تاج العروس - ج ١٣

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٣

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٧٦

١
٢

بَابُ القاف

هي أَحدُ الحُروفِ المَجْهُورةِ ، ومَخْرَجُها بين عَكَدَةِ اللِّسَانِ وبينَ اللهاةِ في أَقْصَى الفَم ، وهي من أَمْتَنِ الحُروفِ وأَصَحِّها جَرْساً ، قال شيخُنا : وقد أُبْدِلَتْ من حرفٍ واحدٍ وهو الكافُ ، قالوا : أُكْنَةُ الطّائرِ ، واسْتَدَلُّوا على الإِبدالِ بأَنَّه سُمِعَ جمِع الأُكْنَة دُونَ الأُكْنَة دُونَ الأُقْنِة ، وهو من عَلاماتِ الأَصالة ، والأُقْنَةُ حكاه الخَليلُ.

فصل الهمزة مع القاف

[أبق] : أَبِقَ العَبْدُ ، كسَمِعَ وضَرَبَ ومَنَعَ الأُولى نَقَلَها ابنُ دُرَيْدٍ ، وقَوْلُه : مَنَع ، هكَذا في النُّسَخ ، والذي في التَّكمِلَةِ بفتحِ الباءِ ، أَي : من حَدِّ نَصَر ، كذا هو مَضْبُوطٌ مُصحَّحٌ أَبْقاً بالفَتْحِ ، ويُحرَّكُ ، وإِباقاً ، ككِتابٍ : ذَهَبَ بلا خَوْفٍ ولا كَدِّ عَمَلٍ قال اللَّيْثُ : وهذا الحُكْمُ فيه أَنْ يُرَدَّ ، فإِن كانَ من كَدِّ عَمَلٍ أَو خَوْفٍ ، لم يُرَدَّ ، قالَ الله تَعالَى : (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١) وفي حَدِيثِ شُرَيْحٍ : «أَنَّه كان لا يَرُدُّ العبدَ من الادِّفانِ ، ويَرُدُّه منَ الإِباقِ الباتِّ» أَي : القاطِعِ الذي لا شُبْهةَ فيه.

أَو أَبِقَ العبدُ : إِذا اسْتَخْفَى ثُمَّ ذَهَبَ كما في المُحْكَمِ فهو آبِقٌ ، قالَتْ سِعلاةُ عَمْرِو بنِ يَرْبُوع :

أَمْسِكْ بَنِيكَ عَمْرُو إِنِّي آبِقُ

وأَبُوقٌ كصَبُورٍ ، هذِه عن ابْنِ فارسٍ ج. ككُفّارٍ ، ورُكَّعٍ قالَ رُؤْبَةُ :

ويَغْتَزِي مِنْ بَعْدِ أُفْقٍ أُفَّقَا

حتّى اشْفَتَرُّوا في البِلادِ أُبَّقَا (٢)

والأَبَقُ ، مُحَرَّكَةً : القِنَّبُ قال رُؤْبةُ يَصِفُ الأُتُنَ :

قُودٌ ثَمانٍ مثلُ أَمْراسِ الأَبَقْ

فِيها خُطُوطٌ من سَوادٍ وبَلَقْ (٣)

أَو قِشْرُه وهو قولُ اللَّيْثِ.

وأَبّاقٌ كشَدّادٍ : شاعِرٌ دُبَيْرِيُّ مشهورٌ ، كُنْيَتُه أَبو قَرِيبَة.

وتَأَبَّقَ العَبْدُ : اسْتَتَرَ كما في الصِّحاحِ ، زادَ ابنُ سِيدَه : ثمّ ذَهَبَ.

أَو تَأَبَّقَ : احْتَبَسَ كما في الصِّحاح ، ومنه قولُ الأَعْشَى :

فَذاكَ ولَمْ يُعْجِز من المَوْتِ رَبَّه

ولكِنْ أَتاهُ المَوْتُ لا يَتَأَبُّقُ

قالَ الصّاغانيُّ : إِنّه لا يَتَحَبَّسُ ، ولا يَتَوارَى.

وتَأَبَّقَ : تَأَثَّمَ ورَوَى ثَعْلبٌ أَنَّ ابنَ الأَعْرابيِّ أَنْشَدَه :

أَلا قالَتْ بَهانِ ولَمْ تَأَبَّقْ

كَبِرْتَ ولا يَلِيقُ بِكَ النَّعِيمُ

قال : لم تَأَبَّقْ : لم تَأَثَّمْ من مقالَتِها ، وقيل : لم تَأْنَفْ ، وقال أَبو حاتِمٍ : سأَلتُ الأَصْمَعِيَّ عن تَأَبَّقَ فقالَ : لا أَعْرِفهُ ، وأَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ في نوادِرِه لعامِرِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدٍ ، وقالَ أَبُو عُمَر في اليَواقِيت : هو لعامانَ بنِ كَعْبٍ ، ويُقال : غامانُ ، وقال أَبو زَيْدٍ : لم تَأَبَّقْ : لم تَبْعُد ، أَخَذَه من

__________________

(١) سورة الصافات الآية ١٤٠.

(٢) بالأصل «ويعتري ... حتى استقروا ...» والمثبت عن أراجيز رؤبة ص ١١٤.

(٣) وذكر الأزهري في التهذيب شاهداً آخر : قال زهير :

القائد الخيل منكوباً دوابرها

قد أحكمت حكمات القِدّ والأبقا

٣

إِباقِ العَبْدِ ، وقِيلَ : لم تَسْتَخْفِ ، أَي : قالَتْ عَلَانِيَةً ، وكان الأَصمَعِيُّ يِرْوِيهِ عن أَبي عَمْرٍو :

أَلا قالَتْ حَذامِ وجارَتاهَا

نَعِمْتَ ولا يَلِيطُ بكَ النَّعِيمُ

وتَأَبَّقَ الشَّيْ‌ءَ : إِذا أَنْكَرَه قالَ ابنُ فارِسٍ : قالَ بَعْضُهم : يُقالُ للرّجُلِ : إِنَّ فِيكَ كَذا ، فيَقُول : أَمَا واللهِ ما أَتَأَبَّقُ ، أَي : ما أُنْكِرُ ، ويُقال : يا ابنَ فُلانَةَ ، فيقولُ : ما أَتَأَبَّقُ مِنْها ، أَي : ما أُنْكِرُها.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

تَأَبَّقَتِ النَّاقةُ : حَسَبَت لبَنَها.

والأَبَقُ ، مُحَركّةً : حَبْلُ القِنَّبِ ، وقالَ ثَعْلَبٌ : هو الكَتّانُ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

[أجدانق] : أجْدَانَقَان ، بالضمِّ : قريةٌ على بابِ دَوِين (١) ، وبِها وُلِدَ أَيُّوبُ بنُ شادِي ، والدُ المَلِكِ النّاصِرِ صَلاحِ الدّينِ يُوسُف ، ذكره ابنُ خِلِّكانَ.

[أرق] : الأَرَقُ ، مُحَرَّكةً : السَّهَرُ كما في الصِّحاحِ ، وزادَ الصاغانِيُّ : باللَّيْلِ وفي التَّهْذِيبِ : هو ذَهابُ النومِ باللَّيْلِ ، وفي المُحكم : ذَهابُ النّوْمِ لِعِلَّةٍ ، ونَقَلَ شَيْخُنا ـ عَنْ بَعْضِ فُقَهاءِ اللُّغَةِ ـ أَنَّه السَّهَرُ في مَكْرُوهٍ ، وقَيَّدَه هكذا ، وأَنَّ السَّهَرَ أَعَمُّ وبه فَسَّرُوا قولَ المُتَنَبِّي :

أَرَقٌ على أَرَقٍ ومِثْلِيَ يَأْرَقُ

وأَسىً يَزِيدُ وعَبْرةٌ تَتَرَقْرَقُ

كالائتِراقِ على الافْتِعال ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقد أَرِقَ ، كفَرِحَ يَأْرَقُ أَرَقاً فهو أَرِقٌ ككَتِفٍ وآرِقٌ كناصِرٍ ، وأَنشدَ ابنُ فارِسٍ ـ في المَقايِيسِ ـ :

فَبِتُّ بلَيْلِ الآرِقِ المُتَمَلْمِلِ (٢)

قلت : هو قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ. والإِرْقانُ ، بالكسرِ : شَجَرٌ أَحْمَرُ بعَيْنِه ، نقله ابنُ فارِسٍ ، وأَنشد :

وتَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنامِلُهُ

كأَنَّ في رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ إِرْقانِ(٣)

قلتُ : وهو قولُ الأَصْمَعِيّ ، كما في التَّكْمِلَةِ.

وقِيلَ : الإِرْقانُ : الحِنّاءُ.

وقال الأَصْمَعِيُّ : الإِرْقانُ : الزَّعْفَرانْ وقال غيرُه : هو دَمُ الأَخَوَيْنِ وكُلُّ ذلِك فُسِّرَ به البَيْت.

والإِرْقانُ : آفةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ. (٤)

ودَاءٌ يُصِيبُ النّاسَ يَصْفَرُّ منه الجَسدُ كالأَرَقانِ ، مُحَرَّكةً نقلَها الجَوْهَرِيُّ وبكَسْرَتَيْنِ ، وبَفَتْحِ الهمزةِ وضَمَّ الرّاءِ ، والأَرْقُ ، والأَرْقانُ ، بفَتْحِهما ، والأَراقُ كغُرابٍ ، واليَرَقانُ محرّكَةً ، وهذه أَشْهَرُ فهذه ثَماني لغاتٍ ، اقتصر الجَوْهَرِيُّ على الثّانِيةِ والأَخِيرةِ ، وفي اللِّسانِ : ومن جَعَل هَمْزَتَه بدلاً فحُكْمُه الياءُ ، قالَ الأَطِبّاءُ : اليَرَقانُ : يَتَغَيَّرُ منه لَوْنُ البَدَنِ تَغيُّرًا فاحِشاً إِلى صُفْرةٍ أَو سَوادٍ ، بجَرَيانِ الخِلْطِ الأَصْفَرِ أَو الأَسْوَدِ إِلى الجِلْدِ وما يَلِيه بِلا عُفُونَةٍ كذا في الشِّفاءِ لابن سِينَا.

وزَرْعُ مَأْرُوقٌ ، ومَيْرُوقٌ : أَي مَؤُوفٌ ، وكذلِكَ نَخْلَةٌ مَأْرُوقَةٌ.

وأُرَيْق كزُبَيْرٍ : ع هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ ، وهو غَلَطٌ ، صوابه «كغُرابٍ» كما هو في الصِّحاح والعُبابِ واللِّسانِ والمُعْجَمِ ، وأَنْشَدُوا لابْنِ أَحْمَرَ الباهِلِيّ :

كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ حُفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُراقَ عِينَا (٥)

وقال الجَوْهَريٌ : قال الأصْمَعِيُّ : رَأَى رَجُلٌ الغُولَ على جَمَلٍ أَوْرَقَ ، فقالَ : جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْقِ على أُرَيْقٍ ، أَي : بالدَّاهِيَةِ ، زادَ غيُره العَظِيمَة وقالَ الصّاغانيُّ : الكَبِيرَةُ ، وقالَ

__________________

(١) بالأصل «وديف» والتصحيح والضبط عن معجم البلدان.

