أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠
باب الصاد
ذكر من اسمه صالح
٤٨٤٣ ـ صالح بن حسّان ، أبو الحارث الأنصاريّ :
من بني النضير. مديني روى عن محمّد بن كعب القرظي ، وعروة بن الزبير.
قال ابن أبي حاتم الرّازيّ : هو حجازي قدم بغداد ، وروى عنه ابن أبي ذئب ، وأنس بن عياض ، وعائذ بن حبيب ، وسعيد بن محمّد الورّاق.
قلت : في قول ابن أبي حاتم روى عنه ابن أبي ذئب عندي نظر ، لأن الذي يروي عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسّان ، لا ابن حسّان ، وذاك يروي عن سعيد بن المسيّب ، وأبي سلمة بن عبد الرّحمن ، فالله أعلم. وقد روى عن صالح بن حسّان أبو حفص عمر بن عبد الرّحمن الأبّار ، وإبراهيم بن عيينة ، وأبو يحيى الحماني ، وحفص ابن عمر قاضي حلب ، وأبو عاصم النبيل ، وأبو داود الحفري. روى عنه أيضا صالح ابن أبي الأسود عن جعفر بن محمّد بن عليّ.
أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا الفضل بن غسان الغلابي ، حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص ابن عمر قال : حدّثنا صالح بن حسّان عن محمّد بن كعب عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تأخذوا الحديث إلّا عمن تجيزون شهادته» (١).
رواه أبو حفص الأبّار عن صالح ، فاختلف عليه في رفعه ، ووقفه على ابن عبّاس ورواه أبو داود الحفري عن صالح عن محمّد بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوسلم لم يذكر فيه ابن عبّاس ، ولا نعلم رواه عن محمّد بن كعب غير صالح.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، حدّثنا صالح بن حسّان عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عن عليّ ابن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اتق يا علي دعوة المظلوم ، فإنما يسأل الله حقه ، وإن الله لن يمنع ذا حق حقه» (٢).
__________________
(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٢٤. وكنز العمال ٢٩١٨٠.
(٢) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٧ / ٤٥٣ ، ١٠ / ٩٥.
أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ـ واللفظ لإبراهيم ـ قال : حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن صالح بن حسّان بإسناده نحوه. قال إبراهيم الحربيّ : صالح بن حسّان هذا من أهل المدينة ، من خلفاء الأوس ، كان له نبل وشرف ، وكان له قيان ، فهي التي وضعت منه.
أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : صالح بن حسّان النضيري من خلفاء الأوس. قال محمّد بن عمر : أدرك المهديّ وكان سريا مريا يملأ المجلس إذا تحدّث ، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس ، وكان يحدث عن محمّد بن كعب القرظي وغيره ، وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيّون ، وكان قليل الحديث.
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح بن حسّان مديني وليس حديثه بشيء ، روى عنه أبو ضمرة وغيره.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن صالح بن حسّان قال : ليس بشيء.
أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : صالح بن حسّان ليس بثقة.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : صالح بن حسّان الأنصاريّ المديني منكر الحديث.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : قال أبو عليّ : صالح بن محمّد بن صالح بن حسّان يروي عن محمّد بن كعب ، ضعيف الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن صالح بن حسّان فقال : ضعيف الحديث.
وقال في موضع آخر : في حديثه نكارة.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : صالح بن حسّان متروك الحديث مديني ، وقيل بصري.
٤٨٤٤ ـ صالح بن عبد القدوس ، أبو الفضل البصريّ مولى لأسد :
أحد الشعراء. اتهمه المهديّ أمير المؤمنين بالزندقة ، فأمر بحمله إليه ، وأحضره بين يديه ، فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه ، وعلمه ، وبراعته ، وحسن بيانه ، وكثرة حكمته ، فأمر بتخلية سبيله ، فلما ولى رده وقال له : ألست القائل؟
والشّيخ لا يترك أخلاقه |
|
حتى يوارى في ثرى رمسه |
إذا ارعوى عاد إلى جهله |
|
كذي الضنى عاد إلى نكثه |
قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : فأنت لا تترك أخلاقك ، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ، ثم أمر به فقتل. وصلب على الجسر. ويقال إن المهديّ أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، فأحضره المهديّ وقال له : أنت القائل هذه الأبيات؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، والله ما أشركت بالله طرفة عين ، فاتق الله ولا تسفك دمي على الشبهة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ادرءوا الحدود بالشبهات» (١) وجعل يتلو عليه القرآن ، حتى رق له وأمر بتخليته ، فلما ولى قال : أنشدني قصيدتك السينية ، فأنشده حتى بلغ البيت أوله :
والشّيخ لا يترك أخلاقه
فأمر به حينئذ فقتل. ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة ، وله مع أبي الهذيل العلّاف مناظرات ، وشعره كله أمثال ، وحكم ، وآداب ، ومن مستحسنات قصائد صالح القصيدة القافية.
أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا : أنشدنا
__________________
٤٨٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٩١.
(١) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٧٣. ونصب الراية ٣ / ٣٣٣. وكنز العمال ١٢٩٥٧ ، ١٢٩٧٢.
محمّد بن جعفر بن هارون التّميميّ الكوفيّ قال : أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه لصالح بن عبد القدوس :
مرء يجمع والزمان يفرق |
|
ويظل يرقع والخطوب تمزق |
ولأن يعادي عاقلا خيرا له |
|
من أن يكون له صديق أحمق |
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا |
|
إن الصديق على الصديق مصدق |
وزن الكلام إذا نطقت فإنما |
|
بيدي عيوب ذوي العقول المنطق |
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم |
|
من يستشار إذا استشير فيطرق |
حتى يجيل بكل واد قلبه |
|
فيرى ويعرف ما يقول فينطق |
فبذاك يوثق كل أمر مطلق |
|
وبذاك يطلق كل أمر يوثق |
وإن امرؤ لسعته أفعى مرة |
|
تركته ـ حين يجر ـ حبل يفرق |
لا ألفينك ثاويا في غربة |
|
إن الغريب بكل سهم يرشق |
ما الناس إلا عاملان فعامل |
|
قد مات من عطش وآخر يغرق |
والناس في طلب المعاش وإنما |
|
الجد يرزق منهم من يرزق |
لو يرزقون الناس حسب عقولهم |
|
ألفيت أكثر من ترى يتصدق |
لكنه فضل المليك عليهم |
|
هذا عليه موسع ومضيق |
وإذا الجنازة والعروس تلاقيا |
|
ألفيت من تبع العرائس يطلق |
ورأيت من تبع الجنازة باكيا |
|
ورأيت دمع نوائح يترقرق |
لو سار ألف مدجج في حاجة |
|
لم يقضها إلّا الذي يترفق |
إن الترفق للمقيم موافق |
|
وإذا يسافر فالترفق أوفق |
بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا |
|
ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا |
أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثني عليّ ابن هارون النّجم عن أبيه قال : من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله :
إن الغني الذي يرضى بعيشته |
|
لا من يظل على ما فات مكتئبا |
لا تحقرن من الأيام محتقرا |
|
كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا |
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه |
|
حتى يكون إلى توريطه سببا |
بلغني عن عبد الله بن المعتز قال : حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن المعبر قال : رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا ، فقلت : ما فعل بك ربك؟
وكيف نجوت مما كنت ترمي به؟ قال : إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية ، فاستقبلني برحمته. وقال : قد علمت براءتك مما كنت تقذف به.
٤٨٤٥ ـ صالح بن بشير ، أبو بشر القارئ المعروف بالمري :
من أهل البصرة. حدّث عن الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وبكر بن عبد الله المزني ، وثابت البناني ، وسليمان التّيميّ ، ويزيد الرقاشي ، وجعفر بن زيد العبدي. روى عنه شجاع بن أبي نصر البلخيّ ، وسريج بن النعمان الجوهريّ ، ويونس بن محمّد المؤدّب ، وعفان بن مسلم وأبو إبراهيم الترجماني ، وخالد بن خداش المهلّبي ، وبشر بن الوليد الكندي ، وصالح بن مالك الخوارزميّ ، وكان عبدا صالحا. وكان المهديّ أمير المؤمنين قد بعث إليه فأقدمه عليه بغداد.
كذلك أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : أخبرنا أبو حاتم محمّد ابن حبّان ـ إجازة ـ قال : صالح بن بشير المري من أهل البصرة حمله المهديّ إلى بغداد ، فسمع منه البغداديّون.
وأخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا شيخ من الكتاب أن صالح المري لما أرسل إليه المهديّ قدم عليه ، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهديّ ، أمر ابنيه ـ وهما وليا العهد ، موسى وهارون ـ فقال : قوما فأنزلا عمكما ، فلما انتهيا إليه ، أقبل صالح على نفسه ، فقال : يا صالح لقد خبت وخسرت ، إن كنت إنما عملت لهذا اليوم. وقال ابن الغلابي : حدّثني أبي عن أبي دهمان ـ وكان عالما بفقهاء البصرة ـ. قال :
__________________
٤٨٤٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٧٩٦ (١٣ / ١٦ ـ ٢٣). والمنتظم ٩ / ٢٤. وكلام ابن معين في الرجال ، رواية ابن طهمان ١٦٣. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٦٢. والدارمي ، الترجمة ١٥٥. وتاريخ خليفة ٤٤٨. وطبقاته ٢٢٣. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٧٨٢. والصغير ٢ / ٢١٢. والضعفاء الصغير ، الترجمة ١٦٥. وأحوال الرجال للجوزجاني ، ترجمة ١٩٧. والكنى لمسلم ، الورقة ١٣. وأبو زرعة ٦٢٦. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٣٠٠. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٩٤. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧٣٠. والمجروحين ١ / ٣٧١. والكامل ، لابن عدي ٢ / الورقة ٩١. والضعفاء للدارقطني ، الترجمة ٢٨٧. وحلية الأولياء ٦ / ١٦٥. وإكمال ابن ماكولا ٧ / ٣١٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٧٦. والكامل في التاريخ ٦ / ١٣٤. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٩٤ ، ٤٩٥. والكاشف ٢ / ت ٢٣٤٥. وديوان الضعفاء ، ترجمة ١٩١٣. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٧٧٣. والمغني ١ / ت ٢٨١٧. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٢٧٦١. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٤. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٨١. والتقريب ١ / ٣٥٨. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٣٠١١. وشذرات الذهب ١ / ٢٨١.
كان صالح المري مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث بن عبد القيس ، وهو صالح ابن بشير.
أخبرني عليّ بن أيّوب ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثني أبو همّام ، حدّثني إبراهيم بن أعين. قال : قال صالح المري دخلت على المهديّ هاهنا بالرصافة ، فلما مثلت بين يديه قلت : يا أمير المؤمنين احمل لله ما أكملك به اليوم ، فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه ، وجدير بمن له قرابة برسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يرث أخلاقه ، ويأتم بهديه ، وقد ورثك الله من فهم العلم ، وإنارة الحجة ، ميراثا قطع به عذرك ، فمهما ادعيت من حجة ، أو ركبت من شبهة ، لم يصح لك بها برهان من الله ، حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم ، أو أقدمت عليه من شبهة الباطل ، واعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خصم من خالفه في أمته ، يبتزها أحكامها ، ومن كان محمّد خصمه كان الله خصمه ، فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسول الله حججا تضمن لك النجاة أو استسلم للهلكة ، واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله قربة ، وإن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوسلم. فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية ، ولكن تمثل له الاساءة إحسانا ويشهد له عليها خونة العلماء ، وبهذه الحبالة تصيدت الدّنيا نظراءك ، فأحسن الحمل قد أحسنت إليك الأداء. قال : فبكى المهديّ.
قال أبو همّام : فأخبرني بعض الكتّاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهديّ.
أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : وجدت في كتاب لي بخط أبي : صالح المري هو صالح بن بشير بن وادع بن أبيّ بن أبي الأقعس من الأقاعسة ، من ولد عامر بن حنيفة ، وأعتقت صالحا المري امرأة من بني حنيفة بن جارية بن مرة ، وأم صالح ميمونة امرأة خراسانية ، وإنما صار صالح بن بشير لأنه كان في كتّاب رجل من كندة ، وكانت ميمونة أم صالح أمة للمرأة المرية ، تزوجها بشير بن وادع وهو عربي حنفي ، فولدت له صالحا ، فكان مملوكا لهذه المرأة ، فقاتل صالح وهو صبي في الكتّاب له ذؤابة ، [صبيا](١) ، فجاء أبو الصبي يتفقده وقال لصالح : يا
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
عبد يا خبيث ومد ذؤابته حتى أدماها ، فدخل وهو يبكي فأخبر مولاته فقالت : اذهب أنت وأخوك حرين لوجه الله ، فصار ولاؤه للمرأة المرية. فقدم بشير أبوه فاشتد عليه ، حين صار ابنه مولى المرأة المرية ، وطلب ميمونة ـ أراه قال : أشتريها ـ فأبت المرأة. قال : وقلت : لا يملكها أحد غيري ـ فأعتقتها ، فصالح مولى للمرية ، وأبوه بشير عربي.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد ابن عليّ الأبّار ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : سمعت خالد بن خداش يقول : ذكر لحمّاد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن فقال : كان صالح صاحب قرآن ، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت سليمان بن حرب قال : قال رجل لحمّاد بن زيد : تعرف أيّوب عن أبي قلابة؟ قال : من شهد فاتحة الكتاب حين تستفتح ، كان كمن شهد فتحا في سبيل الله ، ومن شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم؟ قال : فأنكر حمّاد إنكارا شديدا ، قال : ثم قال له بعد : من حدّثك بهذا؟ قال : صالح المري ، قال : أستغفر الله ما أخلقه أن يكون حقا ، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله ويعنى بطلب (٢) هذا النحو ، ما أخلقه أن يكون صحيحا.
