الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
القرابة والقبر من فيه إلا ما أعفاني عن هذه المسألة ، فقال : لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد على وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا القي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه ، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى ، فأنتم تدعون معشر ولد على أنه لا يسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو إلا وتأو يله عندكم ، و احتججتم بقوله عزوجل : « ما فرطنا في الكتاب من شئ » (١) وقد استغنيتم عن رأى العلماء وقياسهم.
فقلت : تأذن لي في الجواب؟ فقال : هات! فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم « ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى » (٢) من أبوعيسى يا أميرالمؤمنين؟ فقال : ليس لعيسى أب ، فقلت : إنما ألحقناه (٣) بذراري الانبياء عليهمالسلام من طريق مريم عليهاالسلام وكذلك الحقنا بذراري النبي صلىاللهعليهوآله من قبل امنا فاطمة عليهاالسلام.
أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال : هات! قلت : قول الله عزوجل : « فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا أبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » ولم يدع أحد أنه أدخل النبي صلىاللهعليهوآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فكان تأويل قوله عزوجل « أبناءنا » الحسن والحسين ، « ونساءنا » فاطمه عليهاالسلام « وأنفسنا » علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
__________________
ألفاظ العيون ( ـ كما أشرنا فيما سبق أن المؤلف العلامة قدسسره حيث جمع بين رمرين أو أكثر ، يختار ألفاظ الحديث من الرمز الاخير الملصق بالحديث ـ ) وانما جعل الرشيد غائبا في المخاطبة أدبا وتأدبا كما هو السيرة عند مخاطبة العظماء.
(١) الانعام : ٣٨.
(٢) الانعام : ٨٤.
(٣) الحق ظ كما اختاره وصححه في نسخة الكمبانى.
(٤) عيون الاخبارج ١ ص ٨٣ و ٨٤.
أقول : تمامه في باب تاريخه عليهالسلام (١).
٥ ـ لى : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن ابن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ، عن الباقر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله : خذوا بحجزة هذا الانزع يعني عليا ، فانه الصديق الاكبر ومنه سبطا امتي الحسن والحسين وهما ابناي الخبر (٢).
٦ ـ ن (٣) لى : ابن شاذويه وابن مسرور معا ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن الريان ، عن الرضا عليهالسلام فيما بين عند المأمون من فضل العترة الطاهرة على الامة.
أما العاشرة فقول الله عزوجل في آية التحريم « حرمت عليكم امهاتكم و بناتكم وأخواتكم » (٤) الاية إلى آخرها فأخبروني أهل تصلح ابنتي أو ابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله أن يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا : لا ، قال : فأخبروني هل كانت ابنة أحد كم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا : بلى ، قال : ففي هذا بيان لاني أنا من آله ، ولستم من آله ، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتى لانا من آله وأنتم من امته ، فهذا فرق ما بين الال والامة لان الال منه والامة إذا لم تكن من الال ليست منه (٥).
٧ ـ لى : أبي ، عن محمد بن علي ، عن عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد ابن علي الاصبهاني ، عن الثقفي ، عن علي بن هلال ، عن شريك ، عن عبدالملك ابن عمير قال : بعث الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال له : أنت الذي تزعم أن ابني على ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : نعم وأتلو عليك بذلك قرآنا ، قال : هات!
__________________
(١) راجع ج ٤٨ ص ١٢٥ ـ ١٢٩.
(٢) امالى الصدوق : ١٣٠ ، ومثله في بصائر الدرجات : ٥٣.
(٣) عيون الاخبارج ١ ص ٢٣٩.
(٤) النساء : ٢٣.
(٥) امالى الصدوق : ٣١٨.
قال : أعطني الامان ، قال : لك الامان ، قال : أليس الله عزوجل يقول : « ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين » ثم قال : « وزكريا ويحيى وعيسى » (١) أفكان لعيسى أب؟ قال : لا ، قال : فقد نسبه الله عزوجل في الكتاب إلى إبراهيم قال : من حملك على هذا أن تروي مثل هذا الحديث؟ قال : ما أخذ الله على العلماء في علمهم أن لا يكتموا علما علموه (٢).
٨ ـ شى : عن بشير الدهان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم عليهالسلام من قبل النساء ثم تلا « ومن ذريته داود وسليمان » إلى آخر الايتين آخر الايتين وذكر عيسى عليهالسلام (٣).
