لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٨) [سورة الرعد : ١٧ ـ ١٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) يقول : الكبير على قدر كبره ، والصغير على قدر صغره : (فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ).
ثمّ قال : قول الله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يقول : أنزل الحقّ من السّماء فاحتملته القلوب بأهوائها ، ذو اليقين على قدر يقينه ، وذو الشكّ على قدر شكّه ، فاحتمل الهوى باطلا كثيرا وجفاء ، فالماء هو الحقّ ، والأودية هي القلوب ، والسيل هو الهوى ، والزّبد هو الباطل ، والحلية والمتاع هو الحقّ ، قال الله : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فالزّبد وخبث الحديد هو الباطل ، والمتاع والحلية هو الحقّ ، من أصاب الزّبد وخبث الحديد في الدنيا لم ينتفع به ، وكذلك صاحب الباطل يوم القيامة لا ينتفع به ، وأما المتاع والحلية فهو الحقّ ، من أصاب الحلية والمتاع في الدنيا انتفع به ، وكذلك صاحب الحق يوم القيامة ينتفع به ، (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ)(١).
ثمّ قال أيضا : قوله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً) أي مرتفعا ، (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ) يعني ما يخرج من الماء من الجواهر وهو مثل ، أي يثبت الحقّ في قلوب المؤمنين ، وفي قلوب الكفّار لا يثبت (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) يعني يبطل (وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٢.
فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) وهذا مثل للمؤمنين والمشركين ، وقال الله عزوجل : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه وأجابه وآمن به ، فهو مثل الماء الذي يبقى في الأرض فينبت النّبات ، والذي لا ينتفع به يكون مثل الزّبد الذي تضربه الرياح فيبطل (١).
وقال الطّبرسيّ في (الاحتجاج) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، في حديث يذكره في أحوال الكفّار : «وضرب مثلهم بقوله : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فالزّبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن ، فهو يضمحل ويبطل ويتلاشى عند التحصيل ، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والقلوب تقبله ، والأرض في هذا الموضع هي محلّ العلم وقراره» (٢).
وقال الطّبرسيّ في معنى سوء الحساب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «هو أن هؤلاء لا يقبل منهم حسنة ، ولا يغفر لهم سيّئة» (٣).
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله : (وَبِئْسَ الْمِهادُ) قال : يمتهدون (٤) في النار (٥).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٣.
(٢) الاحتجاج : ٢٤٩.
(٣) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٤٢.
(٤) والمهاد : الفراش ، ومهد لنفسه : كسب وعمل ، ومهد لنفسه خيرا ، هيأه وتوطأه والتمهّد : التمكّن.
(٥) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٣.
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١٩) [سورة الرعد : ١٩]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) قال : «عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (١).
وقال ابن عباس ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) : عليّ عليهالسلام (كَمَنْ هُوَ أَعْمى) قال : الأوّل (٢).
وقال الحسن بن علي عليهماالسلام : «إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا بن رسول الله ، ومن أهلها؟ قال : «الذين قصّ الله في كتابه وذكرهم ، فقال : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) ـ قال ـ هم أولو العقول» (٣).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (٢١) [سورة الرعد : ٢٠ ـ ٢١]؟!
الجواب / قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام قال : «إنّ رحم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم معلّقة بالعرش تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كلّ رحم ، ونزلت هذه الآية في آل محمّد ، وما عاهدهم عليه ، وما أخذ عليهم من الميثاق في الذّرّ من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام بعده ، وهو قوله : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) الآية ، ثمّ ذكر أعداهم ، فقال : (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ)(٤) يعني في أمير
__________________
(١) المناقب : ج ٣ ، ص ٦١.
(٢) المناقب : ج ٣ ، ص ٦٠.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ١٥ ، ح ١٢.
(٤) الرعد : ٢٥.
المؤمنين عليهالسلام ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذّرّ ، وأخذ عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خمّ ثمّ قال : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(١)» (٢).
