مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-01-0
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٧٨
ولد في سنة ثلاث وستّين وثلاث مائة ، وأضرّ بالجدري ، وله أربع سنين وشهر ، سالت واحدة ، وابيضّت اليمنى ، فكان لا يذكر من الألوان إلّا الأحمر ، لثوب أحمر ألبسوه إيّاه ، وقد جدّر ، وبقي خمساً وأربعين سنة لا يأكل اللحم تزهّداً فلسفياً .
وكان قنوعاً متعفّفاً ، له وقف يقوم بأمره ، ولا يقبل من أحد شيئاً ، ولو تكسّب بالمديح لحصّل مالاً ودنيا ، فإنّ نظمه في الذروة ، يعدّ مع المتنبي والبحتري ... » (١) .
وقال ابن حجر : « أحمد بن عبد الله بن سليمان ، أبو العلاء المعرّي ، اللغوي الشاعر ، روى جزأً عن يحيى بن مسعر ، عن أبي عروبة الحرّاني ، له شعر يدلّ على الزندقة ، سقت أخباره في التاريخ الكبير ... » .
قال السلفي : « من عجيب رأى أبي العلاء ، تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض ، شفقة على الحيوانات ، حتّى نسب إلى التبرهم ، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصانع ، وإنكار الرسل ، وفي شعره ما يدلّ على هذا المذهب ، وفيه ما يدلّ على غيره ، وكان لا يثبت على نحلته ، ولا يبقى على قانون واحد ، بل يجري مع القافية إذا حصلت ... » (٢) .
قال الشيخ عباس القمّي : « الشاعر الأديب الشهير ، كان نسيج وحده بالعربية ، ضربت اباط الإبل إليه ، وله كتب كثيرة ، وكان أعمى ذا فطانة ، وله حكايات من ذكائه وفطانته .
حكي أنّه لما سمع فضائل الشريف السيّد المرتضى اشتاق إلى زيارته ، فحضر مجلس السيّد ، وكان سيّد المجالس ، فجعل يخطو ويدنو إلى السيّد ، فعثر على رجل ، فقال الرجل : من هذا الكلب ؟ فقال المعرّي : الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً .
______________________
(١) ـ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٣ .
(٢) لسان الميزان ١ / ٢٠٣ .
فلمّا سمع الشريف ذلك منه ، قرّبه وأدناه ، فامتحنه فوجده وحيد عصره ، وأعجوبة دهره ، فكان أبو العلاء يحضر مجلس السيّد ، وعدّ من شعراء مجلسه ... » (١) .
« أُمّ علي القلاف ـ الكويت ـ ... »
تخلّف عبد الله بن جعفر عن الحسين :
س : هل كان زوج العقيلة زينب موجود في واقعة الطف ؟ وهل كان لها أبناء قتلوا مع الإمام الحسين ؟ وما هي أسمائهم ؟ مع جزيل الشكر .
ج : عبد الله بن جعفر زوج السيّدة زينب عليهاالسلام ، لم يكن في واقعة الطفّ ، وفي سبب تخلّفه عن الإمام الحسين عليهالسلام عدّة أقوال :
منها : إنّ الإمام الحسين عليهالسلام أشار عليه بالبقاء لمصالح ما .
ومنها : إنّه كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه .
وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال عبد الله بن جعفر ، وابن عباس ، وابن الحنفية ، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسين عليهالسلام إلى الجميع .
وللسيّدة زينب عليهاالسلام ابناً باسم عون الأكبر من شهداء الطفّ ، قتل في حملة آل أبي طالب ، وهو مدفون في حفيرة آل أبي طالب ، ممّا يلي رجلي الإمام الحسين عليهالسلام .
« محمّد إسماعيل ـ الكويت »
ترجمة أبي حيّان التوحيدي :
س : أبو حيّان التوحيدي ، هل يعتبر أحد علماء أهل السنّة ؟ وما منزلته عند
______________________
(١) الكنى والألقاب ٣ / ١٩٤ .
علمائهم ؟ وهل صحيح أنّ هناك من علمائهم من رماه بالزندقة ؟
ج : قال العلّامة الأميني قدسسره : « أبو حيّان التوحيدي ، صاحب التصانيف ، قيل : اسمه علي بن محمّد بن العباس ، نفاه الوزير المهلبي لسوء عقيدته ، وكان يتفلسف ، بقي إلى حدود الأربعمائة ببلاد فارس ، قال ابن مالي في كتاب الفريدة : كان أبو حيّان كذّاباً ، قليل الدين والورع ، مجاهراً بالبهت ، تعرّض لأُمور جسام من القدح في الشريعة ، والقول بالتعطيل .
وقال ابن الجوزي : كان زنديقاً ، وقال الذهبي : صاحب زندقة وانحلال » (١) .
وقال الذهبي : « أبو حيّان التوحيدي : الضالّ الملحد ، أبو حيّان ، علي بن محمّد بن العباس ، البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ، ويقال : كان من أعيان الشافعية ... .
وقال أبو الفرج بن الجوزي : زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبو حيّان التوحيدي ، وأبو العلاء المعرّي ، وأشدّهم على الإسلام أبو حيّان ، لأنّهما صرّحا ، وهو مجمج ولم يصرّح .
قلت : وكان من تلامذة علي بن عيسى الرماني ، ورأيته يبالغ في تعظيم الرماني ، في كتابه الذي ألّفه في تقريظ الجاحظ ، فأنظر إلى المادح والممدوح ! وأجود الثلاثة الرماني ، مع اعتزاله وتشيّعه .
