المخصّص - ج ١٠

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٠

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

رَأَيْتُنا فى أرضٍ عَجْفاءَ وزَمَنٍ أَعْجَفَ وشَجَرٍ أَعْشَمَ فى قُفٍّ غَلِيظٍ وجادَّةٍ مُدَرَّعةٍ غَبْراءَ فبينا نحن كذلك اذْ أَنْشأَ الله من السماءِ غَيْثًا مُسْتَكِفًّا نَشْؤُهُ مُسْبَلَةً عَزالِيهِ عِظَامًا قَطْرُه جَوَادًا صَوْبُه زاكِيًا أَنْزَلُه الله جلَّ اسمُه رِزْقًا لَنا فنَعَشَ به أموالَنا ووَصَلَ به طُرُقَنا فأَصابَنا وإنا لبِنَوْطةٍ بعيدة بيْن الارْجاءِ فاهْرَمَّع مَطَرُها حتى رأيتُنا وما نرى غير السماءِ والماءِ وصَهَواتِ الطَّلْح فضربَ السَّيْلُ النِّجافَ ومَلَأَ الاوْدِيةَ فرَعَبَها فما لَبِثْنا إلَّا عشْرًا حتى رأيتُها رَوْضةً تَنْدَى العَجْفَاءُ ـ التى لا كَلَأَ بها الا قليلٌ والاعْشَمُ ـ اليابِسُ القَحِلُ ولذلك قيل للشيخ الكبير عَشَمَةٌ والمُدَرَّعةُ ـ التى لم يُتْرَكْ فيما يليها شئٌ الا أُكِلَ بمنزلة الشاةٍ الدَّرْعاءِ وهى التى يَبْيَضُّ مُقَدَّمُها وماءٌ مُدَرَّع ـ اذا أُكِلَ ما حَوْلَهُ من الكَلِا حتى ابْيَضَّ كالشاة الدَّرْعاءِ والمُسْتَكِفُّ ـ المُسْتَدِيرُ المُلْتَهِمُ أُخِذَ من الكِفَّةِ والنَّوْطةُ ـ الارضُ يَكْثُر بها الطَّلُح وليست بوادٍ والاهْرَمَّاع ـ الانْحِدَارُ وكذلك اهْرِمَّاعُ الدَّمْعِ وصَهَوَاتُ الطَّلْحِ ـ أَعالِيها يعنى أن السَّيْلَ بَلَغَ أطرافَ الشجرِ والجَادَّةُ ـ الطَّريقةُ الى الماء* قال* ونَعَتَ أبو المُجِيبِ أرضًا أَحْمَدَها فقال أَخْلَعَ شِيحُها وأَبْقَلَ رِمْثُها وخَضَبَ عَرْفَجُها واتَّسَقَ نَبْتُها واخْضَرَّتْ قُرْيانُها وأَخْوَصَتْ بُطْنانُها واسْتَحْلَسَتْ إكامُها واعْتَمَّ نَبْتُ جَراثِيمها وأَجْرَتْ نَفَلَتُها ودَرْهَمَتْ فَثَّتُها وخُبَّازَتُها واحْوَرَّتْ خَواصِرُ ابلِها وشَكِرَتْ حَلُوبَتُها وسَمِنَتْ قَتُوبَتُها وعَمِدَ ثَراها وعَقِدَتْ تَناهِبها وأماهَتْ ثِمادُها ووَثِقَ الناسُ بَصائِرتِها* الاخلاعُ والابْقالُ والخَضْبُ ـ أَوَّلُ الايراقِ واتَّسَقَ ـ اتَّصَلَ فلا ترى فُرْجةً والقُرْيَانُ ـ جَمْعُ قَرِىٍّ وهو ـ مَسِيلُ الماءِ الى الرَّوْضة وقد تقدّم والاخْواصُ ـ خُروجُ الخُوصةِ وهو أولُ نَباتِ أَفْنانِ ما ليس بعِضَةٍ والاسْتِحْلاسُ ـ التَّغَطِّى بالنَّباتِ حتى لا تُرَى الارضُ والاعْتِمامُ ـ الطُّول والجَراثِيمُ ـ مُجْتَمَعُ الترابِ الى أصُولِ الشجر ونحوِها ونَبْتُها أَشَدُّ النَّبْتِ اعْتِمامًا لَخِلَّتَيْنِ سُهُولةِ المَنْبِتِ ولأنه فى مُعَوَّذٍ وكُلُّ نَباتٍ نَبَتَ الى هَدَفٍ يُعيِذُه كشجرة أو صَخْرة فهو مُعَوَّذٌ يقال دَعُوا بَهْمَكُمْ فى مُعَوَّذِ هذه الشَّجَرة قال الشاعرُ يَصِف عُشْبا وذَكَرَ امْرأةً

اذا خَرَجَتْ من بَيْتِها راقَ عَيْنَها

مُعَوَّذُهُ وأعْجَبَتْها العَقَائق

١٨١

وقوله أَجْرَتْ ـ أَخْرَجَتْ جِراءَها وكُلُّ ثَمَرةٍ نَحْو ثَمَرة الحَنْظَل والقِثَّاءِ والخِيَارِ والبِطِّيخ اذا كانَ صِغارًا فهى جِرَاءٌ الواحدُ جِرْوٌ حتى الرُّمَّان الصِّغَار والشَّكَرُ ـ كَثْرةُ الدَّرِّ شَكِرَتِ الناقةُ والشاةُ ـ غَزْرَتْ وكَثُرَ دَرُّها وأنشد

فانْ لم يكنْ الَّا الصَّحَاصِحُ رُوِّحَتْ

مُحَفَّلةً ضَرَّاتُها شَكِراتِ

وعَمَدُ الثَّرَى ـ رِيُّهُ حتى اذا قَبَضْتَ عليه تَقَرَّدَ والتَّناهِى جَمْعُ تَنْهِيَةٍ وهى ـ مُسْتَقَرُّ السَّيْلِ حيثُ يَنْقَعُ وعَقَدُها ـ اجتماعُ مائِها وذلك لكَثْرتِه ولو لا ذلك تَفَرَّقَ وتَقَطَّع والصَّائِرةُ ـ الكَلَأُ والماءُ وقيل الصَّائِرةُ مَصَايِرُ للناسِ يَصِيرون اليها

* قال* وسأل الحجاجُ رَجُلاً قَدِمَ من الحجازِ عن المطر فقال تَتابَعَتْ علينا الاسْمِيَةُ حتى مَنَعَت السُّفَّارَ وتَظَالَمتِ المِعْزَى واحْتُلِبَتِ الدَرَّةُ بالجِرَّه احْتِلابُ الدِّرَّةِ بالجِرَّة ـ أنَّ المَواشِىَ تَتَمَلَّأُ ثم تَبْرُكُ أو تَرْبِضُ فلا تَزالُ تَجْتَرُّ الى حِينِ الحَلْبِ * الاصمعى* الفَيْحُ والفُيُوحُ ـ خِصْبُ الرَّبِيع فى سَعَةِ البلادِ وأنشد

* يَرْعَى السَّحابَ العَهْدَ والفُيُوحَا*

* ابن دريد* .... (١) روضة* الاصمعى* أَفْرَعَ الوادى أهلَه ـ كَفَاهم

ابتداء النبات وانتهاؤه

* أبو حنيفة* نَبَتَ يَنْبُتُ نَباتًا ونَبْتًا وأَنْبَتَه اللهُ* أبو عبيد* نَبَتَ الشئُ وأَنْبَتَ* قال سيبويه* فى قوله تعالى (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) هو من المَصادِر الآتيةِ على غيرِ أفعالِها كقوله تعالى (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) وقوله

* وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ*

* قال أبو على* ومثله

* وبَعْدَ عَطائِكَ المِائةَ الرِّتَاعَا*

وله نظائرُ كثيرةٌ سيأتى ذكرها فى موضعه ان شاء الله تعالى* أبو حنيفة* النَّباتُ الذى يَنْبُتُ والنَّبِيتُ ـ أصلُه الذى يَنْبُتُ عليه ومنه النَّبِيتُ وهو حَىٌّ من الانْصار والمَنْبِتُ ـ المكانُ الذى يَنْبُت فيه* قال سيبويه* هو نادر ذهبَ الى أن قِياسَه مَفْعَلٌ لان المكان من فَعَلَ يَفْعُلُ يجىء عليه المَفْعَلُ اطِّرادا الا ألفاظا معروفة سيأتى

__________________

(١) بياض بالأصل

١٨٢

ذكرها فى قوانين المصادر ولما ذكر أبو عبيد تلك الالفاظَ قال وقد يجوز فيها كُلِّها النصبُ يعنى الفَتْحَ ذهب الى أصل القياس* صاحب العين* الصَّدْعُ ـ نَبَاتُ الارضِ وقد تَصَدَّعَتِ الارضُ عن النباتِ ـ تَشَقَّقَتْ وفى التنزيل (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) ومنه صَدَعْتُ النَّهَرَ والارضَ صَدْعًا وصَدَّعْتُهما ـ شَقَقْتُهما* أبو حنيفة* رأيت أرضَ بنى فلانٍ واعِدَةً حَسَنَةً ـ اذا رُجِىَ خَيْرُها وتَمامُ نَباتِها فى أَوَّلِ ما يَظْهَرُ النَّبْتُ وأنشد

رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهِنَّ وَراقَهُ

لُعَاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ

* أبو عبيد* أَبْشَرَت الارضُ ـ أَخْرَجَتْ نَباتَها وما أحْسَنَ بَشَرَتَها* أبو حنيفة* أبْشَرَتْ ـ حَسُنَ طُلُوع نَبْتِها* قال* وذلك اذا بُذِرَتْ فخرج بَذْرُها* وقال* بَشَرَتِ الارضُ ـ حَيَّتْ وأَنْبَتَتْ وبَشَرَتْ ـ اذا خرج أوّلُ النَّبْتِ ورأيتَ تَباشِيرَه* ابن السكيت* نَشَرَتِ الارضُ تَنْشُرُ نُشُورًا بالنون ـ اذا أصابَها الربيعُ فأَنْبَتَتْ وما أَحْسَنَ نَشَرتَها ـ أى بَدْهَ نَباتِها وليس يثبت* أبو عبيد* أَمْشَرَت الارضُ وما أَحْسَنَ مَشَرَتَها وأَوْدَسَتْ وتَوَدَّسَتْ وما أحسنَ وَدَسَها ووِدَاسَها* أبو حنيفة* وَدَّسَتْ والتَوَدُّسُ ـ رَعْىُ الوَادِس* وقال* أَوْدَسَتِ الارضُ ـ اذا وضَعَتِ الماشيةُ رُءُوسَها تَبْتَغِى النَّبْتَ والوادِسُ ـ البَقْلُ قبل أن يَتَشَعَّبَ* ابن السكيت* وهو الوَدِيسُ وزادَ وَدَسَتِ الارضُ وأَوْبَصَتْ* وقال* أَبَشَّتِ الارضُ ـ فى أَوَّلِ خروج بَذْرِها* أبو عبيد* اضْبَأَكَّتِ الارض واضمْأَكَّتْ خرج نَبْتُها* أبو حنيفة* اضْبَأَكَّتْ واضْمَأَكَّتْ ـ اخْضَرَّت وطَلَع نباتُها* ابن دريد* أرضٌ مُبْرَنْشِقةٌ ـ مُخْضَرَّةٌ* ابن السكيت* احْوَأَلَّت الارض ـ اخْضَرَّتْ واسْتَوَى نَباتُها* وقال أبو الغمر* أرضٌ ناسِكَةٌ ـ شديدةُ الخُضْرةِ حَدِيثةُ المَطَرِ* أبو حنيفة* ذَرَّتِ الارض تَذُرُّ ذُرُورًا وظَفَّرَتْ وأَدْلَسَتْ أَطْلَعَت النَّبْتَ بعد المَطَرِ* وقال* أَزْعَمَت الارض ـ طَلَعَ أَوَّلُ نَبْتِها وأَوْشَمَتْ ـ اذا أبْصَرْتَ شيأ من النباتِ* ابن الاعرابى* والاسمُ الوَشْمُ وأنشد

رَعَى بها قَرِيحةً ووَشْمَا

بَيْنَ الدِّماثِ وأَخادِيدِ الْمَا

١٨٣

وأنشد أبو حنيفة

* كَمْ مِنْ كَعَابٍ كالمَهاةِ المُوشِمِ*

المُوشِمُ ـ التى يَنْبُتُ لها وَشْمٌ من النَّباتِ وقيل شُبِّهَ بالوَشْم فى الكَفِّ وقيل انما هو ما يَظْهَرُ من أولِ النباتِ كايشامِ السَّحابِ وهو أول ما يُرَى من بَرْقه وقد تقدّم* صاحب العين* جَدَرَ النَّبْتُ والشجرُ وجَدُرَ جَدَارةً وجَدَّرَ وأجْدَرَ ـ طَلَعَت رُءُوسُه فى أول الربيع وأَجْدَرَتِ الارضُ كذلك* ابن دريد* زَفَرَتِ الارضُ ـ أظْهَرَتْ نباتها* ابن السكيت* نَدَرَ النباتُ يَنْدُرُ ـ اذا خرج الوَرَقُ من أعْرَاضِهِ واسْتَنْدَرَتِ الابلُ ـ أراغَتْهُ للَاكْلِ* أبو حنيفة* عَنَتِ الارض بنَباتٍ حَسَنٍ. اذا أَنْبَتَتْ نَباتًا حَسَنًا وأنشد

ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ مما عَنَتْ به

من النَّبْتِ إلَّا يَبْسُها وهَجِيرُها

وهذا من الاظْهارِ كما يقال عَنَتِ الارض بماء كثيرٍ اذا لم تَحْفَظْهُ فظهر وقد يجوز أن يكونَ عُنْوانُ الكتابِ من هذا لظُهورِه* ابن السكيت* لم تَعْنُ بلادُنا العامَ بشئ ولم تَعْنِ ـ أى لم تُنْبِتْ شيأ وقد أَعْنَى المطرُ النَّبْتَ وأنشد

ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِىُّ فلم يُلِتْ

كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا

* أبو زيد* يقال للارض اذا كانت بَيْضاءَ ليس فيها شئٌ ثم أصابها المطرُ فاخْضَرتْ واسْتَوَتْ خُضْرَتُها ونباتُها ـ ادْباسَّتْ* أبو حنيفة* قَرَّحَتِ الارضُ والتَقْرِيحُ أَوَّلُ شئٍ يَخْرُجُ من البَقْلِ وهو الذى يَنْبُتُ فى الحَبِّ* وقال* أَدْبَسَتِ الارضُ ـ اذا رُئِىَ أَوَّلُ سَوادِ النَّبْتِ* قال* وقال أبو عمرو هو مادامَ صِغارًا غَفْرٌ وقد أغْفَرَتِ الارضُ وهو مأخوذٌ من الغَفْرِ وهو الشَّعَرُ الصِّغارُ القِصَارُ الذى هو مِثْلُ الزَّغَبِ يقال رجلٌ غَفِرُ الغَفَا وامرأةٌ غَفِرَةُ الوَجْهِ ـ اذا كان فى وَجْهِها غَفْرٌ وقيل الشَّعْرُ الذى فى العُنُق يُدْعَى الغَفِيرَ والغُفَارةَ والغَفْرَ* قال المتعقب* قد صَدَقَ فيما حكاه عن أبى عمرو والمعروف الغَفَرُ بالفتح ولا أَعْرِفُ الغَفْرَ الا عن أبى عمرو وقد يمكن أن يقال غَفْرٌ وغَفَرٌ الا أن الفتح أشهر ولم يذكراه وقد قال الراجز

* قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بسَاقَيْها الغَفَرْ*

وقد رَوَى هذا الرجزَ غيرُ واحد من الرُّواة بساقيها القَفَرْ بالقاف وقد غَلِطُوا والرواية

١٨٤

بالغين وممن رواه بالقاف ابن دريد والوجه ما أنبأتُك* ابن السكيت* ظَفَّرَت الارضُ ـ أخرجتْ من النباتِ ما يمكن احْتِفاؤُه بالظُّفُر وهو الظَّفْرُ* أبو حنيفة* وقد أتْفَرَتِ الارضُ ـ اذا كان عُشْبُها تَفِرًا أى صغيرا لم يَنْهَضْ ولم يُسْتَمْكَنْ منه قال الشاعر ووَصَفَ أُرْوِيَّةً

لها تَفِراتٌ تَحْتَها وقَصَارُها

الى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

* وقال* أحْلَسَتِ الارض وأَلْحَسَتْ وأَلَسَّتْ ـ اذا اطَّرَدَت للعين الخُضْرَةُ فيها والتمستُها الشاةُ والبعيرُ ونالا منها شيأ فلَحِسَتْ ولَسَّتْ واللَّسُّ ـ فوقَ اللَّحْسِ ومادامَ العُشْبُ صغيرا لا تَسْتَمْكِنُ منه الرَّاعِيةُ فهو اللُّسَاسُ لانها تَلُسُّه بالْسِنَتِها لَسًّا وأنشد

يُوشِكُ أنْ تُوجِسَ فى الايجاسِ

فى باقلِ الرِّمْثِ وفى اللُّسَاسِ

وقال زهير فى اللَّسِ

ثلاثٌ كاقْواسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ

قَدِ اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِيرِ جَحافِلُهْ

والغَمِيرُ ـ الرُّطْبُ أَوَّلَ ما يَبْدُو فى خِلالِ اليابِسِ* ابن السكيت* اكْتَحَلَت الارض بالخُضْرةِ وتَكَحَّلَتْ وأَكْحَلَتْ وذلك حسين ترى أوَّلَ خُضْرةِ النباتِ ورأيت كُحْلَ الغَيْثِ وذلك أن يُرَى النَّبْتُ فى الاصولِ الكِبارِ أو فى الحشيشِ اذا كان قد أُكِلَ ولا يقال ذلك فى العِضاهِ* وقال* أَوْشَتِ الارضُ ـ خرج أوَّلُ نَبْتِها* أبو عبيد* طَرَّ النَّبْتُ يَطُرُّ طُرُورًا ـ اذا نَبَتَ وكذلك الشارب وقد تقدّم* وقال* كَثَأَ النَّبْتُ والوَبَرُ ـ اذا طَلَع* أبو حنيفة* وكذلك ازْبَأَرَّ فيهما* وقال* نَقَّضَ البقلُ ـ خرجت رُءُوسُه* ابن السكيت* اذا مُطِرَتِ الارض فى الحِينِ الذى تُنْبِتُ فيه انْتُظِرَتْ إجابَتُها ثلاثا ثم يرى أوَّلُ نَباتها وهو أن يُنَقِّضَ فتقول تركتُ أرضَهُمْ نِقْضًا واحِدًا* أبو حنيفة* وأوّلُ ما يخرج من البَقْلِ قبل أن يَتَشَعَّبَ فهو بَذْرٌ وقيل البَذْرُ ـ ما عُزِلَ من الحُبُوبِ للزراعةِ والجمع بُذُورٌ وبِذَارٌ وقد بَذَرَت الارضُ تَبْذُرُ بَذْرًا وبُذُورًا وبَذَّرَتْ رما أحسنَ بَذْرَتَها ثم يكون مُتَشَعِّبا ثم مَعْرُوفا وذلك اذا عُرِفَتْ وُجُوهُه وبارِضُ النبت ـ أوَّلُ ما يَبْدُو منه يقال قد بَرَّضَتِ الارض والبارضُ نفس النباتِ وقد بَرَضَ يَبْرُضُ بُرُوضًا وقيل

