السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
سورة يس
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الحادي والستون وستمائة : إنّه الذكر ، في قوله تعالى : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)(١).
٩٦٦ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبا عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ). قال : «لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله ، وعن رسوله ، وعن وعده (٢)(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ) ممّن لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمّة من بعده (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ، فلمّا لم يقرّوا بها كانت عقوبتهم ما ذكر الله : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) في نار جهنّم ؛ ثمّ قال : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
__________________
(١) يس ٣٦ : ١١.
(٢) في المصدر : وعيده.
سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) عقوبة منه حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمّة من بعده ، هذا في الدنيا ، وفي الآخرة في نار جهنّم مقمحون.
ثمّ قال : يا محمّد : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) بالله ، وبولاية عليّ ومن بعده ، ثمّ قال : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ) يا محمّد (بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ»)(١).
الإسم الثاني والستون وستمائة : انّه الإمام المبين ، في قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)(٢).
٩٦٧ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصايغ ، قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدّثنا أحمد بن سلّام الكوفي ، قال : حدّثنا الحسين بن عبد الواحد ، قال : حدّثنا حرب بن الحسن ، قال : حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : «لمّا نزلت هذه الآية على رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما ، فقالا : يا رسول الله ، هو التوراة؟ قال : لا. قالا : فهو الإنجيل؟ قال : لا. قالا : فهو القرآن؟ قال : لا ـ قال ـ فأقبل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هو هذا ، إنّه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء» (٣).
٩٦٨ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد الله بن أبي العلاء ، عن محمّد بن
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٣١ / ٩٠.
(٢) يس ٣٦ : ١٢.
(٣) معاني الأخبار : ٩٥ / ١.
الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقرأ : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قال : «في أمير المؤمنين عليهالسلام» (١).
٩٦٩ / ٤ ـ وعنه : رواه عن أبي ذرّ ، في كتاب (مصباح الأنوار) ، قال : كنت سائرا في أغراض أمير المؤمنين عليهالسلام إذ مررنا بواد ونمله كالسّيل سار (٢) ، فذهلت ممّا رأيت ، فقلت : الله أكبر ، جلّ محصيه. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لا تقل ذلك ـ يا أبا ذرّ ـ ولكن قل : جلّ بارئه ، فو الذي صوّرك أنّي أحصي عددهم ، وأعلم الذكر منهم والانثى بإذن الله عزوجل» (٣).
٩٧٠ / ٥ ـ وعن عمّار بن ياسر ، قال : كنت مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في بعض غزواته ، فمررنا بواد مملوء نملا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم كم عدد هذا النّمل؟ قال : «نعم ـ يا عمّار ـ أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده ، وكم فيه ذكر ، وكم فيه أنثى». فقلت : من ذلك ـ يا مولاي ـ الرجل؟ فقال : «يا عمّار ، أما قرأت في سورة يس : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ؟) فقلت : بلى ، يا مولاي. فقال : «أنا ذلك الإمام المبين» (٤).
٩٧١ / ٦ ـ البرسي : عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) ، قام رجلان ، فقالا : يا رسول الله ، أهو التوراة؟ فقال : «لا». قالا : هو الإنجيل؟ قال : «لا». قالا : فهو القرآن؟ قال : «لا». فأقبل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، فقال : «هذا هو الذي أحصى الله فيه علم كلّ شيء ، وإنّ السعيد
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٨٧ / ٢.
(٢) في المصدر : الساري.
(٣) ... عنه : تأويل الآيات ٢ : ٤٩٠ / ٨.
(٤) الفضائل لابن شاذان : ٩٤.
كلّ السعيد من أحبّ عليّا في حياته ، وبعد وفاته ، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من أبغض هذا في حياته ، وبعد وفاته» (١).
__________________
(١) مشارق أنوار اليقين : ١٠٤.
سورة الصافات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثالث والستون وستمائة : إنّ إبراهيم عليهالسلام من شيعة عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(١).
