محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
كذلك ، وكل قرئ به (١). وقرأ بعضهم «كمثل حبّة بربوة» ـ بالحاء ، والباء ـ وهو تصحيف (*) ، بعيد من المعنى.
٣٠٥ ـ قوله : (وَلا تَيَمَّمُوا) :
يقرأ ـ بضم التاء ، وكسر الميم الأولى ، من قولك : «يمّمت الشىء» أى : فصدته. ويقرأ كذلك ، إلا أنه بهمزة موضع الياء ، من «أمّمت» بمعنى : يمّمت (٢).
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح التاء ، والميم الأولى ، والأصل : «تتامّوا» بتاءين ـ فحذفت الثانية ، مثل «تعمّدوا» (٣).
٣٠٦ ـ قوله : (تُغْمِضُوا) :
يقرأ ـ بتشديد الميم ، وفتح الغين ـ من «غمّض» مثل «كسّر».
ويقرأ ـ بضم التاء ، وفتح الميم ـ من «أغمض» على ما لم يسم فاعله ، أى : لم تقبلوه ، إلا إذا تسمّحتم فيه ، أو حملتم على المسامحة.
ويقرأ ـ بفتح التاء ، وبضم الميم ، وبكسرها ـ أيضا ـ وهى لغة ، يقال : «غمض يغمض» (٤) مثل «قتر تقتر ، ويقتر».
__________________
(١) انظر المختار ، مادة (ر ب أ) والمصباح : مادة (ربا).
(*) التصحيف : «كل تغيّر فى الكلام ينشأ من تشابه صور الخط .. كالالتباس فى نقط الحروف المتشابهة فى الشكل كالباء ، والتاء ، والثاء ، والجيم ، والحاء ، والخاء .. إلخ «مثل حبة ، وجنة ..» والتحريف : خاص بتغيير شكل الحروف ورسمها كالدال ، والراء ، والدال ، واللام ، والنون والزاى فى الحروف المتقاربة الصورة ، والمتباعدة الصورة كالميم والقاف» من كتاب تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام هارون
(٢) القراءات : الجمهور : على تخفيف التاء ، وماضيه «تيمّم» ... وبتشديد التاء ، وقبله ألف ... وبضم التاء ، وكسر الميم الأولى. انظر ١ / ١١٩ التبيان.
(٣) فى (أ) «تعمد».
(٤) سجل أبو البقاء القراءات : الجمهور : بضم التاء ، وإسكان الغين ، وكسر الميم ، وماضيه : أغمض ، وهو متعد ، وحذف مفعوله ... ويجوز أن يكون لازما ، مثل أغضى عن كذا ... ويقرأ كذلك ، إلا أنه بتشديد الميم ، وفتح الغين ، والتقدير : أبصاركم ... وقرئ : تغمضوا» ـ بضم التاء ، والتخفيف ، وفتح الميم ، على ما لم يسم فاعله.
والمعنى : إلا أن تحملوا على التغافل عنه ، والمسامحة فيه ، ويجوز أن يكون المعنى من «أغمض» إذا صودف على تلك الحال ، كأحمدته : وجدته محمودا ، ويقرأ ـ بفتح التاء ، وإسكان الغين وكسر ـ
٣٠٧ ـ قوله : (يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) :
يقرأ ـ بفتح الفاء ـ وهو أفصح ، وأشبه ، و ـ بضمها ـ وهى لغة (١).
٣٠٨ ـ قوله : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) :
يقرأ ـ بالتاء فيهما ـ على الخطاب.
٣٠٩ ـ قوله : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) :
يقرأ ـ بتسمية الفاعل ، تقديره : ومن يؤته الحكمة (٢).
٣١٠ ـ قوله : (فَنِعِمَّا هِيَ) :
يقرأ ـ بكسر النون ، والعين ، وبفتح النون ، وكسر العين ـ مع الإدغام فى ذلك كله ، وهى لغات فى «نعم» وقرئ ـ بإظهار الميم ـ على الأصل (٣).
٣١١ ـ قوله : (يَأْكُلُونَ الرِّبا) :
فيها خمسة أوجه :
المشهور معلوم.
والثانية كذلك : إلا أنه بالإمالة للألف ، بسبب الكسرة.
والثالثة كذلك : إلا أنه بالمد ، والهمز ، على أنه لغة فيه ، ويجوز أن يكون مصدر «رابى ، يرابى ، رباء» مثل : «زانى زناء ، ورامى رماء».
والرابعة : بكسر الراء ، وضم الباء ، وواو ساكنة.
والأشبه : أنه على لغة من قلب الألف واوا فى الوقف ، كما قالوا : هذه أفعو ، وضم الباء ؛ لتجانس الواو.
__________________
ـ الميم ... ويقرأ كذلك : إلا أنه بضم الميم ... ١ / ٢١٩ ، ٢٢٠ التبيان.
وانظر ٢ / ١١٣٥ الجامع لأحكام القرآن.
(١) فى المختار ، مادة (ف ق ر) : «... والفقر ـ بالضم لغة فى الفقر ، كالضّعف ، والضّعف».
(٢) «قرأ الجمهور «ومن يؤت» على بناء الفعل للمفعول ، وقرأ الزهرى ، ويعقوب ، «ومن يؤت» بكسر التاء ـ على معنى : ومن يؤت الله الحكمة ...» ٢ / ١١٣٩ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) انظر القراءات فى ٢ / ١١٤٣ ، الجامع لأحكام القرآن.
والخامسة كذلك : إلا أنه فتح الراء ، وهو مصدر «ربا يربو ربوا» ثم نقل ضمة الباء إلى الواو ، ووقف ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (١).
٣١٢ ـ قوله : (يَمْحَقُ اللهُ) :
يقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الحاء ـ من «أمحق الله الربا ، ومحّقه» ـ بالتشديد ـ (٢).
٣١٣ ـ قوله : (ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) :
يقرأ ـ بإسكان الياء ـ لثقل الحركة على الياء ، بعد الكسرة.
