محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-280-1
الصفحات: ٥١٣
( قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) (١) ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم ـ إلى أن قال ـ : فاشتروها وجاءوا بها فأمر بذبحها ، ثمّ أمر أن يضرب الميّت بذَنَبها ، فلمّا فعلوا ذلك حيى المقتول ، فقال : يا رسول الله إنّ ابن عمّي قتلني دون من يدّعي عليه قتلي » (٢) الحديث.
الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « عيون الأخبار » ـ في باب مجلس الرضا عليهالسلام مع أهل الأديان وأهل المقالات في التوحيد عند المأمون ـ قال : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمّي ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حسن بن علي بن صدقة القمّي ، قال : حدّثني أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز الأنصاري ، قال : حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي ثمّ الهاشمي يقول : ثمّ ذكر احتجاج الرضا عليهالسلام على أهل المقالات ـ إلى أن قال الرضا عليهالسلام لبعض علماء النصارى ـ : « ما أنكرت أنّ عيسى عليهالسلام كان يُحيي الموتى بإذن الله؟ » قال الجاثليق : أنكرت ذلك من قبل ، أنّ من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو ربّ مستحقّ لأن يُعبد.
فقال الرضا عليهالسلام : « فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى عليهالسلام ، مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص ، فلم تتّخذه اُمّته ربّاً ، ولم يعبده أحد من دون الله ، ولقد صنع حزقيل النبي عليهالسلام مثل ما صنع عيسى بن مريم عليهالسلام ، فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل بعد موتهم بستّين سنة ».
ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له : « أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة ، اختارهم بخت نصّر من سبي (٣) بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ، ثمّ
__________________
١ ـ سورة البقرة ٢ : ٦٧.
٢ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٣ : ٣١.
٣ ـ ( سبي ) لم يرد في « ح ، ط ».
انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله إليهم فأحياهم ، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم؟ » قال رأس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه قال : « صدقت » ثمّ أقبل على النصراني فقال : « يا نصراني فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ » قال : بل كانوا قبله.
فقال الرضا عليهالسلام : « لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألوه أن يُحيي لهم موتاهم ، فوجّه معهم علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا علي إذهب إلى الجبّانة فنادِ بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ويافلان ويافلان ، يقول لكم محمّد صلىاللهعليهوآله : قوموا بإذن الله ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن أحوالهم ثمّ أخبروهم أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله قد بُعث نبيّاً ، فقالوا : وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به ـ إلى أن قال ـ : إنّ قوماً من بني اسرائيل خرجوا من ديارهم من الطاعون وهم اُلوف حذر الموت ، فأماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل القرية فحظروا عليهم حظيرة (١) ، فلم يزالوا فيها حتّى نخرت عظامهم وصارت رميماً ، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب من كثرة العظام البالية ، فأوحى الله إليه : أتحبّ أن اُحييهم لك فتنذرهم؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله إليه : نادهم فقال : أيّتها العظام البالية قومي بإذن الله تعالى ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم (٢).
ثمّ إبراهيم خليل الرحمن حين أخذ الطير فقطّعهن قطعاً ، ثمّ وضع على كلّ جبل منهنّ جزءاً ، ثمّ ناداهن فأقبلن سعياً إليه.
ثمّ موسى بن عمران وأصحابه الذين كانوا سبعين اختارهم فصاروا معه إلى الجبل ، فقالوا : إنّك قد رأيت الله سبحانه فأرناه كما رأيته ، فقال : إنّي لم أره ،
__________________
١ ـ الحظيرة : الموضع الذي يحاط عليه. لسان العرب ٤ : ٢٠٤ ـ حظر.
٢ ـ في « ط » : وجوههم.
فقالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة (١) فاحترقوا عن آخرهم ، فبقي موسى وحيداً ، فقال : يا ربّ إنّي اخترت منهم سبعين رجلاً فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما اُخبرهم به ، فأحياهم الله تعالى من بعد موتهم.
وكلّ شيء ذكرته لك لا تقدر على دفعه ، لأنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به » (٢) الحديث.
ورواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « التوحيد » في الباب المذكور بالإسناد السابق (٣).
ورواه الشيخ الطبرسي في كتاب « الاحتجاج » مرسلاً (٤).
