أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
في أجل منقوض ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ثم لا ندري ما يفعل بنا.
١٣٢٨ / ١٤ ـ وقيل لأويس بن عامر القرني : كيف أصبحت ، يا أبا عامر؟ قال : ما ظنكم بمن يرحل إلى الآخرة كل يوم مرحلة ، لا يدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد أم على نار؟
١٣٢٩ / ١٥ ـ قال عبد الله بن جعفر الطيار : دخلت على عمي علي بن أبي طالب عليهالسلام صباحا ، وكان مريضا ، فقلت : كيف أصبحت ، يا أمير المؤمنين؟ قال : يا بني ، كيف أصبح من يفنى ببقائه ، ويسقم بدوائه ، ويؤتى من مأنه.
١٣٣٠ / ١٦ ـ وقيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : كيف أصبحت ، يا بن رسول الله؟ قال : أصبحت مطلوبا بثمان : الله ( تعالى ) يطلبني بالفرائض ، والنبي عليهالسلام بالسنة ، والعيال بالقوت ، والنفس بالشهوة ، والشيطان باتباعه ، والحافظان بصدق العمل ، وملك الموت بالروح ، والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
١٣٣١ / ١٧ ـ وقيل لأبيه محمد بن علي عليهماالسلام : كيف أصبحت؟ قال : أصبحنا غرقى في النعمة ، موفورين بالذنوب ، يتحبب إلينا إلهنا بالنعم ، ونتمقت إليه بالمعاصي ، ونحن نفتقر إليه وهو غني عنا.
١٣٣٢ / ١٨ ـ وقيل لبكر بن عبد الله المزني : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت قريبا أجلي ، بعيدا أملي ، سيئا عملي ، ولو كان لذنوبي ريح ما خالستموني.
١٣٣٣ / ١٩ ـ وقيل لرجل من المعمرين : كيف أصبحت؟ قال :
أصبحت لا رجلا يغد ولحاجته |
|
ولا قعيدة بيت تحسن العملا |
١٣٣٤ / ٢٠ ـ وقيل لأبي رجاء العطاردي ، وقد بلغ عشرين ومائة سنة : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ، كأنما كان شبابي قرضا.
١٣٣٥ / ٢١ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عبد الله الموسوي في داره بمكة سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ، قال : حدثني مؤدبي عبد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي ، قال : حدثنا
محمد بن زياد بن أبي عمير ، قال : حدثنا علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، إنه لما أسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئيل عليهالسلام في محفل من الملائكة ، فقال : يا محمد ، لو اجتمعت أمتك على حب علي ، ما خلق الله ( عزوجل ) النار.
يا علي ، إن الله ( تعالى ) أشهدك معي في سبعة مواطن حتى أنست بك :
أما أول ذلك : فليلة أسري بي إلى السماء ، قال لي جبرئيل عليهالسلام : أين أخوك يا محمد؟ فقلت : يا جبرئيل ، خلفته ورائي. فقال : ادع الله ( عزوجل ) فليأتك به ، فدعوت الله فإذا مثالك معي ، وإذا الملائكة وقوف صفوفا ، فقلت : يا جبرئيل ، من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الذين يباهي الله ( عزوجل ) بهم يوم القيامة؟ فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.
والثاني : حين أسري بي إلى ذي العرش ( عزوجل ) ، فقال لي جبرئيل : أين أخوك يا محمد؟ فقلت : خلفته ورائي. قال : ادع الله ( عزوجل ) فليأتك به ، فدعوت الله ( عزوجل ) فإذا مثالك معي ، وكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها.
والثالث : حيث بعثت للجن فقال لي جبرئيل عليهالسلام : أين أخوك؟ فقلت : خلفته ورائي. فقال : ادع الله ( عزوجل ) فليأتك به ، فدعوت الله ( عزوجل ) فإذا أنت معي ، فما قلت لهم شيئا ولا ردوا علي شيئا إلا سمعته ووعيته.
