بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أبواب الجيم والتاء
ج ت ظ ـ ج ت ذ ـ ج ت ث : مهملات.
ج ت ر
ترج ، تجر ، رتج : مستعملات.
ترج : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : تَرِجَ الرجلُ على «فَعِلَ» ، إذا أَشكَلَ عليه الشيءُ من عِلْمٍ أو غيره.
وتَرْجٌ ، مَأْسَدَةٌ بناحية الغَوْر ، والأُتْرُجُ : معروف ، والعوام يقولون : أُتْرُنْجٌ ، وتُرُنْجٌ.
والأولى كلام الفصحاء. عمرو عن أبيه تَرَجَ : إذا استتر ، ورَتِجَ ، إذا أَغلق كلاماً أو غيره.
تجر : قال اللّيث : التَّجْرُ : جَماعة التّاجر وهم التجار أيضاً ، وقد تَجَرَ يَتْجَرُ تِجارَة ، وأرض مَتْجَرَةٌ : يُتْجَرُ إليها.
والعرب تقول : ناقة تاجِرَة ، إذا كانت تَنْفُقُ إذا عُرِضت على البيع لِنجابَتها ، ونُوقٌ تَواجر ، وأنشد الأصمعيّ :
* مَجَالِحٌ من سِرِّها التَّواجِرُ*
وقال ابن الأعرابيّ : تقول العرب : إنه لتاجر بذلك الأمر ، أي حاذق به ، وأنشد :
لَيْسَتْ لقومي بالكَنيفِ تجارَةٌ |
لكَنَّ قومي بالطِّعانِ تِجَارُ |
ويقال : رَبِحَ فلان في تجارته ، إذا أَفضَلَ ، وأربح ، إذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبحْ.
رتج : قال شِمَر : في الحديث : «مَنْ ركب البحر إذا أَرْتَجَ فقد بَرِئت منه الذِّمَّة».
قلت : هكذا قَيَّده شَمِر بخَطِّه ، قال : ويقال : أَرْتَجَ البحْر ، إذا هَاج.
قال : وقال الغِتْريفيّ : أَرتَجَ البحرُ ، إذا كَثُر ماؤُه فَغَمر كلَّ شيء ، قال : وقال أخوه : السَّنَةُ تُرْتِجُ ، إذا أَطْبَقَتْ بالجدْب ،
ولَمْ يجِد الرجل منه مَخْرجاً. وكذلك إرْتاجُ البحرِ : لا يَجِدُ صاحِبُه منه مخرجاً.
وإرْتاجُ الثَّلْج : دَوامه وإطْباقُه ، وإرْتاجُ الباب منه. قال : والخِصْب إذا عَمَّ الأرض فلم يُغادِرْ منها شيئاً ، فقد أَرْتَج ، وأنشد :
* في ظُلْمَةٍ من بعيدِ القَعْر مُرْتاجِ *
سَلَمة ، عن الفرّاء ، يُقال : بِعَلَ الرجل ورَتِجَ ، ورَجِيَ ، وغَزِلَ : كلُّ هذا إذا أراد الكلام فأُرْتِجَ عليه ، وقال : الرِّتاجُ : الباب المُغْلَق ، وقد أَرْتَجَ البابَ : إذا أَغلقه إغلاقاً وثيقاً وأنشد :
أَلَم تَرَنِي عاهدتُ ربِّي وإنني |
لَبَيْنَ رِتاجٍ مُقْفَلٍ ومَقامِ |
ويقال : أَرْتِجَ على فلان ، إذا أراد قولاً أو شعراً فلم يصل إلى تمامه ، وقال : في كلامه رَتَجٌ أي تَتَعْتُع.
وقال غيره : أَرْتَجت الأتانُ : إذا حَمَلَتْ ، فهي مُرْتِج.
وقال ذو الرُّمة :
كأنّا نَشُدُّ الْمَيْسَ فَوق مَراتِجٍ |
من الحُقْبِ أَسْفَى حَزْنُها وسُهولُها |
وناقةٌ رِتاجُ الصَّلا : إذا كانت وَثيقَةً وَشِيجة.
وقال ذو الرُّمَّة :
رِتَاجُ الصَّلا مَكْنوزَةُ الْحاذِ يَسْتَوي |
على مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ شَلِيلُها |
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لأَنْفِ الباب : الرِّتاجُ ، ولِدَرَوَنْدِه : النِّجَافُ ، والنَّجران ، ولِمتْرَسِه : الْقُنّاحُ.
وقال شمر رَتِجَ في منطقه ، وأُرْتِجَ عليه ، إذا استغلق عليه الكلام ، وأصله مأخوذ من الرِّتاج ، وهو الباب ، وأَرْتَجْتُ البابَ إذا أَغْلَقْتَه.
وقيل للحامل : مُرتِج ؛ لأنها إذا عَقَدَتْ على ماءِ الفَحل انسَدَّ بابُ رحمها فلم يدخله شيء ، فكأنها أَغْلقته على مائه.
عمرو عن أبيه : الرّتَجُ : استغلاقُ القراءة على القارىء ، يقال : أُرْتِجَ عليه واسْتُبهِمَ عليه.
وأرتجت الدجاجةُ : إذا امْتلأَ ظهرها بَيْضاً ، وأمكنت الضَّبَّةُ كذلك.
ج ت ل
استعمل من وجوهه : تلج ، جلت.
تلج : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : التُّلَجُ : فَرْخُ العُقاب.
وقال أبو عُبَيْد : التّوْلَج : الكِناس ؛ وأنشد :
* مُتَّخِذاً في صَفَوَاتٍ تَوْلَجا*
ويقال له : الدَّوْلَج ، والأصل وَوْلَج ، فقلبت إحدى الواوين تاء.
جلت : يقال : جَلتُّهُ عشرين سَوْطاً : أي ضَربتَه. قلت : أَصله جَلَدْتُه ، فأُدْغِمَت الدال في التّاء.
وجالوت : اسم أَعْجَمِيّ لا ينصرف.
قال الله : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ) [البقرة : ٢٥١].
ويقال : اجْتَلَتُّه ، واجتلدْتُه : أي شربتُه أجمع.
ج ت ن
استعمل من وجوهه : نتج.
نتج : قال الليث : النِّتاج : اسمٌ يجمَعُ وَضْعَ الغَنَم ، والبهائم. وإذا وَلِيَ الرّجلُ ناقةً ماخِضاً ونِتاجَها حتى تضع ، قيل : نَتَجها نَتْجاً ، ونِتاجاً.
وقد نُتِجَت الناقة ، إذا ولدت ، ولا يقال نَتَجَت ، ولا يقال : نُتِجَتْ الشاةُ إلا أن يكون إنسانٌ يَلِي نِتاجَها ، ولكن يقال : نَتجَ القوم ، إذا وضعت إبلُهم وشاؤُهم.