أقول : قوله : « ما أنكرت » ... إلى آخره. معناه أيّ شيء أنكرت من إحياء عيسى للموتى بإذن الله ، حتّى زعمت أنّه ينافي البشرية ويستلزم الربوبيّة ، فإنّ النصارى لم ينكروا إحياء الموتى وإنّما أنكروا البشرية وهو ظاهر.
واعلم أنّ هذا الحديث الشريف يدلّ على أنّ الرجعة لا تستلزم التكليف ولا تنافيه ، بل يمكن كون أهل الرجعة كلّهم (٥) مكلّفين ، وأن يكونوا غير مكلّفين ، وأن يكون بعضهم مكلّفاً وبعضهم غير مكلّف ، لأنّ الجماعة من قريش (٦) لمّا
__________________
١ ـ هذا القول اقتباس من قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) سورة البقرة آية ٥٥.
٢ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٥٤ / ضمن حديث ١.
٣ ـ التوحيد : ٤٢٢ ـ ٤٢٣.
٤ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٠٧ / ٣٠٧.
٥ ـ ( كلّهم ) لم يرد في « ك ».
٦ ـ في « ط » : فرس.
أحياهم الله لم يكونوا مكلّفين وإلا لما قالوا : « وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به » وأنّ الجماعة من بني إسرائيل لمّا أحياهم الله بعد موتهم كانوا مكلّفين. ويأتي تحقيق ذلك إن شاءالله تعالى.
الثالث : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « عيون الأخبار » ـ في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليهالسلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهمالسلام ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن علي بن محمّد بن الجهم ـ في حديث طويل ـ إنّ المأمون قال للرضا عليهالسلام : فأخبرني عن قول إبراهيم عليهالسلام : ( رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (١)؟ فقال الرضا عليهالسلام : « إنّ الله أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام : إنّي متّخذ خليلاً إن سألني إحياء الموتى أحييتها له ، فوقع في قلب إبراهيم أنّه ذلك الخليل فقال : ( رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ـ على الخلّة ـ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) (٢).
فأخذ إبراهيم عليهالسلام نسراً وبطّاً وطاووساً وديكاً فقطّعهنّ وخلطهنّ ، ثمّ جعل على كلّ جبل ـ من الجبال التي كانت حوله وكانت (٣) عشرة ـ منهنّ جزءاً وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ ووضع عنده حبّاً وماءً ، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتّى استوت الأبدان ، وجاء كلّ بدن حتّى انضمّ إلى رقبته ورأسه ، فخلّى إبراهيم عن مناقيرهنّ فطرن ، ثمّ وقعن فشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ وقلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله
____________
١ و ٢ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
٣ ـ قوله : ( حوله وكانت ) لم يرد في « ك ».
يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير » فقال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن (١) ، الحديث.
ورواه في كتاب « التوحيد » أيضاً بهذا السند في باب القدرة (٢).
ورواه الطبرسي في « الاحتجاج » مثله (٣).
الرابع : ما رواه ابن بابويه في « عيون الأخبار » ـ في الباب المذكور ـ بالإسناد السابق أنّ المأمون سأل الرضا عليهالسلام فقال : أخبرني عن قول الله عزّوجلّ ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) (٤) فقال : « إنّ موسى لمّا كلّمه ربّه رجع إلى قومه فأخبرهم ، فقالوا : لن نؤمن لك حتّى نسمع كلامه ، وكان القوم سبعمائة ألف ، فاختار منهم سبعين ألفاً ، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف ، ثمّ اختار منهم سبعمائة ، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً.
فخرج بهم إلى طور سيناء ، فلمّا سمعوا كلام الله ، قالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ، فبعث الله عليهم صاعقة (٥) فأخذتهم بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم؟ فقالوا : إنّك ذهبت بهم فقتلتهم ؛ لأنّك لم تكن صادقاً؟ فأحياهم الله وبعثهم معه » (٦) الحديث.
ورواه الطبرسي في « الاحتجاج » مثله (٧).
__________________
١ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٩٨ / ١.
٢ ـ التوحيد : ١٣٢ / ١٤.
٣ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٢٦.
٤ ـ سورة الأعراف ٧ : ١٤٣.
٥ ـ هذا القول اقتباس من قوله تعالى ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة ٢ : ٥٥.