والرابع : خصصنا بليلة القدر وأنت معي فيها ، وليست لاحد غيرنا.
والخامس : ناجيت الله ( عزوجل ) ومثالك معي ، فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا النبوة ، فإنه قال : خصصتها بك ، وختمتها بك.
والسادس : لما طفت بالبيت المعمور ، كان مثالك معي.
والسابع : هلاك الأحزاب على يدي ، وأنت معي.
يا علي ، إن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثم اطلع
الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين.
يا علي ، إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فأنست بالنظر إليه : إني لما بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء ، وجدت على صخرتها : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ونصرته به » فقلت : يا جبرئيل ، ومن وزيري؟ قال : علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى ، وجدت مكتوبا عليها « لا إله إلا الله ، أنا وحدي ، ومحمد صفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره ونصرته به ) فقلت : يا جبرئيل ، ومن وزيري؟ فقال : علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فلما جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش رب العالمين ، وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : ( أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره وأخيه ونصرته به ».
يا علي ، إن الله ( عزوجل ) أعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق القبر عنه معي ، وأنت أول من يقف معي على الصراط ، فيقول للنار : خذي هذا فهو لك وذري هذا فليس هو لك ، وأنت أول من يكسى إذا كسيت ويحيا إذا حييت ، وأنت أول من يقف معي عن يمين العرش ، وأول من يقرع معي باب الجنة ، وأول من يسكن معي عليين ، وأول من يثرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك ، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون. انتهت أحاديث أبي المفضل الشيباني.
أحاديث الحسين بن عبيد الله الغضائري
١٣٣٦ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال. حدثنا محمد بن همام بن سهيل رحمهالله ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد
ابن عيسى الأشعري ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال للمفضل بن عمر : يا مفضل ، إذا أردت أن تعلم أشقيا الرجل أم سعيدا ، فانظر بره ومعروفه إلى من يصنعه ، فإن صنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى خير يصير ، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير.
١٣٣٧ / ٢٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر ، قال : حدثني حمدان بن المعافى ، عن حمويه بن أحمد ، قال. حدثني أحمد بن عيسى العلوي ، قال : قال لي جعفر بن محمد عليهماالسلام : أنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها ، مخافة أن يستغني عنها صاحبها ، ألا وإن مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله ( عزوجل ) : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) (١) ، وتفسيره أن تصل من قطعك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك.
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٩٩.
[٣٣]
مجلس يوم الجمعة
التاسع من رجب سنة سبع وخمسين وأربع مائة
فيه بقية أحاديث الغضائري.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٣٣٨ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر ، قال : حدثنا حمدان بن المعافى ، قال : حدثني العباس بن سليمان ، عن الحارث بن التيهان ، قال : قال لي ابن شبرمة : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فسلمت عليه ، وكنت له صديقا ، ثم أقبلت على جعفر عليهالسلام فقلت : أمتع الله بك ، هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل. فقال له جعفر عليهالسلام : لعله الذي يقيس الدين برأيه؟ ثم أقبل علي فقال : هذا النعمان بن ثابت؟ فقال أبو حنيفة : نعم ، أصلحك الله ( تعالى ). فقال عليهالسلام : اتق الله ولا تقس الدين برأيك ، فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) (١).
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٧٦.
ثم قال له جعفر عليهالسلام : هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك؟ قال : لا.
قال : فأخبرني عن الملوحة في العينين ، وعن المرارة في الاذنين ، وعن الماء في المنخرين ، وعن العذوبة في الشفتين ، لأي شئ جعل ذلك؟ قال : لا أدري.
قال جعفر عليهالسلام : إن الله ( عزوجل ) خلق العينين فجعلهما شحمتين ، وجعل الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم ، ولولا ذلك لذابتا ، وجعل المرارة في الاذنين منا منه على ابن آدم ولولا ذلك لقحمت الدواب فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين ليصعد النفس وينزل ، ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية ، وجعل ( عزوجل ) العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة طعمه وشربه.
