ب ـ الدعاء في ليلة عاشوراء
اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ ، يٰا اَللهُ يٰا رَحْمٰانُ.
وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْوَضِيئَةِ الرَّضِيَّةِ المَرْضِيَّةِ الْكَبيرَةِ الْكَثِيرَةِ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بأَسْمائِكَ الْعَزيزَةِ المَنِيعَةِ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بأَسْمائِكَ الْكٰامِلَةِ التّامَّةِ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأُلُكَ بِأَسْمائِكَ المَشْهُورَةِ المشْهُودَةِ لَدَيْكَ يٰا اَللهُ ، وَأَسْألُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي لا يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَتَسَمّىٰ بهٰا غَيْرُكَ يٰا اَللهُ وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي لا تُرٰامُ وَلا تَزُولُ يٰا اَللهُ ، وَأَسْألُكَ بِما تَعْلَمُ أَنَّهُ لَكَ رضاً منْ أَسْمائِكَ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي سَجَدَ لَهٰا كَُلُّ شَيءٍ دُونَكَ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمٰائِكَ الَّتِي لا يَعْدِلُهٰا عِلْمٌ وَلا قُدْسٌ وَلا شَرَفٌ وَلا وقٰارٌ يٰا اَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ مَسٰائِلِكَ بِمٰا عٰاهَدْتَ أَوْفَى الْعَهْدِ أَنْ تُجِيبَ سٰائِلَكَ بِهٰا يٰا اَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِالمَسْأَلَةِ الَّتِي أَنْتَ لَهٰا أَهْلٌ يٰا اَللهُ ، وَأسْأَلُكَ بِالمسأَلةِ الَّتِي تَقُولُ لِسٰائِلِهٰا وَذٰاكِرِها : سَلْ ما شِئْتَ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكَ اْلإجٰابَةُ ، يٰا أَللهُ يٰا أَللهُ ، يٰا أَللهُ يٰا أَللهُ ، يٰا أَللهُ يٰا أَللهُ ، يٰا أَللهُ يٰا أَللهُ.
وَأَسألُكَ بِجُمْلَةِ ما خَلَقْتَ مِنَ المَسٰائِلِ الَّتِي لا يَقْوىٰ بِحَمْلِها شَيْءٌ دُونَكَ يٰا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِأَعْلاها عُلُوّاً ، وَأَرْفَعِها رِفْعَةً ، وَأَسْناها
ذِكْراً ، وَأَسْطَعِها نُوراً ، وَأَسْرَعِها نَجاحاً ، وَأَقْرَبِها إِجابَةً ، وَأَِتَمِّها تَماماً ، وَأَكْمَلِها كَمالاً وَكُلُّ مَسائِلِكَ عَظِيمَةٌ يا أَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِما لا يَنْبغِي أَنْ يُسْأَلَ بِهِ غَيْرُكَ منَ الْعَظَمَةِ وَالْقُدْس وَالجَلالِ ، وَالْكِبْرِياءِ وَالشَّرَفِ وَالنُّورِ ، وَالرَّحْمَةِ وَالْقُدْرَةِ ، وَالإشْرافِ وَالمَسْأَلَةِ وَالجُودِ ، وَالْعَظَمَةِ وَالمَدْحِ وَالْعِزِّ ، وَالْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، والرواج وَالمَسائِلِ الَّتِي بِها تُعْطِي مَنْ تُرِيدُ وَبِها تُبْدِئُ وَتُعِيدُ يا أَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الْعالِيَةِ الْبَيِّنَةِ المَحْجُوبَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَكَ يا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بأَسْمائِكَ المَخْصُوصةِ يا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الجَلِيلَةِ الْكَرِيمَةِ الحَسَنَةِ يا جَلِيلُ يا جَمِيلُ يا أَللهُ ، يا عَظِيمُ يا عَزِيزُ ، يا كَرِيمُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ ، يا اَللهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، أَسْأَلُكَ بِمُنْتَهى أَسْمائِكَ الَّتِي مَحَلُّها فِي نَفْسِكَ يا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِما سَمَّيْتَهُ بهِ نَفْسَكَ مِمَّا لَمْ يُسَمِّكَ بهِ أحَدٌ غَيْرُكَ يا اَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بما لا يُرى مِنْ أَسْمائِكَ يا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِما لا يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ يا أَللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِما نَسَبْتَ إِلَيْهِ نَفْسَكَ مِمَّا تُحِبُّهُ يا أَللهُ ، وأَسْأَلكَ بِجُمْلَةِ مَسائِلِكَ الْكِبْرِياءِ ، وَبِكُلِّ مَسْأَلَةٍ وَجدْتُها حَتّىٰ يَنْتَهِيَ إلى الاسْمِ الأعظم يا أَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الحُسْنىٰ كُلِّها يا أَللهُ ، وَأسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ وَجَدْتُهُ حَتّىٰ يَنْتَهِي إلى الاسْمِ الأعظم الْكَبِيرِ الأكْبَرِ الْعَلِيِّ الأعْلىٰ ، وَهُوَ اسْمُكَ الْكامِلُ الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلى جَميِعِ ما تُسَمّي بِهِ نَفْسَكَ ، يا أَللهُ يا أَللهُ ، يا أَللهُ يا
يا أَللهُ ، يا أَللهُ يا أَللهُ ، يا أَللهُ يا أَللهُ ، يا أَللهُ يا أَللهُ ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، أَدْعُوكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ هٰذهِ الأسْماءِ وَتَفْسِيرِها ، فَإنَّهُ لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها أَحَدٌ غَيْرُكَ يا أَللهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِما لا أَعْلَمُ وَلَوْ عَلِمْتُهُ سَألْتُكَ بِهِ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَأَمِينِكَ عَلىٰ وَحْيِكَ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي ، وَتَقْضِيَ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي ، وَتُبَلِّغَنِي آمالِي ، وَتُسَهِّلَ لِي مَحابِّي ، وَتُيَسِّرَ لِي مُرادِي ، وَتُوصِلَنِي إلىٰ بُغْيَتِي سَرِيعاً عاجِلاً ، وَترْزُقَنِي رِزْقاً واسِعاً ، وَتُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).
__________________
(١) الإقبال لابن طاووس : ج ٣ ، ص ٤٨ ـ ٥٠ ، وعنه بحار الأنوار : ج ٩٥ ، ص ٣٣٨ ـ ٣٤٠.
ج ـ المبيت عند الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء
ومن جملة الأعمال في هذه الليلة العظيمة هو المبيت في كربلاء عند قبر الحسين عليهالسلام وله فضل عظيم.
قال ابن قولوية قدسسره : حدثني أبي وأخي وجماعةُ مشايخي عن محمد بن يحيى عن محمد بن علي المدائني ، قال : أخبرني محمد بن سعيد البجلي عن قبيصة عن جابر الجعفي ، قال : دخلت على جعفر بن محمد عليهماالسلام في يوم عاشوراء فقال لي : هؤلاء زوار الله وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر ، من بات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء لقي الله ملطخاً بدمه يوم القيامة كأنما قتل معه في عرصته (١).
وقال : من زار قبر الحسين عليهالسلام أي يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه (٢).
وقال الشيخ المفيد قدسسره : حدثني أبوالقاسم قال : حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي رحمهمالله ، عن محمد بن يحيى عن محمد بن علي المدائني ، قال :
__________________
(١) العَرَصَة بالفتح : كل بقعة بين الدار واسعة ليس فيها بناء ، والجمع العراص والعرصات ، ومنه : عرصات الجنة ، وفي الحديث : رجل اشترى داراً فبقيت عَرَصَة يعني لا بناء فيها مجمع البحرين للطريحي : ج ٤ ، ص ١٧٤.
(٢) كامل الزيارات لابن قولويه : ص ١٧٣ ، وعنه بحار الأنوار : ج ٩٨ ، ص ١٠٤ ، ح ٤ و ٧ ، وسائل الشيعه : ج ١٠ ، ص ٣٧٢ ، ح ٣ و ٤ ، مستدرك الوسائل للنوري : ج ١٠ ، ص ٢٩١ ، ح ١.
