الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

والسُّنَّة : الطّريقة المحمودة ، والطّبيعة.

والسِّنْسِنَة : حَرْف فقرة الظّهر ، والجمع : سَنَاسِن.

سنه :

السَّنَة العام. والسَّنَة : المدّة المجدبة أطلق ذلك عليها لشدّتها.

وقوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) (٦٠) أي : لم تُغَيِّره السِّنُون.

سنى :

السَّنا : ضوء البرق وغيره.

والسَّنَاء : الشَّرَف وعُلوّ القَدْر.

والسَّنَا والسَّنَاء : نبت معروف ، أفضله المكّيّ ، والمستعمل منه ورقه.

والسَّنَا : نبتة حارّة يابسة في الأولى ، تُسْهِل المِرَّة الصّفراء والمِرَّة السّوداء والبلغم. وتغوص على الفَضْل إلى أعماق البدن ، ولذلك تنفع من النِّقرِس وعِرْق النَّسا ، ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرّة الصّفراء والبلغم. والشّربة منها في المطبوخ من أربعة دراهم إلى سبعة ، وتنفع من الوسواس السّوداويّ ومن الصّرع العتيق ومن الجرب والحكّة والبثور والشّقاق العارض في البدن ، ومن تناثر الشّعر وداء الحيّة والثّعلب ، والبَهَق والبَرَص. وشرب مائها مطبوخا أصلح من شربها مدقوقة. ومضرّتها أنّها تُكْرِب ويصلحها الإجّاص والتّمر هنديّ. وبدلها البِسْفَاييج والشّاهْتَرَجّ. وفي الحديث : (عليكم بالسَّنا والسِّنُّوت فإنّ فيها شفاء من كلّ داء إلّا السّام (٦١). وتقدّم تفسير السّنّوت والسّام هو الموت.

٣٠١

سهب :

السَّهْب : الفلاة. والمُسْهَب : الذّاهب العقل ، وقد يكون ذهاب العقل من لدغ حيّة أو عقر. تقول : أُسْهِب الرّجل ، فهو مُسهَب : إذا ذهب عقله.

والمُسْهَب : المتغيّر اللّون من حبّ أو فزع أو مرض.

والمُسْهَب : الكثير الكلام.

وأُسْهِبَ الرّجلُ : أكثر من الكلام ، فهو مُسْهَبٌ ، بفتح الهاء ، لا يقال بكسرها.

وهو نادر.

وقال القالي (٦٢) : رجل مُسْهَب ، بالفتح : إذا أكثر الكلام في الخطأ ، فإن كان ذلك في صواب ، فهو مُسْهِب ، بالكسر.

سهد :

السُّهْد : الأَرَق ، والسُّهُد : القليل النّوم ، وعلاجه علاج سببه.

سهر :

السَّهَر : الأَرَق ، وهو امتناع النّوم ليلا. وهو إفراط في اليقَظة وخروج عن الأمر الطّبيعيّ ، وسببه :

* إمّا حرّ ويبس سادج ، يوجب ناريّة الرّوح فتتحرّك دائما إلى خارج. وعلامته خفّة الرّأس وجَفاف العين واللّسان والمنخر ، والتهاب وعطش. وعلاجه تبديل المزاج بالأشربة الباردة الرّطبة كالقرع والإسفاناخ وماء الشّعير ونحوها ، والتزام السّكون والرّاحة ودهن الرأس بالأدهان الباردة الرّطبة واستنشاقها وتقطيرها في الأذن.

٣٠٢

* وإمّا مادّيّ ، وعلامته العطش وحرارة الفم وصفره اللّسان وسرعة النّبض.

وعلاجه بتنقية البدن ، واستعمال ما ذكر في السادج.

* وإمّا عن وجع وعلامته وجوده. وعلاجه تسكينه بما يختصّ به.

* وإمّا عن فكر يوجب غمّاً وعلاجه بماء الشّعير المدبَّر بالأفتيمون ونحوه ، وبالمَغَالي المتّخذة من لسان الثّور والحرير الخام.

وعلاج جميع أنواعه يبدأ بإصلاح المعدة. والذي عن امتلاء المعدة فعلامته تقدّم سببه ، وعلاجه بالقيء والإسهال.

