أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
رآى من رآني.
وقد أخرج علي بن إبراهيم هذا الحديث وحديث الطير بهذا الاسناد في كتاب ( قرب الإسناد ).
٩٨٩ / ٤٦ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن [ محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل ، عن ) محمد بن علي الباقر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهلأميرالمؤمنين عليهالسلام : اكتب ما أملي عليك. قال : يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ قال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك.
قلت : ومن شركائي يا نبي الله؟ قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف عنهم البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وأومأ إلى الحسن عليهالسلام وقال : هذا أولهم ، وأومأ إلى الحسين عليهالسلام وقال : الأئمة من ولده.
٩٩٠ / ٤٧ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن جده ، عن أبي عبد اللهعليهالسلام : أن الله ( جل اسمه ) أنزل على نبيه صلىاللهعليهوآله كتابا قبل أن يأتيه الموت ، فقال : يا محمد ، هذا كتاب وصيتك إلى النجيب من أهلك. قال : وما النجيب من أهلي ، يا جبرئيل؟ فقال : علي بن أبي طالب.
وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ، ففك علي عليهالسلام خاتما منها وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليهالسلام ففك خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى أخيه الحسين عليهالسلام ففك خاتما فوجد فيه : أن اخرج بقوم إلى الشهادة ولا شهادة لهم إلا معك ، واشر نفسك لله ( عزوجل ) ، ففعل ، ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليهالسلام ففك خاتما فوجد فيه : اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين! ففعل ، ثم دفعه إلى محمد بن علي الباقر عليهالسلام ففك خاتما فوجد
فيه : حدث الناس وأفتهم ، ولا تخافن إلا الله ، فإنه لا سبيل لأحد عليك ، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه : حدث الناس وأفتهم ، وانشر علوم أهل بيتك ، وصدق آباءك الصالحين ، ولا تخافن أحدا إلا الله ، فأنت في حرز وأمان ، ففعلت ، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر ، وكذلك يدفعه إلى من بعده ، ثم كذلك إلى القائم (١) المهدي عليهالسلام.
٩٩١ / ٤٨ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا سيد النبيين ، ووصيي سيد الوصيين ، وأوصياؤه سادة الأوصياء ، إن آدم عليهالسلام سأل الله ( عزوجل ) أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله إليه : أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.
ثم أوحى الله ( عزوجل ) إليه : يا آدم ، أوص إلى شيث النبي ، فأوصى آدم عليهالسلام إلى شيث ، وهو هبة بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة ، فزوجها ابنه شيث ، وأوص شبان إلى مجلث وأوصى مجلث إلى محوت ، وأوصى محوت إلى علميشا ، وأوصى علميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي صلىاللهعليهوآله إدريس إلى ناحور ، ودفعها ناحور إلى نوح النبي عليهالسلام ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثامر ، وأوصى عثامر إلى برغيشاشا ، وأوصى برغيشاشا إلى يافث ، وأوصى يافث إلى بره ، وأوصى بره إلى جفيسة ، وأوصى جفيسة إلى عمران ، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليهالسلام وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى بثريا ، وأوصى بثريا إلى شعيب ، وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران ، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع إلى داود عليهالسلام ، وأوصى داود إلى سليمان ، وأوصى سليمان
__________________
(١) في نسخة : إلى قيام.
إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف إلى زكريا ، ودفعها زكريا إلى عيسى عليهالسلام وأوصى عيسى إلى شمعون بن خمون الصفا ، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ، وأوصى يحيى إلى منذر ، وأوصى منذر إلى سليمة ، وأوصى سليمة إلى بردة.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ودفعها إلي بردة ، وأنا أدفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ، ولتكفرن بك الأمة ، ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي ، والشاذ عنك في النار ، والنار مثوى الكافرين.
٩٩٢ / ٤٩ ـ الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبو العباس بن عقدة ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثنا الحسين بن علي الخزاز ، وهو ابن بنت إلياس ، قال : حدثنا ثعلبة بن ميمون ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : إنما الدنيا فناء وعناء ، وغير وعبر ، فمن فنائها أن الدهر موتر قوسه مفوق نبله ، يرمي الصحيح بالسقم ، والحي بالموت ، ومن عنائها أن المرء يجمع ما لا يأكل ، ويبني ما لا يسكن ، ومن غيرها أنك ترى المغبوط مرحوما والمرحوم مغبوطا ، ليس منها إلا نعيم زائل ، أو بؤس نازل ، ومن عبرها أن المرء يشرف على أمله فيختطفه من دونه أجله (١).