أخبرني محمد بن سعيد البلخي (١) عن قبيصة عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من بات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء ، لقي الله يوم القيامة ملطخاً بدمه كأنما قتل معه في عصره (٢).
وقال : من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء وبات عنده ، كان كمن استشهد بين يديه (٣).
وقال السيد بن طاووس قدسسره : وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية (٤) : وروى أن من زاره عليهالسلام وبات عنده في ليلة عاشوراء حتى يصبح ، حشره الله تعالى ملطّخاً بدم الحسين عليهالسلام في جملة الشهداء معه عليهالسلام (٥).
وقال الشيخ الطوسي قدسسره : وروى جابر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من بات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء لقي الله تعالى يوم القيامة ملطّخاً بدمه كأنما قتل معه في عَرَصَة كربلاء.
وقال : من زار الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه (٦).
__________________
(١) في الكامل : البجلي كما مر عليك.
(٢) في الكامل : عَرَصَته ، وفي مصباح المتهجد وإقبال الأعمال : عرصة كربلاء.
(٣) كتاب المزار للمفيد : ص ٥١ ـ ٥٢.
(٤) انظر ، مسار الشيعة للمفيد : ص ٤٤ ، ذكره مرسلاً.
(٥) الإقبال لابن طاووس : ج ٣ ، ص ٥٠.
(٦) مصباح المتهجد للطوسي : ص ٧١٣ ، وعنه الإقبال : ج ٣ ، ص ٥٠.
د ـ زيارة الإمام الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء
ويستفاد استحباب ذلك من الروايات الواردة في فضل المبيت عنده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ، وقد عقد الحر العاملي قدسسره في الوسائل : باب تأكّد استحباب زيارة الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء ، وأورد عدة روايات منها ما يخص ليلة عاشوراء كرواية جابر الجعفي وما بعدها (١) ـ السابقتين ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام وكذلك المحدث النوري قدسسره أيضا في مستدركه (٢).
وذكر الشيخ التستري ـ عليه الرحمة ـ في الخصائص من جملة الأوقات المخصوصة التي يزار فيها الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء ويومها ، وقال : وخصوصية فضل زيارة عاشوراء الدخول في زمرة الشهداء والتلطّخ بدم الحسين عليهالسلام وإذا زاره ليلة عاشوراء وبات عنده وسقى عنده الماء (٣) في ذلك الوقت كان كمن سقى عسكر الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء (٤).
وقد ذكر ـ رفع الله مقامه ـ أن فضل زيارات الحسين عليهالسلام المخصوصة
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ١٠ ، ص ٣٧١ ، ب ٥٥ ، ح ٣ و ٤.
(٢) مستدرك الوسائل للنوري : ج ١٠ ، ص ٢٩١ ، ب ٤١.
(٣) جاء في كامل الزيارات : ب ٧١ ، ص ١٧٤ ، عن ابن قولويه ـ عليه الرحمة ـ قال : وروى محمد بن أبي يسار المدائني بإسناده ، قال : من سقى يوم عاشورا عند قبر الحسين عليهالسلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليهالسلام وشهد معه. وعنه أيضا بحار الأنوار : ج ٩٨ ، ص ١٠٥.
(٤) الخصائص الحسينية للتستري : ص ١٢٣ و ٣٠٨.
بالأوقات هي عَرَفة وعاشوراء ، وقال : والذي يترجح أن خصوصية زيارة عاشوراء التي ورد فيها : أن زائره يحشر ملطّخاً بدم الحسين عليهالسلام في زمرة الشهداء ، أعلى من كل خصوصية حتى من مائة ألف حجة ، وألف حجة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإن في زيارة عاشوراء قد ورد أيضاً مع هذه الخصوصية ، خصوصية أخرى وهي : أنه قد زار الله في عرشه (١) (٢).