وقال صفوان بن مهران الجمّال : وقع بين عبد الله بن الحسن وبين أبي عبد الله (صلوات الله عليه) كلام ، حتى ارتفعت أصواتهما ، واجتمع الناس ، ثمّ افترقا تلك العشيّة ، فلمّا أصبحت غدوت في حاجة لي ، فإذا أبو عبد الله عليهالسلام على باب عبد الله بن الحسن ، وهو يقول : «قولي ـ يا جارية ـ لأبي محمّد : هذا أبو عبد الله بالباب» فخرج عبد الله بن الحسن وهو يقول : يا أبا عبد الله ، ما بكّر بك؟ قال : «إنّي تلوت البارحة آية من كتاب الله فأقلقتني». قال : وما هي؟ قال : «قوله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ). قال : فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن : صدقت ـ والله ـ يا أبا عبد الله ، كأن لم تمرّ بي هذه الآية قطّ (٣).
وسئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).
قال : هو صلة الإمام في كلّ سنة بما قلّ أو كثر» ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «وما أريد بذلك إلّا تزكيتكم» (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ). قال : «الاستقصاء والمداقّة» وقال : «تحسب عليهم السيّئات ، ولا تحسب لهم الحسنات» (٥).
__________________
(١) الرعد : ٢٥.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٣.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٣١.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٣٤.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٣٩.
وقال أبو عبد الله عليهالسلام لرجل : «يا فلان ، مالك ولأخيك؟» قال : جعلت فداك ، كان لي عليه حقّ فاستقصيت منه حقّي. قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أخبرني عن قول الله : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله ، خافوا الاستقصاء والمداقّة» (١).
* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) (٢٢) [سورة الرعد : ٢٢]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) يعني يدفعون (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ (صلوات الله عليه) : يا عليّ ، ما من دار فيها فرحة إلّا تبعتها ترحة ، وما من همّ إلّا وله فرج ، إلّا همّ أهل النار ، فإذا عملت سيّئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا ، وعليك بصنائع الخير ، فإنّها تدفع مصارع السّوء. وإنّما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام على حدّ التأديب للناس ، لا بأنّ لأمير المؤمنين عليهالسلام سيئات عملها» (٣).
وقال عليهالسلام أيضا : «أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما ، واضعا يده على كتف العبّاس ، فاستقبله أمير المؤمنين عليهالسلام ، فعانقه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبّل ما بين عينيه ، ثمّ سلّم العبّاس على عليّ عليهالسلام فردّ عليه ردّا خفيفا ، فغضب العبّاس ، فقال : يا رسول الله ، لا يدع عليّ زهوه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عبّاس ، لا
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٤٠.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٤.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٤
تقل ذلك في عليّ ، فإنّي لقيت جبرئيل آنفا ، فقال لي لقيني الملكان الموكّلان بعليّ الساعة ، فقالا : ما كتبنا عليه ذنبا منذ ولد إلى هذا اليوم» (١).
* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (٢٤) [سورة الرعد : ٢٣ ـ ٢٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في حديث طويل ـ «... فإذا استقرّ لوليّ الله منازله في الجنان ، استأذن عليه الملك الموكّل بجنانه ، ليهنّئه بكرامة الله عزوجل إيّاه ، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء والوصائف : مكانك ، فإنّ وليّ الله قد اتّكأ على أريكته وزوجته الحوراء مقبلة وحولها وصائفها ، وعليها سبعون حلّة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزّبرجد ، وهي من مسك وعنبر ، وعلى رأسها تاج الكرامة ، وعليها نعلان من ذهب ، مكلّلتان بالياقوت واللؤلؤ ، شراكهما ياقوت أحمر ، فإذا دنت من وليّ الله فهمّ أن يقوم إليها شوقا ، فتقول له : يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب ، فلا تقم ، أنا لك وأنت لي ، قال : فيعتنقان مقدار خمس مائة عام من أعوام الدنيا ، لا يملّها ولا تمله ، قال : فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر ، وسطها لوح ، صفحته درّة مكتوب فيها ، أنت ـ يا وليّ الله ـ حبيبي ، وأنا الحوراء حبيبتك ، إليك تاقت نفسي ، وإليّ تاقت نفسك.