قال أبو عبد الله عليهالسلام : وقال أمير المؤمنين : كم من مستدرج بالاحسان إليه مغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله عبدا بمثل الإملاء له.
٩٩٣ / ٥٠ ـ ابن عقدة؟ قال : حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا زكريا المؤمن ، وهو ابن آدم القمي الأشعري ، عن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لا تستعن بالمجوس ، ولو على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد ذبحها.
٩٩٤ / ٥١ ـ ابن عقدة ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، قال : حدثنا علي
__________________
(١) يأتي في الحديث : ١٠٨١.
ابن الحكم ، قال : حدثنا سليمان بن جعفر ، عن خالد الكيال ، عن عبد العزيز الصائغ ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام أترى أن الله استرعى راعيا واستخلف خليفة ثم يحجب عنهم شيئا من أمورهم!
تم المجلس الخامس عشر ، ويتلوه المجلس السادس عشر إن شاء الله
[١٦]
المجلس السادس عشر
فيه روايات أبي المفضل الشيباني ، رواها محمد
بن الحسن الطوسي عن الجماعة المسمين ، عن أبي المفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم
٩٩٥ / ١ ـ أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، وأبو طالب بن غرور ، وأبو الحسن الصقال ، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس ، قالوا : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا أحمد ابن سفيان بن العباس النحوي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة ، يعني الأشهلي ، عن داود بن الحصين ، عن أبي غطفان ، عن ابن عباس ، قال : اجتمع المشركون في دار الندرة ليتشاوروا في أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأتى جبرئيل عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبره الخبر ، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة ، فلما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله المبيت أمر عليا عليهالسلام أن يبيت في مضجعه تلك الليلة ، فبات علي عليهالسلام وتغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ينام فيه ، وجعل السيف إلى جنبه ، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم جلوس على
الباب ، عددهم خمسة وعشرون رجلا ، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رؤوسهم هو يقرأ ( يس * والقرآن الحكيم ) حتى بلغ ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) (١) فقال لهم قائل : ما تنظرون قد والله خبتم وخسرتم ، والله لقد مر بكم وما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا. فقالوا : والله ما أبصرناه. قال : فأنزل الله ( عزوجل ) ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) (٢).
٩٩٦ / ٢ ـ حدثنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الامام بأنطاكية ، قال : حدثنا محفوظ بن بحر ، قال : حدثنا الهيثم بن جميل ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليه) في قول الله ( عزوجل ) : ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ) (٣).
قال : نزلت في علي عليهالسلام حين بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٩٩٧ / ٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي النحوي ، قال : حدثنا الخليل بن أسد ، أبو الأسود النوشجاني ، قال : حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس ، يعني الأنصاري النحوي ، قال : كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ ( ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله ) قال : كرم الله عليا ، فيه نزلت هذه الآية.
٩٩٨ / ٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي ، قال : حدثنا محمد بن كثير الملائي ، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن
__________________
(١) سورة يس ٣٦ : ١ و ٢ ـ ٩.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٣٠.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.
أنس بن مالك ، قال : لما توجه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الغار ومعه أبو بكر ، أمر النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أن ينام على فراشه ويتوشح ببردته ، فبات علي عليهالسلام موطنا نفسه على القتل ، وجاءت في رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد صلىاللهعليهوآله فقالوا : أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه ، فلما أيقظوه ورأوه عليا عليهالسلام تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأنزل الله ( عزوجل ) : ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ).
٩٩٩ / ٥ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد المحاربي ، قال : حدثنا أبو يحيى التيمي ، عن عبد الله بن جندب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن مجاهد ، قال : فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في الغار ، فقال عبد الله بن شداد بن الهاد : وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه يقتل؟ فسكتت ولم تحر جوابا.