هذا ويناسب أن يُزار الحسين عليهالسلام في ليلة عاشوراء بزيارة عاشوراء المعروفة ، كما أن هذه الزيارة الشريفة لا تختص بوقتٍ من الأوقات كما في رواية علقمة عن أبي جعفر عليهالسلام : وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك (٣).
فتشمل يوم عاشوراء وغيره ، وسواءً كانت من قريب أو بعيد ، وقد دلّت أيضاً على استحباب ذلك الروايات الاُخرى الواردة في استحباب التسليم على الحسين عليهالسلام والصلاة عليه من قريب وبعيد كل يوم (٤) فرأينا من المناسب ذكرها هنا ولما لها من الفضل العظيم.
وكما لا يخفى أن زيارة عاشوراء كما دلت عليها التجارب فريدة في آثارها
__________________
(١) كامل الزيارات : ص ١٧٤ ، مستدرك الوسائل للنوري : ج ١٠ ، ص ٢٩٢ ، ح ٣ و ٥.
(٢) الخصائص الحسينية للتستري : ص ٣٠٩.
(٣) مصباح المتهجد للطوسي : ص ٧١٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ، ص ٢٩٦ ، وسائل الشيعة : ج ١٠ ، ص ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، ب ٦٣ ، ح ٣.
(٤) كامل الزيارات : ص ٢٨٦ ، ب ٩٦ ، وسائل الشيعة : ج ١٠ ، ص ٣٨٥ ، ب ٦٣ ، مستدرك الوسائل للنوري : ج ١٠ ، ص ٣٠٥ ، ب ٤٦.
وفي قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الأعادي.
وقد أكد أهل البيت عليهمالسلام على هذه الزيارة وحثوا شيعتهم عليها بما فيها دعاء علقمة والذي يُقرأ بعد الزيارة.
روي عن صفوان أنه قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : تعاهَدْ هذه الزيارة وادعُ بهذا الدعاء وزُرْ به فإني ضامنٌ على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُربٍ أو بُعد ، أنّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغةً ما بلغت ولا يخيّبُه.
يا صفوان ، وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي ، وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين عليهماالسلام مضموناً بهذا الضمان عن الحسين عليهالسلام والحسين عليهالسلام عن أخيه الحسن عليهالسلام مضموناً بهذا الضمان والحسن عليهالسلام عن أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام مضموناً بهذا الضمان ، وأمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله مضموناً بهذا الضمان ورسول الله صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عليهالسلام مضموناً بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عزّوجلّ مضموناً بهذا الضمان ، وقد آلى الله على نفسه عزّوجلّ أنّ من زار الحسين عليهالسلام بهذه الزيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدعاء قبلتُ منه زيارته وشفّعته في مسألته بالغاً ما بلغت ، وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عنّي خائباً ، وأقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاءِ حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفّعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه ، وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك ، ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله ـ إن الله ـ أرسلني إليك سُروراً وبشرى لك ، وسروراً وبشرى لعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم إلى يوم البعث.
ثم قال صفوان : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزُرْ بهذه الزيارة من حيث كنت وادْعُ بهذا الدعاء وسَلْ ربّك حاجتك تأتِكَ من الله ، والله غير مخلفٍ وعده ورسوله صلىاللهعليهوآله بمنّه والحمدُ لله ... (١).
وقال شيخنا ثقة الإسلام النوري رحمهالله : أما زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً أنها لا تسانخ سائر الزيارات التي هي من إنشاء المعصوم وإملائه في ظاهر الأمر ، وإن كان لا يبرز من قلوبهم الطاهرة إلاّ ما تبلغها من المبدأ الأعلى ، بل تسانخ الأحاديث القدسية التي أوحى الله ـ جلّت عظمته ـ بها إلى جبرئيل بنصها بما فيها من اللعن والسّلام والدعاء فأبلغها جبرئيل إلى خاتم النبيين صلىاللهعليهوآله (٢).
وإليك زيارة عاشوراء برواية الشيخ الطوسي ـ عليه الرحمة ـ كما في المصباح :
__________________
(١) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ص ٧٢٣ ـ ٧٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ، ص ٢٩٩ ـ ٣٠٠.
