شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦
وأنت ظالم ، وترى أنّك مظلوم ، وأنت فاسق ، وترى أنّك عدل ، وأنت آكل للحرام ، وترى أنّك متورّع.
محرز بن عون : أتيت الفضيل وسلّمت عليه ، فقال : وأنت أيضا من أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن لكان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه ، والله لأن تكون راعي الحمر وأنت طائع ، خير لك من أن تطوّف بالبيت وأنت عاص (١).
إسحاق بن إبراهيم الطبري : سمعت الفضيل يقول : لو طلبت منّي الدنانير كان أيسر من أن تطلب منّي الأحاديث.
فقلت : لو حدّثتني بأحاديث كان أحبّ إليّ من عدّتها دنانير.
قال : أنت مفتون : أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك منشغل عمّا لم تسمع. سمعت سليمان بن مهران يقول : إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللّقمة وترمي بها خلف ظهرك ، فمتى تشبع (٢)؟.
عبّاس الدّوريّ : ثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ : سمعت فضيلا يقول : لما قدم هارون الرشيد إلى مكة ، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميّين ، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إليّ ، فأردت أن لا أذهب ، واستشرت جاري فقال : اذهب ، لعلّه يريد أن تحدّثه أو تعظه. فدخلت المسجد فلمّا صرت إلى الحجر قلت لأدناهم إليّ : أيّكم أمير المؤمنين؟ فأشار إليه ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فردّ عليّ وقال : أقعد. ثم قال : إنّما دعوناك لتحدّثنا بشيء وتعظنا.
قال : فأقبلت عليه وقلت : يا حسن الوجه ، حساب الخلق كلّهم عليك.
قال : فجعل يبكي ويشهق. فرددت عليه وهو يبكي ، حتّى جاء الخادم ، فحملوني وأخرجوني ، وقالوا : اذهب بسلام (٣).
__________________
(١) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.
(٢) حلية الأولياء ٨ / ٨٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.
(٣) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٨ ، ٣٨٩.
وقال محرز بن عون : كنت عند الفضيل ، وأتى هارون ، ويحيى بن خالد ، وولده جعفر ، فقال له يحيى : هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يسلّم عليك. قال : أيّكم هو؟ قالوا : هذا قال : يا حسن الوجه ، لقد طوّقت أمرا عظيما (١) ، وكرّرها. ثم قال : حدّثني عبيد المكتّب ، عن مجاهد في قوله تعالى (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) (٢) قال : الأوصال التي كانت في الدنيا. وأومأ بيده إليهم.
قال مردويه : سمعت الفضيل يقول : لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيّرتها إلّا في الإمام. لو صيّرتها في نفسي لم تنجدني ، ومتى صيّرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد (٣).
وعنه قال : لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكلّمته في علماء السّوء ، أقول : يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع ، ولا بدّ للراعي من عالم يشاوره ، ولا بدّ له من قاض ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بدّ من هذين فلا يأتك عالم ولا قاض إلّا على حمار بإكاف ، فبالحريّ ، أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدّوا إليك النصيحة ومركب أحدهم كذا وكذا.
قال فضيل بن عبد الوهاب : سمعت الفضيل بمكّة يقول لهم : لا تؤذوني ما خرجت إليكم. حتى بال نحوا من ستّين مرة.
قال محمد بن زنبور المكّيّ وغيره : أحصر بول الفضيل ، فرفع يديه وقال : اللهمّ بحبّي لك إلّا ما أطلقته ، فما رحنا حتى بال (٤).
قال عبد الله بن خبيق : قال الفضيل : تباعد من القرّاء ، فإنّهم إن أحبّوك
__________________
(١) حتى هنا في حلية الأولياء ٨ / ١٠٥.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٩٩.
(٣) حلية الأولياء ٨ / ٩١ وفيه زيادة ، ربيع الأبرار ٤ / ٢٢٣ ، الجليس الصالح ٣ / ١٨٥ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤٨ ، المصباح المضيء ١ / ١٤٩.
(٤) حلية الأولياء ٨ / ١٠٩.
مدحوك بما ليس فيك ، وإن غضبوا (١) شهدوا عليك وقبل منهم (٢).
قال قطبة بن العلاء : سمعت الفضيل يقول : آفة القرّاء العجب.
قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول : أكذب الناس العائد في ذنبه ، وأجهل الناس المدلّ بحسناته ، وأعلم الناس أخوفهم من الله (٣).
قال مردويه : سمعت الفضيل يقول : إذا علم الله من رجل أنّه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قلّ عمله (٤).
من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة (٥).
قال المفضّل الجنديّ : نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ : ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل (٦).
كانت قراءاته حزينة ، شهيّة ، بطيئة ، مترسّلة ، كأنّه يخاطب إنسانا ، إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنّة تردّد فيها وسأل. وكانت صلاته باللّيل ، أكثر ذلك قاعدا ، يلقى له حصير ، فيصلّي من أول اللّيل ساعة ، ثم تغلبه عينه ، فينام (٧) قليلا ثم يقوم ، فإذا غلبه النوم نام ، ثم يقوم ، هكذا حتّى يصبح.