ومثل ذلك : «سوّى مساحيهن تقطيط الحقق (٣).
قال المبرد (٤) : تسكين ياء المنقوص فى النصب من أحسن الضرورة.
قلت : وسكونها فى الفعل أحسن ؛ لكثرة استعمال الفعل ، وزيادة تصرفه.
٣١٤ ـ قوله تعالى : (فَأْذَنُوا) :
يقرأ ـ بالوصل مع كسر الذال ـ ، والأشبه : أنه لغة ، يقال : «أذن يأذن» مثل «ضرب يضرب» (٥).
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرأ العدوى «الربو» ـ بالواو ، وقيل : وهى لغة الحيرة ، ولذلك كتبها أهل الحجاز بالواو ؛ لأنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة ، وهذه القراءة على لغة من وقف على «أفعى» بالواو ، فقال : هذه «أفعو» ... وحكى أبو زيد : أن بعضهم قرأ ـ بكسر الراء ، وضم الباء ، وواو ساكنة ، وهى قراءة بعيدة ... لعدم النظير فى لغة العرب ... ٢ / ٣٣٣ البحر المحيط ... وانظر ١ / ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣ المحتسب.
(٢) فى المختار ، مادة (م ح ق) : «محقه : أبطله ، ومحاه ، وبابه قطع ... و «أمحقه» لغة فيه رديئة». وانظر ١ / ٢٢٤ التبيان.
(٣) البيت :
سوّى مساحيهن تقطيط الحقق |
|
تقليل ما قارعن من سمّ الطّرق |
(٤) المبرد : محمد بن يزيد ... إمام العربية ببغداد فى زمانه ... أخذ عن المازنى ، وغيره مات سنة ٢٨٥ ببغداد ، ودفن بمقابر الكوفة». ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ بغية الوعاة.
(٥) قال أبو الفتح : «يقرأ ـ بوصل الهمزة ، وفتح الذال ، وماضيه «أذن» والمعنى : أيقنوا بحرب ، ويقرأ بقطع الهمزة ، والمد ، وكسر الذال ، وماضيه «آذن» أى : أعلم ...» ١ / ٢٢٤ التبيان.
٣١٥ ـ قوله تعالى : (لا تَظْلِمُونَ ، وَلا تُظْلَمُونَ) (١) :
يقرأ (تَظْلِمُونَ) ، ـ على ترك التسمية ـ.
٣١٦ ـ قوله : (ذُو عُسْرَةٍ) :
يقرأ «ذا» ـ بالألف ـ على أن تكون «كان» الناقصة واسمها مضمر فيها ، أى : إن كان المديون ذا عسرة (٢).
يقرأ «عسرة» ـ بضم السين ـ إتباعا للضمة قبلها (٣).
٣١٧ ـ قوله : (فَنَظِرَةٌ) :
يقرأ ـ بإسكان الظاء ـ تخفيفا ، كما خففوا «معدة ، وكنفا».
وقرئ «فنظره» ـ بفتح النون ، وسكون الظاء ، وضم الراء ، وهاء ، كناية وهو مصدر ، أى : فتأخيره إلى حين يساره.
ويقرأ «فناظرة» ـ على «فاعلة» ، مثل «ضاربة» ، وهو مصدر ـ أيضا ـ مثل «العاقبة ، والعافية».
ويقرأ «فناظره» ـ على الأمر ـ ، أى : فياسره ، وساهله (٤).
__________________
(١) «يقرأ بتسمية الفاعل فى الأول ، وترك التسمية فى الثانى ، ووجهه : أن منعهم من الظلم أهم ، فبدئ به ، ويقرأ بالعكس ، والوجه فيه : أنه قدم ما تطمئن به نفوسهم من نفى الظلم عنهم ، ثم منعهم من الظلم ، ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى واحد ؛ لأن الواو لا ترتب». ١ / ٢٢٥ التبيان.
(٢) الإعراب ظاهر ، على تقدير «كان» تامة ، وناقصة ، وانظر ١ / ٢٢٥ التبيان.
(٣) انظر مادة (ع س ر) فى مختار الصحاح. وانظر ١ / ٢٢٥ التبيان.
(٤) قال أبو البقاء : «والجمهور : على الكسر ، ويقرأ بالإسكان إيثارا للتخفيف ، وكفخذ ، وفخذ» و «كتف ، وكتف».
ويقرأ «فناظرة» بالألف ، وهى مصدر كالعافية ، والعاقبة ، ويقرأ «فناظره» على الأمر ، كما تقول : ساهله بالتأخير».
وانظر الكشاف : ١ / ٣٢٣ ، وانظر ٢ / ١١٨١ الجامع لأحكام القرآن.
٣١٨ ـ قوله : (مَيْسَرَةٍ) :
يقرأ ـ بضم السين ، وهى لغة قليلة ، لا يكاد يجىء منها إلا مضافا (١).
وقد قرئ كذلك ، إلا أنه بهاء الكناية.
٣١٩ ـ قوله : (وَأَنْ تَصَدَّقُوا) :
يقرأ ـ بالتشديد ـ والأصل «تتصدقوا» : فمن شدد أبدل التاء صادا ، وأدغم ، ومن خفف حذف.
ويقرأ «تصدقوا» ـ بسكون الصاد ، وتخفيف الدال ـ من «الصدق» ، والإخلاص فى العمل (٢).
٣٢٠ ـ قوله : (فَلْيَكْتُبْ ، وَلْيُمْلِلِ ، وَلْيَتَّقِ) :
كل ذلك ـ بإسكان اللام ـ وهى مكسورة فى الأصل ، وإنما سكنت لما دخلت عليها الفاء ، والواو ؛ لكثرة الحركات ، وثقل الكسرة (٣).
وقرئ ـ بكسرها ـ على الأصل.
٣٢١ ـ قوله : (أَنْ يُمِلَّ هُوَ) :
يقرأ ـ بإسكان الهاء ـ على إجراء المنفصل مجرى المتصل.