قال ، ومنهم من يقول : أَنْتَجت الناقة : أي وَضعَت. قلت : هذا غلط ، لا يقال أَنْتجت الناقة بمعنى وضعت.
وروى أبو عُبَيْد ، عن أبي زيد : أَنْتَجت الفَرس ، فهي نَتوج ، ومُنْتِج : إذا دنا وِلادُها ، وعَظم بَطنُها.
قال : وإذا ولدت النّاقة من تلقاء نفسها ، ولم يل نِتاجها أَحدٌ قيل : قد أَنْتَجَت ، وقد نَتَجْتُ الناقة أنتِجُها ، إذا ولِيتَ نِتاجها ، فأنا ناتج ، وهي مَنْتوجة.
وقال ابن حِلِّزَة :
لا تكْسَع الشَّوْلَ بأَغْبارِها |
إنَّك لا تَدري مَنِ النّاتجُ |
وقد قال الكميت بيتاً فيه لفظٌ ليس بمستفيضٍ في كلام العرب ، وهو قوله :
* لِيَنْتَتجُوها فِتْنةً بعد فتنَة*
أي لِيُولِّدوها ، والمعروف في كلامهم ليَنْتِجُوها.
أبو حاتم عن الأصمعي ، قال : النِّتاج يكون للإبل والبقر ، ولا يقال للشاء.
قال : ويقال للِّبأ اللِّبانُ أيضاً. والمُفَصِّح : الذي قد ذهب اللِّبَأُ عنه ، وهو الفِصْحُ والمُفْصِّح ، لأن اللِّبأ خاثر مثل الصمغ فإذا ذهب اللِّبأُ عنه خرج رقيقاً طيِّباً.
وقال الليث : النَّتُوج : الحامل من الدَّواب ، فرسٌ نَتُوجٌ ، وأَتانٌ نَتُوجٌ : في بطنها وَلَدٌ قد اسْتبان ، وبها نتاج ، أَيْ حَمْلٌ.
قال : وبعضٌ يقول للنَّتوج من الدواب : قد نَتَجَت ، بمعنى حَمَلت ، وليس بعامّ.
وقال ابن السكيت ، قال يونس : يقال للشاتَيْنِ إذا كانا سِنّاً واحدة : هما نَتِيجةٌ ، وكذلك غَنَمُ فلانٍ نَتَائِج ، أي في سِنِّ واحدة ومَنْتِجُ النَّاقة : حيث تُنْتَجُ فيه أي تلدِ ، أنشد أبو الهيثم لذي الرمة :
قد انْتُتِجَتْ من جانب من جُنوبها |
عوانا ومن جنب إلى جَنْبِ بَكْراً |
قال انْتُتِجت على «افْتُعِلَتْ» من نُتِجَتْ ، فاستجاز ذو الرمة «انْتُتِجَتْ». في معنى «نُتِجَتْ» لا في معنى «انْتَتَجَتْ». قال : وانْتَتَجَت الناقةُ انْتِتاجاً إذا ولدت ، وليس قربها أحد.
ج ت ف
استعمل منه : جفت.
وأما التَّجفاف فهو اسمٌ على «تِفْعَال» من المضاعفَ ، من جَفّ يَجِفُ وجفَّفَ ، وقد مرّ تفسيره.
وقرأت في «نوادر الأعراب» : اجْتَفتُ المالَ ، واكْتَفتُّه ، وازْدَفَتُّه ، وازْدَعَبْتُه ، واكْتَلطْتُه ، واكْتَدَرتُه إذا استحبتَه أجمع.
ازْدَفْتُّه افْتعلت من زَفَتُّ.
ج ت ب
استعمل من وجوهها : جبت ، تجب.
جبت : قال الله جلَّ وعزَّ : (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) [النساء : ٥١].
قال الزجاج ، قال أهل اللغة : كلُّ معبود من دون الله جِبْتٌ وطاغوت.
قال : وقيل : الجِبْتُ والطَّاغوت : الكَهَنة والشياطين. وجاء في التفسير الجبت والطَّاغُوت : حُيَيّ بن أخْطَب ، وكعبُ بن الأشْرف اليهوديان.
قال : وهذا غير خارج مما قال أهْلُ اللغة ، لأنهما إذا اتبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دون الله.
قلت : وقد رُوِي هذا عن ابن عباس ، من رواية علي بن أبي طلحة.
قال الطَّاغوت : كعبُ بنُ الأشْرف ، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أخطب ، وقاله الضَّحاك.
وأما الشعبيّ ، وعطاء ، ومجاهد ، وأبو العالية ، فقد اتفقوا على أن الجِبْت : السِّحر والطَّاغوت : الشَّيْطان.
ونحو ذلك رُوي عن عمر بن الخطاب : حدثنا السعديُّ عن عثمان ، عن أبي عُمر الحوْضِيّ ، عن شُعْبه ، عن ابن أبي إسحاق ، عن حسان بن أبي قائد ، عن عمر ، قال : الجِبْتُ : السِّحر ، والطاغوت : الشيطان.
وروى أبو العباس ، عن ابن الأعرابي : الجِبْتُ : رئيس اليهود ، والطاغوت رئيس النصارى.
تجب : قال الليث : التِّجابُ من حجارة الفِضَّة : ما أُذيب مَرَّة ، وقد بَقِيت فيها فِضَّة ، والواحدة تِجَابة.
أبو العباس ، عن ابن الأعرابي : التِّجْبابُ : الخَطُّ من الفِضَّة يكونُ في حَجَرِ المعدن ، وتَجُوب : قَبيلَةٌ من قبائل اليمن.
ج ت م
استعمل من وجوهها : متج.
متج : قال أبو تراب : سَمِعْتُ أبا السَّمَيْدَع يقول : سِرْنا عُقْبَةً مَتُوجاً. ومَتُوجاً أي بَعِيدَةً ، وذكره في باب الجيم والحاء.
ويقال أيضاً في باب الجيم والخاء.
سمعت أبا السميدع ، ومُدْركاً ، ومُبْتَكِراً
الجَعْفَرِيَّيْن ، يقولون : سِرْنا عُقْبَةً مَتُوجاً ومَتُوخاً ، أي بَعيدة ، فإذا هي ثلاث لغات مَتُوحٌ ، ومَتوخ ، ومتُوج.
أبواب الجيم والظّاء
ج ظ ذ ـ ج ظ ث ـ ج ظ ر ـ ج ظ ل ـ ج ظ ن : مهملات.
ج ظ ف
استعمل منه : جفظ.
جفظ : ثعلب ، عن سلمة ، عن الفراء ، قال : الجفيظ : المَقْتُول المُنْتَفخ.
وقال ابن بُزُرْج : المُجْفَئِظُّ : الميت المُنْتَفخ.