٦ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٠ / ضمن حديث ١.
٧ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٣٠.
الخامس : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « الخصال » ـ في باب الأربعة ـ قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) (١) قال : « أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهنّ وعزل رؤوسهنّ ، ثمّ دقّ أبدانهنّ حتّى اختلطت ، ثمّ جزّأهنّ عشرة أجزاء على عشرة أجبل ، ثمّ وضع عنده حبّاً وماءً ، ثمّ جعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ قال : إئتين سعياً بإذن الله عزّوجلّ ، فتطاير بعضها إلى بعض ـ اللحم والريش والعظام ـ حتّى استوت الأبدان كما كانت ، وجاء كلّ بدن حتّى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار ، فخلّى إبراهيم عن مناقيرهنّ فوقفن وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ ، ثمّ قلن : أحييتنا يا نبيّ الله أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله يُحيي ويميت » (٢).
السادس : ما رواه ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني ـ في باب النوادر من كتاب الجنائز ـ : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب (٣) ، عن أبي أيّوب (٤) ، عن يزيد (٥) الكناسي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين ، خرجوا يسيرون فمرّوا بقبر على ظهر الطريق قد سفى (٦) عليه السافي ، ليس منه إلا رسمه ، فقالوا : لو دعونا الله الساعة فينشر لنا
____________
١ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
٢ ـ الخصال : ٢٦٤ / ١٤٦.
٣ ـ ( عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ) لم يرد في « ح ».
٤ ـ « عن أبي أيّوب » أثبتناه من المصدر لضرورة وجوده في السند كما ورد في طبقات الرواة.
٥ ـ في « ح » : بريد.
٦ ـ سفى : سفت اذلريح التراب : ذرته وحملته. القاموس المحيط ٤ : ٣٨٠ ـ سفت.
صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت ، فدعوا الله عزّوجلّ وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به : أنت إلهنا يا ربّنا ليس لنا إله غيرك ـ إلى أن قالوا (١) ـ : انشر لنا هذا الميّت بقدرتك.
قال : فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية ، ينفض رأسه من التراب فزعاً شاخصاً بصره إلى السماء ، فقال لهم : ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا : دعوناك لتخبرنا كيف وجدت طعم الموت؟ فقال لهم : قد سكنت في قبري تسعاً وتسعين سنة ما ذهب عنّي ألم الموت وكربه ، ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي ، فقالوا له : متّ وأنت على ما نرى أبيض الرأس واللحية؟ فقال : لا ولكن لمّا سمعت الصيحة اُخرج اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فبقيت فيه ، فخرجت فزعاً شاخصاً بصري ، مهطعاً إلى صوت الداعي ، فابيضّ لذلك رأسي ولحيتي » (٢).
أقول : وإذا جاز أن يحيي الله الموتى بدعاء أولاد الملوك المتعبّدين ، فكيف يجوز أن ينكر إحياء الموتى بدعاء أولاد الأنبياء المعصومين والأئمّة الطاهرين ، مع ما تقدّم في الباب السابق وغيره.
السابع : ما رواه الكليني أيضاً ـ في كتاب العقل والجهل ـ : عن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد السياري ، عن أبي يعقوب البغدادي ، عن أبي الحسن عليهالسلام (٣) في حديث أنّه قال : « إنّ الله بعث عيسى عليهالسلام في زمان قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطبّ ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله » (٤) الحديث.
____________
١ ـ في المطبوع و « ح ، ش ، ط » قال : وما في المتن من « ك ».
٢ ـ الكافي ٣ : ٢٦٠ / ٣٨.
٣ ـ في المصدر : قال : قال ابن السكيت لأبي الحسن عليهالسلام.
٤ ـ الكافي ١ : ٢٤ / ٢٠.
ورواه ابن بابويه في كتاب « العلل » : عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد مثله (١).
ورواه في كتاب « عيون الأخبار » أيضاً قريباً من نصف الكتاب (٢).
ورواه البرقي في كتاب العلل من « المحاسن » (٣).
الثامن : ما رواه الكليني في ـ باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد (٤) ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام قال : قلت له : إنّ عيسى عليهالسلام كان يُحيي الموتى بإذن الله ، قال : « صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقدر على هذه المنازل » (٥) الحديث.
