السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : العقائد والكلام
المطبعة: چاپ ديجيتال آفرنگ
الطبعة: ٣
الصفحات: ١٠٤
بِسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
إنّ الأذانَ من السنن التي إعتمد الإسلام عليها اعتماداً كليّاً في نشر الدعوة المقدّسة وتثبيت أركانه. وبه كان يدعو المسلمين للإجتماع في حضيرة واحدة ، بعيدين عن التمييزات العنصريّة البغيضة وللعمل المشترك ، خاشعين خاضعين مقرّين له تعالى بالربوبيّة.
فالأذان سمة يتميّز بها المسلم الحقيقي عمّن سواه ، وحين يرفع المؤذّن صوته به فإنّه كالسّيف المسلول أمام الكفّار والمشركين ، مُعلناً رفضه وإستياءه لمبادئهم الهدّامة ، وأفكارهم السقيمة التي تنطوي على الفساد والدمار والإبادة ، وسلب الحريّات بأنواعها؛ لأنّ الحياة الحرّة الكريمة ، تسعد مع الدين الإسلامي فلا خَير بأحدهما إلاّ مع الآخر. فلذا بعد فتح مكّة ودخول بيت الحرام ، وحلول وقت
الظهر ، أمر الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله بلالاً أن يصعد سطح الكعبة ويؤذّن.
ولو تأمّلنا ثورة الحسين عليهالسلام لعرفنا سلامة موقفه حين إعلانه للثّورة وبعد تأجّج نار الحرب بين الفريقين في يوم العاشر من محرّم ، وقبل ساعات من تطاير روحه إلى الرفيق الأعلى ، يستمهل من عمر بن سعد برهة من الزمن؛ ليؤدي واجباً دينياً آخر أهمّ من الجهاد وهو الصلاة ، فيأمر أبا تمامة الصيداويّ أن يؤذّن ، ثمّ تقدّم عليهالسلام وائتّم أصحابه وصلّى. أجل أنّهم المؤمنون بالله حقاً؛ لأنّهم لا يفارقون الصلاة حتى على أبواب الموت الرهيبة ، فلا يُبالون بغيرها مهما كلّف الثمن ، حيث «أنَّ الصَّلَاةَ عَمُودُ الدِّينِ ، إِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا ، وَإِنْ رُدَّتْ رُدَّ مَاسِوَاهَا» (١).
وهذا الكتاب حصيلة إندفاعي وحرصي لتعرّف المسلمين بهذه السُنّة المحمّدية التي أكّد الإسلام عليها ، وأشارت الأخبار الكثيرة إليها ، ولكن المسلمين غافلون عنها ، وهذا الأمر ليس بغريب عنا؛
__________________
(١) الكافي ، ج٣ ، ص٢٦٨ ، ح٤ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٣٩ ، ح١٥ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص١٣٤ ، ح٥.
لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أكّد ذلك في معرض حديثه عن فضل المؤذّن بقوله : «كَلَّا إِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطْرَحُونَ الْأَذَانَ عَلَى ضُعَفَائِهِمْ وَتِلْكَ لُحُومٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى النَّارِ» (١) وقول عليّ عليهالسلام للنّبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا رَسولَ اللّه ِ ، إنَّكَ رَغَّبتَنا فِي الأَذانِ حَتّى قَد خِفنا أن يَضطَرِبَ عَلَيهِ اُمَّتُكَ بِالسُّيوفِ! فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله : أما إنَّهُ لَن يَعدُوَ ضُعَفاءَكُم» (٢). فلذا وضعت هذا الكتاب الذي بين يديك.
وختاماً أسأل العليّ القدير أن يوفّقنا لما يحبّ ويرضى ، إنّه سميع مجيب.
السيّد مُحمّد الحُسينِيّ الجَلالِيّ الحَائِريّ
١٨ / ع ٢ / ١٣٨٤ ، الموافق ٢١ /٩/١٩٧٢ م
كربلاء المقدسة
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٣ ، ح٨٦٩ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨٤ ، ح١١٣٠/٣٢ ؛ ثواب الأعمال ، ص٣٢.
(٢) مستدرك الوسائل للطبرسي ، ج٤ ، ص١٩ ، ح٤٠٦٥/٢ و ص٧٨ ، ح٤٢٠٢/١٦.
مَعَ القُرآنِ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمّن دَعَا إِلَى اللّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١).
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصّلاَةِ اتّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ) (٢).
(ذلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٣).
__________________
(١) فصلت : ٣٣.
(٢) المائدة : ٥٨.
(٣) سورة الحج : ٣٢.
(يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (١).
__________________
(١) الجمعة : ٩.
مَعَ الأَخْبَارِ
إنّ الأحاديث والروايات المنقولة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام في هذا الصدد كثيرة ، نكتفي بذكر اليسير منها :
١ ـ بلال يتحدّث عن الرّسول صلىاللهعليهوآله :
قَالَ عبد الله بن عليّ رحمهالله : «حَمَلْتُ مَتَاعِي مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى مِصْرَ ، فَقَدِمْتُهَا فَبَيْنَمَا أَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا أَنَا بِشَيْخٍ طَوِيلٍ شَدِيدِ الْأُدْمَةِ أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ طِمْرَانِ أَحَدُهُمَا أَسْوَدُ وَالْآخَرُ أَبْيَضُ فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا؟
أجَابُونِي : هَذَا بِلَالٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله فَأَخَذْتُ أَلْوَاحي وَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ : فَقُلْتُ لَهُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ.
فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ.
قُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدِّثْنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله.
فَقَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ مَنْ أَنَا؟
فَقُلْتُ : أَنْتَ بِلَالٌ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله قَالَ فَبَكَى وَبَكَيْتُ حَتَّى اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَبْكِي.
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا غُلَامُ مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ.
قَالَ : بَخْ بَخْ ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ يَا أَخَا أَهْلِ الْعِرَاقِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ وَصَوْمِهِمْ وَلُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ لَا يَسْأَلُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ فِي شَيْءٍ إِلَّا شُفِّعُوا.
قُلْتُ : زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ.
قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : مَنْ أَذَّنَ أَرْبَعِينَ عَاماً مُحْتَسِباً بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَمَلُ أَرْبَعِينَ صِدِّيقاً عَمَلًا مَبْرُوراً مُتَقَبَّلًا.
قُلْتُ زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ :
قَالَ : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : مَنْ أَذَّنَ عِشْرِينَ عَاماً بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَهُ مِنَ النُّورِ مِثْلُ زِنَةِ السَّمَاءِ.
قُلْتُ زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ :
قَالَ : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : مَنْ أَذَّنَ عَشْرَ سِنِينَ أَسْكَنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عليهالسلام فِي قُبَّتِهِ أَوْ فِي دَرَجَتِهِ.
قُلْتُ زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : مَنْ أَذَّنَ سَنَةً وَاحِدَةً بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا ، بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زِنَةِ جَبَلِ أُحُدٍ.
قُلْتُ زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ :
قَالَ : نَعَمْ فَاحْفَظْ وَاعْمَلْ وَاحْتَسِبْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : مَنْ أَذَّنَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَلَاةً وَاحِدَةً إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً وَتَقَرُّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ
ذُنُوبِهِ وَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْعِصْمَةِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ.
قُلْتُ زِدْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، حَدِّثْنِي بِأَحْسَنِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله :
قَالَ : وَيْحَكَ يَا غُلَامُ! قَطَعْتَ أَنْيَاطَ قَلْبِي وَبَكَى وَبَكَيْتُ حَتَّى إِنِّي وَاللَّهِ لَرَحِمْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَجَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمُؤَذِّنِينَ بِمَلَائِكَةٍ مِنْ نُورٍ وَمَعَهُمْ أَلْوِيَةٌ وَأَعْلَامٌ مِنْ نُورٍ يَقُودُونَ جَنَائِبَ أَزِمَّتُهَا زَبَرْجَدٌ أَخْضَرُ وَحَقَايِبُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ يَرْكَبُهَا الْمُؤَذِّنُونَ فَيَقُومُونَ عَلَيْهَا قِيَاماً تَقُودُهُمُ الْمَلَائِكَةُ يُنَادُونَ بِأَعْلَى صَوْتِهِمْ بِالْأَذَانِ.
