أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
والجهير الحسنين ، فختم الله بهما أسباط النبوة ، وجعل ذريتي منهما ، والذي يفتح مدينة ـ أو قال : مدائن ـ الكفر ، فمن ذرية هذا ـ وأشار إلى الحسين عليهالسلام ـ رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فهما طاهران مطهران ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، طوبى لمن أحبهما وأباهما وأمهما ، وويل لمن حاربهم وأبغضهم.
١٠٩٦ / ٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو بشر حيان بن بشر الأسدي القاضي بالمصيصة ، قال : حدثني خالي أبو عكرمة عامر بن عمران الضبي الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن المفضل الضبي ، عن أبيه المفضل بن محمد ، عن مالك بن أعين الجهني ، قال : أوصى علي بن الحسين عليهماالسلام بعض ولده فقال : يا بني اشكر الله فيما أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنه لا زوال للنعمة إذا شكرت عليها ، ولا بقاء لها إذا كفرتها ، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها ، وتلا ـ يعني علي بن الحسين عليهماالسلام ـ قول الله ( تعالي ) : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) (١) إلى آخر الآية.
١٠٩٧ / ٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني أبو شبة سنة ست عشرة وثلاث مائة ، وفيها مات رحمهالله ، قال : حدثنا إبراهيم بن سليمان النهمي ، قال : حدثنا أبو حفص الأعشى ، عن زياد بن المنذر ، عن محمد بن علي عليهماالسلام ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال علي عليهالسلام : حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم ، فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء ، فإن كل عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة النعمة ومحبة المنعم بها ، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل.
١٠٩٨ / ٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار أبو العباس الثقفي ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : حدثنا جعفر بن أبي سليمان ـ يعني الضبعي ـ قال : حدثنا أبو هارون العبدي ، عن أبي سعيد
__________________
(١) سورة إبراهيم ١٤ : ٧.
الخدري ، قال : أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا بما يلقى بعده ، فبكى عليهالسلام ، وقال : يا رسول الله ، أسألك بحقي عليك وقرابتي منك ، وحق صحبتي إياك ، لما دعوت الله ( عزوجل ) أن يقبضني إليه. فقال صلىاللهعليهوآله : أتسألني أن أدعو ربي لأجل مؤجل؟ قال : فعلى ما أقاتلهم؟ قال : على الاحداث في الدين.
١٥٩٩ / ٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قراءة ، قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، وحدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري ، قال : حدثني أبو زرعة عبد الله بن عبد الكريم ، قالا : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد ، قال : حدثنا أسباط بن نصر ، عن سماك ـ يعني ابن حرب ـ عن عكرمة ، عن ابن عناس : أن عليا عليهالسلام كان يقول في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله ( عزوجل ) يقول : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) (١) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله إني لأخوه وابن عمه ، ووارثه ، فمن أحق به مني؟
١١٠٥ / ٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، قال : حدثنا حسين ابن الحسن الفزاري ، قال : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) (٢) قال النبي صلىاللهعليهوآله : لأجاهدن العمالقة ـ يعني الكفار والمنافقين ـ فأتاه جبرئيل عليهالسلام وقال : أنت أو علي.
١١٠١ / ٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم بن
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٧٣.
زكريا المحاربي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني ، قال : أخبرنا نوح بن دراج القاضي ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ـ يعني الحنفي ـ ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضياللهعنه ، قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الفتح خطيبا ، فقال : أيها الناس ، إني لأعرف أنكم ترجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم ذلك لتعرفني في كتيبة أضربكم بالسيف ، ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس : لقنه جبرئيل عليهالسلام شيئا. فقال النبي صلىاللهعليهوآله : هذا جبرئيل يقول : أو علي.