* وقد يكون عن حمّى حادّة وعلامته وجودها وعلاجه علاجها.

وممّا ينوِّم أصحاب الحميّات وغيرهم أن تربط أطراف السّاهر منهم ربطا موجعا ويوضع بين يديه سراج ويؤمر الحضور بالإفاضة في الحديث والكلام ، ثمّ يحلّ الرّباط ويرفع السّراج ويؤمر القوم بالسّكوت بغتة فينام. وقد قيل إنّ من اشتدّ به السّهر ثمّ عرض له سعال مات.

ومن أفرط في السّهر فحدث له سُعَال يابس فإنّه يموت لأنّ هذا السُّعَال لم يحدث حينئذ إلّا لإفراط اليبوسة ، وما يحدثه السَّهَر من احتراق الأخلاط وغلبة المرارة ، فيشتدّ معه ضعف القوى لأجل إفرط تحلّل الأرواح.

ورجل سُهَرَة : كثير السَّهَر ، والأَسْهَرَان الأنف والذَّكَر ، وعِرقان في العين ، وعرقان يصعدان من الأنثيين يجتمعان في باطن الذَّكَر وهما عِرْقا المنيّ.

والسّاهريّة : ضرب من العِطْر سُمِّيَت بذلك لأنّه يُسْهَر في عملها.

سهك :

السَّهَك : ريح كريهة تُشَمّ من العَرَق. وريح السّمك. ومنه يقال : يدي من

٣٠٣

السّمك سَهِكَة.

قال أبو عبد الرّحمن الخليل ، (رحمه‌الله) : سَهَكْتُ العِطْرَ ثمّ سَحَقْتُه ، فالسَّهك : كَسْرُك إيّاه بالفِهْر. ويقال : بعينك ساهِك ، مثل العائر : وهما من الرّمد (٦٣).

سهل :

السَّهْل : اللّيّن. والمُسْهِل من الأدوية هو ما يجذب الأخلاط إلى الأمعاء ، والمُقَيِء ما يجذبها إلى المعدة.

وقال ابن ماسويه : المُسْهِل يُسْهِل بقوّة جارية لا بالمشاكلة وإلّا لجذب الذّهب ذهبا ، إذا غلب عليه بالكثرة. وربّما جذب الغليظ وخَلَّى الرّقيق كما يفعل مُسْهِل السّوداء. وقول من يقول إنه يجذب الغليظ ويُخَلِّي الرّقيق كما يفعل مسهل السّوداء ، وكذا قول من يقول إنه يجذب الأرقّ أوّلا وأنّه يولّد ما يجذبه به ، فليس بشيء. والأدوية المُسهِلة والمقيّئة تجذب الأخلاط حتّى تحصل في الأمعاء والمعدة ، وهناك تتحرّك الطّبيعة إلى دفعها إلى خارج. والأدوية المُسْهِلة منها ما يُسْهِل بالتّحليل كالتُّرْبُد ، ومنها ما يُسهِل بالعَصْر كالهَلِيلَج ، ومنها ما يُسْهِلُ بالتّليين كالشيرخشك ، ومنها ما يُسْهِل بالإزلاق كلعاب بذرقطونا والإجّاص.

وشرب ماء العسل بعد فعل المُسْهِل يدفع غائلتَه.

ومن كان برد مزاجه غالبا على أخلاط البلغم فليتناول بعد فعله حُرْفا مغسولا بماء حارّ.

وإن كان حارّ المزاج استعمل بذرقطونا وسُكَّر وجلّاب. والمعتدل المزاج بذر كتّان. ومن خاف سَحْجاً تناول الطّين الأرمنيّ بماء الرّمّان.

٣٠٤

صفة مسهل نافع :

كَمّون كرماني وزنجبيل وسورنجان ، من كلّ واحد درهمان ، ودارصينيّ نصف درهم ، وصبر وزن ثمانية دراهم ، يُسَفّ منه وزن مثقالين بطبيخ الشّبث ، فإنّه نافع حالا.

وأمّا السّوداويّ : فيعالج بالفصد وإسهال السّوداء بمثل مطبوخ الأفتيمون ونحوه بعد الإنضاج.

وأمّا الرّيحيّ : فيعالج بمثل معجون الكمّون ونحوه.