١٠٠٠ / ٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد ، قال : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الحسين بن زيد ، عن عبد الله بن محمد بن عمر ابن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعده بن هبيرة ، عن أبيه ، عن أم هانئ بنت أبي طالب ، قالت : لما أمر الله ( تعالى ) نبيه صلىاللهعليهوآله بالهجرة وأنام عليا عليهالسلام في فراشه ووشحه ببرد له حضرمي ، ثم خرج ، فإذا وجوه قريش على بابه ، فأخذ حفنة من تراب فذرها على رؤوسهم ، فلم يشعر به أحد منهم ، ودخل علي بيتي ، فلما أصبح أقبل علي وقال : أبشري يا أم هانئ ، فهذا جبرئيل عليهالسلام يخبرني أن الله ( عزوجل ) قد أنجى عليا من عدوه.
قالت : وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله مع جناح الصبح إلى غار ثور ، وكان فيه ثلاثا ، حتى سكن عنه الطلب ، ثم أرسل إلى علي عليهالسلام وأمره بأمره وأداء أمانته.
١٠٠١ / ٧ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه الصامغاني بقزوين ، وجعفر بن إدريس القزويني المجاور بمكة ، قالا : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثني أبي ، وحدثني أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب الرقي بحلب ، قال : حدثنا أبي ، قالوا : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر عليهالسلام قال : حدثني أبي جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال : حدثني أبي محمد بن علي عليهالسلام ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين عليهالسلام ، قال : حدثني أبي الحسين عليهالسلام ، قال : حدثني علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : الإيمان إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان ولفظ الحديث لداود بن سليمان عن الرضا عليهالسلام.
١٠٠٢ / ٨ ـ قال أبو المفضل : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الحريري الطبري بآمل طبرستان ، قال : حدثنا أبو ياسر عمار بن رجاء الاستراباذي ، وأبو بكر محمد بن عطية الرازي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي وغيرهم ، قالوا : حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهالسلام عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الايمان قول باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالأركان.
قال أبو حاتم : قال أبو الصلت : لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ بإذن الله.
١٠٠٣ / ٩ ـ قال أبو المفضل : وهذا حديث لم يحدث به عن النبي صلىاللهعليهوآله إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام من رواية الرضا عن آبائه عليهمالسلام وأجمع على هذا القول أئمة أصحاب الحديث فيما أعلم ، واحتجوا بهذا الحديث على المرجئة ، ولم يحدث به فيما أعلم إلا موسى بن جعفر عن أبيه ( صلوات الله عليهما ) ، وكنت لا أعلم أن أحدا رواه عن موسى بن جعفر عليهالسلام إلا ابنه الرضا عليهالسلام حتى حدثناه محمد بن علي بن معمر الكوفي ، وما كتبته إلا عنه ، قال : حدثنا عبد الله
ابن سعيد البصري العابد بسورا ، قال : حدثنا محمد بن صدقة ومحمد بن تميم ، قالا : حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه بأسناده مثله سواء.
١٠٠٤ / ١٠ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أبو أحمد المصعبي ، قال : كنت في مجلس أخي طاهر بن عبد الله بن طاهر بخراسان ، وفي مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظلي وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وجماعة من الفقهاء وأصحاب الحديث ، فتذاكروا الإيمان ، فابتدأ إسحاق بن راهويه فتحدث فيه بعدة أحاديث ، وخاض الفقهاء وأصحاب الحديث في ذلك ، وأبو الصلت ساكت ، فقيل له : يا أبا الصلت ألا تحدثنا ، فقال : حدثني الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام وكان والله رضاكما وسم بالرضا ، قال : حدثنا الكاظم موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي الصادق ، قال : حدثني أبي الباقر ، قال : حدثني أبي السجاد ، قال : حدثني أبي الحسين سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله وسيد الشهداء ، قال : حدثني أبي الوصي علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الإيمان عقد بالقلب ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان.
قال : فخرس أهل المجلس كلهم ، ونهض أبو الصلت ، فنهض معه إسحاق بن راهويه والفقهاء ، فاقبل إسحاق بن راهويه على أبي الصلت وقال له ونحن نسمع : يا أبا الصلت ، أي إسناد هذا؟ فقال : يا بن راهويه هذا سعوط المجانين ، هذا عطر الرجال ذوي الألباب.
