وقال المفيد في (الإرشاد) : (مضى عليهالسلام في شوّال من سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستون سنة ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه وعمّه الحسن سلام الله عليهم وأُمّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة) (١).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض بالمدينة في شوّال ، وقيل : في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمانٍ وأربعين ومائة عن خمس وستين سنة) (٢).
وقال ابن شهرآشوب : (قبض عليهالسلام في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وقيل : يوم الاثنين ، النصف من رجب.
وقال أبو جعفر القمّيّ : سمّه المنصور ، ودفن بالبقيع ، وقد كمل عمره خمساً وستّين سنة) (٣).
قال المجلسيّ : (وروى ابن الخشّاب بسنده عن محمّد بن سنان قال : مضى أبو عبد الله وهو ابن خمس وستين سنة في سنة ثمانٍ وأربعين ومائة) (٤).
وقال ابن جرير الطبريّ : (قبض وليّ الله جعفر بن محمَّد عليهالسلام في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة من الهجرة ، سمّه المنصور فقتله ، ومضى وقد كمل عمره خمساً وستين سنة. وروى أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله أنه قبض وهو ابن ثمانٍ وستين سنة ، ويروى : سبع وستين ، والأوّل أصحّ ؛ لأنني نقلته من أصل لأبي عليّ محمّد بن همام ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه) (٥).
وفي شكل الكفعميّ : توفّيَ يوم الاثنين منتصف رجب سنة ثمانٍ وأربعين ومائة بالمدينة مسموماً في عنب ، ودفن بالبقيع (٦).
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٨٠.
(٢) الدروس ٢ : ١٢.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٠٢ ، عنه في مرآة العقول ٦ : ٢٦.
(٤) مرآة العقول ٦ : ٢٦.
(٥) دلائل الإمامة : ٢٤٦.
(٦) المصباح : ٦٩١.
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض بالمدينة في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة. وأُمّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر. وقبره بالبقيع مع أبيه وجدّه وعمّه الحسن بن علي عليهمالسلام. وقد روي في بعض الأخبار أنهم انزلوا على جدّتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف) (١).
وروى الكلينيّ بسنده عن أبي بصير قال : (قبض أبو عبد الله جعفر بن محمَّد عليهماالسلام وهو ابن خمس وستين سنة في عام ثمانٍ وأربعين ومائة. وعاش بعد أبي جعفر عليهماالسلام أربعاً وثلاثين سنة) (٢).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (توفّيَ الصادق عليهالسلام يوم الاثنين النصف من رجب ، ويقال : توفّيَ في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه علي بن الحسين وعمّه الحسن ، سلام الله عليهم).
والحاصل أنه عليهالسلام عاش خمساً وستّين سنة ، وقبضه الله تعالى في عام ثمانٍ وأربعين ومائة مسموماً بالنص والإجماع ، وذلك في منتصف رجب يوم الاثنين على الأظهر ؛ لأنّ هذا القول أقرب إلى ظاهر قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٣) ؛ لما فيه من التعيين المقتضي لتيسّر مشاركة أولياء النعم في حزنهم ، ومن تيسّر نذر صومه وغير ذلك ممّا يترتّب على التعيين دون الإبهام ؛ ولأنّ هذا القول أبعد من أقوال المخالفين ، فهو أقرب إلى الرشد ، بخلاف القول بأنه في شوّال على الإجمال ، والله العالم بحقيقة الحال.
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٨ / ب ٢٥.
(٢) الكافي ١ : ٤٧٥ / ٧.
(٣) البقرة : ١٨٥.
الفصل التاسع
في مولد الإمام السابع
موسى بن جعفر الكاظم سلام الله عليه ووفاته
ميلاده المبارك
أمّا ولادته التي عمّت بركتها الخلائق ، فقال الشيخ في (التهذيب) : (ولد بالأبواء سنة ثمانٍ وعشرين ومائة من الهجرة) (١).
وقال محمّد بن جرير : (ولادة أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام. قال أبو محمّد الحسن بن علي الثاني عليهالسلام ولد بالأبواء بين مكّة والمدينة في شهر ذي الحجّة سنة مائة وسبع وعشرين من الهجرة) (٢).
