الموسوعة القرآنيّة - ج ٣

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ٣

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

١
٢

الباب السادس

موضوعات القرآن الكريم

٣
٤

تمهيد

لقد كان محمد أميّا لا يعرف أن يقرأ ، ولا يعرف أن يكتب ، ما فى ذلك شك ، يدلك على ذلك اتخاذه بعد أن أوحى إليه كتّابا يكتبون عنه الوحى ، منهم : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبى طالب ، والزبير بن العوام ، وأبى بن كعب بن قيس ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية ابن أبى سفيان ، ومحمد بن مسلة ، والأرقم بن أبى الأرقم ، وأبان بن سعيد بن العاص ، وأخوه خالد بن سعيد ، وثابت بن قيس ، وحنظلة بن الربيع ، وخالد بن الوليد ، وعبد الله بن الأرقم ، والعلاء بن عتبة ، والمغيرة بن شعبة ، وشرحبيل بن حسنة ، وكان أكثرهم كتابة عنه : زيد بن ثابت ، ومعاوية.

كما يدلك على ذلك أيضا ما ذكره المؤرخون عند الكلام على غزوة «أحد» أن العباس ، وهو بمكة ، كتب إلى النبى كتابا يخبره فيه يتجمع قريش وخروجهم ، وأن العباس أرسل هذا الكتاب مع رجل من بنى غفار ، وأن النبى حين جاءه الغفارى بكتاب العباس استدعى أبىّ بن كعب ـ وكان كاتبه ـ ودفع إليه الكتاب يقرؤه عليه ، وحين انتهى «أبىّ» من قراءة الكتاب استكتمه النبى.

ولو كان النبى غير أمى لكفى نفسه دعوة «أبىّ» لقراءة كتاب العباس فى أمر ذى بال.

وثمة ثالثة نزيدك دليلا ثالثا يذكرها المؤرخون أيضا مع وفود وفد ثقيف على النبى ، فلقد سألوا النبى حين أسلموا أن يكتب لهم كتابا فيه شروط. فقال لهم : أكتبوا ما بدا لكم ثم ائتونى به ، فسألوه فى كتابهم أن يحل لهم الربا والزنى فأبى على بن أبى طالب أن يكتب لهم. فسألوا خالد بن سعيد بن العاص أن يكتب

٥

لهم. فقال له على : تدرى ما تكتب؟ قال : أكتب ما قالوا ورسول الله أولى بأمره. فذهبوا بالكتاب إلى رسول الله ، فقال للقارئ : أقرأ ، فلما انتهى إلى الربا ، قال له الرسول : ضع يدى عليها ، فوضع يده ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) ثم محاها ، فلما بلغ الزنى وضع يده عليها وقال : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) ثم محاها ، وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا.

ولقد عثر الباحثون على الكتابين المرسلين من النبى إلى المقوقس وإلى المنذر ابن ساوى ، والكتاب الأول محفوظ فى دار الآثار النبوية فى الآستانة ، وكان قد عثر عليه عالم فرنسى فى دير بمصر قرب أخميم ، والكتاب الثانى محفوظ بمكتبة فينا.

ومن قبل هذه الادلة يقول تعالى فى الرسول : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ) ويقول تعالى فى الرسول أيضا : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ).

ولم تكن البيئة العربية على هذا بيئة كاتبة قارئة ، بل كان ذلك فيها شيئا يعد ويحصى ، وكان حظ المدينة من ذلك دون حظ مكة ، ولم يكن فى المدينة حين هاجر إليها الرسول غير بضعة عشر رجلا يعرفون الكتابة ، منهم : سعيد بن زرارة ، والمنذر بن عمرو ، وأبى بن وهب ، وزيد بن ثابت ، ورافع بن مالك ، وأوس ابن خولى. ولقد أحس الرسول ذلك بعد هجرته إلى المدينة ، فكان أول ما فعله بعد انتصاره فى بدر وأسره من أسر من رجال قريش القارئين الكاتبين ، أن يجعل فدية هؤلاء أن يعلّم كل رجل منهم عشرة من صبيان المدينة ، وبهذا بدأت الكتابة تروج سوقها فى المدينة.