(٢) مفاتيح الجنان : ص ٤٦٣.
زيارة عاشوراء
السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا أبَا عبد الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرْواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَتْ بِرحْلِك عَلَيْكُمْ مِنّي جميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ.
يَا أبَا عبد الله ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وجَلّتْ وعَظُمَت المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أهْلِ الإسلام ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أهْلِ السَّمَوَاتِ ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أهل البيت ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ المُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.
يَا أبَا عبد الله ، إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوليٌ لِمَنْ والاكُم وعدوٌّ لِمَنْ عَاداكُمْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللهُ آل زِيَادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي اُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسْرَجَتْ وَألجَمَتْ وَتَهيّأتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ ، بِأبِي أنْتَ وَاُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ، فَأسْالُ اللهَ الّذِي أكْرَمَ مَقامَكَ ، وَأكْرَمَنِي بِكَ ، أنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللّهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ مِنَ المقَرّبينْ.
يَا أبَا عبد الله ، إنِّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ تعالى ، وَإلَى رَسُولِهِ ، وَإلى أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وَإلَى فاطِمَةَ ، وإلى الحَسَنِ وَإلَيْكَ بِمُوالاتِكَ ، ومُوالاةِ أَوليائِك وَبِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ وَنَصبَ لَكَ الحَربَ ، وبالْبَرَاءةِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَعلى أشياعِكُم وَأبْرَأُ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ وَبِالبراءِةِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ ذلِكَ ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَجَرَى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأتَقَرَّبُّ إلى اللهِ وَإلى رَسولِهِ ثُمَّ إلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُم وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أعْدائِكُمْ ،وَالنَّاصِبِينَ لَكُم الحَرْبَ ، وَبِالبَرَاءَةِ مِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ ، يا أبا عبد الله إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأسْألُ اللهَ الّذِي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَمَعْرِفَةِ أوْلِيائِكُمْ ، وَرَزَقَني البَراءَةَ مِنْ أعْدائِكُمْ ، أنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأسْألُهُ أنْ يُبَلِّغَنِي المقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَأنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إمَامٍ مَهْدِيٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بالحقِّ مِنْكُمْ ، وَأسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أفْضَلَ ما يُعْطِي مصاباً بِمُصِيبَتِهِ ، يا لَها منْ مُصِيبَةٍ مَا أعْظَمَها وَأعْظَمَ رَزِيّتهَا فِي الإسلام وَفِي جَمِيعِ أهلِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ.
اللّهُمَّ اجْعَلْني في مَقامِي هذا مِمَّن تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ
وَمَغْفِرَةٌ.
اللهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآل ِمُحَمَّدٍ.
اللهُمَّ إنَّ هَذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الأكْبادٍ ، اللعِينُ بْنُ اللعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِف وَقَفَ فِيهِ نَبيُّكَ ـ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ.
اللّهُمَّ الْعَنْ أبَا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وآلَ مَرْوَانَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللعْنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ وَآلُ مَرْوانَ عَليهِمُ اللَّعْنةُ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ السًَلام.
اللهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللعْنَ وَالعَذابَ الألِيم.
اللهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُّ إلَيْكَ في هذَا اليَوْمِ ، وَفِي مَوْقِفِي هَذا ، وَأيَّامِ حَيَاتِي بِالبَرَاءَةِ مِنْهُمْ ، وَاللعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيِه و عليهم السلام.
ثمّ يقول :
اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ السًَلام وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جميعاً ( يقول ذلك مائة مرّة ).
ثمّ يقول :
السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرْواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ
آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ ، أهْلَ البَيتِ السَّلامُ عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين ( يقول ذلك مائة مرّة ).
ثمّ يقول :
اللهمَّ خُصَّ أنْتَ أوّلَ ظالمٍ بِاللّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً ، ثُمَّ الثَّانِي ، وَالثَّالِثَ وَالرَّابِع.