قال يعقوب : وحدّثني بعض الشيوخ عن عبد الرّحمن بن مهديّ قال : قال سفيان : أما لكم مذكر؟ قال : قلت : بلى! لنا قاص. قال : فمر بنا إليه ، قال : فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء. فلما انصرف قال : يا عبد الرّحمن تقول قاص؟ هذا نذير قوم ـ يعني صالحا المري ـ.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا حاتم بن الليث الجوهريّ ، حدّثنا عفان بن مسلم قال : كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص ، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره ، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى ، وكان صالح شديد الخوف من الله كثير البكاء.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح المري ليس به بأس. روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح.
__________________
(٢) في المطبوعة : «ويتعنى ويطلب» ، والتصحيح من تهذيب الكمال.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّي الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : قال صالح بن محمّد : صالح المري هو ابن بشير ـ أو بشر ـ كان يقص وليس هو في الحديث شيئا ، يروي أحاديث مناكير عن ثابت البناني ، وعن الجريري وعن سليمان التّيميّ ، أحاديث لا تعرف.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : سمعت عفان قال : ذكر عند حمّاد بن سلمة صالح المري في حديثه عن أيّوب ، فقال : كذب.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ الأبّار.
وأخبرنا الحسن بن عليّ قال : سمعت عفان قال : حدثت حمّاد بن سلمة عن صالح المري بحديث ، فقال : كذب ، وحدثت همّاما عن صالح المري بحديث فقال : كذب.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني وقلت له : إنه حدّثنا عن صالح المري. فقال : كان صالح المري ضعيفا. دفع إلى ابن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان ، أخبرنا مكرم ، حدّثني يزيد بن الهيثم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح الذي [هو] (٣) قاص ليس بشيء.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا جعفر ابن أبي عثمان قال : قال يحيى بن معين : صالح المري كان قاصّا ، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلا.
أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : صالح المري ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : قال يحيى بن معين ـ وسئل عن صالح المري ـ فقال : ليس بشيء.
__________________
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت عليّا ـ وهو ابن المديني ـ عن صالح المري. فقال : ليس بشيء ضعيف ، ضعيف.
أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : وسألت أبي عن صالح المري ، فضعفه جدّا.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهيل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن عليّ : وصالح المري ضعيف في الحديث ، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان التّيميّ ، وهشام بن حسّان ، والحسن ، والجريري ، وثابت ، وقتادة ، وكان رجلا صالحا ، وكان يهم في الحديث.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : صالح المري كان قاصّا واهي الحديث.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال : أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : صالح بن بشير ـ أو بشر ـ المري البصريّ القاص منكر الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : قلت لأبي داود : تكتب حديث صالح المري؟ فقال : لا.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : صالح المري متروك الحديث.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : وصالح بن بشير المري ، يكنى أبا بشر ، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : صالح بن بشير ـ أو بشر ـ المري البصريّ القاص. يقال مات سنة ست وسبعين ومائة.
٤٨٤٦ ـ صالح بن بيان الثقفي ـ ويقال العبدي ـ ويعرف بالساحلي :
من أهل الأنبار ولى قضاء سيراف ، وحدّث عن شعبة ، وسفيان الثوري ، وفرات بن السائب ، وعبد الرّحمن المسعودي. روى عنه الفضل بن شخيت ، ومحمّد بن خلف الحدّاد وأحمد بن مطهر العبدي ، ومحمّد بن أبي سمينة التّمّار ، وإسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار ، كان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل ـ بخط يده ـ حدّثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار.
وأخبرنا عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، حدّثني جعفر بن أحمد بن مجاشع الختلي ـ ببغداد ـ حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الصّفّار ، حدّثنا صالح بن بيان الأنباريّ الثقفي ، حدّثنا سفيان الثوري عن أبي عبيدة عن أنس قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من سقى الماء في موضع يقدر على الماء ، فله بكل شربة يشربها ـ برّا كان أو فاجرا ـ عشر حسنات تكتب له ، وعشر درجات ترفع له ، وعشر سيئات تحط عنه ، وإن شربه العطشان فعتق نسمة ، فإن شربه العطشان الذي قد هجم على الموت فعتق ستين نسمة ، ومن سقى الماء في موضع لا يقدر على الماء ، فكأنما أحيا الناس جميعا» قلت له : وما أحيا الناس جميعا. قال : «أليس إذا أحييت نفسا فثوابك الجنة؟ وكذا من أحيا الناس جميعا فثوابه الجنة» (١) لفظ حديث المحامليّ.
