أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
يسأل عن عبد الرّحمن بن مهديّ أكان كثير الحديث؟ فقال : قد سمع ولم يكن بذاك الكثير جدا ، كان الغالب عليه حديث سفيان ، وكان يشتهي أن يسأل عن غيره من كثرة ما يسأل عنه ، فقيل له : ما كان يتفقه؟ قال : كان يتوسع في الفقه ، كان أوسع فيه من يحيى ، كان يحيى يميل إلى قول الكوفيّين ، وكان عبد الرّحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث ، وإلى رأي المدينيّين. فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكى عنه القدر. قال : ويحل له أن يقول هذا ، هو سمع هذا منه؟ ثم قال : يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه! وقيل لأبي عبد الله كان عبد الرّحمن حافظا؟ فقال : حافظا ، وكان يتوقى كثيرا ، كان يحب أن يحدث باللفظ.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد ، وبعده عبد الرّحمن أفقه الرجلين.
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا محمّد بن الفضل عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ ـ بها ـ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول : سمعت المهنى بن يحيى يقول : سألت أحمد بن حنبل أيهما أفقه عبد الرّحمن بن مهديّ ، أو يحيى بن سعيد؟ فقال : عبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن ـ هو ابن أبي حاتم ـ حدّثنا أبي ، قال : سمعت أبا الرّبيع الزهراني يقول : ما رأيت مثل عبد الرّحمن بن مهديّ ، ووصف عنه بصرا بالحديث.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي ـ وذكر عبد الرّحمن بن مهديّ ـ فقال : قال له رجل أيما أحب إليك ، يغفر الله لك ذنبا ، أو تحفظ حديثا؟ فقال : أحفظ حديثا.
أخبرني أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ قال : سمعت أبا الحسن هارون بن سليمان الأصبهانيّ يقول : سمعت محمّد بن النّعمان بن عبد السّلام يقول : قال معاذ بن معاذ : ليس بالبصرة أحد يصلح للقضاء إلا رجل واحد ، قلت : من هو؟ قال : عبد الرّحمن بن مهديّ ، وله عيب ، قلت : ما هو؟ قال : ليس له عشيرة ، إن حكم على رجل من الكبار منعوه منه.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني محمّد بن عبد الرحيم قال : سمعت علي بن عبد الله يقول : لم يكن من أصحاب النبيصلىاللهعليهوسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه ، وقاموا بقوله في العفة إلا ثلاثة ؛ زيد ، وعبد الله ، وابن عبّاس ، فأعلم الناس بزيد بن ثابت. وقوله! العشرة : سعيد بن المسيّب ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وعروة بن الزّبير ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار ، وأبّان بن عثمان ، وقبيصة بن ذؤيب ، وذكر آخر فكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ، ابن شهاب ، ثم بعده مالك بن أنس ، ثم بعد مالك عبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، حدثني خالي أبو بكر محمّد بن إسحاق النعال، حدّثنا علي بن الحسن بن دليل ، حدّثنا أبو عبد الله المقدمي قال : حدثني أبي قال: سمعت علي بن المدينيّ يقول : إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرّحمن بن مهديّ على ترك رجل لم أحدث عنه ، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرّحمن لأنه أقصدهما ، وكان في يحيى تشدد.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان الفقيه قال : سمعت يحيى بن محمّد بن صاعد يقول : سمعت الأثرم يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إذا حدث عبد الرّحمن بن مهديّ عن رجل فهو حجة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سمعت أبي يقول : عبد الرّحمن بن مهديّ أثبت أصحاب حمّاد بن زيد ، وهو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد ، وأتقن من وكيع ، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري.
أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسن بن إدريس قال : قال ابن عمار : ابن مهديّ ، ووكيع ، كلاهما عندي ثبت ، ابن مهديّ حافظ وهو أبصر ، ووكيع أفضل فضلا. قال ابن عمار : كان ابن مهديّ أعلم بالاختلاف من وكيع ، وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكوفة.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : إذا اختلف وكيع وعبد الرّحمن فعبد الرّحمن أثبت ، لأنه أقرب عهدا بالكتاب.
أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء ، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول : سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : اختلف عبد الرّحمن بن مهديّ ووكيع بن الجرّاح في نحو من خمسين حديثا من حديث الثوري ، فنظرنا فإذا عامة الصواب في يد عبد الرّحمن.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل بن زياد : وسألت أبا عبد الله قلت : إذا اختلف وكيع وعبد الرّحمن يقول من نأخذ؟ قال : عبد الرّحمن يوافق أكثر وبخاصة في سفيان ، كان معنيا بحديث سفيان.