٩٧٢ / ١ ـ شرف الدين النجفيّ ، قال : روي عن مولانا الصادق عليهالسلام أنّه قال : «قوله عزوجل : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) أي [إنّ] إبراهيم عليهالسلام من شيعة [النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو من شيعة] عليّ عليهالسلام ، [وكلّ من كان من شيعة عليّ فهو من شيعة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم»]. قال : ويؤيّد هذا التأويل ـ أنّ إبراهيم عليهالسلام من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ـ ما رواه محمّد بن العبّاس ، عن محمّد بن وهبان ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن رحيم ، عن العبّاس بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، [عن أبيه] ، عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، قال : سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام عن تفسير هذه الآية : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ).
فقال عليهالسلام : «إنّ الله سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليهالسلام كشف له بصره ، فنظر ، فرأى
__________________
(١) الصافّات ٣٧ : ٨٣.
نورا إلى جنب العرش ، فقال : إلهي ، ما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم صفوتي من خلقي. ورأى نورا إلى جنبه ، فقال : إلهي ، وما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني. ورأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي ، وما هذه الأنوار؟ فقيل له : هذه نور فاطمة ، فطمت محبّيها من النار ، ونور ولديها : الحسن ، والحسين. ورأى تسعة أنوار قد حفّوا بهم؟ فقال : إلهي ، وما هذه الأنوار التسعة؟ قيل : يا إبراهيم ، هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة.
فقال إبراهيم : إلهي ، بحقّ الخمسة ، إلّا ما عرّفتني من التسعة. فقيل : يا إبراهيم ، أوّلهم عليّ بن الحسين ، وابنه محمّد ، وابنه جعفر ، وابنه موسى ، وابنه عليّ ، وابنه محمّد ، وابنه عليّ ، وابنه الحسن ، والحجّة القائم ابنه.
فقال إبراهيم : إلهي وسيّدي ، أرى أنوارا قد أحدقوا بهم ، لا يحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل : يا إبراهيم ، هؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.
فقال إبراهيم : وبما تعرف شيعته؟ قال : بصلاة إحدى وخمسين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع ، والتّختّم في اليمين. فعند ذلك قال إبراهيم : اللهمّ ، اجعلني من شيعة أمير المؤمنين. قال : فأخبر الله في كتابه ، فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)» (١).
٩٧٣ / ٢ ـ ثمّ قال شرف الدين : وممّا يدلّ على أنّ إبراهيم عليهالسلام وجميع الأنبياء والمرسلين من شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، ما روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «ليس إلّا الله ورسوله ، ونحن ، وشيعتنا ، والباقي في النار» (٢).
٩٧٤ / ٣ ـ أبو محمّد العسكري عليهالسلام في تفسيره في حديث طويل ، قال : قال رجل لعليّ بن الحسين عليهماالسلام : يابن رسول الله ، أنا من شيعتكم الخلّص. فقال له :
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٦ / ٩.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٧ / ١٠.
«يا عبد الله ، فإذن أنت كإبراهيم الخليل عليهالسلام ، الذي قال الله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ* إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(١) فإن كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا ، وإن لم يكن قلبك كقلبه ، وهو طاهر من الغشّ والغلّ ، فأنت من محبّينا ، وإلّا فإنك إن عرفت أنّك بقولك كاذب فيه ، إنّك لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت ، أو جذام ليكون كفّارة لكذبك هذا» (٢).
الإسم الرابع والستون وستمائة : انه من آل يس ، في قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٣).
٩٧٥ / ٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلوديّ البصريّ ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل ، قال : حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخيّ ، قال : حدّثنا وهيب (٤) بن نافع ، قال : حدّثنا كادح ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام ، في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٥) ، قال : «يس محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونحن آل يس» (٦).
٩٧٦ / ٥ ـ عنه : عن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن يحيى بن عبد الباقي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن عبد الغني المعاني (٧) ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، عن مندل ، عن الكلبي ، عن
__________________
(١) الصافات ٣٧ : ٨٣ و ٨٤.
(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٣٠٧ / ١٥٠ ـ ١٦٠.
(٣) الصافات ٣٧ : ١٣٠.