أخبرنا الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن شيبة ، حدّثنا أحمد بن المطهر العبدي ، حدّثنا صالح بن بيان قال : سألت سفيان الثوري عن حديث فقال : لست أحدثك حتى تضمن لي أن تخرج عن بغداد ، فضمنت له فحدّثني عن أبي عبيدة عن أنس بن مالك. قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل ، لهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة» (٢).
أخبرنا البرقانيّ قال : رأيت بخط الدّارقطنيّ : صالح بن بيان متروك.
__________________
٤٨٤٦ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٦.
(١) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٢ / ١٦٩.
(٢) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٤ / ٣٨٤ ، ٥ / ١٧٢٦. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٤٤. وكنز العمال ٣٨٧٢٥.
٤٨٤٧ ـ صالح بن إسحاق الجهبذ (١) :
حدّث عن معرف بن واصل. روى عنه محمّد بن منصور الطوسي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب ، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجهبذ ـ دلني عليه يحيى بن معين ـ حدّثنا معرف بن واصل عن يعقوب بن أبي نباتة عن عبد الرّحمن الأغر عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أناسا من أهل لا إله إلّا الله يدخلون النار بذنوبهم ، فيقول لهم أهل اللات والعزى ؛ ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلّا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله ، فيخرجهم ، فيلقيهم في نهر الحياة ، فيبرءون من حروقهم كما يبرأ القمر من كسوفه ، فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميون» فقال رجل : يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال أنس : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» نعم أنا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول هذا.
٤٨٤٨ ـ صالح بن عبد الكريم العابد :
ذكر ابن أبي حاتم أنه بغدادي حدّث عن فضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة. روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاريّ ، ومحمّد بن الحسين البرجلاني ، وعليّ بن الموفق ، وغيرهم.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا ، حدّثني مشرف بن أبان قال : سمعت صالح بن عبد الكريم قال : قال لنا فضيل بن عياض : تدرون لم حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العالمين سقفها.
أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال : سمعت عليّ بن الموفق قال : حدّثني صالح بن عبد الكريم قال : رأيت غلاما أسود في طريق مكة عند ميل يصلي ، قلت له عبد أنت؟ قال : نعم ، قلت : فعليك ضريبة؟ قال : نعم ، قلت : أفلا أكلم مولاك أن يضع عنك؟ قال : وما الدّنيا كلها فأجزع من ذلها!! قال : فاشتريته وأعتقته ، قال : فقعد يبكي وقال : أعتقتني؟ قلت : نعم. قال : أعتقك الله يوم القيامة ، وقعد يبكي ، يقول : اشتد علي الأمر ، قال :
__________________
(١) ٤٨٤٧ ـ الجهبذ : هذه حرفة معروفة في نقد الذهب (الأنساب ٣ / ٣٩٠).
فناولته دنانير ، فأبى أن يأخذها ، قال : فحججت بعد ذلك بأربع سنين ، فسألت عنه فقالوا : غاب عنا ، فمذ غاب عنا قحطنا ، وصار إلى جدة.
كتب اليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي ـ وحدّثنيه عنه أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الخطيب بالأنبار ـ قال : حدّثنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، حدّثنا أبو العبّاس النّسائيّ ـ صاحب أبي ثور ـ قال : سمعت بعض الأشياخ يقول : قال لي صالح بن عبد الكريم يوما : أيش في كمك يا أبا يوسف؟ قلت : حديث ، قال : يا أصحاب الحديث ما كان ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم ، إنما تقلبون ديوان الموتى ، لعل ليس بينك وبين النبي صلىاللهعليهوسلم في كتابك أحد إلا وقد مات.
أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدّثني أبو حسّان الزياد قال : سنة ثمان ومائتين فيها مات صالح بن عبد الكريم العابد.
٤٨٤٩ ـ صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم ، أبو الفضل الخزاعيّ :
وهو أخو أحمد بن نصر الشهيد. سمع ابن أبي ذئب ، وشعبة بن الحجّاج ، وشريك بن عبد الله النّخعيّ ، وإسماعيل بن عياش ، والمبارك بن سعيد أخا سفيان الثوري ، والهيثم بن عدي الطائي. روى عنه منصور بن أبي مزاحم ، وخالد بن خداش ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة النّسائيّ.
أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا صالح بن نصر ، حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال : نزل القرآن بلسان الكعبين ، كعب ابن لؤي ، وكعب بن عمرو ، قال : فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم : ألا تسمع ما يقول هذا الأعمى؟ نزل القرآن بلسان الكعبين ، وإنما نزل بلسان قريش. تفرد به صالح بن نصر عن شعبة.
أنبأنا محمّد بن جعفر بن علان ، وأحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قالا : أخبرنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ. قال : صالح بن نصر بن مالك
__________________
٤٨٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٤٥.