أخبرنا ابن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل ، حدّثنا علي بن عبد الله المدينيّ قال : ما عندنا أثبت في سفيان بعد يحيى من عبد الرّحمن.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن علي بن الهيثم المقرئ ، حدّثنا يزيد البادا قال : سمعت عبيد الله بن عمر يقول : قال لي يحيى بن سعيد : ما سمع عبد الرّحمن بن مهديّ من سفيان عن الأعمش أحب إليّ مما سمعت أنا من الأعمش.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزّهريّ ـ الخطيب بالدينور ـ أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي ابن المدينيّ : لم ير مثل يحيى بن سعيد ، وعبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن علي بن الهيثم ، حدّثنا يزيد البادا ، حدّثنا عبيد الله بن عمر قال : وقال رجل ليحيى بن سعيد : يا أبا سعيد إن فلانا يقول إن عبد الرّحمن كان سيئ الأخذ ، كان يسمع من الشيخ والكتاب في كمه ، فغضب يحيى ثم قال : عبد الرّحمن يسمع نائما أحب إليّ من أن يملى علىّ ذاك.
أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : كان عبد الرّحمن بن مهديّ أعلم الناس ، قالها مرارا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثني محمّد بن عثمان بن أبي صفوان قال : سمعت علي بن المدينيّ
يقول غيرة مرة : والله لو أخذت لحلفت بين الركن والمقام ، لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ـ هو القاضي ـ قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : أعلم الناس بالحديث عبد الرّحمن بن مهديّ. قال القاضي : وكان عليّ شديد التوقي ، فأضرم على عبد الرّحمن ، وكان عبد الرّحمن يعرف حديثه وحديث غيره ، قال : وكان يذكر له الحديث عن الرجل فيقول خطأ ، ثم يقول : ينبغي أن يكون أتى هذا الشيخ من حديث كذا من وجه كذا ، فنجده كما قال. قال : وقلت له : قد كتبت حديث الأعمش ـ وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها ـ فقلت ومن يفيدنا عن الأعمش؟ قال : فقال لي من يفيدك عن الأعمش؟ قلت : نعم! قال : فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي ، قال : وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا ولم أكتب حديثهم عن رجل ، قال القاضي : أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود.
أخبرني محمّد بن أحمد بن علي الدّقّاق ، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ـ بالبصرة ـ أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن خلّاد ، أخبرني أبي أن القاسم بن نصر المخرّميّ حدثهم قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : قدمت الكوفة فعنيت بحديث الأعمش فجمعته ، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرّحمن فسلمت عليه ، فقال : هات يا علي ما عندك ، فقلت : ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا ، قال فغضب فقال : هذا كلام أهل العلم ، ومن يضبط العلم ، ومن يحيط به؟ مثلك يتكلم بهذا؟ أمعك شيء يكتب فيه؟ قلت نعم! قال أكتب ، قلت ذاكرني فلعله عندي ، قال أكتب لست أملى عليك إلا ما ليس عندك ، قال فأملى عليّ ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا. ثم قال : لا تعد ، قلت لا أعود. قال علي : فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب ، فقال : امض بنا إلى عبد الرّحمن أفضحه اليوم في المناسك ، قال علي : وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ، قال : فذهبنا فدخلنا عليه ، فسلمنا وجلسنا بين يديه. فقال : هاتا ما عندكما ، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة ، قال : نعم ما أحد يفيدنا في الحج شيئا ، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليّ ، ثم قال : يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ، فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان فروى : يتفرقان حيث
اجتمعا ، ويجتمعان حيث تفرقا قال : ارو ومتى يجتمعان ، ومتى يفترقان؟ قال : فسكت سليمان ، فقال : اكتب ، وأقبل يلقي عليه المسائل ويملى عليه ، حتى كتبنا ثلاثين مسألة ، في كل مسألة يروي الحديث والحديثين ، ويقول سألت مالكا ، وسألت سفيان ، وعبيد الله بن الحسن ، قال فلما قمت قال : لا تعد ثانيا تقول مثلما قلت ، فقمنا وخرجنا ، قال : فأقبل عليّ سليمان فقال : أيش خرج علينا من صلب مهديّ هذا؟! كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا وسفيان وعبيد الله.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا علي بن أحمد ابن النّضر قال : قال علي بن المدينيّ : كان يحيى بن سعيد أعلم بالرجال ، وكان عبد الرّحمن أعلم بالحديث ، قال علي : وما شبهت علم عبد الرّحمن بالحديث إلا كسحر.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان ، حدّثنا ابن أسيد ، حدّثنا علي بن أحمد بن النّضر قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : كان علم عبد الرّحمن بن مهديّ بالحديث كالسحر.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أنبأنا ـ أحمد بن علي الأبار.