صفة حبّ النّجاح :

وهو كثير المنافع يؤخذ من لحاء الهليلج الأصفر والتّربد الأبيض القصبيّ والسّنا الحرمي والأفسنتين الرّوميّ وحبّ النّيل وشحم الحنظل ، من كلّ واحد جزء ، ومن الصّبر السّقطريّ جزآن ، ومن السّقمونيا الزّرقاء جزء ونصف ، ومن الطّباشير والورد والمصطكى ، من كلّ واحد نصف جزء ، ومن الملح الأندرانيّ ربع جزء ، يدقّ الجميع وينخل ويعجن إن كان في الصّيف بماء الرّازيانج ، وإن كان في غيره فبماء الكرفس ، ويحبّب أمثال الفلفل. والشّربة منه مثقال.

صفة حبّ المتين :

وهو نافع من الفالج واللّقوة والقولنج ووجع المفاصل والنّقرس والخام والرّياح الغليظة ووجع الظهر والاسترخاء ويدرّ البول والطّمث.

يؤخذ من الأشقّ والجاوشير والمقل والحرمل والصّبر وشحم الحنظل والتّربد

٣٠٥

والهليلج الأصفر والأنزروت ، من كلّ واحد جزء ، تدقّ اليابسة وتنقع الصّموغ في ماء الكراش ، ويعجن الجميع ويحبّب ويرفع. والشّربة من درهمين إلى مثقالين.

صفة أيارج هرمس

والأيارج اسم للمُسْهِل المصلَح وهو الدّواء الالهيّ ، ذكره شيخنا مع المعاجين لأنّه يتّخذ معجونا كأيارج لوغاذيا ، وهو ينفع النّقرس جدّا ، ومن أوجاع المفاصل والمعدة والكبد والرّياح وقروح الأمعاء والاستسقاء واليرقان والدّوار ، واختصاصه بالمفاصل والنّقرس.

أخلاصه : قَنْطُوريون (٦٤) دقيق وكمادَرْيُوس وكمافِيطُوس وشَقَرْدِيُون (٦٥) من كلّ واحد ثماني أواق ، جُنْطياتا وسليخة وقُسْط وزراوند طويل وقراسيون وجعدة ، من كلّ واحد ثلاث أواق ، نانخواه (٦٦) وقرنفل وحاشا وبزر كرفس ومرّ وسنبل وفوتنج جبليّ وقطراساليون ، من كلّ واحد أوقيّتان ، غاريقون ووجّ وأسارون وقردمانا وبزر سدّاب وفربيون وفوّه (٦٧) وزوفا يابس ، من كلّ واحد أوقيّة ، وعسل كفاية. الشّربة مثقال أو درهمان في زمن الرّبيع.

صفة أيارج هرمس :

يقلع ما قد لحج ورسب ورسخ في المجاري ، وهو ليس بمفرِط في إسهاله للطافته وحسن تأتّيه في الأُذابة والتّحليل ، حتّى إنّه يذيب الحصى ويُخرج مديد الفضول ودُردِيّها من العروق ، ويخرج المِرَّة السّوداء بالبخار ، كما يفعل التّرياق في أبدان المجذومين.

ويخرج البلغم والمِرّة الصّفراء ، وينفع من وجع الكبد والطّحال.

٣٠٦

وهو عظيم النّفع في تفتيح السّدد وتنقية الدّم من الكيموسات الرّديئة ، نفعا عجيبا حتّى إنّه يكاد يكون حافظا للصّحّة كالتّرياق وشربته التّامّة مثقال بالماء الحارّ.

أخلاصه : كمافيطوس وأشقرديون من كلّ واحد منها ستّة أواق جنطيانا وقنطريون وبزر سدَاب وهيّوفاريقون وزوفا يابس وفوّة وكمادريوس ، من كلّ واحد أربع أواق ، زراوند مدحرج وزراوند طويل ، ومور سنبل وفوتنج جبليّ وقطراساليون وجعدة وقراسيون ، من كلّ واحد أوقيّتان ، غاريقون ووجّ وأسارون وبابونج وبزر كرفس وحاشا وسادج هنديّ وقردمانا ، من كلّ واحد أوقيّة ، أذريون نصف أوقيّة ، يدقّ كلّ واحد على حده ، وينخل ، ويلتّ الجميع بأوقيّتين دهن بلَسان ، ويعجن بثلاث أمثال الجميع عسل منزوع الرّغوة.