ابن الهيثم الخزاعيّ كان ثقة ، وكان من ساكني بغداد وبها كانت وفاته في سنة تسع عشرة ومائتين.
٤٨٥٠ ـ صالح بن إسحاق ، أبو عمر الجرمي النّحويّ :
صاحب الكتاب «المختصر في النحو». قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء.
وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم ، وقيل له الجرمي لأنه كان ينزل في جرم ، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد ، وأسند الحديث عن يزيد بن زريع ، ويحيى بن كثير الكاهلي. روى عنه أحمد بن ملاعب المخرّميّ ، وأبو خليفة الجمحي ، وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصليّ ، أخبرنا أبو هارون موسى ابن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي ، حدّثنا أحمد بن ملاعب ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجرمي ، حدّثنا يحيى بن كثير ـ وكان يثني عليه خيرا ـ قال : حدّثنا هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان رجل فيمن كان قبلكم يبايع بالأمانة ، فجاءه رجل فبايعه بالأمانة فحضره الأجل وقد خب البحر وفسد ، فلم يقدر على إتيانه ، فنقر خشبة وجعل فيها زنة ذلك الذهب» (١) وذكر ذلك الحديث. قال عبد القاهر : كذا في كتاب أبي هارون.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّار ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال : أبو عمر الجرمي اسمه صالح بن إسحاق ، وهو مولى لجرم ابن ريان ، وجرم من قبائل اليمن.
وقال أبو العبّاس محمّد بن يزيد : هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث. قال أبو سعيد : أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره ، ولقى يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه ، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة ، وأبي زيد ، والأصمعي ، وطبقتهم. وكان ذا دين ، وأخا ورع.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو الحسن العروضي ، أخبرنا أبو إسحاق الزجاج قال : سمعت أبا العبّاس المبرد يقول : كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه ، وعليه قراءة الجماعة ، وكان عالما باللغة حافظا لها ، وله كتب انفرد بها.
__________________
٤٨٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠١.
(١) انظر الحديث في : تفسير ابن كثير ٢ / ٢٣٦.
وقال العروضي أيضا : أخبرنا الزجاج عن محمّد بن يزيد قال : كان الجرمي جليلا في الحديث والأخبار ، وله كتاب في السيرة عجيب.
أخبرني عليّ بن أبي علي ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق التنوخيّ ، أخبرنا أبو سعيد داود بن الهيثم ، حدّثنا أبو العبّاس ثعلب قال : قال لي ابن قادم : قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل ، فقال له الفراء : بلغني أن أبا عمر الجرمي قدم ، وأنا أحب أن ألقاه ، فقلت له فاني أجمع بينكما ، فأتيت أبا عمر فأخبرته ، فأجاب إلى ذلك ، وجمعت بينهما ، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفراء وأفحمه ندمت على ذلك ، قال ثعلب : قلت له : ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي : لأن علمي علم الفراء ، فلما رأيته مقهورا قل في عيني ، ونقص علمه عندي.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن عليّ الأسديّ يقول : مات الجرمي في سنة خمس وعشرين ومائتين.
٤٨٥١ ـ صالح بن عبد الله ، أبو عبد الله الترمذي.
سكن بغداد وحدّث بها عن مالك بن أنس ، وحمّاد بن يحيى الأبح ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبثر بن القاسم ، وشريك بن عبد الله ، وجعفر بن سليمان ، وفرج ابن فضالة ، وأبي النّضر يحيى بن كثير ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، وعمر بن هارون البلخي ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، ومعاذ بن معاذ العنبريّ. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن زياد السّمسار ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وصالح بن محمّد جزرة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان. وقال أبو حاتم : هو صدوق.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد الأزرق ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني صالح بن عبد الله الترمذي ، حدّثنا سفيان بن عامر ـ وكان رجلا صالحا ـ قال صالح : حدّثني عمر بن
__________________
٤٨٥١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٨٢١ (١٣ / ٦١ ـ ٦٤). والمنتظم ١١ / ٢٦٧. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٨٣٣. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧٨٥. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٩٤. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٣٠. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٨. والكاشف ٢ / ت ٢٣٦٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٨٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤١ (أحمد الثالث ٢٩١٧). ونهاية السئول ، الورقة ١٤٥. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٩٥. والتقريب ١ / ٣٦١. وخلاصة الخزرجي ١ / ترجمة ٣٠٣٩.
هارون عن سفيان بن عامر ـ هذا غير الحديث ـ عن عبد الله بن طاوس قال : أشهد على والدي طاوس أنه قال : أشهد على جابر بن عبد الله أنه قال : أشهد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا بها مني دماءهم وأموالهم فيما عشت إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى» (١).