ورواه الصفّار في « بصائر الدرجات » : عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن إبراهيم (٦) ، عن أبيه ، عن أبي الحسن عليهالسلام (٧) مثله (٨).
ورواه في باب آخر عن محمّد بن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبيه (٩) ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام (١٠).
____________
١ ـ علل الشرائع : ١٢١ / ٦.
٢ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٧٩ / ١٢.
٣ ـ لم أعثر عليه في النسخ المطبوعة من المحاسن.
٤ ـ في المصدر زيادة : عن ابراهيم.
٥ ـ الكافي ١ : ٢٢٦ / ٧.
٦ ـ في « ح ، ط ، ك » : وابراهيم.
٧ ـ في « ط » زيادة : الأول.
٨ ـ بصائر الدرجات : ٦٧ / ١.
٩ ـ ( عن أبيه ) لم يرد في « ط ».
١٠ ـ بصائر الدرجات : ١٣٤ / ٣ ، والسند فيه هكذا : محمّد بن الحسن ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام.
التاسع : ما رواه الكليني في « الروضة » ـ بعد حديث قوم صالح ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد وغيره ، عن بعضهم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام وبعضهم عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (١) فقال : « إنّ هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين ألف بيت ، كان الطاعون يقع فيهم في كلّ أوان ، وكانوا إذا أحسّوا به خرج الأغنياء لقوّتهم ، وبقي الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين خرجوا ويكثر في الذين أقاموا.
قال : فاجتمع (٢) رأيهم جميعاً أنّهم إذا أحسّوا بالطاعون خرجوا من المدينة كلّهم ، فلمّا أحسّوا بالطاعون خرجوا جميعاً وتنحّوا عن الطاعون حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله ثمّ إنّهم مرّوا بمدينة خربة قد جلا أهلها وأفناهم الطاعون ، فنزلوا بها فلمّا حطّوا رحالهم ، قال لهم الله : موتوا جميعاً ، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميماً وكانوا على طريق المارّة ، فجمعوهم في موضع فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل ، فلمّا رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال : ربِّ لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتّهم فعمّروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك ، فأوحى الله إليه أفتحبّ ذلك؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله إليه أن قل كذا وكذا فقال الذي أمره الله أن يقول.
قال أبو عبدالله عليهالسلام : وهو الاسم الأعظم ، قال : فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام ونظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياءً ينظر بعضهم إلى بعض ،
____________
١ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٤٣.
٢ ـ في « ط » : فأجمع.
يسبِّحون الله ويكبِّرونه ويهلِّلونه ، فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير » قال عمر بن يزيد : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « فيهم نزلت هذه الآية » (١).
العاشر : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » قريباً من النصف : ( عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ) (٢) عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزّوجلّ ( وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ ) (٣) قلت : ولده كيف أُوتي مثلهم؟ قال : « أحيا له من ولده الذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم ، والذين هلكوا يومئذ » (٤).
الحادي عشر : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » ـ في حديث عنوانه حديث الميّت الذي أحياه عيسى عليهالسلام ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة (٥) ، عن أبان بن تغلب وغيره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنّه سُئل هل كان عيسى عليهالسلام أحيا أحداً بعد موته حتّى كان له أكل ورزق ومدّة وولد؟ قال : « نعم إنّه كان له صديق مواخ له (٦) في الله ، وكان عيسى عليهالسلام يمرّ به وينزل عليه ، وإنّ عيسى عليهالسلام غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به ليسلّم عليه ، فخرجت إليه اُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله ، قال : أفتحبّين أن تريه؟ قالت : نعم ، فقال لها : إذا كان غداً فآتيك حتّى اُحييه لك بإذن الله.
____________
١ ـ الكافي ٨ : ١٩٨ / ٢٣٧.
٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
٣ ـ سورة الأنبياء ٢١ : ٨٤.
٤ ـ الكافي ٨ : ٢٥٢ / ٣٥٤.
٥ ـ « عن أبي جميلة » أثبتناه من المصدر لضرورة وجوده في السند.
٦ ـ في « ط » : هو أخ. بدل من : مواخ له.