١١٠٢ / ٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قراءة ، وعلي بن محمد بن الحسن بن كأس النخعي ، واللفظ له ، قالا : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي الصوفي ، قال : حدثنا حسن بن حسين ـ يعني العرني ـ ، قال : حدثني يحيى بن يعلى ، عن عبد الله بن موسى التيمي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع ، وركبتي تمس ركبته ، يقول : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، أما إن فعلتم لتعرفني في ناحية الصف. قال : وأشار إليه جبرئيل عليهالسلام ، فالتفت إليه ، وقال : قل إن شاء الله ، أو علي. قال : إن شاء الله ، أو علي.
١١٥٣ / ١٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت محمد بن عون بن عبد الله بن الحارث يحدث عن أبيه ، عن عبد الله بن العباس في هذه الآية ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) (١) قال : أسلمت الملائكة في السماء ، والمؤمنون في الأرض طوعا ، أولهم وسابقهم من هذه الأمة علق بن أبي طالب عليهالسلام ، ولكل أمة سابق ، وأسلم المنافقون كرها ، وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام أول الأمة إسلاما ، وأولهم من
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٨٣.
رسول الله صلىاللهعليهوآله للمشركين قتالا ، وقاتل من بعده المنافقين ومن أسلم كرها.
١١٠٤ / ١١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ابن خلف الراسبي الفقيه برأس العين ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، قال : أخبرنا طلحة بن جبر المكي ، عن المطلب بن عبد الله ـ يعني بن حنطب ـ ، عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال : لما افتتح النبي صلىاللهعليهوآله مكة انصرف إلى الطائف ـ يعني من حنين ـ فحاصرهم ثماني عشرة أو تسع عشرة ، فلم يفتتحها ، ثم أوغل روحة أو غدوة ، ثم نزل ثم هجر فقال : أيها الناس ، إني لكم فرط وإن موعدكم الحوض ، فأوصيكم بعترتي خيرا. ثم قال : والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني ـ أو كنفسي ـ فليضربن أعناق مقاتليكم ، وليسبين ذراريكم ، فرأى أناس أنه ـ يعني أبا بكر أو عمر ـ وأخذ بيد علي عليهالسلام فقال : هو هذا.
قال المطلب بن عبد الله : فقلت لمصعب بن عبد الرحمن : فما حمل أباك على ما صنع؟ قال : أنا والله أعجب من ذلك.
١١٠٥ / ١٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ابن فروخ المزني المقرئ الفقيه بربض الرافقة ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة في مسجد عبد الله بن موسى ، قال : وحدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة الضرير بالمصيصة ، وكتبته من أصل كتابه ، قال : حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا علي بن حسين ، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب ، عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، وذكر نحوه.
١١٠٦ / ١٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا إبراهيم بن حفص ابن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه ، قال : حدثنا عبيد الله بن الهيثم بن عبيد الله أبو محمد الأنماطي بحلب ، قال : حدثنا عباد بن صهيب أبو محمد الكليبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهمالسلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : لما أوقع ـ وربما قال : فرغ ـ رسول الله صلىاللهعليهوآله من هوازن سار حتى نزل بالطائف ، فحصر
أهل وج أياما ، فسأله القوم أن ينتزح عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم ، فسار عليهالسلام حتى نزل مكة ، فقدم عليه نفر منهم باسلام قومهم ، ولم يبخع (١) القوم له بالصلاة ولا الزكاة ، فقال صلىاللهعليهوآله : إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود ، أما والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا هو مني كنفسي ، فليضربن أعناق مقاتليهم ، وليسبين ذراريهم ، هو هذا ، وأخذ بيد علي عليهالسلام فأشالها.
فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله صلىاللهعليهوآله فأقروا له بالصلاة ، وأقروا له بما شرط عليهم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما استعصى علي أهل مملكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله ( عزوجل ) قالوا : يا رسول الله ، وما سهم الله؟ قال : علي بن أبي طالب ، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وملكا أمامه ، وسحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر والظفر.