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر ، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد ، حدّثنا صالح بن عبد الله الترمذي ـ أملاه علينا ببغداد ـ حدّثنا يحيى بن كثير ـ أبو النّضر ـ حدّثنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال : حدّثني النفر الذين كانوا يقرءونا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يعلمهم القرآن عشرا عشرا فلا يجاوزونها إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : مات صالح بن عبد الله الترمذي سنة نيف وثلاثين ومائتين ، أو نحوها.
أخبرنا عليّ بن السّمسار ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال : حدّثنا عبد الباقي ابن قانع : أن صالح بن عبد الله الترمذي مات بمكة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرني الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي سمعت أحمد بن محمّد بن بكر قال : بلغني موت صالح بن عبد الله الترمذي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : سنة تسع وثلاثين ، مات صالح الترمذي فيها.
٤٨٥٢ ـ صالح بن مالك ، أبو عبد الله الخوارزميّ :
سكن بغداد وحدّث بها عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وصالح المري ، وأبي عبيدة الناجي ، وحفص بن سليمان البزّاز ، وأبي مسلم قائد الأعمش ، وعيسى بن يونس. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله ابن أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن عبد الله المخرّميّ ، وأبو القاسم البغويّ ، وكان صدوقا.
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٣ ، ٩ / ١٣٨. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٣٤ ، ٣٦.
أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا صالح بن مالك ، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ، حدّثنا حمّاد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لقد صمنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.
٤٨٥٣ ـ صالح بن حرب بن خالد ، أبو معمر ، مولى سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس :
حدّث عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السّامي ، وسلام بن أبي خبزة ، وخالد بن يزيد الهدادي ، وإسماعيل بن يحيى التّميميّ. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبيد العجل ، وأحمد بن أبي عوف البزوري ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي.
أخبرني محمّد بن الفرج بن عليّ البزّاز ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق البزوري ، حدّثنا أبو معمر صالح بن حرب ـ مولى سليمان بن عليّ الهاشميّ ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن يحيى قال : حدّثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن صهيب قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، يمنة ويسرى» (١).
أنبأنا أحمد بن عليّ الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ النّيسابوري قال : أبو معمر صالح بن حرب الهاشميّ مولاهم ، سكن بغداد.
٤٨٥٤ ـ صالح بن حكيم ، أبو سعيد البصريّ التّمّار :
نزل سر من رأى وحدّث بها عن مسلم بن إبراهيم.
ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : كتبت عنه مع أبي بسامرا.
٤٨٥٥ ـ صالح بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله ، الجواربي :
حدّث عن داود بن مهران الدّبّاغ ، وعاصم بن عليّ ، وموسى بن إبراهيم المروزيّ. روى عنه ابنه محمّد بن صالح ، وقد ذكرنا له حديثا في باب أحمد.
__________________
(١) ٤٨٥٣ ـ انظر الحديث في : حلية الأولياء ١ / ١٥٣. وكنز العمال ١٦١٧٨.
٤٨٥٦ ـ صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد ، أبو الفضل الشّيباني :
سمع أباه ، وأبا الوليد الطيالسي ، وإبراهيم بن الفضل الذّارع ، وعليّ بن المديني. روى عنه ابنه زهير ، وأبو القاسم البغويّ ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد.
وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة.
قلت : وكان قد ولى قضاء أصبهان ، وخرج إليها فمات بها.
أخبرني أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء قال : وجدت في كتاب عبد العزيز ـ صاحب الزجاج ـ قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري : قدم صالح بن أحمد من طرسوس ، وقد كان ولى القضاء بها ، فكان يجلس ببغداد للفقه ، فجاءت عجوز فقالت : من منكم صالح؟ فدخلت فوقفت به وقالت : صالح كيف أصبحت؟ فرفع رأسه إليها وقال : أيش هذا؟ فقالت له إني لأعرف أباك وهو يخرج ولا شيء على رأسه ، ما رفعه بهذه ـ يعني الطويلة ـ إنما رفعه من فوق.
قال لي أبو يعلى : وذكر أبو بكر الخلّال في كتاب «أدب القضاة» من الجامع قال: أخبرني محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن عليّ قال : لما صار صالح إلى أصبهان ـ وكنت معه ، أخرجني هو ودخل أصبهان ـ فبدأ بمسجد الجامع فدخله وصلى ركعتين ، واجتمع الناس والشيوخ وجلس ، وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة ، جعل يبكي بكاء شديدا حتى غلبه ، فبكى الشيوخ الذين قربوا منه ، فلما فرغ من قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له ، ويقولون له ما ببلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل إليك ، فقال لهم : تدرون ما الذي أبكاني؟ ذكرت أبي أن يراني في مثل هذا الحال ـ وكان عليه السواد ـ قال : كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد ، أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله ، أفتراني مثله! ولكن الله يعلم ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين قد غلبني ، وكثرة عيال أحمد الله. وكان صالح غير مرة إذا انصرف من مجلس الحكم يترك سواده ويقول لي: تراني أموت وأنا على هذا.