سهم :

سَهَم وَجْهُ الرّجل : تغيّر من حرّ ، أو داء.

وسُهِم : أصابه السُّهام ، وهو : حرّ الصّيف ، أو حرارة الحمّى.

والسُّهام : داء ، كالعطاش.

والسُّهوم : ضرب من الطّير.

سهو :

السَّهْو : نسيان الشّيء والغفلة عنه ، وذهاب القلب إلى غيره.

وسَهَا ، فهو سَاهٍ. والسَّهْو أيضا : السّكون.

وحملت المرأة سَهْوا ، أي : على حيض.

٣٠٧

سوأ :

السُّوء : البرص. وقد مرّ في (ب ر ص).

والأَسْوَأ : القبيح. وامرأة سَوْآء : قبيحة.

وأَسْوَأَ المريض دواءه : تركه.

سوب :

السَّوَيْبة : طعام يتّخذ من دقيق الأرزّ والعسل والسّكّر ، نافع للتّسمين ، كثير الغذاء.

سوج :

السَّاج : شجر هنديّ يعظم جدّا ويمتدّ طولا وعرضا ، مع صلابة في جسمه وحمرة في لونه مع سواد. وورقه يكبر بحيث أنّ الرّجل يمكنه أن يتغطّى بورقه فيقيه من المطر. وهو بارد يابس. ونشارته تقتل الدّود ، ويداف بماء العسل. والشّربة منه ثلاثة مثاقيل.

سود :

الأَسْوَد : الحيّة العظيمة أو التي فيها سَوَاد. والأَسْوَد أخبث الحيّات وأعظمها. وهو من الصّفات الغالبة حتى استعمل استعمال الأسماء وجمع جمعها. وليس شيء من الحيّات أجرأ منه. وربما تعرّض للرّفقة وتبع الصّوت ولا ينجو لديغه.

والأَسْوَدَان : التّمر والماء ، أو الماء واللّبن.

٣٠٨

قال الأصمعيّ وغيره : هما التّمر والماء. وإنّما السَّوَاد للتّمر دون الماء وهو الغالب على تمر المدينة. قال فأضيف الماء إليه ونعتا معا نعتا واحدا إتباعا. والعرب تفعل ذلك في الشّيئين يصطحبان يسمّيان بالاسم الأشهر منهما كما قالوا لأبي بكر وعمر العمران ، وللشّمس والقمر القمران.

والعرب تقول : (إذا كثر البياض قلّ السّواد) ويعنون بالبياض اللّبن وبالسّواد التّمر ، أي : إنّ كلّ عام يكثر فيه اللّبن يقلّ فيه التّمر. وفي حديث أنّه (أمر بقتل الأسودين في الصّلاة) (٦٨). أراد بهما الحيّة والعقرب.

والسّوداء : المِرَّة المعروفة وهي أحد الأخلاط وذكرناها في (خ ل ط).

وسَواد القلب : حبّته أو دمه.

والسُّواد ، بالضّمّ : وجع يأخذ الكبد من أكل التّمر.

والسُّوَيْدَاء : الحبّة السَّوْدَاء ، وهي الشُّونيز وفي الحديث : (ما من داء إلّا في الحبّة السّوداء له شفاء إلّا السّام) (٦٩). وسيأتي ذكرها في (ش ن ز). والسَّوْدَاء : من الأخلاط ، بيتُها الطّحال وقوّتها في القلب.

سورنجان :

هو اللَّحْلاح. نبات نافع كلّه لتخفيف النّقرس ، وأوجاع مفاصل البدن.

سوس :

السُّوس : الطّبع والأصل والخلق والسَّجيّة. وشجر له ورق كورق شجر المصطكى ، وزهر ناعم يميل إلى الزّرقة ، وعروق معروفة وهي تميل إلى الحرارة ، ومعتدلة في الرّطوبة واليبوسة ، تنفع من السّعال ومن وجع الكبد ومن حُرْقة

٣٠٩

البول. وتقطع العطش ، وتسهل الصّفراء. والشّربة منها من مثقال إلى مثقالين.