وكان دأبه إذا نعس أن ينام ، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث.
وكان يثقل عليه الحديث جدّا (٨).
__________________
(١) في طبقات الصوفية «وإن أبغضوك».
(٢) طبقات الصوفية ١١.
(٣) حلية الأولياء ٨ / ٨٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤ وقد تقدّم.
(٤) حلية الأولياء ٨ / ١٠٣ ، ١٠٤ وقد تقدّم قبل ذلك.
(٥) طبقات الصوفية للسلمي ١٠ عن أبي محمد عبد الله بن محمد الرازيّ ، عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ ، قال : سمعت مردويه الصائغ .. ، حلية الأولياء ٨ / ١٠٣.
(٦) حلية الأولياء ٨ / ٨٦.
وأخرج أبو نعيم نحوه (٨ / ٨٤ ، ٨٥) : عن عبد الله بن جعفر ، حدّثنا أحمد بن الحسين الحذّاء ، حدّثنا إبراهيم الثقفي ، حدّثني محمد بن شجاع أبو عبد الله ، عن سفيان بن عيينة قال : ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه. وهو في تهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٥٢.
(٧) في الأصل «فيبكي» ، وهو سبق قلم.
(٨) حلية الأولياء ٨ / ٨٦ ، صفة الصفوة ٢ / ٢٣٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٥٢ ، =
وعن فضيل قال : لو خيّرت بين أن أبعث فأدخل الجنّة وبين أن لا أبعث ، لاخترت أن لا أبعث.
قال أبو الشيخ : نا أبو يحيى الداريّ ، نا محمد بن عليّ بن شقيق ، نا أبو إسحاق قال : قال الفضيل بن عياض : لو خيّرت بين أن أكون كلبا ولا أرى يوم القيامة ، لاخترت ذلك (١).
إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول : الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا ، فإذا نزل به الموت ، فالرجاء أفضل.
وقال : من استوحش من الوحدة وأنس بالناس لم يسلم من الرّياء.
وقال الفيض : سمعته يقول : لا حجّ ولا جهاد أشدّ من حبس اللّسان ، وليس أحد أشدّ غمّا ممّن سجنه لسانه.
قلت : للفضيل ترجمة في «تاريخ دمشق» وفي «الحلية». وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان ، ويمتنع عن جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمّار قال : توفّي الفضيل رحمهالله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة. وفيها أرّخه يحيى بن المدينيّ ، وجماعة.
وعن رجل قال : كنّا جلوسا مع فضيل بن عياض ، فقلنا له :
كم سنّك؟ فقال :
بلغت الثمانين أو جزتها |
|
فما ذا أؤمّل أو (٢) أنتظر |
علّتني السّنون فأبلينني |
|
فدقّ العظم (٣) وكلّ البصر (٤) |
__________________
=تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.
(١) حلية الأولياء ٨ / ٨٤ ، صفة الصفوة ٢ / ٢٣٨ ، ٢٣٩.
(٢) في الأصل «أو مالي» ، والتصحيح من : صفة الصفوة ، وسير أعلام النبلاء.
(٣) في صفة الصفوة «فرقّت عظامي» ، وفي سير أعلام النبلاء «فدقّ العظام».
(٤) البيتان في : صفة الصفوة ٢ / ٢٣٩ وفيه زيادة بيت :
أتى ثمانون من مولدي |
|
وبعد الثمانين ما ينتظر؟ |
وهما أيضا في كتاب الزهد الكبير للبيهقي ٢٥١ وفيه الزيادة :
أتت لي ثمانون من مولدي |
|
ودون الثمانين ما يعتبر = |
٢٩٥ ـ فضيل بن عياض الصدفيّ المصريّ (١).
من طبقة الأعمش ، وإنّما ذكرته هنا للتمييز.
حدّث عن : أبي سلمة بن عبد الرحمن.
روى عنه : حيوة بن شريح ، وعبد الله بن لهيعة ، وغيرهما.
__________________
= وهما أيضا في تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣٩٠.
(١) انظر عن (فضيل بن عياض المصري) في :
تهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٠٥ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٢ رقم ٦٧٧٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٧ رقم ٥٤٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٣ رقم ٦٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٠.
[حرف القاف]
٢٩٦ ـ قدامة بن شهاب المازنيّ البصريّ (١) ـ ن. ـ
عن : برد بن سنان ، ويحيى البكّاء ، وأمّ داود الوابشيّة التي رأت عليّا رضياللهعنه ، وعن جماعة.
وعنه : محمد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ، ويوسف بن موسى ، والحسن بن عرفة ، وآخرون.
قال أبو زرعة (٢) : ليس به بأس (٣).
٢٩٧ ـ قرّان بن تمّام الأسديّ الكوفيّ (٤) ـ د. ت. ن. ـ
__________________
(١) انظر عن (قدامة بن شهاب) في :
التاريخ الكبير ٧ / ١٧٩ رقم ٨٠٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٢٨ رقم ٧٣٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٢٥ ، والكاشف ٢ / ٣٤٢ رقم ٤٦٢٧ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ رقم ٦٤٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٤ رقم ٨٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٥.