١١٠٧ / ١٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي شبح أبو الحسن الرافقي الصوفي بحران ، قال : حدثني أبو المعتمر عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن معاذ العامري بالرقة ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني جدي عبد الله بن معاذ ، عن أبيه وعمه معاذ وعبيد الله ابني عبد الله ، عن عمهما يزيد بن الأصم ، قال : قدم شقير بن شجرة العامري المدينة ، فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلىاللهعليهوآله وكنت عندها ، فقالت : ائذن للرجل ، فدخل فقالت : من أين أقبل الرجل؟ قال : من الكوفة. قالت : فمن أي القبائل أنت؟ قال : من بني عامر قالت. حييت ازدد قربا ، فما أقدمك؟ قال : يا أم المؤمنين ، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت.
قالت : فهل كنت بايعت عليا عليهالسلام؟ قال : نعم. قالت : فارجع فلا تزولن عن
__________________
(١) بخع بالحق : أقر به وخضع له.
صفه ، فوالله ما ضل ولا ضل به.
قال : يا أماه فهل أنت محدثتي في علي بحديث سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قالت : اللهم نعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : علي آية الحق ، وراية الهدى ، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين ، فمن أحبه فبحبي أحبه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ، ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله ( عزوجل ) ولا حجة له.
١١٠٨ / ١٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا محمد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءة ، قال : حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد ، قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو سعيد التيمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : شهدت مع علي عليهالسلام يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس حتى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عني فقاتلت قتالا شديدا.
قال : ثم بعد ذلك أتيت المدينة ، فأتيت أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله فسلمت واستأذنت ، فقيل : من ذا؟ فقلت : سائل. فقالت : أطعموا السائل. فقلت. إني والله لا أسأل طعاما ولا شرابا ، ولكني أبو ثابت مولى أبي ذر. فقالت : مرحبا ، فقصصت عليها قصتي ، قالت : فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قال : فقلت إلى أحسن ذلك ، كشف الله ذلك عني حين زوال الشمس فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين عليهالسلام حتى فرغ ، قالت : أحسنت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن عليا مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض (١).
١١٠٩ / ١٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : أخبرنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مخارق ، عن هاشم بن
__________________
(١) تقدم في الحديث : ٢٨ : ١٠.
مساحق ، عن أبيه : أنه شهد يوم الجمل ، وأن الناس لما انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان ، فقال بعضهم لبعض : والله لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه ، ثم لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا كان أكرم سيرة ولا أحسن عفوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله منه ، فتعالوا فندخل عليه ولنعتذرن مما صنعنا. قال : فدخلنا عليه ، فلما ذهب متكلمنا يتكلم قال. انصتوا أكفكم ، إنما أنا رجل منكم ، فإن قلت حقا فصدقوني ، وان قلت غير ذلك فردوه علي ، أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قبض وأنا أولى الناس به وبالناس؟ قالوا : اللهم نعم. قال : فبايعتم أبا بكر وعدلتم عني ، فبايعت أبا بكر كما بايعتموه ، وكرهت أن أشق عصا المسلمين ، وأن أفرق بين جماعتهم ، ثم أن أبا بكر جعلها لعمر من بعده ، وأنتم تعلمون أني أولى الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله وبالناس من بعده ، فبايعت عمر كما بايعتموه ، فوفيت له ببيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة ، فدخلت حيث أدخلني ، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم ، فبايعتم عثمان فبايعته ، ثم طعنتم على عثمان فقتلتموه ، وأنا جالس في بيتي ، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لاحد منكم ، فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان ، فما جعلكم أحق أن تفوا لأبي بكر وعمر وعثمان ببيعتهم منكم ببيعتي؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، كن كما قال العبد الصالح : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) (١) فقال : كذلك أقول : « يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين » مع أن فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث باسته ، يعني مروان.
١١١٠ / ١٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة ، قال : حدثني جدي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل الصيرفي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٩٢.
ابن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رجل للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ، علمني عملا لا يحال بينه وبين الجنة. قال : لا تغضب ، ولا تسأل الناس شيئا ، وارض للناس ما ترضى لنفسك.