١٠٠٥ / ١١ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن راشد الطاهري الكاتب ، في دار عبد الرحمن بن عيسى بن داود ابن الجراح وبحضرته إملاء يوم الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ، قال : حملني علي بن محمد بن الفرات في وقت من الأوقات برا واسعا إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، فأوصلته إليه ، ووجدته على
إضاقة شديدة ، فقبله وكتب في الوقت بديهة :
أياديك عندي معظمات جلائل |
|
طوال المدى شكري لهن قصير |
فان كنت عن شكري غنيا فإنني |
|
إلى شكر ما أوليتني لفقير |
قال : فقلت : هذا ـ أعز الله الأمير ـ حسن. قال : أحسن منه ما سرقته منه. فقلت : وما هو؟
قال : حديثان حدثني بهما أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حدثني أبي ، عن جدي جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أمير المؤمنين( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.
وحدثني أبو الصلت بهذا الإسناد ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله ( عزوجل ) فيأمر به إلى النار ، فيقول : أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن! فيقول الله : أي عبدي إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي فيقول : أي رب أنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا ، وأنعمت علن بكذا وشكرتك بكذا؟ فلا يزال يحصي النعمة ويعدد الشكر ، فيقول الله ( تعالى ) : صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه ، وإني قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يكشر من ساقها من خلقي إليه.
قال : فانصرفت بالخبر إلى علي بن الفرات ، وهو في مجلس أبي العباس أحمد ابن محمد بن الفرات ، وذكرت ما جرى ، فاستحسن الخبر وانتسخه ، وردني في الوقت إلى أحمد أبي عبيد الله بن عبد الله ببر واسع من بر أخيه ، فأوصلته إليه ، فقبله وسر به ، وكتب إليه :
شكريك معقود بايماني |
|
حكم في سري وإعلاني |
عقد ضمير وفم ناطق |
|
وفعل أعضاء وأركان |
فقلت : هذا ـ أعز الله الأمير ـ أحسن من الأول. فقال : أحسن منه ما سرقته منه.
قلت : وما هو؟
قال : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بنيشابور ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حدثني أبي موسى الكاظم ، قال : حدثني أبي جعفر الصادق ، قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين السبط ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : الايمان عقد بالقلب ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان.
قال : فعدت إلى أبي العباس بن الفرات فحدثته بالحديث فانتسخه.
قال أبو أحمد : وكان أبو الصلت في مجلس أخي بنيشابور وحضر مجلسه متفقهة نيشابور وأصحاب الحديث منهم ، وفيهم إسحاق بن راهويه ، فأقبل إسحاق على أبي الصلت ، فقال : يا أبا الصلت ، أي إسناد هذا ما أغربه وأعجبه! قال : هذا سعوط المجانين الذي إذا سعط به المجنون برئ بإذن الله ( تعالى ).
قال أبو المفضل. حدثت عن أبي علي بن همام عما تقدم من حديثه عن أبي أحمد ، وسألني في الحديث الثاني أن أمليه عليه من أجل الزيادة فيه والشعر فأمليته عليه.
١٠٠٦ / ١٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : حدثنا أرطاة بن حبيب الأسدي ، قال : حدثنا عبيد بن ذكوان ، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي قال : حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : سمعت أبي الحسين بن علي وهو آخذ بشعره ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو آخذ بشعره ، قال : من آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ( عزوجل ) ، ومن آذى الله ( عزوجل ) لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض ، وتلا ( إن الذين يؤذون الله
ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) (١).
١٠٠٧ / ١٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ابن زكريا المحاربي ، قال : حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثني أبي ، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( صلوات الله عليهم ) ، قال : أتى رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، أي الخلق أحب إليك؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا إلى جنبه هذا وابناه وأمهما ، هم مني وأنا منهم ، وهم معي في الجنة هكذا ، وجمع بين إصبعيه.
١٠٠٨ / ١٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن همام بن ملاس النميري المعدل بدمشق ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن عليه ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( صلوات الله عليهم ) ، قال : من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ، ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة؟ وتلا أبو جعفر عليهالسلام ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) (٢).
١٠٠٩ / ١٥ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن راشد الطاهري الكاتب ، قال : سمعت الأمير أبا أحمد عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر المصعبي ، يقول : سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول : سمعت الرضا علي بن موسى عليهالسلام يقول : إذا ولي الظالم الظالم فقد انتصف الحق ، وإذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق ، وإذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق ، وإذا ولي العبد الحر فقد استرق الحق.
١٠١٠ / ١٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد ابن محمود ابن بنت الأشج الكندي الكوفي نزيل أسوان بها سنة ثماني عشرة وثلاث مائة ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن أبو جعفر الذهلي الكوفي بمصر ، قال : حدثنا
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٧.