(٢) في الجرح والتعديل ٧ / ١٢٨.
(٣) وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٤) انظر عن (قرّان بن تمّام الأسدي) في :
الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٣٩٩ ، والتاريخ لابن معين ٤٨٦ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٠٣ رقم ٨٩٢ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٤٤ رقم ٨٠٣ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٣٤٦ و ٩ / ٢٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٢٦ ، والكاشف ٢ / ٣٤٣ رقم ٤٦٣٣ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٣ رقم ٥٠٣٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ رقم ٦٨٧٥ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٦٧ رقم ٦٥٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٤ رقم ٩٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٨ ، ٣١٩.
حدّث عن : جميل بن أبي صالح ، وهشام بن عروة ، وموسى بن عبيدة ، وجماعة.
وعنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، وعليّ بن حجر ، وسعيد بن محمد الجرميّ ، والحسن بن عرفة.
وثّقه أحمد (١).
وكان يبيع الدّوابّ (٢).
توفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
__________________
(١) وقال أيضا : لا بأس به.
(٢) قاله ابن معين في تاريخه ٢ / ٣٨٦ ووثّقه ، وزاد : وكان نخّاسا ، وكان ينزل ناحية المخرم ، ومات هاهنا.
ووثّقه أيضا الدارقطنيّ ، وقال ابن سعد : كانت عنده أحاديث ومنهم من يستضعفه. وقال أبو حاتم : شيخ ليّن. وذكره ابن حبّان في الثقات.
له عند أبي داود ، والنسائي. (تهذيب التهذيب).
[حرف الكاف]
٢٩٨ ـ كثير بن مروان الفهريّ (١).
عن : إبراهيم بن أبي عبلة ، والحسن بن عمارة.
وعنه : النّفيليّ ، وأحمد بن حنبل ، والحسن بن عرفة ، ويعقوب الدّورقيّ.
كذّبه يحيى بن معين ، وقال مرة : ليس بشيء (٢).
__________________
(١) انظر عن (كثير بن مروان) في :
التاريخ لابن معين ٢ / ٤٩٥ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٥٠ ، والضعفاء الكبير ٤ / ٧ رقم ١٥٥٩ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ١٤٤ رقم ٤٤٧ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، والكامل في الضعفاء ٦ / ٢٠٨٩ ، ٢٠٩٠ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٣١ رقم ٥٠٨٩ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٩ ، ٤١٠ رقم ٦٩٥٠ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٨٣ ، ٤٨٤ رقم ١٥٣٠.
وهو : شاميّ في تاريخ ابن معين ، والمعرفة والتاريخ للفسوي. وهو : المقدسي في الضعفاء للعقيليّ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ. وهو : السلمي من أهل فلسطين ، في المجروحين لابن حبان. وهو : الفلسطيني في الكامل لابن عديّ.
(٢) في تاريخه ٢ / ٤٩٥ ، وقال الفسوي : ليس حديثه بشيء ، وضعّفه العقيلي ، والدارقطنيّ ، والساجي ، وابن شاهين. وقال ابن حبّان : منكر الحديث جدّا ، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلّا على جهة التعجّب. وقال ابن عديّ : ومقدار ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.
وقال محمود بن غيلان : أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة.
قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان ٤ / ٤٨٤) : وقال أبو حاتم : يكذب في حديثه ولا يحتجّ به.
ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري : إن الموجود في (الجرح والتعديل ٧ / ١٥٧ برقم ٨٧٤) : كثير بن مروان [دون نسبة] روى عن لقمان بن عامر ، روى عنه ابنه محمد بن كثير بن مروان ، نا عبد الرحمن قال : سمعت ابن الجنيد يقول : كثير بن مروان ليس =
__________________
=بقويّ ، نا عبد الرحمن قال : سئل أبي عنه فقال : يكتب حديثه ولا يحتجّ به.
وليس في المصادر التي ترجمت لكثير بن مروان الشامي المقدسي الفهري الفلسطيني ما يدلّ على روايته عن لقمان بن عامر ، فهو مشهور بروايته عن : إبراهيم بن أبي عبلة. كما ليس في المصادر ما يدلّ على رواية ابنه محمد عنه ، إذ المشهور رواية أبي جعفر النفيلي عنه. والّذي عند ابن حجر «يكذب في حديثه» ، وعند ابن أبي حاتم «يكتب حديثه»! والله أعلم بصحة ذلك.
[حرف اللام]
٢٩٩ ـ اللّيث بن عاصم بن العلاء الخولانيّ المصريّ (١).
عن : الحسن بن ثوبان.
وعنه : ابن وهب ، وعبد الرحمن بن أبي السّمح.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة (٢).
__________________
(١) انظر عن (الليث بن عاصم الخولانيّ) في :
المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٣ (وفيه يكنى : أبا الحارث) ، ويكنّى : (أبا زرارة القتباني) في :
الثقات لابن حبان ٩ / ٢٩ ، أمّا في تهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٥ ، ١١٥٦ فهو : (أبو الحسن المصري) ، وكذلك في : تهذيب التهذيب ٨ / ٤٦٩ رقم ٨٣٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٩ رقم ١١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٣.