وقد تضرّ بالطّحال ، وتصلح بالورد. وبدلها التّين وبذر الحُلبة.

والسُّوس ، أيضا : دود صغير يأكل الحبّ وغيره ، واحدته سُوسَة.

سوسن :

السَّوْسَن : اسم نبت ، أعجميّ معرّب ، وقد جرى في كلام العرب ، وأنواعه كثيرة وأطيبه الأبيض.

والأبيض البستانيّ المعروف بسوسن الآزاد حارّ يابس في الثّانية.

وإيْرِسَا البرّيّة أشدّ تسخينا وتجفيفا. وأصله جلاء مجفِّف باعتدال. وزهره ألطف ودهنه أشدّ تحليلا وتليينا ، وينفع من الكلف والنّمش ، وخصوصا أصله. وينقِّي الوجه غسلا به.

والبستانيّ أفضل الأدوية لحرق الماء الحارّ.

ويتّخذ من طبيخ أصله مضمضة لوجع الأسنان ، خصوصا البرّيّ منه ويوافق دهنه قروح الرّأس.

وإذا قطّر في الأذن سكّن الدّويّ ويليّن صلابة الرّحم شربا وتمريخا.

وكذلك طبيخ أصله بدهن الورد لا نظير له في أمراض الرّحم. وكذلك دهن الإيْرِسا.

ويخرج الجنين وينفع من المغص.

وإذا شرب من دهنه مقدار أوقيّة ونصف أسهل. وأصله يفتح أفواه العروق.

وينفع من لسع الهوامّ وخصوصا العقرب.

و" إيرسا" هو أصل السَّوْسن الأسمانجونيّ ، وهو من الحشائش ذات السّوق ،

٣١٠

وله زهر مختلف مركّب من بياض وصفرة وأسمانجونيّة ، وفرفريّة ، ولهذا سمّي" إيرسا" أي : قوس قزح.

وهذه الأصول عقديّة. وورقه دقيق ، وإذا عتّق تسوّس. والجيّد منه هو الصّلب الكثيف الملزّز المائل إلى الحمرة ، الطيّب الرّائحة ، المحرّك للعطاس.

وهو حارّ يابس في آخر الثّانية ، منضج ، مفتّح جلّاء ، والمسلوق منه يليّن الصّلابات والأورام الغليظة ، وينفع من القروح الوسخة ، ويكسو العظام لحما.

ويحلّل الإعياء. والاحتقان به ينفع من عرق النّسا. ودهنه مع الخلّ يسكّن دويّ الأذن ، وينفع من السّعال ، وخصوصا البلغميّ ، ومن ذات الجنب والرّئة.

ويدفع الفضول عن الصّدر. ويسكّن وجع الكبد والطّحال الباردين. وينفع من السّموم كلّها شربا بالخلّ. وينفع من الاستسقاء والمغص. ويدرّ الطّمث بالشّراب. ويسقط الجنين حمولا. وعتيقه يسهل الصّفراء والسّوداء والبلغم.

والشّربة منه نصف أوقيّة. وبدله نصف وزنه زراوند.

سوق :

السَّاق : لكلّ شجرة ودابّة وطائر وإنسان.

وهي من الإنسان ما بين الرّكبة والكعب ، ومن الطّائر ما فوق أصابعه ، ومن الجمال والبغال والحمير والإبل ما فوق الوظيف ، ومن البقر والغنم والظّباء ما فوق الكراع ، ومن الشّجرة جذعها. والعرب تشبّه عين المرأة وجيدها بعين الظّبية وجيدها. قال الشّاعر :

فعيناكِ عيناها وجيدكِ جيدها

ولكنّ عظم السّاق منكِ دقيق (٧٠)

٣١١

والسَّاق ، مؤنّثة قال الله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) (٧١).

وقال كعب بن جعيل :

فاذا قامت إلى جاراتها

لاحت السّاق بخلخال زجل (٧٢)

وفي حديث القيامة : (يكشف عن ساقه) (٧٣).

وفي الحديث : (لا يستخرج كنوز الكعبة إلّا ذو السّويقتين من الحبشة) (٧٤).