(٤) في المصدر : وهب.
(٥) وهي قراءة زيد بن علي ونافع وابن عامر. «الموسوعة القرآنية ٦ : ١٩٦».
(٦) معاني الأخبار : ١٢٢ / ٢.
(٧) الظاهر أنّه الحسن بن عليّ بن عيسى ، أبو عبد الغني المعاني ، لروايته عن عبد الرزّاق ، أنظر ميزان الاعتدال ١ : ٥٠٥.
أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، قال : السّلام من ربّ العالمين على محمّد وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والسلامة لمن تولّاهم في القيامة» (١).
٩٧٧ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن حسين بن الحكم ، عن حسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسمه ياسين ، ونحن الذين قال الله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٢).
٩٧٨ / ٧ ـ عنه : عن محمّد بن سهل ، [عن إبراهيم بن معمر] ، عن إبراهيم بن داهر ، [عن أبي] ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثّاب ، عن أبي عبد الرحمن الأسلمي ، عن عمر بن الخطّاب ، أنّه كان يقرأ : «سلام على ال ياسين» ، قال : على آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
الإسم الخامس والستون وستمائة : من الذين ، في قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ).
والروايات في هذه الآية بهذا المعنى كثيرة ذكرت في كتاب البرهان.
الإسم السادس والستون وستمائة : ومن الذين ، في قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ).
[الإسم] السابع والستون وستمائة : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)(٤).
٩٧٩ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد الله
__________________
(١) معاني الأخبار : ١٢٢ / ١.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٨ / ١٣.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٩ / ١٥ ؛ معاني الأخبار : ١٢٣ / ٥.
(٤) الصافات ٣٧ : ١٦٦.
بن محمّد بن خالد ، عن العبّاس بن عامر ، عن الربيع بن محمّد ، عن يحيى بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) ، قال : «نزلت في الأئمّة والأوصياء من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
٩٨٠ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الشيباني ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ميمونة (٢) ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان ، قال : وحدّثنا أحمد بن محمّد الشيباني ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد التفليسيّ ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن رزين ، عن شهاب بن عبد ربّه ، قال : سمعت الصادق أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «يا شهاب ، نحن شجرة النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ونحن عهد الله وذمّته ، ونحن ودائع الله وحجّته ، كنّا أنوارا صفوفا حول العرش نسبّح الله ، فتسبّح الملائكة (٣) بتسبيحنا ، إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنّا لنحن الصافّون ، وإنّا لنحن المسبّحون ، فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد الله عزوجل وذمّته ، ومن خفر ذمّتنا فقد خفر ذمّة الله عزوجل وعهده» (٤).
٩٨١ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرو بن يونس الحنفيّ اليمانيّ ، عن داود بن سليمان المروزيّ ، عن الربيع بن عبد الله الهاشمي ، عن أشياخ من آل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، قالوا : قال عليّ عليهالسلام في بعض خطبه : «إنّا آل محمّد كنّا أنوارا حول العرش ، فأمرنا الله بالتسبيح فسبّحنا ، وسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ثمّ أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٢٧.
(٢) في المصدر ومعجم رجال الحديث ١٦ : ١٢١ : بويه ، وفي معجم رجال الحديث ٢ : ٢٥٢ : ثوية.
(٣) في المصدر : فيسبّح أهل السماء.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٢٨.
بالتسبيح فسبّحنا ، فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنّا لنحن الصافّون ، وإنّا لنحن المسبّحون» (١).