وقال الكفعميّ : إنه ولد بالمدينة يوم الأحد سابع صفر سنة ثمانٍ وعشرين ومائة (٣).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالأبواء منزل بين مكّة والمدينة لسبع خلون من صفر سنة ثمانٍ وعشرين ومائة) (٤).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (كان مولده عليهالسلام بالأبواء سنة ثمانٍ وعشرين ومائة) (٥).
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٨١ / ب ٢٩.
(٢) دلائل الإمامة : ٣٠٣.
(٣) المصباح : ٦٩١.
(٤) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٨٦.
(٥) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢١٥.
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولد بالأبواء سنة ثمانٍ وعشرين ومائة. وقيل : سنة تسع وعشرين ومائة يوم الأحد سابع صفر ، على ما ذكره في (الدروس) (١) ، والكفعميّ (٢). ولم أقف على ما ينافيه).
وقال ابن شهرآشوب على ما نقله المجلسيّ (٣) ـ : (أُمّه حميدة المصفّاة ابنة صاعد البربريّ ، ويقال : إنّها أندلسيّة أُمّ ولد تكنّى [أُم] لؤلؤة. ولد عليهالسلام بالأبواء موضع بين مكّة والمدينة يوم الأحد لسبع خلون من صفر سنة ثمانٍ وعشرين ومائة) (٤).
وقال في (الدروس) : (ولد بالأبواء يوم الأحد سابع صفر) (٥).
وقال الكليني رحمهالله : (ولد أبو الحسن موسى عليهالسلام بالأبواء سنة ثمانٍ ، وقال بعضهم : تسعٍ وعشرين ومائة) (٦).
وقال بعض أصحابنا : (ولد بالأبواء موضع بين مكّة والمدينة يوم الثلاثاء ، وفي رواية أُخرى : يوم الأحد لسبع خلون من صفر سنة ثمانٍ وعشرين ومائة ، وأُمّه حميدة البربريّة أُخت صالح البربري ، وتكنّى أُمّ ولد).
والحاصل أن عام مولده الأعظم هو الثامن والعشرون بعد المائة بالإجماع ، وقول الكليني : (قال بعضهم : تسع وعشرين ومائة) ، الظاهر أن الضمير يعود على العامة بقرينة الجمع مع الإبهام. ورواية ابن جرير يمكن ردّها إليه بأحد الاعتبارات السابقة.
والأظهر وهو مشهور العصابة أنه الأحد سابع صفر ؛ لأنه المشهور شهرة أكيدة كادت أن تكون إجماعاً. ورواية ابن جرير يمكن تأويلها بضرب من التجوّز ، ولما في المشهور من المرجّحات المشهورة في وفاة الصادق عليهالسلام. ومع القول بأنّ مولده
__________________
(١) الدروس ٢ : ١٣.
(٢) المصباح : ٦٩١.
(٣) مرآة العقول ٦ : ٣٦ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٦ / ٩ نقلاً في الأخير عن (الإرشاد).
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٤٩.
(٥) الدروس ٢ : ١٣ عنه في مرآة العقول ٦ : ٣٦.
(٦) الكافي ١ : ٤٧٦.
سابع صفر يضعف القول بأنّ [وفاة (١)] الحسن بن علي عليهماالسلام سابع صفر لما في القول بهما معاً من اجتماع السرور والحزن في يوم واحد وهو مشكل ، فتفطّن.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى دار كرامة الله تعالى ، فقال الكليني رحمهالله : (قبض عليهالسلام لستّ خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة في حبس السندي بن شاهك لعنة الله عليه ودفن ببغداد في مقبرة قريش. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها : حميدة) (٢).
وروى بسنده عن أبي بصير قال : (قبض موسى بن جعفر وهو ابن أربع وخمسين سنة عام ثلاث وثمانين ومائة ، عاش بعد جعفر عليهالسلام خمساً وثلاثين سنة) (٣).
وقال الكفعميّ : عاش خمساً وخمسين سنة وأُمّه أُمّ ولد اسمها حميدة. وقبض يوم الجمعة سادس رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، سمّه الرشيد لعنه الله في الحبس ببغداد (٤).
وقال الطبريّ : (استشهد في رجب سنة أربع وثمانين ومائة ، وقد كمل عمره أربعاً وخمسين سنة ، ويُروى : سبعاً وخمسين ، وتولّى أمره ابنه الرضا عليهالسلام ، ودفن ببغداد بمقابر قريش في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها لنفسه. وكانت وفاته في حبس المسيّب ، وهو المسجد الذي بباب الكوفة الذي فيه السدرة) (٥).