٩ ـ شى : عن أبي حرب بن أبي الاسود قال : أرسل الحجاج إلى يحيى ابن معمر قال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي صلىاللهعليهوآله تجده في كتاب الله؟ وقد قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده ، قال : أليس تقرء سورة الانعام « ومن ذريته داود وسليمان » حتى بلغ « ويحيى وعيسى » قال : أليس عيسى من ذرية إبراهيم عليهالسلام وليس له أب؟ قال : صدقت (٤).
١٠ ـ عم : من كتاب نوادر الحكمة باسناده ، عن عائذ بن نباتة الاحمسي قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام وأنا اريد أن أسأله عن صلاة الليل ، ونسيت فقلت : السلام عليك يا ابن رسول الله! فقال : أجل والله أنا ولده ، وما نحن بذي قرابة. من أتى الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسئل عما سوى ذلك فاكتفيت بذلك (٥).
١١ ـ كنز الكراجكى : قال : روى شيخنا المفيد أنه لما سار المأمون إلى
__________________
(١) الانعام : ٨٤.
(٢) امالى الصدوق : ٣٧٥.
(٣ ـ ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٦٧.
(٥) اعلام الورى : ٢٦٨.
خراسان كان معه الرضا عليهالسلام فبينا هما يتسايران إذ قال له المأمون : يا أبا الحسن إني فكرت في شئ فنتج لي الفكر الصواب فيه فكرت في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولة على الهوى والعصبية.
فقال أبوالحسن الرضا عليهالسلام : إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت ، فقال له المأمون : لم أقله إلا لا علم ما عندك فيه! قال الرضا عليهالسلام : أنشدك الله يا أمير المؤمنين : لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلىاللهعليهوآله فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الاكام فخطب إليك ابنتك لكنت مزوجه إياها؟ فقال : يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال له الرضا : أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي؟ قال : فسكت المأمون هنيئة ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله صلىاللهعليهوآله رحما.
ومنه : قال : حدثني القاضي السلمي أسد بن إبراهيم عن العتكي عمر بن علي ، عن محمد بن إسحاق البغدادي ، عن الكديمي ، عن بشر بن مهران ، عن شريك عن شبيب ، عن عرفدة ، عن المستطيل بن حصين قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب عليه ابنته فاعتل عليه بصغرها ، وقال : إني أعددتها لابن أخي جعفر ، فقال عمر : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : كل حسب ونسب فمنقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي وكل بني انثى عصبتهم لابيهم ما خلا بني فاطمة فاني أنا أبوهم وأنا عصبتهم.
كتاب الصوم
( أبواب الصوم )
٣٠
* (باب) *
* « ( فضل الصيام ) » *
الايات : البقرة : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (١).
الاحزاب : والصائمين والصائمات (٢).
١ ـ لى : ابن المغيرة باسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لاصحابه : ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا : بلى قال : الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام (٣).
كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام مثله.
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب فضل الصدقة ومضى فيه موعظة أبي
__________________
(١) البقرة : ١٥٣.
(٢) الاحزاب : ٣٥.
(٣) امالى الصدوق : ٣٧ و ٣٨.
ذر رحمة الله عليه صم يوما شديد الحر للنشور (١).
٢ ـ ثو (٢) لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول ـ الله صلىاللهعليهوآله : الصائم في عبادة الله وإن كان نائما على فراشه ، مالم يغتب مسلما (٣).
٣ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة (٤).
٤ ـ لى : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه عن النوفلي ، عن السكوني عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلا سبحت أعضاؤه ، وكانت صلاة الملائكة عليه ، وكانت صلاتهم له استغفارا (٥).
ثو : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه مثله (٦).
٥ ـ ثو (٧) لى : ما جيلويه ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن سهل عن بكر بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن يونس بن ظبيان قال : قال أبوعبدالله الصادق عليهالسلام : من صام يوما في الحر فأصاب ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عزوجل : ما أطيب ريحك وروحك ، يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له (٨).
__________________
(١) راجع ص ١١٢ ـ ١٣٧ مما سبق في هذا المجلد وحديث ابى ذر في الصفحة ١١٨ ، راجعه.
(٢) ثواب الاعمال ص ٤٦.
