سلمان هادي آل طعمة
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١
فجع الحق
في ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب (ع) :
لوح الافق مكفهر الصباح |
|
مثقلا بالانين والاتراح |
صمت البلبل الحزين ، وريع المجد |
|
فلقلب في جوع وبراح |
وتوارى ضوء النهار كئيبا |
|
وتعالت اطياره بالنياح |
وتولى الحياة حزن وجيع |
|
قطع القلب بالشجى والنواح |
اي جرم جناه غد مراد |
|
وهو يعدو بعربه الفضاح |
غدرت كفه الاثيمة راس الليث |
|
مولى الانام ، ورب السماح |
خضبته دما ، ومازال في المحراب |
|
يدعو الى الهدى والفلاح |
فإذا الليث هب وهو جريح |
|
يتلوى من مدينة الذباح |
عصف الرزء بالنفوس وسال الـ |
|
افق بالنور والدم السفإح |
ذاك شهر قد انزلت رحمة الله |
|
به شهر سوؤدد وسماح |
جل من فادح اصاب ابا السبطين |
|
ضوء الدجى وشمس البطأح |
حبة جنة وقد خصه الله |
|
بقرانه كضوء الصباح |
من اشاد الدين الحنيف وراسى |
|
الحق والعدل تحت بيض الصفاح |
وانتضى ذو الفقار كف علي |
|
داعيا للرشاد والاصلاح |
صارع الحادثات في جنح ليل |
|
ومحا الكفر وانثنى بنجاح |
هاك قلبا يذوب وجدا وشوقا |
|
بنشيد الافراح والاتراح |
يالعظم المصاب والمحن السود |
|
تدوي موسلة بصياح |
فجع الحق بافتقاد علي |
|
وهوى المجد مثخنا بالجراح |
١٩٦٥
عيد الغدير (١)
دفقة النور تزدهي بالولاء |
|
تنشر الحب ثرة الالاء |
تتجلى بها مواكب مجد |
|
عابقات الطيوب الاشذاء |
جلجل الحق هاتفإ كمل الدين |
|
بيوم الغدير في الجوزاء |
والنبي الامين يخترق البيد |
|
ويمضي بهمة قعساء |
__________________
١ ـ عيد الغدير : هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ، وفيه تصب رسول الله محمد صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام اماما وخليفة من بعده ، وهو اكبر اعباد الطائفة الشيعية.
هاديا للنفوس في موكب الحج |
|
بلفح الهجير في البيداء |
صدر اسلامنا علاه وسام |
|
طافحا في الوجود نفح الرجاء |
نزل الوحي معلنا للبرايا |
|
بشر اليوم سيد الاوصياء |
ودعاء القوم قوله اليوم |
|
اكملت لكم دينكم بخير نداء |
قال : بلغ ان لم تبلغ فما |
|
اتممت نهج الشريعة السمحاء |
واذا بالرسول نادى عليا |
|
يا ابن عمي الي باسم السماء |
انت بعدي خليفتي ووصي |
|
وامام الهدى ورمز الاباء |
انت نبراس امة قادها الاسلام |
|
للحق والابا والفداء |
انت من خصه الاله بدستور |
|
وكهف الايتام والفقراء |
ثائر فإرس وليث هصور |
|
قد تحدى مكائد الاعداء |
ذهلت دونه الكماة والوت |
|
صافنات الجياد في الهيجاء |
* * *
مولد النور ، يا مدانا طوال الدهر |
|
يزهو من صبوة وانتشاء |
محتد طأهر ومجد اثيل |
|
واكتمال للذروة السماء |
يا نداء السماء ينطق بالحق |
|
ويهدي الانام للعلياء |
انت بدء المسير في موكب المجد |
|
ورمز الحرية الحمراء |
ان يوم الغدير يطفح بشرا |
|
عقدت فيه بيعه للولاء |
وبه طافت الملائك حول البيت |
|
تسمو معارج الكبرياء |
وبه راية العلى تنشر السلم |
|
وتدعو لمحق شر البلاء |
اي عيد يزف فرحته الكبرى |
|
كفجر يمور بالاشذاء |
فإض بالنور مثل هالة بدر |