٩٨٢ / ١١ ـ قال : وروي مرفوعا إلى أبي محمّد بن زياد ، قال : سأل ابن مهران عبد الله بن العبّاس عن تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) ، فقال ابن عبّاس : إنّا كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تبسّم في وجهه ، وقال : «مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام». فقلت : يا رسول الله ، أكان الابن قبل الأب؟ قال : «نعم ، إنّ الله تعالى خلقني ، وخلق عليّا قبل أن يخلق آدم بهذه المدّة ، خلق نورا ، فقسمه نصفين ، فخلقني من نصفه ، وخلق عليّا من النصف الآخر قبل الأشياء كلّها ، ثمّ خلق الأشياء ، فكانت مظلمة ، فنوّرها من نوري ونور عليّ ، ثمّ جعلنا عن يمين العرش ، ثمّ خلق الملائكة ، فسبّحنا فسبّحت الملائكة ، وهلّلنا فهلّلت الملائكة ، وكبّرنا وكبّرت الملائكة ، فكان ذلك من تعليمي وتعليم عليّ ، وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محبّ لي ولعليّ ، ولا يدخل الجنّة مبغض لي ولعليّ.
ألا وإنّ الله عزوجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين (٢) ، مملوءة من ماء الحياة من الفردوس ، فما من أحد من شيعة عليّ إلّا وهو طاهر الوالدين ، تقيّ ، نقيّ ، مؤمن ، موقن بالله ، فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق من ماء الجنّة ، فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها ، فيشرب من ذلك الماء ، فينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع ، فهم على بيّنة من ربّهم ، ومن نبيّهم ، ومن وصيّه عليّ ، ومن ابنتي الزهراء ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ الأئمّة من ولد الحسين».
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٠١ / ١٩.
(٢) اللجين : الفضّة. «النهاية ٤ : ٢٣٥».
فقلت : يا رسول الله ، ومن هم الأئمّة؟ قال : «أحد عشر منّي ، وأبوهم عليّ بن أبي طالب».
ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحمد لله الذي جعل محبّة عليّ والإيمان سببين يعني : سببا لدخول الجنّة ، وسببا للنجاة من النار» (١).
٩٨٣ / ١٢ ـ محمّد بن خالد الطياسي ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، بإسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام : «كان الله ولا شيء غيره ، ولا معلوم ولا مجهول ، فأوّل ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته ، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه ، لا سماء ، ولا أرض ، ولا مكان ، ولا ليل ، ولا نهار ، ولا شمس ، ولا قمر ، يفصل نورنا من نور ربّنا كشعاع الشمس من الشمس ، نسبّح الله تعالى ونقدّسه ، ونحمده ونعبده حقّ عبادته.
ثمّ بدا الله تعالى عزوجل أن يخلق المكان فخلقه ، وكتب على المكان : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين وصيّه ، به أيّدته ، وبه نصرته.
ثمّ خلق الله العرش ، فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك.
ثمّ خلق السماوات ، فكتب على أطرافها مثل ذلك.
ثمّ خلق الجنّة والنار ، فكتب عليهما مثل ذلك.
ثمّ خلق الله الملائكة وأسكنهم السماء ، ثمّ تراءى لهم الله تعالى ، وأخذ عليهم الميثاق له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوّة ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، فاضطربت فرائص (٢) الملائكة ، فسخط الله تعالى على الملائكة ، واحتجب عنهم ، فلاذوا
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٠١ / ٢٠.
(٢) الفرائض : جمع الفريصة ، وهي اللحمة بين الجنب والكتف أو بين الثدي والكتف ترعد عند الفزع ، يقال : ارتعدت فريصته : أي فزع فزعا شديدا.
بالعرش سبع سنين ، يستجيرون الله من سخطه ، ويقرّون بما أخذ عليهم ، ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقرّوا بذلك ، فأسكنهم بذلك الإقرار السماء ، واختصهم لنفسه ، واختارهم لعبادته.
ثمّ أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبّح فسبّحنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ولو لا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف يسبّحون الله ، ولا كيف يقدّسونه.
ثمّ إنّ الله عزوجل خلق الهواء فكتب عليه : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين وصيّه ، به أيّدته ونصرته.
ثمّ خلق الله تعالى الجنّ فأسكنهم الهواء ، وأخذ الميثاق منهم له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوّة ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، فأقرّ منهم بذلك من أقر ، وجحد منهم من جحد ، فأوّل من جحد إبليس لعنه الله ، فختم له بالشقاوة وما صار إليه.
ثمّ أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبّح فسبّحت ، فسبّحوا بتسبيحنا ، ولو لا ذلك ما دروا كيف يسبّحون الله.