(٢) يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر تدمري : لقد خلط ابن حبّان في (الثقات) بين الليث بن عاصم الخولانيّ أبي الحسن المتوفى ١٨٢ ه. والليث بن عاصم أبي زرارة القتباني المتوفى سنة ٢١١ فقال في (باب اللام) :
«قال أبو حاتم رضياللهعنه : وممن روى من الطبقة الرابعة عن أتباع التابعين ممّن ابتدأ اسمه على اللام :
الليث بن عاصم القتباني ، أبو زرارة ، من أهل مصر ، يروي عن ابن جريج ، روى عنه المصريون ، كان مولده سنة ثلاثين ومائة ، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وكان ياسين بن عبد الأحد القتباني كثير الرواية عنه».
وأقول : إن الموجود في (الجرح والتعديل ٧ / ١٨١ برقم ١٠٢٣) غير هذا تماما :
«ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني ، مصري ، روى عن أبي قبيل ، وأبي الخير الجيشانيّ.
روى عنه ابن وهب ، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري الّذي كتب عنه أبي ، وأبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح».
وقد جاء في (المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٣) : قال ابن بكير : ولد الليث بن عاصم ـ يكنى أبا الحارث الخولانيّ ـ سنة ثلاثين ومائة ، وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
إذن ، فالمتوفّى سنة ١٨٢ ه. هو «الخولانيّ» وليس القتباني ، وكنية الخولانيّ : أبو الحارث =
٣٠٠ ـ اللّيث بن نصر بن سيّار (١).
أبو هشام الكنانيّ ، أمير بخارى.
سمع : عبد الله بن عون ، وابن إسحاق ، وسعيد بن أبي عروبة.
وعنه : عمرو بن مصعب ، وغيره.
وكان صدوقا.
__________________
=أو أبو الحسن. بينما كنية القتباني : أبو زرارة وهو الّذي توفي سنة ٢١١ ه.
والملفت أن ترجمة الليث بن عاصم عند ابن حبّان تختلف تماما عن ترجمة الليث بن عاصم عند ابن أبي حاتم ، مع أنّ ابن حبّان ينصّ على أن ما كتبه هو عن أبي حاتم! وهو خلط واضح.
ويتّضح لنا أن المذكور في (الجرح والتعديل) هو غير صاحب الترجمة ، وقد فرّق بينهما : المزي ، والحافظ ابن حجر. وأشار المزّي إلى هذا الموضوع في ترجمة الليث بن عاصم الخولانيّ أبي الحسن المصري ، فقال : ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. وقال أبو سعيد بن يونس : توفي يوم السبت أول يوم من صفر سنة اثنتين وثمانين ومائة ، حدّثني بوفاته هذه أبو بكر أحمد بن علي بن رزاح بن رجب الخولانيّ ، قال : توفي أبو الحسن الليث بن عاصم ، وذكر هذه الوفاة ، قال أبو سعيد : والليث بن عاصم هذا أخو أبي رجب العلاء بن عاصم وهو أسنّ من أبي رجب ، وصلّى بالناس في الجامع قبل أخيه أبي رجب. وذكر غير أبي سعيد بن يونس أن مولده سنة ثلاثين ومائة ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني مصري ، روى عن أبي قبيل ، وأبي الخير الجيشانيّ. روى عنه ابن وهب ، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري الّذي كتب عنه أبي وأبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح. كذا قال ابن أبي حاتم. وما ذكره ابن يونس أولى ، فإنه أخبر بأهل بلده. والله أعلم ، ذكرناه للتمييز.
(١) انظر عن (الليث بن نصر بن سيّار) في :
الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩.
[حرف الميم]
٣٠١ ـ الماضي بن محمد (١) ـ ق. ـ
أبو مسعود الغافقيّ المصريّ.
عن : ليث بن أبي سليم ، وهشام بن عروة ، وجويبر بن سعيد.
روى عنه ابن وهب وحده.
وكان ورّاقا نسخ المصاحف.
قال ابن عديّ (٢) : هو منكر الحديث (٣).
وقال ابن يونس ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
٣٠٢ ـ مبارك بن سحيم.
قد تقدّم ، وكونه هنا ، أولى.
__________________
(١) انظر عن (الماضي بن محمد الغافقي) في :
الجرح والتعديل ٨ / ٤٤٢ رقم ٢٠٢١ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ٢٣١ (في ترجمة : ليث بن أبي سليم بن زنيم الليثي) وذكر نسبته في فهرس الكتاب بالفائقي! ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٦ / ٢٤٢٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٢٩٥ ، والكاشف ٣ / ٩٨ ، ٩٩ رقم ٥٣٣١ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٣٧ رقم ٥١٣١ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٤ رقم ٧٠٠٥ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢ ، ٣ رقم ١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٢٣ رقم ٨٥٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٩٤.
(٢) في الكامل في الضعفاء ٦ / ٢٤٢٥ وذكر له ثلاثة أحاديث ، وقال : وللماضي غير ما ذكرت قليل ، وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه ، ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب.