١٨٥

هو أوّلُه وأنشد

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً

وصَمْعاءَ حتَّى آنَفَتْها نِصَالُها

يريد أنها رَعَتِ البارضَ حتى صارَ جَمِيمًا* الاصمعى* اذا ظهرَ نَبَاتُ الارض قيل تَبَرَّضَتْ* ابن السكيت* البارِضُ من النباتِ الجَعْدَةُ والنَّزَعَةُ والبُهْمَى والهَلْتَى والقَبَاةُ وبناتُ الارض مكانٌ مُبْرِضٌ ـ اذا تعاوَنَ بارِضُه وخرج* أبو حنيفة* يقال للنباتِ أوَّلَ ما يَطْلُع قد سَبَّدَ وكذلك رِيشُ الطائِر وشَعَرُ الرأسِ بعد الحَلْقِ سَبَّدَ وأَسْبَدَ وهو السَّبَدُ وجمعه أَسْبادٌ قال الشاعر ووَصَفَ غَزالاً فشَبَّهه فى لُطُوئِهِ بالارضَ وقد نامَ بِنَصِيَّةٍ قد سَبَّدَتْ

أو كاسْبادِ النَّصِيَّةِ لم

يَجْتَدِلْ فى حاجِرٍ مُسْتنام

ويقال أَنْتَشَ النَّبْتُ ـ اذا خرجتْ رُءُوسُهُ من الارض قبل أن يُعْرَفَ والاسمُ النَّتَشُ وأَنْتَشَ الحَبُّ ـ اذا ابْتَلَّ فضَرَبَ نَتَشُه فى الارض* صاحب العين* النَّتَشُ ما يَبْدُو منه أوّلَ ما يَنْبُتُ من أَسْفَل ومن فوق* أبو حنيفة* يقال فى أوّل ما يَبْدُو النباتُ رأيت فى الارضِ تَفاطِيرَ نَباتٍ ـ أى نَبْذًا منه ولا واحد للتَّفاطيرِ ومنه قيل للبَثْرِ الذى يظهرُ فى وجهِ الغُلامِ اذا احْتَلَم تَفاطِيرُ يقال بَدا فى وَجْهه تَفاطِيرُ الشَّبابِ وأنشد

أَبْتَ إبِلى ماءَ الحِياضِ وآلَفَتْ

تَفاطِيرَ وَسْمِىٍّ وأحْناءَ مَكْرَعِ

والشِّبْرِقةُ من النبت ـ أوَّلُه وابتداؤه قبل أن يَكْثُر فى الارض* قال* وأحْسَبُه من شَبارِق الثوبِ وهى مِزَقُه ويقال بَصَّصَ النبتُ ـ وذلك حين يَنْفَتِحُ وَرَقُه وهو مثل تَبْصِيصِ الجِرْوِ واذا ارتفع العُشْبُ قليلا حتى يُمْكِنَ أن يُنْتَفَ بالاظْفارِ فهو النَّمِيصُ وقد أَنْمَصَ البَقْلُ ومنه نَمْصُ الشعرِ من الوَجْه وهو نَتْفُه ولذلك قيل للمِنْقاشِ الذى يُنْتَفُ به مِنْماصٌ ومنه الحديث الذى يروى عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه قيل له مَتَى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ فقال اذا لم تَحْتَفُوا بها بَقْلاً» أى اذا لم تَجِدُوا فى الارض من البَقْلِ شيأ ولو بأن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لصِغَرِه ويقال بَقَلَ النَّبْتُ يَبْقُلُ بُقُولاً ـ أوَّل ما يَطْلُع ومن ذلك بَقَلَ نابُ البعيرِ اذا طلع وبَقَلَ وجهُ الغلامِ ـ اذا طَلَعتْ لِحْيَتُه وقد تقدّم ونَجَم النباتُ ـ طَلَع والنُّجومُ ـ ما نَجَم من

١٨٦

النباتِ أيامَ الربيع ترى رءوسها أمثالَ المِسَالِّ وكُلُّ ما طلع ـ ناجِمٌ ولا يسمى نَجْمًا وان قيل نَجَمَ لان النَّجْمَ اسمٌ لما يرتفع من النباتِ على غيرِ ساقٍ ولذلك سُمِّىَ الثِّيلُ نَجْمًا وكذلك قيل فى قول الله عزوجل (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) * ابن السكيت* البَرْوَقُ ـ ما يَكْسُو الارضَ من أَوَّلِ خُضْرةِ النباتِ* أبو زيد* أُلْبِسَت الارضُ ـ غَطَّاها النبتُ* أبو حنيفة* واذا اطَّرَدَت الخُضْرةُ لِعَينِ النَّاظرِ فذاك الوَرَاقُ* أبو عبيد* الوَراقُ ـ خُضْرةُ الارضِ من الحَشِيشِ وليس من الوَرَقِ وأنشد

كأَنَّ جِيادَهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ

جَرَادٌ قد أَطَاعَ له الوَرَاقُ

* أبو حنيفة* ويقال للْوَراقِ الانَقُ وأنشد

* جاءَ بنُو عَمِّكَ رُوَّاد الأَنَقْ*

فاذا أمكنَ العُشْبُ من أن يُرْعَى قيل أَرْعَتِ الارض* أبو عبيد* ولهذا قالت العرب شهر مَرْعًى وذلك اذا كان النباتُ بقَدْرِ ما يُمْكِنُ النَّعَم أن تَرْعاه* أبو حنيفة* فاذا ارتفع العُشْبُ عن ذلك قليلا وهو رَخْصٌ ناعمٌ لم يَشْتَدَّ فهو اللُّعَاعُ والنُّعَاعُ وقد أَلَعَّتِ الارضُ وتَلَعَّتِ الماشيةُ اللُّعَاعَ واللُّعاعَةَ ـ رَعَتْه قال ابن مُقْبِل يصف بقرةَ وَحْشٍ

كادَ اللُّعَاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها

ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلُ

الرِّجْرِجُ والحَوْذانُ بَقْلَتانِ أراد أن اللُّعَاعَ الناعمَ كادَ يَذْبَحُ هذه البقرةَ لأنها غَصَّتْ به حين أكلَ السبعُ طَلَاها* على* ليس الرِّجْرِجُ نَباتًا وقد غلط أبو حنيفة انما الرِّجْرِجُ بقِيَّةُ الماء قال هِمْيان

فأَسْأَرَتْ فى الحَوْضِ حِضْجًا حاضِجا

قد عادَ من أنْفاسِها رَجارِجا

وقال ابنُ أحمرَ وذَكَرَ وَحْشًا

فبَدَرْتُه عَيْنًا ولَجَّ بطَرْفِه

عَنِّى لُعاعةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ

واللَّغْوَسُ ـ عُشْبٌ رقيقٌ لم يَشْتَدَّ بعْدُ ولم يَلْتَفَّ والمُتَرَئِّدُ ـ الناعمُ المُهْتَزُّ وقد قيل فى اللَّغْوَسِ إنه ضربٌ من النَّبْتِ ولم أَجِدْه* أبو عبيد* اللُّعَاعُ ـ أوَّلُ النبتِ وقد أَلَعَّتِ الارضُ وتَلَعَّيْتُه أنا ـ أَكَلْتُه على التحويل وقيل النُّعَاعُ

١٨٧

كاللُّماعِ واحدته نُعاعَةٌ* أبو حنيفة* واذا كانت اللُّعاعَةُ من الجَنْبةِ ـ سُمِّيت خُوصَةً وقد أخاصَ وهو من الضَّعَةِ والثُّمَامِ الحَجَنُ وقد أَحْجَنَ الثُّمَام ـ اذا نَبَت واذا كان النباتُ كذلك قد نَهَضَ لُعَاعًا غَضًّا فهو المَشْرُ وعند ذلك يقال للنبتِ ناهِضٌ وجمعُه نَواهِضُ وأنشد