ثمّ خلق الله الأرض فكتب على أطرافها : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين وصيّه ، به أيّدته ، وبه نصرته ، فبذلك يا جابر قامت السماوات بلا عمد ، وثبتت الأرض.
ثم خلق الله تعالى آدم عليهالسلام من أديم الأرض ، ونفخ فيه من روحه ، ثمّ أخرج ذريّته من صلبه ، فأخذ عليهم الميثاق له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوّة ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، أقرّ منهم من أقر ، وجحد من جحد ، فكنّا أوّل من أقرّ بذلك.
ثمّ قال لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : وعزّتي وجلالي وعلوّ شأني لولاك ولو لا عليّ وعترتكما الهادون المهديّون الراشدون ما خلقت الجنّة ، ولا النار ، ولا المكان ، ولا الأرض ، ولا السماء ، ولا الملائكة ، ولا خلقا يعبدني.
يا محمّد أنت خليلي وحبيبي وصفيي وخيرتي من خلقي ، أحب الخلق إليّ ،
وأوّل من ابتدأت من خلقي.
ثمّ من بعدك الصديق عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وصيّك به أيدتك ونصرتك ، وجعلته العروة الوثقى ، ونور أوليائي ، ومنار الهدى ، ثمّ هؤلاء الهداة المهتدون ، من أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت ، فأنتم خيار خلقي وأحبّائي وكلماتي الحسنى ، وأسبابي ، وآياتي الكبرى ، وحجّتي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم من نور عظمتي ، واحتجبت بكم عن سواكم من خلقي ، وأستقبل بكم (١) وأسأل بكم ، فكل شيء هالك إلّا وجهي ، وأنتم وجهي ، لا تبيدون ، ولا تهلكون ، ولا يهلك ، ولا يبيد من تولّاهم ، ومن استقبلني بغيركم فقد ضلّ وهوى ، وأنتم خيار خلقي ، وحملة سرّي ، وخزّان علمي ، وسادة أهل السماوات وأهل الأرض.
ثمّ إنّ الله تعالى هبط (٢) إلى الأرض في ظلل من الغمام والملائكة وأهبط أنوارنا أهل البيت معه ، فأوقفنا صفوفا بين يديه ، نسبّحه في أرضه ، كما سبّحناه في سمائه ، ونقدّسه في أرضه ، كما قدّسناه في سمائه ، ونعبده في أرضه ، كما عبدناه في سمائه.
فلمّا أراد الله إخراج ذريّة آدم عليهالسلام لأخذ الميثاق ، سلك النور فيه ، ثمّ أخرج ذريّته من صلبه يلبون ، فسبّحنا فسبّحوا بتسبيحنا ، ولو لا ذلك لما دروا كيف يسبّحون الله عزوجل ، ثمّ تراءى (٣) لهم لأخذ الميثاق منهم بالربوبيّة ، فكنّا أوّل
__________________
(١) في النسخة : وجعلتكم استقيل بكم.
(٢) لعلّ نسبة الهبوط إليه تعالى للتشريف وعظمة ما أهبطه ، وكناية عن أمره وتوجّهه إلى الأرض لجعل الخليفة فيها ، ولعلّ الصحيح كما في نسخة اخرى : (اهبط إلى الأرض ظللا من الغمام).
(٣) تراءى له : تصدّي له ليراه ، قيل : المراد أنّ الله عزوجل عرّف نفسه لهم فعرفوه.
من قال : بلى عند قوله : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)(١).
ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوّة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، فأقرّ من أقر ، وجحد من جحد.
ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : فنحن أوّل خلق الله ابتدأ الله ، وأوّل خلق عبد الله ، وسبّحه ، ونحن سبب خلق الخلق ، وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين ، فبنا عرف الله ، وبنا وحدّ الله ، وبنا عبد الله ، وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه ، وبنا أثاب من أثاب ، وعاقب من عاقب ، ثمّ تلا قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)(٢) وقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(٣). فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل من عبد الله تعالى ، وأوّل من أنكر أن يكون له ولد أو شريك ، [ثمّ نحن بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم].