فقال : يا رسول الله ، زدني. قال : إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعا وسبعين مرة يحط عنك عمل سبع وسبعين سنة. قال : مالي سبع وسبعون سنة. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : فاجعلها لك ولأبيك وأمك ولقرابتك.
١١١١ / ١٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني أبو محمد الحسن ابن علي بن سهل العاقولي ، قال : حدثنا موسى بن عمر بن يزيد الكوفي الصيقل ، قال : حدثنا معمر بن خلاد ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، قال : جاء أبو أيوب الأنصاري ـ واسمه خالد بن زيد ـ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله أوصني واقلل لعلي أن أحفظ. قال : أوصيك بخمس. باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى ، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر ، وصل صلاة مودع ، وإياك وما تعتذر منه ، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك.
١١٩٢ / ١٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان أبو محمد القرشي الشعراني إملاء من أصل كتابه بالموصل ، قال : حدثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور القرشي ، قال : حدثنا عثمان بن أبي العاتكة الهلالي ، عن علي بن يزيد : أنه أخبره ان أبا عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن أخبره عن صدي أبي أمامة الباهلي : أنه سمع علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) يقول : ما أرى رجلا أدرك عقله الاسلام وولد في الاسلام يبيت ليلة سوادها ـ قلت : وما سوادها ، يا أبا أمامة؟ قال : جميعها ـ حتى يقرأ
هذه الآية ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) فقرأ الآية إلى قوله : ( العلي العظيم ) (١) ، ثم قال : فلو تعلمون ما هي ـ أو قال : ما فيها ـ لما تركتموها على حال ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني قال : أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ولم يؤتها نبي كان قبلي. قال علي عليهالسلام : فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى أقرأها.
ثم قال. يا أبا أمامة ، إني أقرأها ثلاث مرات في ثلاثة أحايين من كل ليلة. فقلت : وكيف تصنع في قرائتك لها يا بن عم محمد صلىاللهعليهوآله؟ قال : أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة عشاء الآخرة ، فوالله ما تركتها مذ سمعت هذا الخبر عن نبيكم عليهالسلام حتى أخبرتك به.
قال أبو أمامة : ووالله ما تركت قراءتها مذ سمعت هذا الخبر من علي بن أبي طالب عليهالسلام حتى حدثتك ـ أو قال : أخبرتك ـ به.
قال القاسم : وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الآن.
قال علي بن يزيد : وأخبرك أني ما تركت قراءتها كل ليلة مذ حدثني القاسم في فضلها.
قال ابن أبي العاتكة : فما تركت قراءتها في كل ليلة مذ بلغني في فضل قراءتها ما بلغني.
قال ابن شابور : وأنا ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ بلغني عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله في فضل قراءتها.
قال إبراهيم بن عمرو بن بكر : وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان : وأنا فما تركت قراءتها منذ كتبت هذا
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٥٥.
الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في فضل قراءتها.
قال أبو المفضل : وأنا بنعمة ربي ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا الحديث عن عبد الله بن أبي سفيان عن النبي صلىاللهعليهوآله حتى حدثتكم به.
١٩١٣ / ٢٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس ، قال. حدثنا عبد الله بن يوسف الخيبري ، قال : حدثنا عمر بن عبد العزيز ، قال : حدثنا خاقان بن عبد الله بن الاهتم ، عن حميد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من سيد العرب؟ قالوا : أنت يا رسول الله. قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب.
١١١٤ / ٢١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثني جعفر بن ميسرة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري ، عن أنس بن مالك ، قال. بينما أنا أوضئ رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ دخل علي عليهالسلام ، فجعل يأخذ من وضوئه فيغسل به وجهه ، ثم قال : أنت سيد العرب. فقال. يا رسول الله ، أنت رسول الله وسيد العرب. قال : يا علي ، أنا رسول الله وسيد ولد آدم ، وأنت أمير المؤمنين وسيد العرب.