حتى إذا كان عهد عمر بن الخطاب أمر بجمع الصبيان فى المكتب ، وأمر عبد عامر بن عبد الخزاعى أن يتعهدهم بالتعليم ، وجعل له رزقا على ذلك يتقاضاه من بيت المال.

٦

وكان المعلّم يجلس للصبيان بعد صلاة الصبح إلى أن يرتفع الضحى ، ومن بعد صلاة الظهر إلى صلاة العصر.

وحين خرج عمر إلى الشام وغاب عن المدينة شهرا استوحش إليه الناس ، وخرج صبيان المكتب للقائه على مسيرة يوم من المدينة ، وكان ذلك يوم الخميس ، ورجعوا معه إلى المدينة يوم الجمعة ، وقد انقطعوا عن المكتب يومين أجازهما لهم عمر ، وكانت بعد ذلك عادة متبعة.

وحين اختار الله لرسالته محمدا اختار فيه صفات كريمة أمده بها وطبعه عليها ، فوهبه نفسا قوية ، وروحا عالية ، وقلبا كبيرا وذهنا ، وقادا وبصيرة نفاذة ، ولسانا مبينا ، وفكرا واعيا ، ووهبه صدق لسان ، وطهارة ذيل ، وعفة بصر ، وأمانة يد ، ورحمة قلب ، ورقة وجدان ، ونبل عاطفة ، ومضاء عزيمة ، ورحمة للناس جميعا.

وكان اختيار الله له أميّا لا يقرأ ولا يكتب يضيف إلى إذعان الناس له ، وإيمانهم برسالته سببا يفسره تعالى فى قوله : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) [العنكبوت : ٤٨] ويبينه صدور هذا الوحى على لسانه يتلوه على قومه بكرة وعشيّا ، لا تبديل فيه ولا تغيير ، وما يقوى على مثلها إلا من يملك أسفارا يعود إليها ليستظهر ما فيها.

وليس فى منطق الرسالات أن تكون الحجة للناس عليها ، بل هى لا تطالع الناس إلا والحجة لها عليهم ، كما لا تطالعهم إلا وفى صفحاتها الجواب عن كل ما يصوره لهم تصورهم ، تحوط السماء رسالاتها بهذا كله لكيلا يكون للناس على الله حجة ، وليكون منطق الرسالات من منطق الناس ، لا تلتوى عليهم الرسالة فيلتووا هم عليها.

ولم يكن اختيار محمد قارئا وكاتبا شيئا يعز على السماء ، ولكنه كان شيئا إن

٧

ثمّ يهوّن من حجة السماء فى نفوس الناس ، وكانوا عندها يملكون أن يقولوا باطلا ما حرص القرآن على ألا يقولوه : من أن هذا الذى جاء به الرسول أخذه من أسفار سابقة.

وهذه التى تبينها السلف من قبل فأذعنوا لها عن وعى وبصر ـ وأعنى بها أمية الرسول ـ أراد أن يثيرها نفر من الخلف من بعد ليخرجوا على حجة السماء عن غير وعى ولا بصر.

غير أننا نفيد من هذا الذى يريد الخلف أن يثيروه تأكيد المعنى الذى قدمناه من أن حجة السماء تجىء أشمل ما تكون بشكوك العقول ، محيطة بكل ما يصدر عنهم فيها ، يستوى فى ذلك أولهم وآخرهم.

وقد ننسى مع هؤلاء المخالفين الطاعنين تقرير القرآن الصادق عن أمية محمد والأدلة القائمة فى ظل القرآن على ذلك ، قد ننسى هذا وذاك لنسائلهم : أى جديد يفيدهم هذا ـ إن صح ـ وقد مضى على رسالة محمد ما يقرب من أربعة عشر قرنا خطا فيها العلم والبحث خطوات سريعة وما وجدنا شيئا ينال من هذه الرسالة من قرب أو من بعد ، جهر به أو أسر من يريدون أن يجعلوا محمدا قارئا كاتبا ، وأن يجعلوا من هذا سببا إلى أنه نقل عن أسفار سابقة.