(٢) المقاييس ١ / ٨٢ واللسان ونسبه لذي الرمة ، وعجزه في ديوانه ص ٥٠٩ :

أتاني بلا شخصٍ وقد نام صحبتي

(٣) اللسان ط دار المعارف برواية : «ويترك ...»

(٤) اللسان : الزرع والنخل.

(٥) وذكر ياقوت شاهداً آخر ، قول زيد الخيل :

ولما أن بدت لصفا أراق

تجمع من طوائفهم فُلولُ

٤

أَبُو عُبَيْدٍ : أَصلُه من الحَيّاتِ ، وقال الأَزْهَرِيُّ : صَغَّرَ الأَوْرَقَ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ كسُوَيْدٍ في أَسْوَدَ ، والأَصْلُ وُرَيْقُ ، فقُلبَت الواوُ هَمْزَةً ذَكَرَه في هذا التَّركِيبِ ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ : حَقُّ أُرَيْقٍ أَنْ يُذْكَرَ في فصل «ور ق» لأَنَّه تصغِيرُ أَوْرَقَ ، كقَوْلِهم في أَسْوَدَ : سُوَيْدٌ ، ومما يَدُلُّ على أَنَّ أَصْلَ الأُرَيْقِ الحَيّاتُ ـ كما قال أَبو عُبَيد ـ قولُ العَجّاجِ :

وقد رَأَى دُونِيَ من تَجَهُّمِي (١)

أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ الأَزْنَمِ

بدلالَةِ قولِه : «الأَزْنَمِ» وهو الَّذِي له زَنَمَةٌ من الحَيَّاتِ.

وآرَقَه كَذَا وأَرَّقَه إِيراقاً وتَأْرِيقاً ، وعلى الثانِي اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ : أَسْهَرَه وهو مُؤَرَّقٌ قال :

مَتَى أَنامُ لا يُؤرِّقْنِي الكَرِي

قال سِيبَوَيْه : جَزَمه لأَنّه في معنى إِنْ يَكُن لي نَوْمٌ في غيرِ هذه الحالِ لا يُؤَرِّقْنِي الكَرِيُّ ، وقال تَأَبَّطَ شَرّاً :

يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ

ومَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوالِ طَرّاقِ (٢)

وقال رُؤْبَةُ :

أَرَّقَنِي طارِقُ هَمٍّ أَرّقَا

ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا

وقالَ الأَعْشَى :

أَرِقْتُ وما هَذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ

وما بِيَ من هَمٍّ وما بِيَ تَعْشَقُ (٣)

ومُؤَرِّقٌ كمُحَدِّثٍ : عَلَمٌ منهم مُؤَرِّقٌ العِجْلِيُّ وغيرُه ، قال ابنُ دُرَيْدٍ في تَرْكِيب «ور ق» فأَمّا تَسْمِيَتُهم مُؤَرِّقاً فليسَ من هذا ، ذاكَ من الأَرَقِ ، وهو ذَهابُ النَّوْمِ (٤).

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

رَجُلٌ أَرُقٌ كَندُسٍ ، وأُرُقٌ بضَمَّتَينِ ، بمعنى آرِقٍ.

وقِيلَ : إِذا كانَ ذلِكَ عادَتَه فبِضمِّ الهَمْزَةِ والراءِ لا غيرْ. وأُراقُ (٥) ، كغُرابٍ : موضِعٌ في قَوْلِ ابنِ أَحْمَرَ :

كأَنَّ عَلَى الجِمالِ أَوانَ حُفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُراقَ عِينَا

وقالَ ابنُ زَيْدِ الخَيْلِ الطّائِيُّ :

ولَمَّا أَنْ بَدَت لصَفَا أُراقٍ

تَجَمَّعَ مِنْ طَوائِفِهمْ فُلُولُ

[أزق] : أَزِقَ صَدْرُه ، كفَرِحَ وضَرَبَ الأَوَّلُ عن ابنِ دُرَيْدٍ أَزْقاً بالفَتْحِ وأَزَقاً بالتّحْرِيكِ ، وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ : ضاقَ وفي الصِّحاحِ والعُبابِ : الأَزْقُ : الأَزْلُ ، وهو الضِّيقُ.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الأَزَقُ ، بالتَّحْرِيكِ : الضِّيقُ ، يُقال : أَزِقَ ، بالكَسْرِ ، يأْزَقُ أَزَقاً ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ في قَولِ رُؤْبَةَ يَصِفُ نامُوسَ الصَائِدِ :

مُضطَّمِراً (٦) كالقَبْرِ بالضَّيْقِ الأَزَقْ

حَرّك الزّاي ضَرورَةً ، قال الصّاغانِيُّ : الدَّلِيلُ على صِحَّةِ قولِ الأَصْمَعِيِّ قولُ العَجّاجِ :

أَصْبَحَ مَسْحُولٌ يُوازِي (٧) شِقَّا

مَلَالَةً يَمَلُّها وأَزْقَا

أَو أَزِقَ الرَّجُلُ : إِذا تَضايَقَ صَدْرُه في الحَرْبِ ، كتَأَزَّقَ فِيهِما ، وحكى الفَرّاءُ : تأَزَّقَ صَدْرِي ، وتَأَزَّل ، أَي : ضاقَ.

والمَأْزِقُ ، كمَجْلِسٍ : المَوْضِعُ المَضِيقُ الذي يَقْتَتلونَ فيهِ ، قالَ اللَّحْيانِيّ : وكذلِكَ مَأْزِقُ العَيْشِ ، ومنه سُمِّي مَوْضِعُ الحَرْبِ مَأْزِقاً ، والجمعُ المَآزِقُ ، قال جَعْفَرُ بنُ عُلْبَةَ الحارِثِيُّ :

إِذا ما ابْتَدَرْنَا مَأْزِقاً فَرَّجَتْ لَنَا

بأَيْمانِنَا بِيضٌ جَلَتْهَا الصَّيَاقِلُ

وفي المَقايِيس لابنِ فارِسٍ : اسْتُؤْزِقَ على فُلانٍ : إِذا ضاقَ عليهِ المَكانُ فَلَمْ يُطِقْ أَنْ يَبرُزَ.

ثمّ إِنَّ هذا الحَرْفَ مكتوبٌ عِنْدَنا في النُّسَخِ بالحُمْرَةِ ، وقد وُجِدَ في نُسَخِ الصِّحاحِ ، فانظُرْه.

__________________

(١) عن الديوان ص ٦٢ وبالأصل «تهجمي».

(٢) المفضليات ص ٢٧.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١٦ برواية :

وما بي من سقم وما بي معشقُ

(٤) الجمهرة ٢ / ٤١٠.

(٥) تقدمت الإشارة إليه ، وقد مر الشاهد أثناء المادة.

(٦) عن الديوان ص ١٠٧ وبالأصل «مضطرما».

(٧) عن الديوان ص ٤٠ وبالأصل «يوارى» بالراء.

٥

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

أَزَقْتُه أَزْقاً : ضَيَّقْتُه ، فأَزَقَ هو ؛ أَي : ضاقَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، نقله شَيْخُنا.

* ومما يستدرك عليه :

[أَسق] : المِئْساقُ : الطَّائِرُ الذي يُصَفِّقُ بجنَاحَيْهِ إِذا طار ، ذكره صاحبُ اللِّسانِ هكَذا ، وأَهْمَلَه الجَماعةُ ، ويُقَوِّي قولَهُم : إِنَّ أَصْلَه الهَمْزُ جَمْعُهُم له على مآسِيقَ لا غيرُ ، قالَهُ ابنُ سِيدَه ، وسيأْتِي في «و س ق».

* ومما يستدرك عليه أَيضاً :

[استبرق] : اسْتَبْرَقُ ؛ أَورَدَه الجَوْهَرِيُّ في «برق» على أَنَّ الهَمْزَةَ والسينَ والتّاءَ من الزَّوائِدِ ، وذَكَرَه أَيضاً في السِّينِ والرّاءِ ، وذَكَرَه الأَزْهريُّ في خُماسيِّ القافِ على أَنَّ هَمْزَتَها وحْدَها زائِدةٌ ، وصَوَّبَه ، وسيأْتِي الكَلامُ عليه فيما بَعْدُ.

[أشق] : الأُشَّقُ ، كسُكَّرٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال الصّاغانِيُّ : ويُقالُ : وُشَّقٌ بالواو أَيضاً وقالَ اللَّيْثُ ويُقالُ : أُشَّجٌ أَيضاً بالجيمِ بدلَ القافِ ، وهكذا يُسَمّى بالفارِسيّةِ ، وقد ذُكِرَ في مُوْضِعِه : صَمْغُ نَباتٍ كالقِثَّاءِ شَكْلاً ، وغَلِطَ مَنْ جَعَلَه صَمْغَ الطُّرْثُوثِ فيه تَعْرِيضٌ على الصّاغَانِيِّ ، حيثُ جَعَلَه صَمْغَ الطُّرْثُوثِ مُلَيِّنٌ مُدِرُّ مُسَخِّنُّ مُحَلِّلُ ، تِرْياقٌ للنَّسَا والمَفاصِلِ ، ووَجَعِ الوَرِكَيْنِ شُرْباً مِثْقالاً ومَرَّ له في الجِيِم أَنّه صَمْغٌ كالكُنْدُرِ ، وفي العُبابِ : يُلْزَقُ به الذَّهَبُ على الرَّقِّ ، قالَ : هو دَواءٌ كالصَّمْغِ ، دَخِيلٌ في العَرَبِيَّةِ ، وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ في أَرْبَعَةِ مَواضِعَ ، وهو المَعْرُوفُ الآنَ بمصرَ «بقَنَا وَشَقْ».

[أفق] : الْأُفُقُ ، بالضَّمِّ ، وبضَمَّتَيْنِ كعُسْرٍ وعُسُرٍ : النّاحِيَةُ ، ج : آفاقٌ قالَ الله تَعالَى : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) (١) وقالَ عَّزَّ وجَلَّ : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ) (٢) وقد جَمَعَ رُؤْبَةُ بينَ اللُّغَتَيْنِ :

ويَغْتَزِي (٣) مِنْ بَعْدِ أُفْقٍ أُفُقَا

قالَ شيخُنا : وذَكَرُوا في الْأُفْقِ بالضمِّ أَثَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً وجَمْعاً ، كالفُلْكِ ، كما في النِّهاية ، قلتُ : وبه فُسِّرَ بَيْتُ الْعَبَاسِ رضي‌الله‌عنه يمدحُ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

وأَنْتَ لمّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْ

أَرْضُ وضاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفْقُ

ويُقال : إِنَّه إِنَّما أَنَّثَ الْأُفُقَ ذَهاباً إِلى النّاحِيَةِ ، كما أَنَّثَ جَرِيرٌ السُّورَ في قولِه :

لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَضَعْضَعَتْ

سُورُ المَدِينَةِ والجِبالُ الخُشَّعُ

أَو الأُفُقُ : ما ظَهَرَ مِنْ نَواحِي الفَلَكِ وأَطْرافِ الأَرْضِ.

أَو الأُفُقُ : مَهَبُّ الرِّياح الأَرْبَعَة : الجَنُوبِ ، والشَّمالِ ، والدَّبُورِ ، والصَّبَا.

والأُفُق : ما بَيْنَ الزِّرَّيْنِ المُقَدَّمَيْنِ في رُواقِ البَيْتِ.