الضامِنينَ لِمَالِ جارِهم

حتى تَتِمَّ نَواهِضُ البَقْلِ

والبُسْرُ كاللُّعاعَةِ وكلُّ غَضٍّ بُسْرٌ وكلُّ ما أَخَذْتَهُ غَضًّا طَرِيًّا فقد ابْتَسَرْتَه ومنه ابْتِسارُ الفَحْلِ الطَّرُوفةَ اذا طَرَقَها على غير ضَبَعَةٍ فاغْتَصَبها نفسها وحتى قيل للشمس فى أولِ طُلُوعِها بُسْرةٌ قال أبو وَجْزةَ وذكر الظَّعائنَ فى ارْتِحالِهِنَ

فَعالَيْنَ قبل الطَّيْرِ والشمسُ بُسْرةٌ

عليها الوَلَايا والسَّدِيلَ المُرَقَّمَا

وكذلك البُسْرُ من الماءِ وهو الطَّرِىُّ الغَضُّ الحديث المَطَرِ ويقال غَضٌّ بَيِّنُ الغُضُوضَةِ ولا يقال الغَضَاضَة انما الغَضاضَةُ فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤنَفُ* قال* واذا ارتفع العُشْبُ عن اللُّعَاعِ فهو ـ الرُّمَامُ وذلك اذا ثَبَتَتْ فيه رُءُوسُ الماشيةِ فاذا ارتفع عن ذلك فقد اسْتَرْألَ* قال* وما دامَ النبتُ صِغارًا فانه يكون فِرَقًا لم يُغَطِّ الارضَ ولم يَطَّرِدْ لِلْعَيْن للفَرَجِ التى تكون فى خِلالِه* أبو عبيد* فاذا استدَّ خَصاصُ النبتِ قيل اسْتَكَّ وأنشد أبو علىٍّ للطِّرِمَّاحِ

عِشَار وعُوذ شَيَّعَتْ طَرِفانِها

أُصولٌ لها مُسْتَكَّةٌ وفُروعُ

الطَّرِفاتُ ـ التى تطرفُ المَرْعَى هنا وهنا والمُسْتَكَّةُ ـ المُلْتَفَّةُ من قولهم اذُنٌ سَكَّاءُ مُجْتَمِعةٌ ومعنى السَّكَكِ فى الرِّياضِ أن يَكثَرُ النبتُ فيها حتى يَشْغَلَ المواضع فلا يَتَّسِعَ لغيره كما قيل لها الحَرَجَةُ والحَرَجُ الضِّيقُ وخِلَافُ الاباحةِ التى هى السَّعةُ* ابن السكيت* ازْدَجَّ كاسْتَكَّ* أبو عبيد* فاذا اتَّصَلَ بعضه ببعضٍ قيل وَصَتِ الارضُ* قال الفارسى* حقيقةُ الوَصْىِ الوَصْلُ ومنه الوَصِيَّةُ لأن المُوصِى وَصَلَ أَمْرَهُ بالمُوصَى اليه* أبو حنيفة* وَصَى النبتُ وَصْيًا ووَصاةً قال الراعى وذكَرَ ابلا

اذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ وَصَى لها

عَرادٌ وحَاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَجْرَعا

العَرادُ والحَاذُ ـ نَبْتانِ* أبو عبيد* فاذا كاد يُغَطِّى الارضَ أو غَطَّاها

١٨٨

لكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ* أبو حنيفة* اسْتَحْلَسَتِ الارض ـ صار عليها من النبتِ مثل الحِلْس واسْتَحْلَسَ الليلُ ـ تَراكَمَتْ ظُلْمَتُه واسْتَحْلَسَ السَّنامُ اذا رَكِبَتْهُ رَوادِفُ الشَّحْمِ وقد أحْلَسَ العُشْبُ واذا نظرتَ الى ظُلْمةِ النبتِ كالليل من شِدَّة سَوادهِ قيل ـ ادْهامَّتِ الارض واحْمَوْمَتْ والحُمَّةُ ـ الاكَمَةُ السَّوْداءُ وقالوا الْتَفَعَتِ الارض بالنباتِ مأخُوذٌ من اللِّفَاعِ وهو الثوبُ يُلْتَحَفُ به واذا نهضَ فانْتَشَر فصار كأنه جُمَمُ الرِّجالِ فهو الجَمِيمُ وجمعه أجِمَّاءُ قال أبو وَجْزَة السَّعْدِىُّ وذكَرَ وَحْشا

يَقْرِمْنَ سَعْدانَ الاباهِرِ فى النَّدَى

وعِذْق الخُزَامَى والنَّصِىَّ المُجَمِّمَا

* ابن السكيت* جَمَّمَتِ الارض ـ أوْرَقَ شَجَرُها وهى من النَّصِىِّ والصِّلِّيانِ والغَرْزِ* أبو حنيفة* واذا اهْتَزَّ العُشْبُ وأَمْكَنَ أن يُقْبَضَ عليه قيل قد اجْثَأَلْ فاذا طالَ وارتفع عن ذلك قيل اعْتَمَّ وهو عَمِيمٌ وعُمٌّ قال الهُذَلِىُّ وذكر حَميرا

يَرْتَدْنَ ساهرةً كأَنَّ عَمِيمها

وجَمِيمَها أسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ

وأنشد أيضا

* يُرِيحُ فى العُمِّ ويَجْنِى الأَبْلَما*

الابْلَمُ ـ نَبْتٌ واذا أسرع العُشْبُ النباتَ وطال قيل نبتٌ غُمَالِجٌ والغُمْلُوجُ ـ الغَضُّ النَّاعِمُ من النباتِ وأنشد

* مَشْى العَذَارَى تَبْتَغِى الغُمَالِجا*

يعنى البقل الرَّخْص الناعم والغُمْلُوج والعُسْلُوج والخُرْعُوب واحد واذا كان مع طلوعه يتَثَنَّى نَعْمةً فهو أَغْيَد فاذا طال قيل اسبَكَرَّ قال الراجز

* أَزْواج مُزْهِىِ (١) النباتِ مُسْبَكِرّ*

* قال* وهو حينئذ الزُّخَارِىُّ وقد زَخَر النباتُ يَزْخَر زُخُورا وزَخْرا وروضةٌ زاخِرةٌ وأنشد

زُخَارِىّ النباتِ كأَنَّ فيه

جِيَادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوع

* ابن دريد* نبتٌ زُخَارِىٌّ وزَخْوَرِىٌّ وزَخْوَرٌ ـ اذا تَمَّ وطال وكذلك قَيْعُونٌ

__________________

(١) مزهى بتحريك الياء اه

١٨٩

* صاحب العين* اصْحَامَّتِ البَقْلة ـ اشتدَّت خُضْرتها* أبو حنيفة* واذا طال وحَسُن مع ذلك نبتُه قيل ما أَحْسَنَ سَمْقَه* ابن دريد* نبتٌ سامق وسَمِيق ـ تامٌّ وقد سَمَق وسَمُق* أبو حنيفة* ويقال ائْتَصَرَ النبتُ ـ طال وهو من الْاصِير يقال هُدْب أَصِيرٌ ـ اذا كان طويلا كثيفا وأنشد

* لِكُلِّ مَنَامةٍ هُدْبٌ أَصِير*

وأحسبه مأخوذا من الاصَار وهو ـ الطُّنُب ليس بأَطْوَل الأطناب واذا كان كذلك قيل مَتَع النباتُ يَمْتَع مُتُوعا والماتِعُ من كل شئ ـ الطويل ومنه قولهم مَتَع النهارُ ـ اذا ارتفع وأنشد

فلمَّا قَلَّص الحَوْذانُ عنه

وآلَ لَويُّهُ بعْدَ المُتُوع

* قال* وغُلَواءُ النبتِ ـ حين يَغْلُو أى يطول وأنشد

* كالغُصْنِ فى غُلَوائِه المُتَأَوِّدِ*

غَلَا ـ ارتفع وغَلَا ـ أفرط وفَخَر أيضا يَفْخَر فُخُورا وهو عُشْبٌ فاخر ـ اذا طال قال الراجز

* وَجْنَبة قد فَخَرَتْ فُخُورا*

فاذا اجتمع نبتُ الارض وطال وكَبِر قيل التَجَّتِ الارض وقيل المُلْتَجَّة ـ المُعْتَلِجة وقد اعْتَلَج وأَعْلَج وعَبَّ عُبَابًا وأنشد

رَوَافِع للْحِمَى مُتَصَفِّقات

اذا أَمْسَى لِصَيِّفِه عُبَابُ

* وقال* العُبَاب الخُوَصة* أبو عبيد* فاذا بلغ والْتَفَّ قيل قد اسْتَأْسَد وتَأَسَّد* أبو حنيفة* فاذا حَسُنَ نباتُه فى طوله وكثرته وجاد بما عنده قيل طاعَ النباتُ طَوْعا وأَطَاع وأَطَاعتِ الارض ومعنى الطَّوْع والطَّاعةِ ـ بلوغُ المراد منه* ابن الاعرابى* نَبَاتٌ طَيِّعٌ كذلك* أبو حنيفة* أَجَابت الارض وأَجَاب النباتُ مثلُ أطاعَ قال زهير

وغَيْثٍ من الوَسْمِىِّ حُوِّ تِلَاعُه

أجابَتْ رَوَابِيه النِّجا وَهَواطِلُه (١)

أى أجابت الرَّوَابِى بالنبات والهَواطِلُ بالمطر* صاحب العين* بَهِجَ النباتُ فهو بَهِيجٌ ـ حَسُنَ* على* بَهِيجٌ على بَهُجَ* أبو عبيد* وأَبْهَجَتِ الارض