(٣ ـ ٤) امالى الصدوق ص ٣٢٩.
(٥) امالى الصدوق ص ٣٠٥.
(٦) ثواب الاعمال ص ٤٨.
(٧) ثواب الاعمال ص ٤٧.
(٨) امالى الصدوق ص ٣٤٩ و ٣٥٠.
٦ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نوم الصائم عبادة ، ونفسه تسبيح (١).
سن : عدة من أصحابنا ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله (٢).
٧ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن الحسين بن سعيد رفعه إلى الصادق عليهالسلام قال : للصائم فرحتان فرحة عند الافطار وفرحة عند لقاء الله عزوجل (٣).
٨ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا : لقى الاخوان ، والافطار من الصيام ، والتهجد من آخر الليل (٤).
٩ ـ ما (٥) مع (٦) ل : في خبر أبي ذر أنه سأل النبي صلىاللهعليهوآله ما الصوم؟ قال : فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة (٧).
١٠ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليهالسلام عند وفاته : عليك بالصوم ، فانه زكاة البدن وجنة لاهله (٨).
١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسحاق بن محمد بن هارون ، عن
__________________
(١) قرب الاسناد : ٦٢.
(٢) المحاسن : ٧٢ ، ومثله في ثواب الاعمال ٤٦.
(٣) الخصال ج ١ ص ٢٤.
(٤) الخصال ج ١ ص ٦٢.
(٥) امالى الطوسى ج ٢ ص ١٥٣.
(٦) معانى الاخبار : ٣٣٣.
(٧) الخصال ج ٢ ص ١٠٤.
(٨) امالى الطوسى ج ١ ص ٧.
أبيه ، عن أبي حفص الاعشى ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة يوم القيامة ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك (١).
١٢ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد ، عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : إن الله أتم صلاة الفريضة بصلاة النافلة؟ وأتم صيام الفريضة بصيام النافلة الخبر (٢).
١٣ ـ لى : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن النهاوندي عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليله ، فيستعين به على قيامه ، ويقصر فيه نهاره ، فيستعين به على صيامه (٣).
مع : ابن الوليد ، عن محمد بن العطار ، عن الاشعرى مثله (٤).
١٤ ـ ل : عبدوس بن علي بن العباس ، عن عبدالله بن يعقوب ، عن محمد بن يونس ، عن أبي عامر ، عن زمعة ، عن سلمة عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : قال الله تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم هوله غير الصيام هو لي وأنا أجزى به (٥) والصيام جنة العبد المؤمن يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه
__________________
(١) امالى الطوسى ج ٢ ص ١١٠ و ١١١.
(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٢٧٠.
(٣) امالى الصدوق : ١٤٣.
(٤) معانى الاخبار : ٢٢٨.
(٥) قال الفاضل المقداد في كتابه نضد القواعد الفقهية على مذهب الامامية الذى رتب فيه قواعد شيخه الشهيد على ترتيب أبواب الفقه والاصول : قاعدة : كل الاعمال الصالحة لله ، فلم جاء في الخبر « كل عمل ابن آدم له ، الا الصوم فانه لى ، وانا أجزى به » مع قوله صلىاللهعليهوآله « أفضل أعمالكم الصلاة ».
وأجيب بوجوه : الاول انه اختص بترك الشهوات والملاذ في الفرج والبطن ، و ذلك أمر عظيم يوجب التشريف ، وأجيب بالمعارضة بالجهاد ، فان فيه ترك الحياة فضلا عن
في الدنيا ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزوجل من ريح المسك ، والصائم يفرح
__________________
الشهوات وبالحج اذفيه الاحرام ومتر وكاته.
الثانى ، أنه امر خفى لايمكن الاطلاع عليه ، فلذلك شرف بخلاف الصلاة والجهاد وغيرهما واجيب بأن الايمان والاخلاص وافعال القلب والخشية خفية مع تناول الحديث اياها.
الثالث ، أن عدم املاء الجوف تشبه بصفة الصمدية ، اجيب بان طلب العلم فيه تشبه باجل صفات الربوبية ، وهو العلم الذاتى ، وكذلك الاحسان إلى المؤمنين وتعظيم الاولياء و الصالحين ، كل ذلك فيه التخلق تشبها بصفات الله تعالى.