* * *

ولقد كان نزول الوحى فى السابع عشر من رمضان ، من السنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول ، وأن قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) يشير إلى ذلك ، فالتقاء الجمعين ـ أعنى المسلمين والمشركين ببدر ـ كان فى السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة ، وفى مثلها من السنة الحادية والأربعين من مولده كان ابتداء نزول الفرقان. ينضم إلى هذه الآية قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) [البقرة : ٨٥].

٨

وهذا الكتاب الكريم الذى أوحى الله تعالى به إلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منذ أن تلقاه المسلمون عن رسولهم وهم به معنيون ، عنى به الأولون عناية جمع ، ثم عنى به اللاحقون عناية دراسة ، وقد تمخضت هذه النظرات الكثيرة عن علوم مختلفة حول القرآن ، اتسعت لها مؤلفات كثيرة فى مجلدات ضخمة ، وفيما يلى إجمال لهذا كله ، مع كل موضوع كلمته. وهذه الموضوعات مرتبة على حروف الهجاء كى يسهل الرجوع إليها.

٩

(١) آخر ما نزل من القرآن (أنظر : أول ما نزل من القرآن)

* * *

(٢) (الآية) وينتظم هذا الموضوع بابين :

(ا) عدد الآيات

الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها ، وهى مسألة توقيفية أخذت عن الرسول. وهذا الاختلاف الذى وقع بين السلف فى عدد الآيات مرجعه إلى اختلاف السامعين عن الرسول فى ضبط الوقف والوصل ، فالمعروف أنه كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقف على رءوس الآى للتوقيف ، فإذا علم محلها وصل للتمام ، فوهم بعض السامعين عند الوصل أن ليس ثمة فصل ، ومن هنا كان الخلاف.

وسور القرآن بالنظر إلى اختلاف عدد آياتها ثلاثة أقسام :

١ ـ قسم لم يختلف فيه إجمالا وتفصيلا.

٢ ـ قسم اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا.

٣ ـ قسم اختلف فيه تفصيلا وإجمالا.

فالقسم الذى لم يختلف فيه إجمالا وتفصيلا أربعون سورة ، وهى :

(١) يوسف : ١١١ ـ (٢) الحجر : ٩٩ ـ (٣) النحل : ١٢٨ ـ (٤) الفرقان : ٧٧ ـ (٥) الأحزاب : ٧٣ ـ (٦) الفتح : ٢٩ ـ (٧) الحجرات : ١٨ ـ (٨) التغابن : ١٨ ـ (٩) ق : ٤٥ (١٠) الذاريات : ٦٠ ـ (١١) القمر : ٥٥ ـ (١٢) الحشر : ٢٤ ـ (١٣) الممتحنة : ١٣ ـ (١٤) الصف : ١٤ ـ (١٥) الجمعة : ١١ ـ (١٦) المنافقون : ١١ ـ (١٧) الضحى : ١١ ـ (١٨)

١٠

العاديات : ١١ ـ (١٩) التحريم : ١٢ ـ (٢٠) ن : ٥٢ ـ (٢١) الإنسان : ٣١ ـ (٢٢) المرسلات : ٥٠ ـ (٢٣) التكوير : ٢٩ ـ (٢٤) الانفطار : ١٩ ـ (٢٥) سبح : ١٩ ـ (٢٦) التطفيف : ٣٦ ـ (٢٧) البروج : ٢٢ ـ (٢٨) الغاشية : ٢٦ ـ (٢٩) البلد : ٢٠ ـ (٣٠) الليل : ٢١ ـ (٣١) الم لشرح : ٨ ـ (٢٣) ألهاكم : ٨ ـ (٣٤) الهمزة : ٩ ـ (٣٥) الفيل : ٥ ـ (٣٦) العلق : ٥ ـ (٣٧) تبت : ٥ (٣٨) الكافرون : ٦ ـ (٣٩) الكوثر : ٣ ـ (٤٠) النصر : ٣.