وأبو حيّان ، له مصنّف كبير في تصوّف الحكماء ، وزهّاد الفلاسفة ، وكتاب سمّاه البصائر والذخائر ، وكتاب الصديق والصداقة ... » (٢) .
« محمّد إسماعيل ـ الكويت ـ ... »
ترجمة الجاحظ :
س : هل يعتبر الجاحظ عند علماء أهل السنّة والرجاليين من الثقات ؟ وما رأي علماؤهم به ؟ أرجو ذكر بعض الكلمات عنه ؟
______________________
(١) الغدير ٥ / ٢٧٣ .
(٢) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١١٩ .
ج : قال الذهبي : « الجاحظ : العلّامة المتبحّر ، ذو الفنون ، أبو عثمان عمرو ابن بحر بن محبوب البصري المعتزلي ، صاحب التصانيف .
أخذ عن النظّام ، وروى عن أبي يوسف القاضي ، وثمامة بن أشرس .
روى عنه أبو العيناء ، ويموت بن المزرع ابن أخته ، وكان أحد الأذكياء .
قال ثعلب : ما هو بثقة .
وقال يموت : كان جدّه جمّالاً أسود ... .
قلت : يظهر من شمائل الجاحظ أنّه يختلق .
قال إسماعيل الصفّار : حدّثنا أبو العيناء قال : أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك ، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد ، فقبلوه إلّا ابن شيبة العلوي ، فإنّه قال : لا يشبه آخر هذا الحديث أوّله » (١) .
وقال ابن حجر : « عمرو بن بحر الجاحظ صاحب التصانيف ، روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل .
قال ثعلب : ليس بثقة ولا مأمون ، قلت : وكان من أئمّة البدع انتهى » (٢) .
وقال الشيخ عباس القمّي قدسسره : « الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثي البصري ، اللغوي النحوي ، كان من غلمان النظّام ، وكان مائلاً إلى النصب والعثمانية ، وله كتب منها : العثمانية ، التي نقض عليها أبو جعفر الإسكافي ، والشيخ المفيد ، والسيّد أحمد بن طاووس ، وطال عمره ، وأصابه الفالج في آخر عمره ، ومات في البصرة ، سنة ٢٥٥ » (٣) .
« محمّد إسماعيل ـ الكويت »
ترجمة جابر بن حيّان وخالد بن يزيد :
س : هل صحيح أنّ أوّل عالم كيميائي هو خالد بن يزيد ؟ مع العلم أنّه من
______________________
(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٦ .
(٢) لسان الميزان ٤ / ٣٥٥ .
(٣) الكنى والألقاب ٢ / ١٣٦ .
سلالة أبي سفيان ، فهل أنّها من المختلقات أم ماذا ؟ وهل يوجد دليل ؟ ودمتم موفّقين .
ج : المشهور والمعروف أنّ جابر بن حيّان ، هو مؤسّس علم الكيمياء .
قال السيّد الخوئي قدسسره : « جابر بن حيّان : الصوفي الطرسوسي ، أبو موسى ، من مشاهير أصحابنا القدماء ، كان عالماً بالفنون الغريبة ، وله مؤلّفات كثيرة ، أخذها من الصادق عليهالسلام ، وقد تعجّب غير واحد من عدم تعرّض الشيخ والنجاشي لترجمته ، وقد كتب في أحواله ، وذكر مؤلّفاته كتب عديدة ، من أراد الاطلاع عليها ، فليراجعها .
قال جرجي زيدان في مجلة « الهلال » على ما حكي عنه : إنّه من تلامذة الصادق عليهالسلام ، وإنّ أعجب شيء عثرت عليه في أمر الرجل ، أنّ الأوروبيين اهتمّوا بأمره ، أكثر من المسلمين والعرب ، وكتبوا فيه وفي مصنّفاته تفاصيل ، وقالوا : إنّه أوّل من وضع أساس الشيمي الجديد ، وكتبه في مكاتبهم كثيرة ، وهو حجّة الشرقي على الغربي إلى أبد الدهر » (١) .
وإمّا خالد بن يزيد بن معاوية ، فإنّه كان له علم بالكيمياء ، لا أنّه أسّسه .
قال الذهبي : « خالد بن يزيد بن معاوية : ابن أبي سفيان ، الأمير أبو هاشم الأموي .
روى عن دحية الكلبي وأبيه ، وعنه : رجاء بن حيوة ، والزهري ... .
وكان من نبلاء الرجال ، ذا علم وفضل ، وصوم وسؤدد .
قال ابن خلكان في ترجمته : كان من أعلم قريش بفنون العلم ، قال : وكان بصيراً بهذين العلمين : الطبّ والكيمياء ، وله نظم رائق » (٢) .
______________________
(١) معجم رجال الحديث ٤ / ٣٢٨ .
(٢) سير أعلام النبلاء ٩ / ٤١١ .
« خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي »
جابر بن حيّان لم يكن إسماعيلياً :
س : هل صحيح أنّ جابر بن حيّان كان من الإسماعيلية ؟ وأنّ الإسماعيلية تعدّه من أحد أبوابها ؟
ج : إنّ جابر بن حيّان يعدّ من مفاخر علماء الشيعة الإمامية لا من علماء الإسماعيلية ، فقد قال السيّد الخوئي قدسسره في ترجمته : « من مشاهير أصحابنا القدماء » (١) ، ومعنى أصحابنا أي أصحاب الإمامية لا الإسماعيلية .
وقال عنه السيّد محسن الأمين قدسسره : « من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليهالسلام وأحد أبوابه ، ومن كبار الشيعة » (٢) .