ثم قال له جعفر عليهالسلام : أخبرني عن كلمة أولها شرك ، وآخرها إيمان. قال : لا أدري. قال : لا إله إلا الله.
ثم قال له : أيما أعظم عند الله ( عزوجل ) ، قتل النفس ، أو الزنا؟ قال : بل قتل النفس قال له جعفر عليهالسلام : فإن الله ( تعالى ) قد رضي في قتل النفس بشاهد ، ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة.
ثم قال له : أيما أعظم عند الله ، الصوم ، أو الصلاة؟ قال : لا ، بل الصلاة. قال. فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام ، ولا تقضي الصلاة؟
اتق الله يا عبد الله ، فإنا نحن وأنتم غدا ومن خالفنا بين يدي الله ( عزوجل ) ، فنقول : قلنا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتقول أنت وأصحابك : حدثنا وروينا ، فيفعل بنا وبكم ما شاء الله ( عزوجل ).
١٣٣٩ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا ابن معمر ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزيات ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : لا تسم الرجل صديقا سمة معرفة حتى تختبره بثلاث : تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل ، وعند الدينار والدرهم ، وحتى تسافر معه.
١٣٤٠ / ٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال :
حدثنا محمد بن علي بن معمر ، قال : حدثنا محمد بن صدقة ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تزال أمتي بخير ما تحابوا ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وقروا الضيف ، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب. وقال : إنا أهل بيت لا نمسح على أخفافنا.
١٣٤١ / ٤ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبو عبيد الله محمد بن أحمد الحكيمي ، قال : حدثنا أبو سهل سفيان بن زياد البلدي ببلد ، قال : حدثنا عباد بن صهيب ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : كان إذا رأى الهلال ، قال : « اللهم ارزقنا خيره ونصره وبركته وفتحه ، ونعوذ بك من شره وشر ما بعده ».
١٣٤٢ / ٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : أخبرنا هارون بن موسى ، قال : حدثنا الحكيمي ، قال : حدثنا سفيان بن زياد البلدي ، قال : حدثنا عباد بن صهيب ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن الحنفية ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج فرأى نسوة قعودا فقال : ما أقعدكن هاهنا؟ قلن : الجنازة. قال : أفتحملن فيمن يحمل؟ قلن : لا. قال : أفتغسلن فيمن يغسل؟ قلن : لا. قال : أفتدلين فيمن يدلي؟ قلن : لا. قال : فارجعن مأزورات غير مأجورات.
١٣٤٣ / ٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا الحكيمي ، قال : حدثنا سفيان بن زياد ، قال. حدثنا عباد بن صهيب ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله : أن مروان بن الحكم استخلف أبا هريرة وخرج إلى مكة ، فصلى بنا أبو هريرة الجمعة ، فقرأ بعد سورة الجمعة في السجدة الثانية ( إذا جاءك المنافقون ) قال عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله : فأدركت أبا هريرة حين انصرف ، فقلت له : سمعتك تقرأ سورتين كان علي عليهالسلام يقرأ بهما بالكوفة ، فقال أبو هريرة. إني سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله يقرأ بهما.
١٣٤٤ / ٧ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن يرسف بن زياد الضبي ، قال : حدثنا أبو جنادة الحصين بن مخارق السلولي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ضمن لأخيه حاجة ، لم ينظر الله ( عزوجل ) في حاجته حتى يقضيها.
١٣٤٥ / ٨ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، قال. حدثنا يعقوب بن يوسف ، قال : حدثنا الحصين بن مخارق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عليا عليهالسلام وفد إليه رجل من أشراف العرب ، فقال له علي عليهالسلام : هل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالخير لا يعرفون إلا به؟ قال : نعم. قال : فهل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالشر لا يعرفون إلا به؟ قال : نعم. قال : فهل في بلادك قوم يجترحون السيئات ويكتسبون الحسنات؟ قال : نعم. قال : تلك خيار أمة محمد صلىاللهعليهوآله ، تلك النمرقة الوسطى ، يرجع إليهم الغالي ، وينتهي إليهم المقصر.