الرابع : أن جميع العبادات وقع التقرب بها إلى غير الله تعالى الا الصوم ، فانه لم يتقرب به الا إلى الله وحده. اجيب بان الصوم يفعله أصحاب استخدام الكواكب.
الخامس : أن الصوم توجب صفاء العقل والفكر بواسطة ضعف القوى الشهوية بسبب الجوع ، ولذلك قال عليهالسلام : « لايدخل الحكمة جوفا ملئ طعاما » وصفاء العقل والفكر يوجبان حصول المعارف الربانية التى هى اشرف أحوال النفس الانسانية ، اجيب بان سائر العبادات اذا واظب عليها أورثت ذلك خصوصا الجهاد. قال الله تعالى : « والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا » وقال تعالى « اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به » قال بعضهم : لم أرفيه فرقا تقربه العين وتسكن اليه القلب.
ولقائل ان يقول : هب ان كل واحد من هذه الاجوبة مدخول بما ذكر ، فلم لايكون مجموعها هو الفارق ، فانه لايجتمع هذه الامور المذكورة لغير الصوم ، وهذا واضح. انتهى ما في النضد.
أقول : كل عبادة يعبد بها لله تعالى ويرجى بها رضوان الله وثوابه ففيه تظاهر بالعمل العبادى وليس يخفى أمره على الناس فللعابد بها حسن ثناء عند الناس وشكر تقدير وحرمة فهو وان لم يتعبد بتلك العبادة الا لله مخلصا ، فكانه وصل إلى بعض أجره ، الا الصوم لاتظاهر فيه ، فانه الكف عن المفطرات ، والكف نفى العمل ، ولا يمكن الاطلاع عليه الامن قبل نفس الصائم واظهاره سمعة.
فالصائم يترك الملاذ والشهوات
ويقاسى عوارض الصوم من نحولة الجسم وعدم النشاط
بفرحتين : حين يفطر فيطعم ويشرب ، وحين يلقاني فادخله الجنة (١).
١٥ ـ مع : علي بن عبدالله المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الصوم جنة يعني حجاب من النار.
وإنما قال ذلك ، لان الصوم نسك باطن ليس فيه نزغة شيطان ولا مراءاة إنسان (٢).
١٦ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة يوم يلقى ربه.
يعني بفرحته عند إفطاره فرحة المسلم بتحصيل ذلك اليوم في ديوان حسناته وفواضل أعماله لان فرحته تلك إنما أبيح من الطعام وقته ذلك ، وليس الفرح بالاكل ولحاجة البطن من شرائف ما يمدح به الصالحون ، وأما فرحته عند لقاء ربه عزوجل فيما يفيض لله عليه من فضل عطائه الذي ليس لاحد من أهل القيامة مثله
__________________
لله عزوجل تعبد اله من دون أن يعرف الناس أنه متعبد فيكر مونه ويفضلونه كما يعرفون ذلك من سائر العباد كالذين يصلون الصلاة ولايفترون عنها ، أو الغزاة والمجاهدين مع مالهم من الغنيمة والفئ والثناء المشهور لهم بقوله « فضل الله المجاهدين » وهكذا الحجاج والمعتمرون فانهم مع تركهم ما يحرم عليهم بالا حرام متظاهرون بالاحرام في الحج والعمرة ، يعرفون ويتعارفون.
فالصائم لايعلم أنه متعبدلله الا الله عزوجل مجزيه احسن الجزاء واكمله ، ان كان « اجزى به » بفتح الهمزة وكسر الزاى ـ من باب المعلوم فاعله ، أو يكون جزاؤه هو الله تعالى نفسه أعنى لقاءة ورضوانه ـ ان كان بضم الهمزة وفتح الزاى ـ من باب المجهول قاعله.
وليس يرد عليه خفاء الايمان والاخلاص والخشية من الله تعالى فانها ليست بأعمال عبادية وهى معذلك شرط في كل عبادة يعبد بها الله تعالى حاصلة في كل حال.
(١) الخصال ج ١ ص ٢٤.
(٢) معانى الاخبار : ٤٠٨.
إلا لمن عمل مثل عمله (١).
١٧ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن للجنة بابا يدعى الريان لايدخل منه إلا الصائمون.
وإنما سمي هذا الباب الريان لان الصائم يجهده العطش أكثر مما يجهده الجوع ، فاذا دخل الصائم من هذا الباب تلقاه الذي لايعطش بعده أبدا (٢).