ثمّ يبعث الله إليه ألف ملك يهنئونه بالجنّة ، ويزوّجونه بالحوراء ، قال :
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٤.
فينتهون إلى أوّل باب من جنانه ، فيقولون للملك الموكّل بأبواب جنانه : استأذن لنا على وليّ الله ، فإنّ الله بعثنا إليه نهنئه. فيقول لهم الملك : حتّى أقول للحاجب ، فيعلمه بمكانكم. قال : فيدخل الملك إلى الحاجب ، وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتّى ينتهي إلى أول باب ، فيقول للحاجب : إنّ على باب العرصة ألف ملك ، أرسلهم ربّ العالمين ليهنّئوا وليّ الله ، وقد سألوني أن آذن لهم عليه ، فيقول الحاجب : إنّه ليعظم عليّ أن أستأذن لأحد على ولي الله وهو مع زوجته الحوراء ، قال : وبين الحاجب وبين وليّ الله جنّتان ، قال : فيدخل الحاجب إلى القيّم فيقول له : إنّ على باب العرصة ، ألف ملك ، أرسلهم ربّ العزّة يهنّئون وليّ الله فاستأذن لهم ، فيتقدّم القيّم إلى الخدّام ، فيقول لهم : إنّ رسل الجبّار على باب العرصة وهم ألف ملك ، أرسلهم الله يهنّئون وليّ الله ، فأعلموه بمكانهم. قال : فيعلمونه ، فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ، ولها ألف باب ، وعلى كلّ باب من أبوابها ملك موكّل به ، فإذا أذن للملائكة بالدخول على وليّ الله ، فتح كلّ ملك بابه الموكّل به.
قال : فيدخل القيّم كلّ ملك من باب من أبواب الغرفة ، قال : فيبلغونه رسالة الجبّار جلّ وعزّ ، وذلك قول الله عزوجل : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) ـ من أبواب الغرفة ـ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) إلى آخر الآية ، وذلك قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) يعني بذلك وليّ الله ، وما هو فيه من الكرامة والنعيم ، والملك العظيم الكبير ، وإنّ الملائكة من رسل الله عزّ ذكره يستأذنون عليه ، فلا يدخلون عليه إلّا بإذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ) على الفقر في
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٥ ، ح ٦٩.
الدنيا (١) (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) ـ قال ـ يعني الشهداء» (٢).
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٢٥) [سورة الرعد : ٢٥]؟!
الجواب / قال أبو الحسن عليهالسلام لمحمد بن الفضيل : «إن رحم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم معلّقة بالعرش تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كلّ رحم ، ونزلت هذه الآية في آل محمّد ، وما عاهدهم عليه ، وما أخذ عليهم من الميثاق في الذّر من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام بعده ، وهو قوله : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ)(٣) الآية ، ثمّ ذكر أعداهم ، فقال : (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) يعني في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذّرّ ، وأخذ عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خمّ ثمّ قال : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٤).
* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (٢٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) (٢٧) [سورة الرعد : ٢٦ ـ ٢٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ
__________________
(١) وفي رواية أخرى قال أبو عبد الله عليهالسلام : سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ في الدنيا عن اللذّات والشهوات الحلال. (تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١١ ، ح ٤٢).
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١١ ، ح ٤٣.
(٣) الرعد : ٢٠.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٣.
لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) : أي يوسع الرزق على من يشاء من عباده ، بحسب ما يعلم من المصلحة ، ويضيقه على آخرين إذا كانت المصلحة في التضييق ، (وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا). أي : فرحوا بما أوتوا من حطام الدنيا فرح البطر ، ونسوا فناءه وبقاء أمر الآخرة وتقديره ، وفرح الذين بسط لهم في الرزق في الحياة الدنيا. (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) أي ليست هذه الحياة الدنيا بالإضافة إلى الحياة الآخرة إلا قليل ذاهب ، لأن هذه فانية ، وتلك دائمة باقية ...
وقيل : إنه مذكور على وجه التعجب أي : عجبا لهم أن فرحوا بالدنيا الفانية ، وتركوا النعيم الدائم ، والدنيا في جنب الآخرة متاع لا خطر له ، ولا بقاء له ، مثل القدح والقصعة والقدر يتمتع به زمانا ثم ينكسر ...
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) أي : هلا أنزل على محمد معجزة من ربه يقترحها ، ويجوز أنهم لم يتفكروا في الآيات المنزلة ، فاعتقدوا أنه لم ينزل عليه آية ، ولم يعتدوا بتلك الآيات ، فقالوا هذا القول جهلا منهم بها (قُلْ) يا محمد (إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) عن طريق الجنة بسوء أفعاله ، وعظم معاصيه ... (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) أي : رجع إليه بالطاعة ... (١).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩) [سورة الرعد : ٢٨ ـ ٢٩]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم ، (الَّذِينَ آمَنُوا) : الشيعة ، وذكر الله : أمير
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٣٦.
المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام ، ثمّ قال : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (١) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) أي حسن مرجع (٢).
وقال الله بو عبد الله عليهالسلام : «طوبى : شجرة في الجنّة ، في دار أمير المؤمنين عليهالسلام ، وليس أحد من شيعته إلّا وفي داره غصن من أغصانها ، والورقة من أوراقها تستظلّ تحتها أمّة من الأمم».
وقال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام ، فأنكرت ذلك عائشة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عائشة ، إنّي لمّا أسري بي إلى السّماء ، دخلت الجنّة ، فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى ، وناولني من ثمارها فأكلته ، فحوّل الله تعالى ذلك ماء ، في ظهري ، فلمّا هبطت إلى الأرض ، واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فما قبّلتها قطّ إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها» (٣)(٤).
* س ٢٢ : متى نزل قوله تعالى :
(كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ) (٣٠) [سورة الرعد : ٣٠]؟!
الجواب / قال الطّبرسيّ في (مجمع البيان) : في قوله تعالى : (كَذلِكَ
__________________
(١) قال الصادق عليهالسلام : «بمحمّد عليهالسلام تطمئن القلوب ، وهو ذكر الله وحجابه». (تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١١ ، ح ٤٤).
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٥.
(٣) أقول وردت روايات عديدة عن طريق أهل البيت عليهمالسلام تقول أصلها في دار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا فرق بينها وبين ما ذكرناه ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : داري ودار علي في الجنة بمكان واحد».
(٤) ـ (شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣٠٤ ، ح ٤١٧). ـ (ينابيع المودة : ص ٩٦). ـ (تفسير القرطبي : ج ٩ ، ص ٣١٧). ـ (العمدة : ص ٣٥١ ، ح ٦٧٦).
أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ) نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصّلح فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : «اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم». فقال : سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرّحمن إلّا صاحب اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذّاب ـ اكتب : باسمك اللهمّ. وهكذا كان أهل الجاهلية يكتبون.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله». فقال مشركو قريش : لئن كنت رسول الله ثمّ قاتلناك وصددناك لقد ظلمناك ، ولكن اكتب : هذا ما صالح محمّد بن عبد الله. فقال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعنا نقاتلهم. قال : «لا ، ولكن اكتبوا كما يريدون» فأنزل الله عزوجل : (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ) الآية.
وعن ابن عباس : أنّها نزلت في كفّار قريش حين قال لهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اسجدوا للرّحمن قالوا : وما الرّحمن! (١).