وأخبرني علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن علي بن سهل الإمام ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال : قلت لعبد الرّحمن بن مهديّ : كيف تعرف صحيح الحديث من غيره ، وقال الرّزّاز من خطئه؟ قال : كما يعرف الطّيب المجنون.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ـ بنيسابور ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي ، حدّثنا الحسن بن سفيان قال : حدّثنا عبد العزيز بن سلام ، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال : قيل لعبد الرّحمن بن مهديّ : كيف تعرف هؤلاء الرجال؟ قال : كما يعرف الطّبيب المجنون.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت عبد الرّحمن بن أحمد القاضي يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن الحسن يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول : ما رأيت في يد عبد الرّحمن بن مهديّ كتابا قط ، وكل ما سمعت منه سمعته حفظا.
وقال ابن نعيم : سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ ـ وسئل عن سماع قتيبة بن سعيد عن مالك ـ فقال : صالح ، قيل له أيما أحب إليك ، عبد الرّحمن بن مهديّ عن مالك ، أو روح بن عبادة عن مالك؟ فقال : عبد الرّحمن إمام وهو أحب إليّ من كل أحد ، فقيل له : إن عبد الرّحمن عرض على مالك ، وروح بن عبادة سمعه لفظا. فقال : عرض عبد الرّحمن أجل وأحب إلينا من سماع غيره.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي ـ قاضي مصر بمكة في المسجد الحرام ـ حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال البغداديّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد ابن مخلد ، حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ الأزديّ ، وكان قرة عين.
أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ـ الشيخ الصالح ـ أخبرنا أبو إسحاق إسماعيل بن الصّلت بن أبي مريم ـ مستملي علي بن المدينيّ جارنا ـ حدّثنا علي بن المدينيّ قال : كان عبد الرّحمن بن مهديّ يختم في كل ليلتين ، كان ورده في كل ليلة نصف القرآن.
حدث أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن المعدل الأصبهانيّ ـ وذكر لي محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ أنه استجاز منه جميع حديثه.
قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا هارون بن سليمان قال : قال أيّوب بن المتوكل القاري : كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدّنيا ذهبنا إلى دار عبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : وعبد الرّحمن سنة ثمان وتسعين ـ يعني مات ـ.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال علي بن المدينيّ : ومات عبد الرّحمن بن مهديّ سنة ثمان وتسعين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت عبد الرّحمن سئل عن سنه في سنة خمس وتسعين فقال : هذه السنة ، تتم لي ستين.
ومات عبد الرّحمن في رجب سنة ثمان وتسعين ، وهو ابن ثلاث وستين.
٥٣٦٧ عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية ، أبو سليمان العنسيّ الدّارانيّ :
من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق ، كان أحد عباد الله الصالحين ، ومن الزهاد المتعبدين ، ورد بغداد وأقام بها مدة ، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفى ، ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد ، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدّمشقيّ.
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا العبّاس أحمد ابن محمّد بن ثابت يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عمر بن الفضل بن غالب يقول : سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن فيروز الكلوذانيّ يقول : سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول : سمعت علي بن الحسن ابن أبي الرّبيع الزّاهد يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : سمعت ابن عجلان يذكر عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أنس. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلى قبل الظهر أربعا ، غفر له ذنوبه يومه ذلك» (١).
قرأت في كتاب أبي الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر الرّازيّ أخبرني محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن أبي المثنى الموصليّ يقول : رأيت أبا سليمان الدّارانيّ ببغداد سنة ثلاث ومائتين ـ أو أربع ومائتين ـ مخضوب اللحية ـ له شعيرة ـ في مسجد عبد الوهاب الخفّاف ، فقيل له إن عبد الوهاب الخفّاف يقول بشيء من القدر ، فترك الصّلاة في مسجده وذهب إلى مسجد آخر. قال أبو جعفر : وإني أرجو برؤيته خيرا.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدّقّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان قال : سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة. فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل ، وبكائه على المنبر ، قال : فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني بأبصارهم ، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح ، فجلست وسكت.
__________________
٥٣٦٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٤٥.
(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١١٦٠.
وقال أحمد : سمعت أبا سليمان يقول : ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر ، فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث وافق ما في قلبه.
وقال أحمد : سمعت أبا سليمان يقول : كنت بالعراق أعمل ، وأنا بالشام أعرف.
قال أحمد : فحدثت به سليمان ابنه فقال : إنما معرفة أبي لله تعالى بالشام لطاعته بالعراق ، ولو ازداد بالشام طاعة لازداد بالله معرفة. قال صالح لسليمان : بأي شيء تنال معرفته؟ قال بطاعته ، قال : فبأي شيء تنال طاعته؟ قال : به.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري. قال : قال لي أبو سليمان : لا يفلح قلب رجل معلق بجمع القراريط والدوانيق ، يا أحمد حتى متى تكون وصافا أما تحب أن توصف؟.