والقسم الثانى : وهو الذى اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا : أربع سور ، وهى :

(١) القصص : ٨٨ ـ يعد أهل الكوفة «طسم» آية ، ويعد غيرهم بدلها (أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) (الآية : ٢٢).

(٢) العنكبوت : ٦٩ ـ يعد أهل الكوفة «الم» آية ، ويعد البصريون بدلها (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (الآية : ٦٥). والشاميون. (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) (الآية : ٢٩).

(٣) الجن : ٢٨ ـ يعد المكى (لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ) (الآية ٢٢). ويعد غيره بدلها (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الآية : ٢٢).

(٤) والعصر : ٣ ـ الكثرة تعد «والعصر» آية ، غير المدنى فإنه يعد بدها (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) (الآية : ٣).

وأما القسم الثالث ، وهو الذى اختلف فيه تفصيلا وإجمالا : سبعون سورة ، وهى :

(١) الفاتحة ـ من حيث التفصيل ، فالجمهور على أنها سبع آيات ، يعد الكوفى والمكى البسملة دون (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ). ويعكس الباقون. ومن حيث الإجمال. فالحسن يعد آياتها ثمانى آيات حين يعد البسملة ، و (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ). آيتين. ويعدها بعضهم ستّا ، فلا يعدون هاتين الآيتين ، كما يعدها آخرون تسعا ، فيعدون هاتين ويضمون إليهما (إِيَّاكَ نَعْبُدُ).

١١

(٢) البقرة ـ ٢٥٨ ، وقيل ٢٥٧ ، وقيل ٢٥٦.

(٣) آل عمران ـ ٢٠٠ ، وقيل ١٩٩.

(٤) النساء ـ ١٧٥ ، وقيل : ١٧٦ ، وقيل : ١٧٧.

(٥) المائدة ـ ١٢٠ ، وقيل : ١٢٢ ، وقيل ١٢٣.

(٦) الأنعام ـ ١٦٥ ، وقيل : ١٦٦ ، وقيل ١٦٧.

(٧) الأعراف ـ ٢٠٥ ، وقيل ٢٠٦.

(٨) الأنفال ـ ٧٥ ، وقيل : ٧٦ ، وقيل : ٧٧.

(٩) براءة ـ ١٣٠ ، وقيل : ١٢٩.

(١٠) يونس ـ ١١٠ ، وقيل : ١٠٩.

(١١) هود ـ ١٢١ ، وقيل : ١٢٢ ، وقيل : ١٢٣.

(١٢) الرعد ـ ٤٣ ، وقيل : ٤٤ ، وقيل : ٤٧.

(١٣) إبراهيم ـ ٥١ ، وقيل : ٥٢ ، وقيل : ٥٤ ، وقيل : ٥٥.

(١٤) الإسراء ـ ١١٠ ، وقيل : ١١١.

(١٥) الكهف ـ ١٠٥ ، وقيل : ١٠٦ ، وقيل : ١١٠ ، وقيل : ١١١.

(١٦) مريم ـ ٩٩ ، وقيل : ٩٨.

(١٧) طه ـ ١٣٠ : وقيل : ١٣٢ ، وقيل : ١٣٤ ، وقيل : ١٣٥ ، وقيل : ١٤٠.

(١٨) الأنبياء ـ ١١١ «وقيل : ١١٢.

(١٩) الحج ـ ٧٤ ، وقيل : ٧٥ ، وقيل : ٧٦ ، وقيل : ٧٨.

(٢٠) المؤمنون ـ ١١٨. وقيل : ١١٩.

(٢١) النور ـ ٦٢ ، وقيل : ٦٤.

(٢٢) الشعراء ـ ٢٢٦ ، وقيل : ٢٢٧.

(٢٣) النمل ـ ٩٢ ، وقيل : ٩٤ ، وقيل : ٩٥.

١٢

(٢٤) الروم ـ ٦٠ ، وقيل : ٥٩.