اللهُمَّ الْعَنْ يزِيَدَ خامِساً ، وَالْعَنْ عبيد الله بْنَ زِيَادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أبي سُفْيانَ وَآلَ زِيَادٍ وآلَ مَرْوانَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ.
ثم تسجد وتقول :
اللّهمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلَى مُصابِهِمْ ، الحَمْدُ للهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيّتي.
اللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيْهِ السًَلام يَوْمَ الوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْن عَلَيْهِ السًَلام.
قال علقمة : قال أبو جعفر عليهالسلام وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك.
دعاء علقمة
روى محمد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عُميرة ، قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمَّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعد ما خرج أبو عبد الله عليهالسلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة ، فلمَّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، فقال لنا : تزورون الحسين عليهالسلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليهالسلام من هَهنا أومأ إليه أبو عبد الله الصادق عليهالسلام وأنا معه.
قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر عليهالسلام في يوم عاشوراء ثم صلَّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عليهالسلام وودَّع في دبرهما أمير المؤمنين وأومأ إلى الحسين بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه ، وودَّع وكان فيما دعا في دبرهما :
يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، يَا مُجيبَ دَعوَةِ المُضْطَّرينَ ، يَا كَاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ ، يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ ، يَا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ ، يَا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الأعْلَى ، وَبِالاُفُق المُبِينِ ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، ويَا مَنْ لا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، يَا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الأصوات ، وَيَا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحَاجَاتُ ، وَيَا مَنْ لا يُبْرِمُهُ
إلحاحُ المُلِحِّينَ ، ويَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ ، وَيَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ ، وَيَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ ، يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ ، يَا مُعْطِيَ الْسُّؤلاتِ ، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ ، يَا كَافِيَ المُهِمَّاتِ ، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيٌ فِي السَّمٰواتِ وَالأرْضِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَبيين وَعَلِيٍّ أمير المُؤمنين ، وَبِحَقّ فَاطِمَةَ بنتِ نَبيِّكَ ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ.
فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ ، وَبِهِمْ أتَشَفَّعُ إلَيْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيْكَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِكَ الّذَي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ ، وَبِهِ أبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ من فَضْلِ الْعَالَمِينَ حَتَّى فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جميعاً أسألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَكْشفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وكَرْبِي ، وَتَكْفِيَنِيَ المُهِمَّ مِنْ اُمُورِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي ، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ ، وَتجْيرَني مِنْ الفَاقَةِ ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ المَسْأَلَةِ إلى المَخْلُوقِينَ ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ ، وَجَورَ مَنْ أَخافُ جَوْرَه ، وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ ، وَحُزُونَةَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ ، وَشَرَّ مَن أخَافُ شَرَّهُ ، وَمَكْرَ مَنْ أخَافُ مَكْرَهُ ، وَبَغْيَ مَنْ أخَافُ بَغْيَهُ ، وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ ، وَكَيْدَ مَنْ أخَافُ كَيْدَهُ ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أخَافُ مَقْدُرَته عَلَيَّ ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ ، وَمَكْرَ المَكَرَةِ.
اللّهُمَّ مَنْ أرادَني فَأرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ، وَاصْرِفُ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيَّهُ ، وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ ، وَأنّى شِئْتَ.
اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ ، وَبِبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ ، وَبِفَاقَةٍ لا تَسُدَّهَا ، وَبِسُقْمٍ لا تُعَافِيهِ ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها.
اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَيْنيهِ ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَالْعِلَّةَ وَالسَّقْمَ فِي بَدَنِهِ ، حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلِ شَاغِلٍ لا فَرَاغَ لَهُ ، وَأنْسِهِ ذِكْرِي كَما أنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيْهِ في جَميعِ ذَلِكَ السُّقْمَ ، وَلا تَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذَلِكَ لَهُ شُغْلاً شَاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي.