١٣٤٦ / ٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو إسحاق المقرئ ، قال : حدثنا الحصين بن مخارق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى أن يتغوط الرجل على شفير بئر يستعذب منها ، أو على شفير نهر يستعذب منه ، أو تحت شجرة فيها ثمرها.
١٣٤٧ / ١٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الخمري ، قال : حدثنا حنان بن سدير ، قال : مررت أنا وأبي برجل من ولد أبي لهب يقال له عبيد الله بن إبراهيم ، فناداني : يا أبا الفضل ، هذا الرجل يحدثك ـ وذكر اسم المحدث وهو سديف في آخر الحديث ، ولم يذكره هاهنا ـ عن أبي جعفر ، فقربنا
منهم وسلمنا عليهم ، فقال له : حدثه. فقال : حدثني محمد بن علي الباقر ، وما رأيت محمديا قط يعدله ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى صعد المنبر واجتمع المهاجرون والأنصار في الصلاة ، فقال : أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا.
قال جابر : فقمت إليه فقلت : يا رسول الله ، وإن شهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله؟ قال : نعم وإن شهد ، إنما احتجز بذلك من أن يسفك دمه أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر.
ثم قال : أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا ، وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن لم يدركه بعث من قبره حتى يؤمن به ، إن ربي ( عزوجل ) مثل لي أمتي في الطين ، وعلمني أسماء أمتي كما علم آدم الأسماء كلها ، فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته.
قال حنان : وقال لي أبي : اكتب هذا الحديث ، فكتبته ، وخرجنا من غد إلى المدينة ، فقدمنا فدخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقلت له : جعلت فداك ، إن رجلا من المكيين ، يقال له سديف ، حدثني عن أبيك بحديث. فقال : وتحفظه؟ فقلت : كتبته. قال : فهاته ، فعرضته عليه ، فلما انتهى إلى : مثل لي أمتي في الطين ، وعلمني أسماء أمتي كما علم آدم الأسماء كلها ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا سدير ، متى حدثك بهذا عن أبي؟ قلت : اليوم السابع منذ سمعناه منه ، يرويه عن أبيك. فقال : قد كنت أرى أن هذا الحديث لا يخرج عن أبي إلى أحد.
١٣٤٨ / ١١ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدثنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم العلوي العباسي في سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة في منزله بباب الشعير ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المكتب ، قال : حدثنا ابن محمد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه على دينه ، فإن الله ( عزوجل ) يكره شهرة العبادة وشهرة الناس.
ثم قال : إن الله ( تعالى ) إنما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة ، من أتى بها لم يسأله الله ( عزوجل ) عما سواها ، وإنما أضاف رسول الله صلىاللهعليهوآله إليها مثليها ليتم بالنوافل ما يقع فيها من النقصان ، وإن الله ( عزوجل ) لا يعذب على كثرة الصلاة والصوم ، ولكنه يعذب على خلاف السنة.
١٣٤٩ / ١٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن العباس ابن معروف ، عن عبد الرحمن بن مسلم ، عن فضيل بن يسار ، قال : قال الصادق عليهالسلام : احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فإن الغلاة شر خلق الله ، يصغرون عظمة الله ، ويدعون الربوبية لعباد الله ، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
ثم قال عليهالسلام : إلينا يرجع الغالي فلا نقبله ، وبنا يلحق المقصر فنقبله. فقيل له : كيف ذلك ، يا بن رسول الله؟ قال : لان الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج ، فلا يقدر على ترك عادته ، وعلى الرجوع إلى طاعة الله ( عزوجل ) أبدا ، وإن المقصر إذا عرف عمل وأطاع.