أخبرنا عليّ بن أبي علي قال : أنشدنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أنشد أبو
__________________
٤٨٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٩.
القاسم التوزي أبي ـ وأنا أسمع ـ للعبّاس الخيّاط في صالح بن أحمد بن حنبل :
جاد بدينارين لي صالح |
|
أصلحه الله وأخزاهما |
فواحد تحمله ذرة |
|
ويلعب الريح بأقواهما |
بل لو وزنا لك ظليهما |
|
ثم عمدنا فوزناهما |
لكان ـ لا كانا ولا أفلحا |
|
عليهما يرجح ظلّاهما |
قلت : قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا ، لأنه كان من السماحة على خلاف ما ذكره.
حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال قال : كان صالح بن أحمد بن حنبل سخيّا جدّا. أخبرني الحسن بن عليّ الفقيه ـ بالمصيصة ـ قال : كان صالح قد افتصد ، فدعا إخوانه ، قال : وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في طيب وغيره ، وأحسب قال : كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة ، قال : فإذا أبو عبد الله قد دق الباب ، قال : فقال له ابن أبي مريم : أسبل علينا الستر لا نفتضح ، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطّيب. قال : فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن أحواله وقال له : خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج ، فقال ابن أبي مريم لصالح : فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟!
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها ، وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولى القضاء بأصبهان ، فخرج من هاهنا فمات بها ، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين ، وله حينئذ ثلاث وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.
٤٨٥٧ ـ صالح بن محمّد بن عبد الله بن زياد بن دراج ـ وقيل : درعاز ـ أبو توبة الكاتب :
سمع أبا العتاهية الشّاعر ، وأبا عمرو الشّيباني ، وهارون بن حاتم ، وأبا سعيد الأصمعي ، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي. حدّث عنه أبو عليّ الحسن بن عليل العنزي ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأبو عبد الله الحكيمي.
أخبرنا عليّ بن المحسن المعدّل ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يعقوب الكاغدي ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا أبو توبة صالح بن محمّد بن دراج الكاتب قال : أنشدنا ابن الاعرابي :
كانت سليمى إذا ما جئت طارقها |
|
وأحمد الليل نار الموقد الصالي |
قارورة من عبير عند ذي لطف |
|
من الدنانير كالوه بمثقال |
٤٨٥٨ ـ صالح بن الهيثم ، أبو عليّ الطحان :
حدّث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي وذكر أنه سمع منه بحضرة جده أبي جعفر محمّد بن عبيد الله المنادي.
٤٨٥٩ ـ صالح بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن ، أبو الفضل الرّازيّ :
سكن بغداد في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي ، وحدّث عن عبّاد بن موسى الأزرق وعفان بن مسلم ، ومحمّد بن عمر القصبي ، وسليمان بن حرب ، ومعاوية بن عمرو ، وعاصم بن عليّ ، وسعيد بن سليمان ، والحسن بن بشر بن سلم ، وعليّ بن الجعد ، والحكم بن موسى ، وخالد بن خداش ، ويحيى بن أيّوب العابد. روى عنه أبو عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن الفضل بن خزيمة ، وعبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، وأبو بكر بن كامل ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وذكره الدّارقطنيّ فقال : ثقة.
أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل ابن العبّاس بن خزيمة ، حدّثنا صالح بن محمّد الرّازيّ ، حدّثنا عفان ، حدّثنا همّام ، حدّثنا قتادة عن أبي نضرة قال : قلت لجابر بن عبد الله : إن ابن الزبير نهى عن المتعة ، وإن ابن عبّاس يأمر بها؟! قال : على يدي جرى الحديث ؛ تمتعنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومع أبي بكر.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وتوفي من جانبنا الشرقي أبو الفضل صالح بن محمّد الرّازيّ ، لأيام خلت من شوال سنة ثلاث وثمانين.
__________________
٤٨٥٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٨٤٣ (١٣ / ١٠٤). وتاريخ واسط ٢٦٠. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٨٣٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٣٣. والكاشف ٢ / ت ٢٣٨٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٩٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٨. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٦. وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٠٧. والتقريب ١ / ٣٦٣.
٤٨٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٦٢ ، وفيه : «الشيرازي».