وأُفُقُ البَيْتِ من بُيوتِ الأَعْرابِ : نَواحِيهِ ما دُونَ سَمْكِه.

وهو أَفَقِيٌّ ، بفَتْحَتَيْنِ لمن كانَ من آفاقِ الأرْضِ (٤) ، حكاه أَبو نَصْرٍ ، كما في الصِّحاحِ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهو عَلَى غَيْرِ قِياسٍ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ : بعضُهُم يَقُولُ : أُفُقِيٌّ بضَمَّتَيْنِ وهو القِياسُ ، قالَ شيخُنا : النَّسَبُ للمُفْردِ هو الأَصْلُ في القَواعِدِ ، وبقيَ النظَرُ في قولِ الفُقَهاءِ في الحَجِّ ونحوه آفاقِيُّ هل يَصِحُّ قِياساً على أَنْصارِيٍّ ونحوِه ، أَو لا يَصِحُّ بناءً على أَصلِ القاعِدَةِ؟ والنِّسْبَةُ إِلى الجمعِ مُنْكَرَةٌ ، أَطالَ البحثُ فيهِ ابنُ كَمال باشا في الفَرائِدِ ، وأَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ ، ومالَ إِلى تَصْحِيحِ قولِ الفُقَهاءِ ، وذَهَبَ النَّوَوِيُّ إِلى إِنْكارِ ذلِكَ وتَلْحِينِ الفُقَهاءِ ، والأَوّلُ عندِي صَوابٌ ولا سِيَّما وهُناكَ مواضِعُ تُسَمَّى أُفُقاً تَلْتَبِسُ النِّسْبَةُ إِلَيْها ، والله أَعلمُ.

ورَجُلٌ أَفّاقٌ كشَدّادٍ : يَضْرِبُ في الآفاقِ : أَي نَواحِي الأَرْضِ مُكْتَسِباً ومنه حَدِيثُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ : «صَفّاقٌ أَفّاقٌ».

وفَرَسٌ أُفُقٌ ، بضَمَّتَيْنِ : أَي رائِعٌ يُقالُ للذَّكَرِ والأُنْثَى كما في الصِّحاحِ ، وأنْشَدَ للشّاعِرِ المُرادِيّ ، هو عَمْرُو بنُ قِنْعاس :

__________________

(١) سورة النجم الآية ٧.

(٢) سورة فصلت الآية ٥٣.

(٣) عن الديوان ص ١١٤ وبالأصل : «ويعتري» وقد تقدم في مادة أبق مع شطر آخر.

(٤) أي نواحيها ، وهو قول الأصمعي كما في التهذيب. وقال ابن السكيت أَفَقي إذا أضفته إلى الآفاق.

٦

وكُنْتُ إِذا أَرَى زِقًّا مَرِيضاً

يُناحُ على جِنازتِه بَكَيْتُ

أُرَجِّلُ لِمَّتِي وأَجُرُّ ذَيْلِي

وتَحْمِلُ شِكَّتِي أُفُقٌ كُمَيْتُ (١)

وأُفِقَ الرَّجُلُ كفَرِحَ يَأْفَقُ أَفَقاً : بَلَغَ النِّهايَةَ في الكَرَمِ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ أَوْ فِي العِلْمِ ، أَو في الفَصاحَةِ وغيرِها من الخَيْرِ من جَمِيع الفَضائِلِ ، فهو آفِقٌ على فاعِلٍ ، ومنه قولُ الأَعْشَى يَمْدَحُ إِياسَ بنَ قَبيصَةَ :

آفِقاً يُجْبَى إِليهِ خَرْجُه

كُلّ ما بَيْنَ عُمانٍ ومَلَحْ (٢)

وكذلِكَ أَفِيقٌ.

وقالَ ابنُ بَرِّي : ذَكَر القَزَّازُ أَنّ الآفِقَ فِعْلُه أَفَقَ يَأْفِقُ ، أَي : من حَدِّ ضَرَبَ ، وكذا حُكِيَ عن كُراع ، واسْتَدَلَّ القَزّازُ عَلَى أَنَّه آفِقٌ على زِنَةِ فاعِلٍ بكونِ فِعْلِه على فَعَلَ ، وأَنشَدَ أَبو زِيادٍ شاهدًا على آفِقٍ بالمَدِّ لسِراجِ بنِ قُرَّةَ الكِلابِيِّ :

وهيَ تَصَدَّى لرِفَلٍّ آفِقِ

ضَخْمِ الحُدُولِ بائِنِ المَرافِقِ

وأَنْشَد غَيْرُه لأَبِي النَّجْمِ :

بَيْنَ أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ

بَيْنَ المُصَلِّي والجَوادِ السّابِقِ

وأَنشَدَ أَبو زَيْدٍ :

تَعْرِفُ في أَوْجُهِهَا البَشائِرِ

آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ

وقالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ : «أَفِقٍ مُشاجِرِ» بالقصرِ لا غيرُ ، قال : والأَبْياتُ المُتَقَدِّمةُ تَشْهَدُ بفسادِ قولِه.

وهي بهاءٍ عن ابنِ فارِسٍ ، وقال غيرُه : لا يُقال في المُؤَنَّثِ على القياسِ.

والآفِقُ : فَرَسٌ كانَ لفُقَيْمِ بن جَرِيرِ بنِ دارِمٍ ، قال دُكَيْنُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمِيُّ :

بَيْن الخُبَاسِيّاتِ (٣) والأَوافِقِ

وبَيْنَ آلِ ساطِعٍ وناعِقِ

كُلُّها أَسامِي خُيُولِ فُقَيْم.

وأَفَقَ فلانٌ يَأْفِقُ من حَدِّ ضَرَبَ : إِذا رَكِبَ رَأْسَه ، وذَهَبَ في الآفاقِ وفي الصِّحاحِ : أَفَقَ فُلانٌ : إِذا ذَهَب في الأَرْضِ ، والَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ هو قولُ اللَّيْثِ.

وأَفَقَ في العَطاءِ أَفْقاً ؛ أَي : فَضَّلَ ، وأَعْطَى بَعْضاً أَكْثَرَ من بَعْضٍ نقله الجَوْهَرِيُّ ، وأَنشَدَ للأَعْشَى يَمْدَحُ النُّعْمانَ :

ولا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لقِيتُه

بنِعْمَتِه يُعْطِي القُطُوطَ ويَأْفِقُ(٤)

ويُرْوَى : «بغِبْطَتِه» وأَرادَ بالقُطُوطِ : كُتُبَ الجَوائِزِ ، قيل : مَعْنَى يأْفِقُ : يُفَضِّلُ (٥) ، وقِيلَ : يَأْخُذُ من الآفاقِ.

وأَفَقَ الأَدِيمَ يَأْفِقُه أَفْقاً : إِذَا دَبَغَه إِلَى أَنْ صارَ أَفِيقاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وأَفَقَ : أَي كَذَبَ كأَفَك ، عن ابنِ عَبّادٍ.

وأَفَقَ يَأْفِقُ أَفْقاً : إِذا غَلَبَ عن كُراعٍ ، وابنِ عَبّادٍ.

وأَفَقَ أَفْقاً : خَتَنَ عن ابنِ عَبّادٍ.

وأَفَقُ الطَّرِيقِ ، مُحَرَّكَةً : سَنَنُهُ ، وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : وَجْهُه ، ج : آفاقٌ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ ، ومنه قولُهم : قَعَدَ فلانٌ على أَفَقِ الطَّرِيقِ.

والأَفِيقُ كأَمِيرٍ : الفاضِلَةُ من الدِّلاءِ قاله أَبو عَمْرٍو ، ونَصُّه عَلَى الدِّلاءِ.

وأَفِيقٌ : ة ، بينَ حَوْرانَ والغَوْرِ وهو الأُرْدُنُّ ومنه عَقَبَةُ أَفِيقٍ ، ولا تَقُلْ : فِيقٍ فإِنّها عامِّيَّةٌ ، وهي عَقَبَةٌ طَوِيلَةٌ نحوَ مِيلَيْنِ ، قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :

لِمَن الدّارُ أَقْفَرَتْ لِمَعانِ

بين أَعلى اليَرْمُوكِ فالصَّمّانِ (٦)

__________________

(١) في اللسان : «بزتي» بدلاً من «شكتي» وفي التهذيب : «أجر ثوبي» بدلاً من «أجر ذيلي».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٣٨ «وخرجه» عن الديوان وبالأصل «ضرحه» وفي الديوان «فملح» بدل «وملح».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الجناسيات».

(٤) ديوانه ص ١١٧ برواية «بإمته» بدل «بنعمته» والإمة : النعمة.

(٥) أي يعطي بعضاً أكثر من بعضٍ.

(٦) ديوانه برواية «بمعان» بدلاً من «لمعان».

٧

فقَفا جاسِمٍ فدَارِ خُلَيْدٍ

فأَفِيقٍ فجانِبَيْ تَرْفُلانِ (١)

و [أُفَيْقُ ، بلَفْظِ التّصْغِيرِ] : ع لبَنِي يَرْبُوعٍ [قالَ أَبُو دُؤاد] :

وأَرانَا بالجَزْعِ جَزْعِ أُفَيْقٍ

نَتَمَشَّى كمِشْيَةِ الناقانَ (٢)

وع لبني يربوع. (٢)

أَو أَفِيقُ : ة بنَواحي ذَمارِ وقد أَغفله ياقُوتُ والصّاغَانيُّ.

والأَفِيقُ : الجِلْدُ الذي لم يَتِمَّ دِباغُه وفي الصِّحاحِ : لم تَتِمَّ دِباغَتُه ، وقالَ ثَعْلَبٌ : الَّذِي لم يُدْبَغْ.

أَو الأَفِيقُ : الأَدِيمُ دُبِغَ قَبْلَ أَنْ يُخْرَزَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ أَو قَبْلَ أَنْ يُشَقَّ (٣).

وقيل : هو ما دُبِغَ بغيرِ القَرَظِ (٤) والأَرْطَى وغَيْرِهِما من أَدْبِغَةِ أَهْلِ نَجْدٍ ، وقِيلَ : هو حِينَ يَخْرُجُ مِنَ الدِّباغِ مَفْرُوغاً منه ، وفيه رائِحَتُه ، وقِيلَ : أَوّلُ ما يَكُونُ من الجِلْدِ في الدِّباغِ فهو مَنِيئَةٌ ، ثم أَفِيقٌ ، ثم يَكُونُ أَدِيماً كالأَفِيقَةِ والأَفِقِ ، ككَتِفٍ وسَفِينَةٍ فِيهِما وقَدْ جاءَ ذِكْرُ الأَفِيقَةِ في حَدِيثِ غَزْوَانَ : «فانْطَلَقْتُ إِلى السُّوقِ فاشْتَرَيْتُ أَفِيقَةً» أَي : سِقاءً من أَدَمٍ ، قال ابنُ الأَثِيرِ : أَنَّثَه على تَأْوِيلِ القِرْبَةِ والشَّنَّةِ ، قال ابنُ سِيدَه : وأَرَى ثَعْلَباً قد حَكَى في الأَفِيقِ الأَفِقَ ، مثل النَّبِقِ ، وفسَّرَه بالجِلْدِ الذي لم يُدْبَغْ ، قال : ولَسْتُ منه على ثِقَةٍ.