١٣٥٠ / ١٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أحمد بن عمر بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جده إبراهيم ابن هاشم ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : اللهم إني برئ من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهم اخذلهم أبدا ، ولا تنصر منهم أحدا.
[٣٤]
مجلس يوم الجمعة
السادس عشر من رجب سنة سبع وخمسين وأربع مائة
فيه بقية أحاديث الغضائري.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٣٥١ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ( قدس الله روحه ) ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل الجوهري ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : وجدت علم الناس كلهم في أربع : أولها أن تعرف ربك ، والثانية أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك (١).
١٣٥٢ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن صالح الصوفي الخزاز ، قال : حدثنا أحمد بن
__________________
(١) تقدم في الحديث : ١٢٠٥.
الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي بن موسى ، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهمالسلام ، قال : قيل للصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : صف لنا الموت. قال : للمؤمن كأطيب طيب يشمه فينعس لطيبه ، ويقطع التعب والألم عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب وأشد.
١٣٥٣ / ٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد بن محمد العلوي ، قال : حدثني محمد بن موسى الرقي ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبيه ، عن أبان مولى زيد بن علي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن شريح القاضي ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام لأصحابه يوما وهو يعظهم : ترصدوا مواعيد الآجال ، وباشروها بمحاسن الأعمال ، ولا تركنوا إلى ذخائر الأموال ، فتخليكم خدائع الآمال ، إن الدنيا خداعة صراعة ، مكارة غزارة سحارة ، أنهارها لامعة ، وثمراتها يانعة ، ظاهرها سرور ، وباطنها غرور ، تأكلكم بأضراس المنايا ، وتبيركم بإتلاف الرزايا ، لهم بها أولاد الموت ، وآثروا زينتها ، فطلبوا رتبتها ، جهل الرجل ، ومن ذلك الرجل المولع بلذاتها ، والساكن إلى فرحتها ، والآمن لغدرتها!
درات عليكم بصروفها ، ورمتكم بسهام حتوفها ، فهي تنزع أرواحكم نزعا ، وأنتم تجمعون لها جمعا ، للموت تولدون ، وإلى القبور تنقلون ، وعلى التراب تنومون ، وإلى الدود تسلمون ، وإلى الحساب تبعثون.
يا ذا الحيل والآراء ، والفقه والانباء ، اذكروا مصارع الآباء ، فكأنكم بالنفوس قد سلبت ، وبالأبدان قد عريت ، وبالمواريث قد قسمت ، فتصير ـ يا ذا الدلال والهيئة والجمال ـ إلى منزلة شعثاء ، ومحلة غبراء ، فتنوم على خدك في لحدك ، في منزل قل زواره ، ومل عماله ، حتى تشق عن القبور وتبعث إلى النشور ، فان ختم لك بالسعادة صرت إلى الحبور ، وأنت ملك مطاع ، وآمن لا يراع ، يطوف عليكم ولدان كأنهم الجمان بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين ، أهل الجنة فيها يتنعمون ، وأهل النار فيها يعذبون ، هؤلاء في السندس والحرير يتبخترون ، وهؤلاء في الجحيم والسعير
يتقلبون ، هؤلاء تحشى جماجمهم بمسك الجنان ، وهؤلاء يضربون بمقامع النيران ، هؤلاء يعانقون الحور في الحجال ، وهؤلاء يطوقون أطواقا في النار بالاغلال ، في قلبه فزع قد أعيى الأطباء وبه داء لا يقبل الدواء.
يامن يسلم إلى الدود ويهدى إليه ، اعتبر بما تسمع وترى ، وقل لعينيك تجفو لذة الكرى ، وتفيض من الدموع بعد الدموع تترى ، بيتك القبر بيت الأهوال والبلى ، وغايتك الموت.