ثُمَّ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً حَتَّى انْتَحَبْتُ وَبَكَيْتُ فَلَمَّا سَكَتَ قُلْتُ : مِمَّ بُكَاؤُكَ؟
فَقَالَ : وَيْحَكَ ذَكَرْتَنِي أَشْيَاءَ سَمِعْتُ حَبِيبِي وَصَفِيِّي صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ عَلَى الْخَلْقِ قِيَاماً عَلَى النَّجَائِبِ ، فَيَقُولُونَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِذَا قَالُوا : ذَلِكَ
سَمِعْتُ لِأُمَّتِي ضَجِيجاً فَسَأَلَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ذَلِكَ الضَّجِيجِ مَا هُوَ قَالَ : الضَّجِيجُ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّهْلِيلُ؟ فَإِذَا قَالُوا : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَتْ أُمَّتِي : نَعَمْ إِيَّاهُ كُنَّا نَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا. فَيُقَالُ : صَدَقْتُمْ فَإِذَا قَالُوا : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَتْ أُمَّتِي : هَذَا الَّذِي أَتَانَا بِرِسَالَةِ رَبِّنَا جَلَّ جَلَالُهُ وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ. فَيُقَالُ لَهُمْ : صَدَقْتُمْ هَذَا الَّذِي أَدَّى إِلَيْكُمُ الرِّسَالَةَ مِنْ رَبِّكُمْ وَكُنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنِينَ ، فَحَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَبِيِّكُمْ فَيَنْتَهِيَ بِهِمْ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَفِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَنْ لَا تَمُوتَ إِلَّا وَأَنْتَ مُؤَذِّنٌ فَافْعَلْ» (١).
٢ ـ الأحاديث المتفرقة :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أَذَّنَ فِي مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ اَلْمُسْلِمِينَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ اَلْجَنَّةُ» (١). وقوله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أَذَّنَ
__________________
(١) الأمالي للصدوق ، ص٢٧٩ ، ح٣١٠/١ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٢٣.
لِوَجْهِ اللَّهِ عَنْ نِيَةٍ صَادِقَةٍ سَنَةً ، أَوْقَفُوهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، وَقَالُوا لَهُ : اشْفَعْ لِمَنْ شِئْت» (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآله أيضاً : «أَلَا وَمَنْ أَذَّنَ مُحْتَسِباً يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ الله عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَاهُ الله ثَوَابَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ شَهِيدٍ ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ صِدِّيقٍ ، وَيَدْخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مُسِيءٍ مِنْ أُمَّتِي إِلَى الْجَنَّةِ ، أَلَا وَإِنَّ الْمُؤَذِّنَ إِذَا قَالَ : (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله) صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ حَتَّى يَفْرُغَ الله مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ وَيَكْتُبَ لَهُ ثَوَابَ قَوْلِهِ : (أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله) أَرْبَعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ. وَمَنْ حَافَظَ عَلى الصَّفِ الأوَّلِ وَالتَّكبِيرَةِ الأوَلَى
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٦ ، ح٨٨١ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨٣ ، ح١١٢٦/٢٨ ؛ ثواب الأعمال ، ص٣٢.
(٢) مستدرك الوسائل ، ج٤ ، ص٢١ ، ح٤٠٧٦/١٢.
ولَا يُؤذِي مُسْلِماً ، أعطَاهُ اللهَ مِنْ الأجْرِ مَا يُعطَى المُؤَذِّنَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ» (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله في خطبة طويلة : «مَنْ تَوَلَّى أَذَانَ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ فَأَذَّنَ فِيهِ وَهُوَ يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ شَهِيدٍ وَأَدْخَلَ فِي شَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ أُمَّةٍ وَفِي كُلِّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ رَجُلٍ وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ جَنَّةٍ مِنَ الْجِنَانِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ وَفِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ وَفِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ وَفِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَيْتٍ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِيرٍ وَعَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا مِثْلُ الدُّنْيَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج٤ ، ص١٧ ، ح٤٩٦٨ ؛ الأمالي للصدوق ، ص٥١٨ ، ح٧٠٧/١ ؛ مكارم الأخلاق ، ص٤٣٢.
مَرَّةٍ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفٍ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفَةٍ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ وَعَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ وَفِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ لَوْ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلَانِ لَأَدْخَلَهُمْ فِي أَدْنَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهَا مَا شَاءَ وَمِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَالطِّيبِ وَاللِّبَاسِ وَالثِّمَارِ وَأَلْوَانِ التُّحَفِ وَالطَّرَائِفِ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا يُكْتَفَى بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَمَّا فِي الْبَيْتِ الْآخَرِ فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اكْتَنَفَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَكَانَ فِي ظِلِّ اللَّهِ حَتَّى يَفْرُغَ وَكَتَبَ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ ثُمَّ صَعِدُوا بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى» (١).
وقال صلىاللهعليهوآله : «المؤذّنين أطوَلُ الناسِ أعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ ، ولا يُعَذّب فِي القَبرِ مَن أذَّنَ سَبعَ سِنِين» (٢).
__________________
(١) ثواب الأعمال ، ص ٢٩١ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٢٣ ، ح٢٠.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج١ ، ص٦٧ ، ح٢٤٩ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٢.