أبو عمرو : المُجْفَئِظُّ : كل شيء يُصبح على شَفا الموت من مرضٍ أو شَرٍّ أصابه ، تقول أصبح مُجْفِئِظّاً.
قال : والْمجفَئِظُّ : الميت المنتفخ.
ج ظ ب ـ ج ظ م
أهملت وجوههما.
أبواب الجيم والذال
ج ذ ث : مهمل
ج ذ ر
جذر ، جرذ : مستعملان.
جذر : قال الليث : الجَذْرُ : أَصْلُ اللِّسان ، وأصل الذَّكَر ، وأَصلُ كلِّ شيءْ ، قال : وأَصلُ الحساب الذي يُقال : عَشَرة في عشرة أو كَذا في كذا ، نقول : ما جَذْرُه؟
أي ما مَبْلَغُ تمامِهِ فتقول : عَشَرة في عشرة ، مائة. وخمسة في خمسة ، خمسة وعشرون ؛ فَجذْر مائة عَشرة ، وجَذْر خَمسةٍ وعشرين ، خمسة.
وفي حديث حُذَيْفَةَ بنِ اليمان عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نزلتِ الأَمانَةُ في جَذْرِ قلوب الرّجال ، ثم نَزَلَ القرآن ، فعلِموا من القُرآن ، وعلموا من السنة ، ثم حدَّثنا عن رَفْع الأمانة في حديث طويل.
قال أبو عبيد ، قال الأصمعي ، وأبو عمرو الجَذْرُ : الأصل من كلِّ شَيْء.
وقال زهير يصف بقرة وحشية :
وسامِعَتَيْن تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما |
إلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحَدَّدِ |
وقال أبو عمرو : هو الجِذْرُ بالكسر ، وقال الأصمعي : بالفَتح.
وقال ابن جبلة : سألت ابنَ الأعرابيّ عنه فقال : هو جَذْرٌ ولا أَقولُ جِذْر بالكسر.
قال : والجَذْرُ : أصْلُ حساب ونَسب ، والجِذْرُ بالكسر : أصلُ شجرة ، ونحو ذلك.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : المُجَذَّرُ : القَصِيرُ من الرّجال.
أبو زيد : جَذَرْتُ الشّيء جَذْراً وَأَجْذَرْتُه إذا اسْتَأْصلْتَه.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : جَذَرْتُ الشيءَ
أجْذِرُه جَذْراً : إذا قطعتَه.
وقال شَمِر : يقال إنه لَشديدُ جَذرِ اللّسان أي أصله ، وشَديدُ جَذْر الذَّكَر : أي أصله.
قال الفرزدق :
رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجلامِيدِ فُتِّحَتْ |
أَحالِيلُها حتى اسْمَأَدَّتْ جُذُورها |
أي أصولها.
وقال خالد بن جَنْبَة : الجَذْرُ : جَذْرُ الكلام ، وهو أن يكونَ الرجلُ مُحْكماً لا يَسْتعين بأَحد ، ولا يُرَدُّ عليه ولا يُعاب.
فيقال : قاتلَه الله ، كيف يَجْذِرُ في المُجادلة؟
وقالَ أَسِيد : الجَذْرُ أيضاً : الانْقطاع من الحَبْل والصَّاحب والرُّفقة ومن كُلِّ شيء ، وأنشد :
يا طَيبَ حَالَ قضاه الله دونكم |
واسْتحصَد الحبْلُ منك اليومَ فانجذَرا |
أي انقطع.
قال : وقال أبو عمرو : الجِذْرُ بكسر الجيم : الأَصل.
جرذ : أبو عُبيدة : الْجَرَذُ : كلُّ ما حَدَثَ في عُرقوبِ الفرس من تَزَيُّد أو انْتفاخِ عَصَبِ ، ويكون في عُرضِ الكَعْب من ظاهِرٍ أو باطن ، وقرأت في «كتاب الخيل» لابن شُمَيل ، قال : أمَّا الْجرَذُ بالذَّال فَوَرَمٌ يأخُذُ الفَرس في عُرض حافِره ، وفي ثَفِنَتِهِ من رِجله حتى يَعْقِرَه وَرَمٌ غَليظ يَتَعَقَّر ، والبعير يَأْخُذُه أيضاً.
قال : والجَرْدُ بالدال بلا تعجيم : ورَمٌ في مُؤخَّر عُرقوب الفَرس ، يَعظُم حتى يمنعُه المشيَ والسَّعْي.
قلت : ولم أسْمع الجَرَدَ بالدَّال في عُيوب الخيل لغير ابن شُمَيْل ، وهو ثِقَةٌ مأمون ، وقد ذكرَ الجَرَدَ والجَرَذَ في عُيوب الخيل بمعنيين مُختلفين.
وأما أبو عُبَيْدة فإنه يُنْكِرُ الجردَ بالدال ، وكذلك الأصمعي وغيره.
وقال الليث : الْجَرَذُ ، بالذال : داءٌ يأْخُذُ في قَوائم البِرْذَوْن. دَابَّةٌ جَرِذ.
وفي «نوادر الأعراب» : الجرَذ داءٌ يأْخذ في مَفْصِل العُرقوب ، فيكوي منه تمشيطاً فَيبْرأُ عُرقوبه آخِراً ضَخْماً غليظاً ، فيكون رديئاً في حمله ومشيه.
قال : والجُرَذُ : اسمُ الذكرَ من الفار ، وجمعه جِرْذَان.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، يقال : جَرَّذَه الدهر ، ودَلَّكَه ، وديَّثَه ، ونَجَّذَه ، وحَنَّكَه بمعنى واحد ، وهو المُجَرَّذُ والمُجَرَّسُ.
روى ذلك أبو عُبَيد ، عن أبي عَمْرو.
شَمِر عن ابن الأعرابيّ : نَجَّذَه الدهرُ ، وقلّحَهُ ، وجرَّذَه إذا أحكمه. قال : وأجْرَذْت فلاناً من ماله إذا أخرجته من
ماله. رواه الإياديّ عنه. أبو عبيد ، عن أبي عمرٍو : المُجَرَّذُ ، والمجرَّسُ والمُضَرَّسُ ، والمُقَتَّلُ ؛ كله الذي قد جرّب الأمور.
وقال الأصمعي : أجرَذْتُه إلى كذا وكذا ، أي اضْطَررته وأنشد :
كأَنَّ أوْبَ صَنْعَةِ الملّاذِ |
يَسْتَهْيعُ المُراهِقَ المُحَاذِي |
* عافِيه سَهْواً غير ما إجْراذِ*
وعافيه : ما جاءَ من عَدْوِه عفواً.
سَهْواً : عَفْواً سَهلاً ، بلا حَثٍّ شديد ولا إكْراه عليه.
[ج ذ ل]
جذل ، جلذ ، لجذ ، ذجل ، لذج ، ذلج : مستعملة.