يا قليل الحياء ، اسمع يا ذا الغفلة والتصريف ، من ذي الوعظ والتعريف ، جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال ، والحباء والنكال ، يوم تقلب إليه أعمال الأنام ، وتحصى فيه جميع الآثام ، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، ويفرق بين كل نفس وحبيبها ، ويحار في تلك الأهوال عقل لبيبها ، إذ تنكرت الأرض بعد حسن عمارتها ، وتبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتها ، أخرجت من معادن الغيب أثقالها ، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجد إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا ، فانشقت القبور بعد طول انطباقها ، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة غطاؤها ، وظهر للخلق أنباؤها ، فدكت الأرض دكا دكا ، ومدت لأمر يراد بها مدا مدا ، واشتد المثارون إلى الله شدا شدا ، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفا زحفا ، ورد المجرمون على الأعقاب ردا ردا ، وجد الامر ـ ويحك يا إنسان ـ جدا جدا ، وقربوا للحساب فردا فردا ، وجاء ربك والملك صفا صفا ، يسألهم عما عملوا حرفا حرفا ، فجئ بهم عراة الأبدان ، خشعا أبصارهم ، أمامهم الحساب ، ومن ورائهم جهنم ، يسمعون زفيرها ، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصرا ولا وليا يجيرهم من الذل ، فهم يعدون سراعا إلى مواقف الحشر ، يساقون سوقا ، فالسماوات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب ، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم ، يظنون أنهم لا يسلمون ، ولا يؤذن لهم فيتكلمون ، ولا يقبل منهم فيعتذرون ، قد ختم على أفواههم ، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
يا لها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميز بين الفريقين! فريق في الجنة وفريق في السعير ، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون.
١٣٥٤ / ٤ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن العلوي ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن خيثمة ، قال : سمعت الباقر عليهالسلام يقول : نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرة الله ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله ( عزوجل ) ، ونحن حجج الله ، ونحن حبل الله ، ونحن رحمة الله على خلقه ، ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم ، ونحن أئمة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ، ونحن منار الهدى ، ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا ، ونحن السابقون ، ونحن الآخرون من تمسك بنا لحق ، ومن تخلف عنا غرق ، ونحن قادة الغر المحجلين ، ونحن حرم الله ، ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله ( عزوجل ) ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن أصول الدين وإلينا تختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ، ونحن الهداة إلى الجنة ، ونحن عرى الاسلام ، ونحن الجسور ، ونحن القناطر من مضى علينا سبق ، ومن تخلف عنا محق ، ونحن السنام الأعظم ، ونحن الذين بنا تنزل الرحمة ، وبنا تسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف الله ( عزوجل ) عنكم العذاب ، فمن أبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا ، فهو منا وإلينا.
١٣٥٥ / ٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي ، قال : حدثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري (١) ، قال :
__________________
(١) زاد في النسخة : عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ولا يصح ، إذ إن إسحاق بن إسماعيل من أصحاب الإمام الحسن بن علي العسكري عليهالسلام ، ويدل عليه أيضا رواية ابن بابويه لهذا الحديث في العلل بالاسناد الذي أثبتناه ، انظر : علل الشرائع : ٢٤٩ / ٦ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٣٧.
حدثنا الحسن بن علي (صلوات الله عليه). أن الله ( عزوجل ) بمنه ورحمته ، لما فرض عليكم الفرائض ، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه ، لا إله إلا هو ، ليميز الخبيث من الطيب ، وليبتلي ما في صدوركم ، وليمحص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ، ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية ، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلى سبله ، ولولا محمد صلىاللهعليهوآله والأوصياء من ولده عليهمالسلام كنتم حيارى كالبهائم ، لا تعرفون فرضا من الفرائض ، وهل تدخل قرية إلا من بابها ، فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم صلىاللهعليهوآله قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) (١) وفرض عليكم لأوليائه حقوقا! وأمركم بأدائها إليهم ، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشاربكم ، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ، ثم قال ( عزوجل ) : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) (٢).
فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه ، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون (٢) ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين.
سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : خلقت من نور الله ( عزوجل ) ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبوهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار (٤).
١٣٥٦ / ٦ ـ وعنه ، قال. أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٣.
(٢) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.
(٣) تضمين من سورة التوبة ٩ : ٩٤.
(٤) لعل قوله : « سمعت جدي » إلى آخره ، حديث مستقل سقط إسناده ، وقد أخرجه العلامة المجلسي في البحار ١٥ : ٢٠ / ٣٢ ، مستقلا باسناده الأول.
العلوي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسين ، قال : حدثنا أبو عبد الله بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زياد العطار ، عن محمد بن مروان الغزال ، عن عبيد بن يحيى ، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن جده الحسن بن علي عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله ( عزوجل ) منها ، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله ( عزوجل ) عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين (١) هذا الحديث فقال : صدقك يحيى بن عبد الله ، هكذا أخبرني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله.
قال عبيد : قلت أشتهي أن تفسره لنا إن كان عندك تفسير.
قال : نعم ، أخبرني أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : إن لله ( تعالى ) ملكا رأسه تحت العرش ، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى ، بين عينيه راحة أحدكم ، فإذا أراد الله ( عزوجل ) أن يخلق خلقا على ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهي الميثاق ـ والسلام.
انتهت أحاديث الحسين بن عبيد الله الغضائري.
__________________
(١) رواه في الحديث : ٦٢٠ ، وفيه : قال عبيد : فذكرت لمحمد بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام هذا الحديث ، والظاهر صحته.
[٣٥]
مجلس يوم الجمعة
الثالث والعشرين من رجب من السنة المذكورة
أحاديث الحسين بن إبراهيم القزويني.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٣٥٧ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رضياللهعنه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : بينا حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له على شراب لهم يقال له « السكركة » قال : فتذاكروا السديف (١) ، قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به؟ قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك علي ، فخرج إليها فنحرها ، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم.
قال : وأقبل علي عليهالسلام فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمك حمزة
__________________
(١) السديف : شحم السنام.
صنع هذا. قال : فذهب إلى النبي صلىاللهعليهوآله فشكا ذلك إليه. قال : فأقبل معه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقيل لحمزة : هذا رسول الله ، قد أقبل بالباب. قال : فخرج وهو مغضب. قال : فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله الغضب في وجهه انصرف. قال. فأنزل الله ( عزوجل ) تحريم الخمر. قال : فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بآنيتهم فكفئت.
ونودي في الناس بالخروج إلى أحد ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وخرج حمزة فوقف ناحية من النبي صلىاللهعليهوآله. قال : فلما تصافوا حمل حمزة في الناس حتى غاب فيهم ثم رجع إلى موقفه ، فقال له الناس : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شئ. قال : ثم حمل الثانية حتى غاب في الناس ثم رجع إلى موقفه ، فقالوا له : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شئ. قال : فأقبل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما رآه مقبلا نحوه ، أقبل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعانقه ، وقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ما بين عينيه ، ثم حمل على الناس ، فاستشهد حمزة ، فكفنه رسول الله صلىاللهعليهوآله في نمرة (١) ـ ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : نحو من ستر بابي هذا ـ فكان إذا غطى بها وجهه انكشفت رجلاه ، وإذا غطى رجليه انكشف وجهه. قال : فغطى بها وجهه ، وجعل على رجليه إذخر (٢).
قال : وانهزم الناس وبقي علي عليهالسلام ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما صنعت يا علي؟ فقال : يا رسول الله ، لزمت الأرض. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ذلك الظن بك. قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله. أنشدك يا لله ما وعدتني ، فإنك إن شئت لم تعبد.
١٣٥٨ / ٢ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : لوددت أني وأصحابي في فلاة من الأرض حتى نموت أو يأتي الله بالفرج.
١٣٥٩ / ٣ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن
__________________
(١) النمرة : الحبرة ، وشملة فيها خطوط بيض وسود ، وبردة من صوف تلبسها الاعراب.
