الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي
المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤
٢ ـ كان مسلكنا في التصحيح ، هو اننا اعتمدنا على النسخة المخطوطة وقابلناه مع كامل الزيارات والبحار وسائر كتب المزار والأدعية ، لاحتمال وجود السقط والتحريف في النسخة المخطوطة وأثبتنا ما كان الأصح من أسماء الرجال وغيره مع التذكر في الهامش وذكرنا في الهامش ـ تسهيلا للباحثين ـ أيضا سائر مصادر الأحاديث والأدعية والزيارات والكتب التي نقلوها.
٣ ـ زدنا في الحواشي بيانات موجزة في تفسير بعض الكلمات أو اللغات وما يرتبط بأسماء الرجال وغيره ، وجعلنا في خاتمة الكتاب فهرسا عاما للطالبين.
٤ ـ ذكر المؤلف في هذا الكتاب زيارات النبي والأئمة عليهمالسلام وأمورا اخر مرتبطة بها بلا تبويب ، ونحن ذكرناها مع التبويب ليسهل المراجعة إليها لمن أرادها.
|
يوم شهادة ثاني سيدي شباب أهل الجنة وثالث الأئمة ، مولانا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهماالسلام جواد القيومي الأصفهاني ٨ /٣ / ١٣٧٥ |
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القديم احسانه ، الظاهر امتنانه ، العالي سلطانه ، النير برهانه ، الرفيع شأنه ، الذي أنقذنا من الهلكات ، ونزهنا عن الشبهات ، وألهمنا الصالحات ، وأيدنا ان جعلنا من اتباع خير البريات ، ومن انتجبه من صفوة الرسالات ، محمد بن عبد الله ، المؤيد بالمعجزات ، وكاشف الغمرات ، والمنجي من الكربات ، صلى الله عليه وعلى آله ، الداعين إلى الصلوات ، والامرين بايتاء الزكوات ، والمنبهي شيعتهم على فعل الخيرات ، ما دامت الأرضون والسماوات.
اما بعد ، فاني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرفات ، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والأدعية المختارات ، وما يدعى به عقيب الصلوات ، وما يناجي به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات ، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات ، مما اتصلت به من ثقات الرواة إلى السادات.
وحثني على ذلك أيضا ما التمسته مني الحضرة السامية القضوية المجدية ، أبي القاسم هبة الله بن سلمان ، ضاعف الله مجدها وبلغها أمنيتها ورشدها ، وكبت حاسدها وضدها.
فأول ما بدأت به ما ورد من الترغيب في زيارة النبي والأئمة عليهمالسلام و ما لزائرهم من الثواب ، ثم أذكر ما يقال عند العزم على الخروج إلى زيارتهم عليهمالسلام ثم اتبع ذلك بزيارة النبي صلىاللهعليهوآله ، إذ هو المقدم في الفضل ، وأرجو ان يوفق الله تعالى لذلك ، وان يأتي غرض ملتمسها ، ويسهله بمنه ولطفه ، فما المستعان به الا فضله ، ولا المرجو الا طوله ، وهو يسمع ويجيب إن شاء الله تعالى.
القسم الأول
فيما جاء في فضل زيارتهم عليهمالسلام
باب ما جاء في زيارة النبي والأئمة صلى الله عليهم
وما لزائرهم من الثواب
١ ـ اخبرني الشيخان الجليلان العالمان أبو محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي وأبو الفضل شاذان بن جبرئيل رضياللهعنهما ، قالا : حدثنا الشيخ الصدوق ، عن جده ، عن أبيه ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رضياللهعنه ، قال : اخبرني أبي رحمهالله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال الحسن بن علي عليهماالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبه ما جزاء من زارك ، فقال صلىاللهعليهوآله : من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقا علي ان أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه (١).
٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني حمزة بن محمد العلوي رحمهالله ، [ قال : حدثني أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثني علي بن حمدون الرواسي ] (٢) قال : حدثنا محمد بن الحسين القواريري قرابة يعلي بن عبيد قال :
__________________
(١) رواه الصدوق في أماليه : ٥٧ ، ثواب الأعمال : ١٠٧ بالاسناد ، عنهما البحار ١٠٠ : ١٤١.
(٢) زيادة من المصادر ، لعدم وجود رواية حمزة بن محمد بن محمد بن الحسين القواريري.
حدثنا جعفر بن أمير البغوي (١) ، قال : حدثنا عثمان بن عيسى الرواسي ، عن العلاء بن المسيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : قال الحسن بن علي عليهماالسلام يا أبتا ما لمن زارنا ، قال : يا بني من زارني حيا وميتا ، ومن زار أباك حيا وميتا ، ومن زارك حيا وميتا ، ومن زار أخاك حيا وميتا ، كان حقيقا علي ان أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وادخله الجنة (٢).
٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي رحمهالله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن حسن بن علي الوشاء ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : ما لمن زار قبر أحد من الأئمة عليهمالسلام ، قال : له مثل ما لمن اتى قبر أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت : وما لمن زار قبر أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : الجنة والله (٣).
٤ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رضي الله عنه ، عن محمد بن الحسن الصفار (٤) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
__________________
(١) كذا ، وفي ثواب الأعمال : جعفر بن امين الثغري ، وفي الوسائل : جعفر بن امين الشعيري ، و الرجل غير مذكور في كتب الرجال.
(٢) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٠٨ مع اختلاف ، وفيه : ( الحسين بن علي عليهماالسلام ) ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤١ ، الوسائل ١٤ : ٣٢٧.
أقول : هذه الرواية مع اختلاف مذكورة في الكافي ٤ : ٥٤٨ ، التهذيب ٦ : ٤ ، كامل الزيارات : ٣٩ ، الفقيه ٢ : ٣٤٥ ، علل الشرايع : ٤٦٠.
(٣) عنه البحار ١٠٠ : ١٢٤ ، روى صدره الصدوق في ثواب الأعمال : ١٢٣ ، عنه البحار ١٠٢ : ٣٩.
(٤) كذا ، وفي
المصادر : سعد بن عبد الله ، وما هو المذكور في المتن لا يصح ، لأنه لا يمكن رواية
الحسن بن محبوب ، عن ابان السدوسي (١) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (٢).
٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن بندار ، عن علي بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي يحيى الأسلمي (٣) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من اتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ، ومن اتاني زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة (٤).
٦ ـ وبالاسناد قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله (٥) القرشي ، عن
__________________
جعفر بن قولويه المتوفى سنة ٣٢٩ عن الصفار المتوفى سنة ٢٩٠ ، والمعهود من رواياته انه روى عن الصفار بواسطة أبيه ، راجع معجم رجال الحديث ٤ : ١٠٧ ، ١٥ : ٢٤٩.
(١) كذا ، وفي سائر المصادر : ابان عن السدوسي ، وليس في أصحابنا رجل باسم ابان السدوسي ، و الظاهر أنه أبان بن عثمان الأحمر البجلي ، الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليهالسلام ، وهو من الستة الذين أجمعت العصابة على تصديقهم.
(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤١ ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٢.
ذكره في الكافي ٤ : ٥٤٨ ، قرب الإسناد : ٦٥ ، المقنعة : ٧٢ ، التهذيب ٦ : ٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٣٩ الوسائل ٤ : ٥٤٨.
(٣) كذا في النسخ ، وفي الكافي والمزار للمفيد والتهذيب : أبي حجر الأسلمي ، وفي العلل : إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي.
والظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم ، الذي عده الشيخ في رجاله : ١٥٦ ، الرقم : ١٧٢٠ ، من أصحاب الصادق عليهالسلام.
(٤) الكافي ٤ : ٥٤٨ ، أورده في كامل الزيارات : ٤٤ ، علل الشرايع : ٤٦٠ ، الفقيه ٢ : ٣٣٨ ، التهذيب ٦ : ٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٠ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٤.
(٥) في الأصل : عامر
، ما أثبتناه هو الصحيح ، قال آغا بزرك الطهراني في كتابه : اعلام القرن الرابع :
٥
محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه ، [ عن أبيه ] (١) ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي [ بن الحسين ] (٢) عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا بالسلام ، فإنه يبلغني (٣).
٧ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب الكليني رحمهالله ، عن عدة من أصحابه ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسين (٤) ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله جعفر ابن محمد عليهماالسلام : ما لمن زار رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : كمن زار الله فوق عرشه (٥).
٨ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن سلمة
__________________
( إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي ، الراوي عن محمد بن محمد الأشعث الكوفي ـ الخ ) ، راجع معجم رجال الحديث ١ : ٢٨٥.
(١) زيادة من المصادر.
(٢) من المصادر.
(٣) رواه في الكامل : ٤٦ ، المزار للمفيد : ١٤٦ ، المقنعة : ٧١ ، التهذيب ٦ : ٣ ، جامع الأخبار : ٢٣ ، المصباح للكفعمي : ٤٧٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٣ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٧.
(٤) في الأصل : محمد بن الحسن ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لأنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الذي عده الشيخ في رجاله الأرقام : ٥٦١٥ ، ٥٧٧١ ، ٥٨٩٢ ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري. عليهمالسلام
(٥) الكافي ٤ : ٤٨٥ ، عنه الوسائل ١٤ : ٣٣٥.