١٨ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من صام يوما تطوعا فلو اعطى ملء الارض ذهبا ما وفي أجره دون يوم الحساب.
يعني أن ثواب الصوم ليس يقدر كما قدرت الحسنة بعشر أمثالها ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عزوجل : كل أعمال بني آدم بعشرة أضعافها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فانه لي وأنا أجزى به ، فثواب الصبر مخزون في علم الله عزوجل والصبر الصوم (٣).
١٩ ـ ثو : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن معاوية بن عمار ، عن إسماعيل بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إياكم والكسل ، إن ربكم رحيم يشكر القليل إن الرجل ليصلي الركعتين تطوعا يريد بهما وجه الله عزوجل فيدخله الله بهما الجنة ، وإنه ليتصدق بالدرهم تطوعا يريد به وجه الله عزوجل ، فيدخله الله به الجنة ، وإنه ليصوم اليوم تطوعا يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة (٤).
٢٠ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن النوفلي ، عن اليعقوبي ، عن موسى بن عيسى ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح (٥).
__________________
(١ ـ ٣) معانى الاخبار : ٤٠٩.
(٤) ثواب الاعمال : ٣٦.
(٥) ثواب الاعمال : ٤٦.
٢١ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن أبي محمد الرازي ، عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال ، عن الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح وعمله متقبل ، ودعاؤه مستجاب (١).
٢٢ ـ ثو : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن الاهوازي ، عن فضالة عن عبدالله بن سنان ، عن الصادق عليهالسلام قال : خلوف فم الصائم أفضل عند الله من رائحة المسك (٢).
٢٣ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من صام يوما تطوعا أدخله الله عزوجل الجنة (٣).
٢٤ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من ختم له بصيام يوم دخل الجنة (٤).
٢٥ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن علوان عن عمرو بن خالد ، عن أبي هاشم ، عن ابى جبير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول ـ الله صلىاللهعليهوآله : من صام يوما في سبيل الله كان كعدل سنة يصومها (٥).
٢٦ ـ سن : قال أبوعبدالله عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله وكل ملائكة بالدعاء للصائمين.
وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرني جبرئيل عن ربي أنه قال : ما أمرت
__________________
(١ و ٢) ثواب الاعمال : ٤٦.
(٣) ثواب الاعمال : ٤٧.
(٤) ثواب الاعمال : ٤٨.
(٥) ثواب الاعمال : ٤٧.
أحدا من ملائكتي أن يستغفروا لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه (١).
٢٧ ـ سن : عن أبي عبدالله عليهالسلام من آبائه عليهمالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إن على كل شئ زكاة وزكاة الاجساد الصيام (٢).
٢٨ ـ مص : قال الصادق عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الصوم جنة. أي ستر من آفات الدنيا ، وحجاب من عذاب الاخرة فاذا صمت فانو بصومك كف النفس من الشهوات ، وقطع الهمة عن خطوات الشيطان ، وأنزل نفسك منزلة المرضى لاتشتهي طعاما ولاشرابا ، متوقعا في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب وطهر باطنك من كل كدر ، وغفلة وظلمة تقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله تعالى.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عزوجل : الصوم لي وأنا أجزى به ، فالصوم بميت مراد النفس ، وشهوه الطبع الحيواني ، وفيه صفاء القلب ، وطهارة الجوارح وعمارة الظاهر والباطن ، الشكر على النعم والاحسان إلى الفقراء ، وزيادة التضرع والخشوع والبكاء ، وحبل الالتجاء إلى الله ، وسبب انكسار الهمة ، و تخفيف السيئات ، وتضعيف الحسنات ، وفيه من الفوائد مالا يحصى وكفى ما ذكرناه منه لمن عقل ووفق لاستعماله (٣).
٢٩ ـ شى : عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : « واستعينوا بالصبر والصلوة » قال : الصبر هو الصوم (٤).
٣٠ ـ شى : عن سليمان الفراء ، عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله تعالى : « واستعينوا بالصبر والصلوة » قال : الصبر الصوم ، إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم ، قال عليهالسلام : الله يقول : « استعينوا بالصبر والصلوة » والصبر الصوم (٥).
__________________
(١ ـ ٢) المحاسن : ٧٢.