(٢) سورة إبراهيم ١٤ : ٧.
عبد الرحمن بن أبي حفاد المقرئ ، قال : حدثنا أبو العلاء الخفاف ، يعني خالد بن طهمان ، عن شجرة ، قال : قال أبو جعفر محمد بن علي عليهالسلام : يا شجرة ، بحبنا تغفر لكم الذنوب.
١٠١١ / ١٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني أحمد بن عبيد الله ابن عمار الثقفي الكاتب ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : حدثنا محمد بن الحارث بن بشير الزينبي ، قال : حدثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي ، عن عباد المنقري ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، مال : مر رسول الله صلىاللهعليهوآله بظبية مربوطة بطنب فسطاط ، فلما رأته أطلق الله ( عزوجل ) لسانها فكلمته فقالت : يا رسول الله ، إني أم خشفين عطشانين ، وهذا ضرعي قد امتلأ لبنا ، فخلني لأنطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت. فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : وكيف وأنت ربيطة قوم وصيدهم. قالت : بلى يا رسول الله ، أنا أجئ فتربطني أنت بيدك كما كنت.
فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها ، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت ، وقد أفرغت ما في ضرعها ، فربطها رسول الله صلىاللهعليهوآله كما كانت ، ثم سأل : لمن هذا الصيد؟ فقيل له : هذه لبني فلان ، فأتاهم النبي صلىاللهعليهوآله وكان الذي أقنصها منهم منافقا ، فرجع عن نفاقه وحسن إسلامه ، فكلمه النبي صلىاللهعليهوآله في بيعها ليشتريها منه ، قال : بل أخلي سبيلها فداك أبي وأمي يا نبي الله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو أن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا.
١٠١٢ / ١٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان بن الحارث الباغندي ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا إبراهيم بن المختار ، قال : حدثنا النضر بن حميد ، عن أبي إسحاق ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث
الله ( عزوجل ) إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي (١).
١٠١٣ / ١٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني علي بن أحمد بن سيابة الماوردي بعدن ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن كثير الهاشمي الحارثي بالفلج ، قال : حدثني حماد بن عيسى الجهني ، قال : حدثني عمر بن أذينة العبدي عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام ، وحدثنيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : نية المؤمن أبلغ من عمله ، وكذلك الفاجر.
١٠١٤ / ٢٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر أبو عبد الله العلوي الحسني ، قال : حدثنا حمزة بن أحمد بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثني عمي عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، عندي دينار فما تأمرني به؟ قال : أنفقه على أمك. قال : عندي آخر فما تأمرني به؟ قال : أنفقه على أبيك. قال : عندي آخر فما تأمرني به؟ قال : أنفقه على أخيك. قال : عندي آخر فما تأمرني به؟ ولا والله ما عندي غيره. قال : أنفقه في سبيل الله ، وهو أدناها أجرا.
١٠١٥ / ٢١ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي ، قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج ، قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ( صلوات الله عليهم ) ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : النظر إلى العالم عبادة ، والنظر إلى الامام المقسط عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر إلى أخ توده في الله ( عزوجل ) عبادة.
١٠١٦ / ٢٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو الليث محمد بن
__________________
(١) يأتي في الحديث : ١١١٧.
معاذ بن سعيد الحضرمي بالجار ، قال : أخبرنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن همام ، عن أبيه همام بن نافع ، عن همام بن منبه ، عن حجر ، يعني المدري ، قال : قدمت مكة وبها أبو ذر رحمهالله جندب بن جنادة ، وقدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجا ، ومعه طائفة من المهاجرين والأنصار فيهم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مر بنا علي عليهالسلام ووقف يصلي بإزائنا ، فرماه أبو ذر ببصره ، فقلت : يرحمك الله يا أبا ذر ، إنك لتنظر إلى علي فما تقلع عنه؟ قال : إني أفعل ذلك وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : النظر إلى علي عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في الصحيفة ـ يعني صحيفة القرآن ـ عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة.
١٠١٧ / ٢٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا يحيى بن علي بن عبد الجبار السدوسي بالسيرجان ، قال : حدثني عمي محمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن عبد الرحمن بن أذينة العبدي ، عن أبيه ، وأبان مولاهم ، عن أنس بن مالك ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما مقبلا على علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو يتلو هذه الآية ( ومن اليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) (١) فقال : يا علي ، إن ربي ( عزوجل ) ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمتي وحظر ذلك عمن ناصبك وناصب ولدك من بعدك.