٣٢٢ ـ قوله : (شَهِيدَيْنِ) :
يقرأ «شاهدين» تثنية «شاهد» ، و «فعيل» ـ بمعنى «فاعل» ـ هنا (٤) ـ.
__________________
(١) قال جار الله : «وقرئ ـ بضم السين ، كمقبر ، ومقبرة ، ومشرق ، ومشرقة ، وقرئ بهما مضافين بحذف التاء عند الإضافة ، كقوله :
وأخلفوك عدا الأمر الذى وعدوا.»
١ / ٣٢٣ الكشاف.
(٢) قال أبو البقاء : «يقرأ بالتشديد ، وأصله : تتصدقوا ، فقلب التاء الثانية صادا ، وأدغمها ، ويقرأ بالتخفيف ، على أنه حذف التاء حذفا». ١ / ٣٢٦ التبيان.
(٣) قال أبو حيان فى النهر : «... وقرئ ـ بكسر لام وليكتب ، وإسكانها» ١ / ٣٤٣.
(٤) قال أبو حيان : «... ولفظ «شهيد» للمبالغة ، وكأنهم أمروا أن يستشهدوا من كثرت منه الشهادة ، فهو عالم بمواقع الشهادة ، وما يشهد فيه ...» ٢ / ٣٤٥ البحر.
٣٢٣ ـ قوله : (وَامْرَأَتانِ) :
ـ بإسكان الهمزة ـ فروا من توالى الحركات ، وثقل الهمزة ، وليّنها قوم ، والمليّنة فى حكم المحققة ، ولو جعلت ألفا خالصة جاز ، فقد قالوا : «امراة» ـ بألف (١).
والجمهور ، على الرفع ، والتقدير : فالشاهد رجل ، وامرأتان ، أو فيشهد رجل ، وامرأتان وقرئ «امرأتين» ـ بالنّصب ـ على تقدير : فاستشهدوا رجلا ، وامرأتين (٢).
٣٢٤ ـ قوله : (أَنْ تَضِلَّ) :
فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : فتح التاء ، وكسر الضاد ـ وهى اللغة (٣) الفاشية [المنتشرة] ، وفتح التاء ، والضاد جميعا ، وهى لغة ـ أيضا ـ يقال : «ضلّ يضلّ ، ويضلّ» و ـ بضم التاء ، وكسر الضاد ـ وماضيه «أضلّ» أى : وجد الشىء ضالا ، مثل «أحمدت الرجل : إذا وجدته محمودا».
ويقرأ ـ بضم التاء ـ وفتح الضاد ، وعلى ما لم يسم فاعله ، كقولهم : «أنسيت الشىء» (٤) أى : أنسانيه الشيطان.
٣٢٥ ـ قوله : (فَتُذَكِّرَ) :
يقرأ ـ بفتح الراء ـ ويعطفه على «تضلّ» (٥).
__________________
(١) قال فى النهر : «... وقرى «وامرأتان» ـ بسكون الهمزة ـ وهو على غير قياس» ٢ / ٣٤٦ ، ٣٤٧.
وانظر ١ / ١٤٧ المحتسب.
(٢) الإعراب ظاهر.
(٣) فى (أ) «الكلمة».
(٤) يقول أبو البقاء : «يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ على أنها المصدرية الناصبة للفعل ، وهو مفعول له ، وتقديره : لأن تضل إحداهما». ١ / ٢٢٩ التبيان.
(٥) وقد سجل ذلك أبو البقاء ١ / ٢٢٩ التبيان.
ومنهم من ـ يضمها ـ أى : فهى «نذكر» (١).
ويقرأ ـ بالتشديد ـ : فتحا ، وضما ، يقال : «ذكرته ، وذكّرته».
ومنهم من يقرأ «فتذاكر» ـ بالألف ـ : فتحا ، وضما ، يقال : «ذاكرته» : إذا جاريته للتذكر.
ويقرأ ـ بفتح التاء ، والذال ، وتشديد الكاف ، وفتح الراء.
والوجه فيه : أنه أراد «تتذكر» ، فحذف التاء الثانية ، كما قرئ «تشّابه» وفى الكلام حذف ، تقديره : فتتذكر إحداهما حال الأخرى ؛ لأن «تتذكر» يتعدى إلى مفعول واحد ، وليس المعنى إلا على ما قدرنا.
ومن هؤلاء : من ـ ضم الراء ـ فيجعله مستقبلا (٢).
٣٢٦ ـ قوله : (تَسْئَمُوا) ، وتكتبوا ، و (تَرْتابُوا) :
ـ بالتاء فيهن ـ على الخطاب فى المشهور ، كما قال : «واستشهدوا».
ويقرأ ـ بالياء ـ على الغيبة ، يعنى : المدانين ، والمعاملين (٣).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«... ويقرأ «فتذكر» ـ بالرفع على الاستئناف.
ويقرأ «إن» ـ بكسر الهمزة ـ على أنها شرط ، وفتحة اللام على هذا حركة بناء لالتقاء الساكنين ، «فتذكر» جواب الشرط ، ورفع الفعل لدخول الفاء الجواب.
ويقرأ ـ بتشديد الكاف ، وتخفيفها ، يقال : ذكرته ، وأذكرته ، وإحداهما الفاعل ، والأخرى المفعول ، ويصح فى المعنى العكس ، إلا أنه يمتنع فى الإعراب على ظاهر قول النحويين ...». ١ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ التبيان.
(٢) انظر ٢ / ١٢٠٦ الجامع لأحكام القرآن.
وقد ذكر أبو حيان قراءات : الأعمش ، وحمزة : «إن تضل» جعلها حرف شرط ... الباقون : ـ بفتح همزة «أن» وهى الناصبة ، وفتح راء «فتذكر» عطفا على أن تضل ... وسكن الذال ، وخفف الكاف ابن كثير ، وأبو عمرو ... وفتح الذال وشدد الكاف الباقون من السبعة ... الجحدرى ، وعيسى بن عمر «أن تضلّ» ـ بضم التاء ، وفتح الضاد ، مبنيا للمفعول ، بمعنى «تنسى» ... ٢ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ البحر ...