فلمّا كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقي معي إلى قبره فوقف عليه عيسى عليهالسلام ، ثمّ دعا الله عزّوجلّ فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما عيسى عليهالسلام ، فقال عيسى عليهالسلام : أتحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدّة؟ فقال عيسى عليهالسلام : بل بأكل ورزق ومدّة تعمّر عشرين سنة ، وتزوّج ويولد لك ، قال : نعم إذاً ، فدفعه عيسى عليهالسلام إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له » (١).
الثاني عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « علل الشرائع والأحكام » ـ في باب العلّة التي من أجلها اتّخذ الله إبراهيم خليلاً ـ قال : سمعت محمّد بن عبدالله بن طيفور يقول : إنّ إبراهيم سأل ربّه أن يُحيي له الموتى ، فأمره أن يميت له الحيّ سواءً بسواء لما أمره بذبح ابنه إسماعيل ، وإنّ الله أمر إبراهيم أن يذبح أربعة من الطير طاووساً ونسراً وديكاً وبطّاً. ثمّ ذكر القصّة السابقة وأنّ الله أحياها له. وذكر ما في ذلك من الإشارة (٢).
الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « العلل » ـ في باب النوادر بعد أبواب الحجّ ـ : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عمرو (٣) ، عن (٤) صالح بن سعيد ، عن أخيه سهل الحلواني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « بينا عيسى بن مريم في سياحته إذ مرّ بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور ، فقال : إنّ هؤلاء ماتوا بسخطة ولو ماتوا بغيرها تدافنوا ، قيل له : ياروح
____________
١ ـ الكافي ٨ : ٢٣٧ / ٥٣٢.
٢ ـ علل الشرائع : ١٣٦ / ٨.
٣ ـ في « ك » : محمّد بن أبي عمير.
٤ ـ في « ك » : وعن.
الله نادهم ، فقال : يا أهل القرية فأجابه مجيب : لبّيك يا روح الله » (١). ثمّ ذكر ما جرى بينهما من الكلام والخطاب والسؤال والجواب.
ورواه الكليني أيضاً في « اُصول الكافي » (٢).
ورواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « ثواب الأعمال وعقاب الأعمال » في عقاب حبّ الدنيا وعبادة الطاغوت (٣).
الرابع عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب غيبة إدريس النبي عليهالسلام ـ : عن أبيه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكّل كلّهم ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث طويل : « إنّ إدريس عليهالسلام اضطرّه الجوع إلى أن وقف إلى باب عجوز ، فقال لها : أطعميني فإنّي مجهود من الجوع ، فقالت : إنّهما قرصتان واحدة لي وواحدة لإبني ، فقال لها : إنّ ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى به (٤) ، ويجزيني النصف الآخر فأحيى به ، فأكلت المرأة قرصتها وكسرت النصف الآخر بين إدريس وبين ابنها ، فلمّا رأى ابنها إدريس عليهالسلام يأكل من قرصته اضطرب حتّى مات.
فقالت اُمّه : يا عبد الله قتلت عليَّ ابني جزعاً على قوته؟ قال إدريس : فأنا
____________
١ ـ علل الشرائع : ٤٦٦ / ٢١.
٢ ـ الكافي ٢ : ٣١٨ / ١١.
٣ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٣ / ١.
٤ ـ قوله : ( فيُحيى به ) لم يرد في « ك ».
اُحييه بإذن الله تعالى فلا تجزعي ، ثمّ أخذ إدريس بعضدي (١) الصبي فقال : أيّتها الروح الخارجة من بدن هذا الغلام بإذن الله ارجعي إلى بدنه ، بإذن الله وأنا إدريس النبي ، فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله ، فلمّا سمعت المرأة ذلك ونظرت إلى ابنها قد عاش ، قالت : أشهد أنّك إدريس النبي وخرجت تنادي » (٢) الحديث.
الخامس عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في حديث الخضر عليهالسلام ـ : بإسناده عن عبدالله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عزّوجلّ : إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً ـ إلى أن قال ـ : فوصفت له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتّى يسمع الصيحة ، وأنّه خرج في طلبها حتّى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستّون عيناً ، وكان الخضر على مقدّمته فأعطاه حوتاً مالحاً وأعطى كلّ واحد من أصحابه حوتاً مالحة ، وقال لهم : ليغسل كلّ رجل منهم (٣) حوته عند عين فانطلقوا.