وقال أحمد بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثنا ابن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول : كل ما شغلك عن الله من أهل ، أو مال ، أو ولد ، فهو عليك مشئوم. قال : فحدثت به مروان بن محمّد فقال : صدق والله أبو سليمان.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد الحربيّ قال : حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان ـ يعني الدّارانيّ ـ يقول : لو لا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا ، وما أحب البقاء في الدّنيا لشق الأنهار ، ولا لغرس الأشجار.
أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية العنسيّ يقول : مفتاح الدّنيا الشبع ، ومفتاح الآخرة الجوع ، وأصل كل خير في الدّنيا والآخرة الخوف من الله ، وإن الله يعطي الدّنيا من يحب ومن لا يحب ، إن الجوع عنده في خزائن مدّخرة ، فلا يعطى إلا لمن أحب خاصة ، ولئن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها وأقوم من أول الليل إلى آخره.
أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي ـ بدمشق ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، حدّثنا أبو القاسم بن أبي العقب ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، حدّثنا ابن أبي الحواري. قال : مات أبو سليمان سنة خمس ومائتين ، وعاش ابنه سليمان بعده سنتين وأشهرا.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوريّ. قال : مات أبو سليمان الدّارانيّ سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت : والشّاميّون أعرف بهذا من غيرهم ، فالله أعلم.
٥٣٦٨ عبد الرّحمن بن قيس ، أبو معاوية الضّبّيّ الزّعفرانيّ :
حدث عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، وحميد الطويل ، وداود بن أبي هند ، وعبد الله بن عون ، والنهاس بن قهم ، وعباد بن راشد ، وهشام بن حسّان. روى عنه الطّيالسيّ ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث ، ومقاتل بن صالح الهاشميّ ، وأبو النّضر إسماعيل بن عبد الله العجلي ، وعلي بن شعيب البزّاز ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعلي سهل بن المغيرة. وهو من أهل البصرة سكن بغداد مدة وحدث بها ، ثم انتقل إلى نيسابور فنزلها.
أخبرني الحسين بن أحمد السلماسي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدّثنا محمّد بن هارون الحضرمي ، حدّثنا علي بن شعيب السّمسار قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن قيس ، أبو معاوية البصريّ الزّعفرانيّ ـ حدّثنا محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أول كرامة المؤمن أن يغفر لمشيعيه» (١).
أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرني أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن زياد قال : حدثني محمّد بن يحيى قال : سألت عبد الصّمد بن عبد الوارث ، عن أبي معاوية الزّعفرانيّ عبد الرّحمن بن قيس. فقال : كان عبد الرّحمن ابن مهديّ يكذبه.
__________________
٥٣٦٨ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٣٩ (١٧ / ٣٦٤ ـ ٣٦٧) وعلل أحمد ١ / ١٢٢ ، ٣٨٧. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٠٨٢. والكنى لمسلم ، الورقة ١٠١. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٣٦٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٩. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٣٢٣. والمجروحين ٢ / ٥٩. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ١٧٠. وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ١٢٣. والأنساب ٦ / ٢٨٠. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٩٥. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٤٧٦. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦١٣. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٢٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٨ (أياصوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٩٤٤. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٨. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٨. والتقريب ١ / ٤٩٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٢٧.
(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٢٩. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٧٠. وتاريخ أصبهان ٢ / ٢٩٨. والجامع الكبير ٦٣٧١.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ فقال كان جارا لحمّاد بن مسعدة ، يحدث عن ابن عون ، رأيته بالبصرة وقدم علينا إلى بغداد ، وكان واسطيا ثم خرج إلى نيسابور ، حديثه ضعيف ، ولم يكن بشيء متروك الحديث.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : عبد الرّحمن بن قيس أبو معاوية ذهب حديثه.
أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، أخبرنا أحمد بن طاهر ابن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : سألت أبا زرعة ، قلت : عبد الرّحمن بن قيس؟ قال: كذاب.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو معاوية عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ البصريّ ذاهب الحديث.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن حديث أبي معاوية ، عن هلال ابن عبد الرّحمن ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر مروا على جرار سعد ، فشرب أبو بكر وعمر ، وتوضأ النبي صلىاللهعليهوسلم؟ فقال أبو علي : أبو معاوية هذا اسمه عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال : حدّثنا أبي. قال : عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ متروك الحديث ، بصريّ خرج إلى نيسابور.
أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي. قال : عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ جار لحمّاد بن مسعدة ، ضعيف ، كتبت عن حوثرة المنقريّ عنه ، كان قد أكثر عنه.