ج : أَفَقٌ ، مُحَرَّكَةً مثل أَدِيمٍ وأَدَمٍ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ويُقال : أُفُقٌ بضَمَّتَيْنِ وأَنْكَرَه اللِّحْيانِيُّ ، وقال : لا يُقالُ في جَمْعِه أُفُقٌ أَلْبَتَّةَ ، وإِنَّما هو الأَفَقُ بالفَتْح ، فأَفِيقٌ عَلَى هذا له اسْمُ جَمْعٍ ولَيْسَ له جَمْعٌ أَو المُحَرَّكَةُ اسْمُ جَمْعٍ وليس بجَمْعٍ لأَنَّ فَعِيلاً لا يُكَسَّرُ عَلَى فَعَل كما في المُحْكَمِ.

وقالَ الأَصْمَعِيُّ : جَمْعُ الأَفِيقِ : آفِقَةٌ ، كأَرْغِفَةٍ في رَغِيفٍ ، وآدِمَةٍ في أَدِيمٍ ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

والأَفَقَةُ ، مُحَرَّكَةً : الخاصِرَةُ والجَمْعُ أَفَقٌ ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ كالآفِقَةِ مَمْدُودَةً وهذا عن ثَعْلَبٍ.

وقالَ الَّيْثُ : الأَفَقَةُ : مَرْقَةٌ مِنْ مَرْقِ الإِهابِ قالَ : ومَرْقُهُ : أَنْ يُدْفَنَ تَحْتَ الأَرْضِ حَتَّى يُمَرَّطَ ويَتَهَيَّأَ دِباغُه.

وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الأُفْقَةُ ، بالضّمِّ : القُلْفَةُ.

قال : ورَجُلٌ آفَقُ ، على أَفْعَلَ : إِذا لَمْ يُخْتَنْ.

والأُفاقَةُ ككُنَاسَةٍ : ع ب البَحْرَيْنِ ، قُرْبَ الكُوفَةِ ذَكَرَه لَبِيدٌ فَقالَ :

وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقَةِ عالِياً

كَعْبِي ، وأَرْدافُ المُلُوكِ شُهُودُ (٥)

وأَنْشدَ ابنُ بَرِّيّ للجَعْدِيِّ :

ونَحْنُ رَهَنَّا بالأُفاقَةِ عامِرًا

بما كانَ في الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلَا

أَو هُو : ماءٌ لبَني يَرْبُوعٍ قالَه المُفَضَّلُ ، وله يَوْمٌ مَعْرُوفٌ ، قال العَوّامُ بنُ شَوْذَب (٦) :

قَبَحَ الإِلهُ عِصابَةً من وائِلٍ

يَوْمَ الأُفاقَةِ أَسْلَمُوا بِسْطامَا

وكانَت الأُفاقَةُ من مَنازِلِ أَهْلِ المُنْذِرِ ، وقالَ ياقُوت : ورُبّما صَحَّفُه قومٌ فقالُوا : الأَفاقِهُ ، بفتحِ الهَمْزَةِ وإِظْهارِ الهاءِ ، مثلُ جَمْعِ فَقِيهٍ.

وأُفاقٌ كغُرابٍ : ع قال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ :

__________________

(١) رواية الديوان :

فقفا جاسمٍ فأودية الصُّفَّ

ر مغنى قبائلٍ وهجانِ

والمثبت كرواية ياقوت «أفيق».

(٢) كذا ورد البيت بالأصل مع شعر حسان ، والذي في معجم البلدان «أُفيق» بلفظ التصغير موضع في بلاد بني يربوع ... قال أبو دواد الإيادي :

ولقد أغتدي يدافع ركني

صنتع الخدّ أيَدُ القصراتِ

وأرانا بالجزع ...

نتمشى كمشية الناقلاتِ

(٣) في القاموس : «يُسَقَّ» وعلى هامشه عند نسخة أخرى : «يُشَقَّ».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : بغير القرظ والأرطى الخ عبارة اللسان : وقيل هو ما دبغ بغير القرظ من أدبغة أهل نجد مثل الأرطى والحلب والقرنوة والعرنة وأشياء غيرها ، فالتي تدبغ بهذه الأدبغة أَفَقٌ حتى تُقدَ ، فيتخذ منها ما يُتّخذ».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٤٧ وفي شرحه : الأفاقة موضع بالحزن كانت تتبدى فيه ملوك الحيرة.

(٦) في معجم البلدان «الأفاقة : العوّام أخو الحارث بن همّام.

٨

سَقَى بَطْنَ العَقِيقِ إِلى أُفاقٍ

فَفاثُورٍ إِلى لَبَبِ الكَثِيبِ (١)

وقال نَهْشَلُ بنُ حَرِّيٍّ :

يَجُرُّونَ الفِصالَ إِلى النَّدامَى

برَوْضِ الحَزْنِ من كَنَفَيْ أُفاقِ

والأَفِيقَةُ كَكَنِيسَةٍ : الأَفِيكَةُ ، أَو هِيَ الدَّاهِيَةُ المُنْكَرَةُ.

وقال الأَصْمَعِيُّ : يُقالُ : تَأَفَّقَ بِنَا فلانٌ : أَي أَتانَا من أُفُقٍ قال أَبو وَجْزَةَ :

أَلَا طَرَقَتْ سُعْدَى فكَيْفَ تأَفَّقَتْ

بِنَا وهي مِيسانُ اللَّيالِي كَسُولُها

وقِيلَ : تَأَفَّقَتْ : أَلَمَّتْ بِنَا ، وأَتَتْنَا.

* ومما يُسْتَدْرَك عليه :

أَفَقَه يَأْفِقُه : إِذا سَبَقَه في الفَضْلِ ، وكَذا أَفَقَ عليهِ ، قال الكُمَيْتُ :

الفاتِقُونَ الرّاتِقُو

نَ الآفِقُونَ على المَعاشِرْ

وأَفَقَ يأْفِقُ : أَخَذَ مِن الآفاقِ.

وقالَ الأَصْمَعِيُّ : بَعِيرٌ آفِقٌ ، وفَرَسٌ آفِقٌ : إِذا كانَ رائِعاً كَرِيماً ، والبَعِيرُ عَتِيقاً كَرِيماً.

وفَرَسٌ آفِقٌ ، قُوبِلَ من آفِقٍ وآفِقَةٍ : إِذا كانَ كَرِيمَ الطَّرفَيْنِ ، كما في الصِّحاحِ.

قال ابنُ بَرِّيّ : والأَفِيقُ من الإِنْسانِ ، ومن كُلِّ بَهِيمَةٍ : جِلْدُه ، قال رُؤْبَةُ يصِفُ سَهْمَاً :

يَشْقَى بهِ صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ

وفي نَوادِرِ الأَعْراب : تَأَفَّقَ بهِ ، وتَلَفَّقَ : لَحِقَه.

[ألق] : أَلَقَ البَرْقُ يَأْلِقُ من حَدّ ضَرَبَ أَلْقاً بالفَتْحِ وإِلاقاً ، ككِتابٍ : إِذا كَذَبَ قالَه أَبو الهَيْثَمِ فهو أَلَّاقٌ كشَدّادٍ : كاذِبٌ ، لا مَطَرَ فيهِ.

والإِلاقُ كَكِتابٍ : البَرْقُ الكاذِبُ الذِي لا مطَرَ له قال النّابِغَةُ [الجَعْدِيُّ] رضي‌الله‌عنه وَجَعَلَ الكَذُوبَ إِلاقاً :

ولَسْتُ بذِي مَلَقٍ كاذِبٍ

إِلاقٍ كبَرْقٍ مِنَ الخُلَّبِ

والإِلْقُ ، بالكَسْرِ : الذَّئْبُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وهو قولُ ابنِ الأَعْرابِيَّ ، وكذلك الإِلْسُ ، قالَ والإِلْقَةُ : الذِّئْبَةُ وجَمْعُها إِلَقٌ ، قال رُؤْبَةُ :

جَدَّ وجَدَّتْ إلْقَةٌ مِن الإِلَقْ

ورُبّما قالُوا : القِرْدَةُ إِلْقَةٌ ، وذَكَرُها قِرْدٌ ورُبَّاحٌ لا إِلْقٌ قالَ بِشْرُ بنُ المُعْتَمِرِ :

وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَهَا

والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ

وقالَ اللَّيْثُ : الإِلْقَةُ يُوصَفُ بِها المَرْأَةُ الجَرِيئَةُ لخُبْثِها.

والأَوْلَقُ : الجُنُونُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وهو قَوْلُ الرِّياشِيِّ ، قال الجَوْهَريُّ : هو فَوْعَلٌ ، قالَ : وإِن شِئْتَ : جَعَلْتَه أَفْعَلَ ؛ لأَنَّه يُقالُ : أُلِقَ الرَّجُلُ كعُنِيَ أَلْقاً فهو مَأْلُوقٌ ، على مَفْعُولٍ ، أَي : جُنَّ ، قالَ الرِّياشِيُّ : وأَنْشَدَنِي أَبو عُبَيْدَةَ :

كأَنَّما بي مِنْ إِرانِي أَوْلَقُ (٢)

وقالَ رُؤْبَةُ :

كأَنَّ بِي مِنْ أَلْقِ جِنٍّ أَوْلَقَا

والأَوْلَقُ : سَيْفُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه وهو القائِلُ فيه :

أَضْرِبُهُمْ بالأَوْلَقِ

ضَرْبَ غُلامٍ مُمْئِقِ

بصارِمٍ ذِي رَوْنَقِ

والمَأْلُوقُ : المَجْنُونُ هو من أُلِقَ كعُنِيَ كالمُؤَوْلَقِ على مُفَوْعَلٍ ، وذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في صُورَةِ الاسْتِدْلالِ على أَنَّ الأَوْلَقَ وزْنُه فَوْعَلٌ ، قال : لأَنَّه يُقالُ للمَجْنُونِ : مُؤَوْلَقٌ.

قلتُ : وهو مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ ، كما تَقُولُ : جَوْهَرٌ ومُجَوْهَرٌ ، وذَهَبَ الفارِسِيُّ إِلى احْتِمَالِ كَوْنِه أَفْعَلَ ، بزيادةِ الهَمْزَةِ ، وأَصالَةِ الواوِ ، وهو القَوْلُ الثّانِي الذي ساقَهُ الجَوْهَرِيُّ بقولِه : وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأَوْلَقَ أَفْعَلَ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ بعضُ النَّحْويِّين : أَوْلَقُ أَفْعَل ، وهذا غَلَطٌ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ ؛

__________________

(١) بالأصل «فعا ثور إلى السبب» والمثبت عن معجم البلدان.

(٢) نسب بحواشي المطبوعة الكويتية إلى الزفيان السعدي.

٩

لأَنَّه عِنْدَهُم في وَزْنِ فَوْعَل. قلتُ : ولكِن أَيَّدُوا هذا القَوْلَ الأَخِيرَ بأَنَّ ابنَ القَطَّاعِ حَكَى وَلَقَ ، وفيه كلامٌ لابنِ عُصْفُورٍ وأَبِي حَيّان وغيرِهِما ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ ـ وهو نافعُ بنُ لَقِيطٍ الأَسَدِيُّ ـ :

ومُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِهِ

فتَرَكْتُه ذَفِراً كرِيحِ الجَوْرَبِ

أَي : هَجَوْتُه ، قال ابنُ بَرِّي : قَوْلُ الجَوْهَرِيِّ : «لأَنَّه يُقالُ : أُلِقَ الرَّجُلُ فهو مَأْلُوقٌ على مَفْعُولٍ» هذا وَهَمٌ منه ، وصَوابُه أَنْ يَقُولَ : وَلَقَ يَلِقُ ، وأَمّا أُلِقَ فهو يَشْهَدُ بكَوْنِ الهَمْزَةِ أَصْلاً لا زائِدَةً ، فتَأَمَّلْ.