(٣) التعليل ظاهر.
٣٢٧ ـ قوله : (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) :
يقرأ ـ بوصل الهمزة ، وفتح الهاء ـ والمعنى : أنه أمر الشهود بالشهادة على البيع ، أى : واشهدوا إذا بايع بعضكم بعضا.
وليس المعنى : أن البايع يشهد ؛ لأنه لا يقبل قوله لنفسه.
٣٢٨ ـ قوله : (كاتِباً) :
يقرأ «كتابا» ـ على الجمع ـ و «كتّبا» ـ بغير ألف ـ على الجمع ـ أيضا مثل : «شهّادا ، وشهّدا».
ويقرأ «كتّابا» أى : ما يكتبون (١) فيه.
ويقرأ «كتبا» كذلك : إلا أنه جمع (٢).
٣٢٩ ـ قوله : «فرهن» :
يقرأ ـ بإسكان الهاء ـ على تخفيف المضموم.
ومنهم من يقرأ «فرهان» ـ على الجمع ، مثل «كعب ، وكعاب» (٣).
٣٣٠ ـ قوله : «الذى ائتمن» :
الجمهور : بضم الهمزة ، وإسكانها ، وضم التاء ـ وهؤلاء يبتدئون «أوتمن» ـ بضم الهمزة ، وواو بعدها.
وأجاز الكسائى : همز الواو ، والإسكان.
__________________
(١) فى (أ) «يكتبون».
(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور : كاتبا ـ على الإفراد ، وقرأ أبىّ ، ومجاهد ، وأبو العالية «كتابا» على أنه مصدر ، أو جمع كاتب ، كصاحب ، وصحاب ... وقرأ ابن عباس ، والضحاك «كتابا» على الجمع ...». ٢ / ٣٥٥ البحر المحيط.
(٣) قال أبو البقاء : «ويقرأ ـ بضم الهاء ، وسكونها ـ وهو جمع «رهن» مثل «سقف ، وسقف» و «أسد ، وأسد» ، والتسكين لثقل الضمة بعد الضمة ، وقيل : «رهن» جمع «رهان» ، ورهان جمع رهن ، وقد قرئ به مثل «كلب ، وكلاب» والرهن مصدر فى الأصل ، وهو هنا بمعنى «مرهون» ١ / ٢٣٢ التبيان.
ويقرأ ـ بقلب الهمزة ياء ـ فى الوصل ، وقرئ ـ بغير همز ، ولا ياء ، وبتشديد التاء.
والوجه فيه : أنه قلب الواو تاء ، وأدغمها ، كما قلبت الواو تاء فى «تراث» وفى «اتعد» (١).
٣٣١ ـ قوله : (تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ) :
وكذلك : «تعلمون» يقرآن بالياء ـ على الغيبة (٢).
٣٣٢ ـ قوله : (آثِمٌ قَلْبُهُ) :
يقرأ «آثم» على «فاعل» وهو خبر «إنّ» و «قلبه» فاعله.
ويجوز أن يكون خبرا ، مقدما ، و «قلبه» مبتدأ.
ويقرأ «آثم» على أنه فعل ماض «قلبه» فاعله.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بنصب «قلبه» على التشبيه بالمفعول ، أى : آثم الرجل قلبه ، أى : فى قلبه (٣).
وقيل : هو تمييز ، مثل قوله : (سَفِهَ نَفْسَهُ) [البقرة : ١٣٠] (٤).
ويقرأ «إثم قلبه».
٣٣٣ ـ قوله : (فَيَغْفِرُ ، وَيُعَذِّبُ) :
فيها ثلاثة أوجه :
الجزم : عطفا على «يحاسب».
__________________
(١) فى النهر : «... وقرئ «أوتمن» ـ بهمزة ساكنة ، وبإبدال الهاء ياء كهمزة «بير» للكسرة قبلها ، وقرئ الّذى اتّمن ـ بإدغام التاء ، المبدلة من الياء فى تاء افتعل ، وهى لغة رديئة» ٢ / ٣٥٦ النهر.
(٢) «الجمهور : على أن التاء للخطاب ... وقرئ بالياء على الغيبة». ١ / ٢٣٣ التبيان.
(٣) ذكر أبو البقاء الإعراب الجائز فى «آثم ...» : خبر «إن» وقلبه مرفوع به ـ «قلبه» بدل من (آثم) «قلبه» بدل من الضمير فى «آثم» ـ «قلبه» مبتدأ وآثم خبر مقدم ، والجملة خبر «إنّ» ... ١ / ٢٣٣ التبيان.
(٤) وقال أبو البقاء عن هذا الإعراب ، هو بعيد ، لأنه معرفة.
والرفع : على تقدير «فهو يغفر».
والنصب : على الحرف ، أى : وأن يغفر.
والمعنى : مع أن يغفر ، كقولهم : «لا تأكل السمك ، وتشرب اللبن» (١).
٣٣٤ ـ قوله : (وَكُتُبِهِ) :
يقرأ ـ بضمتين ـ وهو جمع «كتاب».
ومنهم ـ من يسكن التاء ـ على التخفيف.
ومنهم من يقرأ «وكتابه» ـ على الإفراد ، وهو اسم للجنس ، ولا يراد به الواحد (٢).
٣٣٥ ـ قوله : (لا نُفَرِّقُ) :
يقرأ ـ بفتح النون ، وضم الراء ـ تخفيفا ، وهو ظاهر.
ويقرأ ـ بتاء مضمومة ، وكسر الراء ، وتشديدها ، وسكون القاف ـ على النهى ، والخطاب (٣).
ويقرأ «لا يفرّق» ـ بالياء ، وضم القاف ـ أى : لا يفرق الله ، أو لا يفرق الرسول ، أو المؤمن (٤).