١١١٥ / ٢٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال. حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر بن الحسن الحسيني ، قال : حدثني موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسن ، عن أبيه ، عن محمد بن زيد ، عن أخيه يحيى بن زيد ، قال : سألت أبي زيد بن علي عليهالسلام : من أحق الناس أن يحذر؟ قال : ثلاثة : العدو الفاجر ، والصديق الغادر ، والسلطان الجائر.
١١١٦ / ٢٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ابن محمد بن أعين البزاز سنة ست وثلاث مائة ، قال : أخبرنا زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي في كتابه إلينا ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن سعيد بن عبيد الطائي ، عن علي بن ربيعة الوالبي ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : إن الله ( تبارك وتعالى ) حد لكم حدودا فلا تتعدوها ، وفرض عليكم فرائض فلا تضيعوها ، وسن لكم سننا فاتبعوها ، وحزم عليكم حرمات فلا تنتهكوها ، وعفا لكم عن أشياء رحمة منه من غير نسيان فلا تكلفوها.
١١١٧ / ٢٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن سهل بن فيروزان أبو العباس الأشناني المقرئ سنة ست وثلاث مائة ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا إبراهيم بن المختار ، قال : حدثنا النضر بن حميد ، عن أبي إسحاق ، عن الأصبغ ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله ( عزوجل ) إليهم ملكا يقدسهم من صلاة الغداة إلى العشاء (١).
قال أبو إسحاق : وذكر مثل ذلك في ليلهم.
قال أبو إسحاق. قال الأصبغ ورفعه : وما من قوم ولد فيهم مولود ذكر إلا حدث فيهم عز لم يكن.
١١١٨ / ٢٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن إبراهيم ابن حبيب أبو محمد الحميري الكوفي ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد المزني الخزاز ، قال : حدثنا الحسن بن حسين العرني ، عن علي بن القاسم الكندي ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا نزل به كرب أو هم دعا يا حي يا قيوم ، يا حيا لا يموت ، يا حي لا إله إلا أنت ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام ، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين ).
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما دعا أحد من المسلمين بهذه ثلاث مرات إلا أعطي مسألته إلا أن يسأل مأثما أو قطيعة رحم.
__________________
(١) تقدم نحوه في الحديث : ١٠١٢.
١١١٩ / ٢٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال. حدثنا أبو الطيب النعمان ابن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن شعبة بن خوان ، قال : حدثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الابلي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال. أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله بقول : من كثر همه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لم يزل جبرئيل عليهالسلام ينهاني عن ملاحاة الرجال كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان.
١١٢٠ / ٢٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن محمد ابن شعبة الأنصاري ، قال : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا وكيع بن الجراح ، قال : حدثنا سفيان بن سعيد الثوري ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن عبد الله ابن يحيى الحضرمي ، قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوآله وهو نائم ورأسه في حجري ، فتذاكرنا الدجال فاستيقظ النبي صلىاللهعليهوآله محمرا وجهه فقال : لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون ، وسفك دماء عترتي من بعدي ، أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم.
١١٢١ / ٢٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن بشار بن أبي العجوز السمسار ، قال. حدثنا مجاهد بن موسى الختلي ، قال. حدثنا عباد ابن عباد ، عن مجالد بن سعيد ، عن جبر بن نوف أبي الوداك ، قال : قلت لأبي سعيد الخدري : والله ما يأتي علينا عام إلا وهو شر من الماضي ، ولا أمير إلا وهو شر ممن كان قبله.
فقال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ما تقول ، ولكن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا يزال بكم الامر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتى يملأ الأرض جورا ، فلا يقدر أحد يقول الله ، ثم يبعث
الله ( عزوجل ) رجلا مني ومن عترتي ، فيملأ الأرض عدلا كما ملاها من كان قبله جورا ، وتخرج له الأرض أفلاذ كبدها ، ويحثو المال حثوا ولا يعده عدا ، وذلك حين يضرب الاسلام بجرانه (١).