والمَأْلُوقُ : فَرَسُ المُحَرِّقِ بنِ عَمْرٍو السَّدُوسِيِّ ، صفَةٌ غالِبَةٌ على التَّشْبِيهِ ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ : «المُحَرِّشِ بنِ عَمْرٍو» (١).

والمِئْلقُ ، كمِنْبَرٍ : الأَحْمَقُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ، وأَنْشَدَ :

شَمَرْدَلٍ غَيْرِ هُراءٍ مِئْلَقِ

أَو المَعْتُوهُ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ أَيْضاً.

وقال أَبو زَيْدٍ : امْرَأَةٌ أَلَقَى ، كجَمَزَى ، سَرِيعَةُ الوَثْبِ.

وأُلاق كغُرابٍ : جَبَلٌ بالتِّيهِ من أَرْضِ مِصْرَ ، من ناحِيَةِ الهامَةِ ، قالَه ياقُوت.

والإِلَّقُ كإِمَّعٍ : المُتَأَلِّقُ.

وقال ابنُ فارِسٍ : الأَلُوقَةُ : طَعامٌ طَيِّبٌ ، أَو زُبْدٌ برُطَبٍ وهذا قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ ، قال : وفيه لُغَتانِ : أَلُوقَةٌ ، ولُوقَةٌ ، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ ، وأَنشَدَ اللَّيْثُ لرَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ :

وإِنِّي لِمَنْ سَالَمْتُمُ لأَلُوقَةٌ

وإِنِّي لِمَنْ عادَيْتُمُ سِمُ أَسْوَدِ

وقال ابنُ سِيدَه : الأَلُوقَةُ : الزُّبْدَةُ ، وقِيلَ : الزُّبْدَةُ بالرُّطَبِ لتَأَلُّقِها ، أَي : بَرِيقِها ، قالَ : وقَدْ تَوَهّمَ قومٌ أَنَّ الأَلُوقَةَ لمّا (٢) كانَتْ هي اللُّوقَة في المَعْنَى ، وتَقارَبَتْ حُروفُهما من لَفْظِهِما ، وذلِكَ باطِلٌ ؛ لأَنَّها لَوْ كانَتْ مِنْ هذا اللَّفْظِ لوَجَبَ تَصْحِيحُ عَيْنِها ؛ إِذْ كانَت الزِّيادَةُ في أَوَّلِها من زِيادَةِ الفِعْلِ ، والمِثال مِثاله ، فكانَ يَجِبُ على هذَا أَنْ يَكونَ أَلْوُقَةً ، كما قالُوا في أَثْوُبٍ وأَسْوُقٍ وأَعْيُنٍ وأَنْيُبٍ ، بالصِّحَّةِ ؛ ليُفْرَقَ بذلِك بينَ الاسْمِ والفِعْلِ.

وتَأَلَّقَ البَرْقُ : الْتَمَعَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ومنه قَوْلُ الزَّفَيانِ :

والبِيضُ في أَيْمانِهِمْ تَأَلَّقَا (٣)

كائْتَلَقَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ جِنِّي : أَي لَمَعَ وأَضاءَ ، وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ في المَقايِيِس :

يُصِيخُ طَوْراً وطَوْراً يَقْتَرِي دَهِساً

كأَنَّه كَوْكَبٌ بالرَّمْلِ يَأْتَلِقُ(٤)

قلتُ : وقد عَدَّى الأَخيرَ ابنُ أَحمرَ فقالَ :

تُلَفِّفُها بدِيباجٍ وخَزٍّ

ليَجْلُوَها فتَأْتلِقُ العُيُونَا

وقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَدّاهُ بإِسْقاطِ حَرْفٍ ، أَو لأَنّ مَعْناه تَخْتَطِفُ.

وتأَلَّقَت المَرْأَةُ : إِذا تَبَرَّقَتْ وتَزَيَّنَتْ نقَلَه الصّاغانِيُّ.

أَو شَمَّرَتْ للخُصُومَةِ ، واسْتَعَدَّت للشَّرِّ ، ورفَعَتْ رَأْسَها قالَهُ ابنُ فارسٍ (٥) ، وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : معناهُ صارَتْ مثلَ الإِلْقَةِ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

الأَلْقُ ، بالفتحِ ، والأُلاقُ كغُرابٍ : الجُنُونُ عن أَبي عُبَيْدَةَ ، وأَلَقَه اللهُ يَأْلِقُه أَلْقاً وأَلقاً (٦).

وأَلِيقُ البَرْقِ : لَمَعانُه.

والأَلْقُ بالفَتْحِ : الكَذِبُ ، تَقُولُ : أَلَقَ يَأْلِقُ أَلْقاً ، ومِنْهُ قِراءَةُ أَبِي جَعْفَرٍ وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ : إِذْ تَأْلِقُونَهُ بأَلْسِنَتِكُمْ (٧)

__________________

(١) وفي التكملة : المجوِّس بن عمرو السدوسي.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : إن الألوقة لما كانت الخ هذه العبارة منقولة من السان بالحرف أ هـ».

(٣) في المطبوعة الكويتية «تألقُ» بضم القاف.

(٤) رواية البيت بالأصل :

يصح طوراً وطوراً يعتري دلها

كأن كوكبه بالرمل يأتلقُ

والمثبت رواية المقاييس لابن فارس ١ / ١٣٢.

(٥) مقاييس اللغة ١ / ١٣٢.

(٦) لم ترد في اللسان وغيره.

(٧) سورة النور الآية ١٥.

١٠

وفي الحَدِيثِ : «اللهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بكَ من الأَلْسِ والأَلْقِ» قال القُتَيْبِيُّ : وأَصْلُه الوَلْقُ ، فأَبْدِلَ الواوُ هَمْزَةً ، وقد اعْتَرَضَه ابنُ الأَنْبَارِيِّ ، وقالَ : إِبْدالُ الهَمْزَةِ من الواوِ المَفْتُوحَةِ لا يُجْعَل أَصْلاً يُقَاسُ عليه ، وإِنّما يُتَكَلَّمُ بما سُمِعَ منه ، وقال أَبو عُبَيْدٍ : الأَلْقُ هنا : الجُنُونُ.

ورَجُلٌ إِلاقٌ ، ككِتابٍ ، خَدّاعٌ مُتَلَوِّنٌ.

وبَرْقٌ أُلَّقٌ : مثلُ خُلَّبٍ.

ورَجُلٌ إِلْقٌ ، بالكسرِ : سييِّ‌ءُ الخُلُقِ ، وكذلك امْرَأَةٌ إِلْقَةٌ.

والإِلْقَةُ : السِّعْلاةُ ؛ لخُبْثِها.

وامْرَأَةٌ إِلَّقَةٌ ، كإِمَّعَةٍ : سَرِيعَةُ الوَثْبِ.

وبَرْقٌ آلِقٌ ، ومنه قُوْلُ السِّعْلاةِ صاحِبَةِ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ ، وكانَ قد تَزَوَّجَها :

أَمْسِكْ بَنِيكَ عَمْرُو إِنِّي آبِقُ

بَرْقٌ على أَرْضِ السَّعالَى آلِقُ

والمَيْلَقُ ، كمَقْعَدٍ : اشْتَهَرَ بهِ العَلّامةُ شِهابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الواحِدِ اللَّخْمِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ ، عُرِف بابنِ المَيْلَقِ ، وسُئِل عن شُهْرَتهِ فقَالَ : المَيْلَقُ : هو مَحَلُّ الذَّهَبِ.

قلتُ : وهذَا هو الباعِثُ في ذِكْرِه هُنا ، كأَنّه من أَلَقَ يَأْلِقُ : أَي لَمَعَ وأَضاءَ ، ومِنْ آلِ بيتِه نَجْمُ الدِّينِ بنُ المَيْلَقِ ، كَتَبَ عنه الحافِظُ اليَعْمُرِيُّ من شِعْرِه ، وعَطاءُ اللهِ بنُ مُخْتارِ بنِ المَيْلَقِ ، كتبَ عنه الحافِظُ الدِّمْياطِيُّ ، وناصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الدّائِمِ ابنِ بِنْتِ المَيْلَقِ : اجْتَمَعَ بهِ الحافِظُ بن حَجَرٍ ، وكان واعِظاً مَشْهُوراً.

[أمق] : أَمْقُ العَيْنِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال يُونُس في كتابِ اللُّغاتِ : مثلُ مَأْقها ومُوقِها ، كما في العُبابِ واللّسانِ.

[أنق] : الأَنَقُ ، مُحَرَّكَةً : الفَرَحُ والسُّرُورَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

والأَنَقُ : الكَلَأُ الحَسَنُ المُعْجِبُ ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ ، قالَتْ أَعْرابِيَّةٌ : يا حَبَّذا الخَلاءُ ؛ آكُلُ أَنَقِي ، وأَلْبَسُ خَلَقِي ، وقالَ الرَّاجِزُ :

جاءَ بَنُو عَمِّكِ رُوّادُ الأَنَقْ

يُقال : أَنِقَ ، كفَرِحَ يَأْنَقُ أَنَقاً : إِذا فَرِحَ وسُرَّ. وقالَ أَبو زَيْدٍ : أَنِقَ الشَّيْ‌ءَ أَنَقاً : أَحَبَّه قال عبدُ الرَّحْمنِ بنُ جُهَيْمٍ الأَسَدِيُّ :

تَشْفِي السَّقِيمَ بمِثْلِ رَيّا رَوْضَةٍ

زَهْراءَ تَأْنَقُها عُيُونُ الرُّوَّدِ

وقال اللَّيْثُ : أَنِقَ بهِ : أُعْجِبَ به ، فَهُوَ يَأْنَقُ أَنَقاً ، وهو أَنِقٌ ، ككَتِفٍ : مُعْجِبٌ ، قال :

إِنَّ الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ

جاءَتْ بهِ عَنْسٌ من الشّامِ تَلِقْ

لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ (١)

أَي : لا يَأْمَنُه ولا يَأْنَقُ به ، وفي حَدِيثِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ : «ما مِنْ عاشِيَةٍ أَشَدُّ أَنَقاً ، ولا أَبْعَدُ شِبَعاً من طالِبِ عِلْمٍ» : أَي أَشَدُّ إِعْجاباً واسْتِحْساناً ، ورَغْبَةً ومَحَبَّةً ، والعاشِيَةُ من العَشاءِ ، وهو الأَكْلُ باللَّيْلِ ، يُرِيدُ أَنَّ العالِمَ مَنْهُومٌ مُتمادِي الحِرْصِ.