والظاهر أنه أراد باباً ببغداد يسمّى باب الكوفة. والمسيّب هو متولّي حبس السندي.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام ببغداد في حبس السنديّ بن
__________________
(١) في المخطوط : (مولد).
(٢) الكافي ١ : ٤٧٦.
(٣) الكافي ١ : ٤٨٦ / ٩.
(٤) المصباح : ٦٩١.
(٥) دلائل الإمامة : ٣٠٥ ٣٠٦.
شاهك لخمس بقين من رجب ، وقيل : لخمس خلون منه سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وله خمس وخمسون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها حميدة البربرية ، ويقال لها حميدة المصفّاة) (١).
وقال المفيد في (الإرشاد) (٢) ، وفي (مسارّ الشيعة) (٣) : (قبض ببغداد في حبس السنديّ بن شاهك لستّ خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وله خمس وخمسون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها : حميدة البربريّة).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض عليهالسلام مسموماً في بغداد في حبس السنديّ بن شاهك لستّ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقيل : يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة إحدى وثمانين ومائة) (٤).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض قتيلاً بالسمّ ببغداد في حبس السنديّ بن شاهك لستّ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وسنّه خمس وخمسون سنة. امّه أُمّ ولد يقال لها : حميدة البربرية. وقبره ببغداد من مدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش) (٥).
وقال في (المصباح) : (وفي الخامس والعشرين يعني : من رجب كانت وفاة أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام) (٦).
وقال بعض أصحابنا : (توفّيَ ببغداد يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة مسموماً في حبس السنديّ بن شاهك ، سقاه السمّ بأمر الرشيد ، ودفن بمدينة السلام (بغداد) في الجانب الغربيّ في المقبرة المعروفة بمقابر قريش).
وقال ابن شهرآشوب على ما نقله المجلسيّ (٧) ـ : (المستشهد في حبس الرشيد
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٨٦.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢١٥ ، ونص العبارة له.
(٣) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٩.
(٤) الدروس ٢ : ١٣.
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٨١ / ب ٢٩.
(٦) مصباح المتهجّد : ٧٤٩.
(٧) مرآة العقول ٦ : ٣٦ ٣٧.
على يدي السنديّ بن شاهك يوم الجمعة لستّ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقيل : سنة ستّ وثمانين. كان مقامه مع أبيه عشرين سنة ، ويقال : تسع عشرة ، وبعد أبيه خمساً وثلاثين ، ودفن ببغداد بالجانب الغربيّ في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من باب التبن ، فصار باب الحوائج. عاش أربعاً وخمسين سنة) (١).
هذا في النسخة التي بين يديّ ، وكأنّه تحريف من الكاتب ؛ إذ المنطبق على ما اختاره من أن مدة إقامته مع أبيه عشرون سنة وبعده خمس وثلاثون أن يكون عمره الشريف خمساً وخمسين لا أربعاً وخمسين.
وروى الصدوق بسنده عن عتاب بن أُسيد عن جماعة من مشايخ أهل المدينة قالوا : (لمّا مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد استشهد وليّ الله موسى بن جعفر عليهماالسلام مسموماً ، سمّه السنديّ بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيّب بباب الكوفة ، وفيه السدرة. ومضى عليهالسلام إلى رضوان الله تعالى وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقد تمّ عمره أربعاً وخمسين سنة. وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربيّ بباب التبن في المقبرة المعروفة بمقابر قريش) (٢).
وبسنده عن سليمان بن حفص المروزيّ قال : (إن هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر عليهماالسلام سنة تسع وسبعين ومائة ، وتوفّيَ في حبسه ببغداد لخمس ليالٍ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة وهو ابن سبع وأربعين سنة ، ودفن بمقابر قريش. وكانت إمامته خمساً وثلاثين سنة وخمسة أشهر. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها حميدة ، وهي أُمّ أخويه إسحاق ومحمّد) (٣).
والحاصل أن عام انتقاله إلى دار كرامة الله هو الثالث والثمانون بعد المائة بالنصّ والإجماع ، وما خالف ذلك شاذّ محمول على التقيّة. وكان في شهر رجب بالإجماع ،
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٤٩.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٩ / ٤.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٤ ١٠٥ / ٧.
