أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠
الحارث بن أوس بن الحارث بن ذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج. وكان شريك ولد ببخارى بأرض خراسان ، وكان جده قد شهد القادسيّة (١).
أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي الحسن الكراعي حدّثكم عبد الله بن محمود قال : سمعت عليّ بن حجر يقول : سمعت شريكا يقول : ولدت ببخارى. وقال عبد الله بن محمود : سمعت أبي يقول : سمعت يحيى الحماني يقول : قال لي عبد الله بن المبارك : أما يكفيك علم شريك؟!
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : حدّثني أبو عبد الله قال : بلغني أن شريكا ولد سنة خمس وتسعين.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني الفضل ـ هو ابن زياد ـ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ولد شريك سنة خمس وتسعين.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد ، أخبرنا وكيع ، أخبرني إبراهيم بن عثمان ، حدّثنا أبو خالد يزيد بن يحيى بن يزيد ، حدّثني أبي قال : مرّ شريك القاضي بالمستنير بن عمرو النّخعيّ ، فجلس إليه ، فقال : يا أبا عبد الله من أدّبك؟ قال : أدبتني نفسي والله ، ولدت بخراسان ببخارى فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر ، فكنت أجلس إلى معلم لهم فعلق بقلبي تعلم القرآن فجئت إلى شيخهم. فقلت يا عماه ، الذي كنت تجري عليّ هاهنا أجره عليّ بالكوفة أعرف بها السّنّة وقومي ، ففعل. قال : فكنت بالكوفة أضرب اللين وأبيعه ، وأشتري دفاتر وطروسا فأكتب فيها العلم والحديث ، ثم طلبت الفقه فبلغت ما ترى. فقال المستنير بن عمرو لولده : سمعتم قول ابن عمكم ، وقد أكثرت عليكم في الأدب ولا أراكم تفلحون فيه ، فليؤدب كل رجل منكم نفسه ، فمن أحسن فلها ، ومن أساء فعليها (٢).
أخبرني الجوهريّ ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات ، حدّثني أبو يحيى الناقد ، حدّثني حجاج بن يوسف الشّاعر قال : سمعت أبا
__________________
(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧٣.
(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧٢ ـ ٤٧٣.
أحمد الزبيري يقول : كنت إذا جلست إلى الحسن بن صالح رجعت وقد نغص عليّ ليلتي ، وكنت إذا جلست إلى سفيان الثوري رجعت وقد هممت أن أعمل عملا صالحا ، وكنت إذا جلست إلى شريك بن عبد الله رجعت وقد استفدت أدبا حسنا.
أخبرنا هلال بن محمّد الحفّار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا جعفر ابن محمّد الطيالسي قال : سمعت أبا معمر يقول : سمعت حفص بن غياث يقول : قال الأعمش يوما : ليليني منكم أولو الأحلام والنهي ، قال : فقدّمنا شريكا ، وأبا حفص الأبّار.
أخبرني السّكّري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال شريك بن عبد الله : صليت الغداة مع أبي إسحاق الهمداني سبعمائة مرة.
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : سمعت الهيثم بن خارجة يحدث أبا عبد الله قال : سمعت شريكا ببغداد يقول : لوددت أني كنت كتبت تفسير أبي إسحاق.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا داود بن رشيد ، حدّثنا محمّد بن معاوية النّيسابوري قال : سمعت عبادا يقول : قدم علينا معمر وشريك واسطا ، وكان شريك أرجح عندنا منه.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : شريك بن عبد الله النّخعيّ القاضي كوفي ثقة ، وكان حسن الحديث ، وكان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطيّ ، سمع منه تسعة آلاف حديث.
أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأبلي ، حدّثنا أحمد بن عمّار بن خالد الواسطيّ قال : سمعت سعيد بن سليمان يقول لابن أبي سمينة : ارو عني هذا ، أنا سمعت ابن المبارك يقول : شريك أعلم بحديث الكوفة من سفيان.
أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال : سمعت أبا علي صالح
ابن محمّد البغداديّ يقول : سمعت سعدويه يقول : سمعت ابن المبارك يقول : كان شريك أحفظ لحديث الكوفيّين من سفيان ـ يعني الثوري ـ.
أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أخبرنا مكرم بن أحمد ، حدّثني يزيد بن الهيثم البادا قال : قلت ليحيى بن معين : زعم إسحاق بن أبي إسرائيل أن شريكا أروى عن الكوفيّين من سفيان ، وأعرف بحديثهم؟ فقال : ليس يقاس بسفيان أحد ، ولكن شريك أروى منه في بعض المشايخ ، الركين ، والعبّاس بن ذريح ، وبعض مشايخ الكوفيّين ـ يعني أكثر كتابا ـ قلت ليحيى : فروى يحيى بن سعيد القطّان عن شريك؟ قال : لم يكن شريك عند يحيى بشيء ، وهو ثقة ثقة. قال يزيد ابن الهيثم : وسمعت يحيى يقول : شريك ثقة ، وهو أحب إلىّ من أبي الأحوص وجرير ، ليس يقاسون هؤلاء بشريك ، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.
أخبرنا عليّ بن أبي علي ، أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّاز قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا عبّاس قال : قيل ليحيى : شريك أثبت أو أبو الأحوص. قال : شريك.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال : سمعت أبا يعلى الموصليّ يقول:
وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي الميانجي ، حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ قال : سمعت يحيى بن معين قيل له : أيما أحب إليك ، شريك ، أو أبو الأحوص؟ فقال : شريك أحب إليّ (٣).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فشريك أحب إليك فيه ـ يعني في أبي إسحاق ـ أو إسرائيل؟ فقال شريك أحب إلىّ وهو أقدم ، وإسرائيل صدوق. قلت فشريك أحب إليك في منصور ، أو أبو الأحوص؟ فقال شريك أعلم به. قال عثمان : أراه قال : وكم روى أبو الأحوص عن منصور؟
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح عن يحيى
__________________
(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٦٩.