__________________

(١) قلت ويروى اجابات روابيه النجاء هو اطله وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٩٠

ـ بَهُجَ نباتُها وتَبَاهَجَ النَّوْرُ ـ تَضاحَكَ* أبو حنيفة* فاذا كان مع الطُّولِ كثيرا قيل أَثَّ يَؤُثُّ أَثاثةً وهو أَثِيتٌ وكذلك الشَّعَر* ابن الاعرابى* أَثَّ يَؤُثُّ وأْتَثَّ واتْمَهَلَّ واكْتَهَلَّ* النضر* أَزَجَ العُشْبُ ـ طال* أبو حنيفة* نبتٌ أَلَفُّ ولَفِيفٌ وقد لَفَّ يَلَفُّ لَفًّا ولَفَفًا والتَفَّ وَجْهُ الغلام ـ اذا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُه واسْتَدَّ خَصاصُها وكذلك الفَخِذُ اللَّفَّاءُ وهى التى لا فُرْجةَ بينها وبين أُخْتِها قال الله تعالى (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) واحدها لِفٌّ* قال الفارسى* أما قوله تعالى (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) فقيل واحدها لِفٌّ وقيل انه جمع الجمع جَنَّةٌ لَفَّاءُ وجِنَانٌ لُفٌّ ثم يجمع لُفٌّ على ألْفافٍ ولعلهم قالوا لَفِيفٌ فيكون ألْفافًا جمع لَفِيفٍ كنَصِير وأنْصارٍ* ابن الاعرابى* تَنَجَّخَ ـ النبتُ ـ الْتَفَّ* قال* وقال بعض الاعراب مَرَرْنا ببَعِير قد شَبَّكَتْ نَجَخَاتُ السِّمَاكِ بين ضُلُوعه يعنى ما أنبتَ اللهُ من النباتِ بنَوْءِ السِّمَاك* ابن السكيت* رأيت أرضا كأنها الطِّيقانُ ـ اذا كثُر نَبْتُها* وقال* عُشْبٌ شَرْمٌ ـ ضَخْمٌ* ابن الاعرابى* الشَّرْمُ ـ الذى يؤكل أعلاه ولا يحتاج الى أصوله ولا أوساطِه* أحمد بن يحيى* السَّهْوَقُ ـ الرَّيَّانُ من كل شئ قبل النَّمَاءِ* صاحب العين* هو الرَّيَّانُ من سُوقِ الشجر* ابن دريد* الغَيْهَقُ ـ الغَضُّ التَّارُّ من النبات* أبو حاتم* اكْتَسَتِ الارض ـ تَمَّ نباتُها* أبو حنيفة* عَفا النبتٌ يَعْفُو ـ كثر وأَعْفاهُ الله وعَفْوةُ الكَلَا ـ خِيارُه ووافِرُه واذا طال النبتُ والتَفَّ وغَلُظَ قيل اغْلَوْلَبَ ومنه الغَلَبُ فى الرَّقَبة وهو أن تَغْلُظَ حتى لا يقدر صاحبُها أن يَلْتَفِتَ ويقال هَدَرَ العُشْبُ هَدِيرًا وهَدِيرُه تَمامُه وكَثْرَتُه والهادِرةُ ـ الارض التى قد انتهى عُشْبُها فى الطُّول* ابن الاعرابى* هَدَرَ النبتُ يَهْدِرُ ويَهْدُرُ ـ اذا انتهى فى الطُّول ومنه الهادِرُ من اللَّبَن وهو المنتهى طِيبًا وإثْمارا* أبو حنيفة* يقال للارضِ اذا طال نَبْتُها وارتفع جَأَرَتِ الارض بالنبات ومنه غَيْثٌ جُؤَرٌ ـ اذا طال نبتُه وارتفع والجَأْر من النبتِ الغَضُّ الرَّيَّانُ وأنشد

* وكُلِّلَتْ بالاقْحُوانِ الجَأْرِ*

وهو نبتٌ جُؤَرٌ واذا طال العُشْبُ وسَمَقَ قيل وَرِمَ ورَمًا وتَمَطَّى وكلُّ مُمْتَدٍّ مُتَمَطٍّ قال

١٩١

الشاعر ووصف نباتا

فتَمَطَّى زَمْخَرِىٌّ وارِمٌ

من رَبيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَلْ

والزَّمْخَرُ والزَّمْخَرِىُّ من النبات ـ الناعم الاجْوَفُ من الرِّىِّ والقَصَبُ زَمْخَرٌ وأنشد

* فى زَمْخَرٍ أَجْوَفَ مُسْتَجِنِّ*

يعنى الزَّمَّارة والزَّمْخَرُ السِّهامُ الجُوفُ وأنشد

يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنها غُبُطٌ

بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ المَرْمِىَّ إعْجالا

* وقال* ازْمَخَرَّ النبتُ ـ اسْتَأْسَدَ والْتَفَّ قاله فى النبتِ والشَّجَر* أبو حنيفة* واذا كان النباتُ لَيِّنًا رَطْبًا تأخُذُه الماشيةُ كيف شاءَت قيل نَباتٌ مَرِخٌ* وقال* الخَضِيمةُ والغَذِيمةُ من جميعِ المَراعى ـ ما أَمْكَنَ الماشيةَ خَضَمَ يَخْضِمُ وغَذَمَ يَغْذُمُ والخَضَامُ والغَذَامُ ـ ما خُضِمُ وغُذِمَ وكذلك القَضَامُ والعَضَاضُ* وقال* آزَرَ النبتُ ـ طال وقَوِىَ وأنشد

* زَرْعًا وقَضْبًا مُؤْزِرَ النَّباتِ*

* غيره* نبتٌ مُؤْزَرٌ ومُتَأَزِّرٌ ومُؤْتَزِرٌ وقد آزَرَهُ اللهُ* أبو حنيفة* فاذا جَمَع الى الطُّولِ كَثافةً فهو عُشْبٌ وَثِيجٌ ووَاثِجٌ وأنشد

* من صِلِّيَانٍ ونَصِىٍّ واثِجَا*

وقد استَوْثَجَ النباتُ وَوَثَجُه ـ كثرةُ أصوله والتِفافُه والوَثاجَةُ فى كل شئ ـ الكَثافةُ والقُوَّةُ ومنه قولهم بِرْذَوْنٌ وَثِيجٌ اذا كان وَثِيقًا قَوِيًّا* أبو صاعد* أَوْثَجَت الارضُ ـ كَثُفَ كَلَأُها* أبو حنيفة* أرضٌ وثِيجةُ الكَلِا* قال* واذا بَلَغ النباتُ قيل زَها زَهْوًا وزُهُوًّا فلم يَجْعَلْه من أَزْهَى اذا نَوَّر زَها النباتُ وزَهاهُ الله* ابن دريد* وجدت أرضًا مُتَخَيِّلةً ومُتَخَايِلةً ـ اذا بلغ نبتُها المَدَى وخرج زَهْرُها* أبو صاعد* وجدت عُشْبا قَسْوَرًا من كذا وكذا وقد قَسْوَرَ عُشْبُها ـ بلغ مَدَاء* الأصمعى* القَسْوَرُ ـ ضربٌ من النباتِ* أبو حنيفة* عُشْبٌ مُتَكاوِس ـ اذا كثُرَ وكَثُفَ وطال وتَراكَبَ* ابن السكيت* لُمْعةٌ كَوْساء ـ أى مُلْتَفَّة أَشِبَةٌ* قال* وأكثر ما تكون من الطَّريفةِ والصِّلِّيَانِ وقد أَكْوَسَت اللُّمْعةُ* أبو حنيفة* أَغْبَطَ النباتُ ـ اذا غَطَّى الارضَ وكَثُفَ وتَدانَى حتى كأنه من حَبَّةٍ واحدةٍ والارضُ مُغْبَطَةٌ

١٩٢

ـ اذا كانت كذلك والعَكِشُ من النباتِ ـ الكثير المُلْتَفُّ وقد عَكِشَ عَكَشًا* ابن السكيت* الثَّوِيلَةُ ـ مُجْتَمَع العُشْب* أبو حنيفة* واذا بلغ العُشْبُ هذا المبلغ والْتَفَّ قيل أَغَنَّتِ الارضُ ـ وذلك أن تَمُرَّ الريحُ فيه غير صافيةٍ من كَثافَتِه والتِفافه يعنى أنك تَسْمَعُ لِمرُورِها غُنَّةً قال الطرماح ووصف نباتا