وانطلق الخضر إلى عين من تلك العيون ، فلمّا غمس الحوت في الماء حيي وانساب ، فلمّا رأى ذلك الخضر علم أنّه ظفر بماء الحياة ، فرمى بثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس فيه ويشرب منه ، فرجع كلّ منهم إلى ذي القرنين وحوته معه ، ورجع الخضر وليس معه حوت فسأله عن قصّته فأخبره ، فقال له : شربت من ذلك الماء؟ فقال : نعم ، فقال له : أنت صاحبها ، فابشر بالبقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار ، إلى النفخ في الصور (٤) الحديث.
السادس عشر : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » : مرسلاً وأورد قصّة
____________
١ ـ في « ط » : بعضد.
٢ ـ كمال الدين : ١٣١ ـ ١٣٢.
٣ ـ في « ح » : منكم.
٤ ـ كمال الدين : ٣٨٥ / ١.
الخضر عليهالسلام وحياة الحوت المذكور بنحو الرواية السابقة مع مخالفة في كثير من الألفاظ واكتفيت بالإشارة إليها للاختصار (١).
السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان لعلوم القرآن » نقلاً من كتاب « تفسير القرآن » للشيخ الجليل محمّد بن مسعود العيّاشي : مرفوعاً عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى ) (٢) قال : « كان المقتول شيخاً مثرياً (٣) قتله بنو أخيه ، وألقوه على باب بعض الأسباط ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة ويضربوا (٤) القتيل ببعضهاو فيحيي الله القتيل » (٥) الحديث.
قال الطبرسي : وإنّما أمرهم بضرب القتيل ببعضها وجعل التخيير في وقت الإحياء إليهم ، ليعلموا أنّ الله قادر على إحياء الموتى في كلّ وقت من الأوقات (٦).
الثامن عشر : ما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » أيضاً في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (٧) قال : أجمع أهل التفسير على أنّ المراد بألوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد فإنّه قال : خرجوا مؤتلفي القلوب فجعله جمع ألف مثل قاعد وقعود ، واختلف
____________
١ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٧ و ٤٠.
٢ ـ سورة البقرة ٢ : ٧٣.
٣ ـ ( مثرياً ) لم يرد في « ك ».
٤ ـ في « ح » : ويُضرب.
٥ ـ مجمع البيان ١ : ٢٦٧ ، ولم يصرّح صاحب المجمع أنّه نقله عن تفسير العيّاشي ، ولذا لم أعثر عليه في العياشي.
٦ ـ مجمع البيان ١ : ٢٧٣.
٧ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٤٣.
من قال بالعدد.
فروي : أنّهم كانوا ثلاثة آلاف ، وقيل : ثمانية آلاف ، وقيل عشرة آلاف ، وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً (١) ، وقيل : أربعين ألفاً ، وقيل : سبعين ألفاً ، فقال لهم الله : موتوا ، معناه فأماتهم الله ثمّ أحياهم ، قيل : أحياهم بدعاء نبيّهم حزقيل ، وقيل : إنّه شمعون نبي من أنبياء بني إسرائيل (٢). انتهى.
وهذا الكلام يشتمل على عدّة روايات مرسلة.
التاسع عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : روي أنّ الله أماتهم جميعاً وأمات دوابّهم ، وأتى عليهم ثمانية أيّام حتّى انتفخوا ، فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم ، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع ، ومضت عليهم مدّة حتّى بليت أجسادهم وعريت عظامهم ، فمرّ عليهم حزقيل فجعل يتفكّر فيهم متعجّباً ، فأوحى الله إليه : تريد أن اُريك آية (٣) كيف اُحيي الموتى؟ قال : نعم ، فأحياهم الله تعالى (٤).
العشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : وروي أنّهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله تعالى بعد ثمانية أيّام ، وذلك أنّه لمّا أصابهم ذلك خرج حزقيل فوجدهم موتى فبكى ، فأوحى الله إليه : قد جعلت حياتهم إليك ، فقال لهم حزقيل : احيوا بإذن الله فعاشوا (٥).
الحادي والعشرون : ما رواه الطبرسي في هذه الآية قال : سأل حمران بن أعين
__________________
١ ـ في « ط » : ثلاثين ألفاً.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ١٧١.
