الطّراز الأوّل - ج ٧

السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني

الطّراز الأوّل - ج ٧

المؤلف:

السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-486-8
الصفحات: ٤٦٦

١
٢

٣
٤

باب الرّاء

٥
٦

باب الرّاء

فصل الهمزه

أبر

أَبَرَ النّخلَ ـ كقَتَلَ وضَرَبَ ـ أَبْراً : أَلقحَهُ ..

و ـ الزَّرعَ : أَصلحَهُ.

وأَبَّرَهُ تَأْبِيراً : مبالغةٌ وتكثيرٌ ، والاسمُ : الإِبارُ ، والإِبارَةُ ، بكسرِهِما. ومُزاوِلُهُ : الأَبّارُ ، كعَبَّاسٍ.

وتَأَبَّرَ النَّخلُ : قَبِلَ الإِبارَ.

وائْتَبَرَ (١) الرَّجلُ صاحبَهُ : سَأَلَهُ أَن يأْبُرَ له نخلَهُ أَو زرعَهُ.

والأَبُورُ ، كصَبورٍ : ما يُؤَبَّرُ به ، كالمِئْبَرِ ، كمِنْبَرٍ.

وككِتابٍ : النّخلةُ التي يُؤَبَّرُ بطلعِها ؛ تسميةٌ باسمِ المصدرِ.

والإِبْرَةُ : المِخْيَط. الجمعُ : إِبَرٌ ، وإِبارٌ ـ كفِرْقَة وفِرَقٍ ولِقْحَةٍ ولِقاحٍ ـ وبائعُها وصانعُها : الأَبَّار ، والإِبْرِيُ ـ كعَبّاسٍ وإِنْسِيٍّ ـ أَو الثّانِي بائعُها. والمُحدَثونَ لا يقولونَ فيه إلاّ إِبَرِيٌ بفتحِ الباءِ كعِنَبِيٍّ ، وهو خطأٌ عندَ الجمهورِ ؛ لأنّ

__________________

(١) مرتبكة في « ج » واستظهر النّاسخ أَنّها : واستأْبر.

٧

الجمعَ إذا لم يُسَمَّ نُسِبَ إلى واحدِهِ لا إِليهِ ، وأجازَهُ قومٌ.

والمِئْبَرُ ، كمِنْبَرٍ : موضعُ الإِبْرَةِ.

وأَبَرْتُ الكلبَ ، إذا أطعمتُهُ الإِبْرَةَ في الخبزِ.

وشاةٌ مَأْبورةٌ : أكَلَتْها في علفِها.

والأَبارُ ، كسَحابٍ : الأُسْربُّ ، معرّبٌ ، ومنه : إشيافُ الأَبارِ ، وهو دواءٌ للعينِ. وقضيّةُ عبارةِ الفيروزاباديّ أنّه ككَتّانٍ ، وهو غلطٌ ؛ قال عديُّ بنُ الرِّقاع :

ذَهَبٌ يُبَاعُ بآنكٍ وأَبَارِ (١)

ومن المجاز

إِبْرَةُ القَرنِ : طَرَفُهُ ؛ قالَ (٢) :

تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنَ إِبْرَةَ رَوْقِه

قَلَمٌ أَصَابَ مِنَ الدَّوَاةِ مِدَادَها

و ـ هي مِن العُرقوبِ : عظْمُ وَتَرَتِهِ (٣) ..

و ـ من المرفقِ : طرفُهُ ..

و ـ : ما انجذّ (٤) وانقطَع من عرقوبِ الفرسِ ، والفسيلُ من المُقلِ ، وشجرٌ كالتينِ ..

و ـ من النَّخلةِ والعقربِ : شوكتُها ، كالمِئْبَرِ ـ كمِنْبَرٍ ـ وبهاءٍ.

وقد أَبَرَتْه العقربُ بِإِبْرَتِهَا ومِئْبَرِهَا ، أي لَدَغَتهُ. الجمعُ : مَآبِرُ.

ومنه : الإِبْرَةُ للنَّميمةِ ، والمَآبِرُ للنَّمائمِ ، كما قالوا : دَبَّتْ بينَهُم العقاربُ ، إذا مَشَتْ بينَهُم النّمائمُ.

وأَبَرَهُ ، كقتَلَهُ وضَرَبَهُ : اغتابَهُ ، وآذاهُ ، وأهلكَهُ.

وإِبْرَةُ الرَّاعي : ضربٌ من النّباتِ.

وإِبْرَةُ الرَّاهبِ : الشُّكاعَى ، أو هما واحدٌ ، يَعقُبُ بعدَهُ نَورٌ شِبهُ الإِبَرِ.

والآبَرُونُ : حَيُّ العَالَم بِاليونانيّةِ ،

__________________

(١) ديوانه : ٧٦ ، وصدره :

تلك التّجارة لا زكاء لمثلها

(٢) عدي بن الرّقّاع ، ديوانه ٣٥.

(٣) في النّسخ : وتره ، وما اثبتناه هو الصحيح نقلاً عن اللّسان والقاموس.

(٤) في اللّسان والتّاج : ما انحدَّ بالحاء ، وفي القاموس : ما انحدر.

٨

ومعنَاهُ دائمُ الحياةِ.

ومِئْبَرُ الرَّملِ ، كمِنْبَرٍ : ما رَقَّ منه.

ومِئْبَرَةُ الدَّومِ : أوّلُ ما يَنبُتُ منه.

وائْتَبَرَ بئراً : احتفرَها ، كأنّه مقلوبُ ابتَأَرها.

وأَبِرَ بينَهُم ، كتَعِبَ : أَصلحَ ، كأَنَّه جَمَعَ بينَهْم جمعَ الإِبرَةِ شِقَقَ الثَّوبِ.