« علي ـ المغرب ـ ٢٢ سنة ـ ليسانس »
حركة إدريس كانت مؤيّدة من قبل الأئمّة :
س : نعلم أنّ أوّل دولة شيعية كان تأسيسها بالمغرب ، من قبل المولى إدريس الأوّل ، الذي يحظى باحترام كبير لدينا ، فهل كانت هذه الدولة بإذن من الإمام آنذاك ؟ أم أنّ الأمر كان بمبادرة شخصية من المولى إدريس ؟ وإن كان الأمر كذلك ، فهل يجوز هذا الأمر ؟ وشكراً .
ج : كما تعلمون ، فإنّ المولى إدريس ، قد أتى المغرب بعد ما شهد واقعة فخّ وشارك فيها ، وهذا الأمر يساعدنا كثيراً في تفسير حركته ، إذ إنّ قائد حركة فخّ ، قد صرّح في خطبته أبّان خروجه على العباسيين ، بأنّه يدعو إلى الرضا من آل محمّد صلىاللهعليهوآله (٣) .
______________________
(١) معجم رجال الحديث ٤ / ٣٢٨ .
(٢) أعيان الشيعة ٤ / ٣٠ .
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩ .
ومن جانب آخر ، قد أبّنه الإمام موسى
الكاظم عليهالسلام
بقوله : «
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله »
(١) ، حتّى إنّ علياً
ويحيى ابني عبد الله ـ من أركان حركة فخّ ـ كانا يقولان : « ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا ، وشاورنا موسى بن جعفر عليهماالسلام
، فأمرنا بالخروج » (٢)
. وعلى ضوء ما ذكرنا ، فإنّ حركة إدريس في
المغرب ، بما أنّها كانت امتداداً لحركة فخّ ، واستمراراً لها ، فإنّها كانت تحظى بتأييد غير مباشر من الأئمّة عليهمالسلام
كما هو سيرة الأئمّة عليهمالسلام
في تأييد الحركات الثورية السليمة في وجه أعداء الدين في ظروف التقية فهم عليهمالسلام
وإن كانوا لم يشاركوا في هذه النهضة ونظائرها ـ لمصالح كانت تفرض عليهم ـ ولكن دعموها بأقوالهم تصريحاً أو تلويحاً ، فمثلاً نسب إلى الإمام الرضا عليهالسلام
أنّه قال : «
إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت ، والله ما ترك فينا مثله »
(٣) ، حتّى أنّه جاءت
رواية مرسلة على لسان الرسول صلىاللهعليهوآله
أنّه قال : «
عليكم بإدريس بن إدريس فإنّه نجيب أهل البيت وشجاعهم » (٤)
. ولا يخفى في المقام ، أنّ سيرة الأدارسة
ـ وعلى الأخصّ إدريس الأوّل والثاني ـ خالية من إدعاء الخلافة أو الإمامة ، ممّا يؤيّد علاقتهم بأئمّة زمانهم عليهمالسلام ، كما هو ظاهر بأدنى تأمّل . وعلى هذا ، فإنّ حركتهم ـ حتّى لو قلنا
أنّها كانت بمبادرة شخصية ـ جاءت لتأييد خطّ الإمامة والولاية ، لا الدعوة إلى أنفسهم . نعم ، وإن كان هذا لا يدلّ على تصحيح
كافّة تصرّفاتهم في الحكم ، من ______________________ (١) المصدر السابق : ٣٠٢
. (٢) المصدر السابق : ٣٠٤
. (٣) أعيان الشيعة ٣ /
٢٣١ . (٤) مجالس المؤمنين ٢
/ ٢٨٦ .
جانب الأئمّة عليهمالسلام ، ولكن يشير إلى
مشروعية حركتهم في الأساس . « طلال المرهون ـ
الكويت ـ ... » س
: هل أنّ كتاب الإمامة والسياسة له أسانيد صحيحة ؟ ج
: إنّ كتاب « الإمامة والسياسة » لعبد
الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الذي عبّر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّه : « صدوق ... قال الخطيب : كان ثقة ديّناً فاضلاً ... » (١)
، بل نقل عنهم أنّهم قالوا فيه : أنّه منحرف عن أهل البيت عليهمالسلام
! هذا ؛ ولا نعلم لماذا لا يناقش في كتب
غيره ، ويسأل عن كتابه هذا ، الذي عبّر عنه محمّد فريد وجدي : « هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية » (٢)
. وأخيراً ، إنّ السؤال عن الكتاب ، لا
لشيء إلّا أنّه ذكر شمّة بسيطة جدّاً عن مظلومية أمير المؤمنين عليهالسلام
، والهجوم على دار الزهراء البتول عليهاالسلام
، وإسقاط جنينها المحسن عليهالسلام
... ولاشكّ أنّ نقل مثل هذا كاف في إسقاطه حتّى من مثل البخاري وصحيحه لو كان ... !! « أُمّ علي القلّاف ـ
الكويت ـ ... » س
: هل قاتل محمّد بن الحنفية مع الإمام الحسين ؟ وإن لم يقاتل فأين كان ؟ ولم لم يقاتل معه ؟ مع جزيل الشكر . ______________________ (١) لسان الميزان ٣ /
٣٥٧ . (٢) دائرة المعارف ٣
/ ٧٥٠ .قيمة
كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة :
تخلّف
ابن الحنفية عن الحسين :
ج : في سبب تخلّفه عن الإمام الحسين عليهالسلام عدّة أقوال :
منها : إنّ الإمام الحسين عليهالسلام أشار عليه بالبقاء لمصالح ما .
