أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
وتصغيرا لهذا الرجل الذي هذه تربته ـ يعني الحسين عليهالسلام ـ فما هو إلا أن استدخلها دبره حتى صاح : النار النار الطست الطست ، فجئناه بالطست فاخرج فيها ما ترى ، فانصرف الندماء وصار المجلس مأتما ، فأقبل علي سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة؟ فدعوت بشمعة ، فنظرت فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في الطست ، فنظرت إلى أمر عظيم فقلت : ما لأحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى. فقال لي سابور : صدقت ولكن كن هاهنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره ، فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات وقت السحر.
قال محمد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسين عليهالسلام وهو على دينه ، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه.
٦٥٠ / ٩٧ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة ، قال. حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه علي في منزله ، قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش ، فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا ، فلم أدر من يعني ، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعة ، وكان راكبا حمارا له ، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلي فقال لي : يا بن الحماني ، إنما جررتك معي وجشمتك معي أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية.
قال : فقلت : من هو ، يا أبا بكر؟ قال. هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى ، فسكت عنه ، ومض وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبينه ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة ، فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الإزار.
قال : فدخل على حمار ، وناداني : تعالى يا بن الحماني ، فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر ، وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي؟ فتركني ، فما زال يسير على حماره
حتى دخل الإيوان ، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره وبجنبي السرير رجال متسلحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلما أن رآه موسى ، رحب به وقربه وأقعده على سريره ، ومنعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه ، فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك ، فصرت إليه ونعلي في رجلي ، وعلي قميص وإزار ، فأجلسني بين يديه ، فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلمنا فيه؟ قال : لا ولكني جئت به شاهدا عليك. قال : في ماذا؟ قال : إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر. قال : أي قبر؟ قال : قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد ، ثم قال : وما أنت وذا؟ قال : اسمع حتى أخبرك ، اعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة ، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني ، فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني ، فمضيت لوجهي ، فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزا فقالت لي : أين تريد ، أيها الشيخ؟ قلت : أريد الغاضرية. قالت لي : تبطن (١) هذا الوادي ، فإنك إذا أتيت آخره اتضح لك الطريق.
فمضيت ففعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيها الشيخ؟ فقال لي : أنا من أهل هذه القرية. فقلت : كم تعد من السنين؟ فقال. ما أحفظ ما مض من سني وعمري ، ولكن أبعد ذكري أني رأيت الحسين بن علي عليهالسلام ومن كان معه من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه! فاستفظعت ذلك وقلت له : ويحك أنت رأيت هذا؟ قال : إي والذي سمك السماء ، لقد رأيت هذا أنها الشيخ وعاينته ، وإنك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين ، إن كان في
__________________
(١) تبطن الشئ : توسطه.
الدنيا مسلم. فقلت : ويحك وما هو؟ قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت : ما أجرى إليه؟ قال : أيكرب قبر ابن النبي صلىاللهعليهوآله وتحرث أرضه؟ قلت : وأين القبر؟ قال : ها هو ذا أنت واقف في أرضه ، فأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه.
قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير (١) له باب وآذن ، له إذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن : أريد الدخول على ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت. قلت : ولم؟ قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير.
قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ، ومضت بي الأيام حتى كدت أن أنسى المنام ، ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين كان لي على رجل منهم ، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتى إذ صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم ، فقالوا لي : الق ما معك وانج بنفسك ، وكانت معي نفيقة ، فقلت : ويحكم أنا أبو بكر بن عياش ، وإنما خرجت في طلب دين لي ، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضروا بي في نفقتي ، فإني شديد الإضاقة ، فنادى رجل منهم : مولاي ورب الكعبة لا يعرض له. ثم قال لبعض فتيانهم : كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن.
قال أبو بكر : فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام ، وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى ، فرأيت والله الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته ، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الامر والرؤيا ، فقلت : لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحيا ، ثم سألته كمسألتي إياه في
__________________
(١) الحير : الحمى ، ويراد به الحائر : وهو موضع فيه مشهد الإمام الحسين عليهالسلام سمي لتحير الماء فيه.
المنام ، فأجابني ثم قال لي : امض بنا؟ فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتني شئ في منامي إلا الآذن والحير فإني لم أر حيرا ولم أر آذنا ، فاتق الله أيها الرجل ، فإني قد آليت على نفسي ألا أدع إذاعة هذا الحديث ، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه ، فإن موضعا يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرئيل وميكائيل عليهمالسلام لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ، فإن أبا حصين حدثني أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رآني في المنام فإياي رأى ، فإن الشيطان لا يتشبه بي.