١١٢٢ / ٢٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني ، قال. حدثنا المفضل بن عبد الله ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن حنش بن المعتمر ، قال : سمعت أبا ذر الغفاري رضياللهعنه يقول : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي ، أنا أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها هلك.
١١٢٣ / ٣٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، قال. حدثني عمرو بن علي ، قال : حدثنا عمرو بن خليفة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال : اصطرع الحسن والحسين عليهماالسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إيه حسن ، فقالت فاطمة عليهاالسلام : يا رسول الله ، تقول : إيه حسن وهو أكبر الغلامين؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أقول إيه حسن ، وجبرئيل يقول : إيه حسين.
١١٢٤ / ٣١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ابن زكريا المحاربي ، قال : حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن منصور بن سابور البرجمي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة بن حصيب الأسلمي ، قال. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : عهد إلي ربي ( تعالى ) عهدا فقلت : يا رب بينه ، قال : يا محمد اسمع ، علي راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه فقد أحبني ،
__________________
(١) الجران : مقدم عنق البعير ، واستعاره هنا للتمكن والثبات.
ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك. قال : قلت : أجل! قلت : واجعل دينه الايمان في قلبه. قال : قد فعلت. ثم قال : إني مستخصه ببلاء لم يصب به أحد من خلقي. قال : قلت : أخي وصاحبي. قال : ذلك مما قد سبق مني إنه مبتلى ومبتلى به.
١١٢٥ / ٣٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى العراد ، قال : حدثنا محمد بن عبد الجبار السدوسي ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه أبي الأسود : أن رجلا سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام عن سؤال ، فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال : أين السائل؟ فقال الرجل : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين. قال : ما مسألتك؟ قال : كيت وكيت ، فأجابه عن سؤاله.
فقيل : يا أمير المؤمنين ، كنا عهدناك إذا سئلت عن المسألة ، كنت فيها كالسكة المحماة جوابا ، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته؟ فقال : كنت حاقنا ، ولا رأي لثلاثة : لحاقن ولا حازق (١) ثم أنشأ يقول :
إذا المشكلات تصدين لي |
|
كشفت حقائقها بالنظر |
وان برقت في مخيل الصواب |
|
عمياء لا يجتليها البصر |
مقنعة بغيوب الأمور |
|
وضعت عليها صحيح الفكر |
لسانا كشقشقة الأرحبي |
|
أو كالحسام البتار الذكر |
وقلبا إذا استنطقته الهموم |
|
أربى عليها بواه درر |
ولست بإمعة (٢) في الرجال |
|
أسائل هذا وذا ما الخبر |
ولكني مدرب الأصغرين (٣) |
|
أبين مع ما مضى ما غبر |
__________________
(١) الحاقن : المجتمع بوله كثيرا ، والحازق : من ضاق عليه خفه فحزق رجله ، أي ضغطها. وفي الحديث : لا رأي لثلاثة لحاقن ولا حازق ولا حاقب ، والحاقب من حبس غائطه.
(٢) الإمعة. الذي يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شئ.
(٣) الأصغران : القلب واللسان.
١١٢٦ / ٣٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو العباس محمد ابن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس النميري المعدل بدمشق ، قال : حدثني أبو عامر موسى بن عامر بن خزيم المزني ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : أخبرنا علي ابن سليمان أبو نوفل الكلبي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن علي بن ربيعة الأسدي ، قال : ركب علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فلما وضع رجله في الركاب قال : ( بسم الله ) ، فلما استوى على الدابة قال. « الحمد لله الذي أكرمنا ، وحملنا في البر والبحر ، ورزقنا من الطيبات ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) » (١) ثم سبح الله ثلاثا وحمد الله ثلاثا ، وكبر الله ثلاثا ثم قال : ( ورب اغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم قال : فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا ، وأنا رديفه.