(٢٥) لقمان ـ ٣٣ ، وقيل : ٣٤.

(٢٦) السجدة ـ ٣٠ ، وقيل : ٢٩.

(٢٧) سبأ ـ ٥٤ ، وقيل : ٥٥.

(٢٨) فاطر ـ ٦٤ ، وقيل : ٦٥.

(٢٩) يس ـ ٨٣. وقيل : ٨٢.

(٣٠) الصافات ـ ١٨١ ، وقيل : ١٨٢.

(٣١) ص ـ ٨٥ ، وقيل : ٨٦ ، وقيل : ٨٨.

(٣٢) الزمر ـ ٧٢ ، وقيل : ٧٣ ، وقيل : ٧٥.

(٣٣) غافر ـ ٨٣ ، وقيل : ٨٤ ، وقيل : ٨٥ ، وقيل : ٨٦.

(٣٤) فصلت ـ ٦٢ ، وقيل : ٥٣ ، وقيل : ٥٤.

(٣٥) الشورى ـ ٥٣ ، وقيل : ٥٠.

(٣٦) الزخرف ـ ٨٩ ، وقيل : ٨٨.

(٣٧) الدخان ـ ٥٦ ، وقيل : ٥٧ ، وقيل : ٥٩.

(٣٨) الجاثية ـ ٣٦ ، وقيل : ٣٧.

(٣٩) الأحقاف ـ ٣٤ ، وقيل : ٣٥.

(٤٠) القتال ـ ٤٠ ، وقيل : ٣٩ ، وقيل : ٣٨.

(٤١) الطور ـ ٤٧ ، وقيل : ٤٨ ، وقيل : ٤٩.

(٤٢) النجم ـ ٦١ ، وقيل : ٦٢.

(٤٣) الرحمن ـ ٧٧ ، وقيل : ٧٦ ، وقيل : ٧٨.

(٤٤) الواقعة ـ ٩٩ وقيل ٩٧ ، وقيل : ٩٦.

(٤٥) الحديد ـ ٣٨ ، وقيل : ٣٩.

(٤٦) المجادلة ـ ٢٢ ، وقيل : ٢١.

١٣

(٤٧) الطلاق ـ ١١ ، وقيل : ١٢.

(٤٨) الملك ـ ٣٠ ، وقيل : ٣١ ، والصحيح الأول.

(٤٩) الحاقة ـ ٥١ ، وقيل : ٥٢.

(٥٠) المعارج ـ ٤٤ ، وقيل : ٤٣.

(٥١) نوح ـ ٣٠ ، وقيل : ٢٩ ، وقيل : ٢٨.

(٥٢) المزمل ـ ٢٠ ، وقيل : ١٩ ، وقيل : ١٨.

(٥٣) المدثر ـ ٥٥ ، وقيل : ٥٦.

(٥٤) القيامة ـ ٤٠ ، وقيل : ٣٩.

(٥٥) النبأ ـ ٤٠ ، وقيل : ٤١.

(٥٦) النازعات ـ ٤٥ ، وقيل : ٤٦.

(٥٧) عبس ـ ٤٠ ، وقيل : ٤١ ، وقيل : ٤٢.

(٥٨) الانشقاق ـ ٢٥ ، وقيل : ٢٤ ، وقيل : ٢٣.

(٥٩) الطارق ـ ١٧ ، وقيل : ١٦.

(٦٠) الفجر ـ ٣٠ ، وقيل : ٢٩ ، وقيل : ٣٢.

(٦١) الشمس ـ ١٥ ، وقيل : ١٦.

(٦٢) العلق ـ ٢٠ ، وقيل : ١٩.

(٦٣) القدر ـ ٥٥ ، وقيل : ٦.

(٦٤) البينة ـ ٨ ، وقيل : ٩.

(٦٥) الزلزلة ـ ٩ ، وقيل : ٨.

(٦٦) القارعة ـ ٨ ، وقيل : ١٠ ، وقيل : ١١.