ابن معين قال : شريك بن عبد الله هو صدوق ثقة ، إلّا أنه إذا خولف (٤) فغيره أحب إلينا منه (٥).
قال أبو عبيد الله : وسمعت من أحمد شبيها بذلك ، أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا يعقوب قال : قال الفضل : وسئل أبو عبد الله عن شريك وإسرائيل عن أبي إسحاق أيهما أحب إليك؟ فقال : شريك أحب إلىّ ، لأن شريكا أقدم سماعا من أبي إسحاق ، وأما المشايخ فإسرائيل ، قال : وشريك أكبر من سفيان. وقال يعقوب : قال أبو طالب : قال أبو عبد الله : شريك أقدم من إسرائيل وزهير ، وذاك أنه أسنهم.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : قلت ـ يعني لأحمد بن حنبل ـ يحيى القطّان أيش كان يقول في شريك؟ قال : كان لا يرضاه ، وما ذكر عنه إلّا شيئا على المذاكرة حديثين.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا بشر الأسفراييني قال : سمعت أبا يعلى الموصليّ يقول : قيل لأبي زكريّا يحيى بن معين.
وأخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن التّميميّ ، أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي ، حدّثنا أبو يعلى قال : وسئل يحيى بن معين ، روى يحيى القطّان عن شريك؟ فقال : لا ، لم يرو عن شريك ، ولا عن إسرائيل. ثم قال : شريك ثقة ، إلا أنه كان لا يتقن ويغلط. زاد الميانجي : ويزهو (٦) بنفسه على سفيان وشعبة (٧).
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزّهريّ ـ الخطيب بالدينور ـ أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال عليّ بن المديني : شريك أعلم من إسرائيل ، وإسرائيل أقل حظّا (٨) منه.
وذكر عن شريك قال : كان عسرا في الحديث ، وإنما كان حديث شريك وقع
__________________
(٤) في تهذيب الكمال : «إذا خالف».
(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٦٩.
(٦) في تهذيب الكمال : «ويذهب بنفسه».
(٧) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٦٨.
(٨) في الأصل والمطبوعة : «أقل خطأ منه».
انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧١.
بواسط ، قدم عليهم في حفر نهر ، فحمل عنه إسحاق الأزرق وغيره. قال علي : إن شريكا قال : صليت مع أبي إسحاق ألف غداة. قال علي : وكان يحيى بن سعيد حمل عن شريك قديما ، وكان لا يحدث عنه ، وكان ربما ذكرها على التعجب فكان بعضهم يحملها عنه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : كان يحيى لا يحدث عن إسرائيل ، ولا عن شريك ، وكان عبد الرّحمن يحدث عنهما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني قال : قال يحيى بن سعيد : قدم شريك مكة ، فقيل لي لو أتيته؟ فقلت : لو كان بين يدي ما سألته عن شيء ، وضعف حديثه جدّا. قال يحيى : أتيته بالكوفة فإذا هو لا يدري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : شريك ثقة ، يخطئ على الأعمش ، زهير وإسرائيل فوقه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمداني حدّثهم قال : سمعت أبا حاتم الرّازيّ يقول : شريك لا يحتج بحديثه.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم ابن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : شريك بن عبد الله سيئ الحفظ ، مضطرب الحديث مائل (٩).
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا محمّد بن يحيى قال : سمعت أبا الوليد يقول : كان شريك يحدث بشيء يسبق إلى نفسه ، لا يرجع إلى كتاب.
__________________
(٩) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧١.
أخبرنا البرقانيّ والأزهري قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : شريك بن عبد الله ثقة صدوق ، صحيح الكتاب ، رديء الحفظ مضطربه (١٠).
أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال : قرأت على محمّد بن طالب بن عليّ ـ فأقرّ به ـ قال : قال أبو عليّ صالح بن محمّد : شريك صدوق ، ولما ولى القضاء اضطرب حفظه ، وقل ما يحتاج إليه في الحديث الذي يحتج به.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو عبيد الله ـ وزير المهديّ ـ لشريك القاضي : أردت أن أسمع منك أحاديث؟ فقال : قد اختلطت علي أحاديثي وما أدري كيف هي ، فألح عليه أبو عبيد الله ، فقال : حدثنا بما تحفظ ، ودع مالا تحفظ فقال : أخاف أن تخرج أحاديثي ويضرب بها وجهي.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا يحيى بن أيّوب قال : كنا عند شريك يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله لو رفقت ، فوضع شريك يده على ركبة الشّيخ وقال : النبل عون على الدين.
وقال البغويّ : حدّثني أحمد بن زهير ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : قال شريك بن عبد الله لبعض إخوانه : أكرهت على القضاء ، قال له فأكرهت على أخذ الرزق؟ قال ابن أبي شيخ : وحدّثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال : كان شريك على قضاء الكوفة ، فخرج يتلقى الخيزران ، فبلغ شاهي (١١) وأبطأت الخيزران ، فأقام ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه ، فجعل يبله بالماء ويأكله ، فقال العلاء بن المنهال :
فإن كان الذي قد قلت حقّا |
|
بأن قد أكرهوك على القضاء |
فمالك موضعا في كل يوم |
|
تلقى من يحج من النساء |
مقيم في قرى شاهي ثلاثا |
|
بلا زاد سوى كسر وماء |
__________________
(١٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧١.