بأَغَنَّ كالحُوَلَاءِ زَانَ جَنابَهُ

نَوْرُ الدَّكادِكِ سُوقُه تَتَخَضَّدُ

ويقال عُشْبٌ أَغَنُّ* وقال* زَهَا النبتُ يَزْهَا زَهْوًا وزهاءً وأَزْهَى مِثْلُه ـ اذا بَلَغ وليس هذا من الزَّهْوِ الذى هو النَّوْرُ ولذلك يقال للشاة اذا تَمَّ حَمْلُها ودَنا وِلَادُها زَهَتْ تَزْهُو زهاءَ* الفارسى* وحينئذ يقال تَزاهَى النبتُ وتَخامَلَ* صاحب العين* وُشُوعُ البقل ـ أَزاهِيرُه وقيل ما اجتمع على رؤسه وقد أَوْشَعَ البَقْلُ أخرج زَهْرَهُ والقَدَّاحُ ـ نُوَّارُ النباتِ والشجرِ قبل أن يَتَفَتَّح واحدته قَدَّاحةٌ وقيل هى ـ أطرافُ النباتِ من الوَرَقِ الغَضِّ* أبو حنيفة* كلُّ شئٍ باهِرٍ حَسَن مُنِيرٍ ـ بَهارٌ والبَهارُ الاصْفَرُ يقال له العَرَار* قال* فاذا تَفَتَّحَتْ أنوارُ النباتِ ـ قيل أَخَذَ النبتُ زُخَارِيَّهُ وزُخْرُفَه واتَّقَى ببهجته وجُنَّ جُنونًا وقد يكون الطُّولُ وحدَه جُنونا فى العُشْب والشجر يقال نَخْلة مَجْنونة ـ اذا طالت* وقال مرة* جُنَّتِ الارضُ ـ جاءت من النَّبت بشئ عجيب* ابن الاعرابى* جُنَّ النبتُ وأَجَنَّه اللهُ ولا يقال الا مَجْنون* قال* وقال بعض العرب وجدت أرضًا قد أَجَنَّ نباتُها ولم يَحْكِها أحدٌ غيره* أبو حنيفة* المَجْنونة ـ المُعْشِبة التى لم يَرْعَها أحدٌ وجِنُّ كلِّ شئ ـ حَدَاثتُه وطَرَاءتُه قبل أن يتغير يقال أَخَذْتُمُ الرَّيحانَ بِجِنِّه وطَرَاءتِه وأنشد

أَرْوَى بِجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

* أبو صاعد* جُنَّتِ الارضُ وتَجَنَّنَتْ ـ بلغ نَبْتُها المدى* أبو حنيفة* ويقال عند ذلك اقْتَانَ النبتُ ـ تَزَيَّن بنُوَّاره ومنه قيل للماشطةِ مُقَيِّنة لانها تُزَيِّن ومنه قول الشاعر ووَصَف الاسنان

وهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينةً

كما اقْتانَ بالنبتِ العِهَادُ المُحَوَّفُ

* ابن الاعرابى* قَانَ المطرُ النباتَ قَيْنًا وقِيَانةً ـ زَيَّنهُ* أبو عبيد* فاذا صار

١٩٣

النباتُ بعضُه أَطْوَلَ من بعضٍ فهو ـ المُتَناتِلُ* ابن الاعرابى* تَناتَلَ النبتُ وانْتَتَلَ* قال* وقال بعض الاعراب وجدت مُنْتَتَلَ وَدْفَةٍ* أبو حنيفة* كلُّ مُسْتَقْدِمٍ ـ مُسْتَنْتِلٌ ومنه قول ابن مقبل وذكَرَ حمارَ وَحْش وأَتانًا

مُسْتَنْتِل هُلْب العَسيبِ خِلَافَه

وخِلافَها تَلْقَى خَلِيفَ المُعْصِر

واذا تلألأ النَّوْرُ فى شُعاعِ الشَّمْسَ فذاك كَوْكبُ النباتِ قال الاعشى ووصف روضة

يُضاحِكُ الشمسَ منها كوْكَبٌ شَرِقٌ

مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

شَرِقٌ بالماءِ ومُضاحَكَتُها الشمسَ ـ سُطوعُ لَأْلائِها فى شعاع الشمسِ* قال الفارسى* كلُّ ما عَظُمَ فهو كَوْكَبٌ* وقال مرة* كَوْكَبُ كلِّ شئ ـ مُعْظَمُه ويسمى المُحْتَلِمُ من الغِلْمانِ كَوْكَبًا لان ذلك أوان امْتلائه* وقال* غُلامْ كوكبٌ فوصفوا به كما قالوا غلام بَدْرٌ وقد تقدّم ذكر الكوكبِ والبدر فى أسنانِ الناس* ابن السكيت* هو نَجْمُ النباتِ للْكَوْكَبِ* أبو حنيفة* يقال لَالْوانِ النَّورِ وضروبه أَفْواهٌ الواحدُ فُوهٌ وأنشد

تَرَدّيْتَ من أفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها

زَرَابِىُّ وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ (١)

ومثلُه أَفْواهُ الطِّيب ـ وهى ضُرُوبه والعُشْبُ يتلقَّى الشمسَ بنَوْره كيف دارت فاذا وَلَّى لونُ الزَّهْر قيل مَصَحَ يَمْصَح مُصُوحا وأنشد أبو زياد فى وصف الهوادج

يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِىِّ كأَنَّهُ

زَهَرٌ تَتَابَعَ نَوْرُه لم يَمْصَحِ

* ابن السكيت* مَصَحَ لونُ النبت ومَصَح به غيرُه* وقال مرة* مَصَحَ النَّبْتُ ومُصِحَ به على لفظ ما لم يسم فاعله وقد تقدّم فى جُفُوف الندى* أبو حنيفة* واذا طال النبتُ وعَظُم وبَلَغ فهو ـ هَيْكل قال أبو النجم ووَصَف ابلا

* فى حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَل*

* ابن السكيت* اذا طال العُشْب قالوا قد اسْتَنْدَرَتْ إبلُها ـ أى انها تَسْتَنْدِر الرَّطْبَ دون اليابس* أبو الحسن* الهاء فى إبلها أراد بها الارض* أبو زيد* مَأَلَ النبتُ يَمْأَل مَأْلاً ـ نَبَتَ وحَسُنَ نَبْتُه فى غُلَوَائه* أبو حنيفة* اذا انتهى النبتُ مُنْتهاه فقد اكْتَهَل وهو نبات كَهْل قال ابن مقبل ووصف نباتا

وُقُوف به تَحْت أَظْلالِهِ

كُهُولُ الخُزَامَى وُقُوفَ الظُّعُن

__________________

(١) قوله ترديت الخ قلت لقد حرف أبو حنيفة فى بيت ذى الرمة هذا أربع كلمات وقلده ابن سيده وقلدهما صاحب لسان العرب وصاحب تاج العروس ووقعت تاء ترديت مضمومة فى لسان العرب المطبوع وهو خطأ والصواب فتحها وهذا البيت لذى الرمة يخاطب رسم دار محبوبته خرقاء ويدعو له بالخصب والسقيا وانما الرواية الصحيحة المتفق عليها شرقا وغربا ترديت من ألوان نوركائه زرابي وانهلت عليك الرواعد وقبله هو مطلع القصيدة الا يعهد بك الحي عاهد ولم يمش مشى الادم في رونق الضحى بجرعائك البيض الحسان الخرائد ترديت من ألوان الخ وبعده وهل برجع التسليم او يكشف العمى بوهبين أن تسقى الرسوم البوائد ويروى وهل يرجع الآلاف وکتبه محققه محمد محمود لطف الله به

١٩٤

قال وليس بعد اكتهاله الا التَّوَلِّى واذا بَدَأَ حَبُّ النبات يَخْرُج فهو مُقْنِبٌ ثم هو مُبَرْعِم ثم مُقَنْبِعٌ ثم مُزْهٍ ثم مُفَقِّح اللحيانى فُقَّاحُ النبتِ ـ زَهَرُه واحدته فُقَّاحة* غيره* أصل التَّفْقِيح التفتيح ومنه فَقَّح الجِرْوُ وفَقَح ـ فَتَح عينيه* أبو حنيفة* وعندها يقال قد نَوَّرَ وهو بَهْرَمَتُه ـ أى زَهَرَتُه* ابن السكيت* بَرَاهِيمُ النبْت ـ تَهَاوِيلُه وهى ـ تَخالِيفُ ألوانه* أبو حنيفة* هو مُثْمِرٌ مُكْتَهِل وهو ـ انتهاؤه وهو الانِىُّ فاذا أَدْبَر قيل آذَنَ* قال* واذا كان العُشْب مع شدّة خُضْرته مُشْرِقا قيل عُشْبٌ نَضْر ونَضِيرٌ وناضِر ومُنْضِر وقد نَضِر ونَضَر* وقال* أَنْضَره اللهُ ونَضَره ونَضَّره واذا الْتَفَّ العُشْب وتَمَّ فذاك غَيْطَلَة من النَّبت وقيل غَيْطَلةُ النبت ـ الْتِجَاجُ سواده* ابن السكيت* تَغَيْطَل النبتُ ـ ائْتَشَب والْتَجَّ* أبو حنيفة* يقال للعُشْب مادام رَطْبا ـ نَدَى وأنشد

كَثَوْرِ عَدَابِ الرَّمْلِ يَضْرِبُه النَّدَى

تَعَلَّى النَّدَى فى مَتْنِه وتَحَدَّرا

تَعَلِّبه وتَحَدُرُه فى مَتْنه ـ إسْمانُه إيَّاه فى جميع بدنه* قال* واذا كثر العُشْب فى بلد قيل ـ كَلَأٌ دَيْخَسٌ وأنشد

* يَرْعَى حَلِيًّا ونَصِيًّا دَيْخَسا*

* ابن السكيت* نَبْتٌ دَيْخَسٌ ودَيْخَص ودِخَاص وقد تَدَاخَص* أبو حنيفة* واذا كان العُشْب كثيرا كثيفا فهو ـ وَحْفٌ وقد وَحُف وَحافَةً وكذلك الشَّعَر قال ذو الرمة ووصف غيثا