__________________
(١) ويقول ابن مالك :
والفعل من بعد الجزا إن يقترن |
|
بالفا ، أو الواو بتثليث قمن |
فالجزم : بالعطف ، والرفع على الاستئناف ، والنصب «بأن» مضمزة وجوبا ، وهو قليل ، والشواهد كثيرة.
انظر ٤ / ٥٩ ـ ٦١ شرح الأشمونى ـ بتحقيقنا.
(٢) قال أبو البقاء : «يقرأ بغير ألف على الجمع ؛ لأن الذى معه جمع».
ويقرأ ، «وكتابه» ـ على الإفراد ، وهو جنس ، ويجوز أن يراد به القرآن وحده». ١ / ٢٣٤ التبيان.
(٣) قال أبو حيان فى «لا نفرق» : «.. بالنون ، أى : يقولون : لا نفرق ، وقرئ بالياء ، على لفظ «كل» ...». النهر.
(٤) التوجيه ظاهر.
٣٣٦ ـ قوله : (إِلَّا وُسْعَها) :
يقرأ ـ بفتح الواو ، وكسر السين ـ على أنه فعل ماض ، والتقدير : لا يكلف الله نفسا شيئا إلا وسعها.
٣٣٧ ـ قوله : (لا تَحْمِلْ عَلَيْنا) :
ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ للتكثير (١).
٣٣٨ ـ قوله : (إِصْراً) :
يقرأ ـ بكسر الهمزة ، وضمها ، وهما لغتان.
ويقرأ «إصارا على الجمع» (٢).
__________________
(١) قال أبو حيان : «... وقرأ أبىّ «ولا تحمّل» ـ بالتشديد ...». ٢ / ٣٦٩ البحر.
(٢) قال أبو حيان : «... وقرأ أبىّ ... «وآصارا» ـ بالجمع ـ وروى عن عاصم أنه قرأ «أصرا» ـ بضم الهمزة ...». ١ / ٣٦٩ البحر المحيط.
سورة آل عمران
١ ـ قوله تعالى : (الم اللهُ)
يقرأ ـ بكسر الميم ـ على أصل التقاء الساكنين ، وفيه ضعف ؛ لأجل الياء ، والكسرة قبلها لأنهم قد فتحوا النّون فى نحو قولك : «من الله ، من الرجل» لأجل كسرة الميم ، فالكثرة هنا أثقل لتوالى الكسرات.
قرئ ـ بقطع الهمزة ، وإسكان الميم فيحتمل أن يكون نوى الوقف ، ثم ابتدأ ، ويحمل أن يكون قطع الهمزة ـ هاهنا كما قطعها فى قولهم : «يا ألله». (١)
٢ ـ قوله : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
ذكر الخلاف فيه فيما تقدم ، وهى آية الكرسى (٢).
٣ ـ قوله : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ)
قرأ ابن مسعود «أنزل» (٣) ومعناهما واحد (٤).
وقرئ «نزل عليك الكتاب» ـ بالتخفيف ، ورفع «الكتاب» : على أنه مستأنف.
وقيل : هو الخبر ، والعائد محذوف ، أى : منزل عليك الكتاب من عنده ، أو منه.
٤ ـ قوله : (الْإِنْجِيلَ)
يقرأ ـ بكسر اللام الأولى ، وحذف الهمزة ـ على إلقاء حركة الهمزة على اللام.
__________________
(١) انظر ١ / ١٤ التبيان ، وانظر ١ / ٢٣٥ التبيان ، وانظر ١ / ٣٣٥ الكشاف.
(٢) وانظر ـ مع ما تقدم ـ ١ / ١٥١ ، ١٥٢ المحتسب.
(٣) فى المختار ، مادة (ن ز ل) : «نزل ينزل نزولا ، ومنزلا ، وأنزله غيره ، واستنزله بمعنى».
(٤) فى (أ) (واحدة). وانظر ١ / ٢٣٦ التبيان.
ويقرأ ـ بفتح الهمزة ـ وهو بعيد فى أمثلة العربية ، إذ ليس فيها «أفعيل» ـ بالفتح ـ والذى قرأ بها الحسن ، وهو عربى ، فصيح ، فيجوز أن يكون سمعها ، ويجوز أن تكون لغة يونانية (١).
٥ ـ قوله : (يُصَوِّرُكُمْ) :
يقرأ «تصوّركم» ـ بالتاء ـ على أنه فعل ماض ، والمعنى : علمكم صورا ، كقولك : «صوّرت هذا الأمر» أى : علمت صورته (٢).
٦ ـ قوله : (لا تُزِغْ قُلُوبَنا) :
يقرأ ـ على إضافة «الزيغ» إلى «القلوب» وكلهم أسكن الغين لأن لفظه لفظ النهى ، وأدغمها بعضهم فى القاف لقرب مخرجهما (٣).
٧ ـ قوله : (مِنْ لَدُنْكَ) :
يقرأ بضم اللام ، وإسكان الدال ، وكسر النون ـ وهى لغة فيها (٤).
٨ ـ قوله : (جامِعُ النَّاسِ) :
يقرأ ـ بالتنوين ، ونصب الناس ـ وهو ظاهر.
٩ ـ قوله : (لَنْ تُغْنِيَ) :
يقرأ ـ بالياء ـ ؛ لأن التأنيث غير حقيقى ، وقد فصل بينهما ـ أيضا ـ
__________________
(١) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الحسن «الأنجيل» ـ بفتح الهمزة ... هذا مثال غير معروف النظير فى كلامهم ؛ لأنه ليس فيه «أفعيل» ـ بفتح الهمزة ـ ولو كان أعجميا لكان فيه ضرب من الحجاج ، لكنه عندهم عربى ، وهو «أفعيل» من نجل ، ينجل ، إذا أثار واستخرج ... ١ / ١٥٢.
وانظر التبيان ١ / ٢٣٦.
(٢) قال الزمخشرى : «وقرأ طاووس : تصوّركم» أى : صوركم لنفسه ، ولتعبده .. وعن سعيد بن جبير ، هذا حجاج على من زعم أن عيسى كان ربّا كأنه نبه بكونه مصورا فى الرحم ، على أنه عبد كغيره ، وكان يخفى عليه ما لا يخفى على الله. ٢٢ / ١ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧ الكشاف.
(٣) قال أبو البقاء : «الجمهور : على ضم التاء ، ونصب «القلوب» يقال : زاغ القلب ، وأزاغه الله» وقرئ ـ بفتح التاء ، ورفع «القلوب» على نسبة الفعل إليها» ١ / ٢٣٩ التبيان.
(٤) فى التبيان : «وفيها لغات : هذه إحداها ، وهى فتح اللام ، وضم الدال ، وسكن النون ، والثانية كذلك ، إلا أن الدال ساكنة ، وذلك تخفيف ،» والثالثة بضم اللام ، وسكون الدال» ١ / ٢٤٠.
١٠ ـ قوله : (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) :
ـ بالتاء ـ على الخطاب ، ويقرأ ـ بالياء ـ على الغيبة (١)
١١ ـ قوله : (فِئَةٌ تُقاتِلُ) :
يقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : إحداها فئة ، ـ وبالجر ـ على البدل من «فئتين» وكذلك (وَأُخْرى كافِرَةٌ) ـ بالرفع ، والجر ، ويقرآن ـ بالنصب ـ وهو حال من الضمير فى (الْتَقَتا) (٢) ويقرأ «يقاتل» ـ بالياء ـ ، وهو ضعيف ؛ لأن الفعل قد تأخر عن الاسم ، فالوجه تأنيثه من أجل الضمير ، ولو تقدم الفعل كان التذكير سائغا ، كقولك : «طلعت الشمس ، وطلع الشمس (٣).
فإن قلت : «الشمس طلعت» هو الوجه ، وقد جاء فى ضرورة الشعر ، قال :
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها |
ووجهه : أنه أجرى الضمير مجرى الظاهر ؛ لأنه هو هو فى المعنى.
١٢ ـ قوله : (تَرَوْنَهُمْ) :
يقرأ : بضم التاء ـ على ما لم يسم فاعله.
والجيد : أن يكون من رؤية القلب ؛ لأنه يتعدى إلى مفعولين ، و «مثليهم» هو المفعول الثانى ، والتقدير : مثل رأى العين.
ويقرأ ـ بالياء مفتوحة ، ومضمومة ـ على الغيبة (٥).
__________________
(١) قال الزمخشرى : «وقرئ سيغلبون ، ويحشرون» ـ بالياء ..» ١ / ٣٤٠ الكشاف.
(٢) انظر التبيان ١ / ٢٤٢ ، ٢٤٣.
(٣) يقول ابن الناظم : «وإذا كان المسند إليه ظاهرا ، ومجازى التأنيث نحو طلعت الشمس ... جاز حذف التاء ، وثبوتها ...» شرح ألفيه ابن مالك ، لابن الناظم ـ بتحقيقنا.
(٤) القائل : عامر بن جوين الطائى : وقد استشهد به سيبويه ١ / ٢٤٠ ، والخصائص ٢ / ٤١١ ، المحتسب ، ٢ / ١١٢ ، ... ويقول ابن الناظم فى شرح الألفية ـ بتحقيقنا ـ «حكى سيبويه : أن بعض العرب يقول : «قال فلانة» فيحذف التاء ، مع كون الفاعل ظاهرا ، متصلا ، حقيقى التأنيث ، وقد يستباح حذفها من الفعل ، المسند إلى ضمير مجازى التأنيث ، لضرورة الشعر ، كقول الشاعر. «فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها» ص ٢٢٦.
(٥) قال الزمخشرى : وقد نسب القراءة إلى نافع «ترونهم» ـ بالتاء ، أى : ترون يا مشركى قريش. المسلمين مثلى فئتكم الكافرة ، أو مثلى أنفسهم ..» ١ / ٣٤١ الكشاف ، وانظر ١ / ٢٤٣ التبيان.
١٣ ـ قوله : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ) :
يقرأ ـ بفتح الزاى ـ و «حبّ الشهوات» ـ بالنصب والفاعل هو «الله» ، ويجوز أن يكون الشيطان ، كما قال : (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) (١).
١٤ ـ قوله : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ) :
يقرأ ـ بكسر التاء ـ على البدل من «خير» ، كما قال فى الآية الأخرى : (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ) [الحج : ٧٢] ـ بالرفع والجر.
فالرفع : على إضمار مبتدأ ، والجر : على البدل من «شرّ».
١٥ ـ قوله تعالى : (وَرِضْوانٌ) :
يقرأ ـ بضم الراء ـ مثل «كفران» وهو مصدر ، واللغتان مسموعتان فيه (٢).
١٦ ـ قوله : (شَهِدَ اللهُ) :
يقرأ «شهداء (٣) الله» ـ على الجمع ، والإضافة ، والرفع ، أى : هم شهداء الله.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالنصب على الوصف لما قبله ، أو على إضمار أعنى.
ويقرأ ـ بالنصب ـ أيضا ، أو بزيادة لام فى «لله» وهذا على الحال.
ويقرأ «شهّد» ـ بضم الشين ، وفتح الهاء وهو جمع ـ أيضا ـ مثل «حاضر ، وحضّر» (٤).
١٧ ـ قوله : (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) :
يقرأ ـ بكسر الهمزة ، وهو بعيد.
__________________
(١) الإعراب ظاهر.
(٢) قال أبو حيان : «وقال أبو بكر» : «ورضوان» ـ بالضم ـ ... وقرأ وباقى السبعة ـ بالكسر ـ وقد ذكرنا أنهما لغتان» ١ / ٣٩٩ البحر المحيط.
(٣) فى (أ) (شَهِدَ اللهُ).
(٤) قال أبو الفتح : ومن ذلك قراءة الناس : (شَهِدَ اللهُ) ، وقرأ أبو المهذب : محارب بن دثار : «شهداء الله» ـ مضمومة الشين ، مفتوحة الهاء ، ممدودة ، على «فعلاء» ... ١ / ١٥٥ ـ ١٥٦ المحتسب.