فقال له موسى : إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تتحدث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي.
فقال أبو بكر. إذن يمنعني الله وإياه منك ، فإني إنما أردت الله بما كلمتك به فقال له : أتراجعني يا عامر؟ وشتمه ، فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك ، فأرعد موسى على سريره ، ثم قال : خذوه ، فأخذ الشيخ عن السرير وأخذت أنا ، فوالله لقد مر بنا من السحب والجر والضرب ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبدا ، وكان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر ، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا؟ بالزاني لا يكنى ، وأبو بكر يقول له : أمسك قطع الله لسانك وانتقم منك ، اللهم إياك أردنا ، ولولد وليك غضبنا ، وعليك توكلنا.
فصير بنا جميعا إلى الحبس ، فما لبثنا في الحبس إلا قليلا ، فالتفت إلي أبو بكر ورأي ثيابي قد خرقت وسالت دمائي ، فقال : يا حماني قد قضينا لله حقا ، واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله ، فما لبثنا إلا مقدار غدائه ونومة حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه ، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبرا ، فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا ، وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول. اللهم إن هذا فيك فلا تنسه ، فلما دخلنا على موسى ، وإذا هو على سرير له ، فحين بصر بنا ، قال. لا حيا الله ولا قرب من جاهل أحمق يتعرض لما يكره ، ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم.
فقال له أبو بكر : قد سمعت كلامك والله حسبك. فقال له : اخرج قبحك الله ، والله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك.
ثم التفت إلي وقال : يا كلب ، وشتمني ، وقال : إياك ثم إياك أن تظهر هذا ، فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه ، أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه ، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة ، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك ، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع ، ولكن حدث به أهل العقول والدين.
٦٥١ / ٩٨ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي بن هاشم الابلي ، قال. حدثنا الحسن بن أحمد بن النعمان الوجيهي الجوزجاني نزيل قومس وكان قاضيها ، قال : حدثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير ابن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليهالسلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت.
قال : فرفع جرير يديه ، فقال : الله أكبر ، جاءنافيه حديث عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثا ، فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليهالسلام حتى لا يقف الناس على قبره.
٦٥٢ / ٩٩ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال. حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي ، قال : حدثني أبي ، عن عمه عمر بن فرج ، قال. أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليهالسلام فصرت إلى الناحية ، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور ، فمرت عليها كلها ، فلما بلغت قبر الحسين عليهالسلام لم تمر عليه.
قال عمي عمر بن فرج : فأخذت العصا بيدي ، فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي ، فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته.
قال لنا محمد بن جعفر : كان عمر بن فرج شديد الانحراف عن آل محمد صلىاللهعليهوآله فأنا أبرأ إلى الله منه ، وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد
المودة لهم ( رحمهالله ورضي عنه ) ، فأنا أتولاه لذلك وأفرح بولادته.
٦٥٣ / ١٠٠ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكاتب ، قال. حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن أبي علي الحسين بن محمد بن مسلمة بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر ، قال : حدثني إبراهيم الديزج ، قال : بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين عليهالسلام ، وكتب معي إلى جعفر بن محمد بن عمار القاضي : أعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر الحسين ، فإذا قرأت كتابي فقف على الامر حتى تعرف فعل أو لم يفعل.
قال الديزج : فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه ، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار ثم أتيته ، فقال لي. ما صنعت؟ فقلت : قد فعلت ما أمرت به ، فلم أر شيئا ولم أجد شيئا. فقال. لي : أفلا عمقته؟ قلت : قد فعلت وما رأيت ، فكتب إلى السلطان : إن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا وأمرته فمخره بالماء ، وكربه بالبقر.
قال أبو علي العماري : فحدثني إبراهيم الديزج ، وسألته عن صورة الامر ، فقال لي. أتيت في خاصة غلماني فقط ، وإني نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي ووجدت منه رائحة المسك ، فتركت البارية على حالتها وبدن الحسين على البارية ، وأمرت بطرح التراب عليه ، وأطلقت عليه الماء ، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر ، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلماني بالله وبالايمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنه.