٥٣٦٩ عبد الرّحمن بن غزوان ، أبو نوح. مولى عبد الله بن مالك الخزاعيّ يعرف بقراد :
سمع شعبة ، وعكرمة بن عمار ، ويونس بن أبي إسحاق ، والليث بن سعد وأبا مالك النخعي ، والسري بن يحيى ، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وحجاج بن الشّاعر ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي الثلج وأبو خلّاد سليمان بن خلّاد ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، في آخرين.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ. قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ.
وأخبرني أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العكبريّ ، حدّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي. قالا : حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا قراد أبو نوح ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى. قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب [بحيرا] (١) هبطوا فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ قريش : ما علمك؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم تبق شجرة ولا حجر إلا خرّ ساجدا. ولا يسجدون إلا لنبي ، وإني أعرف خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به ـ وكان هو في رعية الإبل ـ فقال أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فقال أنظروا إليه ، عليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم إذا هم قد سبقوه إلى فيء الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه ، قال :
__________________
٥٣٦٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٢٧ (١٧ / ٣٣٥ ـ ٣٣٨) وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٥. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٥٥. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٣٠١. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٧٥. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨١١. والسابق واللاحق ٢٦٤. والجمع ١ / ٢٩٣. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥١٨. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٣٢٨. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٩٣٤. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٠٨. وتذكرة الحفاظ ٣٢٩. والعبر ١ / ٣٥٢. وتذهيب التهذيب ٢ / ٢٢٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٨. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩. والتقريب ١ / ٤٩٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢١٤.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألّا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم ، فاستقبلهم فقال : ما جاء بكم؟ قالوا : جاءنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس ، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا. فقال لهم : هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم؟ قالوا : لا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا : لا ، فتابعوه وأقاموا معه. قال : فأتاهم فقال أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا : أبو طالب ، فلم يزل يناشده حتى رده ، وبعث معه أبو بكر بلالا ، وزوده الراهب من الكعك والزيت.
قال الأصمّ : سمعت العبّاس يقول : ليس في الدّنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي نوح. وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.
قلت : ورواه أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان ، عن قراد بطوله أيضا.
أنبأنا ابن رزق أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي ذكر أبا نوح قرادا فقال : كان عاقلا من الرجال.
قرأت على ابن الفضل عن دعلج قال : أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت مجاهدا ـ يعني ابن موسى ـ عن قراد فقال : كان كيسا ، ما كتبت عن شيخ كان أحر رأسا منه ، إنما كان يهدر ، حدّثنا شعبة ، حدّثنا شعبة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن قراد أبي نوح فقال : ليس به بأس.
أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : قراد أبو نوح مولى عبد الله بن مالك كان ثقة.
أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي علي بن الصّوّاف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال وسألته ـ يعني محمّد بن عبد الله بن نمير ـ عن قراد أبي نوح فقال : ثقة ، إلا أنه لم يكتب عنه كبير أحد.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن جامع ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
وأخبرني أحمد بن سلمان بن علي المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا جدي قال : قراد أبو نوح هو عبد الرّحمن ابن غزوان مولى آل مالك أبي عبد الله بن مالك الخزاعيّ ، وكان ثقة ، وكان شعبة ينزل عليه.
قال علي بن المدينيّ : قراد أبو نوح مولى آل مالك ثقة. سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول : قال ابن جرير : مات قراد سنة سبع ومائتين.
٥٣٧٠ عبد الرّحمن بن علقمة ، أبو يزيد السعديّ المروزيّ :
سمع أبا حمزة السّكّري ونوح بن أبي مريم ، وحمّاد بن زيد ، وأبا عوانة ، وعبد الوارث بن سعيد ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن المبارك. وكان من كبار أصحابه ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهويه ، ورجاء بن الجارود ، ويحيى بن أبي طالب ، وحمدان بن علي الورّاق وجعفر بن محمّد الصائغ.
أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا عفّان ومالك بن إسماعيل أبو غسان النّهديّ وعبد الرّحمن ابن علقمة ويحيى الحماني. قالوا : أخبرنا أبو عوانة ، حدّثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم» (١).
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، حدّثنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاري ـ بمرو ـ حدّثنا عيسى بن محمّد ، حدّثنا العبّاس بن مصعب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن علقمة ـ وكان من أصحاب محمّد بن الحسن ـ وكان بصيرا بالحديث والرأى رجلا صالحا ، وكان عالما بالحساب والدور ، وكان أكره على قضاء سرخس ، أخرج مكرها ، فلما خرج إلى سرخس أقام بها أياما ثم هرب منها ، فلم يظهر إلى أن عزل الذي ولاه ، أو مات ، أو أعفى.
٥٣٧١ عبد الرّحمن بن إبراهيم ، أبو علي الرّاسبيّ المخرّميّ :
حدث عن فرات بن السّائب. وروى عن مالك بن أنس حديثا منكرا ، رواه عنه يحيى بن أبي طالب ، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ.