جذل : قال الليث : الجَذْلُ : انتصابُ الحِمارِ الوحْشيّ ونحوه ناصباً عُنُقَه.
والفعل : جذَلَ يَجْذُلُ جُذُولاً.
قال : وجَذِلَ يَجْذَلُ جَذَلاً ، فهو جَذِلٌ ، وجَذْلانٌ ، وامرأةٌ جَذْلى ، مثل فَرِح وفَرحان.
قلت وقد أجاز لبيد «جاذِلاً» بمعنى «جَذِل» في قوله :
وعانٍ فَكَكْناه بغير سُوَامه |
فأصْبح يَمشي في المَحلَّةِ جاذِلاً |
أي أصْبحَ فَرِحاً.
والجاذِل ، والجاذي : المنْتَصِب ، وقد جَذا وجذَلَ يَجْذُو ويَجْذُلُ.
وقال الليث : الجِذْلُ : أصْل كلّ شَجرة حين يذهب رأسها ، تقول : صار الشيء إلى جِذْلِه أي إلى أصْله.
وقال غيره : يقال لأصل الشَّيء جَذْلٌ وجِذْلٌ بالفتح والكسر ، وكذلك أصْل الشَّجَرة تَقْطَع ، ورُبما جُعِلَ العُودُ جِذْلاً.
وفي الحديث : كيفَ تُبْصِرُ القَذَاةَ في عين أخيكَ ، ولا تُبْصِرُ الجِذْلَ في عَيْنك».
جلذ : قال الليث : الجُلْذِيُ : الشَّديد من السّير.
قال العجّاج يصفُ فلاة :
* الخِمْسُ والْخِمسُ بها جُلْذِيّ *
يقول : سَيْرُ خِمْس بها : شديدٌ.
الأصمعي : ناقَةٌ جُلْذِيَّةِ : صُلْبةٌ شديدة.
قال : والجِلْذَاءَةُ : الأرض الغليظة ، وجمعها جَلَاذِيّ ، وهي الحِزْباءَة.
شَمِر ، عن ابن شمَيْل : الجُلْذِيَّة : المكانُ الخَشِنُ الغليظُ من القُفّ ، ليس بالمُرتفع جداً ، يَقْطَع أخْفاف الإبل ، وقَلَّما يَنْقَادُ ولا يَنْبُتُ شيئاً.
قال الليث : والجُلْذِيَّةُ من الفَراسن أيضاً : الغليظة الوكيعَةُ.
وسيْرٌ جُلْذِي وخمْسٌ جُلْذِيٌ : شديد.
قال : وقال الأصمعي الاجْلِوَّاذُ ، والاجْرِوَّاط في السير : المضاءُ والسُّرعة.
قال : وقال ابن الأعرابي : الجِلْذيَّةُ : النَّاقة
الغليظةُ الشديدة شَبَّهها بِجِلْذَأَةِ الأرض وهي النَّشْر الغليظ.
واجْلَوَّذَ المطر : إذا ذَهَب وقَلَّ ، وأصله من الاجْلِوَّاذِ في السير ، وهو الإسراع.
قال : والجَلاذِيُ في شِعْر ابن مُقْبل ، جمع الجُلْذِيَّةِ ، الناقة الصُّلبة. وهو :
صوتُ النَّواقيس فيه ما يُفرِّطُه |
أيْدي الجَلاذِي وجُونٌ ما يُعَفِّينا |
وقال أبو عمرو : الجَلاذِيّ : الصُّنَّاعُ ، واحدهم جُلْذِيّ.
وقال غيره : الْجَلاذِيّ. خَدَمُ البيعة ؛ جَعَلهم جَلاذِيّ لِغِلَظِهِم.
ابن الأعرابي : اجْلَوَّذ ، إذا أَسْرَع ، ومثله اجْرَهَدَّ ، ومثله قوله : واجْلَوَّذَ المطر.
ذجل : أهمله الليث. وقال ابن الأعرابي : الذَّاجِل : الظَّالم ، وقد ذَجَلَ إذا ظَلَمَ.
لجذ : أهمله الليث. ورَوى عمرو عن أبيه : لجِذَ الكلبُ ، ولَجَذَ ، ولَجَنَ : إذا وَلَغَ في الإناء. قال : واللَّجْذُ : الأكل بِطَرَفِ اللّسان ، ونَبْتٌ مَلْجوذٌ : إذا لم يتمكَّن منه السِّن من قِصَرِه فَلَسَّتْه الإبل.
قال الراجز :
* مثل الوَأَي المُبْتَقِلِ اللَّجَّاذِ*
ويقال للماشية إذا أكلت الكلأ ، قد لُجِذَ الكلأ ، ولَجِذَ الكلبُ الإناء ، إذا لَحِس.
وقال أبو زيد : إذا سألك رجُلٌ فأعطيْتَه ، ثم سألك ، قلت : لَجَذَني ، يَلْجُذُني لجْذاً.
لذج ـ ذلج : أهمله الليث. وقال ابن دُرَيْدِ : لَذَجَ (١) الماءُ في حَلْقِهِ وذَلَجه بمعنًى واحد.
ج ذ ن
استُعمِل من وجوهه : نجذ.
نجذ : قال الليث : النَّجْذُ شِدَّةُ العَضِ بالنَّاجِذ ، وهي السِّنُّ ، بين النَّاب والأضْرَاس.
قال : وتقول العرب : بَدَتْ نواجِذه ، إذا أظْهرها غَضَباً أو ضَحِكاً.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : رجل مُنَجَّذٌ ، ومُنَجِّذٌ ، وهو المجرَّب والمُجرِّب ، وهو الذي جرَّب الأمورَ وعَرفها ، وأنشد :
أخو خَمْسين مُجْتمِعٌ أشُدِّي |
ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُون |
ويقال للرجل إذا بَلَغَ أشُدَّه : قد عَضَّ على ناجِذِه ؛ وذلك أنَ الناجِذَ يَطلُعُ إذا أسَنَّ ، وهو أقصى الأضْراس.
وروى أبو عُمَر ؛ عن أبي العباس ، أنه قال : اخْتَلَفَ الناس في النَّواجذ في الخَبَر الذي جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، حتى بَدَت نواجذه فقال الأصمعي : النَّواجِذُ : أقْصى الأضْراس.
__________________
(١) في المطبوعة : «ذَلَج» ، والمثبت من «اللسان» (لذج ـ ١٢ / ٢٦٧).
وقال غيره : النَّواجِذ أدْنى الأضراس.
وقال غيرهما : النَّواجِذ المضَاحِك.
قال : وروى عبدُ خَيْرٍ ، عن عليّ أنه قال : إنَّ الملَكيْن قاعدان على ناجِذَي العَبد يِكْتُبان.