والأظهر أنه سادس رجب ، والقول بأنه لخمس خلون منه يمكن ردّه إلى هذا بأدنى عناية. وإنّما استظهرت هذا ؛ لأنه أبعد الأقوال من مشهور العامّة من أنه لستّ بقين من رجب. أمّا ظاهر عبارة الشيخ في (المصباح) فشاذّ ، والله الهادي. والأظهر أنه الجمعة لأنه أشهر وأوفق.
الفصل العاشر
في مولد الإمام الثامن
علي بن موسى الرضا سلام الله عليهما ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكليني رحمهالله : (ولد أبو الحسن الرضا عليهالسلام سنة ثمانٍ وأربعين ومائة) (١).
وفي الكفعمي : أبو الحسن الرضا ، ولد بالمدينة يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة (٢).
وقال بعض أصحابنا : (ولد يوم الجمعة ، ويقال : يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، ويقال : سنة ثلاث وخمسين. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها : أُمّ البنين ، وكان اسمها سكن النوبيّة ، ويقال خيزَران المرسيّة ويقال : شهدة ، والأصحّ خيزران).
وقال ابن جرير : (ولادة أبي محمّد عليّ بن موسى عليهماالسلام. قال أبو محمّد الحسن بن عليّ الثاني عليهالسلام ولد بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام بخمس سنين.
وأقام مع أبيه تسعاً وعشرين سنة وأشهراً). ثمّ ذكر حديثاً في شراء امّه ، قال : (وكان يقال لها قليم) (٣).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٨٦.
(٢) المصباح : ٦٩١.
(٣) دلائل الإمامة : ٣٤٨ ، وفيه : (تكتم) ، لكن المحقّق أشار في هامش الكتاب إلى أن اسمها في نسختين خطّيّتين أُخريين من المصدر (قليم).
وروى الصدوق عن علي بن ميثم أن اسمها تكتم ، وأن الكاظم عليهالسلام سمّاها الطاهرة لمّا ولدت الرضا عليهالسلام.
إلى أن قال الحاكم أبو علي : قال الصولي : والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر :
ألا إن خير الناس نفساً ووالداً |
|
ورهطاً وأجداداً عليّ المعظم |
أتتنا به للعلم والحلم ثامناً |
|
إماماً يؤدّي حجّة الله تكتم (١) |
وأورد حديثين آخرين عن عليّ بن ميثم عن أبيه تضمّنا أن اسمها نجمة (٢).
وروى بسنده عن عتاب بن أُسيد قال : (سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون : ولد الرضا علي بن موسى عليهماالسلام بالمدينة يوم الخميس [لإحدى عشرة (٣)] ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام بخمس سنين) (٤).
وقال الشيخ في (التهذيب) (٥) والمفيد في (الإرشاد) (٦) : (ولد عليهالسلام بالمدينة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة).
وقال في (مسارّ الشيعة) : (الحادي عشر من ذي القعدة مولد علي بن موسى الرضا عليهالسلام بالمدينة يوم الاثنين سنة ثمانٍ وأربعين ومائة) (٧).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالمدينة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، ويقال : إنه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٤ ١٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦ ١٧ : وأحدها عن هشام بن أحمد.
(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : (أحد عشر).
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٨ / ١ ، وفيه : (غياث بن أُسيد).
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٨٣ / ب ٣٣ ، ونص العبارة له.
(٦) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٤٧.
(٧) لم ترد هذه العبارة في المصدر في فصل شهر ذي القعدة. انظر مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٣٤ ٣٥. ويشار إلى أنها لم ترد في متن المخطوط ، بل في هامشه ، وأُشير إليها بعلامة السقط وهو الرمز (صح) مع تحديد موقعه في المتن في الموقع المثبتة فيه الآن.
وخمسين ومائة بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام بخمس سنين. رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، وقيل : يوم الخميس امّه أُمّ ولد اسمها نجمة ، ويقال : سكن النوبيّة ، ويقال : تكتم). ثمّ نقل رواية الصوليّ مثل ما تقدّم حتّى البيتين (١).
وقال الشهيد في (الدروس) : (الإمام الرضا أبو الحسن عليّ بن موسى وليّ المؤمنين ، امّه أُمّ البنين. ولد بالمدينة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، قيل : يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة) (٢).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (أبو الحسن الثاني علي بن موسى الرضا عليهالسلام. ولد بالمدينة سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وقيل : يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة. وعليه اعتمد صاحب كتاب (الحقائق الإيمانية) وابن طلحة).