فالسّويقتان هما تصغير السّاق ، فهي مؤنّثة ، ولذلك ظهرت التّاء في تصغيرها ، وإنّما صغّرت لأنّ الغالب على الأحباش الدّقّة والحبوش.

وقيل إنّ قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) (٧٥) أي : عن شدّة.

(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) آخر شدّة الدّنيا بأوّل شدّة الآخرة. ويذكّرون السّاق إذا أرادوا شدّة الأمر والإخبار عن هوله ، والجمع سُوقٌ وسِيقَان.

والسَّاق من الإنسان مؤلّفة من عظمين متلاصقين طولا كالسّاعد :

أحدهما أكبر وأطول ، وهو الموضوع في الجانب الإنسيّ ، وفي طرفه الأعلى نقرتان ، ويسمّى بالقصبة الكبرى وبالسّاق وبالقصبة الإنسيّة ، وهي السَّاق في الحقيقة. ولفظ السَّاق إنّما يطلق عليهما تغليبا.

وثانيهما أصغر وأقصر وهو الموضوع في الجانب الوحشيّ ويسمّى بالقصبة الصّغرى وبالقصبة الوحشيّة. وقصرها من أعلا لأنّها لا تبلغ إلى مفصل الرّكبة. وأما من أسفل فإنّها تنتهي إلى حيث تنتهي الكبرى ، ليحصل منهما مفصل الكعب.

وفي القصبة الكبرى تحدّبان ، تحدّب عند الطّرف الأعلى إلى الجانب الوحشيّ والآخر عند الطّرف الأسفل إلى الجانب الإنسيّ.

٣١٢

وأمّا الصّغرى فإنّها مستقيمة.

وتطلق السّاق ـ لغة ـ على الأمر الشّديد ومنه قوله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) أي : آخر شدّة الدّنيا بآخر شدّة الآخرة. وقد عرفت ذلك ـ أيضا ـ فيما تقدّم.

والسَّاق : الذّكر من القماريّ ، قال :

تغريد سَاقٍ على سَاقٍ يجاوبها

من الهواتف ، ذات الطّوق والعطل (٧٦)

فالسَّاق الأولى : ذكر القماري ، وهو الورشان. والثّانية : سَاق الشّجرة. وأمّا الورشان فسيأتي ذكره في (ورش).

وسَاقُ الحمام هو رجل الحمام.

ويقال : فلان في السِّيَاق ، أي : في النّزع ، كأنّ روحه تُسَاق لتخرج من البدن.

والسَّوِيق : طحين يؤكل بعد قليه على النّار ، إمّا من الحبوب كالشّعير والحنطة ، وإمّا من الفواكه كالنّبق والغبيراء.

وسَوِيق الشّعير أبرد من سَوِيق الحنطة. وسَوِيقُها أرطب من سَوِيقه. وهما ينفخان ويبطئ نزولهما عن المعدة. وينفعان المحرورين. ويعقلان المسهولين.

وسَوِيق الشّعير بماء الرّمّانين ينفع من الغثيان الصّفراويّ ، ويسكّن الصّداع البّخاريّ.

وقال شيخنا العلّامة : وسَوِيق الشّعير ، وإن كان أبرد من سَوِيق الحنطة ، فَسَوِيق الحنطة لكثرة ما يتشرّب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر ، لا سيّما في ترطيبه ، فيكون أبلغ نفعا لمن يحتاج إلى ترطيب. وسَوِيق ماء الشّعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف. وسَوِيق ما عداهما من الحبوب

٣١٣

رديء فلا ينبغي أن يستعمل.

وسويق النّبق مبرّد قاطع للإسهال ، وكذلك سَوِيق الغبيراء.

سوم :

المَسُوم : الشّمع ، وأصله فارسيّ. وسيذكر في بابه.

وسَوَّمَني فلان في بدنه : إذا حكّمني في صحّته وعلاجه.

سيب :

السَّيْب : العطاء. والسِّيب ، بالفارسيّة : التّفّاح. وسمّي سِيبَوَيه به ، فكأنّه رائحة التّفّاح. فالسّيب التّفّاح ، وويه : الرّائحة.

والسُّيُوب : الرِّكاز ، عن أبي عبيد. قال : ولا أراه إلّا من السَّيْب ، وهو العطيّة.