والأَبَّارُ ، كعَبَّاسٍ : البرغوثُ ؛ لأَنَّه شديدُ الأَبْرِ بإِبْرَتِهِ ، وهي خرطومُهُ.

والأُبُرُ ، كعُنُقِ : ماءةٌ لبني نُمَيرٍ ، وتُعْرَفُ بأُبُرِ بني الحجّاجِ.

وأُبَيْرٌ ، كزُبَيْرٍ : موضع في بلادِ غَطَفَانَ ، وناحيةٌ بهَجَرَ دونَ الأحساءِ ، وماءٌ لبني القَيْنِ.

وآبُرُ ، كآمُلَ : قريةٌ بسِجِستانَ ، منها : محمّدُ بنُ الحسينِ (١) الآبُرِيُ السَّجْزيُّ الحافظُ.

وأَبْرِينُ : لغةٌ في يَبْرِينَ.

وذَكَرَ الفيروزاباديُّ هنا الآبارَ لكورةٍ من كورِ واسِطَ ، وآبارَ الأعرابِ لموضعٍ بينَ الأَجْفُرِ وفَيْد (٢) ، وهو غلطٌ صريحٌ ؛ لأَنّهما جمعُ بئر ، وموضعُهما « ب أ ر » لا هنا.

وبنو أُبَيْرٍ ( كزُبَيْرٍ ) (٣) : قبيلةٌ.

وعصمةُ بنُ أُبَيْرٍ التّيميُّ ، وعُوَيْفُ بنُ الأضبطِ بنِ أُبَيْرٍ : صحابيّانِ.

والعلاءُ بنُ أُبَيْرٍ (٤) : محدّثٌ.

والإِبْرِيُّونَ : جماعةٌ من المحدِّثينَ نسبة إلى عملِ الإِبَرِ وبيعِها.

الأثر

( سِكَّةٌ مأْبُوَرةٌ ) (٥) : في « س ك‍ ك ».

( لَسْتُ بِمَأْبُورٍ فِي دِيني ) (٦) َي لستُ غيرَ الصّحيحِ في الدّينِ ولا المتّهَم (٧) في الإسلام. ورُويَ بمثلّثةٍ (٨) ،

__________________

(١) النّسخ : الحسن وما صححناه عن المعاجم.

(٢) في النّسخ : ومد ، والتّصويب عن المعاجم.

(٣) ليست في « ع ».

(٤) في القاموس : أبير بن العلاء.

(٥) المأبورة : المُلَقَّحة. وقيل : المُصلَحَة. والسّكة : الطّريقة المصطفّة. وقيل : سكّة الحرث. انظر الفائق ٢ : ١٨٩ ، والنهاية ١ : ١٤.

(٦) النّهاية ١ : ١٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١٩٧.

(٧) في « ع » : ملتهم بدل : المتّهم.

(٨) النّهاية ١ : ٢٣.

٩

أي لستُ ممّن [ يؤثَرُ ] (١) عنه شرٌّ وتهمةٌ في دينِهِ.

( مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ الشَّاةِ المَأْبُورَةِ ) (٢) هي الّتي أَكَلَت الإِبْرَةَ في علفِها فنَشِبَت في جوفِها ، فهي لا تَأكُلُ شيئاً ، وإن أَكَلَتْ لا يَنجَعُ فيها.

( لَوْ عَرَفْنَاهُ أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ ) (٣) أهلَكناها ، من أَبَرْتُ الكلبَ : أَطعمتُهُ الإِبْرَةَ في الخبزِ ليَهلِكَ ، أَو هو من البوارِ ، أَي الهلاكِ.

( وَلَا بَقِيَ مِنْهُم آبِرٌ ) (٤) اسمُ فاعلٍ من أَبَرْتُ النّخلَ. ويُروى بالمثلّثةِ (٥) ، من أَثَرْتُ الحديثَ ، أي رَوَيتُهُ ، يُريدُ لا بَقِيَ منهم أحدٌ.

أتر

أَتَّرْتُ القوسَ تَأْتِيراً : وَتَّرْتُها (٦) ؛ بإبدالِ الواوِ همزةً ( كما قالوا ) (٧) في وكّدَهُ : أكّدَهُ.

والأُتْرُورُ ، كشُحْرورٍ : لغةٌ في التُّؤْرورِ ، وهو الجلوازُ والشّرطيُّ.

والأَتْرَارُ ، كأَسْرارٍ : الأَمبَرْبارِيسُ بلغةِ الباديةِ ، أَو بلغةِ البربرِ ، أَو صوابُهُ بالمثلّثةِ.

وأُتْرَارُ ، بالضّمِّ : بلدٌ بتُركِستانَ.

وأُتْرانُ ، بالنّونِ كعُثْمانَ : كورةٌ بالهندِ (٨).

وأَتُورٌ ، كصَبورٍ : الشَّهرُ الثَّالثُ من الأَشهرِ القبطيّةِ ، لغةٌ في هَتورٍ.

__________________

(١) أضفناها لاستقامة المتن ، انظر النّهاية.

(٢) النّهاية ١ : ١٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١٩٧.

(٣) غريب الحديث للحربي ١ : ٢٠٦ ، النّهاية ١ : ١٤ و ١ : ١٦١.

(٤) نهج البلاغة ١ : ١٠٢ / ط ٥٧ ، النّهاية ١ : ١٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١٩٧.

(٥) النّهاية ١ : ٢٣ ، ومجمع البحرين.

(٦) في « ج » : أَو ترتُها.

(٧) ليست في « ع ».

(٨) ذكر في القاموس أُترار فقط وكذلك ذكرها في التّاج في مادة « أ ت ر » ، لكن صاحب التاج رجَّحَ أن تكون أُتران هي أُتران هي أُترار ذكر ذلك في « ت ر ر ».