وبالجملة ، فعام مولده الأزهر هو الثامن والأربعون بعد المائة إجماعاً ، والأظهر أنه الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأوّل لبعده عن أقوال العامّة ، وإطلاقات الأكثر لا تنافيه ، والله العالم. ولعلّ امّه تسمّى بتلك الأسماء كلّها ؛ فقد تتعدّد الألقاب.
وفاته عليهالسلام
وأما انتقاله إلى دار كرامة الله ، فقال الكلينيّ رحمهالله : (قبض عليهالسلام في صفر من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة. وقد اختلف في تاريخه إلّا إن هذا التاريخ هو أقصد إن شاء الله تعالى. وتوفّيَ بطوس في قرية يقال لها سناباد من نُوقان (٣) على دعوة (٤) ، ودفن بها. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها أم البنين) (٥).
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٠٢.
(٢) الدروس ٢ : ١٤.
(٣) نُوقان بضم النون ـ : إحدى قصبتي طوس القصبة الأُخرى : طابران وفيها تنحَت القدور. معجم البلدان ٥ : ٣١١ نوقان.
(٤) على دعوة : أي بعد سناباد من نوقان على قدر سماع صوت الأذان ، أو مطلقاً ، يقال : هو مني دعوة الرجل ، أي قدر ما بيني وبينه قدر سماع الصوت. انظر القاموس المحيط ٤ : ٤٧٤ الدعاء ، شرح الكافي (المازندراني) ٧ : ٢٦٩.
(٥) الكافي ١ : ٤٨٦.
وروى بسنده عن ابن سنان قال : (قبض علي بن موسى عليهالسلام وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر في عام اثنين ومائتين ، عاش بعد موسى بن جعفر عليهماالسلام عشرين سنة إلّا شهرين أو ثلاثة) (١).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباد في آخر صفر ، وقيل : في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلاث ومائتين ، وله خمس وخمسون سنة. استشهد في ملك المأمون ، لعنه الله) (٢).
ثمّ صرّح بأنّ قاتله المأمون بالسمّ (٣).
وقال الشهيد الأوّل في (الدروس) : (قبض بطوس في صفر سنة ثلاث ومائتين) (٤).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (قبض بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومائتين ، وله خمس وخمسون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها أُمّ البنين) (٥).
وقال في (مسارّ الشيعة) : (في اليوم السابع عشر من صفر كانت وفاة أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام بطوس من أرض خراسان في يوم الاثنين سنة ثلاث ومائتين) (٦).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (قال صاحب (الحقائق الإيمانيّة) : كان وفاة الرضا عليهالسلام يوم الاثنين لثلاث ليالٍ بقين من صفر سنة ثلاث ومائتين. ويقال : توفّيَ في شهر شعبان. والأوّل هو الأصح. وقيل : توفّيَ في الثالث والعشرين من ذي القعدة (٧).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٩١ ٤٩٢ / ١١.
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٠٣.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٢٥.
(٤) الدروس ٢ : ١٤.
(٥) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٤٧.
(٦) لم ترد هذه العبارة في المصدر في فصل شهر صفر. انظر مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٦ ٤٧ ، غير أنه وردت في فصل ذي القعدة ، انظر الصفحة : ٣٤ منه ، وفيها : (وفي اليوم الثالث والعشرين منه كانت وفاة سيّدنا أبي الحسن على بن موسى الرضا عليهالسلام بطوس من خراسان سنة (٢٠٣) من الهجرة).
(٧) العدد القويّة : ٧٢٥ / ٧.
والمشهور أنه توفّيَ في صفر ، وذكر الكفعمي (١) أنه في السابع عشر منه ، وينبغي الاعتماد عليه) ، انتهى.
وروى الصدوق في (العيون) الرواية المشار لها في مولده بسنده عن عتاب بن أُسيد عن جماعة من أهل المدينة أنّهم قالوا : إنه عليهالسلام توفّيَ بطوس في قرية يقال لها : سناباد من رستاق نوقان ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه ممّا يلي القبلة ، وذلك في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلاث ومائتين. وقد تمّ عمره تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر ، منها مع أبيه موسى بن جعفر عليهماالسلام تسعاً وعشرين سنة وشهرين ، وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر (٢).