(١١) شاهي : موضع قرب القادسية.
أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل قال : سمعت أبا نعيم. قال : هجا رجل شريكا فقال في ذلك :
فهلا فررت وهلا اغترب |
|
ت إلى بلد به المحشر |
كما فر سفيان من قومه |
|
إلى بلد الله والمشعر |
فلاذ برب له مانع |
|
ومن يحفظ الله لا يخفر |
أراك ركنت إلى الأزرق |
|
ى ولبس العمامة والمنظر |
فبخ بخ من مثلكم يا شري |
|
ك إذا ما علوت على المنبر |
وقد طرحوا لك حتى لقط |
|
ت كما يلقط الطير في الأندر |
أخبرنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد الجصاص ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف قال : وجدت في كتابنا عن أبي العبّاس بن مسروق ما يدل حاله على السماع قال : سمعت أبا كريب يقول : سمعت يحيى بن يمان يقول : لما ولى شريك القضاء أكره على ذلك ، وأقعد معه جماعة من الشرط يحفظونه ، ثم طاب للشيخ فقعد في نفسه ، فبلغ الثوري أنه قعد من نفسه ، فجاء فتراءى له ، فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه. ثم قال : يا أبا عبد الله هل من حاجة؟ قال : نعم مسألة ، قال : أوليس عندك من العلم ما يجزيك ، قال : أحببت أن أذكرك بها ، قال : قل! قال : ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل ، ففتح الرجل الباب ، فاحتملها ففجر بها ، لمن تحد منهما؟ فقال له أحده دونها ، لأنها مغصوبة ، قال : فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت وتبخرت وجلست على ذلك الباب ، ففتح الباب الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها ، لمن تحد منهما؟ قال : أحدهما جميعا ، لأنها جاءت من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس ، قال : أنت كان عذرك حيث كان الشرط يحفظونك ، اليوم أي عذر لك؟ قال : يا أبا عبد الله أكملك؟ قال : ما كان الله ليراني أكلمك أو تتوب ، قال : ووثب فلم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال : أي رجل كان لو لم يفسدوه! قال أبو كريب : أظن الثوري شم منه رائحة البخور ـ يعني قال : وتبخرت ، يعني المرأة.
أخبرنا عليّ بن محمّد بن حبيب البصريّ ، حدّثنا محمّد بن المعلى الأزديّ بالبصرة ، أخبرنا أبو روق الهزاني ، حدّثنا الرياشي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس السّعدي ،
حدّثنا عبد الله بن إسحاق قال : كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة ، فحكم على وكيل عبد الله بن مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك بن عبد الله وعبد الله بن مصعب ببغداد ، فقال عبد الله بن مصعب لشريك : ما حكمت على وكيلي بالحق. قال : ومن أنت؟ قال : من لا تنكر ، قال : فقد نكرتك أشد النكير قال : أنا عبد الله بن مصعب ، قال : لا كثير ، ولا طيب ، قال : وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض الشيخين ، قال : ومن الشّيخان؟ قال : أبو بكر ، وعمر ، قال : والله ما أبغض أباك وهو دونهما ، فكيف أبغضهما؟.
حدّثني الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، حدّثنا عليّ بن سهل ، حدّثنا أزهر بن عمير قال : استأذن شريك على يحيى بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام ، فقال الزبيري : ليحيى بن خالد : أصلح الله الأمير ائذن لي في كلام شريك ، فقال إنك لا تطيقه ، قال : ائذن لي في كلامه ، قال : شأنك ، فلما دخل شريك وجلس قال له الزبيري : يا أبا عبد الله إن الناس يزعمون أنك تسب أبا بكر وعمر؟ قال : فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال : والله ما استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكت في الإسلام ، كيف أستحله من أبي بكر وعمر؟.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني أبي أحمد ، حدّثني أبي عبد الله قال : جاء حمّاد بن أبي حنيفة إلى شريك ليشهد عنده شهادة. فقال له شريك : الصلاة من الإيمان؟ قال حمّاد لم نجئ هذا ، قال له شريك لكنا نبدأ بهذا ، قال : نعم هي من الإيمان! قال : ثم تشهد الآن؟ فقال له أصحابه تركت قولك ، قال : أفأتعرض لهذا فيجبهني ، أنا أعلم أنه لا يجيز شهادتي ولكن يردها ردا حسنا. قال : وقال حمّاد بن أبي حنيفة : كنت أجالس شريكا ، فكنت أتحرز منه ، فالتفت إلى يوما فقال : أظنك تجالسنا بأحسن ما عندك.
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن العبّاس ابن المغيرة الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، حدّثنا الزبير بن بكار.
وأخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ ، حدّثنا الزبير ، حدّثني مصعب بن عبد الله بن عمر بن الهياج بن سعيد أخي مجالد بن سعيد قال : كنت من صحابة شريك ، فأتيته يوما وهو
في منزله ـ باكرا ، فخرج إلى في فرو ليس تحته قميص. عليه كساء. فقلت له قد أضحت عن مجلس الحكم ، فقال : غسلت ثيابي أمس فلم تجف فأنا أنتظر جفوفها ، اجلس فجلست فجعلنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه. فقال : ما عندك فيه؟ ما تقول فيه؟ وكانت الخيزران قد وجهت رجلا نصرانيا على الطراز بالكوفة ، وكتب إلى موسى بن عيسى أن لا يعصى له أمرا ، فكان مطاعا بالكوفة ، فخرج علينا ذلك اليوم من زقاق يخرج إلى النخع ، معه جماعة من أصحابه عليه جبة خز ، وطيلسان على برذون فاره ، وإذا رجل بين يديه مكتوف وهو يقول : وا غوثاه بالله ، أنا بالله ثم بالقاضي ، وإذا آثار سياط في ظهره ، فسلم على شريك وجلس إلى جانبه ، فقال الرجل المضروب : أنا بالله ثم بك أصلحك الله ، أنا رجل أعمل هذا الوشي ، كراء مثلي مائة في الشهر ، أخذني هذا مذ أربعة أشهر ، فاحتبسني في طراز يجري على القوت ، ولي عيال قد ضاعوا ، فأفلت اليوم منه فلحقني ففعل بظهري ما ترى. فقال قم يا نصراني فاجلس مع خصمك ، فقال : أصلحك الله يا أبا عبد الله هذا من خدم السيدة ، مر به إلى الحبس ، قال : قم ويلك فاجلس معه كما يقال لك ، فجلس. فقال : ما هذه الآثار التي بظهر هذا الرجل من أثرها به؟ قال : أصلح الله القاضي إنما ضربته أسواطا بيدي وهو يستحق أكثر من هذا ، مر به إلى الحبس ، فألقى شريك كساءه ودخل داره ، فأخرج سوطا ربذيا ، ثم ضرب بيده إلى مجامع ثوب النصراني وقال للرجل : انطلق إلى أهلك ، ثم رفع السوط فجعل يضرب به النصراني ، وهو يقول له : يا صبحي قد مر قفا جمل. لا يضرب والله المسلم بعدها أبدا. فهم أعوانه أن يخلصوه من يديه ، فقال : من هاهنا من فتيان الحي؟ خذوا هؤلاء فاذهبوا بهم إلى الحبس ، فهرب القوم جميعا ، وأفردوا النصراني فضربه أسواطا ، فجعل النصراني يعصر عينيه ويبكي ويقول له : ستعلم؟ فألقى السوط في الدهليز وقال : يا أبا حفص ما تقول في العبد يتزوج بغير إذن مواليه؟ وأخذ فيما كنا فيه كأنه لم يصنع شيئا ، وقام النصراني إلى البرذون ليركبه فاستعصى عليه ، ولم يكن له من يأخذ بركابه ، فجعل يضرب البرذون ، قال : يقول له شريك : ارفق به ويلك فإنه أطوع لله منك ، فمضى. قال يقول هو : خذ بنا فيما كنا فيه ، قال : قلت : ما لنا ولذا ، قد والله فعلت اليوم فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة. قال : أعز أمر الله يعزك الله ، خذ بنا فيما نحن فيه ، قال : وذهب النصراني إلى موسى بن عيسى فدخل عليه فقال من [فعل هذا] (١٢) بك؟ وغضب الأعوان وصاحب
__________________
(١٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
الشرط. فقال : شريك فعل بي كيت وكيت ، قال : لا والله ما أتعرض لشريك ، فمضى النصراني إلى بغداد فما رجع.
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي.
وأخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ قالا : حدّثنا الزبير قال : حدّثني عمي عن عمر بن الهياج بن سعيد قال : أتته امرأة يوما ـ يعني شريكا ـ من ولد جرير بن عبد الله البجليّ صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وهو في مجلس الحكم ـ فقالت : أنا بالله ثم بالقاضي ، امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم ، ورددت الكلام فقال : إيها ، عنك الآن من ظلمك؟ فقالت الأمير موسى بن عيسى ، كان لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته عن آبائي وقاسمت إخوتي ، وبنيت بيني وبينهم حائطا ، وجعلت فيه فارسيا في بيت يحفظ النخل ، ويقوم ببستاني ، فاشترى الأمير موسى بن عيسى من إخوتي جميعا ، وساومني وأرغبني فلم أبعه ، فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط فأصبحت لا أعرف من نخلى شيئا ، واختلط بنخل إخوتي ، فقال : يا غلام طينة ، فختم ، ثم قال لها امضي إلى بابه حتى يحضر معك ، فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب ، ودخل على موسى فقال : أعدي شريك عليك ، قال : ادع لي صاحب الشرط ، فدعا به فقال : امض إلى شريك فقل يا سبحان الله ، ما رأيت أعجب من أمرك ، امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها علي! قال : يقول له صاحب الشرط ، إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل ، فقال : امض ويلك ، فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغيره من آلة الحبس ، فلما جاء فوقف بين يدي شريك ، فأدى الرسالة؟ قال : خذ بيده فضعه في الحبس ، قال : قد والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي هذا ، فقدمت ما يصلحني إلى الحبس ، وبلغ موسى بن عيسى ـ يعني الخبر ـ فوجه الحاجب إليه ، فقال : هذا من ذاك رسول ، أي شيء عليه؟ فلما وقف بين يديه وأدى الرسالة ، قال : ألحقه بصاحبه ، فحبس ، فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصّبّاح الأشعثي ، وجماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك ، فقال : امضوا إليه وأبلغوه السّلام ، وأعلموه أنه قد استخف بي ، وأني لست كالعامة ، فمضوا وهو جالس في مسجده بعد العصر. فدخلوا فأبلغوه الرسالة ، فلما انقضى كلامهم قال لهم : ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس كلمتموني؟ من هاهنا من فتيان الحي ،