(٦٧) قريش ـ ٤ ، وقيل : ٥.

(٦٨) الماعون ـ ٧ ، وقيل : ٦.

(٦٩) الإخلاص ـ ٤ ، وقيل : ٥.

١٤

(٧٠) الناس ـ ٧ ، وقيل : ٦.

* * *

(ب) ترتيبها :

وكما كان ضبط الآيات بفواصلها توقيفا كذلك كان وضعها فى مواضعها توقيفا ، دليل ذلك الآية : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) [البقرة : ٢٨١] كانت آخر ما نزل ، فوضعها النبى عن وحى من ربه بين آيتى الربا والدين من سورة البقرة ، وهكذا كان الأمر فى سائر الآيات.

(١) ففي سورة الأنعام ـ وهى مكية ـ الآيات : ٢٠ و ٢٣ و ٩١ و ٩٣ و ١١٤ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٣ ، فهى مدينة.

(٢) وفى سورة الأعراف ـ وهى مكية ـ الآيات من ١٦٣ ـ ١٧٠ ، فهى مدنية.

(٣) وفى سورة يونس ـ وهى مكية ـ الآيات : ٤٠ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦ ، فهى مدنية.

(٤) وفى سورة هود ـ وهى مكية ـ الآيات : ١٢ و ١٧ و ١١٤ ، فهى مدنية.

(٥) وفى سورة يوسف ـ وهى مكية ـ الآيات : ١ و ٢ و ٣ و ٧ ، فهى مدنية.

(٦) وفى سورة إبراهيم ـ وهى مكية ـ الآيتان : ٢٨ و ٢٩ ، فهما مدنيتان.

(٧) وفى سورة الحجر ـ وهى مكية ـ الآية : ٨٧ ، فهى مدنية.

(٨) وفى سورة النحل ـ وهى مكية ـ الآيات الثلاث الأخيرة ، فهى مدنية.

(٩) وفى سورة الإسراء ـ وهى مكية ـ الآيات : ٢٦ و ٢٣ و ٣٣ و ٥٧ و ٧٣ ـ ٨٠ ، فهى مدنية.

(١٠) وفى سورة الكهف ـ وهى مكية ـ الآيات : ٢٨ و ٨٣ ـ ١٠١ ، فهى مدنية.

١٥

(١١) وفى سورة مريم ـ وهى مكية ـ الآيتان : ٥٨ و ٧١ ، فهما مدنيتان.

(١٢) وفى سورة طه ـ وهى مكية ـ الآيتان : ١٣٠ و ١٣١ ، فهما مدنيتان.

(١٣) وفى سورة ـ الفرقان ـ وهى مكية ـ الآيات : ٦٨ و ٦٩ و ٧٠ ، فهى مدنية.

(١٤) وفى سورة الشعراء ـ وهى مكية ـ الآيات : ١٩٧ و ٢٢٤ ـ إلى آخر السورة ، فهى مدنية.

(١٥) وفى سورة القصص ـ وهى مكية ـ الآيات : ٥٢ ـ ٥٥ ، فهى مدنية.

(١٦) وفى سورة العنكبوت ـ وهى مكية ـ الآيات من ١ ـ ١١ ، فهى مدنية.

(١٧) وفى سورة الروم ـ وهى مكية ـ الآية : ١٧ ، فهى مدنية.

(١٨) وفى سورة لقمان ـ وهى مكية ـ الآيات : ٢٧ و ٢٨ و ٢٩ ، فهى مدنية.

(١٩) وفى سورة السجدة ـ وهى مكية ـ الآيات من ١٦ ـ ٢٠ ، فهى مدنية.

(٢٠) وفى سورة سبأ ـ وهى مكية ـ الآية : ٦ ، فهى مدنية.

(٢١) وفى سورة يس ـ وهى مكية ـ الآية : ٤٥ ، فهى مدنية.

(٢٢) وفى سورة الزمر ـ وهى مكية ـ الآيات : ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ ، فهى مدنية.