والأَنُوقُ ، كصَبُورٍ قال ابنُ السِّكِّيتِ عن عُمَارَةَ : إِنّه عِندِي العُقَابُ ، والناسُ يَقُولُونَ : الرَّخَمَةُ لأَنَّ بيضَ الرَّخَمَةِ يُوجَدُ في الخَراباتِ وفِي السَّهْلِ ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : الأَنُوقُ : الرَّخَمَةُ ، وقيل : ذَكَرُ الرَّخَمِ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْتِ :

وذاتِ اسْمَيْنِ والأَلْوانُ شَتَّى

تُحَمَّقُ وَهْيَ كَيِّسَةُ الحَوِيلِ (٢)

قال : وإِنّما قالَ : ذاتِ اسْمَيْنِ ؛ لأَنّها تُسَمَّى الرَّخَمَةَ والأَنُوقَ.

أَو طائِرٌ أَسْوَدُ له كالعُرْفِ يُبْعِدُ لبَيْضِه ، قاله أَبو عَمْرٍو.

أَو طائِرٌ أَسْوَدُ مثلُ الدَّجاجَةِ العظِيمَةِ أَصْلَعُ الرَّأْسِ ، أَصْفَرُ المِنْقارِ وهو أَيْضاً قولُ أَبِي عَمْرٍو ، وقال : طَوِيلَةُ المِنْقارِ.

وفي المَثَل : هُوَ أَعَزُّ من بَيْضِ الأَنُوقِ ؛ لأَنّها تُحْرِزُه فلا يَكادُ يُظْفَرُ به ؛ لأَنَّ أَوْكارَها في رُؤُوسِ القُلَلِ

__________________

(١) فى اللسان زلق نسبه للقلاخ بن حزن المنقري. وروايته هناك باختلاف.

(٢) إنما كيّس حويلها لأنها أول الطير قطاعا ، وإنما تبيض حيث لا يلحق شي‌ءٌ بيضها ، عن التهذيب.

١١

والمَواضِعِ الصَّعْبَةِ البَعِيدَةِ ، وهي تُحَمَّقُ مع ذلك ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقد تَقَدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ الكُمَيْتِ ، وفي حدِيثِ عليٍّ رضي‌الله‌عنه : «تَرَقَّيْتَ إِلى مَرْقاةٍ يَقْصُر دُونَها الأَنُوقُ» وفي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ : «قالَ له رَجُلٌ : افْرِضْ لِي ، قالَ : نَعَمْ ، قالَ : ولَوَلَدِي ، قالَ : لا ، قالَ : ولِعَشِيرَتِي ، قالَ : لا ، ثُمَّ تَمَثَّلَ :

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمّا

لَمْ يَنَلْهُ أَرادَ بَيْضَ الأَنُوقِ(١)

قالَ أَبو العَبّاسِ : هذا مَثَلٌ يُضْرَبُ للّذِي يَسْأَلُ الهَيِّنَ فلا يُعْطَى ، فيَسْأَلُ ما هو أَصْعَبُ منه ، وقالَ غيرُه : العَقُوقُ : الحامِلُ (٢) من النُّوقِ ، والأَبْلَقُ : من صِفاتِ الذُّكُورِ ، والذَّكَرُ لا يَحْمِلُ ، فكأَنّه طَلَبَ الذَّكَرَ الحامِلَ (٢) والأَنُوقُ واحِدٌ وجَمْعٌ ، وقالَ ابنُ سِيدَه : يَجُوزُ أَنْ يُعْنَى بهِ الرَّخَمَة الأُنْثَى ، وأَنْ يُعْنَى به الذَّكَر ؛ لأَنَّ بَيْضَ الذَّكَرِ مَعْدُومٌ ، وقد يَجُوزُ أَنْ يُضافَ البَيْضُ إِليهِ ؛ لأَنّه كَثِيراً ما يَحْضُنُها ، وإِنْ كانَ ذَكَراً ، كما يَحْضُنُ الظَّلِيمُ بيضَهُ.

وقال الصّاغانِيُّ : في شرحِ قَوْلِ الكُمَيْتِ السّابِقِ ، وإنّما كَيَّسَ حَوِيلَها لأَنَّها أَولُ الطَّيْرِ قِطاعاً ، وأَنَّها تَبِيضُ حيثُ لا يَلْحَقُ شَي‌ءٌ بَيْضَها. قُلْتُ : ومنه قولُ العُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ :

بَيْضُ الأَنُوقِ كَسِرِّهِنَّ ومَنْ يُرِدْ

بَيْضَ الأَنُقِ فإِنَّه بمَعاقِلِ

وقِيلَ : في أَخْلاقِها من الكَيْس عَشْرُ خِصال وهُنَّ : تحْضُنُ بَيْضَها ، وتَحْمِي فَرْخَها ، وتَأْلَفُ وَلَدَها ، ولا تُمَكِّنُ من نَفْسِها غيرَ زَوْجِها ، وتَقْطَعُ في أَوَّلِ القَواطِعِ ، وتَرْجِعُ في أَوَّلِ الرَّواجِعِ ، ولا تَطِيرُ في التَّحْسِيرِ ، ولا تَغْتَرُّ بالشَّكِيرِ ، ولا تُرِبُّ بالوُكُور ، ولا تَسْقُطُ على الجَفِيرِ يريدُ أَنَّ الصّيّادِينَ يَطْلُبُونَ الطَّيْرَ بعدَ أَنْ يُوقِنُوا أَنَّ القَواطِعَ قد قَطَعَتْ ، والرَّخَمةُ تَقْطَعُ أَوائِلَها ؛ لتَنْجُوَ ، أَي : تَتَحَوَّلَ من الجُرُوم إِلى الصُّرُودِ ، أَوْ من الصُّرُودِ إِلى الجُرُومِ ، والتَّحْسِيرُ : سُقُوطُ الرِّيشِ ، ولا تَغْتَرُّ بالشَّكِيرِ : أَيْ بصِغارِ رِيشِها بل تَنْتَظِرُ حَتَّى يَصِيرَ رِيشُها قَصَباً فتَطِيرُ والجَفِيرُ : الجَعْبَةُ ؛ لعِلْمِها أَنَّ فِيهَا سِهاماً ، هذا هو الصَّوابُ في الضَّبْطِ ، ومثلُه في سائِرِ أَصُولِ اللُّغَةِ المُصَحَّحَة ، ووَهِمَ من ضَبَطَه بالحاءِ المُهْمَلَةِ ، واسْتَظْهَرَه ، وكذا من ضَبَطَه بالحاءِ والقافِ ، فإِنَّ هذه الأُمُورَ وأَمثالَها نَقْلٌ ، لا مَدْخَلَ فِيها للرّأْيِ أَو الاحْتِمالاتِ ، وادِّعاؤُه أَنّه عَلَى الجِيمِ لا يَظْهَرُ له مَعْنًى غَفْلَةٌ عن التَّأَمُّلِ ، وجَهْلٌ بنُصُوصِ الأَئِمَّةِ ، فليُتَنَبَّهْ لذلِك ، وقد أَشار إِلى بعضِه شيخُنا رَحِمَهُ الله تعالى.

ويُقال : ما آنَفَهُ في كَذَا : أَي ما أَشَدَّ طَلَبَه له.

وآنَقَنِي الشَّيْ‌ءُ إِيناقاً ، ونِيقاً بالكسرِ : أَعْجَبَني ومنه حَدِيثُ قَزَعَةَ مولَى زِيادٍ : «سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عن رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأَرْبَعٍ فآنَقَتْنِي» أَي : أَعْجَبَتْنِي (٣) ، قالَ ابنُ الأَثِير : والمُحَدِّثُونَ يرْوُونَه أَيْنَقْتَنِي وليس بشَيْ‌ءٍ ، قالَ : وقد جاءَ في صَحِيحِ مُسْلِمٍ : «لا أَيْنَقُ (٤) بحَدِيثهِ»

أَي : لا أُعْجَبُ ، وهي هكَذا تُرْوَى.

وقالَ الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ : أَنْوَقَ الرَّجُلُ : اصْطادَ الأَنُوقَ ، للرَّخَمَةِ هكَذا ذَكَره فِي التَّهْذِيبِ عنه في هذا التَّرْكِيبِ ، قال الصّاغانِيُّ : وإِنَّما يَسْتَقِيمُ هذَا إِذا كانَ اللَّفْظُ أَجْوَفَ فأَمّا وهو مَهْمُوزُ الفاءِ فَلَا.

وشَيْ‌ءٌ أَنِيقٌ ، كأَمِيرٍ : حَسَنٌ مُعْجِبٌ وقد آنَقَه الشَّيْ‌ءُ ، فَهُو مُؤْنِقٌ وأَنِيقٌ ، ومِثْلُه مُؤْلِمٌ وأَلِيمٌ ، ومُسْمِعٌ وسَمِيعٌ ، ومُبْدِعٌ وبَدِيعٌ ، ومُكِلٌّ وكَلِيلٌ وله أَناقَةٌ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ أَي : حُسْنٌ وإِعْجابٌ ، وفي اللِّسان : فِيهِ أَنَاقَةٌ ولَباقَةٌ ، وجاءَ بهِ بعدَ التَّأَنُّقِ ، فيكونُ المَعْنَى : أَي إِجادَةٌ وإِحْسانٌ.

وأَنَّقَ تَأْنِيقاً : أَي عَجَّبَ قالَ رُؤْبَةُ :

وشَرُّ أُلَّافِ الصِّبَا مَنْ أَنَّقا

وتَأَنَّقَ فيهِ : عَمِلَه بالإِتْقانِ والحِكْمَةِ وقيلَ : إِذا تَجَوَّدَ وجاءَ فيه بالعَجَبِ كتَنَوَّقَ من النِّيقَةِ.

وتَأَنَّقَ المَكانَ أَعْجَبَه فعَلِقَه وَلَمْ يُفارِقْه ، وقالَ الفَرّاءُ : أَي أَحَبَّهُ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

__________________

(١) كذا في اللسان والنهاية وفي التهذيب : قال معاوية لرجل أراده على حاجة لا يسأل مثلها وهو يفتل له في الذروة ليخدعه عنها : «أنا أجلّ من الحرش» يريد الخديعة ، ثم سأله أخرى أصعب منها ، فقال ... وذكر البيت.

(٢) عن النهاية في الموضعين ، وبالأصل «الحائل».

(٣) في النهاية : «فآنقتني» أي أعجبنني.

(٤) عن النهاية وبالأصل «لا أنيق».

١٢

رَوْضَةٌ أَنِيقٌ في مَعْنَى مَأْنُوقَة : أَي مَحْبُوبَة ، وأَنِيقَةٌ بمَعْنَى مُؤْنِقَة.

والأَنَقُ ، محرّكَةً : حُسْنُ المَنْظَرِ وإِعْجابُه إِيّاكَ ، وقِيلَ : هو اطِّرادُ الخُضْرَةِ في عَيْنَيكَ (١) ؛ لأَنَّها تُعْجِبُ رائِيَها.

وتَأَنَّقَ فُلانٌ في الرَّوْضَةِ : إِذا وَقَعَ فِيها مُعْجَباً بها.

وتَأَنَّقَ فِيها : تَتَبَّعَ مَحاسِنَها ، وأُعْجِبَ بِها ، وتَمَتَّعَ بها ، وبه فُسِّرَ حدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ رضي‌الله‌عنه : «إِذَا وَقَعْتُ في آلِ حم وَقَعْتُ في رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُهُنَّ» وفي التّهْذِيبِ : «فِي رَوْضَاتٍ (٢) أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ» أَي : أَسْتَلِذُّ قِراءَتَهُنَّ ، وأَتَمَتَّعُ بمَحاسِنِهنَّ.