١٠

أثر

الأَثَرُ ، بفتحتينِ : ما بَقِيَ من الشَّيءِ ودَلَّ عليه ..

و ـ من الإنسانِ : ما أَبقَى من علمِهِ ، ومنه : آثَارُ النّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لسنِنِه ..

و ـ من العملِ : علامتُهُ ..

و ـ من الغيثِ : النَّباتُ ..

و ـ : الطّريقُ المستدَلُّ به على من تقدّمَ ، والعَلمُ ، والأجلُ ، وضربةُ السّيفِ ، والخبرُ ، والحديثُ.

وقد أَثَرْتُهُ ـ كقَتَلَ وضَرَبَ ـ أَثْراً ، وأَثَارَةً بالفتحِ ، وأُثْرَةً ـ بالضمِّ ـ أَي رَوَيتُهُ. وجمعُ الكلِّ : آثارٌ.

وحديثٌ مَأْثُورٌ : يَروِيهِ خَلَفٌ عن سَلَفٍ ، ومنه : المَأْثُورُ للسّيفِ القديمِ المتوارثِ كابراً عن كابرٍ ، والّذي يُؤْثَرُ أَنَّه من عملِ الجنِّ ، وهو ما كانَ متنُهُ حديداً أَنيثاً (١) وشفرتاهُ ذَكَراً ، أَو الّذي عليه أَثَرُ الصّنعةِ وجودتِها ، أَو الّذي له أَثْرٌ ، أَي فِرِندٌ وجوهرٌ ، وأنكرَهُ الأصمعيُ (٢).

وحَمَلَةُ الآثَارِ : نَقَلَةُ الأخبارِ ورواةُ الأحاديثِ.

والمَأْثَرَةُ ، كمَكْرُمَةٍ ومَنْقَبَةٍ : واحِدَةُ المَآثِرِ ، وهي المكارِمُ والمَسَاعي تُروَى أَباً عَنْ جَدٍّ وَقرناً عن قَرْنٍ.

والأُثْرُ ، كقُفْلٍ (٣) وعُنُقٍ : أَثَرُ الجُرْحِ يبقَى بعد البُرْءِ.

و ـ من الوجه : ماؤُهُ ورَوْنَقُهُ.

وكفَلْسٍ وسَبَبٍ وعِهْنٍ وقُفْلٍ : فِرِنْدُ السَّيْفِ ، كالأَثِير.

وجَاء [ في ] (٤) أَثَرِهِ ( وإِثْرِهِ ) (٥) ، كسَبَبٍ وعِهْنٍ : بَعْدَهُ ، والأَوَّلُ أَفصَحُ ولا تقل : على أَثْرِهِ ، كفَلْسٍ ، وقَوَّى عيسى بنُ عُمَر أُثْرَهُ كقُفْلٍ ، وهو غريب (٦).

وتَأَثَّرَهُ ، وائْتَثَرَهُ : تَبِعَ أَثَرَهُ.

__________________

(١) في النّسخ : أنيث ، ومقتضى كونه خبر كان ما اثبتناه.

(٢) عنه في الصّحاح.

(٣) في « ع » : كقفد بدل : كقفل.

(٤) الزّيادة يقتضيها السّياق.

(٥) ليست في « ع ».

(٦) انظر الصّحاح واللّسان.

١١

وما تأَثَّرَ إلَيَ أَثَراً ، إذا ( لم ) (١) يصطنِعْكَ بشَيءٍ.

وأَثَّرَ فيه تَأْثِيراً : أَبقَى فيه أَثَراً.

والأَثَارَةُ ، كأَمَانَةٍ : البقيّةُ والأَثَرُ ، ومنه قولهم : سَمَنَتِ النّاقَةُ على أَثَارَةٍ من شحم ؛ أَي على بقيَّةٍ من شحمٍ ذَاهِبٍ.

وأَغْضَبَنِي فُلانٌ على أَثَارَةِ غَضَبٍ ، أَي على أَثَرِ غَضَبٍ كانَ قَبْلَ ذَلِكَ.

وَهُمْ عَلَى أَثَارَةٍ من عِلم ، أي بقيَّةٍ منه يأثُرُونَها عن الأَوَّلِينَ.

وأَثِرَ يَفْعَلُ كَذَا ، كتَعِبَ : طَفِقَ ..

و ـ له : [ تَفَرَّغَ ] (٢) ..

و ـ عليه : عَزَمَ ..

و ـ بالمكان : [ ثبت ] (٣) فيه ولَزِمَهُ.

وآثر أن يقولَ الحَقَ إيثَاراً : اختار وحَرَصَ على أَن يقولَهُ ..

و ـ الشَّيءَ : فَضَّلَهُ وقَدَّمَهُ.

و ـ زَيْداً : أَكْرَمَهُ ..

و ـ بكذا : سَمحَ به له وقَدَّمه على نفسِهِ فيه ..

و ـ كَذَا بِكَذا : أَتْبَعَهُ إيَّاهُ.

وهو أَثِيرِي ، أَي الّذي أُوْثِرُهُ وأُقَدِّمُهُ.

وإنَّهُ لَأَثِيرٌ على قومِهِ : كريمٌ عليهم يُؤثِرُونَهُ بالبِرِّ.

وله عندي أُثْرَةٌ ، كأُهْبَةٍ. وهو ذو أُثْرَة عند الأمير ، إذا كان يُؤثِرُهُ ويُقَدِّمُهُ ، اسمٌ من الإِيثَار.

وكَثِيرٌ أَثِيرٌ : إِتْبَاعٌ.

وفَرَسٌ أَثِيرٌ ، ودَابَّةٌ أَثِيرَةٌ : عَظَيما أَثَرِ الحَافِرِ.