منكم بيد رجل فيذهب به إلى الحبس ، لا ينم والله إلا فيه ، قالوا : أجادّ أنت؟ قال : حقّا حتى لا تعودوا برسالة ظالم ، فحبسهم ، وركب موسى بن عيسى في الليل إلى باب الحبس ، ففتح الباب وأخرجهم جميعا ، فلم كان الغد وجلس شريك للقضاء ، جاء السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمها ، ووجه بها إلى منزله ، وقال لغلامه الحقني بثقلي إلى بغداد ، والله ما طلبنا هذا الأمر منهم ، ولكن أكرهونا عليه ، ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذ تقلدناه لهم. ومضوا نحو قنطرة الكوفة إلى بغداد ، وبلغ موسى بن عيسى الخبر فركب في موكبه فلحقه. وجعل يناشده الله ويقول : يا أبا عبد الله تثبت ، انظر إخوانك تحبسهم دع أعواني. قال : نعم! لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم المشي فيه ، ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس ، وإلا مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته مما قلدني. وأمر بردهم جميعا إلى الحبس وهو والله واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال : قد رجعوا إلى الحبس ، فقال لأعوانه خذوا بلجامه ، قودوه بين يدي جميعا إلى مجلس الحكم ، فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء ثم قال : الجويرية المتظلمة من هذا ، فجاءت فقال : هذا خصمك قد حضر وهو جالس معها بين يديه ، فقال : أولئك يخرجون من الحبس قبل كل شيء ، قال : أما الآن فنعم ، أخرجوهم. قال : ما تقول فيما تدعيه هذه؟ قال : قال : صدقت ، قال : فرد جميع ما أخذ منها ، وتبنى حائطا في وقت واحد سريعا كما هدم ، قال : أفعل ، قال : بقي لك شيء؟ قال : تقول المرأة بيت الفارسيّ ومتاعه ، قال : يقول موسى بن عيسى : ويرد ذلك ، بقي لك شيء تدعينه؟ قالت : لا وجزاك الله خيرا. قال : قومي وزبرها ، ثم وثب من مجلسه فأخذ بيد موسى بن عيسى فأجلسه في مجلسه ثم قال : السلام عليك أيها الأمير ، تأمر بشيء؟ قال : أي شيء آمر؟! وضحك.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثني محمّد بن المرزبان ، حدّثنا أبو بكر العامري ، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدّثني أبي قال : تقدم إلى شريك بن عبد الله وكيل لمؤنسة مع خصم له فجعل يستطيل خصمه إدلالا بموضعه من مؤنسة ، فقال له شريك : كف لا أبا لك ، قال : أتقول لي هذا وأنا وكيل مؤنسة ، فأمر به فصفع عشر صفعات فانصرف ودخل على مؤنسة وشكى ، فكتبت مؤنسة إلى المهديّ فعزل شريكا ، وكان قبل هذا قد دخل شريك على المهديّ فقال له : ما ينبغي أن تقلّد الحكم بين المسلمين قال : ولم؟ قال : لخلافك على الجماعة ، وقولك بالإمامة ، قال : أما
قولك بخلافك على الجماعة. فعن الجماعة أخذت ديني ، فكيف أخالفهم وهم أصلى في ديني! وأما قولك وقولك بالإمامة فما أعرف إلا كتاب الله ، وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم. وأما قولك مثلك ما يقلد الحكم بين المسلمين ، فهذا شيء أنتم فعلتموه ، فإن كان خطأ فاستغفروا الله منه ، وإن كان صوابا فأمسكوا عليه. قال : وما قالا فيه؟ قال : فأما العبّاس فمات وعليّ عنده أفضل الصحابة ، وقد كان يرى كبراء المهاجرين يسألونه عما ينزل من النوازل ، وما احتاج هو إلى أحد حتى لحق بالله ، وأما عبد الله فإنه كان يضرب بين يديه بسيفين ، وكان في حروبه رأسا متبعا ، وقائدا مطاعا فلو كانت إمامته على جور كان أول من يقعد عنها أبوك ، لعلمه بدين الله ، وفقهه في أحكام الله ، فسكت المهديّ وأطرق ، ولم يمض بعد هذا المجلس إلا قليل حتى عزل شريك.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : حدّثني أبي عبد الله قال : قدم هارون الكوفة يعزل شريكا عن القضاء ، وكان موسى بن عيسى واليا على الكوفة. فقال موسى لشريك : ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك ، عزلك عن القضاء ، فقال له شريك : هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة ، ويخلعون ولاة العهود ، فلا يعاب ذلك عليهم. فقال موسى : ما ظننت أنه مجنون هكذا ، لا يبالي ما تكلم به. وكان أبوه عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر ، فخلعه بمال أعطاه إياه ، وهو ابن عم أبي جعفر.
وقال أبو مسلم : حدّثني أبي قال : حدّثني أبي عبد الله. قال : قدم شريك البصرة فأبى أن يحدثهم ، فاتبعوه حين خرج وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة ، ويقولون له : يا ابن قاتل الحسين ، رحم الله طلحة والزبير ، وهو يقول لهم : يا أبناء الظئورات ، ويا أبناء السنايخ (١٣) لا سمعتم مني حرفا. فقال له ابنه : ألا تستعدي السلطان عليهم؟ قال : أو عجزنا عنهم!!.
وقال أبو مسلم : حدّثني أبي قال : كان شريك يختلف إلى باب الخليفة ببغداد ، فجاء يوما فوجدوا منه ريح نبيذ ، فقال بعضهم : نشم رائحة أبا عبد الله؟ قال : مني مني؟ قالوا : لو كان هذا منا لأنكر علينا ، قال : لأنكما مريبان. قال : وبعث إليه بمال يقسمه بالكوفة ، فأشاروا عليه أن يسوى بين الناس ، فأبى فأعطى الغربي اثنى عشر ،
__________________
(١٣) الظئر : المرضعة ولد غيرها. السناخة : الريح المنتنة.