__________________
(١) ٥٣٧٠ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٨٧ ، ٣٨٨. والمستدرك ٤ / ١٠٣. ومجمع الزوائد ٤ / ١٩٩. والترغيب والترهيب ٣ / ١٨٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ١٦٥.
٥٣٧١ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٨٠٤.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق وأبو سهل بن زياد القطّان ـ واللفظ لعثمان بن أحمد ـ قال : حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الرّاسبيّ.
وأخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن حميد بن محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع اللخمي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ ، حدّثنا أبو علي المخرّميّ ـ من أصحاب أبي يوسف عبد الرّحمن بن إبراهيم سنة عشر ومائتين ـ حدّثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال : كتب عمر بن الخطّاب إلى سعد بن أبي وقاص ـ زاد يحيى وهو بالقادسية ـ أن سرح ـ وقال : عبد العزيز أن وجه ـ نضلة بن معاوية إلى حلوان العراق ـ لم يقل يحيى العراق ـ فليغر على ضواحيها ، قال : فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة ، فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا ، فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى أرهقتهم العصر ، وكادت الشمس أن تئوب. قال : فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح جبل ، ثم قام فأذن ، فقال الله أكبر الله أكبر ، فإذا مجيب من الجبل يجيبه ، كبرت كبيرا يا نضلة ، قال أشهد أن لا إله إلا الله ، قال : كلمة الإخلاص يا نضلة ، قال أشهد أن محمّدا رسول الله ، قال : هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى ابن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة ، قال : حي على الصّلاة ، قال : طوبى إن مشى إليها وواظب عليها ، قال : حي علي الفلاح ، قال أفلح من أجاب محمّدا صلىاللهعليهوسلم وهو البقاء لأمة محمّد ، فلما قال : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، قال : أخلصت الإخلاص كله يا نضلة. فحرم الله بها جسدك على النار ، فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا له من أنت يرحمك الله؟ أملك أنت ، أم ساكن من الجن. أم طائف من عباد الله؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك ، فإنا وفد الله ، ووفد رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ووفد عمر بن الخطّاب ، قال : فانفلق الجبل عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، قلنا : وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله؟ قال أنا ذريب ابن برتملا وصى العبد الصالح عيسى بن مريم ، أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء ، فيقتل الخنزير ، يكسر الصليب ، ويتبرأ مما نحلته النصارى ، فأما إذ فاتني لقاء محمّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاقرءوا عمر مني السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر ، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها ، يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمّدصلىاللهعليهوسلم
فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا في غير مناسبهم ، وانتموا إلى غير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك المعروف فلم يؤمر به ، وترك المنكر فلم ينه عنه ، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدنانير والدراهم وكان المطر قيظا ، والولد غيظا ، وطولوا المنارات ، وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد ، وأظهروا الرشى ، وشيدوا البناء ، واتبعوا الهوى ، وباعوا الدين بالدّنيا واستخفوا بالدماء ، وقطعت الأرحام ، وبيع الحلم وأكل الربا فخرا ، وصار الغنى عزّا ، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه ، فسلم عليه ، وركب النساء السروج ، ثم غاب عنا. قال : فكتب بذلك نضلة إلى سعد ، فكتب سعد إلى عمر ، فكتب عمر إلى سعد : لله أبوك صر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل ، فإن لقيته فأقرئه مني السلام ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق ، قال : فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل ، أربعين يوما ينادى بالأذان في وقت كل صلاة فلا جواب ـ سياق الحديث لابن رزق.
٥٣٧٢ عبد الرّحمن بن محمّد بن علقمة ، أبو أميّة الفرائضيّ (١) البصريّ :
أخبرنا أحمد بن علي اليزدي ـ في كتابه ـ أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق الحافظ قال : أبو أميّة عبد الرّحمن بن محمّد بن علقمة الفرائضيّ سكن بغداد. وروى عن أبي فضالة مبارك بن فضالة القرشيّ ، وشعبة. روى عنه سوار بن عبد الله بن سوار العنبريّ.
حدّثنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.
وأخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازى ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق الشّاهد ، بالأهواز ـ حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خياط. قال : وأبو أميّة الفرضي مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
٥٣٧٣ عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن صادر ، المدائنيّ يلقب سيبويه :
حدث عن أغلب بن تميم ، وعامر بن صالح بن رستم ، وعون بن المعمر ،
__________________
(١) ٥٣٧٢ الفرائضي : هذه النسبة إلى الفرائض ، وهي المقدرات وعلم المواريث ، ويقال لمن يعلم هذا العلم : الفرضي والفارض والفرائضي (الأنساب ٩ / ٢٥٨).