٦٥٤ / ١٠١ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد ابن إبراهيم بن أبي السلاسل الأنباري الكاتب ، قال : حدثني أبو عبد الله الباقطاني ، قال : ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري ، وكان قائدا من قواد السلطان ، أكتب له ، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير ، وكان يتفقأ مع ذلك مدة (١) منتنة.
__________________
(١) المدة : القيح.
قال : فلما آنس بي سألته عن سراد وجهه فأبى أن يخبرني ، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه ، فقعدت فسألته ، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدثني ، قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين عليهالسلام وإجراء الماء عليه ، فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين. فلما أصبحنا جاءوا يستحثونني في المسير ، فسرت معهم حتى وافينا كربلاء ، وفعلنا ما أمرنا به المتوكل ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوآله في المنام فقال : ألم آمرك ألا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم ، فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا؟! ثم لطمني وتفل في وجهي ، فصار وجهي مسودا كما ترى ، وجسمي على حالته الأولى.
٦٥٥ / ١٠٢ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا سعيد بن أحمد بن العراد أبو القاسم الفقيه ، قال : حدثني أبو برزة الفضل بن محمد بن عبد الحميد ، قال : دخلت على إبراهيم الديزج ، وكنت جاره ، أعوده في مرضه الذي مات فيه ، فوجدته بحال سوء ، وإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب ، فسألته عن حاله ، وكانت بيني وبينه خلطة وأنس يوجب الثقة بي والانبساط إلي ، فكاتمني حاله ، وأشار لي إلى الطبيب ، فشعر الطبيب بإشارته ، ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله ، فقام فخرج وخلا الموضع ، فسألته عن حاله فقال : أخبرك والله واستغفر الله أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليهالسلام ، فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر ، فوافيت الناحية مساء معنا الفعلة والروزكاريون معهم المساحي والمرور (١) ، فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه ، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت ، فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديدة وأصوات عالية ، وجعل الغلمان ينبهونني ، فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان : ما شأنكم؟ قالوا : أعجب شأن. قلت : وما ذاك.؟ قالوا : إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر ، وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب ، فقمت معهم لأتبين الامر ، فوجدته كما
__________________
(١) المرور : جمع مر ، وهو المسحاة أو ما كان نحوها.
وصفوا ، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت : ارموهم ، فرموا فعادت سهامنا إلينا ، فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي رمي به فقتله ، فاستوحشت لذلك وجزعت وأخذتني الحمى والقشعريرة ، ورحلت عن القبر لوقتي ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به.
قال أبو برزة : فقلت له : قد كفيت ما تحذر من المتوكل ، قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر؟ فقال لي : قد سمعت بذلك وقد نالني في جسمي ما لا أرجو معه البقاء. قال أبو برزة : كان هذا في أول النهار ، فما أمسى الديزج حتى مات.
قال ابن خشيش : قال أبو الفضل : إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة عليهاالسلام ، فسأل رجلا من الناس عن ذلك ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر.
قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر ، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر.
٦٥٦ / ١٠٣ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني علي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الكبير من شاطي النيل ، قال : حدثني جدي القاسم ابن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي ، وكان له علم بالسيرة وأيام الناس ، قال : بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، فيصير إلى قبره منهم خلق كثير ، فأنفذ قائدا من قواده ، وضم إليه كتفا من الجند كثيرا ليشعب (١) قبر الحسين عليهالسلام ، ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره.
فخرج القائد إلى الطف ، وعمل بما أمر ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه وقالوا : لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالامر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها في
__________________
(١) في نسخة : ليشعث.
مصالح أهلها والانكفاء إلى المصر.
فمضى الامر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين ، فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، وأنه قد كثر جمعهم كذلك ، وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند ، وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين ، ونبش القبر وحرث أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة ، وعمل على تتبع آل أبي طالب عليهمالسلام والشيعة ( رضياللهعنهم ) ، فقتل ولم يتم له ما قدر.
٦٥٧ / ١٠٤ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثني أبو الفضل ، قال : حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال. حدثني عبد الله بن دانية الطوري ، قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام على حال خيفة من السلطان ، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليهالسلام ، فإذا هو قد حرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران العوامل في الأرض ، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يمينا وشمالا ، فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ، ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب ، فما أمكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد ، وأنا أقول في ذلك :
تالله ان كانت أمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيها مظلوما |
فلقد أتاك بنو أبيه بمثلها |
|
هذا لعمرك قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا |
|
في قتله فتتبعوه رميما |
فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة (١) ، فقلت : ما الخبر؟ قالوا : سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت لذلك وقلت : إلهي ليلة بليلة.