وأعطى الموالي ثمانية ، وأعطى من حسن إسلامه أربعة ، فأراد الموالي أن يقوموا عليه ، فقال لهم : أنتم لا سبيل لكم علي ، كان الناس في القسمة سواء ثمانية ثمانية فقد أعطيتكم ثمانية. وأخذت من حق هؤلاء فزدته العرب يتقوون به على حاجتهم ، فدعوني مع هؤلاء. فخرج أولئك الذين أعطاهم أربعة أربعة ، فما برحوا حتى عزلوه ، وركب أهل الأربعة إلى بغداد حتى عزلوه.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن خلف ابن المرزبان ، أخبرني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، أخبرني أبي قال : كان شريك القاضي لا يجلس حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ ، ثم يأتي المسجد فيصلي ركعتين ، ثم يخرج رقعة من قمطره فينظر فيها ، ثم يدعو بالخصوم ، وإنما كان يقدمهم الأول فالأول ، ولم يكن يقدمهم برقاع ، قال : فقيل لابن شريك : يجب أن نعلم ما في هذه الرقعة قال : فنظر فيها ثم أخرجها إلينا فإذا فيها يا شريك بن عبد الله ، اذكر الصراط وحدته. يا شريك بن عبد الله اذكر الموقف بين يدي الله تعالى ، ثم يدعو بالخصوم.
أخبرنا أبو عليّ محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريّا القاضي ، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ ، حدّثنا الزبير ـ هو ابن بكار ـ قال : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : حضرت شريكا في مجلس أبي عبيد الله ، وعنده الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب. والجريري رجل من ولد جرير ـ وكان خطيبا للسلطان ـ فتذاكروا الحديث في النبيذ واختلافهم فيه ، فقال شريك : حدّثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطّاب. قال : إنا نأكل من لحوم هذه الإبل ، ونشرب عليها من النبيذ ليقطعها في أجوافنا وبطوننا. فقال الحسن بن زيد : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ، إن هذا إلا اختلاق. فقال شريك : أجل والله ما سمعته ، شغلك عن ذلك الجلوس على الطنافس ، في صدور المجالس ، ثم سكت. فتذاكر القوم الحديث في النبيذ فقال أبو عبيد الله : أبا عبد الله حدث القوم بما سمعت في النبيذ ، فقال : كلا! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب ، على من يرد؟ على أبي إسحاق الهمداني ، أم على عمرو بن ميمون الأودي.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال المهديّ
لشريك : كأني أرى رأس زنديق يضرب الساعة. فقال شريك : يا أمير المؤمنين إن للزنادقة علامات ، تركهم الجماعات ، وشربهم القهوات ، وتخلفهم عن الجماعات. فقال المهديّ : يا أبا عبد الله لم نعنك بهذا؟ قال يحيى بن معين : وجده حاضر الجواب.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : مات شريك سنة سبع وسبعين.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا قعنب بن المحرر وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا ابن نمير قالا : مات شريك سنة سبع وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن الخيّاط قال : وشريك بن عبد الله مات سنة سبع ـ أو ثمان ـ وسبعين ومائة (١٤).
٤٨٣٩ ـ شبابة بن سوار ، أبو عمرو الفزاري مولاهم :
أصله من خراسان ونزل المدائن ، حدّث بها وببغداد عن شعبة ، وحريز بن عثمان ، وورقاء بن عمر ، ويونس بن أبي إسحاق ، والمغيرة بن مسلم ، وابن أبي ذئب ، والليث
__________________
(١٤) انظر : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤.
٤٨٣٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٦٨٤ (١٢ / ٣٤٣). طبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٠. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٤٧. والدارمي ، الترجمة ١٠٨ ، ٤١٦. وعلل ابن المديني ٦٨. وتاريخ خليفة ٤٧٢. وطبقاته ٣٢٥. وعلل أحمد ١ / ٧١ ، ١٦٤ ، ٣٦٨. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٧٧٠. والصغير ٢ / ٣٠٨. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٥. وثقات العجلي ، الورقة ٢٣. والمعرفة ليعقوب ١ / ٤٥٣ ، ٣ / ١١٢. وتاريخ واسط ٧٥ ، ١٠٣. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٩٤. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧١٥. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٨٤. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٨٧. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٥٥٨. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٨١. ورجال البخاري للباجي ، الورقة ١٧٢. وإكمال ابن ماكولا ٥ / ١٢. وتقييد المهمل ، الورقة ٦٣. والجمع ١ / ٢١٨. والأنساب للسمعاني ٩ / ٢٩٥. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٧٥. والكامل في التاريخ ٦ / ٣٦٢. وسير النبلاء ٩ / ٥١٣. والكاشف ٢ / ت ٢٢٤٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٨٥٥. والمغني ١ / ت ٢٧٣٢. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٦١. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ١٦. والعبر ١ / ٣٤٩ ، ٢ / ١٨. ٢١ ، ٥١ ، ٥٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٦٩. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٦٥٣. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٥٤. ونهاية السئول ، الورقة ١٣٧. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٠٠. والتقريب ١ / ٣٤٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ترجمة ٢٩٩٢.
ابن سعد ، وعبد الله بن العلاء بن زبر. روى عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني ، والحسن بن أبي الرّبيع ، والحسن بن عرفة ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، والحسن بن مكرم ، وعبد الله بن روح المدائني ، وعبّاس الدوري ، وعليّ بن حمّاد بن السّكن ، وغيرهم.