وعن ثعلب : الرِّكَاز : المعادن ، وكذلك السُّيُوب.

وسمّيت عروق الذّهب والفضّة سُيُوبا لِانْسِيَابها في الأرض.

والسِّيَاب : البلح. والسَّابِيَة المهملة.

والسَّيْب : الوَدَع.

والسِّيب : مجرى الماء.

وسمّي السِّيب في أرض عمان سِيبا ، بكسر أوّله وسكون ثانيه ، لأنّ أصله مجرى ماء كبير كالنّهر.

سيح :

السَّيْح : حجر أسود ، أصله من الهند.

٣١٤

سيسب :

السَّيْسَبَان : شجر معروف ، وله ورق كورق الدّفلى ، وزهوره صفر ، وثمره يشبه الحُلْبة ، منه أسود ومنه أصفر ، وهو دابغ للمعدة قابض للطّبيعة.

سيسبر / سنسبر :

السّيسبر والسّنسبر ، والثّانية أعرف وأشهر : الرّيحانة التي يقال لها الشّمّام.

جرى هذا اللّفظ في كلامهم وليس بعربيّ صحيح.

وقال بعض الأطبّاء : الظّاهر أنّه غير الشّمّام ، وأنّه يشبه النّعناع إلّا أنّه أعرض منه ورقا وأطيب رائحة ، وله زهر يميل إلى البياض والحمرة ، يخلّف بذرا يضرب الى السّواد.

٣١٥

حواشي حرف السّين

__________________

(١) النّهاية (١ / ٣٢٧).

(٢) النّهاية (١ / ٣٢٧).

(٣) النّهاية (٢ / ٤٢٦).

(٤) ينظر مجمع الأمثال (٢ / ٢٩٢).

(٥) النّهاية (٢ / ٣٣٣).

(٦) برواية : (الإماء الغوادي) في ديوان النابغة (١١١).

(٧) الجنّ (١٨).

(٨) للأسود بن يعفر في المفضلّيات (٤٥٢). واللّسان (سجد).

(٩) الأحزاب (١٠).

(١٠) العين (سخف).

(١١) هو مثل يقال بالزّاي والسّين والصّاد. وهو بلفظ : جاء يضرب أصدريه في مجمع الأمثال (١ / ٢٢٦).

(١٢) لذي الرّمّة في ديوانه (٥٨٦). والمجمل (٣ / ١٣٧)

(١٣) النّهاية (٢ / ٣٥٦).

(١٤) ن م (٢ / ٣٥٧).

(١٥) العين (سردح).

(١٦) المجمل (٣ / ٦٢). المقاييس (٣ / ٦٩). اللسان (سرر).

(١٧) العين (سرر).

٣١٦

__________________

(١٨) جنطيانا : زهور سمّيت باسم أحد ملوك اليونان. له استعمالات طبّية.

له ع م (٤ / ١ / ١٢٨).

(١٩) ينظر مادة (سيقروس) من هذا الحرف.

(٢٠) ظلم الأسنان : الماء الذي يجري ويظهر عليها من صفاء اللّون لا من الرّيق. ينظر اللسان (ظلم).

(٢١) تنظر مادّتها في حرف الهمزة.

(٢٢) الإسراء (١).

(٢٣) الفجر (٤).

(٢٤) مريم (٢٤).

(٢٥) المستقصى (٢ / ٣٤٤).

(٢٦) تنظر مادة (جندبادستر) في حرف الجيم. وكذلك الأسماء المذكورة بعدها تنظر في مواضعها من متن الكتاب.

(٢٧) ينظر العين (سعن).

(٢٨) لسلامة بن جندل في ديوانه (٨). والمجمل (٣ / ٦٩).

(٢٩) البقرة (١٣٠).

(٣٠) الصّافّات (٨٩).

(٣١) الزّمر (٣٠).

(٣٢) مرّت قبل قليل. تنظر الحاشية (١٨) من هذا الحرف.

(٣٣) الكشوت والأكشوث : لفظ سريانيّ دالّ على نباتات طفيليّة من فصيلة المحموديّات ، سوقها صفر أو شقر خيطيّة ، طوال تلتفّ على مضيفها وتنشب فيه زوائد ماصّة تمصّ نسغه. ولا ورق لها. ل ع م (٤ / ٣ / ٧٢).