ووجهه : أنه تم الكلام على ما قبله ، ثم استأنف ، وهذا يقرب على قراءة من جعل الشهداء اسما» (١).
١٨ ـ قوله : (إِنَّ الَّذِينَ).
يقرأ بفتح الهمزة ـ وهو بدل من «أنّه» الأولى ، أو من قوله «لا إله إلّا هو» (٢).
١٩ ـ قوله : (حَبِطَتْ)
يقرأ ـ بفتح الباء ـ وهى لغة ، مثل «بطل» (٣).
٢٠ ـ قوله : (لِيَحْكُمَ)
يقرأ على ترك تسمية الفاعل (٤).
٢١ ـ قوله : (مالِكَ الْمُلْكِ)
يقرأ ـ بضم اللام ـ إتباعها الميم ، «كالربع ، والربع».
٢٢ ـ قوله : (الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ)
يقرأ ـ بالتشديد ـ وأصله «ميوت» : أبدلت الواو ياء ، وأدغمت : فمن شدد أخرجه على الأصل ، ومن خفف حذف الثانية لحصول الثقل بها (٥).
__________________
(١) قال جار الله : «.. وقرئ : «أنّه» ـ بالفتح» ١ / ٣٤٤ الكشاف ، وقال أبو البقاء : ... «فى موضع نصب ، أو جر ...» ١ / ٢٤٧ التبيان.
(٢) الجمهور : على كسر الهمزة على الاستئناف ، ويقرأ ـ بالفتح ـ على أن الجملة مصدر ، وموضعه جر ، بدلا من «أنه لا إله إلا هو» أى : شهد الله بوحدانيته بأن الدين ، وهو بدل من القسط» ١ / ٤٨ التبيان.
(٣) قال أبو حيان : «... وقرأ ابن عباس ، وأبو السمال : «حبطت ـ بفتح الباء وهو لغة» ٢ / ٤١٤.
(٤) «وقرئ : «ليحكم» مبنيا للمفعول ...» ٢ / ٤١٦ النهر.
(٥) قال أبو حيان : «.. وشدّد حفص ، ونافع وحمزة ، والكسائى «الميّت» فى هذه الآية ، وفى الأنعام الآية ٩٥ ، والأعراف ٥٧ ، ويونس ٣١ ، والروم ١٩ ، وفاطر ٩ ، زاد نافع تشديد الياء فى «أو من كان ميتا ؛ فأحييناه» فى الأنعام ... وقرأ الباقون بتخفيف ذلك ، ولا فرق بين التشديد ، والتخفيف فى الاستعمال ، كما تقول : لين ، وأين ، وهين ..» ٢ / ٤٢١ البحر المحيط.
٢٣ ـ قوله : (تُقاةً).
يقرأ «تقيّة» مثل «تحيّة» وهو مصدر ، على «فعيلة» وأدغمت الياء فى الياء.
٣٤ ـ قوله : (مُحْضَراً)
يقرأ ـ بكسر الضاد ـ والأشبه : أن يكون متعديا ، أى : أحضر العمل الجزاء ، ويبعد أن يكون. أحضر الغلام إذا عدا ، إذا لا معنى له ـ ها هنا.
ويحتمل أن يكون منه على معنى : أن العمل أسرع ، أى : ظهر سريعا (١).
٢٥ ـ قوله : (تَوَدُّ)
يقرأ «ودّت» ـ على أنه ماض ـ ..
٢٦ ـ قوله : (تُحِبُّونَ اللهَ)
يقرأ ـ بفتح التاء ـ من «حبّ» وهى لغة معروفة ، وكذلك (يُحْبِبْكُمُ) وقرأه قوم على التشديد ؛ للتكثير ، أو على معنى «يحبّبكم الله إلى خلقه» (٢).
٢٧ ـ قوله (ذُرِّيَّةً)
فيها قراءات ، قد ذكرت فى سورة البقرة (٣).
٢٨ ـ قوله : (وَضَعَتْ)
يقرأ ـ بكسر التاء ـ على أن الملك خاطبها بذلك ، و ـ بضمها ـ على أن الحكاية عنها (٤).
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور» محضرا» ـ بفتح الضاد ـ اسم مفعول ، وقرأ عبيد بن عمير ، «محضرا» ـ بكر الضاد ، أى محضر الجنة ، أو محضرا مسرعا به إلى الجنة ، من قولهم : أحضر الفرس : إذا جرى ، وأسرع ..» ٢ / ٤٢٧ البحر المحيط.
(٢) قال جار الله : «وقرئ» تحبون ، ويحببكم ، ويحبكم من : حبه يحبه ...» ١ / ٣٥٣ الكشاف وانظر ٢ / ٤٣١ البحر المحيط.
وانظر ٢ / ١٣٠١ ، ١٣٠٢ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) قال أبو الفتح بن جنى : «ومن ذلك قراءة الناس ذرّيّة» وقرأ زيد بن ثابت» ذرّية ـ بكسر الذال ـ و «ذرّية» ـ بفتح الذال ـ ١ / ١٥٦ النهر.
(٤) التوجية ظاهر.
٢٩ ـ قوله : (فَتَقَبَّلَها ، وَأَنْبَتَها ، وَكَفَّلَها)
يقرأ جميع ذلك على لفظ الأمر ، و «ربّها» ـ بالنصب ـ وكذلك «زكريّا» أى : يا ربّها.
٣٠ ـ قوله : (كَفَّلَها)
يقرأ ـ بكسر الفاء ، وهى لغة.
وقرئ ـ بالتشديد ـ ونصب «زكريّاء» (١).
٣١ ـ قوله (زَكَرِيَّا) (٢)
يقرأ ـ بالمدّ ، والقصر ، وهما لغتان.
٣٢ ـ قوله : (أَنَّى لَكِ هذا)
٣٣ ـ قوله : (فَنادَتْهُ).