أخبرنا محمّد بن عليّ بن الفتح ، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ قال : حدّثنا الحسين ابن إسماعيل ، حدّثنا زكريّا بن يحيى بن أيّوب المدائني ، حدّثنا شبابة بن سوار ـ قال : واسمه مروان وإنما غلب عليه سوار.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث ، فقال يوما : ما فعل ذاك الغلام الجميل؟ يعني شبابة.
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن محمّد بن عترة الموصليّ ، حدّثنا أبو هارون موسى بن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي ـ بالموصل ـ حدّثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، حدّثنا شبابة بن سوار ، حدّثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت : صلى النبي صلىاللهعليهوسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن أبي إسحاق البغويّ ، حدّثنا الحسن ابن مكرم ، حدّثنا شبابة ، حدّثنا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرّحمن بن يعمر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الدباء ، والمزفت.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا شبابة بن سوار عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبيه. قال : كنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم تحت الشجرة ، ألفا وأربعمائة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن عليّ بن عياض القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد الغساني ، حدّثنا محمّد بن حمدان بن مالك أبو الحسين القاضي ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد قال : قال لي يحيى بن معين : كم كتبت عن شبابة بن سوار؟ قلت : كذا
وكذا ، قال : فقال لي : كتبت عنه : حدّثنا شبابة بن سوار ، حدّثنا شعبة عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه ، قال : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة؟ قال : قلت : لا والله ما سمعت هذا قط.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ وذكر شبابة ـ فقال : روى عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن أنس : أن النبي صلىاللهعليهوسلم جلد في الخمر. فقال : وهذا ليس بشيء ، رواه غير واحد عن شعبة عن قتادة عن أنس قلت لأبي عبد الله : وروى عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرّحمن بن يعمر في الدباء ، فقال : هذا إنما روى عن شعبة بهذا الإسناد حديث الحج. قيل لأبي عبد الله : وروى عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبيه ، بايعنا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأنكره ، وقال : إنما هذا حديث طارق ، ما سمعت هذا من حديث قتادة ، ولا شعبة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الراشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله : حديث شبابة الذي يرويه عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرّحمن بن يعمر قال : ما أدري أخبرك ، ما سمعته من أحد ـ يعني أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الدباء والمزفت ـ ثم قال لي أبو عبد الله : وحديثه الآخر الذي يرويه عن شعبة عن نعيم بن أبي هند ، رواه إنسان يقال له : بكر بن عيسى من أصحاب أبي عوانة ـ وأثنى عليه ـ كان يعالج البز ، فخالفه في كلامه. قلت له : وأسنده ذاك أيضا؟ فقال : نعم ، قال : عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة ـ يعني حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنه صلى خلف أبي بكر في مرضه ـ قلت لأبي عبد الله : وروى شبابة عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران : أن النبي صلىاللهعليهوسلم أوتر بسبح اسم ربك الأعلى! فقال : هذا باطل ، ليس من هذا بشيء ، إنما رواه حجاج عن قتادة عن زرارة عن عمران عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، حدّثناه عبّاد بن العوام عن حجاج ، وأما حديث شعبة فحدّثناه كذا وكذا عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن ابن أبزى ، قال : والحديث يصير إلى ابن أبزى.
أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت عليّ بن عبد الله ـ وقيل له : روى شبابة عن شعبة عن بكير ابن عطاء عن عبد الرّحمن بن يعمر في الدباء ـ فقال عليّ : أي شيء تقدر تقول في
ذاك ـ يعني شبابة كان شيخا صدوقا ، إلا أنه كان يقول بالإرجاء ـ ولا ينكر من رجل سمع من رجل ألفا وألفين أن يجيء بحديث غريب. قال جدي : وحديث شبابة سمعته يحدث به ، قال : حدّثنا شعبة عن بكر بن عطاء عن عبد الرّحمن بن يعمر قال : نهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن الدباء والمزفت ، وهذا حديث لم نسمعه من أحد من أصحاب شعبة إلا من شبابة ، ولم يبلغني أيضا أن أحدا من أصحاب شعبة رواه غير شبابة.
حدّثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا أحمد بن جعفر الطرسوسي ، حدّثنا عبد الله بن جابر البزّاز قال : سمعت جعفر بن محمّد بن عيسى يقول : سمعت محمّد بن عيسى بن الطباع يقول : قال شبابة : كان خارجة بن مصعب يحدثنا عن ابن عون ومشايخ البصريّين وهم أحياء ، قال : فقلت له : هؤلاء أحياء؟ قال : تكون هذه معكم أطراف ، قال : فمات أولئك ولم ألقهم ، وبقي سماعنا منه. قال : ورأيت عاصما الأحوال ـ وكأني أنظر إلى حولته ـ ولم نرو عنه شيئا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فشبابة؟ فقال ثقة.
وقال عثمان في موضع آخر : سألت يحيى عن شاذان قلت هو أحب إليك ، أو شبابة؟ فقال : شبابة أحب إليّ.