وَحْفٌ كأنّ النَّدَى والشمسُ ماتِعةٌ

اذا تَوَقَّد فى أَفْنانِه التُّومُ

* ابن السكيت* نَبْتٌ وَحْفٌ بَيِّن الوَحَافة والوُحُوفة وكذلك الشَّعَر* أبو حنيفة* أَجْنَى العُشْب ـ الْتَفَّ وحَسُن* وقال* اذا اشْتَدَّ خُضرةُ النبات واهْتَزَّ قيل ـ وَهَف النباتُ وَوَرَف وَهِيفا وَوَهْفا وَوَرِيفا ووَرْفًا وقد رَفَّ يَرِفَّ رَفِيفًا ـ اذا تَلَألأ وأَشْرَق ماؤه قال ذو الرمة فى الوارف ووصف الزِّمام

وأَحْوَى كأَيْمِ الضَّالِ أطْرَقَ بَعْدَمَا

حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

١٩٥

واذا كان النبات رَطْبًا ناعِمًا قيل نَبْتٌ* غِزْيَدٌ* والغِينُ ـ العُشْب الملتفُّ الحَسَن وأنشد

* أَمْطَرَ فى أَكْنافِ غِينٍ مُغْيِنِ*

وللغينِ موضع آخر سنأتى عليه ان شاء الله تعالى* قال* واذا نبت العُشْب فى هَدَفٍ مَا كان من جُرْثومةٍ أو صخرةٍ أو إيَاد يعنى التراب الذى حول الحوض أو الخِبَاء فهو ـ المُعَوَّذ لان الهدف أعاذه ودافَعَ عنه وذلك أَبْقَى له وأتَمُّ يقال ارْعَوْا بَهْمَكُمْ فى مُعَوَّذِ هذه الشجرة وأنشد

اذا خَرَجَتْ من بَيْتِها رَاق عَيْنَها

مُعَوّذُهُ وأَعْجَبَتْها العَقَائقُ

وقد تقدّم فى شرح كلام الرُّوَّاد العَقَائقُ ـ النِّهاء والغُدْران وقيل العُوَّذُ من النبات أشياء تكون فى غِلَظ لا ينالها المال وأنشد

خَلِيلى خُلْصانِى لم يُبْقِ حُبُّها

مِنَ القَلْبِ إلَّا عُوَّذَ اسَيَنالُها

* أبو زيد* دُخَّلُ الكَلِا كالعُوَّذ فأمَّا ما دَخَل من الكَلَأ فى أصول أغصان الشجر فهو دُخَّلٌ وأمَّا ما لم يرتفع ومَنَعه الشجرُ من أن يُرْعَى فهو العُوَّذُ* أبو حنيفة* واذا كان النبت ناعما تامًّا فهو نبت خُرْفَنْجٌ وخُرافِجٌ وخُرَفِجٌ وكل ما أُحْسِنَ غِذاؤُه فقد خُرْفِج وأنشد

وبَيْنَ خُرْفَنْج النباتِ الباهِج

فى غُلَواء القَصَبِ الغُمَالج

الغُمَالج ـ الاخْضَر المُلْتَفُّ الغليظ* ابن دريد* تَخَرْفَجَ النبتُ ـ تَمَّ وهو خُرَفِجٌ وخِرْفِيجٌ وخِرْفاج* أبو حنيفة* نبتٌ ناعِمٌ ومُنَاعِمٌ ومُتَنَاعِمٌ وقد تَنَاعَم وناعَمَ* قال* واذا كانت الارض فيها عُشْبٌ رَيَّان رَطْب قيل أرض مُرْطِبة والرُّطْب بالضم ـ العُشْب كُلُّه مادام رَطْبا وهو الرُّطْب والرُّطُب* أبو حنيفة* فاذا أردت ان تنعته قلت رَطْبٌ بالفتح فأما الكَلَأ فانه يجمع الرَّطْب واليَابس* صاحب العين* العُشْبُ ـ الكَلَأُ الواحدة عُشْبة وأرض عَشِبَةٌ بيِّنة العَشَابة والعُشُوبة وقد أَعْشَبَتْ واعْشَوْشَبَتْ وحَكَى غيره عَشِبَتْ وكَرِهَها هو وبلد عاشِبٌ* قال الفارسى* هو على طرح الزائد وأنشد

* وبالشَّوْل فى الفَلَقِ العاشِب*

١٩٦

وتَعَاشِيبُ الارض ـ عُشْبُها لا واحد لها وقيل هى ـ النَّبْذُ المتفرق بيْنَ العُشْب وأَعْشَبَ القوم واعْشَوْشَبُوا ـ أصابوا عُشْبا وتَعَشَّبت الابلُ وعَشِبَتْ وأَعْشَبَتْ سَمِنَتْ على العُشْب واعْتَشَبَتْ كذلك وإبِلٌ عاشِبةٌ ـ ترعَى العُشْبَ ومكانٌ عَشِيبٌ ـ مُعْشِبٌ وعُشْبةُ الدارِ ـ التى تَنْبتُ فى الدِّمْن وحَوْلَها عُشْبٌ فى ترابٍ أبيض حُرٍّ وقد تقدّمت عُشْبة الدار فى النساء* أبو حنيفة* العُفْوةُ من كل النباتِ ـ لَيِّنُه وما لَا مؤُنَة على الراعية فيه يقال ذَهَبَ عُفْوةُ هذا العُشْب وبقى كَدِنُهُ ـ أى ذَهب لَيِّنُه وبَقِى غَليظُه وأصولُه الصُّلْبة فاذا لم يكن النبت وَثِيجًا قيل انما هو طُفْوة

باب فى يَبِيس العُشْب

اليُبْسُ ـ نقيضُ الرُّطوبةُ يَبِسَ يَيْبَس ويَيْبِسُ يَبْسا ويُبْسًا وأَيْبَسْتُه* سيبويه* ايتَبَسَ يَاتَبِسُ أَعَلُّوها بالقلب كما قالوا فى الواو يَاجَلُ وكَلَأٌ يَبِيسٌ وأرضٌ يَبْسٌ ويَبَسٌ على الصفة بالمصدر وهى ـ التى يَبِسَ ماؤها وكَلَأُها وقد يَبِسَتْ وأَيْبَسَتْ ـ كثُرَ يَبِيسُها واليَبْسُ جمع يابِسٍ مثل راكب ورَكْب هذا قول أهل اللغة وأبى الحسن وهو عند سيبويه اسم للجمع* أبو عبيد* اليَبِيسُ ـ ما يَبِس من أحرار البُقُول وذُكورها واليَبْسُ واليَبَس ـ ما يَبِس من عامَّة الكَلِا* وقال* أَيْبَسْنا الارضَ وجَدْناها يابسة الكَلا* ابن السكيت* اشْخَامَّ نَبْتُ الارض ـ اخْتَلَط الرَّطْبُ باليابس وذلك فى إدْباره ـ وهو أن يَبْيضَّ منه ورَق ووَرقٌ لَوِىٌّ* أبو عبيد* اذا تَهيَّأ النباتُ لليُبْس قيل اقْطارَّ* سيبويه* وكذلك اقْطَرَّ وانما ذكرت افعَلَّ هُنا وان كانت مقصُورةً من افْعالَّ لأن سيبويه انما غَلَّب مثلَ هذا فى الألوانِ وليس هذا بلَوْن* قال* ولا يُستَعْمل اقْطارَّ الا مَزِيدا فاذا يَبِس وتَشقَّق قيل تَصَوَّحَ* ابن السكيت* تَصَوَّح البَقْلُ وتَصَيَّح واتْصَاحَ وتَصَوَّع وتَصَيَّع وقد صَوَّحَتْه الريحُ وصَيَّحَتْه وصَوَّعَتْه وصيَّعَتْه* وقال* تَكَشَّفَت الارضُ ـ تَصَوَّح منها أماكنُ* أبو عبيد* فاذا تَمَّ يُبْسُه قيل ـ هاجَتِ الارضُ تَهِيجُ هِيَاجا* غيره* هَيْجَا* ابن جنى* وكذلك اهْتَاجَتْ* أبو عبيد* أَهْيَجْتُ