١١٢٧ / ٣٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد ابن سعيد بن يزيد الثقفي الخطيب بحديثة الفرات ، قال : حدثنا محمد بن سلمة الأموي بهيت ، قال : حدثني أحمد بن القاسم الأموي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أوحى الله ( تبارك وتعالى ) إلى داود عليهالسلام. يا داود ، إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة. قال. داود : يا رب ، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاءها ، قضيت له أم لم تقض.
١١٢٨ / ٣٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى بن عبد الحميد الكريزي القاضي بنصيبين ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد القاضي السكري. قال : أبو المفضل : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حماد المدائني ، قال : حدثنا الربيع بن تغلب ، قال : حدثنا فرج بن فضالة ، قال : وحدثني محمد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي بدمشق ، قال : حدثني أبو خيثمة علي بن
__________________
(١) سورة الزخرف ٣ ، : ١٣.
عمرو بن خالد الحراني ، قال : حدثنا أبي ، قال. حدثنا أبو فضالة فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : إذا صنعت ـ وقال أحدهم : إذا فعلت ـ أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء : إذا صارت الدنيا دولا ـ وقال أحدهم : إذا كان المال فيهم دولا ـ والخيانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه ، وبر صديقه وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، ولبس الحرير ، وشربت الخمور ، واتخذت القيان ، وضرب بالمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فارتقبوا إذا عملوا ذلك ثلاثا : ربحا حمراء ، وخسفا ، ومسخا.
١١٢٩ / ٣٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال. حدثني أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي ، قال : حدثنا محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ابن أبي طالب عليهالسلام قال. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله ( عزوجل ) رحيم ، يحب كل رحيم.
١١٣٠ / ٣٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو نصر بشر بن محمد بن نصر بن الليث البلخي العنبري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستين ومائتين ، قال. حدثنا خالي عبد السلام بن صالح أبو الصلت ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله ( تعالى ) تكفل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك به شيئا.
١١٣١ / ٣٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري ، قال : حدثنا محمد بن صدقة العنبري ، قال : حدثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي عليهمالسلام ، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري ، قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما صلاة الفجر ، ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ، فقال : أيها الناس ، من فقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين.
قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك ، فقلنا : يا رسول الله ، من الشمس؟ قال : أنا ، فإذا هو صلىاللهعليهوآله ضرب لنا مثلا ، فقال : إن الله ( تعالى ) خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر. قلنا : فمن القمر؟ قال. أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب. قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين.
ثم مكث مليا وقال : فاطمة هي الزهرة ، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.
١١٣٢ / ٣٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد بن يزيد الثقفي بحديثة الفرات ، قال : حدثنا محمد بن سلمة الأموي بهيت ، قال. حدثني أحمد بن القاسم الأموي ، عن أبيه القاسم بن بهرام ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : إذا اشتكى العبد ثم عوفي فلم يحدث خيرا ولم يكف عن سوء ، لقيت الملائكة بعضها بعضا ـ يعني حفظته ـ فقالت : إن فلانا داويناه فلم ينفعه الدواء.
١١٣٣ / ٤٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن يونس القاضي الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن الخليل النوفلي بالدينور ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد المزني ، قال : حدثنا الحسن بن صالح بن حي ، قال. سمعت جعفر بن محمد يقول : لقد عظمت منزلة الصديق حتى إن أهل النار ليستغيثون به ويدعونه في النار قبل القريب والحميم. قال : الله ( عزوجل ) مخبرا عنهم : ( فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ) (١).
__________________
(١) سورة الشعراء ٢٦ : ١٠٠ ، ١٠١.
١١٣٤ / ٤١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو محمد الفضل ابن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان ، قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمد أبو موسى المجاشعي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه أبي عبد الله عليهالسلام. قال المجاشعي : وحدثناه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهمالسلام ، وقالا جميعا عن آبائهما ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : بني الاسلام على خمس خصال : على الشهادتين والقرينتين. قيل له : أما الشهادتان فقد عرفناهما ، فما القرينتان؟ قال : الصلاة والزكاة ، فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى ، والصيام ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فأنزل الله ( عزوجل) : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) (١).