٦٥٨ / ١٠٥ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا أبو زيد الحسين بن الحسن بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن دليل بن بشر بن سابق البغدادي ، قال : حدثنا علي
__________________
(١) الهائعة : الصوت المفزع.
ابن سهل ، قال : حدثنا مؤمل ، عن عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك : أن ملك المطر استأذن أن يأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لأم سلمة : املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد؟ فجاء الحسين عليهالسلام ليدخل فمنعته ، فوثب حتى دخل ، فجعل يثب على منكبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقعد عليهما. فقال له الملك : أتحبه؟ قال صلىاللهعليهوآله : نعم. قال : فإن أمتك ستقتله ، فإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به ، فمد يده فإذا طينة حمراء ، فأخذتها أم سلمة فصيرتها إلى طرف خمارها.
قال ثابت : فبلغني أنه المكان الذي قتل به بكربلاء.
٦٥٩ / ١٠٦ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن دليل ، قال : حدثنا علي بن سهل ، قال : حدثنا مؤمل ، عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار ، قال : أمطرت السماء يوم قتل الحسين عليهالسلام دما عبيطا.
٦٦٥ / ١٠٧ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن القاضي نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا يوسف بن كليب ، عن هارون بن الحسن ، عن أبي سلام مولى قيس ، قال : خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن ، قال : سمعت سعد بن حذيفة يقول : سمعت أبي حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من حب علي عليهالسلام إلا أدخله الله الجنة.
تم المجلس الحادي عشر ، ويتلوه المجلس الثاني عشر ، من أمالي
الشيخ السعيد السديد الفقيه الحبر البحر محمد بن الحسن بن
علي أبي جعفر الطوسي تغمده الله بغفرانه.
[١٢]
المجلس الثاني عشر
فيه أحاديث أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي ،
وفيه بعض أحاديث أبي الفتح هلال بن محمد الحفار.
بسم الله الرحمن الرحيم
٦٦١ / ١ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الأهوازي سماعا منه في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد ، في سلخ شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربع مائة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إملاء ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد ، قال : حدثنا يوسف بن كليب ، قال : حدثني يحيى بن سالم ، قال : حدثنا صباح المزني ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي داود ، عن بريدة ، قال : أمرنا النبي صلىاللهعليهوآله أن نسلم على علي عليهالسلام بإمرة المؤمنين.
٦٦٢ / ٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا ، قال. حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا عليا عليهالسلام وهو محاصر الطائف ، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا : لقد طال نجواك له منذ اليوم. فقال : ما أنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه.
٦٦٣ / ٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ،
قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا جعفر الأحمر ، عن الشيباني ، عن جميع بن عمير ، قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع : أرأيت مسيرك إلى علي عليهالسلام ما كان؟ قالت : دعينا منك ، إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله من علي عليهالسلام ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة عليهاالسلام.
٦٦٤ / ٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال. حدثنا علي بن ثابت ، قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخذ بيد علي عليهالسلام ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
٦٦٥ / ٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن علقمة والأسود ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لما حضره الموت : ادعوا لي حبيبي. فقلت لهم : ادعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه.
٦٦٦ / ٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، عن أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ، قال : حدثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس ، قال : اتكأ النبي صلىاللهعليهوآله على علي عليهالسلامفقال : يا علي ، أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك ، وتكون وليي ووصيي ووارثي؟ تدخل رابع أربعة الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ، ومن تبعنا من أمتنا عن أيمانهم وشمائلهم؟ قال : بلى يا رسول الله.
٦٦٧ / ٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد إجازة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي ، قال : حدثنا حسن بن
حسين ، قال : حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني ، عن إسحاق ، عن أبي الطفيل ، قال : كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليا عليهالسلام يقول : أنشدكم بالله جميعا أفيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله صلىاللهعليهوآله غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : أنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟ قالوا : اللهم لا قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله صلىاللهعليهوآله سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقدم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد أتي النبي صلىاللهعليهوآله بطير فقال : ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ) ، فدخلت عليه فقال ( اللهم وإلي ). فلم يأكل معه أحد غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : اللهم اشهد.