رواه في المقنعة : ٧١ ، كامل الزيارات : ٤٧ ، التهذيب ٦ : ٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٤.
ابن الخطاب ، عن علي بن سيف بن عميرة ، عن طفيل (١) بن مالك النخعي ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن صفوان بن سليمان ، عن أبيه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة (٢).
٩ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن يزيد بن عبد الملك (٣) ، عن أبيه ، عن جده قال : دخلت على فاطمة عليهاالسلام فبدأتني بالسلام ، ثم قال : ما غدا بك ، قال : قلت : طلب البركة ، فقالت : اخبرني أبي وهو ذا ، هو انه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ، قال : فقلت لها : في حياته وحياتك ، فقالت : نعم و بعد موتنا (٤)
١٠ ـ وبالاسناد عن سعد بن أبي خلف (٥) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ابن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا الحسن بن علي عليهماالسلام في حجر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إذ رفع رأسه فقال : يا أبه ما لمن
__________________
(١) عنونه في الكامل : الفضل ، وهو مصحف ، لأنه الطفيل بن مالك بن مقداد النخعي ، الذي عده الشيخ في رجاله ، الرقم : ٣٠٨٢ من أصحاب الصادق عليهالسلام.
(٢) ذكره في التهذيب ٦ : ٣ ، ولم نجده في الكافي ، عنه الوسائل ١٤ : ٣٤٤ ، أورده في الكامل : ٤٥ ، المزار للمفيد : ١٤٩ مع اختلاف ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٣.
(٣) في الأصل : محمد بن إسماعيل ، عن الحسين بن عبد الملك ، عن يزيد ، والصحيح ما أثبتناه ، لأنه يزيد بن عبد الملك النوفلي ، الذي عده الشيخ في رجاله الرقم : ١٦٥٤ من أصحاب الباقر عليهالسلام.
(٤) رواه في التهذيب ٦ : ٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ١٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٣٦٧.
(٥) هو سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري.
زارك بعد موتك ، فقال : من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة (١).
١١ ـ وبالاسناد عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصري (٢) ، قال : دخلت المدينة فاتيت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت : جعلت فداك اتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : بئس ما صنعت لولا انك من شيعتنا ما نظرت إليك ، الا تزور من يزوره الله مع الملائكة وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون ، قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك ، قال : فاعلم أن أمير المؤمنين أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا (٣)
١٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ابن عمر الجعفي قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت له : اني اشتاق إلى الغري ، قال : وما يشوقك إليه ، فقلت : اني أحب ان أزور أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) رواه في الكامل : ٣٩ ، التهذيب ٦ : ٢٠ ، عنهما الوسائل ١٤ : ٣٢٩ ، وفيهم : ( الحسين بن علي عليهماالسلام ).
(٢) في الأصل : يونس بن أبي وهب القصري ، ما أثبتناه هو الأصح ، لأن الظاهر أنه يونس بن عبد الرحمان ، ويؤيده وجوده في سائر المصادر وكثرة روايته عن منيع بن الحجاج ، وعدم وجود رجل باسم يونس بن أبي وهب القصري.
(٣) رواه في الكافي ٤ : ٥٧٩ ، الكامل : ٨٩ ، المقنعة : ٧١ ، التهذيب ٦ : ٢٠ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٢٥٧الوسائل ١٤ : ٣٧٦.
فقال لي : هل تعرف فضل زيارته ، قلت : لا يا بن رسول الله فتعرفني ذلك ، قال : إذا زرت أمير المؤمنين فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقلت : ان آدم عليهالسلام هبط بسرنديب (١) في مطلع الشمس وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة ، قال :
ان الله عزوجل أوحى إلى نوح عليهالسلام وهو بالسفينة ان يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت كما أوحى إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليهالسلام فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوفه ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسطها ، ففيها قال الله عزوجل للأرض : ( ابلعي ماءك ) (٢) ، فبلعت ماءها في مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة فاخذ نوح التابوت فدفنه في الغري
وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتخذ عليه محمدا حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ، والله ما سكن فيه بعد آباءه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليهالسلام (٣) ، فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فإنك زائر آباء الأولين ومحمد
__________________
(١) سرنديب : جزيرة في بحر الهند ، معجم البلدان ٣ : ٢١٥.
(٢) هود : ٤٤.
(٣) بعد آبائه : اي بعد زمان دفن أبويه ، فلا ينافي كونه عليهالسلام أفضل منهما ، واخبارنا مستفيضة في أن أئمتنا عليهمالسلام أفضل من غير نبينا من الأنبياء ـ البحار.
خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين ، وان زائره يفتح له أبواب السماء ، فلا تكن على الخير نواما (١).