(٣) مصباح الشريعة : ١٥ و ١٦.
(٤ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٣.
٣١ ـ مكا : قال النبي صلىاللهعليهوآله : قال الله تبارك وتعالى : الصوم لي وأنا أجزى به.
٣٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وكل الله ملائكته بالدعاء للصائمين وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لكل شئ زكاة وزكاة الاجساد الصيام (١).
وبهذا الاسناد ، عن علي عليهالسلام قال : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ما الذي يباعد الشيطان منا؟ قال : الصوم يسود وجهه ، والصدقة تكسر ظهره ، والحب في الله تعالى والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره ، والاستغفار يقطع وتينه (٢).
٣٣ ـ دعوات الراوندى : قال أبوالحسن عليهالسلام : دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره.
وقال عليهالسلام : إن لكل صائم دعوة.
وقال عليهالسلام : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف وقال عليهالسلام : إن للصائم عند إفطاره دعوة لاترد.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : صوموا تصحوا.
وقال الصادق عليهالسلام : إن الرجل إذا صام زالت عيناه ، وبقي مكانهما ، فاذا أفطر عادتا إلى مكانهما.
٣٤ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لكل شئ زكاة وزكاة البدن الصيام (٣).
٣٥ ـ مجالس الشيخ : عن الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمد بن
__________________
(١) نوادر الراوندى : ٤.
(٢) نوادر الراوندى : ١٩.
(٣) نهج البلاغة تحت الرقم ١٣٦ من قسم الحكم.
يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن علي ابن عبدالعزيز قال : قال لي أبوعبدالله عليهالسلام : ألا اخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قلت : بلى ، قال : أصله الصلاة ، وفرعه الزكاة ، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله ، ألا اخبرك بأبواب الخير؟ الصوم جنة من النار (١).
وعنه : عن ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن ابن فضال ، عن فضل بن محمد الاموي ، عن ربعي بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عزوجل : الصوم لي وأنا أجزي به (٢).
٣٦ ـ عدة الداعى : قال النبي صلىاللهعليهوآله لاترد دعوة الصائم.
٣٧ ـ اعلام الدين : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن في الجنة بابا يقال لها الريان لايدخل بها إلا الصائمون ، فاذا دخل آخرهم اغلق ذلك الباب.
٣٨ ـ كتاب الغايات : قال الصادق عليهالسلام : أفضل الجهاد الصوم في الحر.
٣٩ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن علي ما جيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ما الذي يباعد عنا إبليس؟ قال : الصوم يسود وجهه ، والصدقة تكسر ظهره ، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره ، والاستغفار يقطع وتينه.
ومنه : عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ ره ـ عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن طلحة النهدي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : قال رسول ـ الله صلىاللهعليهوآله : أربعة لاترد لهم دعوة ، ويفتح لهم أبواب السماء ، ويصير إلى العرش : دعاء الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم
__________________
(١ ـ ٢) لايوجد في المصدر المطبوع.
حتى يفطر.
ومنه : عن محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، عن علي بن الحسين البغدادي عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد بن عليهالسلام قال : بني الاسلام على خمس دعائم : على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين ، والائمة من ولده صلوات الله عليهم.
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، عن النضربن شعيب ، عن عبدالغفار الجازي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من كان على أمر ليس بحق لم يتب منه لم يغفر له في شعبان وشهر رمضان لم يزل عليه إلى قابل.
٤٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي بن محمد بن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة.
ومنه : بهذا الاسناد قال : الصوم في الحر جهاد.
ومنه : عن أحمد بن على ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء.
٤١ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : ثلاثة من روح الله : التهجد من الليل بالصلاة ، ولقاء الاخوان ، والصوم.
وعن رسول الله صلى الله عليه وأنه قال : لكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال : سبع
من سوابق الايمان فتمسكوا ابهن شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وحب أهل بيت نبي الله حقا حقا من قبل القلوب لا الزحم بالمناكب ، ومفارقة القلوب ، والجهاد في سبيل
الله ، والصيام في الهواجر ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، والمحافظة على الصلوات وحج البيت الحرام (١).
وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله اسامة بن زيد فقال : يا اسامة عليك بطريق الجنة ، وإياك أن تختلج عنها فقال اسامة : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : وما أيسرما يقطع به ذلك الطريق؟ قال : الظمأ في الهواجر ، وكسر النفوس عن لذة الدنيا.