وَاكْفِنِي يَا كافِي مَا لا يَكْفِي سِوَاكَ فَإنَّكَ الْكَافِي لا كافِيَ سِوَاكَ ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِوَاكَ ، وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِوَاكَ ، وَجَارٌ لا جارَ سِوَاكَ ، خَابَ مَنْ كَانَ جَارُهُ سِوَاكَ ، وَمُغِيثُهُ سِوَاكَ ، وَمَفْزَعُهُ إلى سِوَاكَ ، وَمَهْرَبُهُ إلى سِوَاكَ ، وَمَلْجَأُهُ إلى غَيْرِكَ ، وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ ، فَأنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَايَ وَمَنْجَايَ ، فَبِكَ أسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إليْكَ وَأتَوسَّلُ وَأتَشَفَّعُ ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، فَلَكَ الحَمْدُ ، وَلَكَ الشُّكْرُ ، وَإلَيْكَ المُشْتَكَى وَأنْتَ المُسْتَعَانُ ، فَأسْألُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ ، وَفَرِّجْ عَنِّي كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاكْفِنِي كَمَا كَفَيْتَهُ واصْرِفْ عَنّي هَوْلَ مَا أخَافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَةَ مَا أخَافُ مَؤُونَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أخَافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي ، وَكِفَايَةِ ما أهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ.
يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَا أبَا عبد الله ، عَلَيْكُما مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَا وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما.
اللهُمَّ أحْيِنِي حيَاةَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَأمِتْنِي مَمَاتَهُمْ ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أبَداً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَا أبَا عبد الله ، أَتَيْتُكُمَا زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إلى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً إلَيْهِ بِكُما ، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إلى اللهِ تَعَالَى في حَاجَتِي هذِهِ فَاشْفَعَا لِي فَإنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ المَقَامَ المَحْمُودَ ، وَالجَاهَ الوَجِيهَ ، وَالمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ ، إنِّي أنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحَاجَةِ وَقَضائِهَا وَنَجاحِهَا مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لِي إلى اللهِ في ذلِكَ فَلا أخِيبُ ، وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خَائِباً خَاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ الحَوَائِجِ وَتَشْفَعا لِي إلى اللهِ ، انْقَلَبتُ عَلَى مَا شَاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ ، ومُفَوِّضاً أمْري إلى اللهِ ، مُلْجِئاً ظَهْري إلى اللهِ ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ ، وَأقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفَى ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعَا ، لَيْسَ لي وَراءَ الله وَوَراءَكُمْ يا سادَتِي مُنْتَهى ، ما شاءَ رَبِّي كانَ ، وَمَا لَمْ يَشأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ أسْتَوْدِعُكُم اللهَ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إلَيْكُمَا ، انْصرَفْتُ يَا سَيِّدِي يَا أميرَ المُؤْمِنِينَ وَمَوْلايَ وَأنْتَ يَا أبَا عبد الله ، يَا سَيّدِي وَسَلامِي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليْلُ وَالنَّهَارُ وَاصِلٌ ذلِكَ إلَيْكُمَا غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُمَا ، سَلامِي إنْ شَاءَ ، اللهُ وَأسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجيدٌ ،
انْقَلَبْتُ يَا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تَائِباً حَامِداً للهِ ، شاكِراً رَاجِياً لِلإجابَةِ ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ ، آئِباً عَائِداً راجِعَاً إلى زِيَارَتِكُمَا غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكُما وَلا عَنْ زِيارَتِكُما ، بَلْ رَاجِعٌ عَائِدٌ إنْ شاءَ اللهُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَليِّ العَظِيمِ ، يَا سَادَتي رَغِبْتُ إلَيْكُمَا وَإلَى زِيارَتِكُمَا بَعْدَ أنْ زَهِدَ فِيكُمَا وَفي زِيَارَتِكُمَا أهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِي اللهُ مَا رَجَوْتُ ، وَمَا أمّلْتُ فِي زِيَارَتِكُمَا ، إنّه قَرِيبٌ مُجِيبٌ (١).
__________________
(١) المصباح للشيخ الطوسي : ص ٧١٥ ـ ٧٢٣ ، وعنه بحار الأنوار : ج ٩٨ ، ص ٢٩٣ ـ ٢٩٩.