ومنها : إنّ ابن الحنفية كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه .
وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال ابن الحنفية ، وعبد الله بن جعفر ، وابن عباس ، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسين عليهالسلام إلى الجميع ، وليس يخفى على أحد ما قام به محمّد بن الحنفية من دور في هداية المختار ، لأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين عليهالسلام .
« ... ـ الكويت ـ ... »
عثمان الخميس في ميزان النقد :
س : بالبداية يعجز اللسان عن النطق بكلمات الشكر والإعجاب ، فأنتم ـ حفظكم الله ـ أكبر من ذلك .
ظهر لنا المدعو عثمان الخميس ، والذي لا له هدف في هذه الحياة سوى الشيعة ، وبطلان مذهبهم واعتقاداتهم ـ كما يدّعي ـ ولا أدّعي عندما أقول لسماحتكم : إنّه يكيل بالكيل العظيم لنا ، وأنا قرأت له الكثير في ردّه على كتب التيجاني ، وكتاب المراجعات ، وكتاب التحريف ، وكثير من ذلك ، ولكن الخطير في الأمر ، أنّني وكثير من الأخوان نؤمن ـ والحمد لله ـ بمذهبنا وعقيدتنا ، ولكن هذا الإنسان يهيج بنا الشكّ في كتبه بشكل عجيب .
فأرجو من سماحتكم الردّ السريع ، علماً بأنّني على أتمّ استعداد أن آتي بكلّ كتب هذا المسمّى بعثمان الخميس .
مع خالص الشكر ، آملاً ألا تهمل رسالتي ، وأن تردّ بأسرع ما يمكن ، نظراً لترقّب كثير من الشباب معي لردّكم الكريم ، مع خالص الشكر لسماحتكم .
ج
: نسأل الله تعالى لكم كمال التوفيق ،
لما قمتم به وستقومون به ـ إن شاء الله ـ في الدفاع عن العقيدة الحقّة ، المتمثّلة بمذهب أهل البيت عليهمالسلام . ونعلمكم : بأنّ المدعو عثمان الخميس ، لا
توجد عنده أدلّة ، فضلاً عن أن تكون فيها شيء من القوّة ، وأقصى ما يمكن أن يقال في حقّه : إنّه رجل مراوغ ، له قدرة على الخطابة ، من دون أي سوابق علمية ، أو مبانٍ يعتمد عليها ، بالأخصّ في ردّه على الشيعة ، فإنّه ردّ جاهل بالمباني التي تعتمد عليها الشيعة ، وإنّما
هو جمع من هنا وهناك ، وحتّى في الجمع حرّف الكثير فيما نقله من مصادر الشيعة . ومع هذا كلّه ، فإنّه لا يستحقّ الردّ
عليه ، ولكن بما أنّ له أسلوباً في الخطابة ما ربما يوهم للبعض أنّه على حقّ ، أو يوجب التشكيك عند آخرين ، فقد عمد مركز الأبحاث العقائدية إلى ترشيح الشاب المستبصر السيّد عصام العماد للردّ عليه . والدكتور عصام العماد من اليمن ، كان
وهّابياً ثمّ تشيّع ، فردّ على عثمان أفضل ردّ في ثلاث ساعات ، وكذلك شرع مع عثمان بمناظرة على الإنترنت ، ممّا أدّت إلى هروب وهزيمة عثمان عن المناظرة ، يمكنكم الاستماع إلى الردّ والمناظرة في موقعنا على الإنترنت . هذا ، والمركز على استعداد تامّ للتعاون
معكم ، وإن كان عثمان الخميس لا يستحقّ أيّ اهتمام به ، مع هذا يمكنكم إيصال جميع مؤلّفاته ومحاضراته إلى المركز في قم ، وإن كان بعضها موجود عندنا . « ... ـ ... ـ ... » س
: لقد ألّف الشيخ عثمان الخميس كتباً ضدّ الشيعة ، فهل تمّ الردّ عليه بكتب ؟ وشكراً .الرادّون
على عثمان الخميس :
ج : إنّ عثمان الخميس ، لم يأت بالشيء الجديد ، وإنّما هو تكرار لما أتى به ابن تيمية ، ومحمّد بن عبد الوهاب ، وإنّ عثمان تأثّر كثيراً بما أورده إحسان الهي ظهير في كتبه ، حتّى أنّه تابعه كثيراً ما حتّى في أكاذيبه ، وما وقع فيه من خلط .
وإنّ أفضل ردّ على عثمان الخميس ، هو محاضرات الدكتور عصام العماد ، الذي كان وهّابياً ، ثمّ اعتنق مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وكذا مناظرته معه .
وكذلك يمكنكم مراجعة ما كتبه الشيخ حسن العماني في كتابه « ردّ أباطيل عثمان الخميس على حديث الثقلين » ، وكتابه الآخر « ردّ أباطيل عثمان الخميس على آية التطهير » .
« يوسف ـ الإمارات ـ ٣٠ سنة ـ طالب جامعة »
عدم وثاقة عبد الله بن عمر :
س : ما رأيكم في ابن عمر ؟
ج : إنّ مقياس الوثاقة والعدالة لدى الإمامية هو حسن الصحبة والطاعة للمعصوم عليهالسلام ، فمخالفة الشخص للإمام يوجب الطعن فيه ، مهما بلغ من المنزلة الاجتماعية ، وامتاز بالنسب واشتهر بالحسب ، وإنّ موقفه من الإمام المعصوم يعدّ فاصلاً مهمّاً في حسن حاله ، وقبول رواياته ، وممّا يؤسف له أنّ عبد الله بن عمر ، قد اتخذ موقفاً متخاذلاً من الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فامتناعه عن بيعته كان بلا موجب ، وتردّده في قبول خلافته لا يعتمد على دليل شرعي يوجب معه التوقّف عن إمامته .