واسْتَأْثَرَ بكَذا : تَفَرَّدَ بِهِ دُونَ غيرِهِ وخَصَّ بِهِ نَفْسَهُ. والاسمُ : الأَثْرَةُ ، والأُثْرَى ، كأكَمَة وأُسرَة وإِبْرَة وأُنْثَى.

واسْتَأْثَرَ اللهُ بفُلَانٍ ، إذا مَاتَ مَرجُوّاً لَهُ الرَّحمَةُ كأَنِّه تعالى اختارَهُ وتَفَرَّدَ بِهِ دُونَ النَّاسِ تَشْرِيفاً لَهُ.

ورَجُلٌ أَثُرٌ ، كرَجُلٍ ونَمِرٍ : يستأْثِرُ على أصحابِهِ ، وقد أَثِرَ عليهم ، كتَعِبَ.

__________________

(١) ليست في « ع ».

(٢) في النّسخ : تفرّق والصّحيح ما أثبتناه عن القاموس.

(٣) في النّسخ : نبت ، والصّحيح ما أَثبتناه.

١٢

وأَثَرَ الفَحْلُ النَّاقَةَ أَثْراً ، كقَتَل وضَرَبَ : أَكثرَ من ضِرَابِهَا ..

و ـ الرَّجُلُ دابَّتَهُ : حَبَسَها على غير عَلَفٍ ..

و ـ بَعِيَرهُ : نَقَبَ باطِنَ خُفِّهِ أَو سَحَاهُ بحديدَةٍ فجعل ذلك سِمَةً يَسْتَدِلُّ بها على أَثَرِهِ فيقتَصُّهُ ، فهُوَ مأثُورٌ ، وتلك السِّمَةُ أُثْرَةٌ كأُسْرَةٍ ، وتِلك الحَدِيدَةُ مِئْثَرَةٌ ـ كمِلْعَقَةٍ ـ وتُؤْثُورٌ (١) كتُهْلُوك بضَمّ المُثَنّاةِ الفوقيّة.

وإِثْرُ السَّمْنِ ، بالكسرِ ويُضَمُّ : خُلَاصَتُهُ.

وأَصَابَتْهُم أُثْرَةٌ ، بالضَّمِّ : جَدْبٌ.

وهو في أُثْرَةٍ ، أَي حال غير مَرْضِيَة.

وافْعَلْ هَذَا آثِراً مّا ، وآثِرَ ذي أَثِيرٍ ، وآثِر ذِي يَدَيْنِ ـ على فاعِلٍ فيهِنَّ ـ وأَثِيْرَةَ ذِي أَثِيرٍ كأَخِيرَة وأَخِير ، وأُثْرَةَ ذِي أَثِيرٍ كأُهْبَة ، وأَثْرَ ذي أَثِيرَيْنِ ـ كفَلْس وعِهْن وسَبَب ـ أَي افْعَلْهُ أَوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وانتصَابُها على الظِّرفيّة.

وقَولُ أبي حَيَّان : لا تُستعْمَلُ إلاّ فِي الأَمْرِ فلا يُقَالُ : فَعَلَ هَذَا آثِراً مّا ، لَيْسَ ( بصحيح بل تستعمل ) (٢) فِي المَاضِي والمستقبل أيضاً وحُجَّتُهُ في الماضي ، قَولُ الحرب بن مرارة الحنظليّ :

رَأَتْني قَدْ بللت برَأَس طِرف

طويلِ الشّخصِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ (٣)

وفي المستقبل قول عُرْوَة بن الوَرْد :

وَقَالُوا مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ أَلْهُو

إِلى الإِصْبَاحِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ (٤)

و « ما » فِي « آثِراً مّا » زائدَةٌ لِازمَةٌ.

والتُّؤْثُورُ ، بالضّمّ : لُغَةٌ في التُّؤْرُور ؛ وهو [ الشّرطيّ ] (٥) والجِلْوَازُ. الجمعُ : تَآثِيرُ.

__________________

(١) هكذا في النّسخ والصّحاح ، وفي اللّسان والقاموس ومطبوع التّاج القديم ، وفي التّاج المصحح أنّه في نسخة من القاموس بالتّاء.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ع ».

(٣) أساس البلاغة : ٢.

(٤) الصّحاح ، معجم مقاييس اللّغة ١ : ٥٤ ، وفي التّكملة والتّاج : فقالوا ما تريد.

(٥) في النّسخ : الشّرطة ، وما أثبتناه هو الصّحيح.

١٣

والأَثِيرَةُ ، كسَفِينَةٍ : ماءَةٌ بأَعْلَى الثَّلَبُوت.

والأَثَرِيُّونَ : جَمَاعةٌ من المُحَدِّثِينَ نِسبة إِلى الأَثَر ، وهُوَ الحَدِيث.

وذُو الآثَارِ : الأَسْوَدُ [ النَّهشليّ ] (١) لتَرْكِهِ آثاراً فيمَنْ يهجُوهُ.

وأُثَيْرٌ ، كزُبَيرٍ : ابن عَمْرو السَّكُونيُّ الكوفِيُّ ؛ الطّبيب التّابِعيّ ، وهُوَ الَّذي دُعِي لعليٍّ عليه‌السلام لمَّا ضَرَبَهُ ابنُ ملجم لَعَنَهُ اللهُ فأَخَذَ عِرْقاً من رِئَةِ شاةٍ فأدخَلَهُ في جِراحَتِهِ عليه‌السلام (٢) فنفَخَهُ ثُمَّ استخرَجَهُ فرأَى عليه بياضَ الدّماغ فعلم أنّ الضّربَةَ قد بلغت أُمَّ رأسِهِ فقال له : يا أَميرَ المُؤْمنين اعْهَدْ عَهْدَكَ فأنت مَيِّتٌ ، وإليه تُنسَبُ صَحْرَاءُ أَثِير بالكُوفَةِ ، وبها أَحَرَقَ عليٌّ عليه‌السلام الغُلَاةَ فِيه (٣).