قال أبو العباس : النَّواجِذُ في قول عَلِيٍّ : الأَنْياب ، وهو أَحْسنُ ما قيل في النَّواجِذ ، لأنّ الخبر أنه صلىاللهعليهوسلم ، كان جُلّ ضَحِكه تَبَسُّما.
ج ذ ف
أهمله الليث.
جذف : وروى أبو عبيد عن أبي عمرو : جَذَفْتُ الشيء : قطعْته بالذَّال.
وقال الأعشى :
قاعِداً حوله الندامى فما يَنْـ |
ـفَكُّ يُؤتَى بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ |
أَرادَ بالمُوكَر السِّقَاءُ الْمَلآنَ من الخمر ، والمجذوف : الذي قُطِعَ قوائمه.
ثعلب عن ابن الأعرابي : جَذَفَه : قَطَعَه ، قال : والمجذُوف والمجدُوف : المقطوع ، وجَذَفَ الطائرُ إذا كان مقْصوصاً ، وقد مرَّ. أبو عَمْرو ، وجَذَفَ الرَّجل في مشيه : إذا أَسْرَع.
رواه أبو عبيد عنه.
ج ذ ب
جذب ، جبذ ، بذج : [مستعملة].
جذب ـ جبذ : قال الليث : الجَذْبُ : مدُّك الشّيءَ. والجَبْذُ : لُغةُ تميم : قال : وإذا خَطب الرجلُ امرأَةً فردَّته ، قيل : جَذَبَتْه ، وجَبَذَتْه.
قال : وكأنَّه من قولك جاذَبْته فجذَبْته ، أي غَلَبتْه ، فبان منها مَغلوباً.
قال : ويقال : انْجَذَبَ الرجل في سيره ، وقد انجذب به السير.
وقال الأصمعيّ : جَذَبَ الشَّهْرُ يَجْذِبُ جَذْباً ، إذا مضى عامَّتُه ويقال للصبيِّ ، أو السَّخْلة إذا فُصِل : قد جُذِب.
وقال أبو النجم :
* ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُه*
ويقال للناقة إذا غَرَزَت وذَهب لبنُها : قد جَذَبَتْ ، فهي جاذب والجمعُ : جَواذب.
قال الهذلي :
بِطَعْن كرَمْح الشَّوْل أَمْست غوارِزا |
جواذبُها تأْبَى على المتَغَبِّر |
ويقال للرّجل إذا كَرِعَ في الإناء نَفَساً أو نَفَسين : جَذَبَ نفساً أو نفسين.
عمرو ، عن أبيه ، يقال : ما اغنى عَنِّي جِذِبّاناً ، وهو زِمامُ النَّعل ولا ضِمْناً ، وهو الشِّسْع.
ابن شُميل : بيننا وبين بني فلان نَبْذَةٌ وجَذْبَةٌ ، أي هُمْ مِنَّا قَريب.
والجَذْبُ : جُمَّارُ النّخل ، والواحدة جَذَبة ،
وهي الشَّحْمَةُ التي تكون في رأس النَّخْلة ، يُكْشَطُ عنها اللَّيفُ فتُؤكل ، وهو الكَثْرُ.
وجَذَبَ فلانٌ حَبْلَ وِصاله وجَذَمَه : إذا قَطَعَه.
وقال البعيث :
* أَلَا أَصْبَحَت خَنْساء جاذِمَة الْوَصْلِ*
وقال اللِّحيانيّ : ناقَةٌ جاذِبٌ : إذا جَرَّتْ فزادتْ على وَقْت مضْرِبها.
وقال النَّضر : يقال تَجَذَّبَ اللَّبَن : إذا شَرِبَه.
وقال العُدَيْل :
دَعَتْ بالجِمالِ البُزْل للظَّعن بَعْدَ مَا |
تَجَذَّبَ راعي الإبْلِ ما قد تَحَلَّبا |
بذج : رُوِي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يُؤْتَى بابْنِ آدمَ يوم القيامة كأَنَّه بذَجٌ من الذُّلِّ».
قال أبو عُبَيْد : قال الفرّاء : البَذَجُ : ولد الضَّأْنِ ، وجمعه بِذْجَان ، وأنشد :
قَدْ هَلكَتْ جارَتُنا من الْهَمَجَ |
وإن تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَوْ بَذَج |
والعَتُودُ : من أَوْلاد المِعزَى.
ج ذ م
جذم : قال الأصمعيّ : جِذْمُ الشَّجرة وجِذْيُها ـ بالياء ـ : أَصْلُها ، وكذلك من كُلِّ شيء.
وقال الليث : الجِذْمَةَ : القِطعة من الشّيء ، يُقْطَع طَرَفه ويبقى جِذْمه ، وجذْمُ القوم : أَصْلُهم ، والجِذْمَةُ من السَّوْط : ما تَقْطَّعَ طَرَفُه الدّقيق وبَقِيَ أَصله.
قال لبيد :
* صائِبُ الجِذْمَةِ في غَيْر فَشَلْ*
وقال ابن الأعرابي : الجِذْمَةُ في بيت لبيد الإسْراع ، جَعله اسْما من الإِجْذام ، وجعله الأصمعيّ بَقِيِّة السَّوْط ، وأَصْله.
وقال الليث وغيره : الإِجْذامُ السُّرعة في السَّير ، والإِجذام الإقلاع عن الشيء وجِذْمُ الأسنان : مَنابِتُها.
وقال الشاعر :
الآن لما ابْيضَّ مَسْرَبَتِي |
وعَضِضْتُ من نابِي على جِذْم |
وفي حديث عبد الله بن زَيد : أنَّه رأى في المنام كَأَنَّ رجُلاً نزل من السماء فَعلا جذْمَ حائِط ، فأَذَّن.
وجِذْمُ الحائط : أصْلُه.
وقال الليث : الجَذْم : سُرْعَةُ القطع ، والجَذَمُ : مصدر الأجْذَم اليَد ، وهو الذي ذهبت أصابع كَفَّيه. ويقال ما الذي جَذَّمَ يديه؟ وما الذي أَجْذَمه حتى جَذِم؟
والجاذِمُ : الذي وَلِيَ جَذْمَه ، والمُجْذَّمُ : الذي يَنْزِل به ذلك ، والاسم الْجُذام.
ورُوِيَ عن النبيّ عليهالسلام أنه قال : «من تعلَّم القرآن ثم نَسِيَه لقى الله وهو أَجْذَم».
قال أبو عُبَيْد : الأجْذم المقطوعُ اليد ، يقال منه : جَذِمَتْ يده تَجْذَمُ جَذَماً ، إذا انْقطعت وذهبت وإن قَطَعْتَها أنت ، قلت : قد جَذَمْتُها ، أَجْذِمُها جَذْماً.
قال في حديث عليّ : «من نَكَثَ بيعته لَقِي
الله وهو أَجْذم ، ليست له يد»
، فهذا يُفسر لك الأجْذم.