(٢٣) وفى سورة غافر ـ وهى مكية ـ الآيتان : ٥٦ و ٥٧. فهما مدنيتان.

(٢٤) وفى سورة الشورى ـ وهى مكية ـ الآيات : ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٧ ، فهى مدنية.

(٢٥) وفى سورة الزخرف ـ وهى مكية ـ الآية : ٥٤ ، فهى مدنية.

(٢٦) وفى سورة الأحقاف ـ وهى مكية ـ الآيات : ١٠ و ١٥ و ٣٥ ، فهى مدنية.

(٢٧) وفى سورة ق ـ وهى مكية ـ الآية ٣٨ ، فهى مدنية.

١٦

(٢٨) وفى سورة النجم ـ وهى مكية ـ الآية : ٣٢ ، فهى مدنية.

(٢٩) وفى سورة القمر ـ وهى مكية ـ الآيات : ٤٤ و ٤٥ و ٤٦ ، فهما مدنية.

(٣٠) وفى سورة الواقعة ـ وهى مكية ـ الآيتان : ٨١ و ٨٢ ، فهما مدنيتان.

(٣١) وفى سورة القلم ـ وهى مكية ـ الآيات : ١٢ ـ ٣٣ و ٤٨ ـ ٥٠ ، فهى مدنية.

(٣٢) وفى سورة المزمل ـ وهى مكية ـ الآيات : ١٠ و ١١ و ٢٠ ، فهى مدنية.

(٣٣) وفى سورة المرسلات ـ وهى مكية ـ الآية : ٤٨ ، فهى مدنية.

(٣٤) وفى سورة الماعون ـ وهى مكية ـ الآيات من الرابعة إلى آخر.

السورة فهى مدنية.

* * *

هذا عن السور المكية وما فيها من الآيات المدنية ، أما عن السور المدنية وما فيها من الآيات مكية.

(٣٥) ففي سورة البقرة ـ وهى مدنية ـ الآية : ٢٨١ ، فقد نزلت بمنى فى حجة الوداع.

(٣٦) وفى سورة المائدة ـ وهى مدنية ـ الآية : ٣ ، فقد نزلت بعرفات فى حجة الوداع.

(٣٧) وفى سورة الأنفال ـ وهى مدنية ـ الآيات من ٣٠ ـ ٣٦ ، فهى مكية.

(٣٨) وفى سورة التوبة ـ وهى مدنية ـ الآيتان الأخيرتان ، فهما مكيتان.

(٣٩) وفى سورة الحج ـ وهى مدنية ـ الآيات : ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٥ ، فقد نزلت بين مكة والمدينة.

(٤٠) وفى سورة محمد ـ وهى مدنية ـ الآية : ١٣ ، فقد نزلت فى الطريق فى أثناء الهجرة.

* * *

١٧

ويرتب الفقهاء على عدد الآيات أحكاما فقهية ، من ذلك مثلا : من لم يحفظ الفاتحة فيجب عليه فى الصلاة بدلها سبع آيات. هذا فيمن عد الفاتحة سبعا ، كما لا تصح الصلاة بنصف آية.

وحد السورة فى القرآن أنها تشتمل على آيات ذات فاتحة ، وخاتمة. وأقل الآيات التى تشتمل عليها السور ثلاث.

* * *

(٣) الإبدال :

وهو إقامة بعض الحروف مقام بعض ، ومنه قوله تعالى : (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) الأنفال : ٣٥. قيل : معناه : تصددة ، فأخرج الدال الثانية ياء لكثرة الدال الأولى.

(٤) الاحتراس :

* * *

وهو أن يكون الكلام محتملا لشىء بعيد فيؤتى بما يدفع ذلك الاحتمال. كقوله تعالى : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) القصص : ٣٢ ، فاحترس سبحانه بقوله : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) عن إمكان أن يدخل فى ذلك البهق والبرص.

* * *

(٥) الأحكام ، وهو قسمان :

١ ـ ما صرح به ، وهو كثير ، وسورة البقرة والنساء والمائدة والأنعام مشتملة على كثير من ذلك.