(٢) الإذخر : الحشيش الأخضر ، ونبات طيب الرائحة.
سليمان عليهالسلام لما سلب ملكه خرج على وجهه ، فضاف رجلا عظيما فأضافه وأحسن إليه. قال : ونزل سليمان عليهالسلام منه منزلا عظيما لما رأى من صلاته وفضله. قال : فزوجه بنته. قال : فقالت له بنت الرجل حين رأت منه ما رأت : بأبي أنت وأمي ، ما أطيب ريحك ، وأكمل خصالك! لا أعلم فيك خصلة أكرهها إلا أنك في مؤنة أبي. قال : فخرج حتى أتى الساحل ، فأعان صيادا على ساحل البحر ، فأعطاه السمكة التي وجد في بطنها خاتمه.
١٣٦٠ / ٤ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : لما مات جعفر بن أبي طالب عليهالسلام أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة عليهاالسلام أن تتخذ طعاما لاسماء بنت عميس ، ويأتيها نساؤها ثلاثة أيام ، فجرت بذلك السنة من أن يصنع لأهل الميت ثلاثة أيام.
١٣٦١ / ٥ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن الله لما خلق آدم ونفخ فيه من روحه ، وثب ليقوم قبل أن يتم فيه الروح فسقط ، فقال الله ( عزوجل ) : خلق الانسان عجولا (١).
١٣٦٢ / ٦ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : كان لنمرود مجلس يشرف منه على النار ، فلما كان بعد ثلاثة أشرف على النار هو وآزر ، وإذا إبراهيم عليهالسلام مع شيخ يحدثه في روضة خضراء. قال : فالتفت نمرود إلى آزر ، فقال : يا آزر ، ما أكرم ابنك على ربة! قال : ثم قال نمرود لإبراهيم : اخرج عني ولا تساكني.
١٣٦٣ / ٧ ـ قال. وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، ثم الذين يلونهم ، ثم الأمثل فالأمثل.
١٣٦٤ / ٨ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ليس
__________________
(١) في سورة الإسراء ١٧ : ١١ ( وكان الانسان عجولا ) ، وفي سورة الأنبياء ٢١ : ٣٧ ( خلق الانسان من عجل ).
للنساء من سروات الطريق شئ يعني وسط الطريق ـ ولكن يمشين في جنبيه (١).
١٣٦٥ / ٩ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله سمعوا صوتا من جانب البيت ، ولم يروا شخصا ، يقول : ( كل نقس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) (٢) ثم قال : في الله خلف من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودرك لما فات. قال : فبالله فتقووا وإياه فارجوا ، فإن المحروم من يحرم الثواب ، واستروا عورة نبيكم ، فلما وضعه علي عليهالسلام على سريره نودي. يا علي لا تخلع القميص. قال : فغسله في قميصه.
ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، إذا أنا مت فغسلني ، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه. قال : فقال له علي عليهالسلام : يا رسول الله ، إنك رجل ثقيل ، ولابد لي ممن يعينني؟ قال : فقال له : إن جبرئيل معك يعينك وليناولك الفضل بن عباس الماء ، ومره فليعصب عينيه ، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.
١٣٦٦ / ١٠ ـ قال : ولهذا الاسناد ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) (٣) قال : التوحيد.
١٣٦٧ / ١١ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله ( عزوجل ) : ( وهديناه النجدين ) (٤) قال : نجد الخير والشر.
١٣٦٨ / ١٢ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أما أنا فلو كنت ما شهدت أول الشهود ، يعني في الرياء.
١٣٦٩ / ١٣ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال :
__________________
(١) في الحجرية والمطبوع : في وسط الطريق ، ولا يصح. انظر الكافي ٥ : ٥١٨ / ١ و ٥١٩ / ٤.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٨٥.
(٣) سورة الروم ٣٠ : ٣٠.
(٤) سورة البلد ٩٠ : ١٠.