مع أنّ قوله في الإمام علي عليهالسلام يعدّ دليلاً على معرفته التامّة بمنزلة الإمام عليهالسلام ، حيث قال في حديثٍ له : « إنّا إذا عددنا قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن فعلي ؟ قال ابن عمر : ويحك علي من أهل البيت لا يقاس بهم » (١) .
______________________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٧١ ، جواهر المطالب ١ / ٢٢٤ .
ممّا يعني ارتكاز أفضلية الإمام علي عليهالسلام على الثلاثة في نفسه
ووجدانه ، إلّا أنّ تردّده في مبايعة الإمام علي عليهالسلام
، مع تمام معرفته به ، يوجب طعناً في عدالته ، وخرقاً في وثاقته . ثمّ روي أنّه قد دخل في أحد الليالي على
الحجّاج ، فقال الحجّاج : « ما الذي أتى بك ؟ قال : جئتك لأبايعك ، فقال : ما الذي دعاك إلى ذلك ؟ فقال : قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من مات ولم يعرف
إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية »
، فاخرج الحجّاج له رجله من الفراش ، وقال له : اصفق بيدك عليها » (١)
. فسيرة عبد الله بن عمر مع الإمام علي عليهالسلام ، وتقاعسه عن الخروج
معه ، يوجب منّا التوقّف في وثاقته ، بل الطعن في عدالته ، وهذا ملاكنا في توثيق الرجال وتضعيفهم . « عقيل أحمد جاسم ـ
البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس » س
: ما هي قصّة أحمد الكاتب ، هل هو أنكر مذهب أهل البيت ، وأصبح من السنّة ؟ أم فقط لا يعتقد بوجود الإمام المنتظر عليهالسلام
؟ ج
: الذي يظهر من كتاباته وتصريحاته ، عدم
الالتزام بأُسس ومبادئ المذهب الشيعي ، فإنّ القول بعدم ولادة الإمام المنتظر عليهالسلام
، وعدم لزوم العصمة في الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام
، والنسبة المكذوبة عليهم في التزامهم بالشورى في مسألة الإمامة ، كلّها تدلّ على عدم الاعتقاد بأوّليّات المذهب الشيعي الاثني عشري . « حسين أحمد العصفور ـ
البحرين ـ ٢٢ سنة ـ طالب ثانوية » إنّ
موقف أحمد الكاتب وعثمان الخميس يذكّرني بآية في القرآن ، وهي ______________________ (١) أُنظر : شرح نهج
البلاغة ١٣ / ٢٤٢ .عقيدة
أحمد الكاتب :
تعقيب
على الجواب السابق :
قول حاشية العزيز عندما طلب منهم تفسير منامه ، قالوا له : إنّها أضغاث أحلام ، ثمّ قالوا : إنّهم لا يعرفون في تفسير الأحلام شيئاً ... .
السوال : من أين قالوا أنّها أضغاث أو غير أضغاث ، مع أنّهم لا يعرفون فيها شيئاً ؟! هذا هو منهج الجهلة ، دائماً يصنّفون الشيء ، مع أنّهم لا يعرفون فيه شيئاً ، فيقولوا : هذا ضعيف ، وهذا قوي ، وهذا حديث مردود ، وهكذا ... .
أحمد الكاتب وأمثاله هكذا : « هذه الرواية موضوعة ، وهذا الدليل ضعيف » يصنّف مع أنّه لا قدرة له على فهم النصوص .
ثانياً : إنّهم لا يدركون حقيقة مهمّة ، وهي : إنّ نفي الشيء يحتاج إلى دليل ، وليس فقط إثبات الشيء ، البديهيات نفيها يحتاج إلى دليل ، فهُم دائماً ينفون الأشياء الواضحة بدون دليل ، ولاية الإمام علي عليهالسلام ، ووجود الإمام وغيرها ، نفيها يحتاج إلى دليل ، وليس إثباتها .
« مازن الحيدري ـ العراق ـ ... »
عقيل وتركه لعلي عليهالسلام :
س : هل إنّ رواية ترك عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين في فترة خلافته ، والتجائه إلى معاوية ، وقوله : « الدنيا مع معاوية والآخرة مع علي » صحيحة ؟! مع الشكر والامتنان لكم .
ج : الوارد في التاريخ هو التحاق عقيل بمعاوية ، ولكن المختلف فيه بين المحقّقين هو زمان ذلك ، فهل كان في زمن خلافة الإمام علي عليهالسلام أم بعد ذلك ؟
أمّا حقيقة هذه المقولة فلم تثبت صحّة ذلك في التاريخ ، وإن ثبتت هذه المقولة ، ففيها دلالة على الطعن في معاوية ، حيث صرّح بأنّه لا آخرة مع معاوية ، ومعنى ذلك إبطال الشرعية لمعاوية ، وسلب الحقّ عنه .
علماً أنّ الحقبة الزمنية آنذاك غامضة جدّاً ، وهنالك الكثير من الحلقات التاريخية المفقودة ، ممّا تجعل القضايا مبتورة ومشوّشة ، مضافاً إلى الإعلام الأمويّ يجعلنا نتوقّف في الكثير ممّا ورد في التاريخ ، ممّا ظاهره الخدشة في بني هاشم ، إذ هو دأب الأمويين ومن لفّ لفّهم .