ومُغِيَرةُ بنُ جَميل بن أُثَيْرٍ أيضاً : شَيخٌ لأبي سعيد الأَشَجِّ خَتَنُهُ.

وبَنُو الأَثِير ـ كأَمِير ـ الجَزَرِيُّونَ : إِخْوَةٌ علماء ، وهم : المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّد صاحِبُ ( جامع ) (٤) الأُصولِ في حديث الرَّسول والنِّهايَةِ في غَرِيب الأَثَر ، وعليُّ بنُ مُحَمَّد صاحبُ الكَامِل في التَّاريخ ، ونَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّد صاحِبُ المَثَلِ السَّائِر في أَدَب الكاتِبِ والشَّاعِرِ ، كُلٌّ منهم عُرِف بابن الأَثِير.

وأَثِيرُ الدِّين : لَقَبُ الشّيخ أبي حَيّان مُحَمَّد يوسف الأَندَلُسِيّ النَّحْوِيّ المَشهور ، ويُعرَفُ بالأَثَرِيِ أيضاً كعَجَمِيّ.

الكتاب

( قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي ) (٥) آتُونَ خَلْفِي يُدرِكُونَنِي عن قَرِيبٍ ، أَو هُم عَلَى دِينِي ومنهاجي.

( أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) (٦) بقيَّةٌ مِن عِلْم [ بِقيت ] (٧) عليكم من عُلُومِ الأَوَّلِينَ ، أَو

__________________

(١) في النّسخ : الشّهلي ، صححّناه عن القاموس.

(٢) في « ج » : جراحة علي عليه‌السلام.

(٣) معجم البلدان ١ : ٩٣.

(٤) ليست في « ع ».

(٥) طه : ٨٤.

(٦) الاحقاف : ٤.

(٧) في النّسخ : بقية ، وصححناها من عندنا.

١٤

خَاصّة مِن عِلم أُوثِرتُمْ بِهِ ، أو خَبَرٌ مِنَ الأَنبياء ، وعن ابن عبّاس : إِنَّهُ الخَطّ (١). أَي بكتابٍ مكتوبٍ ، وقيلَ : كَانَ نبِيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ فمن صَادَفَ مثلَ خطِّه عَلِمَ (٢).

الأثر

( سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ) (٣) بفتحتين ، وتُضَمّ وتُكسر مع السُّكون ، اسمٌ من الاسْتِيثَار أَي يستأثِرُ أُمَرَاءُ الجَوْرِ بالفَيءِ.

( ويُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ ) (٤) أَي في أَجَلِه ، سُمِّيَ الأَثَرَ لأَنُّه يَتْبَعُ العُمْرَ ؛ قال كعب :

لَا يَنْتَهي العُمْرُ حَتَّى يَنْتَهي الأَثَرُ (٥)

( فَمَا حَلَفْتُ بِها ذَاكِراً وَلَا آثِراً ) (٦) أَي ذَاكِراً لَهَا بلِسَاني ولا مُخبِراً عن غَيرِي بأَنَّه تَكَلَّمَ بها مُبالَغَةً في تَحَفُّظِي مِنْهَا.

( كُلَّ دَمٍ ومَالٍ ومَأْثَرَةٍ كَانَتْ فِي الجَاهِليَّةِ فهي تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ) (٧) يَعنِي بالمَأْثَرَة ما كَانُوا يَتَفاخَرُونَ بِهِ من الأنساب وغيرِها من مفاخر الجاهليّة ، وقولُه : « تَحْتَ قَدَمَيَّ » عبارَةٌ عن الإِهدارِ والإِبطَالِ. أَبْطَلَ الدِّمَاءَ الّتي كَانَ يطلبُ بها بعضُهُم بعضاً فيدوُمُ بينَهُم التّناحُر والقِتَال ، والأَموالَ الّتي كانَ يستحِلُّونَها بعقودٍ فاسِدَةٍ ، والمفَاخِرَ الّتي كانَ ينتُجُ مِنَها كُلُّ شَرِّ وخُصُوَمةٍ وتَعَادٍ وتَهَاجٍ.

( قَطَعَ اللهُ أَثَرَهُ ) (٨) دُعَاءٌ عليه بالزَّمَانَةِ لينقطِعَ مَشْيُهُ.

__________________

(١) الاتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٨٣.

(٢) انظر الفائق ١ : ٣٨٣ ، النّهاية ٢ : ٤٧.

(٣) البخاري ٥ : ٤١ ، مشارق الأنوار ٢ : ٣١٦ ، وفى غريب ابن الجوزي والنهاية ١ : ٢٢ : ستَلقَون.

(٤) الفائق ١ : ٢٣ ، النهاية ١ : ٢٣.

(٥) الغربيبين ١ : ٤٦ ، وصدره :

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أمل

وروي في ديوانه بصنعة أَبي سعيد السّكريّ : ٢٢٩ هكذا :

والمرءُ ما عاش محدود له أَمَل

لا تنتهي العَينُ حتى ينتهي الأَثر

ويروى :

لا تنتهي العين ما لم ينتَهِ الأَثَرُ

(٦) الفائق ١ : ٢٣ ، النّهاية ١ : ٢٢.

(٧) الفائق ١ : ٢٢ ، النّهاية ١ : ٢٢.

(٨) النّهاية ١ : ٢٣ ، مجمع البحرين ٣ : ١٩٩.