١١٣٥ / ٤٢ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل.
١١٣٦ / ٤٣ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الا نك في النار ـ يعني الرصاص ـ وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم لا يستطيع له غيرا.
١١٣٧ / ٤٤ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. من تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقي.
١١٣٨ / ٤٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد ابن المسيب البيهقي ، قال : حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني عيسى بن زيد بن دأب الليثي ، عن صيفي بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن هبار ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده علي بن هبار ، قال : اجتاز النبي صلىاللهعليهوآله بدار علي بن هبار فسمع صوت دف ، فقال : ما
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٣.
هذا؟ قالوا : علي بن هبار أعرس بأهله. فقال صلىاللهعليهوآله : حسن هذا للنكاح لا السفاح. ثم قال صلىاللهعليهوآله : أشيدوا بالنكاح وأعلنوه بينكم ، واضربوا عليه بالدف ، فجرت السنة في النكاح بذلك.
١١٣٩ / ٤٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد البيهقي ، قال. حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أبي أبو عبد الله. قال المجاشعي : وحدثناه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إنما النكاح رق ، فإذا أنكح أحدكم وليدة فقد أرقها ، فلينظر أحدكم لمن يرق كريمته.
١١٤٥ / ٤٧ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
١١٤١ / ٤٨ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا : ما فينا أحد يحب ذلك يا نبي الله. قال : بحسبكم ، بل كلكم يحب ذلك. ثم قال : يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ، وما عدا ذلك فهو مال الوارث.
١١٤٢ / ٤٩ ـ وباسناده ، قال : لما نزلت هذه الآية ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) (١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مال تؤدى زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين ، وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض.
١١٤٣ / ٥٠ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مانع الزكاة يجر قصبة في النار ـ يعني أمعاءه في النار ـ ويمثل له ماله في صورة شجاع أقرع له زنمتان ـ أو
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٣٤.
زبيبتان ـ يفر الانسان منه وهو يتبعه حتى يقضمه كما يقضم الفجل ، ويقول : أنا مالك الذي بخلت به.
١٩٤٤ / ٥١ ـ وباسناده عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، أبي جعفر عليهماالسلام : أنه سئل عن الدنانير والدراهم ، وما على الناس فيها. فقال أبو جعفر : هي خواتيم الله في أرضه ، جعلها الله مصلحة لخلقه ، وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم ، فمن أكثر له منها فقام بحق الله ( تعالى ) فيها وأدى زكاتها ، فذاك الذي طابت وخلصت له ، ومن أكثر له منها فبخل بها ، ولم يؤد حق الله فيها واتخذ منها الآنية فذلك الذي حق عليه وعيد الله ( عزوجل ) في كتابه ، قال الله : ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) (٢).
١١٤٥ / ٢٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد ابن المسيب البيهقي ، قال : حدثنا هارون بن عمرو (٣) المجاشعي ، قال : حدثنا محمد ابن جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي أبو عبد الله عليهالسلام! قال المجاشعي : وحدثناه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال. قيل : يا نبي الله ، أفي المال حق سوى الزكاة؟ قال : نعم ، بر الرحم إذا أدبرت ، وصلة الجار المسلم ، فما أقر بي من بات شبعان وجاره المسلم جائع. ثم قال : ما زال جبرئيل عليهالسلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
١١٤٦ / ٥٣ ـ وباسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لي الواجد بالدين يحل عرضه وعقوبته ، ما لم يكن دينه فيما يكره الله ( عزوجل ).
١١٤٧ / ٥٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد
__________________
(١) الشجاع : الحية ، وزنمتا الاذن : هنتان تليان الشحمة وتقابلان الوترة ، والزبيبتان : نقطتان سوداوان فوق عيني الحية ، وقيل : هما زبدتان في شدقيها.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٣٥.
(٣) كذا في النسخ ، وفي رجال النجاشي : هارون بن عمر.