١٩٧

الارضَ ـ وجَدْتُها هائجة النبات يابسته وأنشد

* فأَهْيَجَ الخَلْصاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ*

* ابن الاعرابى* هاجَ النبتُ وهاجَتْه الريحُ هذه حكاية الفارسى عنه* أبو حنيفة* الهَيْجُ ـ أول شُهْبة تراها فى النبت ثم لا يزال هائجا حتى لا تَرى فيه من الخضرة شيأ فيقال هاج النبت* وقال* أَنَى النبتُ يَأْنِى ـ حانَ هَيْجُه قال فاذا ذَهَب سوادُ الخُضرة كلُّه فذلك حين يَصْفَرُّ وهو أوَّل الهَيْج قال الله تبارك وتعالى (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا) وذلك حين تصفر خُضْرتها وتَنْفُض الثمرة وتُوبِس* وقال أبو الغمر* وجدتُ أَرْضًا قد بَاضَتْ وسُقِى أَهْلُها ومعنى باضَتْ أَخْرَجَتْ كلَّ ما فيها* أبو عبيد* باضَتِ البُهْمَى ـ سَقَطَتْ نِصالُها وقد تقدّم ذكر بَيْضِ الحَرِّ* أبو حنيفة* ضاسَ النبتُ يَضِيسُ ـ وهو أوَّل الهَيْج واذا كان العُشْب كذلك منه الرَّطْب الاخْضَر ومنه الاصْفر الهائج قيل أَخْلَسَ النبتُ وهو خَلِيسٌ ومُخْلِس ومنه قيل للشعر اذا شَمِط فاختلط بياضُه بسواده خَلِيسٌ والشَّمِيطُ كالخَلِيس والشَّمْط ـ الخَلْطُ ولهذا المثال اشتقاقات وتَصَارِيف منها ما تقدّم ذكره ومنها ما ستراه ان شاء الله* قال* فاذا خرج العُشْبُ عن نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ قيل عَرَدَ يَعْرُد عُرُودا وكذلك الناب اذا اشتدَّ بعُد شُقُوءٍ وقد تقدّم* وقال* جَسَأَ النبتُ بَجْسَأُ جُسُوءًا كذلك* ابن دريد* جَسَا الشئُ يَجْسُو وجَسَأَ ـ اشتدَّ وصَلُب* أبو حنيفة* عَلِبَ النبتُ عَلَبًا ـ اشتدَّ بعد شُقُوءٍ وكأنه مأخوذ من العِلْباء وهو نبتٌ عَلِبٌ واسْتَعْلَبْتُ البقلَ ـ وجدتُه عَلِبًا* أبو حنيفة* وعَسَا عُسُوًّا وقد تقدّم فى باب كِبَر السِّن وجَمَسَ جُمُوسًا وصَمَل يَصْمُل صُمُولاً وكلُّ ما اشتدَّ وصَلُب فقد صَمَل وأنشد غيره

تَرَى جازِرَيْهِ يُرْعَدانِ وناره

علَيْها عَدَامِيلُ الهَشِيم وصامِلُهْ

* ابن دريد* الصَّمِيلُ والصَّامِلُ ـ اليابسُ ثم خَصَّ به السِّقاءَ فقال صَمَلَ السِّقاءُ صَمْلا وصُمُولا* أبو عبيد* فاذا استَحْكَم يُبْسُه جِدًّا قيل قَحَل يَقْحَل وقُحِل قُحُولا فيهما* أبو حنيفة* قَحِل قَحْلا لغةٌ ضعيفةٌ* وقال* الجَسِيدُ ـ اليابِسُ من النَّبْت وكلُّ ما صَلُب واشتدَّ فقد تَجَسَّد والجَسَد مأخوذ منه* قال*

١٩٨

فاذا جاوَزَ العُرُود وقَلَّ ماؤُه وبدَأ يَذْوِى قيل أَلْوَى النبتُ والتَوَى وهو اللَّوِىُّ وكذلك أَلْوَتِ الارضُ والْتَوَتْ وكذلك ذَوَى البَقْلُ يَذْوِى ذُوِيًّا وذَأَى يَذْأَى ذَأْيًا وذَأْوًا وهو الذُّوِىُّ* ابن الاعرابى* هو الذُّوِىُّ والذُّئِىُّ* ابن السكيت* ذَوِىَ العود لغة والفُصْحَى عند الجميع هى الاولى من هذه اللغات* أبو حنيفة* وحينئذ يقال آذَنَ العُشْبُ ـ وذلك اذا بَدَأَ يَجِفُّ فَيُرَى بعضُه رَطْبا وبعضه قد جف قال الراعى

وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ

مَذَانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّح

* قال* واذا بدأ العُشْبُ يَجِف فخالط سوادَ خضرته صُفْرةٌ قيل ـ اصْحَامَّ وقد اصْحَارَّ اذا كانت صفرته غير خالصة* أبو حنيفة* أَجَفَّت الارض ـ يَبِسَ عُشْبُها* الاصمعى* جَفَّ الشئُ يَجِفُّ ويَجَفُّ جُفُوفا وجَفَافا ـ يَبِس جِدًّا وتَجَفْجَف ـ يبِس وفيه بعضُ النُّدُوَّة والجَفِيفُ ـ ما ضَمَّت الريحُ الى أصول الشجر من يَبِيس العُشْب والجُفَاف ـ ما جَفَّ من الشئ* أبو حنيفة* أَقَفَّتِ الارضُ كأَجَفَّت وأَقَفَّ الناسُ ـ اذا ذهب عنهم الكَلَأُ وقَفَّ العُشْبُ يَقِفُّ قُفُوفا وكذلك الارض وهو القَفِيف* قال* واذا أخَذَ النباتُ فى اليُبْس قيل ـ تَشَفْشَف وشَفْشَفَهُ الحَرُّ وهو من قولهم شَفَّهُ الحُزْنُ فكُرِّر كما قيل من صَرَّ صَرْ صَرَ قال عَدِىُّ بن الرقاع

وشَفْشَفَ حَرُّ الصَّيْفِ كُلَّ بَقِيَّةٍ

مِنَ النَّبْتِ الَّا سَيْكَرانًا وحُلَّبَا

ولم يَخُصَّ أبو عبيد بالشَّفْشفة عينَ النبات ولكنه عَمَّ به فقال شَفْشف الحَرُّ الشئَ أيبسه* أبو حنيفة* فاذا قيَّضَه اليُبْسُ قيل ـ انْقَفَع ومنه تَقَفُّعُ اليدِ ومنه سُمِّيت القَفْعاء وذلك أنها اذا همت بالجفوف تَقَفَّعَتْ قال الراجز

* فى ذَنَبانٍ ويَبِس مُنْقَفِع*

وحينئذ يقال قَشِعَ العُشْبُ وقَشَعُه ـ يُبْسُه قال الراجز

* وفى رُفُوضِ كَلَاٍ غيرِ قَشِع*

* وقال* حَفَّتْ أَرْضُنا تَحِفُّ حُفُوفا ـ اذا يَبِس بَقْلُها* أبو عبيد* القَفْلُ ما يَبِس من النبات قال أبو ذؤيب يذكر أنه عَرْقَبَ الناقة

١٩٩

* فَخَرَّتْ كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل*

* أبو حنيفة* واحدته قَفْلة وقد قَفَلَ النبتُ يَقْفُل قُفُولا ـ اذا جَفَّ* ابن دريد* القَافِل والقَفِيل ـ اليابس* أبو حنيفة* ويقال لليَبِيس ـ القَمِيمُ* وقال مرة* الأَقِمَّةُ ـ ما يَبِس من الكَلَا فأَضافته الريحُ الى أصول الشجر لانه تَقَمَّمُه الماشيةُ وأنشد للاعور

إنَّ الأَقمَّةَ مِنْ كُتْمانَ قد مَنَعَتْ

جارَ ابنِ أَخْلَفَ والمَأْلُوس مَأْلُوسُ

* ابن الاعرابى* أَقَمَّت الارضُ ـ كثر قَمِيمُها واقْتَمَّت الابلُ قَمِيمَ هذه الارض* أبو حنيفة* واذا امْتَنعت المَراعِى عند جُفُوفها قيل ـ أَخَذَتْ رِماحَها فاذا جَفَّ العُشْبُ فهو حينئذ ـ الحَصَاد وقد أَحْصَدتِ الارضُ والكَلَأُ قال الراجز

حتَّى اذا ما طارَ عن مُقْطَرِّهِ

والمُحْصِد الحُطَام من مُصْفَرِّهِ

قال ابن مقيل فى الحَصَاد وذكر حِمارَ وحش

قَصَّام أَوْسَاطِ السَّقَى مُتَعَلِّق

أَرْساغُه بِحَصَادِ عِرْبٍ ناصِل

* وقال مرة* المُحْصِد ـ الذى قد جَفَّ وهو قائم والحَصِيد ـ الذى قد انْتَزَعَتْه الرياحُ فطارت به أو حَصَدَتْه الايْدِى فاذا تَكَسَّر اليبيسُ وتَحَطَّم فهو ـ الهَشِيمُ قال الله عزوجل (فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ) يقال ذَرَتْه الرِّيحُ تَذْرُوه ذَرْوًا وتَذْرِيه وأَذْرَتْهُ فهو ذُرَاوَةٌ وقال حميد فى الذُّرَاوة

وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدَى

ذُرَاوَةً تَنْسُجُها الهُوجُ الدُّرُجْ

* قال* وقال بعضهم أَذْرَتْه الريحُ ـ قَلَعَتْه من أصله وَذَرَتْه ـ طَيَّرتْه والذَّرَى بمنزلة النَّفَض ـ اسم لما تَنْفُضه الشجر من الثمر* أبو عبيد* ذَرَا النبتُ وذَرَتْه الريحُ ثم عَمَّ بذلك فقال ذَرَا الشئُ وذَرَوْتُه ـ طيَّرته وأذهبته وأنشد

وإن مُقْرَمٌ مِنَّاذَرَا حَدُّ نابِه

تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ

وسيأتى استقصاء هذه الكلمة فى باب الزرع ان شاء الله تعالى* أبو حنيفة* النُّسَافةُ والسَّفْسَافُ كالذُّرَاوة والنُّسَالُ خاصَّة فيما كان كالزَّغَبَ وشَاكَهَ أَطْرافَ الاباءِ وله لُبُودٌ تَتَلَبَّد* وقال* سَفَتْه الريحُ سَفْيًا فهو سَفِىٌّ ـ والهَزْمُ والهَزِيم

٢٠٠