١٠١٨ / ٢٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن الحسين بن إبراهيم بن علي العلوي النصيبي العبد الصالح رحمهالله قال : حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي العباسي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الحسين بن زيد وعبد الله بن إبراهيم الجعفري جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عن الحسين بن علي ، عن أبيه علي عليهمالسلام ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : يا أبا ذر ،
__________________
(١) سورة الإسراء ١٧ : ٧٩.
من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم. قال : يا رسول الله ، وما أول النعم؟ قال : طيب الولادة ، إنه لا يحبنا أهل البيت إلا من طاب مولده.
١٠١٩ / ٢٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر الحسني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي ، قال : حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، عن جابر بن عبد الله.
قال أحمد بن عبد المنعم : وحدثنا عبيد الله بن محمد الفزاري ، عن جعفر بن محمد بن علي عليهمالسلام ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : يا علي ، ألا أسرك ، ألا أمنحك ، ألا أبشرك؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : إني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ، وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمهاتهم سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم.
١٠٢٠ / ٢٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني محمد بن جعفر ابن محمد بن رياح الأشجعي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، قال : لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها : لو أتيت يوسف عليهالسلام ، فشاورت في ذلك ، فقيل لها : إنا نخافه عليك. قالت : كلا إني لا أخاف من يخاف الله ، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه ، قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته ، فتزوجها فوجدها بكرا ، فقال : أليس هذا أحسن ، أليس هذا أجمل؟ فقالت : إني كنت بليت منك بأربع خصال : كنت أجمل أهل زماني ، وكنت أجمل أهل زمانك ، وكنت بكرا ، وكان زوجي عنينا.
فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان ، كتب يعقوب إلى يوسف عليهماالسلام وهو لا يعلم أنه يوسف : ( بسم الله الرحمن الرحيم. من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ( عزوجل ) إلى عزيز آل فرعون. سلام عليك ، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا
هو.
أما بعد : فإنا أهل بيت تولع بنا أسباب البلاء ، كان جدي إبراهيم عليهالسلام ألقي في النار في طاعة ربه ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به ، وكان لي ابن وكان من أعز الناس عندي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري ، وكان له أخ من أمه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة ، فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا ).
فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال : ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ) (١).
قال أبو المفضل : اختلف الناس في الذبيح وقول النبي صلىاللهعليهوآله : ( أنا ابن الذبيحين ) يعني إسماعيل وعبد الله أباه عليهماالسلام ، والعرب مجمعة أن الذبيح هو إسماعيل وأنا أقول : اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو ، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.
١٠٢١ / ٢٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق ، قال : حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني ، قال : حدثنا مخلد بن الحسين بالمصيصة ، عن موسى بن سعيد الراسبي ، قال : لما قدم يعقوب على يوسف عليهماالسلام خرج يوسف عليهالسلام فاستقبله في موكبه ، فمر بامرأة العزيز وهي تعبد في غرفة لها ، فلما رأته عرفته فنادته بصوت حزين : أيها الراكب ، طالما أحزنتني ، ما أحسن التقوى كيف حررت العبيد ، وما أقبح الخطيئة كيف عبدت الأحرار!
١٠٢٢ / ١٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد الأنباري كاتب المنتصر ، قال : حدثني زياد بن مروان القندي ، عن جراح بن مليح أبي وكيع ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٩٣.
الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، ما من عبد إلا وله جواني وبراني ـ يعني سريرة وعلانية ـ فمن أصلح جوانيه أصلح الله ( عزوجل ) برانيه ، ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه ، وما من أحد إلا وله صيت في أهل السماء وصيت في أهل الأرض ، فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل الأرض ، وإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الأرض ، فسأله عن صيته ما هو؟ قال : ذكره.
١٠٢٣ / ٢٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد ابن عبد الله بن وهب أبو علي المالكي ، قال : حدثنا أحمد بن هلال الكرخي ، قال : حدثنا زياد ، يعني ابن مروان القندي ، قال : حدثني الجراح بن مليح ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كل معروف صدقة إلى غني أو فقير ، فتصدقوا ولو بشق تمرة ، واتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن الله ( عزوجل ) يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يوفيه إياها يوم القيامة ، وحتى تكون أعظم من الجبل العظيم.
