكان الله ولا مكان ».
__________________
(١) نهج البلاغة : ١٤٠.
( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) (٢٣)
دعت الآية الكريمة إلى عدم الاحتفال بالدنيا والزهد فيها.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
« الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال الله تعالى : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ). ومن لم يأس على الماضي ، ولم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزّهد بطرفيه » (١).
__________________
(١) نهج البلاغة : ٥٥٣.
سورة المجادلة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنيّة ، وهي اثنتان وعشرون آية
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١٢)
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النّجوي : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت كلّما ناجيت النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قدّمت بين يدي نجواي درهما ، ثمّ نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ... ) (١) » (٢).
__________________
(١) المجادلة : ١٣.
(٢) الدرّ المنثور ٦ : ١٨٥.
سورة الحشر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنيّة ، وهي أربع وعشرون آية
( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (٧)
عرضت الآية الكريمة إلى بيان مصرف الفيء المذكور في الآية إلى ما يختص بالله تعالى ، وهو ان ينفق في سبيل الله ، حسب ما يراه الرّسول ، ومنه ما يأخذه الرّسول لنفسه ، ومنه ما يؤخذ لذوي القربى واليتامى والمساكين ، وهم من السادة زادهم الله شرفا ، وقد روي ذلك عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقال جمع من الفقهاء انّها عامة للسادة وغيرهم (١).
__________________
(١) الميزان ١٩ : ٢٠٩.
سورة الممتحنة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة مدنية ، عدد آياتها ثلاث عشرة آية
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ) (١)
نزلت هذه الآية في حاطب بن أبي بلتعة ، وكان قد أسلم وهاجر إلى المدينة ، ولمّا أراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يفتح مكّة ، ويحرّرها من الأوثان ، زحف بجيشه إليها ، وقد أحاط أمره بالكتمان حتى لا تستعد قريش إلى حربه فيسفك الدم في ربوعها ، وتهدر كرامتها ، وكتب حاطب إلى قريش يخبرهم بزحف الجيش الإسلامي لاحتلالهم وقد أعطى الكتاب إلى امرأة فوضعته في قرونها ، وأخفته فهبط جبرئيل على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بالأمر ، فبعث في طلبها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والزبير بن العوّام ، فلحقا بها ، وسألاها عن الكتاب فأنكرت ذلك ، وقالت : ما معي شيء ، فقال لها الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام :
« والله ما كذبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا كذّب رسول الله على جبرئيل ، ولا كذّب جبرئيل على الله جلّ ثناؤه ، والله لتظهرنّ الكتاب أو لأوردنّ رأسك إلى رسول الله ».
فقالت : تنحّيا عني ، ثمّ أخرجت الكتاب ، فأخذه الإمام وجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعا رسول الله بحاطب فأنبه ، وأعتذر حاطب إليه (١).
ونزلت هذه الآية ، وكانت هذه العملية على يد الإمام.
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٦١.
سورة الصّف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنيّة ، عدد آياتها أربع عشرة آية
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ) (١٤)
دعت الآية الكريمة المؤمنين إلى نصرة الله وذلك بنصر رسوله العظيم ، وأن يكونوا كالحواريّين في استجابتهم إلى نصرة السيّد المسيح.
قال الإمام عليهالسلام في حديث له :
« ولم يخل ـ أي الله ـ أرضه من عالم بما تحتاج إليه الخليقة ومتعلّم على سبيل نجاة اولئك هم الأقلّون عددا.
وقد بيّن الله ذلك من امم الأنبياء ، وجعلهم مثلا لمن تأخّر مثل قوله في حوارييّ عيسى : حيث قال لسائر بني إسرائيل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ
كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ) (١) يعني مسلّمون لأهل الفضل فضلهم ، ولا يستكبرون عن أمر ربّهم ، فما أجابه منهم إلاّ الحواريّون » (٢).
__________________
(١) آل عمران : ٥٢.
(٢) الميزان ١٩ : ٢٦١.
سورة التّغابن
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنيّة ، عدد آياتها ثماني عشرة آية
( فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١٦)
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« والله ما عمل بها ـ أي بهذه الآية ـ غير أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نحن ذكرنا الله فلا ننساه ، ونحن شكرناه فلن نكفره ، ونحن أطعناه فلم نعصه » (١).
__________________
(١) تفسير البرهان ٢٨ : ٣٤٣.
سورة التّحريم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه السورة المباركة مدنية ، وهي اثنتا عشرة آية
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) (٦)
قال الإمام عليهالسلام في تفسير هذه الآية الكريمة :
« أي علّموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدّبوهم » (١).
__________________
(١) الدرّ المنثور ٨ : ٢١٠. فتح القدير ٥ : ٢٥٤.