(٣) قال أبو حاتم : لا أعرفه ، والحديث الّذي رواه باطل.
٣٠٣ ـ مبشّر بن عبد الله بن رزين (١) ـ ن. ـ
أبو بكر الشّمندريّ النّيسابوريّ ، أخو عمر ، ومسعود. وكان مبشّر أكبرهم ، ولم يرحل من نيسابور.
روى عن : حجّاج بن أرطاة ، وابن إسحاق ، وإبراهيم بن طهمان ، وسفيان بن حسين.
وعنه : أخوه عمر ، وعليّ بن سلمة اللّبقيّ ، وعليّ بن الحسن الذّهليّ ، وقال : ثقة ، وبشر بن الحكم (٢).
مات سنة تسع (٣) وثمانين ومائة.
٣٠٤ ـ محبوب بن محرز التّميميّ الكوفيّ القواريريّ (٤).
عن : داود بن يزيد الأوديّ ، وأسامة بن زيد ، وكامل أبي العلاء ، وجماعة.
وعنه : شريح بن يونس ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو سعيد الأشجّ ، وابن عرفة ، وغيرهم.
قال أبو حاتم (٥) ، يكتب حديثه.
__________________
(١) انظر عن (مبشر بن عبد الله بن رزين) في :
التاريخ الكبير ٨ / ١١ رقم ١٩٦١ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ١٣ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٤٤ رقم ١٥٧٥ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٩٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٠٢ ، والكاشف ٣ / ١٠٤ رقم ٥٣٧٣ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٢ رقم ٥٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٢٨ رقم ٩٠٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٦٨.
(٢) لم يتعرّض له ابن أبي حاتم ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٣) وقيل مات سنة ١٨٨ ه. (التاريخ الكبير ، والثقات لابن حبان).
(٤) انظر عن (محبوب بن محرز القواريري) في :
الجرح والتعديل ٨ / ٣٨٨ رقم ١٧٧٨ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٠٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٠٧ ، والكاشف ٣ / ١٠٨ رقم ٥٤٠٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٤٢ رقم ٧٠٨٣ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٤٣ رقم ٥١٩٢ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٥٢ رقم ٨٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٣١ رقم ٩٣٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٠.
(٥) في الجرح والتعديل ٨ / ٣٨٨.
وقال الدّارقطنيّ (١) : ضعيف (٢).
٣٠٥ ـ محمد بن إبراهيم بن دينار المدنيّ (٣).
مولى جهينة ، أبو عبد الله الفقيه ، صاحب مالك.
روى عن : يزيد بن أبي عبيد الأكوعيّ ، وموسى بن عقبة ، وابن أبي ذيب ، وعدّة.
وعنه : ابن وهب ، ويعقوب بن محمد الزّهريّ ، وذؤيب بن عمارة ، وأبو مصعب ، وآخرون.
قال أشهب : ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار (٤).
وقال ابن معين : ثقة.
وقال القاضي عياض (٥) : توفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال ابن عبد البرّ (٦) : كان مفتي أهل المدينة مع مالك (٧).
قلت : روى له البخاريّ حديثا واحدا (٨).
__________________
(١) لم يرد في المطبوع من كتابه (الضعفاء والمتروكين).
(٢) ذكره ابن حبّان في الثقات ، ووثّقه شريح بن يونس. (تهذيب التهذيب).
(٣) انظر عن (محمد بن إبراهيم بن دينار) في :
التاريخ الكبير ١ / ٢٥ رقم ٢٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٢ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨٤ رقم ١٠٤٤ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٣٩ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٦٣٦ رقم ١٠٠٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٥٦ رقم ٧٣٨ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٤٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٩ ، وترتيب المدارك ١ / ٢٩١ ، والانتقاء ٥٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٧ ، والكاشف ٣ / ١٤ رقم ٤٧٦٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٨ رقم ٦٩٥ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٧ ، ٨ رقم ١١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٠ رقم ٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٤.
(٤) طبقات الشافعية للشيرازي ١٤٦ والقول للشافعي.
(٥) في ترتيب المدارك ١ / ٢٩١.
(٦) في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، طبعة القاهرة ١٣٥٠ ه. ـ ص ٥٤.
(٧) قال البخاري في تاريخه الكبير : معروف الحديث. وقال أبو حاتم : كان من فقهاء المدينة نحو مالك ، وكان ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٨) روى عنه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر في (العلم) ، و (مناقب جعفر). وله حديث عند النسائي في : عمل اليوم والليلة.
٣٠٦ ـ محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس العبّاسيّ الأمير (١).
ولّي دمشق للمهديّ ، وللرشيد ، وولّي مكّة والموسم.
وكان كبير القدر ، معظّما.
روى عن : جعفر بن محمد ، وعن المنصور.
وعنه : ابنه موسى ، وحفيده عبد الصّمد بن موسى الهاشميّ ، وغيرهما.
وهو صاحب حديث :
«أكرموا الشهود»
(٢).
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائة وله : ثلاث وستّون سنة.