١٠٢٤ / ٣٠ ـ أخبرنا جماعة ، قالوا : حدثنا أبو المفضل ، قال : حدثني إسحاق ابن محمد بن مروان الكوفي ببغداد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سالم الفراء ، عن حماد بن عثمان ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ، فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر ، يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره ، وفيه قبتان من در وزبرجد ، فقلت : يا جبرئيل ، لمن هذا القصر؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وتهجد بالليل والناس نيام.
قال علي عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله ، وفي أمتك من يطيق هذا؟ قال : أتدري ما إطابة الكلام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم. قال : من قال : ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر )؟ أتدري ما إدامة الصيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما ، أتدري ما إطعام الطعام؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال :
من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس ، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة ، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما.
١٠٢٥ / ٣١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن دليل بن بشر الإسكندراني مولى بني هاشم ببغداد سنة عشر وثلاث مائة ، قال : حدثنا أحمد ابن الوليد بن برد الأنطاكي الكبير ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي عليهمالسلام ، عن أبي لأبي لبابة الأنصاري ، عن أبيه أبي لبابة عمرو بن عبد المنذر ، أنه جاء يتقاضى أبا اليسر ، واسمه كعب بن عمرو ، دينا له عليه ، فقال أبو اليسر لأهله : قولوا ليس هو هاهنا ، فسمعه أبو لبابة ، فصاح به : يا أبا اليسر ، اخرج إلي فخرج إليه فقال : ما حملك على هذا؟ قال : العسر. قال : الله ، قال : الله ، فقال : أبو لبابة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من يحب منكم أن يستظل من فور جهنم؟ قال : قلنا : كلنا نحب ذلك يا نبي الله. قال : من أحب ذلك فلينظر غريما ، أو ليدع لمعسر (١).
١٠٢٦ / ٣٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمود ابن بنت الأشج الكندي بأسوان ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الذهلي ، قال : حدثنا أبو حفص الأعشى الكاهلي ، قال : حدثني فضيل الرسان ، عن أبي عمر مولى ابن الحنفية ، عن أبي عمر زاذان ، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد ، قال : رأيت أبا ذر رضياللهعنه متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول : أنا جندب لمن عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية ، فهو من شيعة الدجال ، إنما مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في لجة البحر ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ألا هل بلغت ، ألا هل بلغت؟ قالها ثلاثا.
__________________
(١) تقدم في الحديث : ١٢٣.
١٠٢٧ / ٣٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدثنا منذر ابن جفير العبدي ، قال : حدثنا علي بن أبي فاطمة الغنوي ، قال : كنت عند أبي بردة بن أبي موسى وعنده العيزار بن جرول التميمي ، قال أبو بردة : إن أهل الكوفة كانوا يدعون الله ( عزوجل ) أن ينصر المظلوم ، فنصر الله عليا عليهالسلام على أهل الجمل ، فقال له العيزار بن جرول التميمي : ألا أحدثك بحديث سمعته من ابن عباس؟ قال أبو بردة : بلى. قال : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : كيف أنتم يا معشر قريش إذا كفرتم وضرب بعضكم وجه بعض بالسيف ، ثم تعرفوني أضربكم في كتيبة من الملائكة ، فأتاه جبرئيل فقال : أنت إن شاء الله أو علي. فقال أبو بردة : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : نعم.
١٠٢٨ / ٣٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد أبو الطيب الجعفي الدهان بالكوفة ، قال : حدثني عباد بن سعيد الجعفي وهو جده لأمه ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول ، قال : حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر رحمهالله ، قال : شهدت مع علي عليهالسلام يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل الناس ، فلما زالت الشمس كشف الله ذلك عني ، فقاتلت مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم أتيت بعد ذلك أم سلمة زوج النبي ( صلىاللهعليهوآله ورحمها ) ، فقصصت عليها قصتي ، فقالت : كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟ قال : قلت : إلى أحسن ذلك والحمد لله ، كشف الله ( عزوجل ) ذلك عني عند زوال الشمس ، فقاتلت مع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قتالا شديدا. فقالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : علي مع القرآن والقرآن معه ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (١).
__________________
(١) يأتي في الحديث : ١١٠٨.