أما معنى (وَإِلَيْهِ مَتابِ) : أي : مرجعي وقيل : معناه إلى الرحمن توبتي (٢).
* س ٢٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣١) [سورة الرعد : ٣١]؟!
الجواب / قال أبو إبراهيم عبد الحميد قلت لأبي الحسن الأوّل عليهالسلام : جعلت فداك ، أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورث النبيّين كلّهم؟ قال : «نعم».
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٥٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٥١.
قلت : من لدن آدم حتّى انتهى إلى نفسه؟ قال : «ما بعث الله نبيّا إلّا ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعلم منه».
قال : قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله؟ قال : «صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطّير ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقدر على هذه المنازل».
قال : وقال : «إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره ، فقال : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ)(١) حين فقده فغضب عليه ، فقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)(٢) وإنّما غضب لأنّه كان يدلّه على الماء ، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الرّيح والنّمل والإنس والجنّ والشّياطين والمردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه. وإنّ الله يقول في كتابه (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال وتقطّع به البلدان وتحيا به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء. وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن الله به ، مع ما قد يأذن الله ممّا كتبه الماضون ، وجعله الله لنا في أمّ الكتاب ، إنّ الله يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ)(٣) ثمّ قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٤) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء» (٥).
__________________
(١) النمل : ٢٠.
(٢) النمل : ٢١.
(٣) النمل : ٧٥.
(٤) فاطر : ٣٢.
(٥) الكافي : ج ١ ، ص ١٧٦ ، ح ٧ ، وبصائر الدرجات : ص ١٣٤ ، ح ٣.
وقال عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) يعني جعلهم كلّهم مؤمنين. وقوله : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) أي عذاب (١).
وقال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) : «وهي النّقمة (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) فتحلّ بقوم غيرهم ، فيرون ذلك ويسمعون به ، والذين حلّت بهم عصاة كفار مثلهم ، ولا يتّعظ بعضهم ببعض ، ولا يزالون كذلك حتّى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر ، ويخزي الله الكافرين» (٢).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٣٢) أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٣) [سورة الرعد : ٣٢ ـ ٣٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله : (فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) : أي طوّلت لهم الأمل ، ثمّ أهلكتهم (٣).
ثمّ قال علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) «الظاهر من القول هو الرّزق» (٤).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٥.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٥.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٦.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٦.
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) (٣٥) [سورة الرعد : ٣٤ ـ ٣٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم في قوله : (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) : أي من دافع (وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) أي عاقبة ثوابهم النار (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنّم ، وقد أطفئت سبعين مرّة بالماء ثمّ التهبت ، ولو لا ذلك ما استطاع آدميّ أن يطفئها ، وإنّها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار ، فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا جثا على ركبتيه فزعا من صرختها» (٢).
* س ٢٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ) (٣٦) [سورة الرعد : ٣٦]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) «فرحوا بكتاب الله إذا تلي عليهم ، وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن ، وهو علي بن أبي طالب عليهالسلام».
وهي في قراءة ابن مسعود : (والذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحقّ ، ومن
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٦.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٦.
يؤمن به) أي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يؤمن به (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) أنكروا من تأويله ما أنزله في عليّ وآل محمّد (صلوات الله عليهم) وآمنوا ببعضه ، فأمّا المشركون ، فأنكروه كلّه ، أوّله وآخره ، وأنكروا أنّ محمدا رسول الله (١).
* س ٢٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) (٣٧) [سورة الرعد : ٣٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا) ، أي : كما أنزلنا الكتب إلى من تقدم من الأنبياء بلسانهم. أنزلنا إليك حكمة عربية أي : جارية على مذاهب العرب في كلامهم ، يعني القرآن. فالحكم ها هنا بمعنى الحكمة كما في قوله : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
وقيل : إنما سماه حكما لما فيه من الأحكام في بيان الحلال والحرام ، وسماه عربيا لأنه أتى به نبي عربي.