وقال المتَلمِّس :
وهل كُنْتُ إلا مثلَ قاطع كَفِّه |
بكفِّ له أخرى فأصبحَ أجذما؟ |
وقال غير أبي عُبَيْد : الأجْذم في هذا الحديث : الذي ذهبت أَعضاؤها كلُّها ، قال وليست يدُ الناسي للقرآن بالجَذَمِ أَوْلَى من سائر أعضائه ، قال : ويقال : رجُلٌ أجْذَم ومَجْذوم ومُجَذَّم إذا تهافتت أطْرافه من داء الْجُذَام.
وروى أبو عُبَيد ، عن أبي عمرو ، أنه قال : الأجْذَم : المقطوع اليد ، قال : والجَذْم والخَذْمُ كلاهما الْقَطع.
والجَذْماء : امرأةٌ من بني شَيْبان كانت ضَرَّة للبَرشاء ، وهي امرأة أخرى ، فرمت الجَذْماءُ البَرْشَاءَ بنارٍ فأحرقتها ، فسُميت البَرْشاء ، فوثبت عليها البرشاءُ فقطعت يدها ، فسميت الجذماء.
وبنو جَذِيمة : حيٌّ من عبد القيس ، كانوا ينزلون البحرين ومنازلهم البيضاء من ناحية الخَط.
وروى عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ، قال : «أربعٌ لا يَجُزْنَ في البيع ، ولا النِّكاح : المجنونة ، والمَجْذومة ، والبَرْصاء والعَفْلاء» : كذا قال ابن عباس مَجْذومة ، كأنها من جُذِمَتْ فهي مجذومة.
ورُوِي عن عليٍّ أنه قال : إذا تزوج المجنونة أو المجذومة أو العَفْلاء ، فإن دخل بها جازت عليه ، وإن لم يكن دخل بها فُرِّق بينهما.
وقال ابن الأنباريّ : القول ما قال أبو عُبَيد في تفسير الأجذم ، وأنه المقطوع اليد ، قال : ومعنى قوله : لَقِيَ الله وهو أجْذَم ، لا يَدَ له ، أي لا حُجة له ، واليد : يُراد بها الحُجة ، ألا ترى أن الصَّحيح اليد والرجل يقول لصاحبه : قَطَعْتَ يدي ورِجْلي أي أذْهَبْتَ حُجَّتي.
(أبواب) الجيم والثّاء
ج ث ر
ثجر ، جرث ، جثر : [مستعملة].
جثر : أهمله اللَّيثُ.
وقال ابن دُريد : مكانٌ جَثْرٌ : فيه تُرابٌ يُخالِطه سَبَخ.
ثجر : قال الليث : الثَّجير : ما عُصِرَ من العنب فجرت سُلافته ، وبقيت عصارته فهو الثَّجير ، ويقال : الثَّجير : ثُفْلُ الْبُسْر يُخْلَطُ بالتمر فيُنْتَبَذُ.
وفي الحديث : «لا تَثْجُرُوا».
وقال شَمِر ، قال ابن الأعرابي : الثُّجْرَةُ : وَهْدَةٌ من الأرْض منخفضة.
قال ، وقال غيره : ثُجْرَةُ الوادي : أولُ ما تَنْفَرجُ عنه المضايق قبل أن يَنْبَسط في
السَّعة ، ويُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإنسان بثُجْرة الوادي.
وقال الأصمعيّ : الثُّجَر الأوساط ، واحدتها ثُجْرة.
وقال الليث : ثُجْرَةُ الحشا : مُجْتَمَعُ أعلى السَّحْر بقَصَبِ الرئة.
والثُّجَرَ : سهام غلاظ الأصول عِراض.
وقال الشاعر :
* تَجَاوَبَ فيه الخيزرانُ المُثَجَّرُ*
والمثَجَّرُ : المعرَّض حوفه وقد ثُجِّرَ تَثْجيراً.
وأما قول تميم بن أُبيّ بن مقبل :
والعَيْرُ يَنْفُحُ في المكْتانِ قد كَتِنَتْ |
منه جحافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ |
ويروى : الثُّجَرِ. فمن رواه الثَّجِر : فمعناه المُجْتَمِع ، والعَضْرَسُ : نبت أحمر النَّوْر.
ومن روى الثُّجَرُ : فهو جمع ثُجْرَة ، وهو ما تَجَمَّعَ في نَبَاته.
وقال أبو عمرو : ثُجْرَةٌ من لَحْمٍ ، أي قِطْعَة.
وقال الأصمعي : الثُّجَرُ : جماعات مُتَفرِّقَةٌ ، والثَّجِر : العريض.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : انْثَجَرَ الجُرح ، وانْفَجَر : إذا سال ما فيه.
جرث : الجِرِّيثُ : من السّمك مَعْروف ، ويقال له : الجِرِّيُّ بلا ثَاء.
وروى سفيان ، عن عبد الكريم الجَزَري : عن عِكْرمة ، عن ابن عباس : أنَّه سئل عن الجِرِّيّ ، فقال : لا بَأْسَ به ، وإنما هو شيءٌ حَرَّمه اليَهود.
وروى شَمِرَ ، عن أحمد بن الحَرِيش ، عن ابن شُميل بإِسنادٍ له ، عن عمار ، أنه قال : لا تأكلوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِيس.
قال أحمد ، قال النضر : الصِّلَّوْرُ : الجِرِّيث ، والأنْقَلِيس : المارْمَاهِي.
ج ث ل
جثل ، ثلج ، ثجل : مستعملة.
ثجل : أبو عُبَيد ، عن اليزيديّ : الأثْجَلُ : العظيمُ البَطْن.
وقال غيره : هو الْعَثْجَلُ أيضاً. وقال الليث : الثَّجَلُ عِظَمُ البطن ، ورَجُل أَثْجَل ، وامْرَأَةٌ ثَجْلَاء.
وفي حديث أمِّ معبد في صِفَةِ النبي صلىاللهعليهوسلم : «لم تُزْرِ به ثُجْلَة» أي ضِخَمُ بَطن.
جثل : قال الليث : الجَثْلُ من الشَّعر : أَشَدُّهُ سَواداً وأَغْلَظه.
وقال غيره : الشَّعرُ الجَثْل : المُلْتَفّ ، وفيه جُثُولةٌ وجَثَالَة. واجْثَأَلَ النَّبْتُ : إذا الْتَفَّ وطال وغَلُظ.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجُثَالُ : الْقُبَّر ، واجْثَأَلَ الْقُبَّرُ : إذا انْتَفَشَتْ قُنْزُعَتُه ، وأنشد :
* جَاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَ القُبَّرُ*
قال والجَثْلَةُ : النملةُ السَّوداء.
أبو عُبَيد عن الفراء : تقول العرب : ثَكِلَتْه الْجَثَل ، وثَكِلَتْهُ الرّعيل أي ثَكِلَتْهُ أمُّه.