« أحمد حسن ـ البحرين
ـ ... » س
: لديّ بعض الأسئلة ، أرجو منكم الإجابة عليها ، جزاكم الله ألف خير : ١
ـ مَن هو كعب الأحبار ؟ ٢
ـ مَن هو وهب بن منبه ؟ وأخيراً
أتمنّى لكم دوام الصحّة والعافية ، وشكراً . ج
: أمّا كعب الأحبار ، فهو ابن ماتع
الحميري ، كان في الجاهلية من علماء اليهود في اليمن ، أسلم في زمن أبي بكر ، وقيل : في أيّام عمر ، وقدم المدينة في دولة عمر ، وأخذ يروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله
مرسلاً ، وعن عمر وصهيب وعائشة ، ثمّ خرج إلى الشام فسكن حمص ، وتوفّي فيها سنة (٣٢ هـ) ، عن عمر جاوز المائة وأربع سنين . قال ابن أبي الحديد : « روى جماعة من
أهل السير : إنّ علياً عليهالسلام
كان يقول عن كعب الأحبار : إنّه لكذّاب ، وكان كعب منحرفاً عن علي عليهالسلام » (١)
. وعن زرارة قال : ( كنت قاعداً إلى جنب
أبي جعفر عليهالسلام
، وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال : «
أما إنّ النظر إليها عبادة »
، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر ، فقال لأبي جعفر عليهالسلام
: إنّ كعب الأحبار كان يقول : إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : « فما تقول فيما قال كعب » ؟ فقال : صدق القول
ما قال كعب ، فقال أبو جعفر عليهالسلام
: «
كذبت وكذب كعب الأحبار معك »
، وغضب ، قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ، ثمّ قال : « ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض
أحبّ إليه منها ... » ) (٢)
. ______________________ (١) شرح نهج البلاغة
٤ / ٧٧ . (٢) الكافي ٤ / ٢٣٩ .كعب
الأحبار ووهب بن منبه :
والخلاصة : إنّ كعب الأحبار كان من
المنحرفين عن خطّ علي عليهالسلام
، وكان من الكذّابين والوضّاعين للأحاديث . وأمّا وهب ، فهو ابن منبّه الصنعاني ، ولد
سنة (٣٤ هـ) في خلافة عثمان ، روى عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، وابن عباس ، وأنس ، وغيرهم . كان قاضياً على صنعاء ، له كتاباً في
القدر ، مات سنة (١١٠ هـ) ، روى له البخاري حديثاً واحداً ، وقال عمرو بن علي الفلاس : « كان ضعيفاً » (١)
. كما نبّه على ضعفه النجاشي (٢)
، والشيخ الطوسي (٣)
. « أبو عبد الرحمن
القلموني ـ أمريكا ـ سنّي » س
: هل صحيح أنّ الشيعة لا يقبلون بمصادر أهل السنّة كصحيح البخاري ومسلم والصحاح الست ؟ وأنّ رأي أئمّتهم مقدّم ، بل ناسخ لما قد ورد في القرآن الكريم ، أو على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ ما
هي أهمّ مصادر الشيعة التي يبنون عليها عقائدهم وتشريعاتهم ؟ ج
: نعم ، إنّ الشيعة لا تقبل بالبخاري
ومسلم ، وبقية الصحاح الست ، لما فيها من الإسرائيليات ، والأحاديث التي فيها إهانات صريحة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وللأنبياء عليهمالسلام
. ثمّ لا يوجد عند الشيعة كتاب صحيح من
أوّله إلى آخره ، غير القرآن الكريم ، فكلّ كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ، فإذا صحّ سنده عملت به وإلّا فلا . ثمّ كلّ ما ترويه الشيعة عن الأئمّة عليهمالسلام ، هو بعينه حديث
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ______________________ (١) تهذيب التهذيب ١١
/ ١٤٨ . (٢) فهرست أسماء
مصنّفي الشيعة : ٤٣٠ . (٣) فهرست كتب الشيعة
وأُصولهم : ٤٧٨ .الشيعة
لا تقبل بالصحاح الستة :
حيث صرّح الأئمّة : إنّ
حديثنا هو حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله
. فعن الإمام الباقر عليهالسلام قال : « يا جابر ، إنّا لو
كنّا نحدّثكم برأينا وهَوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم »
(١) . وعن الإمام الباقر عليهالسلام أيضاً قال : « لو أنّا حدّثنا
برأينا ضللنا ، كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا ، بيّنها لنبيّه ، فبيّنها لنا »
(٢) . وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّا لو كنّا نفتي
الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار من رسول لله صلىاللهعليهوآله ، أصل علم نتوارثها
كابر عن كابر عن كابر ، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم »
(٣) . وأمّا أهمّ مصادر الشيعة الروائية
لأحاديث أهل البيت عليهمالسلام