٣ ـ في « ط ، ك » : أنّه.
٤ ـ مجمع البيان ٢ : ١٧٢.
٥ ـ مجمع البيان ٢ : ١٧٢.
أبا جعفر عليهالسلام عن هؤلاء القوم الذين قال الله لهم ( مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (١) أحياهم الله حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم أم ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور وأكلوا الطعام؟ قال : « لا ، بل ردّهم الله حتّى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ومكثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بآجالهم » (٢).
الثاني والعشرون : ما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (٣) الآية قال : قيل : « هو عزير » وهو المروي عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وقيل : « هو ارميا » وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام ، وقيل : هو الخضر أحبّ الله أن يريه إحياء الموتى مشاهدة ( وانْظُرْ إلَى العِظَامِ ) قيل : المراد عظام حماره ، وقيل : عظامه (٤) وإنّ الله أوّل ما أحيا منه عينيه ، فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرِّقة تجتمع إليه ، وإلى اللحم الذي أكلته السباع يأتلف إلى العظام من هنا ومن هنا ، ويلتزق بها حتّى قام وقام حماره (٥).
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك ، وعلى أنّ عزيراً وارميا من الأنبيا عليهمالسلام.
الثالث والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ ِ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ) (٦) قال : روي عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير والسدّي : إنّ الملك بشَّر إبراهيم بأنّ الله اتّخذك خليلاً وأنّه يجيب دعوتك ويُحيي الموتى بدعائك ، فسأل الله أن يفعل ذلك ليطمئنّ قلبه ، فأجاب الله دعوته وأحيا له
__________________
١ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٤٣.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ١٧٣.
٣ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٥٩.
٤ ـ في « ط ، ك » : حماره.
٥ ـ مجمع البيان ٢ : ٢١٨ ـ ٢١٩.
٦ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
الموتى (١).
الرابع والعشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية ، قال : روي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله ( اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ) (٢) « إنّ معناه فرّقهن على كلّ جبل ، وكانت عشرة ، ثمّ خذ بمناقيرهنّ وادعهنّ بإسمي (٣) الأكبر يأتينك سعياً ، قال : ففعل إبراهيم ذلك ثمّ دعاهنّ فقال : احيين بإذن الله ، وكانت تجتمع وتأتلف وطارت إلى إبراهيم عليهالسلام » (٤).
الخامس والعشرون : ما رواه الطبرسي في قوله تعالى ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) قال : قيل : « إنّها الطاووس والديك والحمام والغراب ، أمر أن يقطّعها ويخلط ريشها بدمها » وهو المروي عن أبي عبدالله عليهالسلام (٥).
السادس والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام ( وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله ) (٦) قال : قيل : إنّ عيسى عليهالسلام أحيا أربعة أنفس : عازر ، وكان صديقاً له ، وكان قد مات منذ ثلاثة أيّام ، فقال لاُخته : انطلقي إلى قبره ، ثمّ قال : اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع ، إنّك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك ، واُخبرهم أنّي اُحيي الموتى فأحيي عازراً ، قال : فقام عازر وخرج من قبره ، وبقي وولد له.
وابن العجوز تركته على سريره ميّتاً فدعا الله عيسى عليهالسلام فجلس على سريره ،
____________
١ ـ مجمع البيان ٢ : ٢٢٣ ، باختلاف.
٢ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
٣ ـ في « ح ، ط » : بالإسم.
٤ ـ مجمع البيان ٢ : ٢٢٤.
٥ ـ المصدر نفسه.
٦ ـ سورة آل عمران ٣ : ٤٩.
ونزل عن أعناق الرجال ، ولبس ثيابه ورجع إلى أهله وبقي وولد له.
وابنة العاشر ، قيل له : أتحييها وقد ماتت أمس؟ فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت.
وسام بن نوح دعاه باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه ، وقال : قد قامت القيامة؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم ، قال : ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان ، وإنّ سام بن نوح قد عاش خمسمائة عام وهو شاب ، فقال له : مت فقال : بشرط أن يعتقني الله من سكرات الموت (١) فدعا الله ففعل (٢).
السابع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير هذه الآية قال : قيل : إنّ عيسى عليهالسلام كان يُحيي الموتى بـ ( يا حيّ يا قيّوم ) وقيل : إنّ الله كان يُحيي الموتى عند دعائه (٣).