ثلج : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : الثُّلُجُ : الْفَرِحون بالأخْبَار ، والثُّلُجُ : البُلَداءُ من الرِّجال.
أبو عُبَيْد ، عن أَبي عمرو : ثَلَجَتْ نَفْسِي تَثْلِجُ : إذا اطْمَأَنَّتْ.
وقال الأصمعيّ : ثَلَجَتْ تَثْلَجُ ، وثَلَجَتْ تثلُجُ. وقال الليث : الثَّلْج : مَعرُوفٌ ، وقد ثُلِجْنَا أي أصابنا ثَلْجٌ. ويقال : ثَلِجَ الرجل ، إذا بَرَدَ قلبُه عن شيء ، وإذا فَرِحَ أيضاً ، فقد ثَلج.
الحرّاني ، عن ابن السّكّيت : ثَلِجْتُ بما خَبَّرَني ، أي اشْتَفَيْتُ به وسَكَن قلبي إليه.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : ثُلِجَ قلبُه أي بَلُدَ ، وثَلِجَ به أي سُرَّ به وسكن إليه ، وأنشد :
فلو كُنْتُ مَشْلُوجَ الفُؤادِ إذا بَدَتْ |
بلادُ الأعادِي لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي |
أي لو كنتُ بَلِيدَ الفؤادِ ، كنت لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي ، أي لا آتي بمُرِّ وَلا حُلْوٍ من الفِعل.
غيرُه : حَضَرَ فأَثْلَجَ ، إذا بلغ الثَّرَى والنَّبَط.
ويقال : قد أَثْلَجَ صدرِي خَبَرٌ وَارِدٌ ، أي شَفَانِي وَسَكَّنَني ، فَثَلِجْتُ إليه.
وَنَصْلٌ ثُلَاجِيُ ، إذا اشتَدَّ بياضُه.
أبو عُبَيْد ، عن أبي عمرو : إذا انتهى الحافرُ إلى الطين في البئر قال : أَثْلَجْتُ.
وقال شَمِر : ثَلِج صدري لذلك الأمر ، أي انشرَحَ ونَقَعَ به ، يَثْلَجُ ثلَجاً ، وقد ثَلَجْتُه ، إذا بَلَلْتَهُ وَنَقَعْتَه.
وقال عَبِيد :
في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبيعُ قَرَارَها |
مَوْلِيَّةٍ لم يَسْتَطِعْهَا الرُّوَّدُ |
وماءٌ ثَلِجٌ : بارد.
ج ث ن
جنث ، نثج ، نجث ، ثجن : مستعملة.
جنث : قال الليث : الْجِنْثُ : أَصْلُ الشَّجَرَةِ ، وهو العِرقُ المستقيمُ أرومَتُه في الأرض ، ويقال : بل هو من ساقِ الشَّجرةِ ما كان في الأرض فوق العُروق.
أبو عُبَيْد ، عن الأصمعيّ : جِنْثُ الإنسان : أَصْلُهُ ، وإنه ليرجعُ إلى جِنْثِ صِدْق.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : التَّجَنُّثُ أن يَدَّعيَ الرجلُ غَيْرَ أَصْلِهِ.
وقال ابنُ السّكّيت ، قال الأصمعيّ : سمِعتُ خَلَفاً يقول : سِمعْتُ العرب تُنْشِد بيت لَبِيد :
أَحْكَمَ الجُنْثِيُ عن عَوْراتها
كلَّ حِرْبَاءٍ إذا أُكْرِه صَلّ
قال : الجِنثِيّ : السَّيْف بعينه ، وقوله أَحْكَمَ : أي رَدَّ. يقول : رَدَّ الحرباءُ ـ وهو المسمار ـ عن عورتها السيف ، وأنشد خلف :
ولَيْست بأَسْواقٍ يكون بِياعُها |
بِبَيْضٍ تُشَافُ بالجِيادِ المنَاقِلِ |
|
ولكنها سوقٌ يكون بِياعُها |
بِجُنْثِيَّةٍ قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ |
قال : ومن روى :
أَحكمَ الجِنْثيُ من عوراتها |
كلَّ حرباء ... |
فإن الجِنْثِيّ : الحدّاد إذا أحكم عَوْرات الدِّرْع ؛ لم يَدَع فيها فَتْقاً ولا مكاناً ضعيفاً.
وقال أبو عُبَيدة الجِنْثى ، بالضم والكسر : من أَجْوَد الحديد ، هذا الذي سمعناه من بني جعفر.
وقال أبو عُبَيد : الجُنْثِيّ : الحدَّاد ، ويقال الزَّرّاد.
نثج : أَهْمله اللَّيث.
ثعلب : عن ابن الأعرابيّ : المِنْثَجَةُ : الاست ، سُمِّيت مِنْثَجَة ، لأنها تَنْثجُ ، أي تُخْرِجُ ما في البطن.
وقال غيره : يُقال لأحد العِدْلَيْن إذا اسْتَرْخَى : قد اسْتَنْثَج فهو مُسْتَنْثِج. قال هِمْيان :
يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَهُ الضَّماعِجا |
بصَفْنَةٍ تَزْقِي هَديراً ناثِجا |
أي مُسّتَرخِياً.
نجث : قال الليث وغيره : النَّجِيثُ : الهدَف ، سُمِّي نَجِيثاً لانْتِصابه واسْتِقْباله.
والاسْتِنْجاث : التَّصَدِّي للشيء ، والإقبال عليه ، والولُوع به.
أبو عبيدُ : خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان ، أي يَسْتَغوِيهم ويستَغِيثُ بهم ، ويقال : يَسْتَعْوِيهم بالعين ، وأتانا نَجِيثُ القوم ، أي أمرهم الذي كانوا يُسِرّونه.
قال لَبِيد يذكر بقرة :
مَدَى العين مِنها أن تُراعَ بنَجْوَةٍ |
كَقَدْرِ النَّجيث ما يَبُذُّ المُناضِلا |
أراد أن البقرةَ قريبةٌ من وَلَدِها ، تُراعيه كقدر ما بين الرامي والهدف.
الأصمعيّ : نَبَثوا عن الأمر ، ونَجَثُوا عنه ، وبحثوا عنه ، بمعنى واحد. ورجل نجَّاث ونَجِثٌ يتَتبَّعُ الأخبار ويَسْتَخْرِجُها.
وقال الأصمعيّ :
* ليس بِقَسَّاسٍ ولا نَمٍ نَجِثْ *
ويقال : بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونكيثتُه : أي بُلِغَ مَجْهوده.
والنُّجُثُ : غِلافُ القلب ، وجمعه أنجاث.