كثيرة جدّاً ، منها : الكافي والتهذيب والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، و ... . « معصومة ـ باكستان
... » س
: أرجو منكم أن تحسنوا لي : وذلك بإرسال التفاصيل حول المؤتمر الذي أُقيم في لبنان ، والذي نظّم من قبل الأمريكان ، عام ١٩٥٤ أو ١٩٥٦ ، وكان للعلّامة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء دور كبير فيه . فأرجو
منكم أن تساعدونني في الحصول على تفاصيل ذلك المؤتمر . ج
: يحاول المستعمرون ـ وكما يعرف ذلك
الجميع ـ خدمة أغراضهم السياسية ، وطموحاتهم غير الشرعية ، بشتّى الوسائل التي تتفتق عنها مخيِّلتهم النهمة ، متستّرين ـ وصولاً إلى ذلك ـ بأشكال مختلفة من الشعارات والعناوين ______________________ (١) بصائر الدرجات : ٣١٩
، الاختصاص : ٢٨٠ . (٢) بصائر الدرجات : ٣١٩
، إعلام الورى ١ / ٥٠٨ . (٣) بصائر الدرجات : ٣١٩
.موقف
كاشف الغطاء من مؤتمر لبنان :
الجذّابة ، مستدرجين
من تنطلي عليه أكاذيبهم وأحابيلهم التي لا تغرب حقيقتها عن ذوي الألباب . نعم ، وصورة تلك الحال كانت واضحة في
المؤتمر ، الذي دعت له جمعية أصدقاء الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية ، للانعقاد بتاريخ ٢٢ نيسان عام (١٩٥٤ م) في لبنان ، وبالتحديد في مدينة بحمدون ، وحينها تلقّى الشيخ كاشف الغطاء قدسسره
دعوة رسمية موجّهة من قبل كارلند ايفانز هوبنكز نائب رئيس تلك الجمعية ، لحضور هذا المؤتمر ، الذي ينحصر ـ على حدّ زعمهم ـ بعلماء المسلمين والمسيحيين ، وأن تتحدَّد أعمال هذا المؤتمر بمناقشة ودراسة المواضيع التالية : ١ ـ دراسة القيم الروحية للديانتين
الإسلامية والمسيحية . ٢ ـ تحديد موقف الديانتين من الأفكار
الشيوعية الإلحادية . ٣ ـ وضع البرامج الكفيلة بنقل القيم
الروحية التي تؤمن بها الديانتان إلى الجيل الحديث . وكان غير خافٍ على أحد أنَّ الغرض
المتوخّى من إقامة هذا المؤتمر ـ الذي كانت تروِّج له الإدارة الأمريكية آنذاك ـ هو تسخير المسلمين وعلمائهم كاتباع منفّذين للسياسة الغربية ، التي هالها وأقلقها التوُّرم المظهري الكاذب ، لسريان الأفكار الشيوعية في أنحاء مختلفة من العالم ، أبّان تلك الحقبة الغابرة التي شهدت انخداع العديد من تلك الشعوب بتلك الأفكار الإلحادية ، التي ساهم في انتشارها حينذاك حدّة التفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الواحد ـ وهو مرض الرأسمالية العضال ـ تزامناً مع ما أُسمي بالثورة الصناعية ، واستثمار أصحاب رؤوس الأموال لحالة التفاوت الحاد بين عنصري العرض والطلب بعد الهجرة المكثّفة ، التي شهدتها المدن الصناعية الكبرى من القرى والأرياف ، فانتهز دعاة هذه الأفكار المنحرفة حالة البؤس المزري ، التي أحاطت بالأيدي العاملة هناك ، من خلال خداعهم بحالة الفردوس المزعوم ، التي ستحقّقها لهم عند تصدّيها لقيادتهم ، ولكن الزمن أتى على كلِّ أكاذيبهم ففضحها ، وكلِّ حيلهم فأبطلها ، وسقطوا في مزبلة التاريخ بلا أسف عليهم .
نعم ، لقد كانت حالة الاضطراب التي بدأت
تعمّ دوائر صناعة القرار في أوربا ، لمواجهة طغيان المدّ الشيوعي آنذاك هي التي دفعت أُولئك المفكِّرين إلى اللجوء إلى الدين ، كانجح سلاح لا تمتلك أمامه تلك القيم الإلحادية للنظرية الشيوعية شيئاً ، بل وتبدو قباله عاجزة تافهة ، وهو ما كان ولا زال يخشاه حملة تلك الأفكار ، والمروِّجين لها ، حمقاً بعد إفلاسهم . وحقّاً ، فقد كان ذلك قراراً صائباً
موفَّقاً ، لو انبعث من نوايا صادقة هدفها إسعاد البشرية ، ورفع الحيف عنها ، بيد أنّها أطروحة تفتَّقت عنها مخيَّلة جهة ، كانت ولا زالت مصدر محنة وبلاء ، بل وعاصفة سوداء أُبتليت بها الإنسانية عامَّة ، والشعوب الإسلامية خاصّة ، وعلى امتداد التاريخ المعاصر ، وحتّى يومنا هذا ، فكانوا بحقّ أسوأ بكثير ممَّن يستثيرون بالمسلمين والمسيحيين الهمم لمواجهتهم . ومن هنا ، فقد كان موقف الشيخ كاشف
الغطاء قدسسره
حادّاً ، وصريحاً في رفضه لحضور هذا المؤتمر ، من خلال ما أرسله إلى المؤتمرين ، من جواب طويل أسماه « المُثل العليا في الإسلام لا في بحمدون » ، والذي أوضح فيه ـ بصراحة جلية ـ رأيه في مواضيع هذا المؤتمر وبحوثه ، مبيّناً ما توقّعه السياسة الأمريكية وحليفتها الإنكليزية من ظلم ، وتجني على شعوب العالم المستضعفة المغلوبة ، مع إشارته الواضحة إلى بُعد دعاة هذه السياسة ومباينتهم للقيم الروحية ، التي تدعو لها الأديان السماوية المختلفة ، وإنَّ من يُنادي بتلك القيم يجب عليه أن يكون من أوَّل العاملين بها ، والمؤمنين بحقيقتها ، وذلك ما لا ينطبق على الدعاة لعقد هذا المؤتمر والراعين له . « السعودية ـ ١٧ سنة ـ