٣٠٧ ـ محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسيّ الكوفيّ (٣) ـ ت. ـ
__________________
(١) انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي الإمام) في :
تاريخ خليفة ٤٢٥ و ٤٣١ و ٤٣٨ و ٤٣٩ و ٤٥٠ و ٤٦١ و ٤٦٣ ، والمعارف ٣٧٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٥٠ و ٣٨٤ و ٣٩٠ و ٤٠١ و ٤٠٢ و ٤٣٠ و ٤٣١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٣٤ ـ ١٣٦ و ١٣٨ ـ ١٤٠ و ١٤٢ ـ ١٤٤ و ١٤٦ و ١٤٧ و ١٥٤ و ١٦٩ و ١٧٠ و ٢٠٣ ، وتاريخ الطبري ٧ / ١٩١ و ٤٢٣ و ٥١٠ و ٨ / ٢٨ و ٣٢ و ٤٠ و ٤١ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٩ و ٥٣ و ٥٨ و ٢٤٣ و ٢٦٠ و ٣٤٦ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢٣٧٤ و ٣٦٤٣ ـ ٣٦٤٦ ، وفتوح البلدان ٢٢٤ و ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٢١ ، وتاريخ بغداد ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٧ رقم ٣٥٧ ، والعيون والحدائق ٣ / ٢٦٦ ، ٦٦٧ ، والوزراء والكتّاب ١٩٥ ، ١٩٦ ، والمستجاد من فعلات الأجواد ٦٤ ، والمحاسن والمساوئ ٢٠٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ١١٦ ، ١١٧ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٩٤ و ١٢٧ و ١٧٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٨٩ و ١٨٤ ، وأمراء دمشق في الإسلام ٧٥ رقم ٢٣١ ، والوافي بالوفيات ١ / ٣٤١ رقم ٢١٩ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٧٦ ، والعبر ١ / ٢٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ٨٨ ، ٨٩ رقم ٢٧ ، والعقد الثمين ١ / ٤٠١ ـ ٤٠٤ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٠٩ ، ورجال الطوسي ٢٨٠ رقم ١١.
(٢) حديث منكر ، وقد تقدّم في ترجمة (عبد الصمد بن علي بن عبد الله الأمير الهاشمي) من هذا الجزء.
(٣) انظر عن (محمد بن القاضي أبي شيبة) في :
التاريخ لابن معين ٢ / ٥٠٣ ، والتاريخ الصغير ١٩٩ ، والتاريخ الكبير ١ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ٢٧ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨٥ رقم ١٠٤٧ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٤٤٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٨ ، والكاشف ٣ / ١٥ رقم ٤٧٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٢ رقم ١٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤١ رقم ١٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٤.
عن : أبيه ، والأعمش ، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وعنه : ابناه الحافظان أبو بكر ، وعثمان ، ويزيد بن هارون.
وولّي قضاء بعض مملكة فارس وتوفّي هناك ، وقد جاوز سبعين سنة ، في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وثّقه يحيى بن معين (١).
له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت (٢).
٣٠٨ ـ محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّائب بن أبي وداعة السّهميّ المدنيّ (٣).
__________________
(١) لم يتعرّض له بجرح أو تعديل في تاريخه. بل ذكر أنه ولي قضاء بعض فارس. وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٢) أخرجه النسائي في كتاب الجنائز ٤ / ٤ باب كثرة ذكر الموت ، أخبرنا الحسين بن حريث قال : أنبأنا الفضل بن موسى ، عن محمد بن عمرو ، وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدّثنا يزيد قال : أنبأ محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكثروا ذكر هادم اللّذات». وأخرجه ابن ماجة في الزهد (٢٤٥٨) باب ذكر الموت والاستعداد له ، من طريق الفضل بن موسى ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة. والترمذي في الزهد (٢٤٠٩) باب ما جاء في ذكر الموت ، من طريق الفضل بن موسى ، وفيه «هازم اللّذات» بالزاي ، وقال : يعني الموت. هذا حديث غريب حسن ، وفي الباب عن أبي سعيد. وأخرجه ابن حبّان (٢٥٥٩) و (٢٥٦٠) و (٢٥٦١) ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٢٢١ ، والشهاب القضاعي في المسند ١ / ٣٩١ رقم ٦٦٨ وفيه زيادة : «فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلّا وسّعه عليه ، ولا ذكره وهو في سعة إلّا ضيّقه عليه». وأخرجه ابن جميع الصيداوي في (معجم الشيوخ ـ بتحقيقنا) ٢٤٤ ، ٢٤٥ رقم ٢٠١ من طريق القاسم بن محمد الأسدي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه لا يكون في كثير إلّا قلّله ولا في قليل إلّا كثّره». وأخرجه الخطيب في تاريخه ١ / ٣٨٤ من طريق محمد بن إبراهيم يعني أبا أبي بكر بن أبي شيبة ، ولفظه «أكثروا ذكر هادم اللّذات» و ٩ / ٤٧٠ بلفظ «هادم» بالدال المهملة ، وإسقاط «من» بين (أكثروا) و (ذكر). قال السيوطي : هاذم اللذات : بالذال المعجمة ، أي قاطعها ، ويحتمل أن يكون بالدال المهملة ، والمراد على التقديرين الموت فإنه يقطع لذّات الدنيا قطعا.