وأنشد :
* تَنْزُو قلوبُ القَوم من أَنْجاثِها*
وأنشد شَمِر :
أَزْمانَ غَيُّ قلبِكَ المُسْتَنْجِثُ |
بمَأْلَفٍ من جمعكم مُسْتَنبِثُ |
قال : المستَنْجِثُ : المُسْتَخْرِج. يقال : نَجَثَهُ أي أَخْرَجَه. وقيل : المستَنْجِث : مثل المُنْهَمِك.
أبو عُبَيد ، عن الفراء : من أمثالهم في إعلان السِّرِّ ، وإبدائه بعد كتْمانه ، قولهم : «بَدا نَجِيثُ الْقَوْمِ» أي سِرُّهم الذي كانوا يخفونه.
ثجن : أَهْمله الليث.
وقال ابن دريد : الثَّجَنُ طريق في غِلَظٍ من الأرض لغةٌ يَمانيَّة.
ج ث ف
فثج ، ثفج : أهملهما الليث.
فثج : وروى عمرو عن أبيه ، أنه قال : إذا نَقَص في كلِّ شيء.
أبو عُبَيد عن الكسائيّ : عدا الرجل حتى أَفْثَج ، وأفْثَأَ ، وذلك إذا أعيا وانبَهَر.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : عدا حتى أَفْثَج ، وأُفْثِج ، ويقال : فَثَجتُ الماءَ الحارّ بالبارد إذا كَسرتَ حرّه.
وقال الأصمعيّ : هذا ماءٌ لا يُفْثَجُ ولا يُنْكشُ : أي لا يُنْزَح.
وقال أبو عُبَيدة : ماءٌ لا يُفْثَجُ أي لا يُبْلَغُ غَوْرُه.
الأصمعيّ : الفاثجُ والفاسِجُ : الناقة التي لَقِحَتْ فَسَمِنَتْ ، وهي فَتيَّة.
وقال هِمْيان :
* والبَكِراتِ اللُّقحَ الْفَواثِجا*
ثفج : أهمله الليث.
عمرو ، عن أبيه : ثَفَجَ ومَفَجَ : إذا حَمُق.
ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ ثَفَّاجَةُ مَفَّاجَة ، وهو الأحْمَق.
ج ث ب
استُعْمِل من وجوهه : ثبج.
ثبج : أبو عُبَيْد ، عن الأصمعيّ : الثَّبَجُ : ما بين الكاهِل إلى الظَّهر.
وقال أبو زيد : الثَّبَجُ : ما بين العَجُز إلى المَحْرَك.
وقال أبو مالك : الثّبَجُ : مُسْتدارُ أعْلى الكاهِلِ إلى الصّدر ، قال : والدليل على أن الثَّبَجَ من الصدر أيضاً ، قولهم : أَثْباجُ الْقَطَا.
عمرو ، عن أبيه : الثَّبَجُ : نُتُوُّ الظَّهْر ، والثَّبَجُ : عُلُوُّ وسط البحر إذا تلاطمت أمواجه ، والثَّبَجُ : اضطراب الكلام وتفْنينُه ، والثَّبَجُ : تَعْمِيَةُ الخَطِّ وتَرْكُ بيانِه.
وقال الليث : الثَّثْبيجُ : التَّخْليط.
وقال أبو عبيدة : الثَّبَجُ : من عَجْبِ الذَّنب إلى عُذْرَيْه.
وقالت بنت القَتَّال الكلابي. ترثي أباها :
كأَنَّ نَشِيجَنا بِذَوَات غِسْلٍ |
نَهيمُ المنزلِ تُثْبُجُ بالرِّحالِ |
أي تُوضَعُ الرحالُ على أثْباجها ، وكتابٌ مُثَبّجٌ ، وقد ثُبِّجَ تَثبيجاً.
وأما قول الكميت يمدح زياد بن مَعْقَلِ :
ولم يُوايِم لهم في ذَبِّها ثَبَجاً |
ولم يكُنْ لهم فيها أبا كَرِبِ |
وثَبجٌ هذا رَجُلٌ من أهل اليمن غَزاه ملِكٌ من الملوك فصالَحه عن نفسه وأهله وولده ، وترك قومه فلم يدخلهم في الصلح ، فغزا الملكُ قومه ، فصار ثَبَجٌ مَثَلاً لمن لا يَذُبُّ عن قَوْمه ، وأرادَ الكميت أنه لم يفْعَل فعل ثَبج ، ولا فِعْل أبي كَرِب ، ولكنه ذَبَّ عن قومه.
ج ث م
جثم ، ثجم ، مثج : [مستعملة].
جثم : قال أبو العباس في قول الله جلَّ وعزَّ : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) [الأعراف : ٧٨] أصابهم البلاءُ فبركوا فيها.
والجاثمُ : البارِكُ على رِجْلَيه ، كما يَجْثِمُ الطَّير ، أي أصابهم العذاب فماتوا جاثمين ، أي باركين.
ورُوِي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أنَّه نَهى عن المصْبُورة والمُجثَّمةُ.
قال أبو عبيد : المُجَثَّمَةُ التي نهى عنها هي المَصْبُورةُ ؛ ولكنها لا تكونُ إلا في الطَّير والأرانب ، وأشْباهِها ؛ لأن الطَّير تَجثِمُ بالأرض إذا لَزِمتْها ولَبَدَت عليها ، فإنْ حَبَسها إنْسانٌ قيل : قَدْ جُثِّمَتْ ، فهي مُجثَّمَة إذا فُعِلَ ذلك بها ، وهي المحبوسَة ، فإذا فعلت هي من غيرِ فعْل أحد ، قيل : جَثَمَت تَجْثِمُ جُثوماً ، وهي جاثمة.
وقال شَمِر في تفسير المجَثَّمَة : هي الشَّاة التي تُرْمَى بالحجارة حتى تموت ، ثم تُؤُكل.
قال والشَّاة لا تَجْثِمُ ؛ إنما الجثومُ للطَّير ، ولكنه اسْتُعير.
قال ، ورُوِيَ عن عِكْرِمةَ أنه قال : المُجَثَّمَةُ : الشَّاة ، تُرْمَى بالنَّبْل حتى تُقْتَل.
ويقال : جَثَم فلان بالأرض يَجْثِمُ جُثُوماً إذا لَصِق بها ولَزِمَها ، فهو جاثِم.
وقال النابغة يصفَ رَكَبَ امْرَأَة :
وإذَا لَمسْتَ لمسْتَ أجْثَمَ جاثماً |
مُتَحَيِّزاً بمكانه مِلْءَ اليَد |
قال : وجَثَمت العُذُوق : إذا عَظُمت ، فلَزِمَتْ مكانها ، وقوله :
وباتت بِجُثْمانِيَّةِ الماء نِيبُها |
إذا ذَاتُ رَحْلِ كالمآتم حُسَّرا |
جُثمانية الماء : الماءُ نَفْسُه.
ويقال جُثْمانيَّةُ الماء : وسَطُه ومُجْتَمعه ،