٦٦٨ / ٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال. حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا نصير ابن زياد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : إنا ولد فاطمة مغفور لنا.
٦٦٩ / ٩ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا زكريا ، عن فراس ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : أقبلت فاطمة عليهاالسلام تمشي ، لا والله الذي لا إله إلا هو ما مشيتها تخرم من مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما رآها
قال : مرحبا بابنتي ، مرتين ، قالت فاطمة عليهاالسلام : فقال لي : أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟
٦٧٠ / ١٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثني محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي ، قال : حدثنا هلال بن أيوب الصيرفي ، عن عبد الكريم أبي أمية ، عن مجاهد ، قال : قلت لابن عباس رضياللهعنه : من الذين أراد النبي صلىاللهعليهوآله أن يباهل بهم؟
قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ) ، والأنفس النبي وعلي عليهماالسلام.
٦٧١ / ١١ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا؟ قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا فطر ، عن أنس ، قال. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أخي ووزيري ووصيي في أهلي علي ابن أبي طالب.
٦٧٢ / ١٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال. حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا هانئ بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد؟ أنه سمع عليا عليهالسلام في الرحبة وهو ينشد الناس : من سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) فقام بضعة عشر فشهدوا.
٦٧٣ / ١٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد المحمدي ، قال : حدثنا إسماعيل بن مزيد مولى بني هاشم ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حق علي على المسلمين كحق الوالد
على ولده (١).
٦٧٤ / ١٤ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن عبيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : علي مني وأنا منه. فقال جبرئيل : يا محمد ، وأنا منكما.
٩٧٥ / ١٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا صباح بن يحيى ، عن جابر ، عن عبد الله بن نجي ، عن علي عليهالسلام قال : إن ابني فاطمة يشرك في حبهما البر والفاجر ، وإني كتب لي أن يحبني كل مؤمن ، ويبغضني كل منافق.
٦٧٦ / ١٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، عن عمر التمار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن هلقام ، قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش وعبيد بن إبراهيم (٢) ، عن عطية العوفي ، قال : سألت جابر ابن عبد الله عن علي بن أبي طالب عليهالسلام؟ فقال : ذاك خير البشر.
٦٧٧ / ١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا نصر بن قابوس ، عن جابر ، عن محمد بن علي ، قال. قال ابن عباس : ما وطئت الملائكة فرش أحد من الناس غير فرشنا.
٦٧٨ / ١٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني عم أبي عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ، عن
__________________
(١) تقدم نحوه في الحديثين : ٧٢ و ٥٠٣.
(٢) في نسخة : وعمير بن عبد الله.
أبيه عليهمالسلام ، قال : قال عمر بن الخطاب : عيادة بني هاشم سنة ، وزيارتهم نافلة.
٦٧٩ / ١٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدثنا أحمد بن حمدان الهمداني ، قال : حدثنا مختار التمار ، عن أبي حيان ، عن أبيه ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تولى عليا فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ( عزوجل ).
٦٨٠ / ٢٠ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : حدثنا ابن عقدة ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدثنا إسحاق بن يزيد ، قال : حدثنا صباح ، عن السدي ، عن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فإذا علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم.
٦٨١ / ٢١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني علي بن محمد بن علي أبو الحسن الحسيني قراءة عليه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : كلما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر.
٦٨٢ / ٢٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله ( تبارك وتعالى ) لملك الموت : وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لأذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي.
٦٨٣ / ٢٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرني ابن عقدة ، قال. حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا بشير بن إبراهيم ، قال. حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني علي ابن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة وكانت ثلاث مائة وستين
صنما ، فجعل يطفها بمخصرة في يده ، ويقول : جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا ، جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد ، فجعلت تكبب لوجوهها.
٦٨٤ / ٢٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هل تدرون ما تفسير هذه الآية ( كلا إذا دكت الأرض دكا ) (١)؟ قال : إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أن الله ( تعالى ) حبسها لأحرقت السماوات والأرض.
٦٨٥ / ٢٥ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. حدثني المنذر بن محمد قراءة ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي ، قال : حدثنا موسى بن القاسم ، عن أبي الصلت ، عن علي بن موسى ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا قول إلا بعمل ، ولا قول وعمل إلا بنية ، ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة.
٦٨٦ / ٢٦ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا هارون بن عيسى ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهمالسلام ، عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في خطبته : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة.