قال المجلسيّ : (وروى الصدوق عن إبراهيم بن العبّاس : أنه عليهالسلام توفّيَ في رجب سنة ثلاث ومائتين).
ثمّ قال : (والصحيح أنه توفّيَ في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة وله تسع وأربعون سنة. وروى ذلك بإسناده عن عتاب بن أُسيد) (٣).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (وفاة الرضا عليهالسلام يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر سنة ثلاث ومائتين ، ويقال : في شهر رمضان. والأوّل هو الأصحّ ، ومضى مسموماً من قبل المأمون ، ودفنه في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في قرية يقال لها : سناباد من دعوة من نوقان (٤) بأرض خراسان ، وتسمّى بطوس ، وفيها قبر هارون ، وقبر الرضا سلام الله عليه بين يديه في قبلته).
وبالجملة ، فالأشهر الأظهر أن عام مضيّه إلى دار رضوان الله هو الثالث بعد المائتين ، وأنه سابع عشر شهر صفر ، وعليه العمل في زماننا في أكثر البلاد ، وأنه يوم
__________________
(١) المصباح : ٦٩٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٨ / ١ ، وفيه : (غياث بن أُسيد).
(٣) مرآة العقول ٦ : ٧١.
(٤) الذي في الكافي ١ : ٤٨٦ : (من نوقان على دعوة).
الاثنين. والنصّ والإجماع قائمان على أنه مضى مسموماً شهيداً كمَن سلف من آبائه المعصومين سلام الله عليهم أجمعين والمخالف شاذّ (١) ، بل لا يبعد تحقّق الاتّفاق في زماننا على هذا ، وانقطاع القول بأنه مات حتف أنفه ، والله العالم.
__________________
(١) من القائلين بذلك الشيخ المفيد في تصحيح اعتقادات الإماميّة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٥ : ١٣١ ١٣٢.
الفصل الحادي عشر
في مولد الامام التاسع سيّدنا
محمّد بن عليّ الجواد سلام الله عليه ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكليني رحمهالله : (ولد عليهالسلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة) (١).
وقال المفيد في (الإرشاد) (٢) مثله حرفاً بحرف ، ومثله عبارة الشهيد في (الدروس) (٣) والشيخ في (التهذيب) (٤) والإربليّ (٥). هكذا كلّهم من غير تعيين اليوم.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشرة ليلة خلت من الشهر ، وقيل : النصف منه ليلة الجمعة. وفي رواية ابن عيّاش : ولد يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رجب) (٦).
وقال الطبريّ : معرفة ولادة أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام : قال أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ الثاني عليهالسلام : «ولد بالمدينة ليلة الجمعة النصف من شهر رمضان سنة مائة وخمس وتسعين» (٧).
__________________
(١) الكليني ١ : ٤٩٢.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٧٣.
(٣) الدروس ٢ : ١٤.
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٠ / ب ٣٧.
(٥) كشف الغمّة ٣ : ١٣٤.
(٦) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٢٩.
(٧) دلائل الإمامة : ٣٨٣.
وقال ابن شهرآشوب على ما نقله المجلسيّ (١) : (ولد عليهالسلام بالمدينة ليلة الجمعة للتاسع عشر من شهر رمضان ، ويقال : للنصف منه. وقال ابن عيّاش : يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس وتسعين ومائة) (٢).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولد بالمدينة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة على ما ذكره الكلينيّ ، والشيخ في (التهذيب) ، والشيخ عليّ بن عيسى ، والشهيد في (الدروس) ، ولم يعيّنوا اليوم. وقيل : ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وقيل : النصف منه. وقيل : لعشر ليال خلون من رجب سنة خمس وتسعين ومائة ، وهذا هو المعتمد على ما رواه الشيخ في (المصباح) (٣) عن ابن عيّاش.
وفي الدعاء الذي رواه القاسم بن [العلاء (٤)] الهمدانيّ ما يؤيّده ، فإنّه تضمن أنه عليهالسلام ولد في رجب (٥). فالرواية المخصّصة له باليوم العاشر ينبغي الاعتماد عليها.
وقال المفيد في (مسارّ الشيعة) : (وفي النصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة كان مولد سيّدنا أبي جعفر محمّد بن علي الرضا ، سلام الله عليه) (٦).