طالب » س
: ماذا يجب علينا نحن الشيعة اتجاه ابن القيّم ؟ فهل هو من المعادين لأهل البيت كابن تيمية ؟موقفنا
من ابن القيّم الجوزية :
ج
: في القرن السابع للهجرة ظهرت مدرسة
عقيدية وفقهية جديدة بين المسلمين ، وهي تنتمي إلى أهل السنّة ، أصلّ لها وطرح مفاهيمها ابن تيمية الحرّاني ، وجاء بعده أبرز تلامذته ابن القيّم الجوزية ، وقد قدّموا رؤية فكرية تختلف في آرائها ومنهجها عن المذاهب الفقهية والفكرية الأُخرى . وقد مثّلت في حينها خروجاً على أهل
السنّة ، وإن اعتبرها البعض فيما بعد حركة تجديدية ، ويمكن تلخيص آراء هذه المدرسة فيما يلي : ١ ـ تبنّت قضايا عقائدية متّصلة
بالأسماء والصفات ، وقامت بمراجعة لمدرسة الأشاعرة وغيرها من المدارس الفكرية السنّية ، وقدّمت تصوّراً عقائدياً اصطدم مع آراء كلّ تلك المدارس مفاده : إنّ جميع ما ورد في صفات الله تعالى ـ من الآيات والأحاديث ـ يجب أن تفهم على ظاهرها ، وما يؤدّيه اللفظ من معنىً بلا تأويل . وأثبتت بذلك أنّ الله تعالى في السماء ،
وأنّه ينزل منها إلى السماء الدنيا ، وأنّ له وجهاً ويدين ورجلين وجوارح ، واعتبرت من يخالفها معطّلة وكفّاراً . ٢ ـ سمّت نفسها ـ ومن يسير على نهجها ـ بأهل
السنّة والجماعة ، واعتبرت منهجها امتداداً لعقيدة السلف من الصحابة والتابعين . ٣ ـ قسّمت التوحيد إلى ثلاثة أنواع : أ ـ توحيد الأُلوهية . ب ـ توحيد الربوبية . ج ـ توحيد الأسماء والصفات . ٤ ـ وصفت غيرها من المسلمين بأنّهم
يؤمنون بالربوبية ولا يؤمنون بالأُلوهية ، كما كان حال كفّار قريش ، ثمّ قامت بالاستدلال بالآيات التي نزلت في كفّار قريش والمجتمع الجاهلي ، وتطبيقها على المجتمعات المسلمة رغم مخالفتها في هذا الاستدلال للمذاهب الفقهية والفكرية والسنّية قبل غيرها . ٥ ـ توسّعت في استخدام سلاح التكفير
ووصم من خالفها من المسلمين بالشرك والابتداع في الدين ، وتشدّدت في أحكامها على من سمّتهم بالمبتدعة
من بقية المسلمين ، وأثارت
مشاكل وفتناً داخل المجتمع الإسلامي . ٦ ـ انحازت إلى تمجيد معاوية بن أبي
سفيان ـ مؤسّس الدولة الأموية ـ وابنه يزيد ، وكتب ابن تيمية كتاباً في فضائلها ، وفي المقابل قامت بالتقليل من مكانة الإمام علي والإمام الحسين وأهل البيت عليهمالسلام
. وهذه الأفكار والآراء التي أطلقها ابن
تيمية في المسلمين وفي أهل البيت تبنّاها تلميذه ابن القيّم الجوزية ، حيث سار على نهج أُستاذه وتبنّى عقائده وأفكاره ، وواصل السير على دربه ، ومن الكلمات القليلة التي تدلّ على تحامل ابن القيّم الجوزية على أهل البيت عليهمالسلام
والمسلمين وشيعة أهل البيت ما نورده هنا ، معرضين عن كثير من الكلمات التي لا تعدّ ولا تحصى . ١ ـ قال في كتابه « المنار المنيف في
الصحيح والضعيف » في معرض استعراضه للكلمات التي تبيّن الإمام المهدي عليهالسلام
ومن هو قال : « وفي كونه من ولد الحسن سرّ لطيف ، وهو أنّ الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله ، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحقّ المتضمّن للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنّة الله في عباده أنّه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله أو أعطى ذرّيته أفضل منه . وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه ، فإنّه
حرص عليها ! وقاتل عليها ! فلم يظفر بها ! والله أعلم » (١)
. فانظر إلى تحامله الشديد على الحسين عليهالسلام ، فيجعل من قيامه من
أجل إقامة العدل ، والحكم بما أنزل الله تعالى ، والرجوع إلى الهدي النبوي الشريف ، بعدما حرّفه الأمويون بعد تسلّم معاوية دفّة الحكم ، ومن ثمّ أدلى بها إلى ابنه يزيد ، فساءت الأحوال ، وتردّت الأوضاع ، وفشى الظلم ، وظهر الفساد في البرّ والبحر ، ونكص المسلمون على أعقابهم ، واستدارت الأُمّة من جديد ، فاحتاجت إلى من يحيها ويقيم أودها ، ويصلح ما انحرف منها ، ويرجع النصاب إلى أهله ، فلم يكن من يقوم بذلك غير الإمام الحسين عليهالسلام
ـ عميد البيت الهاشمي ـ الذي ضحّى بنفسه ______________________ (١) المنار المنيف : ١٥١
.