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) : خطاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد به الأمة أي لئن وافقت وطلبت أهواء الذين كفروا والأهواء جمع الهوى وهو ميل الطباع إلى شيء بالشهوة (بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) بالله تعالى لأن ما أتيناك من الدلالات والمعجزات موجب للعلم الذي يزول معه الشبهات. (ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ) ، أي : ناصر يعينك عليه ، ويمنعك من عذابه. (وَلا واقٍ) يقيك منه ، (مِنْ وَلِيٍ) في موضع رفع ومن مزيدة (٢).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٦.
* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) (٣٨) [سورة الرعد : ٣٨]؟!
الجواب / قال جعفر بن محمد عليهالسلام للمفضل بن صالح : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خلق الله الخلق قسمين ، فألقى قسما ، وأمسك قسما ، ثمّ قسّم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث ، فألقى ثلثين وأمسك ثلثا ، ثم اختار من ذلك الثّلث قريشا ، ثم اختار من قريش بني عبد المطّلب ، ثم اختار من بني عبد المطّلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنحن ذرّيّته ، فإن قلت للناس لرسول الله ذريّة ، جحدوا ، ولقد قال الله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) فنحن ذرّيّته».
قال : فقلت : أنا أشهد أنكم ذرّيّته. ثم قلت له : أدع الله لي ـ جعلت فداك ـ أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة. فدعا لي ذلك ، قال : وقبّلت باطن يده (١).
وفي رواية شعيب ، عنه عليهالسلام أنّه قال : «نحن ذرّيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله ما أدري على ما يعادوننا! إلّا لقرابتنا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
* س ٢٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩) [سورة الرعد : ٣٩]؟!
الجواب / وردت روايات عديدة عن طريق أهل البيت عليهمالسلام في معنى هذه الآية ، نذكر منها :
١ ـ سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٥٤.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٥٥.
وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).
قال : «إنّ ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت ، فمن ذلك الذي يردّ الدعاء القضاء ، وذلك الدعاء مكتوب عليه : الذي يردّ به القضاء ، حتى إذا صار إلى أمّ الكتاب ، لم يغن الدعاء فيه شيئا» (١).
٢ ـ قال صاحب (الثاقب في المناقب) عن أبي هاشم الجعفريّ ، قال : سأل محمد بن صالح الأرضي أبا محمّد ، يعني الحسن العسكري عليهالسلام عن قول الله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ). فقال عليهالسلام : «هل يمحو إلّا ما كان ، وهل يثبت إلا ما لم يكن؟!».
فقلت في نفسي : هذا خلاف قول هشام ، إنّه لا يعلم بالشيء حتى يكون. فنظر إليّ أبو محمّد عليهالسلام ، وقال : «الله تعالى ، الجبّار ، العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق إذ لا مخلوق ، والربّ إذ لا مربوب ، والقادر قبل المقدور عليه» ، فقلت : أشهد أنّك حجّة الله ، ووليّه بقسط ، وأنّك على منهاج أمير المؤمنين عليهالسلام (٢).
٣ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «العلم علمان : فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلم علّمه ملائكته ورسله ، فما علّمه ملائكته ورسله فإنّه سيكون ، لا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون ، يقدّم منه ما يشاء ، ويؤخّر منه ما يشاء ، ويثبت ما يشاء» (٣).
٤ ـ قال حمران : سألت أبا عبد الله عليهالسلام : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)؟
فقال : «يا حمران ، إنه إذا كان ليلة القدر ، ونزلت الملائكة الكتبة إلى
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٧٥.
(٢) الثاقب في المناقب : ص ٥٦٦ ، ح ٥٠٧.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ١١٤ ، ح ٦.
السّماء الدنيا ، فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر ، فإذا أراد الله أن يقدّم شيئا أو يؤخّره ، أو ينقص منه أو يزيد ، أمر الملك فمحا ما يشاء ، ثمّ أثبت الذي أراد».