١٥

المصطلح

الأَثِيرُ ، كأَمِيرٍ : الهَوَاءُ الَّذِي يلي فَلَكَ القَمَر ، وهُوَ حَارٌّ سَمُومٌ في غايَةِ الحَرَارَةِ ، وحقيقتُهُ نارٌ بلا ضِياءٍ ، ويُسمَّى المُحِيطُ بِهِ كُرَةَ الأَثِير.

وقيل : هي طَبَقَةٌ نارِيَّةٌ مخلُوطَةٌ من النَّارِ الصِّرْفَةِ والأَجْزَاءِ الهوائِيّة الحارَّة.

الأَثَر عند المُحَدِّثِين أَعمُّ من الحَدِيث والخَبَرِ ؛ فالحديثُ ما رُوِيَ عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والخبرُ ما رُوي عن غيرِهِ ، والأَثَرُ أَعَمُّ منهما.

وقيل : الأَثَرُ ما جاء عن الصّحابيّ ، والخَبَرُ هو الأَعَمُّ من الحديثِ والأَثَرِ ، والأوَّلُ هُوَ الأَعْرَفُ.

أجر

أَجَرَهُ اللهُ أَجراً ـ كَضَرَبَ وقَتَلَ ـ وآجَرَهُ إِيجاراً ، كأَكْرَمَهُ إِكْرَاماً : أَثَابَهُ على عَمَلِهِ ، فهُوَ مَأْجُورٌ ، ومُؤْجَرٌ ، كُمكْرَمٍ ..

و ـ الرَّجُلُ نفسَهُ وعبَدهُ زَيْداً : أَخْدَمَهُمَا إِيَّاهُ بأُجْرَةٍ ، فهو أَجيرٌ ..

و ـ دارَهُ : أَكراها ، فهو مُؤْجِرٌ ، كمُحْسِنٍ ..

و ـ زيدٌ أَجِيرَهُ : أَعطاهُ أُجْرَتَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ زَيْداً أَجْراً ، كقَتَلَ : كانَ له أَجِيراً.

وَآجَرَهُ مُؤَاجَرَةً : جَعَلَ له على عَمَلِهِ أُجْرَةً ، وحقيقَتُهُ : عامَلَهُ بأُجْرَةٍ.

وأَمَّا آجَرَهُ الدَّارَ مُؤَاجَرَةً ، فأَنكَرَهُ قومٌ ، وأَثْبَتَهَ آخَرُونَ ، والإِثباتُ مقدَّمٌ على النَّفْيِ ، فهو إِمَّا بمعنى المُجَرَّد أَو بمعنى « أَفْعَل » أَو عَلَى أَصلِهِ لأَنَّ لكُلٍّ من المُتَعاملين فعلا ؛ من الآجِرِ دَفْعُ المَأْجُور ومِنَ المُستَأْجِرِ دَفْعُ الأُجْرَةِ ، ونظيرُهُ : ( وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) (١) ، فلا يُنافيه أَنَّ ما كان من « فَاعَلَ » في معنى المُعَامَلَةِ لا يَتَعَدَّى إِلاَّ إِلى مفعول واحدٍ لاختلاف المَعْنَيَيْنِ.

__________________

(١) البقرة : ٥١.

١٦

وَائْتَجَرَ ائْتِجَاراً : طَلَبَ الأَجْرَ لنفسهِ.

واسْتَأْجَرَهُ : اتَّخَذَهُ أَجِيراً.

و ـ الدَّارَ وغَيْرَهَا : قَبِلَ إِيجَارَهَا إِيَّاهُ ؛ تقول : آجَرَنِي دارَهُ فَاسْتَأْجَرْتُهَا.

وآجَرَ الغُلامُ والمَرأَةُ مَؤَاجَرَةً : أَبَاحا أَنفُسَهُما بأُجْرَةٍ ، فهو مُؤَاجِرٌ وهي مَؤَاجِرَةٌ ، ومنه : استِعمَالُهُم المُؤَاجِرَ في السَّبِّ.

والأَجْر ، كأَمْرٍ : الثَّوابُ والجَزَاءُ على العَمَل دُنيَوِيّاً كانَ أَو أُخْرَويّاً ، وعَمَالَةُ العَامِلِ ؛ وهي ما يُعطَاهُ الأَجِير بإزَاءِ عَمَلِهِ ، كالأُجْرَةِ بالضَّمِّ ، والإِجَارَةِ ، بالكَسْرِ. الجمعُ : أُجُورٌ ، وأُجَر ، وإِجَارَات.

وأَجْرُ المَرْأَةِ : مَهْرُهَا لأَنَّهُ ثَوابٌ على البُضْعِ.

وأُجِرَ الرَّجُلُ أَولَادَهُ ، وخَمْسَةً مِن أَولَادِهِ ، وفي أَولَادِهِ ـ بالبناء للمجهول ـ إذا مَاتُوا فكَانُوا لَهُ أَجْراً.

وأَجَرَ العَظْمُ ـ كضَرَبَ وقَعَدَ ـ أَجْراً ، وأُجُوراً (١) : بَرَأَ على عَثْمٍ ، وساءَ جَبْرُهُ.

وقد أُجِرَتْ يَدُهُ ـ بالبناء للمجهول ـ إِذَا جُبِرَت كذلك ، وآجَرَها (٢) اللهُ إِيجَاراً.

وآجَرَهُ الرُّمْحَ : أَوْجَرَهُ إِيَّاهُ.

وما زال ذلك إِجِّيرَاهُ ، أَي دَأْبَهُ لُغَة فِي هِجِّيراهُ وكأنَّ الهمزةَ بَدَلٌ من الهاء.

والإِجَّارُ ، كإِجَّاصٍ : السَّطْحُ ، كالإِنجار (٣) ، بالنُّون. الجمع : أَجَاجِيرُ ، وأَجَاجِرَةٌ ، وأَنَاجِيرُ (٤).