وقيل : عاشر رجب لخمس وتسعين ومائة).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (ولد عليهالسلام بالمدينة ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، ويقال : النصف منه.
وفي رواية اخرى أنه ولد يوم الجمعة لعشر ليالٍ خلت من شهر رجب سنة خمس وتسعين ومائة. وأُمّه أُمّ ولد اسمها درّة ، ويقال : سكن النوبيّة ، سمّاها الرضا عليهالسلام الخيزران. وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة ويقال : امّه نوبيّة واسمها : سبيكة).
__________________
(١) مرآة العقول ٦ : ٩٤.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١١.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٤١ (حجري).
(٤) في المخطوط : (العلى).
(٥) مصباح المتهجّد : ٧٤١.
(٦) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٢٤.
وقال الكفعميّ : محمّد أبو جعفر الجواد عليهالسلام ، ولد بالمدينة يوم الجمعة عاشر رجب سنة خمس وتسعين ومائة. امّه الخيزران ، عمره خمس وعشرون سنة (١).
وبالجملة ، فعام مولده العميم البركة هو الخامس والتسعون بعد المائة بالإجماع ، والأظهر أنه في العاشر من رجب ؛ لما صرّح به دعاء صاحب الأمر عليهالسلام ، وهو قد اشتهرت روايته بين الفرقة وتلقّوه بالقبول وعملوا به. وكونه العاشر عيّنته رواية أُخرى كما عرفت ، ولم أجد ما يقاوم هذا فيعارضه ، والأظهر الأشهر أنه في ليلة الجمعة لرواية الطبريّ وغيرها ، والله العالم.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله سلام الله عليه إلى دار كرامة الله ، فقال الكليني رحمهالله : (قبض عليهالسلام سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوماً ، ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى عليهالسلام. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سبيكة [وكانت] نوبيّة ، ويقال أيضاً : إن اسمها كان خيزران. وروى أنها كانت من أهل بيت مارية أُمّ إبراهيم بن رسول الله صلىاللهعليهوآله) (٢).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (قبض ببغداد سنة عشرين ومائتين في ذي القعدة ، وله خمس وعشرون سنة وأشهر ، وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سبيكة وكانت نوبيّة. ودفن بمقابر قريش في ظهر جدّه موسى بن جعفر عليهمالسلام) (٣).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين ، وله خمس وعشرون سنة في أوّل ملك المعتصم. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سبيكة ، ويقال : درّة ، ثمّ سمّاها الرضا عليه سلام الله خيزران ، وكانت نوبيّة. ودفن عليه سلام الله في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى ، عليه سلام الله) (٤).
__________________
(١) المصباح : ٦٩٢.
(٢) الكافي ١ : ٤٩٢.
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٧٣.
(٤) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٢٩.
وقال أبو جعفر الطبريّ : (كان مقامه مع أبيه سبع سنين وأربعة أشهر ويومين ، وروى سبع سنين وثلاثة أشهر ، وعاش بعد أبيه ثماني عشرة سنة غير عشرين يوماً ، واستشهد في ملك الواثق سنة عشرين ومائتين ، وعمره خمس وعشرون سنة وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوماً ، ويقال : اثنا عشر يوماً في ذي الحجّة يوم الثلاثاء على ساعتين من النهار لخمس خلون منه ، ويقال : لثلاث خلون منه) (١).
وقال الكفعميّ : عاش خمساً وعشرين سنة ، وتوفّيَ يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين ، سمّه المعتصم لعنه الله ببغداد (٢).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض ببغداد في آخر ذي القعدة. وقيل : يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين. ودفن في ظهر جدّه الكاظم عليهالسلام بمقابر قريش) (٣).
وقال بعض أصحابنا : (عاش عليهالسلام خمساً وعشرين سنة ، منها مع أبيه الرضا عليهالسلام سبع سنين وأشهراً ، واستشهد في أوّل ملك المعتصم ، قتله الواثق بن العبّاس).
ونقل الشيخ عبد الله بن صالح عن (كشف الغمّة) (٤) ، وكتاب (الحقائق الإيمانيّة) أنه في ذي القعدة ، ولم يعيّناه. ونقل الاتّفاق على أنه في ذي القعدة ، وفيه ما لا يخفى.
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين ، وله خمس وعشرون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها الخيزران ، وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة. ودفن ببغداد في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى ، عليهما سلام الله) (٥).