وكان إذا خطب قال في خطبته : أما بعد. فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه ، ثم يقول. صبحتكم الساعة أو مستكم ، ثم يقول : بعثت أنا والساعة كهذه من هذه ـ ويشير بإصبعيه ـ.
__________________
(١) سورة الفجر ٨٩ : ٢١.
٦٨٧ / ٢٧ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. أخبرنا موسى بن القاسم ، قال : أخبرني إسماعيل بن همام ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام : أن عليا عليهالسلام قال : يا رسول الله ، إنك تبعثني في الامر ، أفأكون فيه كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
٦٨٨ / ٢٨ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرني ابن عقدة ، قال : أخبرني أبو عبيد الله بن علي ، قال : هذا كتاب جدي عبيد الله ، فقرأت فيه : أخبرني أبي ، عن علي ابن مرسى ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في الصلاة ، فقال : إن القبلة قد صرفت ، فتحولوا وهم ركوع.
٦٨٩ / ٢٩ ـ حدثنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. أخبرنا علي بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي ذ عليهمالسلام ، قال : رؤيا الأنبياء وحي.
٦٩٠ / ٣٠ ـ ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، قال : أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو ، قال : حدثنا سليمان بن يزيد ، قال : حدثنا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : الذبيح إسماعيل.
٦٩١ / ٣١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني علي بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام ، قال : كان إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول من شاب ، فقال : ما هذا؟ قيل : وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة.
٦٩٢ / ٣٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا ثبير بن إبراهيم ، قال : حدثنا سليمان بن بلال المدني ، قال :
حدثني علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام : أن إبليس كان يأتي الأنبياء عليهمالسلام من لدن آدم عليهالسلام إلى أن بعث الله المسيح عليهالسلام يتحدث عندهم ويسائلهم ، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا ، فقال له يحيى : يا أبا مرة إن لي إليك حاجة. فقال له : أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت ، فإني غير مخالفك في أمر تريده.
فقال يحيى : يا أبا مرة ، أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم. فقال له إبليس : حبا وكرامة؟ وواعده لغد.
فلما أصبح يحيى عليهالسلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف (١) عليه الباب إغلاقا ، فما شعر حتى ساواه من خوخة (٢) كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد ، وجسده على صورة الخنزير ، وإذا عيناه مشقوقتان طولا ، وفمه مشقوق طولا ، وإذا أسنانه وفمه عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد : يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه ، وعليه قباء ، وقد شد وسطه بمنطقة ، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان ، وإذا بيده جرس عظيم ، وعلى رأسه بيضة ، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب.
فلما تأمله يحيى عليهالسلام قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال : هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم. فقال له. فما هذه الخيوط الألوان؟ قال : هذه جميع أصباغ النساء ، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى يقع مع لونها فافتتن الناس بها فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال : هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط (٣) ومعزفة وطبل وناي وصرناي ، وان القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم ، فإذا سمعوه استخفهم الطرب ، فمن بين من يرقص ، ومن بين من
__________________
(١) أجاف الباب : رده.
(٢) الخوخة : كوة تؤدي الضوء إلى البيت.
(٣) البربط : العود.
يفرقع أصابعه ، ومن بين من يشق ثيابه.
فقال له : وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال : النساء ، هن فخوخي ومصائدي ، فإني إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن فقال له يحيى عليهالسلام : فما هذه البيضة على رأسك؟ قال : بها أتوقى دعوة المؤمنين قال : فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ قال : بهذه أقلب قلوب الصالحين.
قال يحيى عليهالسلام : فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال : لا ، ولكن فيك خصلة تعجبني. قال يحيى : فما هي؟ قال : أنت رجل أكول ، فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل. قال يحيى عليهالسلام : فاني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس : وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى ألقاه ، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك.
٦٩٣ / ٣٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني المنذر بن محمد قراءة ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي ، قال : حدثنا موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله أخرجني ورجلا معي من طهر إلى طهر ، من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا ، فسبقته بفضل هذه على هذه ـ وضم بين السبابة والوسطى ـ وهو النبوة. فقيل له : ومن هو ، يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب.
٦٩٤ / ٣٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن عيسى؟ قال : حدثنا عبيد الله ابن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل نسب وصهرمنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي.
٦٩٥ / ٣٥ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قسي قراءة ، قال. حدثنا محمد بن عيسى المعبدي ، قال : حدثنا مولى علي بن موسى ، عن علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن جعفر ، عن