(٣) انظر عن (محمد بن إبراهيم بن المطّلب السهمي) في :
التاريخ الكبير ١ / ٢٥ رقم ٢٣ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ٦٣ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨٥ ، ١٨٦ رقم ١٠٥٤ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٦٢ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) =
أبو عبد الله.
عن : زهرة بن عمرو (١) ، وعبد الله (٢) بن موسى التّيميّ ، وابنه.
وعنه : ابن أخته إبراهيم بن المنذر ، وعبد الرحمن بن شيبة الحراميّان (٣).
٣٠٩ ـ محمد بن إسحاق.
هو ابن محصن ، يأتي.
٣١٠ ـ محمد (٤) بن أنس الكوفيّ (٥) ـ د. ـ
نزيل الدّينور.
عن : حصين بن عبد الرحمن ، وسهيل بن أبي صالح ، والأعمش.
وعنه : عليّ بن يحيى ، وإبراهيم بن موسى الفرّا.
وثّقه أبو زرعة (٦).
٣١١ ـ محمد بن الحجّاج بن يوسف الدّمشقيّ (٧).
__________________
=٣ / ١١٥٩ ، والكاشف ٣ / ١٥ رقم ٤٧٧٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٧ رقم ٢٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤١ رقم ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٥.
(١) في الأصل «زهرة بن عبد الرحمن» والتصويب من الجرح والتعديل ، وتهذيب التهذيب.
(٢) في الجرح والتعديل «عبيد الله». وفي تهذيب الكمال ، وتهذيب التهذيب «موسى بن عبد الله».
(٣) لم يتعرّض له ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٤) في الأصل «محمود» وهو خطأ.
(٥) انظر عن (محمد بن أنس الكوفي) في :
ورقة ٩ ، والجرح والتعديل ٧ / ٢٠٧ رقم ١١٤٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٧٦ ، والكاشف ٣ / ٢١ رقم ٤٨٠٨ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٦٨ رقم ٨٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٦ رقم ٦٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٨.
(٦) الجرح والتعديل ٧ / ٢٠٧ ، وقال الحافظ المزّيّ في تهذيب الكمال ٣ / ١١٧٦ : «ذكره ابن حبّان في كتاب الثقات وقال : يغرب».
يقول : لم أجده في كتاب الثقات المطبوع :
(٧) انظر عن (محمد بن الحجاج الدمشقيّ) في :
التاريخ الكبير ١ / ٦٣ رقم ١٣٩ ، والجرح والتعديل ٧ / ٢٣٥ رقم ١٢٨١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٣٤ ، والمعارف ٣٩٨.
عن : ربيعة بن يزيد ، وإسماعيل بن عبيد الله ، ويونس بن ميسرة ، والتابعين.
وعنه : بقيّة ، والهيثم بن خارجة ، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم (١) : شيخ (٢).
٣١٢ ـ محمد بن الحسن بن فرقد الشّيبانيّ مولاهم الكوفيّ (٣).
الفقيه العلّامة ، مفتي العراقين ، أبو عبد الله ، أحد الأعلام.
__________________
(١) في الجرح والتعديل ٧ / ٢٣٥.
(٢) ذكره ابن حبّان في الثقات.
(٣) انظر عن (محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانيّ) في :
الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٣٦ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥١١ ، ومعرفة الرجال له ١ / ١٥٥ رقم ٨٥٤ و ٢ / ٢١ رقم ٧ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ٣ / ٢٩٩ رقم ٥٣٢٩ ، وطبقات خليفة ٣٢٨ ، وتاريخ خليفة ٤٥٨ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٤ / ٥٥ رقم ١٦٠٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٧٩١ ، والمعارف ٥٠٠ و ٥٤٥ و ٦٢٥ ، وتاريخ اليعقوبي ١ / ٢٤٦ و ٢ / ٤٣٢ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ٧٧ رقم ٩٨ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٢٤٧ و ٥٢٠ ، والجرح والتعديل ٧ / ٢٢٧ رقم ١٢٥٣ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢٥٠٨ و ٢٨٩٣ و ٢٨٩٤ و ٣١٩٢ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٦٦ ، والانتقاء لابن عبد البر ٢٤ ، والفهرست لابن النديم ٢٥٧ ، وتاريخ بغداد ٢ / ١٧٢ ـ ١٨٢ رقم ٥٩٣ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٣٥ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٦ ، والأنساب ٧ / ٤٣٣ ، واللباب ٢ / ٢١٩ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات ٩٨ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٢٥ ، والكامل في الضعفاء ٦ / ٢١٨٣ ، ٢١٨٤ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٨٤ ، ١٨٥ رقم ٥٦٧ ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا ٤٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٥ ، ٣٥١ ، وترتيب المدارك ١ / ٣٩٤ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٦٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨ ، والعبر ١ / ٣٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ١٣٤ ـ ١٣٦ رقم ٤٥ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٦٧ رقم ٥٤٠٣ ، ودول الإسلام ١ / ١٢٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥١٣ رقم ٧٣٧٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٨ رقم ٧٠١ ، ومرآة الجنان ١ / ٤٢٢ ـ ٤٢٤ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٣٣٢ ـ ٣٣٤ رقم ٧٨٢ ، ولسان الميزان ٥ / ١٢١ ، ١٢٢ رقم ٤١٠ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٤٢ ، ومناقب أبي حنيفة للكردري ٥٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ٨٠ ـ ٨٢ رقم ١٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٣٠ و ١٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٢١ ، والفوائد البهيّة للكنوي ٧٢ ، والطبقات السنيّة للغزّيّ (مخطوطة التيمورية) رقم ٥٤٠ تاريخ ، ج ٣ / ٢٨٨ ، وكشف الظنون ٢ / ١٠١٤ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٤ / ١٥٢ ـ ١٥٥ رقم ١٣٧٣ ، ومقدّمة كتاب السير الكبير للشيباني ، إملاء محمد بن أحمد السرخسي ، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد ـ طبعة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية ، القاهرة ١٩٧١.