١٣ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام يقول : اتى اعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ان منزلي ناء عن منزلك واني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك ، وأجد علي بن أبي طالب فيؤنسني بحديثه ومواعظه ، وارجع وانا متأسف على رؤيتك ، فقال عليهالسلام : من زار عليا فقد زارني ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، أبلغ قومك هذا عني ، ومن اتاه زائرا فقد اتاني ، وانا المجازي له يوم القيامة وجبرئيل وصالح المؤمنين (٢).
١٤ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين (٣) ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما لمن زار أحدا منكم ، قال : يكون كمن زار رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤).
__________________
(١) رواه في الكامل : ٨٩ ، التهذيب ٦ : ٢٢ ، مصباح الزائر : ٤١ ، فرحة الغري : ٢٩ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٢٥٨ ، الوسائل ١٤ : ٣٨٤.
(٢) عنه البحار ١٠٠ : ٢٦٢.
(٣) في الأصل : محمد بن الحسن ، ما أثبتناه هو الأصح راجع معجم الرجال ١٥ : ١٠٢
(٤) رواه في الكافي ٤ : ٥٧٩ ، علل الشرايع : ٥ ٦٠ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٦٢ ، كامل الزيارات : ٢٨٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١١٩.
١٥ ـ وفي رواية الوشاء ، عن الرضا علي بن موسى عليهماالسلام قال : سمعته يقول : ان لكل امام عهدا في أعناق [ أوليائه و ] (١) شيعته ، وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (٢).
١٦ ـ وبالاسناد عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا هارون بن مسلم ، قال : حدثني أبو عبد الله الحراني ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما لمن زار قبر الحسين بن علي عليهماالسلام ، قال : من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين كتب الله له حجة مبرورة ، و ان صلى عنده أربع ركعات كتب الله له حجة وعمرة ، قلت : جعلت فداك و كذلك لكل من زار إماما مفروضا طاعته ، قال : وكذلك لكل من زار إماما مفروضا طاعته (٣).
١٧ ـ وبالاسناد عن عبد الله بن سنان ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : ما لمن زار أباك ، قال : الجنة ، فزره (٤).
__________________
(١) من المصادر.
(٢) رواه في الكافي ٤ : ٥٦٧ ، الفقيه ٢ : ٣٤٥ ، العيون ٢ : ٢٦١ ، العلل : ٥٩٤ ، المقنعة : ٧٥ ، التهذيب ٦ : ٧٨و ٩٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١١٦ ، الوسائل ١٤ : ٣٢٢.
(٣) رواه في الكامل : ٤٣٤ ، التهذيب ٦ : ٧٩ ، عنهما البحار ١٠٠ : ١٢٠ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٠ ، ٥٢٠.
(٤) رواه في التهذيب ٦ : ٨٢ ، عنه الوسائل ١٤ : ٥٤٥ ، ذكره في البحار ١٠٢ : ١ عن مناقب آل أبي طالب.
١٨ ـ وفي رواية الحسين بن يسار (١) قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام : ما لمن زار قبر أبيك ، قال : زره ، قلت : فأي شئ فيه من الفضل ، قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زار والده ـ يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ، قال : قلت : جعلت فداك فان خفت ولم يمكني ان ادخل داخلا ، قال : فسلم من وراء الحائر (٢).
١٩ ـ وفي رواية زكريا بن آدم القمي عن الرضا عليهالسلام قال : ان الله تعالى نجى بغداد بمكان قبر أبي الحسن موسى عليهالسلام (٣).
٢٠ ـ وبالاسناد عن علي بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك ما لمن زار قبر أبيك بطوس ، فقال : من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (٤).
٢١ ـ وفي رواية إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : قال الرضا عليهالسلام من زارني على بعد داري وشطون (٥) مزاري اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها ، إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ،
__________________
(١) في التهذيب : الحسين بن بشار ، وكلاهما واحد ، راجع معجم الرجال ٥ : ٢٠٢
(٢) رواه في الكامل : ٤٩٨ ، المقنعة : ٧٣ ، التهذيب ٦ : ٨٢ ، عنه الوسائل ٤ : ١٠٢ ، ١٤ : ٥٤٩
(٣) رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤٤٢ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢ ، أورده الشيخ في التهذيب ٦ : ٨٢ ، و فيه : ( قبور الحسينيين ) ، عنه البحار ١٤ : ٥٤٦.
(٤) رواه في الكافي ٤ : ٥٨٥ ، الكامل : ٥٠٥ ، عنهما البحار ١٠٢ : ٤٠ ، الوسائل ١٤ : ٥٥٠.
(٥) شطن عنه : بعد ، وبئر شطون بعيدة القعر.