وعبد الحكيم بن منصور ، وفضيل به سليمان النميري ، وبشر بن المفضل ، وسليم بن أخضر ، وغيرهم روى عنه محمّد بن هارون الفلاس المخرّميّ ، وعبّاس الدوري ، وأحمد بن حرب المعدل ، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء وقراءة ـ حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن صادر المدائنيّ ، حدّثنا أغلب بن تميم عن غالب القطّان عن الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «من قرأ يس في ليله ابتغاء وجه الله غفر له» (١).
٥٣٧٤ عبد الرّحمن بن يونس بن هاشم ، أبو مسلم الرّوميّ ، مولى أبي جعفر المنصور وهو المستملي :
كان يستملى على سفيان بن عيينة ، ويزيد بن هارون. وحدث عن ابن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، ومعن بن عيسى ، وعبد الله بن إدريس ، ومحمّد بن فضيل. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، وحاتم بن الليث الجوهريّ ، وعبّاس الدّوريّ ، وحنبل بن إسحاق الحربيّ ، وإبراهيم بن إسحاق وأحمد بن يوسف التغلبي ، وأحمد بن بشر المرثدي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ـ قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا أبو مسلم المستملي ، حدّثنا معن بن عيسى ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزّبير ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلىاللهعليهوسلم سرب نساءه ليلة جمع قبل الزحام.
__________________
(١) ٥٣٧٣ انظر الحديث في : سنن الدارمي ٢ / ٤٥٧. والترغيب والترهيب ٢ / ٣٧٧ ، ٤٦٦. وصحيح ابن حبان ٦٦٦. والدر المنثور ٥ / ٢٥٦. وإتحاف السادة المتقين ٣ / ٢٤١ ، ٣ / ٣٠٠.
٥٢٧٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٩٩ (١٨ / ٢٣ ـ ٢٥). والمنتظم ١٠ / ٩٤. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٦. وتاريخ الدارمي ، ترجمة ٣٩١. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١١٦٦. والصغير ٢ / ٣٥٣. وثقات العجلي ، الورقة ٣٤. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٣٨. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٧٩. والجمع ١ / ٢٩٣. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٤٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٣٣٩٣. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٦١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٣٤. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٥٠١٠. ونهاية السئول ، الورقة ٢١٢. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٠٢. والتقريب ١ / ٥٠٣. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٩٢.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد حدّثني أبي. قال : أبو مسلم عبد الرّحمن بغدادي كان مستملي سفيان بن عيينة.
أخبرنا ابن رزق ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ. قال : سألت أبا يحيى محمّد بن عبد الرحيم ، عن أبي مسلم فلم يرضه أراد أن يتكلم فيه ثم قال : استغفر [الله] (١) فقلت له : في الحديث؟ قال : نعم وشيئا آخر ، ولم يرضه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن عديّ بن زحر البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود ـ وذكر أبا مسلم المستملي ـ فقال : كان يجوز حد المستجيز (٢) في الشرب.
قلت : وأحسب أن هذا هو الذي كنى عنه محمّد بن عبد الرحيم في قوله : «وشيئا آخر».
وقد ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ أن أباه سئل عنه فقال : صدوق. أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : عبد الرّحمن بن يونس أبو مسلم المستملي بغدادي مات سنة خمس وعشرين أو نحوها.
قلت : ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة أربع وعشرين ومائتين ، فيها مات أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج الثّقفيّ قال : سمعت حاتم بن الليث الجوهريّ يقول : أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي ، أصله رومي مولى أبي جعفر أمير المؤمنين ، وكان يستملى لسفيان بن عيينة وغيره ، وكان لا يخضب ، وولد سنة أربع وستين ومائة ببغداد في رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) في تهذيب الكمال : «كان يجوز في حد المستحلين».
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : مات أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس يوم الأربعاء فجأة لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
٥٣٧٥ عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد بن حفص التّيميّ ، يعرف بابن عائشة:
من أهل البصرة كان متأدبا شاعرا ، وقدم بغداد فاتصل بأحمد بن أبي دؤاد القاضي ، وأقام في ناحيته.
فأخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي، حدّثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب. قال : كان عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد بن عائشة شاعرا ، وكان متصلا بابن أبي دؤاد فكان يتسخط عليه ولا يرضي أفعاله ، وفي هجائه له :
أنت امرؤ غث الصنيعة رنها |
|
لا تحسن النعمي إلى أمثالي |
نعماك لا تعدوك إلا لامرئ |
|
في مثل مسكك من ذوى الأشكال |
فاسلم لغير صنيعة ترجى لها |
|
إلا لسدك خلة الأنذال |
قال : وكتب إليه أبوه يسأله عن خبره مع ابن أبي دؤاد ، فكتب إليه :
أنا في الخان أؤدي |
|
كل يوم درهمين |
نازل فيه كل نف |
|
سي على سحنة عين |
وأراني عن قليل |
|
لابسا خفى حنين |
ثم مات عبد الرّحمن ابن عائشة سنة سبع وعشرين ومائتين ، فخرج أبوه إلى سر من رأى لأخذ ميراثه ، فنزل بقرب دار ابن أبي دؤاد ، فكان الناس يقصدون ابن أبي دؤاد ويجدون ابن عائشة قريبا فيدخلون إليه ، فكثر امتنانهم عليه بذلك ، فقال ابن عائشة :
سأكشف عن تسليم أهل مودتي |
|
لهم مكشفا لا يستفيد لهم حمدا |
ففرق ما بين المحبين أنني |
|
ممر لإخواني وآتيهم قصدا |
وأقام مديدة فلم يرض أيضا فعل ابن أبي دؤاد ، وانصرف إلى البصرة. قال الصولي : وفي هذه القدمة سمع من ابن عائشة ، ابن بنت منيع ونظرائه ببغداد ، وسر من رأى.
٥٣٧٦ عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة ، الضّبّيّ مولاهم :
وكان يتولى القضاء على الرقة ، ثم ولى القضاء بمدينة المنصور ، وبالشرقية.
وأخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : عزل إسماعيل ابن حمّاد بن أبي حنيفة فاستقضى مكانه عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة ، وجده من أصحاب الدولة ، وكان من أصحاب أبي حنيفة ، حسن الفقه ، وتقلد الحكم في أيام المأمون ، وما زال إلى آخر أيام المعتصم ، ولما عزل المأمون بشر بن الوليد ضم عمله إلى عبد الرّحمن بن إسحاق ، وكان على قضاء الشرقية ، فصار على الحكم بالجانب الغربي بأسره.
قلت : قول طلحة ، وكان من أصحاب أبي حنيفة يعني به أنه كان ينتحل في الفقه مذهب أبي حنيفة ، ولم ير أبا حنيفة ولا أدركه.
أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحاملي. قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة ، كان على قضاء مدينة الشرقية ، وكان من أصحاب الرأى ، وكان مترفا جماعا للمال ، وكان قد ولى قبل ذلك قضاء الرقة ، ثم قدم بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي ، وكان عبد الله بن طاهر سبب ولايته ، فولى عبد الرّحمن وكتب له كتب أصحاب الرأى ، وعنى بعد ذلك بحفظ الحديث فحفظ منه شيئا صالحا ، إلى أن عزل في صفر سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ. قال : سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عبد الرّحمن بن إسحاق بفيد في توجهه إلى مكة في ذي القعدة ودفن بها.
أخبرني الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ ، أخبرنا محمّد بن عمر الحافظ. قال : مات عبد الرّحمن بن إسحاق قاضى بغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
__________________
٥٣٧٦ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٨٣.
٥٣٧٧ عبد الرّحمن بن صالح ، أبو محمّد الأزديّ :
كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد. وحدث عن علي بن مسهر ، وشريك ابن عبد الله ، وأسامة بن زيد بن الحكم الكلبيّ ، وعلي بن عابس ، وجعفر بن سعد الكاهلي ، وأبي بكر بن عيّاش ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وهشيم بن بشير ، وأبي أسامة. روى عنه عبّاس الدّوريّ ، وأبو قلابة الرقاشي ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وعمر بن أيّوب السقطي ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وغيرهم.
أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس أبو عمر ، حدّثنا محمّد بن حفص ، حدّثنا عبّاس الدّوريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح ـ وكان شيعيّا ـ أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت أبا أحمد بن موسى يقول : رأيت يحيى بن معين جالسا في دهليز عبد الرّحمن بن صالح غير مرة يخرج إليه جذاذات يكتب منها عنه.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : قال خلف بن سالم ليحيى بن معين : تمضي إلى عبد الرّحمن بن صالح؟ فقال له يحيى ابن معين : أغرب لا صلى الله عليك ، عنده والله سبعون حدّثنا ما سمعت منها شيئا. قال أبو علي الحسين بن فهم : ورأيت يحيى بن معين وحبيش بن مبشر ، وابن الرّوميّ ، بين يدي عبد الرّحمن بن صالح جلوسا.
أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن القاسم الغطريفي قال : سمعت جعفر بن سهل الدّقّاق يقول : سمعت سهل بن علي الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبد الرّحمن بن صالح ، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف.
قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن
__________________
٥٣٧٧ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٥١ (١٧ / ١٧٧ ـ ١٨٣). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٠. وسؤالات ابن محرز ، الترجمة ٣٦٥. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١١٧٤. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٨٠. والكامل ، لابن عدي ٢ / الورقة ١٨٠. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨٢٢. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢١٤. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٨٨٩. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٣. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٩٧ ، ١٩٨. والتقريب ١ / ٤٨٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤١٢٩.