|
يتهادى بسحرة الوضاء |
يا عليا كفإك مجدا وقدرا |
|
يتسامى الى ذرى الجوزاء |
خصك الله بالجميل ومازلت |
|
منارا كالغرة الغراء |
حلية الفضل والكمال تعاليت |
|
وينبوع سودد وبهاء |
زبدة الاصفياء وراث علم |
|
الدهر ، بحر الندى ، وكهف الرجاء |
انت مخصك الاله بفضل |
|
سرمدي الجمال ثر الرواء |
انت كنز السماء والمثل الاعلى |
|
ونور المحجة البيضاء |
انت مولى الثقلين فالق هامات |
|
الاعادي ومفحم البلغاء |
انت سيف الله الذي دك صرح |
|
الشرك في معول الهدى والاباء |
جئت للعالمين تحكم بالعدل |
|
ولن تخش حالك الظلماء |
وتصد الاهوال يملؤك الزهو |
|
بقرع الحترف الباساء |
ويل نفسي لمن تمادى بغي |
|
فإرتمى في شنيعة نكراء؟ |
ويل نفسي لمعشر اضمروا الحقد |
|
وتاهوا في فتنة عمياء |
تركوا بيعة الامام وحادوا |
|
عن طريق الهدى ودرب النقاء |
انكروا حقه وما انصفوه |
|
واستباحوا حصانة الزهراء |
ان من ينكر الغدير بـ ( خم ) |
|
موغا في الضلالة العمياء |
لعلي مراتب العز زانت |
|
وستبقى زكية في النماء |
ياحمى المستجير يانفس طه |
|
لك مني تحية الخلصاء |
١٩٥٧
السيدة فاطمة الزهراء
عليهاالسلام
مولد الزهراء
مرحى باشراق السنى الوضاء |
|
غمر الحياة برونق وبهاء |
واطل كالالق المنير مرتلا |
|
ايته بالحمد والنعماء |
ذكرى تطل عزيزة وكانها |
|
شمس الضحى تفتر بالاضواء |
فبكل قلب نشوة ومسرة |
|
وبكل بيت فرح للقاء |
والشوق يسرج كل قلب هائم |
|
نورا يفيض بعزة قعساء |
الليل يوغر بالمسير كانه |
|
شلال ضوء فإض بالارواء |
وتالقت افإق مكة فجاة |
|
بمحاسن الانوار والابهاء |
والطير من شوق يزغرد حالما |
|
مثل انهمار الديمة الوطفإء |
فأاذا القلوب الواجمات ترنحت |
|
سكرى بطيب الجنة الفيحاء |
بشرى بفإطمة سليلة احمد |
|
فخر النساء ونخبة العلياء |
* * *
ما اروع الذكرى تفيض بشاشة |
|
وهوى يفوح كنسمة عذراء!! |
هبطت على الدنيا مكارم جمة |
|
بالفضل تعلو هامة الجوزاء |
يابنت خير الانبياء وموئلا |
|
للعز للتقوى ونبع عطأء |
كم من يد لك بالندى مشهودة |
|
تجتاح كل جرائر الدخلاء؟ |
لك مثلما لمحمد وقفإته |
|
تهدي الورى للشرعة السمحاء |
سلبوك ارثا وهو ملك محمد |
|
( فدك ) غدا نهبا الى اللؤماء |
وعدا عليك المشركون وانهم |
|
من ظلمهم جبلوا على الارزاء |
اولم تكوني قدوة لنسائنا |
|
وملاذ كل الانس من حواء؟ |
يا دوحة الشرف العظيم مضيئة |
|
ومنارة للهمة الشماء |
تاريخك الوضاء نور مشرق |
|
متالق في الليلة الظلماء |
مازال فينا ساطعا متوهجا |
|
يجلو ظلام دجنة سوداء |
ذكراك سفر للماثر والابا |
|
يهدي الورى لمحجة غراء |
ميلادك المعطار مصدر رحمة |
|
سيظل رمز مودة واخاء |
١٩٦٥
الزهراء ام ابيها
انا في هوى الزهراء دوما اخلص |
|
وعلى مناقبها الكريمة احرص |
يا مولدا يهب الحياة نضارة |
|
كالصبح لا يرجى اليه تمحص |
وامتد فضل من فضائل احمد |
|
يزهو له النبا العظيم ويشخص |
والطير تصدح فوق اغصان النقى |
|
باليمن والنعمى غدا يترقص |
يا ايها النبع المضمخ بالولا |
|
يروي العطأش وماؤه لا ينقص |
انا واله انى انطويت على التقى |
|
اسمو اليه وللفواطم اخلص |