قال : فقلت له عند ذلك : فكلّ شيء يكون فهو عند الله في كتاب؟ قال : «نعم».
قلت : فيكون كذا وكذا ، ثمّ كذا وكذا حتى ينتهي إلى آخره؟ قال : «نعم».
قلت : فأيّ شيء يكون بيده بعد؟ قال : «سبحان الله ، ثمّ يحدث الله أيضا ما شاء ، تبارك الله وتعالى (١).
* س ٣٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) (٤٠) [سورة الرعد : ٤٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ) يا محمد (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) أي : نعد هؤلاء الكفار من نصر المؤمنين عليهم بتمكينك منهم بالقتل والأسر ، واغتنام الأموال ، (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) أي : ونقبضنك إلينا قبل أن نريك ذلك. وبين بهذا أنه يكون بعض ذلك في حياته ، وبعضه بعد وفاته ، أي : فلا تنتظر أن يكون جميع ذلك في أيام حياتك ، وأن يكون مما لا بد أن تراه (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) أي : عليك أن تبلغهم ما أرسلناك به إليهم ، وتقول بما أمرناك بالقيام به ، وعلينا حسابهم ومجازاتهم ، والانتقام منهم ، إما عاجلا ، وإما آجلا. وفي هذه دلالة على أن الإسلام سيظهر على سائر الأديان ، ويبطل الشرك في أيامه ، وبعد وفاته ، وقد
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٦٢.
وقع المخبر به على وفق الخبر (١).
* س ٣١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤١) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (٤٢) [سورة الرعد : ٤١ ـ ٤٢]؟!
الجواب / قال الطبرسيّ : عن أبي عبد الله عليهالسلام : «ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها» (٢).
وقال عليّ بن إبراهيم : في معنى الآية : موت علمائها. وقال : قوله : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) أي لا مدافع. وقوله (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) قال : المكر من الله هو العذاب (وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) أي ثواب القيامة (٣).
* س ٣٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣) [سورة الرعد : ٤٣]؟!
الجواب / قال بريد بن معاوية : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، قال : «إيّانا عنى ، وعلي عليهالسلام أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٤).
وقال سدير : كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزّاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله عليهالسلام إذ خرج إلينا وهو مغضب ، فلمّا أخذ مجلسه قال : «يا عجبا
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٥٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٦١.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦٧.
(٤) الكافي : ج ١ ، ص ١٧٩ ، ح ٦.
لأقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب! ما يعلم الغيب إلا الله عزوجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منّي ، فما علمت في أيّ بيوت الدار هي».
قال سدير : فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله ، دخلت أنا وأبو بصير وميسّر ، وقلنا له : جعلنا فداك ، سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنّك تعلم علما كثيرا ، ولا ننسبك إلى علم الغيب! قال : فقال : «يا سدير ، أما تقرأ القرآن؟» قلت : بلى. قال : «فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)(١)» قال : قلت : جعلت فداك ، قد قرأته. قال : «فهل عرفت الرجل ، وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟»
قال : قلت : أخبرني به.
قال : جعلت فداك ، ما أقلّ هذا! فقال : «يا سدير ، ما أكثر هذا أن ينسبه الله عزوجل إلى العلم الذي أخبرك به! يا سدير ، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل أيضا : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)؟
قال : قد قرأته ، جعلت فداك.
قال : «أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم ، أم من عنده علم الكتاب بعضه؟!»
قلت : لا ، بل من عنده علم الكتاب كلّه ، فأومأ بيده إلى صدره ، وقال : «علم الكتاب والله كلّه عندنا ، علم الكتاب والله كلّه عندنا» (٢).
وروى هذا الحديث الصفّار : في (بصائر الدرجات) بتغيير يسير بزيادة ونقصان (٣).
__________________
(١) النمل : ٤٠.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٢٠٠ ، ح ٣.
(٣) بصائر الدرجات : ص ٢٣٣ ، ح ٣.