يقرأ ـ «فناداه» ـ بالألف لأن تأنيث الملائكة غير حقيقى ، ومنهم من يميل الألف (٣)
٣٤ ـ قوله : (أَنَّ اللهَ)
يقرأ ـ بفتح الهمز ـ أى : بأنّ الله (٤).
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرئ «كفلها زكريا» أى : كفلها الله تعالى ، ويقال : كفل يكفل «كتعلم يعلم» وكفل يكفل «كقتل يقتل» لغتان ، وقرئ «فتقبلها ، وأنبتها» على الأمر ، و «ربهّا» على النصب نداء منها ، فتكون الجمل إذا ذاك من كلام أم مريم ، دعت ربها بهذه الدعوات .. ٢٢ ٢ / ٤٤١ النهى.
(٢) «وقرئ» زكريا ـ بالمد ، والقصر ، ١ / ٤٤١ النهر.
(٣) قرأ حمزة ـ والكسائى «فناداه» ممالة ، وباقى السبعة «فنادته» بتاء التأنيث ، والملائكة جمع تكسير فيجوز أن يلحق العلامة ، أو لا يلحق ...» ٢ / ٤٤٦ البحر.
(٤) انظر البحر ٢ / ٤٤٦.
٣٥ ـ قوله : (بِكَلِمَةٍ)
يقرأ ـ بكسر الكاف ، وتسكين اللام ـ وهى لغة.
٣٦ ـ قوله تعالى : (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ)
يقرأ ـ برفع الميم ـ على أنها المخففة من الثقيلة.
٣٧ ـ قوله (إِلَّا رَمْزاً)
يقرأ ـ بفتح الميم ـ وهى لغة ، ويقرأ ـ بضمتين ، وبإسكان الميم ، بعد الضمة ، وهو مثل : عسر ، ويسر» ، وقيل : هو جمع «رمزة» مثل «بسرة ، وبسر» (٣).
٣٨ ـ قوله : (وَالْإِبْكارِ)
يقرأ ـ بفتح الهمزة : جمع «بكر» وبكر» كقولك : «أتيتك بكرا» مثل :
جبل وأجبال» (٤).
٣٩ ـ قوله : (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ)
يقرأ «إذ قال الملائكة» ؛ لأن التأنيث غير حقيقى ، وحيث كان لا يؤنث شيئا من الملائكة (٥).
(١) فى المختار ، مادة (ك ل م) «... وفيها ثلاث لغات : «كلمة ، وكلمه ، وكلمه.»
(٢) قال أبو البقاء : «آيتك» مبتدأ ، و «ألّا تكلّم» خبره ، وإن كان قد قرئ «تكلّم» ـ بالرفع ـ فهو جائز على تقدير : أنك لا تكلم ، كقوله : (أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) [طه : ٨٩]
__________________
(٣) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الأعمش» إلّا رمزا» ـ بضمتين ... وذلك على من جعل واحدتها «رمزة» كما جاء منهم «ظلمة ، وظلمة ، وجمعة» وجمعة» ويجوز أن يكون جمع «رمزة» على «رمز» ثم أتبع الضم الضم ، كما حكى أبو الحسن عن يونس أنه قال : ما سمع فى شئ فعل» إلا سمع فيه «فعل» ١ / ١٦١ / ١٦٢ المحتسب.
(٤) قال أبو حيان : «وقرئ شاذا ، و «الأبكار» ـ بفتح الهمزة ، وهو جمع «بكر» ـ بفتح الياء والكاف ، تقول «أتيتك بكرا» وقرأ الجمهور : والإبكار» ـ بكسر الهمزة فهو مصدر ...» ٢ / ٤٥٣ البحر.
(٥) انظر / ٤٥٥ البحر المحيط ..
٤٠ ـ قوله (يَكْفُلُ)
يقرأ ـ بكسر الفاء ـ وهى لغة (١).
٤١ ـ قوله : (وَجِيهاً)
يقرأ ـ بكسر الواو ـ على الإتباع ، كما قالوا : «الجنة لمن خاف وعيد الله» حكاها أبو زيد (٢).
ويقرأ «وجهيّا» ـ بسكون الجيم ، وكسر الهاء ، وياء مشددة ، وهو نسبة إلى «الوجه».
٤٢ ـ قوله : (وَيُعَلِّمُهُ)
يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر.
٤٣ ـ قوله (وَرَسُولاً)
يقرأ ـ بالجر ـ عطفا على قوله : (بِكَلِمَةٍ) ، أى «وبرسول» (٢).
٤٤ ـ قوله : (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ ، وأَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ)
يقرآن ـ بكسر الهمزة ـ على الاستئناف. (٤).
٤٥ ـ قوله (كَهَيْئَةِ)
يقرأ ـ بغير همز ، مشددة الياء.
__________________
(١) فى المختار ، مادة (ك ف ل) «.. وكفلها زكريا» وقرى وكفلها بكسر الفاء».
(٢) أبو زيد : «سعيد بن أوس ... أحفظ الناس للغة ، وأوسعهم رواية ، وأكثرهم أخذا عن البادية ... كان يجيب فى ثلثى اللغة ... مات سنة ٢١٥ ه ... ص ٧٣ إلى ٧٦ مراتب النحويين.
(٣) الإعراب ظاهر.
(٤) قال أبو الفتح : «... فى موضع الجملة ثلاثة أوجه :
أحدها : جر ، أى : يأتى ، وذلك مذهب الخليل ، ولو ظهرت الباء لتعلقت «برسول» أو بمحذوف ، يكون صفة لرسول ، أى : ناطقا يأتى أو مخبرا.
والثانى : موضعها نصب على الموضع ، وهو مذهب سيبويه ، أو على تقدير : يذكر أنى ويجوز أن يكون بدلا من رسول ، إذا جعلته مصدرا ، تقديره : ونعلمه أنى قد جئتكم.
والثالث : موضعها رفع ، أى : هو أنى قد جئتكم ، إذا جعلت «رسولا» مصدرا أيضا ١ / ٢٦٢ التبيان.