تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - المقدمة

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.

وصلى الله على خيرته المصطفى ، المنتخب لرسالته ، المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته ، وختم نبوته ، وأعم ما أرسل به مرسل قبله ، المرفوع ذكره مع ذكره في الأولى ، الشافع المشفع في الأخرى ، أفضل خلقه نفسا ، وأجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا : محمد عبده ورسوله ، وعلى آله محمد وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد : فإن الحمد لله أن أعاننا على إخراج كتاب «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي في صورة أحسب أن تكون لائقة به وبأهميته التاريخية العظيمة. ثم كانت الخطوة التالية هي إخراج الذيول التي ذيلت عليه ، فقمنا بجمع شتاتها من هنا ومن هناك.

ولعل من أهم هذه الذيول هي «التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضائلها الأعلام ومن وردها من الأعلام». لمحب الدين محمد بن محمود ابن النجار المتوفى سنة ٦٤٣ ه‍.

وتأتي أهميته من أنه قد جمع بين «ذيل تاريخ بغداد» لأبي سعد عبد الكريم بن السمعاني المتوفى سنة ٥٦٢ ه‍ وبين «ذيل تاريخ بغداد» لأبي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدبيثي المتوفى سنة ٦٣٧ ه‍.

فقد وضع ابن النجار على عاتقه إخراج تاريخ أوسع نطاقا من سابقيه ، إذ حاول التعرف على أفاضل الناس ممن اشتهروا بالتحديث والدين كان من بينهم علماء وجهاء : حفاظ وقراء وواعظ وخطباء وشيوخ وأئمة وأمراء وخلفاء وأصحاب المناصب ممن شهد لهم الخاصة والعامة بتبحرهم في العلم.

١

وقد وصل إلينا بعضه حيث تبدأ مخطوطة المكتبة الظاهرية بترجمته : عبد المغيث بن زهير.

ولقد اختلفت الآراء حول عدد مجلدات «تاريخ ابن النجار» فذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ (٤ / ٢١٢) وابن العماد في شذرات الذهب (٥ / ٢٢٦) : أنه خطط في ستة عشر جزءا. وذكر السبكى في طبقات الشافعية (٥ / ٤١) والصفدي في الوافي بالوفيات (٥ / ١٠) والكتبي في فوات الوفيات (٢ / ٥٢٢) أنه خطط في ثلاثين جزءا. ومهما كانت أجزائه فإن ما وصل إلينا يدل على سعة علم المؤلف وتبحره. وفيما يلي نتناول التعريف بابن النجار في عجالة سريعة.

الحافظ محب الدين ابن النجار :

هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله البغدادي المعروف بابن النجار. ولد ليلة الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ٥٧٨ ه‍ ببغداد. وكانت وفاته في الخامس من شعبان سنة ٦٤٣ ه‍. ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب.

سمع الحديث في صغره من عمه أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ بعد وفاة والده. وأخذ عن شيوخه في بغداد والذين وردت أسماؤهم في ثنايا الكتاب.

رحل إلى بلاد الشام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو ونيسابور. وسمع الكثيرين من محدثي عصره على مدى فترة رحلاته التي دامت سبعا وعشرين سنة.

زار دمشق ثم حلب ومنها قصد أصبهان وبعدها رحل إلى هراة ثم مرو ، وبعد ذلك أمضى زمنا في خراسان ومنها قصد مصر حيث نزل بالإسكندرية ، ثم عاد إلى بغداد وعزم على الاستقرار بها فبقي بها حتى وفاته في الخامس من شعبان سنة ٦٤٣ ه‍.

والجدير بالذكر أن ابن النجار قد ذاعت شهرته في التحديث فقصده الكثيرون فأصبحت مشيخته تشمل ثلاثة آلاف شيخ وأربعمائة امرأة.

وخلال حياته أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المصنفات والتي نذكر منها :

١ ـ التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضائلها.

٢ ـ القمر المنير في المسند الكبير.

٢

٣ ـ المختلف والمؤتلف. ذيل للكامل لابن ماكولا.

٤ ـ كنز الإمام في معرفة السنن والأحكام.

٥ ـ المتفق والمفترق.

٦ ـ نسب المحدثين إلى الآباء والبلدان.

٧ ـ العوالي.

٨ ـ معجم الشيوخ.

٩ ـ جنة الناظرين في معرفة التابعين.

١٠ ـ العقد الفائق في عيون أخبار الدنيا.

١١ ـ الدرة الثمينة في أخبار المدينة.

١٢ ـ نزهة الورى في أخبار أم القرى.

١٣ ـ روضة الأولياء في مسجد إيليا.

١٤ ـ الأزهار في أنواع الأشعار.

١٥ ـ أنواع الزهر في محاسن شعر شعراء العصر.

١٦ ـ سلوة الوحيد.

١٧ ـ غرر الفوائد.

١٨ ـ مناقب الإمام الشافعي.

١٩ ـ الكمال في معرفة الرجال.

٢٠ ـ نشوار المحاضرة.

٢١ ـ مجموع غرر الفوائد ومنثور درر القلائد.

٢٢ ـ نزهة الطرف في أخبار أهل الظرف.

٢٣ ـ إخبار المشتاق إلى أخبار العشاق.

٢٤ ـ الشافي في الطب.

٣

الكتاب ومنهج التحقيق :

ـ قمنا بنسخ الكتاب وتخليصه من الأخطاء التي علقت به من مطبوعته الوحيدة ثم راجعنا المتن على المصادر التي نقل عنها المؤلف والمصادر التي نقلت من المؤلف كلما أمكن ذلك للوقوف على نص أكثر صحة.

ـ قمنا بمراجعة النص على مصورة مخطوطة المكتبة الظاهرية والتي جعلناها أصل ، وأفدنا من المقارنات التي بالمطبوعة والتي ذكرت بهامشها مقارنات ببعض النسخ فأبقينا على المهم منها.

ـ رمزنا لمخطوطة الظاهرية ب (الأصل) وما أفدناه من المطبوعة فرمزنا لمخطوطة بودلين بجامعة أكسفورد بالرمز (ب) ولنسخة جامعة كمبريج (ج).

ـ خرجنا ما استطعنا من تراجم الكتاب على المصادر التي ترجمت للعلم.

ـ علقنا بعض التعليقات الهامة كلما أمكن.

ـ قدمنا للكتاب بمقدمة مختصرة للكتاب.

والله أرجو أن يجعله في صالح أعمالنا ، والحمد لله رب العالمين.

٤