قيل أصله من حرستا من غوطة دمشق ، ومولده بواسط ، ثم إنّه نشأ بالكوفة.
سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعض كتب الفقه ، وسمع : مسعرا ، ومالك بن مغول ، والأوزاعيّ ، ومالك بن أنس. ولزم القاضي أبا يوسف وتفقّه به.
أخذ عنه : الشافعيّ ، وأبو عبيد ، وهشام بن عبيد الله ، وعليّ بن مسلم الطّوسيّ ، وعمرو بن أبي عمرو الحرّانيّ ، وأحمد بن حفص البخاريّ ، وخلق سواهم.
وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء (١).
قال ابن سعد (٢) : أصله من الجزيرة ، وسكن أبوه الشام ، ثم قدم واسطا ، فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه ، وسكن بغداد ، واختلف الناس إليه فسمعوا منه.
وقال آخر : ولّي محمد بن الحسن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف ، وكان إماما مجتهدا من الأذكياء الفصحاء.
قال أبو عبيد : ما رأيت أعلم بكتاب الله منه (٣).
وقال الشافعيّ : لو أشاء أن أقول : نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته (٤). وقد حملت عنه وقر بختيّ كتبا (٥).
وعن الشافعيّ قال : ما ناظرت سمينا أذكى من محمد. وناظرته مرّة فاشتدّت مناظرتي له ، فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطّع زرّا زرّا (٦).
__________________
(١) حقّقه ونشره الشيخ محمد زاهد الكوثري بعنوان : (بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيبانيّ) ومعه ترجمة أبي حنيفة والقاضي أبي يوسف.
(٢) في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٣٦.
(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨١.
(٤) حتى هنا في تاريخ بغداد ٢ / ١٧٥.
(٥) طبقات الفقهاء للشيرازي ١٣٥ وفيه «وقر بعير» وكذا في وفيات الأعيان ٤ / ١٨٤ ، والمثبت يتّفق مع : تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ١ / ٨١ وفيه «وقري بختي» ، وتاريخ بغداد ٢ / ١٧٦.
(٦) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٧ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٨٥.
قال الشافعيّ : قال محمد بن الحسن : أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا ، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث (١).
وقال يحيى بن معين (٢) : كتبت «الجامع الصغير» عن محمد بن الحسن.
وقال : إبراهيم الحربيّ : قلت لأحمد بن حنبل : من أين لك هذه المسائل الدّقاق؟
قال : من كتب محمد بن الحسن (٣).
وقال عمرو بن أبي عمرو الحرّانيّ : قال محمد بن الحسن : خلّف أبي ثلاثين ألف درهم ، فأنفقت على النّحو والشّعر خمسة عشر ألفا ، وأنفقت على الحديث والفقه خمسة عشر ألفا (٤).
وقال ابن عديّ في «كامله» (٥) : سمع محمد «الموطّأ» من مالك.
وقال إسماعيل بن حمّاد : قال محمد بن الحسن : بلغني أنّ داود الطّائيّ كان يسأل عنّي وعن حالي ، ويقول : إن عاش فسيكون له شأن.
وعن الشافعيّ قال : ما ناظرت أحدا إلّا تغيّر (٦) وجهه ، ما خلا محمد بن الحسن (٧).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٨١.
(٢) قال في معرفة (الرجال ١ / ١٥٥ رقم ٨٥٤) سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي وسأله رجل قال : سمعت هذه الكتب من أبي يوسف؟ قال : لا والله ، ولكني أعلم الناس بها ، وما سمعت منها إلّا جامع الصغير ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ١٧٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨١.
(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨٢.
(٤) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨١.
(٥) ج ٦ / ٢١٨٤.
(٦) في تاريخ بغداد : تمعر».
(٧) طبقات الفقهاء للشيرازي ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ٢ / ١٧٧ وجاء في هامش المخطوط منه ما نصّه : «هذا شاهد بكذب الحكاية التي بعدها لما بينهما من التناقض ، فاعرف ذلك».
وأقول : إن الحكاية تقدّمت قبل قليل والتي جاء فيها «.. فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطّع ..» ، وانظر الخبر في تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨٢ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٨٤.