وقال ابن شهرآشوب على ما نقله المجلسي (٦) : (قبض ببغداد مسموماً في آخر ذي القعدة. وقيل : يوم السبت لست خلون من ذي الحجّة سنة عشرين ومائتين. ودفن في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفر عليهما سلام الله وعمره خمس
__________________
(١) دلائل الإمامة : ٣٩٤ ٣٩٥.
(٢) المصباح : ٦٩٢.
(٣) الدروس ٢ : ١٤ ١٥.
(٤) كشف الغمّة ٣ : ١٥٤.
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٠ / ب ٣٧.
(٦) مرآة العقول ٦ : ٩٤.
وعشرون سنة ، وقالوا : وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوماً. وأُمّه أُمّ ولد تدعى درّة ، وكانت مريسيّة ، ثمّ سمّاها الرضا عليهالسلام خيزران ، وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة. ويقال : إنّها سبيكة ، وكانت نوبيّة ، ويقال ريحانة ، وتكنّى أُمّ الحسن. ومدّة ولايته عليهالسلام سبع عشرة سنة. ويقال : أقام مع أبيه سبع سنين وأربعة أشهر ويومين ، وبعده ثماني عشرة سنة إلّا عشرين يوماً ، واستشهد في ملك الواثق.
وقال ابن بابويه : (سمّه المعتصم) ..) (١).
ونقل المجلسيّ عن أبي عبد الله الحارثي أنه قال : روي أن امرأته أُمّ الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل (٢).
ونقل أيضاً عن (عيون المعجزات) أن المعتصم محمّد بن هارون أشار على ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه ففعلت ، وجعلت سمّاً في عنب رازقيّ فأكل منه وقبض في سنة عشرين ومائتين يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة ، وله أربع وعشرون سنة وشهور ؛ لأنّ مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة (٣).
قال المجلسيّ : (وروى في (كشف الغمّة) (٤) عن محمّد بن سعيد أنه عليهالسلام قتل في زمن الواثق). وروى عن أحمد بن علي بن ثابت أنه في زمن المعتصم (٥).
قال المجلسيّ : (كون شهادته عليهالسلام في زمن الواثق مخالف للتواريخ المتقدّمة ؛ لاتّفاق أهل التواريخ على أن الواثق بالله هارون بن المعتصم بويع في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وعشرين ومائتين (٦). وقد دلّت التواريخ المتقدّمة على أنه عليهالسلام مضى قبل ذلك بسبع سنين أو أكثر) (٧).
قلت : الجمع ممكن بما ذكر بعض الأصحاب من أن الواثق سمّه في ملك
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١١.
(٢) مرآة العقول ٦ : ٩٥.
(٣) مرآة العقول ٦ : ٩٥.
(٤) كشف الغمّة ٣ : ١٣٧.
(٥) مرآة العقول ٦ : ٩٦.
(٦) تاريخ الخلفاء (السيوطيّ) : ٣٤٠.
(٧) مرآة العقول ٦ : ٩٦.
المعتصم ، ولعلّه تولّى سمّه بأمره ، فنسبته لكلّ منهما صحيحة.
وروى الكلينيّ بسنده عن محمّد بن سنان قال : (قبض محمّد بن عليّ عليهماالسلام وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يوماً ، يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين ومائتين ، عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلّا خمسة وعشرين يوماً) (١).
وبالجملة ، فعام وفاته سنة العشرين بعد المائتين بالنصّ والإجماع ، والأشهر الأظهر أنه آخر ذي القعدة ؛ لأنه فتوى جلّ رؤساء الفرقة وإن كان [الصواب (٢)] هو التاسع والعشرين منه ؛ لأنه المتيقّن ؛ ولأنه الذي يعود في كلّ سنة قطعاً ، فيفوز المؤمنون [بمواساة (٣)] ساداتهم ومشاركتهم لهم في أحزانهم بخلاف يوم الثلاثين فإنّه لا يكون ، فتضيع وقوف أهل الإيمان ونذورهم وقربهم ، ولا يكون له في ذلك العام يوم وفاة ، وهذا بعيد من الحكمة. وأنه كان يوم الثلاثاء ؛ لأنه مشهور العصابة ، والله العالم.
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٩٧.
(٢) في المخطوط : (النواب و).
(٣) في المخطوط : (بمساواة).