الثامن والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (٤) قال : روي « أنّ موسى اختار سبعين رجلاً حين خرج إلى الميقات ليكلِّمه الله بحضرتهم ، فلمّا حضروا وسمعوا كلامه سألوا الله الرؤية فأصابتهم الصاعقة ، ثمّ أحياهم الله » (٥).
قال : ورواه علي بن إبراهيم وهو الصحيح (٦).
__________________
١ ـ في حاشية « ط ، ك » : أي بأن يسهل عليَّ الموت الآن ، أو بأن لا يُحييني مرّة اُخرى بحيث أموت بعدها « منه رحمهالله » وفي « ط » : منه قدسسره.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٣٦٥ ـ ٣٦٦.
٣ ـ مجمع البيان ٢ : ٣٦٦.
٤ ـ سورة الأعراف ٧ : ١٥٥.
٥ ـ مجمع البيان ٤ : ٣٩٨.
٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤١.
التاسع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ ) (١) عن ابن عبّاس وابن مسعود : إنّ الله ردّ على أيّوب أهله الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معهم وكذلك ردّ الله عليه أمواله ومواشيه بأجمعها ، وأعطاه مثلها معها. وبه قال الحسن وقتادة.
قال الطبرسي : وهو المروي عن أبي عبدالله عليهالسلام وقيل : كان له سبع بنات وثلاث بنين ، وقيل : سبع بنين وسبع بنات (٢).
الثلاثون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي في « تفسير القرآن » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « إنّ رجلاً ـ من خيار بني إسرائيل وعلمائهم ـ خطب امرأة فأنعمت له ، وخطبها ابن عمّه وكان فاسقاً رديّاً فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمّه فقعد له فقتله غيلة ، ثمّ حمله إلى موسى ، فقال : يا نبي الله إنّ ابن عمّي قد قُتل ، فقال موسى : مَنْ قتله؟ قال : لا أدري.
وكان القتل عظيماً في بني إسرائيل ، فاجتمعوا وبكوا وضجّوا ، فقال لهم موسى : إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى قل لهم : اضربوه ببعضها ، وقولوا له : من قتلك؟ فأخذوا الذَنَب فضربوه به ، وقالوا : مَن قتلك يا فلان؟ قال : قتلني فلان بن فلان وهو قوله ( اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (٣) » (٤).
الحادي والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » مرفوعاً : « أنّه كان
____________
١ ـ سورة الأنبياء ٢١ : ٨٤.
٢ ـ مجمع البيان ٧ : ١١٣.
٣ ـ سورة البقرة ٢ : ٧٣.
٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٤٩.
وقع طاعون بالشام ، فخرج منهم خلق كثير هرباً من الطاعون ، فصاروا إلى مغارة (١) فماتوا في ليلة واحدة كلّهم ، فبقوا حتّى كانت عظامهم يمرّ بها المارّ فينحّيها برجله عن الطريق ، ثمّ أحياهم الله فردّهم إلى منازلهم فبقوا دهراً طويلاً ، ثمّ ماتوا وتدافنوا (٢).
الثاني والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ إبراهيم نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع الطير وسباع البحر ، ثمّ تثب السباع بعضها على بعض ، فيأكل بعضها بعضاً ، فتعجّب إبراهيم فقال : ( ربِّ أرني كيف تُحيي الموتى ) قال الله ( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) (٣) الآية.
فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب فقطّعهنّ وأخذ لحماتهنّ ففرّقه على عشرة أجبال ، وأخذ مناقيرهنّ ثمّ دعاهنّ ، فقال : إحيي بإذن الله ، فكانت تتألّف وتجتمع لحم كلّ واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى إبراهيم ، فعند ذلك قال إبراهيم ( أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٤) » (٥).
الثالث والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » أيضاً مرسلاً : « إنّ الله لمّا أنزل على موسى التوراة وكلّمه قال في نفسه : ما خلق الله خلقاً أعلم منّي ، فأوحى الله إلى جبرئيل عليهالسلام أن أدرك موسى وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين رجلاً
____________
١ ـ في « ح ، ط » : مفازة.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٠ ـ ٨١.
٣ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
٤ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.