ثمّ نحن أودعنا بعد ذلك صلب آدم عليهالسلام فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام ، من صلب إلى صلب ، ولا استقرّ في صلب إلّا تبيّن عن الذي انتقل منه انتقاله ، وشرف الذي استقرّ فيه ، حتى صار في عبد المطّلب ، فوقع بأمّ عبد الله فاطمة ، فافترق النور جزءين : جزء في عبد الله ، وجزء في أبي طالب ، فذلك قوله تعالى : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٤) يعني في أصلاب النبيّين وأرحام نسائهم ، فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام ، حتى أخرجنا في أوان عصرنا وزماننا ، فمن زعم أنّا لسنا ممّن جرى في الأصلاب والأرحام ،
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٧٢.
(٢) الصافات ٣٧ : ١٦٥ ، ١٦٦.
(٣) الزخرف ٤٣ : ٨١.
(٤) الشعراء ٢٦ : ٢١٩.
وولدنا الآباء والأمّهات [فقد كذب](١)» (٢).
__________________
(١) في النسخة : فقد ردّ على الله تعالى.
(٢) لا يخفى أنّ المؤلّف الجليل لم يذكر المصدر الذي روى الحديث عنه ، ويمكن أن يكون المصدر «رياض الجنان» كما أخرج عنه الحديث في البحار ٢٥ : ١٧ / ٣١ ، وقطعة منه في ج ١٥ : ٢٣ / ٤١ ، وج ٥٧ : ١٦٩ / ١٢٢ ولكن ليس فيه سند الرواية ، بل أخرجه مرفوعا إلى جابر. ورياض الجنان مخطوط إلى الآن ولم يطبع بعد ، وهو من مصادر البحار ، ويشتمل على أخبار غريبة في المناقب ، ومؤلّفه هو الشيخ الأجلّ فضل الله بن محمود الفارسي ، كان فاضلا ، فقيها ، عالما كاملا ، نبيها ، ومعاصرا للشيخ الطوسي رحمهالله ، وكان من تلامذة الدوريستي الذي كان حيّا قبل سنة (٣٦٠). وأخرجه المؤلّف في حلية الأبرار ١ : ١٣ / ٢.
سورة ص
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثامن والستون وستمائة : إنّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)(١).
[الإسم] التاسع والستون وستمائة : في عملوا الصالحات.
الإسم السبعون وستمائة : انه من المتقين.
٩٨٤ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبيد ، ومحمّد بن القاسم بن سلّام ، قال : حدّثنا حسين بن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن غياث (٢) بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) عليّ ، وحمزة ، وعبيدة (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) عتبة ، وشيبة ، والوليد (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) عليّ عليهالسلام وأصحابه (كَالْفُجَّارِ) فلان
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٢٨.
(٢) في المصدر : حيّان.
وأصحابه (١).
ورواه ابن شهر آشوب : عن تفسير أبي يوسف الفسويّ (٢) ، قبيصة بن عقبة ، عن الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، الحديث بعينه إلى قوله : الوليد (٣).
٩٨٥ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا اللؤلؤيّ ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، قال : سألت الصادق عليهالسلام عن قوله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، قال : «أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه ، (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) حبتر ، وزريق ، وأصحابهما ، (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه (كَالْفُجَّارِ) حبتر ، ودلام ، وأصحابهما» (٤).
الإسم الحادي والسبعون وستمائة : انه من الآيات ، في قوله تعالى : (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ).
الإسم الثاني والسبعون وستمائة : (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٥).
٩٨٦ / ٣ ـ عليّ بن إبراهيم : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) فهم أهل الألباب الباقية (٦). قال : وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يفتخر بها ، ويقول : «ما أعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٠٣ / ٢.
(٢) في النسخة : النسوي.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١١٨.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٣٤.
(٥) سورة ص ٣٨ : ٢٩.
(٦) في المصدر : الثاقبة.
أعطيت» (١).