أخبرنا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ وأبا عبيد الله ابن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا جعفر بن أبي عثمان قال : قال يحيى بن معين : شبابة بن سوار صدوق.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قلت ليحيى بن معين : تفسير ورقاء عمّن حملته؟ قال : كتبته عن شبابة وعن عليّ بن حفص ، وكان شبابة أجرأ عليها ، و [هما] (١) جميعا ثقتان.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : شبابة بن سوار المدائني كان أحمد بن حنبل لا يرضاه ، وهو صدوق في الحديث.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
أخبرني البرقانيّ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ ، حدّثنا زكريّا الساجي قال : شبابة بن سوار صدوق ، يدعو إلى الإرجاء ، كان أحمد بن حنبل يحمل عليه.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجليّ قال : سألت أبي أحمد بن عبد الله عن شبابة قلت له : يحفظ الحديث؟ قال : نعم ، قلت : أين لقيته؟ قال : ببغداد.
وقال أبو مسلم في ـ موضع آخر ـ حدّثني أبي قال : شبابة بن سوار الفزاري يكني أبا عمرو من أهل المدائن ، ثقة كان يرى الإرجاء. قيل له أليس الإيمان قولا وعملا؟ فقال : إذا قال فقد عمل.
أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : شبابة بن سوار الفزاري كان ثقة ، صالح الأمر في الحديث وكان مرجئا.
أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال : قيل لأبي زرعة في أبي معاوية ـ وأنا شاهد ـ كان يرى الإرجاء. قال : نعم ، كان يدعو إليه ، قيل فشبابة بن سوار أيضا؟ قال : نعم ، قيل : رجع عنه؟ قال : نعم ، قال : الإيمان قول وعمل.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس بن البخاريّ قال : شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري المدائني ، يقال : مات سنة خمس ـ أو أربع ـ ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبي ، حدّثنا عثمان بن محمّد السّمرقنديّ ، حدّثنا أبو أمية محمّد بن إبراهيم الطرسوسي قال : سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
قلت : وذكر أبو محمّد بن قتيبة في كتاب المعارف ، أن شبابة خرج إلى مكة فأقام بها حتى مات.
٤٨٤٠ ـ شهاب بن الحسن ، العكبري :
روى عن عبد الملك بن قريب الأصمعي ، حدّث عنه عليّ بن محمّد الحبيبي المروزيّ.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الورّاق البخاريّ ، حدّثنا أبو أحمد عليّ بن محمّد بن عبد الله المروزيّ ـ إملاء ـ حدّثنا شهاب بن الحسن العكبري قال : سمعت الأصمعي يقول : سمعت أبان بن جرير يقول : قال المهلّب بن أبي صفرة : يعجبني من الرجل الكريم خصلتان ، يعجبني أن أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه ، ولا يعجبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.
٤٨٤١ ـ شقران بن عبدوس بن المبارك :
حدّث عن محمّد بن هشام النصيبي ، روى عنه محمّد بن حميد المخرّميّ.
أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، حدّثنا محمّد بن حميد بن سهل المخرّميّ ، حدّثنا شقران بن عبدوس بن المبارك ـ في سويقة نصر ـ حدّثنا محمّد بن هشام النصيبي الأهوازيّ قال : حدّثتنا حكامة أم سلم بن دينار قالت : حدّثني أبي عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل مسكر حرام» (١).
٤٨٤٢ ـ شاكر بن عبد الله ، أبو الحسن المصيصي :
قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن موسى النهرتيري ، وعمر بن سعيد المنبجي ،
__________________
(١) ٤٨٤١ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٥ / ٢٠٥ ، ٨ / ٣٦. وصحيح مسلم ، كتاب الأشربة باب ٦ ، ٧. وفتح الباري ٨ / ٦٢ ، ١٠ / ٣٤ ، ٤٢ ، ٤٥ ، ١٣ / ١٦٢.
٤٨٤٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٨٠٠ (١٣ / ٢٨ ـ ٣١). وطبقات ابن سد ٩ / الورقة ٢٥٥. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٦٢. والدارمي ، ترجمة ٤٣٧. وطبقات خليفة ٢٧٤. وعلل أحمد ١ / ١٩٤. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٧٩٣. والصغير ٢ / ١٠٢. والضعفاء الصغير للبخاري ، ترجمة ١٦٦. وضعفاء النسائي ، ترجمة ٢٩٦. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٩٥. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧٣٨. والمجروحين ١ / ٣٦٧. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٨٨. والضعفاء والمتروكون للدارقطني ، ترجمة ٢٨٨. وعلل الدارقطني ٥ / ورقة ٤٣. والضعفاء لأبي نعيم ، ترجمة ٩٨. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٣٤٨. والمغني ١ / ترجمة ٢٨٢٢. وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ٨٦. وتاريخ الإسلام ٦ / ٢٠١. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٧٨٠. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٧٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٤. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٨٤. والتقريب ١ / ٣٥٨. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٣٠١٥.
والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكيّ ، وأبي سعيد الحسن بن عليّ الفقيه ، ومحمّد بن عبد الصّمد بن أبي الجرّاح ، وأيّوب بن سليمان العطّار المصيصيين ، ومحمّد بن إبراهيم بن البطال اليماني. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعبد الله بن يحيى السّكّري ، ومحمّد بن طلحة النعالي ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، وما علمت من حاله إلا خيرا.
وقال لنا ابن رزقويه : قدم علينا شاكر بن عبد الله مستنفرا.
أخبرنا السّكّري ، حدّثنا شاكر بن عبد الله المصيصي ، حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ الفقيه ، حدّثنا أحمد بن عيسى المصري ، حدّثنا ضمام ـ يعني ابن إسماعيل ـ عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنا نسمع في الجاهلية الجهلاء «زر غبّا تزدد حبّا» حتى سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم
. قال لي أبو الحسن عليّ بن أحمد الرّزّاز : توفي أبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي في صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت : وببغداد كانت وفاته.
انقضى حرف الشين