والآجُرُّ ، على « فَاعُلٍّ » بضَمِّ العَين وتشديد الّلام : الطُّوبُ ؛ وهُوَ ما أُحكِمَ عَجْنُهُ من الطِّين ثُمَّ قُرِّصَ وأُحرِقَ ليُبْنَى به ، فَارِسيٌّ مُعَرَّبُ. الواحِدَةُ بِهَاءٍ. وفيه لُغَات : آجُور ويَاجُور كطَاوُوس فيهما. وأَجُور كصَبُورٍ ، وآجُر كَكَابُلٍ ، ( وآجِر كهَاجِر ) (٥) وأَجُر كرَجُل ، وأُجُر كعُنُق ، وأَجَرُون كعَرَبُون ( وأُجْرُون

__________________

(١) زاد في القاموس والتّاج واللّسان : وإِجاراً.

(٢) في « ع » : وجَرها

(٣) في « ع » : كالايجان.

(٤) الجمعان الأوّلان لإِجّار والجمع الاخير للإنجار.

(٥) ما بين القوسين ليس في « ج ».

١٧

كعُرْجُون (١) ) (٢).

ودَرْبُ الآجُرِّ : مَحَلَّتَانِ بَبغْدَادَ يُنسَبُ إلى إحداهما جماعة من المُحَدِّثِين.

ومُحَمَّدُ بنُ خَالِد الآجُرِّيُ : نسبة إلى عَمَل الآجُرِّ ، كانَ عبداً صالِحاً ، حُكُيَ أَنَّهُ قال : كُنت أَعمَلُ الآجُرَّ فبينما أنا أَمشِي بين أَشْراجِ الآجُرِّ المَضْرُوبَة إذ سمعت شَرْجاً يقول لآخَرَ : عليك السَّلام اللَّيلَةَ أَدْخُل النَّارَ ، قال : فنَهَيْتُ الأُجَرَاءَ أَنْ يَطْرَحُوه في النَّارِ وتركت عَمَلَ الآجُرِّ.

وَآجَرُ ، على « فَاعَل » بفتح العين : أُمُّ إسماعيل عليه‌السلام.

وأَجَر ، كأَثَرٍ : بأَفْرِيقية.

وكشَمَّرٍ : حِصنٌ بقُرطُبَة ، منه : أَحْمَدُ ابنُ مُحَمَّد الأَجَّرِيُّ المقري.

الكتاب

( عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ) (٣) من أَجَرْتُهُ ـ كنَصَرتُه ـ إذا كُنتَ لَهُ أَجِيراً مِثْل : أَبَوْتُه ، إِذا كُنت لَهُ أَباً. و « ثَمانِيَ حِجَجٍ » ظَرْفُهُ ، أَو مِنْ آجَرتُهُ كَذَا ، إذا أَثَبْتَهُ إِيَّاه ، و « ثَمانِيَ حِجَجٍ » مفعولٌ ثَانٍ ، ومَعْنُاهَ : رِعْيةُ غَنَمِي ثَمانِيَ حِجَجٍ.

الأثر

( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَائْتَجِرُوا ) (٤) اتَّخِذُوا الأَجْرَ لأَنْفُسِكُم بالصَّدَقَةِ مِنْهَا.

( فَإِن كَانَ فِيها أُجُورٌ ) (٥) مصدرُ أَجَرَ العَظْمُ أُجُوراً ، كقعد ، إذا انجَبَرَ على غَيرِ استواءٍ.

المصطلح

الإِجَارَةُ : تمليكُ المَنافِعِ بعِوَضٍ ، فإِن لم يكن بعوض فَهُوَ إِعَارَةٌ. وقولُهُم : بَيْعُ الإِجَارَاتِ ، جَمْعُ إِجارَةٍ وهي الأَرضُ المملوَكةُ إذا آجَرَهَا مالِكُهَا جُعِلَت اسماً للمعنى ثُمَّ سَمَّوا بِها العَيْنَ المَعْقُود (٦)

__________________

(١) لم نجد أَجرون وأُجْرون في كتب اللّغة ، والموجود آجُرون بضمِّ الجيم وكسرها ، انظر المعرّب والقاموس والتّاج واللّسان.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ع ».

(٣) القصص : ٢٧.

(٤) الفائق ١ : ٢٥ غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ١١ ، في النّهاية ١ : ٢٥.

(٥) المحلَّى ١٠ : ٤٥٣ ، النهاية ١ : ٢٥.

(٦) في النّسخ : المفقود ، والأقرب ما اثبتناه.

١٨

عليها.

والأَجِيرُ الخَاصُّ : هُو الَّذي يستَحِقُ الأُجْرَةَ بتسليمِ نفسِهِ في المُدَّةِ عَمِلَ أَو لَم يَعْمَل كرَاعِي الغَنَم.

والأَجِيرُ المُشْتَرَك : مَنْ يَعْمَلُ لغيرِ (١) واحد كالصّبّاغ.

أخر

الآخِرُ ، كفَاجِرٍ (٢) : خِلَافُ الأَوَّلِ والمُتقَدِّمِ كالأَخِيرِ ، وهيَ بِهاءٍ فيهِما ، وجَمْعُ الآخِرِ والآخِرَةِ أَوَاخِرُ ، فإِنْ كَانَ الآخِرُ صِفَةً لعاقِلٍ جُمِعَ بِالواوِ والنُّونِ.

وآخِرَةُ الرَّحْلِ : خِلَافُ قَادِمَتِهِ ، وهي الخَشَبَةُ الَّتي [ يَسْتَنِدُ ] (٣) إِلَيها الرَّاكِب ، كآخِرِهِ بحذفِ الهاءِ ، ومُؤَخِّرِهِ وَمُؤَخَّرَتِه بِضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الخاءِ وتُكْسَرُ مُخَفَّفَةً ومُشَدَّدَةً فِيهِمَا.