والخطبة الغراء ذات طلاوة |
|
ظهرت وحار بوصفها المتخصص |
جحدوا الهدى غيضا على فخر النسا |
|
واحيرتي ان جئت يوما افحص |
كم ذا تحملت الرزايا والاسى |
|
وغدا العدو ببابها يتربص؟ |
هيهات ان ينجو عدو واتر |
|
فإلحق يعلو والفريسة تقنص |
١٩٩٤
في رحاب الزهراء
حسبي جوى ان ضاقت السلوى |
|
علي انال الغاية القصوى |
واصيح فإطمتاه من وله |
|
كيما افوز بجنة الماوى |
الله جللها واكرمها |
|
بالعلم والايمان والتقوى |
ايلومني في حب فإطمة |
|
من قد اطأعت ربها نضوا؟ |
ان السماوات العلى شرفت |
|
بطلوعها واستانست حوا |
كرم كما نبع الزلال له |
|
طعم لذيذ يشبه الحلوى |
قال الرسول بان ( فإطمة |
|
هي بضعة مني ) بها نجوى |
تعنو لها السبع الشداد كما |
|
بنت الغصون تحلقت نشوى |
انا قد فتنت بفاطم ولكم |
|
اهفو لذكراها وكم اهوى؟ |
يا من لها قيثارتي عزفت |
|
كالطير يشدو ملهما شدوا |
هي رحمة جاء البشير بها |
|
للعالمين لتمحق البلوى |
ساظل بالزهراء مفتتنا |
|
كالمستهام يضج بالشكوى |
١٩٩٤
ام الامامة
اضحى فؤادي من هواه مفتشا |
|
واقضه شوق لمهضمة الحشا |
لله فجر كاد يزهو بهجة |
|
يحكي النسيم الغض والقلب انتشى |
في يوم مولد ( فاطم ) قد زغردت |
|
كل النساء من الصباح الى العشا |
او ليس قول الله جل جلاله |
|
في ( هل اتى ) كتمان سر قد فشا؟ |
الدهر اصبح جنة بطلوعها |
|
وغدا المحب لوردها متعطشا |
من مثلها في عملها ونوالها |
|
كالنجم في افق المجرة عششا |
بدر يقر العين يملا بشره |
|
دهش العدو به وطأش فاجهشا |
يا حبذا يوم لدوحة فإطم |
|
ابشر فيا لك مغرسا او معرشا |
ومكانة في الدين تبهر اعينا |
|
يكفي محاسن فضلها ان تبطشا |
يابنت من حمل الرسالة للورى |
|
عبر المدى عنها عشا من قد عشا |
وقفت قلوب القوى منك تجلّةً |
|
ـيت لا حالي ولا قدمي مشى |
١٩٩٤
أم البنين
ام البنين
اني افدي بالاهل والولد |
|
من ذكرها لم يغب على احد |
بنت حزام وزوج حيدرة |
|
محروسة بالمهيمن الصمد |
لم انس ام البنين حاسرة |
|
امست بلا ناصر ولا عضد |
اذكى لظى قلبها البكاء وكم |
|
ادمت حشاها نوائب النكد؟ |
فهي بيوم الطفوف ما شهدت |
|
شبل علي موزع الجسد |
كان اولادها الذين هووا |
|
مطألع من اهلة بدد |
صاب الاسى جرعت فما وهنت |
|
وقلبها لا يزال في كمد |
تكابد الفإدحات صامدة |
|
وبات منها الفؤاد في جلد |
لاهل بيت الرسول مخلصة |
|
وغير ال الرسول لم تجد |
ولاؤها المحض في مودتهم |
|
يحكيه كل الورى بمحتشد |
بالدمع تطفي الجوى لمحنتهم |
|
اعظم بها من ضجيعة الرشد |
ام ( ابي الفضل ) خير معتمد |
|
وام ( عثمان ) بيضة البلد |
ثالثهم ( جعفر ) ورابعهم |
|
ذلك ( عبد الله ) ابن ذي الرشد |
هفا فؤادي في صبها شغفا |
|
فهي ملاذي من جور مضطهد |
ما انت الا طود الفخار سما |
|
ويا صباحا يرف في خلدي |
ما انت الا زلال ذي ظما |
|
وانت برء للاعين الرمد |
يا شمس افق تجلى الخطوب بها |
|
شعت سنا في غلائل جدد |
قد حسنت سيرة ومكرمة |
|
والفضل فيها كالروح في الجسد |
ابواب جود لها مفتحة |
|
فرع اصول الاحساب والصيد |
ما برحت عزنا وسؤددنا |
|
تاج فخار من سالف الامد |