الإسم الثالث والسبعون وستمائة : انّه النبأ العظيم ، في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)(٢).
٩٨٧ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، أو غيره ، عن محمّد بن الفضيل ، [عن أبي حمزة] ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، إنّ الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(٣). قال : «ذلك إليّ ، إن شئت أخبرتهم ، وإن شئت لم أخبرهم. لكنّي أخبرك بتفسيرها»؟ قلت : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ؟) قال : فقال : «هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : ما لله عزوجل آية هي أكبر منّي ، ولا لله نبأ أعظم منّي» (٤).
٩٨٨ / ٥ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه سليمان ، عن سدير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام [قال :] قلت له : قول الله تبارك وتعالى : [(بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(٥) وقوله تعالى :](قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ؟) قال : «الذين أوتوا العلم : الأئمّة ، والنبأ : الإمامة» (٦).
٩٨٩ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم : قال الله عزوجل : يا محمّد (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٣٤.
(٢) ص ٣٨ : ٦٧ ـ ٦٨.
(٣) النبأ ٧٨ : ١ و ٢.
(٤) الكافي ١ : ٢٠٧ / ٣.
(٥) العنكبوت ٢٩ : ٤٩.
(٦) بصائر الدرجات : ٢٠٧ / ١.
يعني أمير المؤمنين عليهالسلام (أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ* ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى)(١).
[الإسم] الرابع والسبعون وستمائة : انه من العالين.
٩٩٠ / ٧ ـ ابن بابويه : عن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد القواريري ، عن أبي الحسن محمّد بن عمّار ، عن إسماعيل بن ثوية (٢) ، عن زياد بن عبد الله البكّائي ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري (٣) ، قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقرّبين؟
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٤٣.
(٢) في المصدر : التوبة.
(٣) أبو سعيد سعد بن مالك الخزرجي الأنصاري الخدري المدني عربي. من مشهوري الصحابة وفضلائهم ، ومن نجباء الأنصار وعلمائهم حتى قيل : لم يكن أحد من أحداث الصحابة أعلم منه ، وعدّوه من الحفّاظ المكثرين ، وقد حفظ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سننا كثيرة ، وروى عنه علما جمّا. حكي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم استصغره يوم احد ولم يأذن له فردّ ، ولكنه شهد معه الخندق وبيعة الشجرة واثنتي عشرة غزوة ولم يغيّر أو يبدّل من بعده ، بل كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصار من أصفياء أصحابه واستمرّ ملازما للحقّ ثابتا على الاستقامة حتى وقعت واقعة الحرّة واجتاح الأمويّون المدينة لزم أبو سعيد بيته ، فهجم عليه بعضهم ونتفوا لحيته وضربوه ، ثم سرقوا جميع ما في بيته.
روى عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام ، وروى عنه أبو هارون ومجاهد. وذكر بعض العامّة روايته عن بعض الصحابة وجماعة من التابعين ورواية غيرهم عنه. مات سنة ٧٤ ه ، وقيل : غير ذلك.
الاستيعاب ٢ : ٦٠٢ / ٩٥٤ ؛ رجال الطوسي : ٢٠ / ٣ و ٤٣ / ٢ ؛ اسد الغابة ٢ : ٢٨٩ ؛ تذكرة الحفّاظ ١ : ٤٤ / ٢٢ ؛ معجم رجال الحديث ٨ : ٤٧ / ٤٩٩٩.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبّح الله ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزوجل آدم عليهالسلام بألفي عام. فلمّا خلق الله عزوجل آدم عليهالسلام ، أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلّهم أجمعون إلّا إبليس أبى أن يسجد. فقال الله تبارك وتعالى : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) قال : من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش. فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله ، وأسكنه جنّته ، ومن أبغضنا أبغضه الله ، وأسكنه ناره ، ولا يحبّنا إلّا من طاب مولده» (١).
قلت : ورواه أيضا ابن بابويه في كتاب (بشارات الشيعة) : بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الحديث بعينه (٢).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٠٨ / ١١.
(٢) فضائل الشيعة : ٤٩ / ٧.