وَآخِرَةُ العَيْنِ وَمُؤْخِرُها وَمُؤْخِرَتُهَا ، كَمُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، وَقَدْ يُشَدَّدَانِ (٤) : مَا يَلِي الصُّدْغَ مِنْهَا.

وآخِرَا الأَخْلَافِ : اللَّذَان يَلِيَانِ الفَخِذَيْنِ.

ومُؤَخَّرُ كلِّ [ شيءِ ] (٥) ، كمُظَفَّرٍ : خِلَافُ مُقَدَّمِهِ ، ومِنْهُ : ضَرَبْتُ مُؤَخَّرَ رَأْسِهِ.

وَأَخَّرَهُ تَأْخِيراً : جَعَلَهُ أَخِيراً ، فَتَأَخَّرَ ، وَاسْتَأْخَرَ.

وَأَخَّرَ تأْخِيراً : لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

وتَأَخَّرَ أُخُراً ، كعُنُقٍ : خِلَافُ مَضَى قُدُماً.

واليَوْمُ الآخِرُ : يَوْمُ القِيَامَةِ لِتَأَخُّرِهِ عن أَيَّامِ الدُّنيَا أَو لِأنَّهُ لا يَوْمَ بَعْدَهُ ؛ إِذْ ليس بَعْدَهُ لَيْلَةٌ.

والآخِرَةُ : اسمٌ لِدَارِ البَقَاءِ ؛ لِتَأَخُّرِهَا عَنِ الدُّنْيَا ، وهِيَ ( في ) (٦) الأصْلِ صِفَةٌ

__________________

(١) في « ع » : بغير.

(٢) في « ج » : كفاخر.

(٣) الزيادة يقتضيها السّياق.

(٤) في اللّسان : جاء في العين بالتّخفيف خاصَّة.

(٥) عن « ج » ويحتمل كونها من استظهار النّاسخ.

(٦) ليست في « ع ».

١٩

بِدَليلِ : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ ) (١) فأُجْرِيَت مَجْرَى الأَسماءِ ، وقد تُضافُ الدَّارُ إِليها نحوُ : ( وَلَدارُ الْآخِرَةِ ) (٢) على تقديرِ دارُ الحَياةِ الآخِرَةِ.

والأُخْرَى : خِلَافُ الأُولَى ( و ) (٣) [ منهُ ] (٤) : ( قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ ) (٥).

ومنهُ : ( النَّشْأَةَ الْأُخْرى ) (٦) وَسُمِّيَتْ بِهِ دارُ البقاءِ فَقُوبِلَ بها الدُّنيا ، وهي لا تُستَعْمَلُ إِلاَّ مع اللاَّمِ أَو الإِضَافَةِ ؛ ومنهُ : جاءَ في أُخْرَيَاتِ النَّاسِ أَي فِي أَوَاخِرِهِمْ ، كما يُقالُ : جاءَ في أُوْلَيَاتِهِمْ أَي في أَوائلِهِمْ.

ولا أُكَلِّمُهُ أُخْرَى المَنُونِ ، وَأُخُرَى اللَّيَالِي ، وأُخْرَى الدَّهْرِ ، أَي أَبَداً.

وَجَاءَ أَخِيراً ، وَأُخُراً كعُنُقٍ ، وَأُخَرَةً وَبِأَخَرَةٍ كرَقَبَةٍ وَرُطَبَةٍ فِيهِما ، وأُخْرِيّاً كَهِنْدِيٍّ وَتُرْكِيّ ، وإِخِرِيّاً كإِبِلِيٍّ ، وآخِرِيّاً كآدَمِيٍّ : أَي آخِرَ كُلِّ شَيءِّ.

وأَتَيْتُكَ آخِرَ مرَّتَيْنِ ، أَي فِي المَرَّةِ الأُخْرَى.

وجاؤُوا عن آخِرِهِمْ ، إذا لَم يَبق منهُم أَحَدٌ إلاَّ جَاءَ.

وَبِعْتُهُ بِأَخِرَةٍ ، كنَظِرَةٍ زِنَةً ومَعْنىً.

وَشَقَّهُ أُخُراً ، وَمِن أُخُرٍ ـ كعُنُقٍ فِيهِما ـ أَي مِنْ خَلْفِ.

والأَخِرُ ، ككَتِفٍ : الغَائِبُ ، والأَبْعَدُ ، ومِنْهُ : أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ ، أَي مَنْ غابَ عنَّا وبَعُدَ ، والغَرَضُ الدُّعاءُ للحُضُورِ وهو من الكنايَةِ ؛ قال المُطَرّزِيُّ وَغَيْرُهُ : وَمَدُّ الهمزةِ خطأٌ والأَخِيرُ تَحْرِيفٌ (٧). وقد ارتكبَهُمَا الفيروزآباديُّ فقالَ : الآخِرُ خِلَافُ الأَوَّلِ والغائِبُ كالأَخيرِ.

والآخَرُ ، كآدَمَ بالمدِّ : بِمَعنَى غَيْرِ ؛ تقولُ : جاءَنِي زَيدٌ ورَجُلٌ آخَرُ ، أَي غَيْرٌ.

__________________

(١) القصص : ٨٣.

(٢) النّحل : ٣٠.

(٣) ليست في « ج ».

(٤) اضفناها ليستقيم بها المتن.

(٥) الأعراف : ٣٨.

(٦) النَّجم : ٤٧.

(٧) المغرب في ترتيب المعرب ١ : ١١ ، وانظر التّاج.

٢٠