٢ ـ ما يؤخذ بطريق الاستنباط ، وهو على قسمين :

(أ) ما يستنبط من غير ضميمة إلى آية أخرى ، كاستنباط الشافعى عتق الأصل والفرع بمجرد الملك ، من قوله تعالى : (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) مريم : ٩٢ ، ٩٣ ،

١٨

فجعل العبودية منافية للولادة ، حيث ذكر فى مقابلتها ، فدل على أنهما لا يجتمعان.

(ب) ما يستنبط مع ضميمة آية أخرى ، كاستنباط على وابن عباس ، رضى الله عنهما ، أن أقل الحمل ستة أشهر ، من قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) الأحقاف : ١٥ ، مع قوله تعالى : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) لقمان : ١٤.

* * *

(٦) أسباب النزول ـ ومن فوائده :

١ ـ وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.

٢ ـ تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.

٣ ـ الوقوف على المعنى ، فهو طريق قوى فى فهم معانى الكتاب العزيز ، وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.

٤ ـ أنه قد يكون اللفظ عامّا ويقوم الدليل على التخصيص ، فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع ، لأن دخول السبب قطعى.

٥ ـ دفع توهم الحصر وذلك فى مثل قوله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) الأنعام : ١٤٥.

فإن الكفار لما حرّموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله ، وكانوا على المضادة والمحادة ، جاءت الآية مناقضة لغرضهم ، فكأنه قال : لا حلال إلا ما حرمتموه ، ولا حرام إلا ما أحللتموه. والغرض المضادة لا النفى والإثبات على الحقيقة ، فكأنه قال : لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به ، ولم يقصد حل ما وراءه ، إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل.

٦ ـ إزالة الإشكال ، من ذلك قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) البقرة : ١١٥ ، فإنا لو تركنا مدلول اللفظ لاقتضى أن المصلى لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا ، وهو خلاف الإجماع ، فلا يفهم مراد الآية حتى يعلم سببها ، وذلك أنها نزلت لما صلى النبى صلى الله

١٩

عليه وسلم على راحلته وهو مستقبل من مكة إلى المدينة ، حيث توجهت به ، فعلم أن هذا هو المراد.

٧ ـ وقد جاءت آيات فى مواضع اتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها ، كنزول آية الظهار فى أوس بن الصامت ، وآية اللعان فى شأن هلال بن أمية.

الخزاعى ، أحد الثلاثة الذين خلّفوا ثم تاب الله عليهم ، ونزول حد القذف فى رماة عائشة رضى الله عنها ، ثمّ تعدى حكمها إلى غيرهم.

* * *

(٧) الاستعارة :

وهى أن تستعار الكلمة من شىء معروف بها إلى شىء لم يعرف بها ، وذلك :

١ ـ لإظهار الخفى ، كقوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ) الزخرف : ٤ ، فإن حقيقته أنه فى أصل الكتاب ، فاستعير لفظ الأم للأصل ، لأن الأولاد تنشأ من الأم ، كما تنشأ الفروع من الأصول ، والحكمة فى ذلك تمثيل ما ليس بمرئى حتى يصير مرئيّا ، فينتقل السامع من حد السماع إلى حد العيان ، وذلك أبلغ فى البيان.

٢ ـ إيضاح ما ليس بجلى ليصير جليّا ، كقوله تعالى : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) الإسراء : ٢٤ لأن المراد أمر الولد بالذل لوالديه رحمة. فاستعير للولد أولا جانب ، ثم للجانب جناح والحكمة فى ذلك جعل ما ليس بمرئى مرئيّا لأجل حسن البيان.

ولا بد فيها من ثلاثة أشياء أصول : مستعار ، ومستعار منه ، وهو اللفظ ، ومستعار له ، وهو المعنى ، ففي قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) مريم : ٤ ، المستعار : الاشتعال ، والمستعار منه : النار ، والمستعار له : الشيب. والجامع بين المستعار منه والمستعار له مشابهة ضوء النار لبياض الشيب.

٢٠