٣١٧

__________________

(٣٤) ينظر ل ع م (٤ / ١٢٧٣ ـ ١٢٨).

(٣٥) ينظر النّهاية (٢ / ٣٨١).

(٣٦) يوسف (٧٠).

(٣٧) النّهاية (٢ / ٣٨٣).

(٣٨) الحجر (١٥).

(٣٩) مرّ مع مادة (دهن) وتنظر الحاشية (٢٦) من حرف الدّال.

(٤٠) النّهاية (٢ / ٣٨٨).

(٤١) ن م (٢ / ٣٨٧).

(٤٢) العين (سلل).

(٤٣) النّهاية (٢ / ٣٩٢).

(٤٤) النّساء (٩٠).

(٤٥) الواقعة (٩١).

(٤٦) ديوان عروة بن حزام (١٤). واللسان (سلو).

(٤٧) لرؤبة في المجموع (٢٥). والمجمل (٣ / ٨٢).

(٤٨) بلا عزو في اللسان (سلو). وجعل صدره :

(وإنّي لتعروني لذكراك هزّة)

في العين (سلو).

(٤٩) آيتان : البقرة (٥٧). والأعراف (١٦٠).

(٥٠) ذكره بلفظ التّرنجين في (أجص).

(٥١) لخالد بن زهير. وهو في العين (سلو). واللسان (سلو).

(٥٢) لرؤبة في المجموع (٢٩). واللسان (سمد).

(٥٣) المستقصى (١ / ١٧٢).

٣١٨

__________________

(٥٤) السّلاق : مرض يصيب العين. ومرّ ذكره في مادة (سلق).

(٥٥) النّهاية (٢ / ٤٠٤).

(٥٦) ن م (٢ / ٤٠٤).

(٥٧) في" م" بلفظ (بيض السّماسم). والمثل في المستقصى (٢ / ٢٢٣).

(٥٨) النّهاية (٢ / ٤٠٧).

(٥٩) ربما أراد العسل الذي تصنعه النّحل مما ورد في قوله تعالى : (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للنّاس.) النحل (٦٩).

(٦٠) البقرة (٢٥٩).

(٦١) مرّ قبل قليل. تنظر الحاشية (٥٨).

(٦٢) القالي : إسماعيل بن القاسم ، تلمذ لابن دريد ومن في طبقته. له الأمالي والبارع وغيرهما. رحل الى الأندلس وتوفّي هناك في حوالي سنة ٣٥٦ للهجرة. تنظر ترجمته في إنباه الرواة (١ / ٢٠٤). ومعجم الأدباء (٧ / ٢٥). ووفيات الأعيان (١ / ٢٢٦).

(٦٣) العين (سهك).

(٦٤) القنطريون : نبات من فصيلة المركّبات الأنبوبيّة الزّهر ، بعض أنواعه له ورق يؤكل ويسمى المرار ، بتخفيف الرّاء وتشديدها. ل. ع. م (٤ / ٣ / ٤١).

(٦٥) كمادريوس ، وكماقيطوس ، وشقرديون : ألفاظ يونانيّة تطلق على أنواع من النّباتات. لم يحدّد القدماء من الأطباء العرب صفاتها. إلّا ما كان من الشّقرديون الذي هو من فضيلة الحوذانيّات.

(٦٦) نانخواه عن الفارسيّة : نوع من الدّقيق يصنع منه خبز.

(٦٧) الفوّة : نبات زراعيّ صبغيّ من الفصيلة الفوّيّة.

٣١٩

ينظر ل. ع. م (٤ / ٢ / ٢٢٩).

__________________

(٦٨) النّهاية (٢ / ٤١٩).

(٦٩) ن. م (٢ / ٤١٩). والطّبّ النّبويّ (٢٢٩).

(٧٠) بلا عزو وبرواية (رقيق) في اللسان (سوق).

(٧١) القيامة (٢٩).

(٧٢) اللسان (سوق).

(٧٣) النّهاية (٢ / ٤٢٢).

(٧٤) ن. م (٢ / ٤٢٣).

(٧٥) القلم (٤٢).

(٧٦) للكميت في ديوانه (٢ / ١١٨).

٣٢٠