يا اسامة عليك بالصوم ، فانه جنة من النار ، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل ، يا اسامة عليك بالصوم فانه قربة إلى الله. وذكر الحديث بطوله.
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : وقف أبوذر رحمه الله عند باب الكعبة فقال : أيها الناس أنا جندب بن السكن الغفاري إني لكم ناصح شفيق ، فهلموا! فاكتنفه الناس فقال : إن أحدكم لو أراد سفرا لاتخذ من الزاد ما يصلحه ولا بد منه فطريق يوم القيامة أحق ما تزودتم له ، فقام رجل فقال : فأرشدنا يا أباذر فقال : حج حجة لعظائم الامور ، وصم يوما لزجرة النشور ، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور ، وكلمة حق تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها صدقة منك على مسكين فعلك تنجو من يوم عسير ، اجعل الدنيا كلمة في طلب الحلال ، وكلمة في طلب الاخرة وانظر كلمة تضر ولا تنفع فدعها ، اجعل المال درهمين : درهما قدمته لا خرتك ، ودرهما أنفقته على عيالك كل يوم صدقة.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : نوم الصائم عباده ، ونفسه تسبيح.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : يقول الله عزوجل : الصوم لي وأنا أجزي به ، وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقى ربه ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وعن جعفربن محمد عليهالسلام أنه قال : من روح الله إفطار الصائم ، ولقاء الاخوان
__________________
(١) دعائم الاسلام : ج ١ ص ٢٦٩.
والتهجد بالليل (١).
٤٢ ـ المحاسن : عن الحسين بن على بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن علي بن عبدالعزيز قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : ألا اخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال : قلت : بلى جعلت فداك! قال : أصله الصلاة ، وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله ، ألا اخبرك بأبواب الخير : الصوم جنة والصدقة تحط الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يناجى ربه. ثم قرء « تتجافى جنوبهم عن المضاجع » (٢) الايه.
٣١
* ( باب ) *
[ وأقسامه والايام التى يستحب فيها الصوم والايام التى
يحرم فيها وأقسام صوم الاذن ] (٣)
الايات : النساء : وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله (٤).
١ ـ فس : أبي ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : قال لي يوما : يا زهري من أين جئت؟ قلت : من المسجد ، قال : فيم كنتم؟ قلت : تذاكرنا أمر الصوم ، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان.
فقال : يا زهري ليس كما قلتم ، الصوم على أربعين وجها ، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وأربعة عشر وجها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطروعشرة أو منها حرام ، وصوم الاذن على ثلاثة وجوه وصوم التأديب
__________________
(١) دعائم الاسلام ج ١ : ٢٧٠ و ٢٧١.
(٢) المحاسن : ٢٨٩ ، والاية في سوره السجدة : ١٦ ، وفى المصدر نفسه حديث آخر بهذا المضمون.
(٣) كذا في الاصل بخطه ـ ره ـ لكنه مضروب عليها بخط كتابه.
(٤) النساء : ٩٢.
وصوم الاباحة ، وصوم السفر والمرض.
فقلت : فسرهن لي جعلت فداك ، أما الواجبة فصيام شهر رمضان و صيام شهرين متتابعين فيمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا واجب ، وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطاء لمن لم يجد العتق واجب قال الله تعالى « ومن قتل مؤمنا خطا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله » إلى وقوله : « فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين » وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار لمن لم يجد العتق واجب قال الله تعالى : « فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا » (١) وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن يجد الاطعام قال الله : « فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم » (٢) كل ذلك متتابع و ليس بمتفرق.
وصيام أذى حلق الرأس واجب قال الله تعالى : « فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك » (٣) فصاحبها فيها بالخيار فان صام صام ثلاثة أيام ، وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي قال الله تعالى : « فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة » (٤) وصوم جزاء الصيد واجب قال الله : « ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذواعدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما » (٥).
أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قلت : لا أدري قال : يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما. وصوم النذر واجب ، وصوم الاعتكاف واجب.
__________________
(١) المجادلة : ٢ و ٣.
(٢) المائدة : ٨٩.
(٣ و ٤) البقرة : ١٩٦.
(٥) المائدة : ٩٥.