ومن أَمْثالِهم : «لَيْسَ المُتَعَلِّقُ كالمُتَأَنِّقِ» ومَعْناهُ ليس القانِعُ بالعُلْقَةِ ـ وهي البُلْغَةُ من العَيْشِ ـ كالَّذِي لا يَقْنَعُ إِلّا بِآنَقِ الأَشْياءِ وأَعْجَبِها.

ويُقالُ : هو يَتَأَنَّقُ : أَي يَطْلُبُ أَعْجَبَ الأَشْياءِ (٣).

[أوق] : الأَوْقُ : الثِّقَلُ يُقال : أَلْقَى عَلَيْنا أَوْقَه : أَي ثِقَلَه ، ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : أَلْقَى عليهِ أَوْقَه ، وبَرَكَ (٤) فَوْقَه ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :

إِلَيكَ حَتَّى قَلَّدُوكَ طَوْقَها

وحَمَّلُوكَ عِبْأَهَا وأَوْقَها

والأَوْقُ : الشُّؤْمُ.

والأَوْق : ع (٥) وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ :

تَمَتَّعْ مِنَ السِّيدانِ والأَوْقِ نَظْرَةً

فقَلْبُكَ للسِّيدانِ والأَوْقِ آلِفُ

وأَنْشَدَ الصّاغانِيُّ للقُحَيْفِ العُقَيْليِّ يصِفُ ناقَتَه :

تَرَبَّعَت السِّيدانَ والأَوْقَ إِذْ هُما

مَحَلٌّ من الأَصْرامِ والعَيْشُ صالِحُ

وما يَجْزى‌ء السِّيدانُ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى

ولا الأَوْقُ إِلا أَفْرَطُ العَيْنِ مائِحُ

وقالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضي‌الله‌عنه :

أَتاهُنَّ أَنّ مِياهَ الذُّها

بِ فالمَلْحِ فالأَوْقِ فالمِيثَبِ

وقالَ اللَّيْثُ : آقَ عَلَيْهِ فلانٌ : إِذا أَشْرَفَ.

ويُقال : آقَ عَلَيْنا يَؤُوقُ : إِذا مالَ قالَ العُمانيُّ :

آقَ عَلَيْنا وهو شَرُّ آيقِ

وقِيل : آقَ عَلَيْهم أَوْقاً : إِذَا أَتاهُم بالشُّؤْمِ.

وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الأَوْقَةُ : الجَماعَةُ يُقالُ : جاءَ القومُ بأَوْقَتِهمْ.

وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الأُوقَةُ بالضّمِّ : الرَّكِيَّةُ ، مثلُ البالُوعَةِ في الأَرْضِ خَلِيقَةٌ في بُطُونِ الأَوْدِيَة ، وتكونُ في الرِّياضِ أَحْياناً ، تُسَمَّى ـ إِذا كانَتْ قامَتيْنِ ـ أُوقَةً ، فما زادَ ، وما كانَ أَقَلَّ من قامَتَيْنِ فليْسَت بأُوقَةٍ ، وفَمُها مثلُ فَمِ الرَّكِيَّةِ ، وأَوْسَعُ أَحياناً ، وهي الهُوَّةُ ، قال رُؤْبةُ :

وانْغَمَسَ الرّامي لها بَيْنَ الأُوَقْ

في غِيلِ قَصْباءَ ، وخِيسٍ مُخْتَلَقْ (٦)

والأُوقَةُ : مَحْضَنُ الطّيْرِ عَلَى رُؤُوسِ الجِبالِ نقَلَه الصّاغانيُّ.

والأُوقِيَّةُ بالضمِّ (٧) : فُعْلِيَّةٌ من أَوَقَ قال الجَوْهَريُّ : وهي زِنَةُ سَبْعِ مَثاقِيلَ ، وقيل : زِنَةُ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً ، وهو في قَوْلٍ وإِن جَعَلْتَها أُفْعُولَة فَهِيَ من غَيْرِ هذا البابِ ويَأْتِي في «وق ي» إِنْ شاءَ اللهُ تعالى.

ويَوْمُ الأُواقِ ، كغُرابٍ : م مَعْرُوفٌ من أَيّامِ العَرَبِ ، قالَ الصّاغانِيُّ : وهُوَ يَوْمُ يُؤْيُؤٍ وقد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ في الهَمْزَةِ.

والأَواقِي ، بالفَتْحِ : قَصَبُ الحائِكِ التي يَكُونُ فيها لُحْمَةُ الثَّوْب عن ابنِ عَبّادٍ.

وقالَ أَبو عَمْرٍو : أَوَّقَه تَأْوِيقاً : إِذَا قَلَّلَ طَعامَه وأَوَّقَه تَأْوِيقاً : حَمَلَه على المَشَقَّةِ والمَكْرُوهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وأَنشَدَ لجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى الطّهَوِيِّ :

عَزَّ على عَمِّكِ أَنْ تُؤَوَّقِي

__________________

(١) عن اللسان وبالأصل «عينك».

(٢) في التهذيب : روضاتٍ دمثاتٍ.

(٣) في التهذيب واللسان : أي يطلب آنق الأشياء إليه.

(٤) في الأساس : وركب فوقه.

(٥) في معجم البلدان : جبل لبني عُقيل.

(٦) في التهذيب : «ممتلق» بدل «مختلق» ويروى «محتلق» بالحاء المهملة.

(٧) نص صاحب اللسان على ضم الهمزة وتشديد الياء.

١٣

أَوْ أَنْ تَبِيتِي (١) لَيْلَةً لم تُغْبَقِي

أَوْ أَنْ تُرَيْ كَأْباءَ لم تَبْرَنْشِقِي

وأَوَّقَه أَيْضاً : عَوَّقَه. وقِيلَ : ذَلَّلَه. والمُؤَوِّقُ ، كمُحَدِّثٍ : مَنْ يُؤَخِّرُ طَعامَه قالَ :

ولَوْ كانَ حُتْرُوشُ بنُ عَزَّةَ راضِياً

سِوَى عَيْشِه هذَا بَعَيْشٍ مُؤَوَّقِ

وَتَأَوَّق : إِذا تَعَوَّقَ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

بَيْتٌ مُؤَوَّقٌ ، كمُعَظَّمٍ : كَثِيرُ الحَشْوِ من رَدِى‌ءِ المَتاعِ ، ومنه قوْلُ امْرِى‌ءِ القَيْسِ :

وبَيْتٍ يَفُوحُ المِسْكُ في حَجَراتِه

بَعِيدٍ من الآفاتِ غَيْرِ مُؤَوَّقِ(٢)

ورَجُلٌ مُؤَوَّقٌ : مَشْؤُومٌ ، وقِيل : مُهانٌ. وتَأَوَّقَ : تَجَوَّعَ. والأَوْقُ : جَبَلٌ لِهُذَيْلٍ.

[أهق] : الأَيْهُقان فَيْعُلان ، بضَمِّ العَيْنِ : عَشْبٌ يَطُولُ في السَّماءِ طُولاً شَدِيداً ولَه وَرْدَةٌ حَمْراءُ ، وَورَقُه عَرِيضٌ ، ويُؤْكَلُ يأْكُلُه النّاسُ ، وهو الذي يَقُولُ فيه لَبِيدٌ رضي‌الله‌عنه :

فعَلا فُرُوعَ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ

بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعَامُها (٣)

قال أَبُو زِيادٍ : ولَمْ يُسَمِّه أَحَدٌ الأَيْهُقانَ إِلا لَبِيداً ـ رضي‌الله‌عنه ـ حين اضْطُرَّ ، وإِنَّما اسْمُه النَّهْقُ ، واحِدَتُه نَهْقَةٌ أَو هو الجَرْجِيرُ البَرِّيُّ كما في الصِّحاحِ ، وهو قَوْلُ أَبِي نَصْرٍ واحِدَتُه بهاءٍ ، وقالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ ـ رضي‌الله‌عنه ـ يَصِفُ مَطَراً :

فأَنْبَتَ الغَفْوَ والرِّيْحانَ وابِلُه

والأَيْهُقانَ مع المَكْنانِ والذُّرَقَا (٤)

وقال أَبو حَنِيفَةَ : ولم يَبْلُغْنِي عن أَحَدٍ غَيْرِه ، وقَدْ قالَ أَبو وَجْرَةَ يَصِفُ حِمارَ وَحْشٍ :

تَرَبَّعَ الرَّوْضَ في بُهْمَى وفي نَفَلٍ

يَزِيفُه الأَيْهُقانُ الجَوْنُ والزَّهَرُ

قالَ : فإِنْ لم يَكُنْ أَخَذَه من لَبِيدٍ رضي‌الله‌عنه ـ كما قالَهُ أَبو زِيادٍ ـ فليسَ الأَمرُ على ما ذَكَرَه ، قالَ : وقالَ بعضُ الرُّواةِ : الأَيْهُقانُ والنَّهَقُ شي‌ءٌ واحِدٌ ، وزَعَم أَنّه يُقالُ له : الكَثْأَةُ : قالَ : وقَال أَعرابِيُّ : الكَثَاةُ بغير هَمْزٍ ، وسأَلْتُ عنه بَعْضَ الأَعْرابِ ، فقالَ : هو عُشْبَةٌ تَسْتَقِلُّ مِقْدارَ السَّاعِدِ ، ولها ورَقَةٌ أَعْرَضُ من وَرَقَةِ الحُوّاءَةِ (٥) ، وزَهْرَةٌ بَيْضاءُ ، وهي تُؤْكَلُ ، وفيها مَرارةٌ ، وقالَ غيرُه : زَهْرُه كزَهْرِ الكُرُنْبِ ، وبِزْرُه كبِزْرِه ، وثَمَرُه سَرْمَقِيُّ الشَّكْلِ وفي اللِّسانِ : وهذا الّذِي قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ عن أَبِي زِيادٍ مِنْ أَنَّ الأَيْهُقانَ مُغَيَّرٌ عن النَّهَقِ ، مَقْلُوبٌ منه خَطَأٌ ؛ لأَنّ سِيبَوَيْه قد حَكَى الأَيْهُقانَ في الأَمْثِلَة الصَّحِيحَةِ الوَضْعِيَّةِ التي لم يُعْنَ بها غَيْرُها ، فقالَ : ويكونُ على فَيْعُلان في الاسمِ والصِّفَةِ ، نحو الأَيْهُقانِ ، والصَّيْمُرانِ والزَّيْبُدانِ ، والهَيْرُدانِ ، وإِنّما حَمَلْناهُ عَلى فَيْعُلان دُونَ أَفْعُلان ـ وإِنْ كانَت الهَمْزَة تَقَعُ أَوّلاً زائِدَةً ـ لكَثْرَةِ فَيْعُلان ، كالخَيْزُران والحَيْسُمان ، وقِلَّةِ أَفْعُلان.

[أيق] : الأَيْقُ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هو عَظْمُ الوَظِيفِ وقِيلَ : هو الوَظِيفُ نَفْسُه.

أَو هُوَ المَرِيطُ بينَ الثُّنَّةِ وأُمِّ القِرْدانِ من باطِنِ الرُّسْغِ.

وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : الأَيْقانِ من الوَظِيفَيْنِ مَوْضِعَا القَيْدِ وهُما القَيْنان (٦) ، قالَ الطِّرِمّاحُ :

وقامَ المَها يُعْقِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ

كما رُضَّ أَيْقَا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ (٧)

__________________

(١) في التهذيب : وأن تبيتي».

(٢) ديوانه برواية : «غير مُرَوَّق» أي ليس له رواق.

(٣) في ديوانه ط بيروت ص ١٦٤ ويروى : «فغلا» ويروى : «فاعتمّ نور الأَيهقان» ويروى برفع «فروع» وبنصبها.

(٤) بالأصل ... «مع المكتان والزرقا» والمثبت عن الديوان.

(٥) عن اللسان وبالأصل «الحوأة».

(٦) عن التهذيب واللسان وبالأصل «الفيتنان».

(٧) في التهذيب برواية : وقام المها يقفلن ... كما رصَّ ..» ومثله في المقاييس ١ / ١٦٥.

١٤

فصل الباءِ مع القاف

[بأق] : بَأَقَتْهُم الدَّاهِيَةُ أَهمَلَه الجَوْهَريُّ ، والصّاغانِيُّ ، وصاحبُ اللِّسانِ ، وقولُه : بَؤُوقاً ، كصَبُورٍ يَدُلُّ على أَنّه مَصْدَرٌ ، وسَيأْتِي للجَماعةِ في «ب وق» عن الكِسائِيِّ : باقَتْهُم الدّاهِيَةُ : أَصابَتْهُمْ أَو يُقْتَصَرُ على باقَتْهُم بَؤُوقٌ ، فتأَمّلْ ذلك.

وانْبأَقَ عليهِمُ الدَّهْرُ : أَي هَجَمَ عَلَيْهِم بالدَّاهِيَةِ هذَا أَيضاً سَيَأْتِي للجَماعَةِ في «ب و ق» بعَيْنِه.

* ومما يُستدركُ عليه :

[ببق] : بَبَقُ ، محرّكَةً (١) : ناحِيَةٌ من أَعْمالِ خَبِيص ، ببلادِ كِرْمان ، قالَه ياقُوت :

* ومما يُسْتدرَكُ عليه أَيضاً :

[بتنق] : بَتِّينَق ، بفتحٍ ثم تَشْدِيدِ مُثَنّاةٍ مكسورةٍ ، وسكونِ ياءٍ ، وفَتْحِ نونٍ قبلَ القافِ : مَدِينَةٌ في ساحِلِ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَةَ ، نقَلَه ياقُوت.

[بثق] : بَثَقَ النَّهْرَ بَثْقاً قالَهُ اللّيْثُ وزادَ غَيْرُه بِثْقاً أَي : بالكَسْرِ ، ووُجِدَ في بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ بالتَّحْرِيكِ (٢) ، وهو غَلَطٌ ، وأَما ما وُجِدَ في قَوْلِ رُؤْبَةَ :

فِي حاجِرٍ كَعْكَعَهُ عَن البَثَقْ

وكذا قولُه :

في الماءِ والسّاحِلُ خَضْخاضُ البَثَقْ

فإِنَّما حَرّكَ الثّاءِ فِيهِما للضَّرُورَةِ وتَبْثاقاً بالفَتّحِ ، كتَذْكارٍ : كَسَر شَطَّه ؛ ليَنْبَثِقَ الماءُ قالَه اللَّيْثُ ، أَي يَنْفَجِرَ.

وقالَ الجَوْهرِيُّ : بَثَقَ السَّيْلُ مَوْضِعَ كَذا [يَبْثُقُ] (٣) بَثْقاً وبِثْقاً عن يَعْقُوب : أَي فَرَّقَه (٤) وشَقَّه كبَثَّقَه تَبْثِيقاً ، وهذِه لم يَذْكُرْها الجَماعةُ واسمُ ذَلِكَ الموْضِعِ : البُثْقُ بالفَتْحِ ، ويُكْسَرُ ، ج : بُثُوقٌ. وبثَقَت العَيْنُ تَبْثُق بَثْقاً وتَبْثاقاً : أَسْرَعَ دَمْعُها عن أَبِي عَمْرٍو ، وأَنْشَدَ :

ما بالُ عَيْنِكَ عاوَدَتْ تَغْساقَها

لا عَيْنَ يَبْثُقُ (٥) دَمْعُها تَبْثاقَها

وقالَ أَبو زَيْدٍ : بَثَقَت الرَّكِيَّةُ تَبثُق بُثُوقاً كقُعُودٍ : امْتَلَأَتْ وطَمَتْ ، وَهِيَ باثِقَةٌ : مُمْتَلِئَةٌ طامِيَةٌ.

وهو باثِقُ الكَرَمِ : أَي غَزِيرُه.

والبَثْقُ بالفَتْحِ ، ويُكْسَرُ : مُنْبَعَثُ الماءِ.

وانْبَثَقَ : انْفَجَرَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وانْبَثَقَ السَّيْلُ عَلَيْهِم : إِذا أَقْبَلَ ولَمْ يَحْتَسِبُوه أَي لم يَظُنُّوا [به] (٦) وهو مَجازٌ.

وانْبَثَقَ عليهِم بالكلامِ : إِذا انْدَرَأَ من غَيْرِ أَن يَشْعُرُوا بهِ (٧) ، وهو مَجازٌ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

بَثَقَ الماءُ عَلَيْهِم : أَقْبَلَ.

والبَثَقُ : داءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ من ماءِ السَّماءِ ، وقد بَثِقَ ، كفَرِحَ.

ومِياهٌ بُثَّقٌ ، كرُكَّعٍ ، قال رُؤْبَةُ :

ما يَمْلَأُ الأَرْضَ مِياهاً بُثَّقَا

وانْبَثَقَت الأَرْضُ : أَخْصبَتْ ، وهو مَجازٌ.

[بجربق] : باجَرْبَقُ أَهمله الجَماعةُ ، وهو بِفَتْحِ الجِيمِ ، كما هو مَضْبُوطٌ عندَنا ، وضَبَطَه ياقُوت بضَمِّها : ة بَيْنَ البَقْعاءِ ونَصِيبِين منها الفَقِيهُ الوَرِعُ المُفْتَنُّ حَمالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بنُ عَمْرِو (٨) بنِ عُثْمَانَ البَاجَرْبَقِيُّ المَوْصِلِيُّ الشافِعِيُّ ، قالَ الذَّهَبِيُّ : اشْتَغَلَ بالمَوْصِلِ ، ثم قَدِمَ دِمَشْقَ سنة ٦٧٧ فخَطَبَ بجامِعِها ، ودَرَّسَ بالغَزالِيَّةِ نِيابةً ، ووَلِيَ تَدْرِيسَ الفَتْحِيَّةِ ، وحَدَّثَ بجامِعِ الأُصُولِ عَنْ والِدِه ، عن مُؤَلِّفِه ، وله نَظْمٌ ونَثْرٌ وسَجْعٌ ووَعْظٌ ، تُوُفِّيَ خامس شَوّال سنة

__________________

(١) قيدها ياقوت بالفتح ثم سكون ضبط حركات.

(٢) الذي في الصحاح المطبوع بَثْقاً وبِثْقاً.

(٣) زيادة عن الصحاح.

(٤) في الصحاح : «خرقه».

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «يسبق» فلا شاهد على هذه الرواية.

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) في الأساس : وانبثق فلان علينا بالشرّ وانبعق بكلام السوء.

(٨) في تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٨٨ «عمر».

١٥

٦٩٩ وهو من مَشايِخِ الذَّهَبِيِّ ، قالَ : وكانَ له وَلَدٌ يُرْمَى بقَبائِحَ ، اسمُه تَقِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدٌ وحُكِمَ بإِراقَةِ دَمِهِ حُكْمَ المالِكيِّ بقَتْله ؛ لضَلالِه وزَنْدقَتِه ، كما في التّارِيخِ.

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

[باجرمق] : باجَرْمَقُ ، بالمِيمِ بدَلَ المُوَحَّدَةِ ، والجِيمُ مَفْتُوحةٌ ، أَهمله الجَماعَةُ ، وقال ياقُوت : إِنّها قَرْيَةٌ قُربَ دَقُوقاءَ ، وفي كتابِ الفُتُوحِ أَنَّها كُورَةٌ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

[بحرق] : بَحْرَقٌ ، كجَعْفَر : لَقَبُ محمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ المُبارَكِ بنِ عبدِ الله بن عليٍّ الحِمْيَرِيِّ الحَضْرَمِيِّ الشّافِعِيِّ ، عَلّامِة اليَمَنِ ، وُلِدَ سنة ٨٦٩ بحَضْرَمَوْتَ ، ممن لَقِيَهُ السَّخاوِيُّ ، وأَثْنَى عليه.

[بخدق] : البُخْدُقُ (١) ، كعُصْفُرٍ أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ (٢) : أَخْبَرَنا أَبو حاتِمٍ قال : سَأَلْتُ أُمَّ الهَيْثَمِ عن الحَبِّ الذي يُسَمّى أَسْفَيُوشَ (٣) ما اسْمُه بالعَرَبِيَّةِ؟ فقالَتْ : أَرِنِي مِنْهُ حَبّاتٍ ، فأَرَيْتُها ، ففَكَّرَتْ (٤) ساعةً ، ثم قالَتْ : هذا البُخْدُقُ ، قالَ : ولم أَسْمَعْ ذلِكَ من غيْرِها ، قال الصّاغانِيُّ : هذا الحَبُّ هو بِزْرُ قُطُونَا وقال ابنُ بَرِّيّ : قال ابنُ خالَوَيْهِ : البُخْدُقُ : نَبْتٌ ، ولم يُعْرَفْ إِلّا من أَمِّ الهيْثَمِ.

قلتُ : وابنُ خالَوَيْهِ مِمِّنْ أَخَذَ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

[بحلق]

(٥) : بَحْلَقَ عَيْنَيْهِ : إِذا قَلَبَهُما ، فهو مُبَحْلِقٌ ، عامِّيَّة.

وكقُنْفُذٍ : لَقَبٌ.

[بخق] : البَخَقُ ، مُحَرّكَةً : أَكْثَرُ وأَقْبحُ ما كانَ من العَوَرِ ، وأَكْثَرُه غَمَصاً قالَه اللَّيْثُ ، قالَ رُؤْبةُ :

كَسَّرَ مِنْ عَيْنَيْهِ تَقْوِيمُ الفُوَقْ

وما بِعَيْنَيْهِ عَواوِيرُ البَخَقْ

قالَ الجَوْهَرِيُّ : البَخَقُ : العَوَرُ بانْخِسافِ العَيْنِ ، وقالَ شَمِرٌ : البَخَقُ : أَنْ تُخْسَفَ العَيْنُ بعْدَ العَوَرِ ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : البَخَقُ : أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُه وتَبْقَى عَيْنُه مُنْفَتِحَةً قائِمَةً. أَو هو أَنْ لا يَلْتَقِيَ شُفْرُ عَيْنِه (٦) عَلَى حَدَقَتِه قالهُ اللَّيْثُ ، وأَنْشَدَ قولَ رُؤْبَةَ السّابِقَ ، تَقُول منه : بَخِقَ ، كفَرِحَ ونَصَرَ وقال ابنُ سِيدَه : بَخَقَتْ عَيْنُه : إِذا ذَهَبَتْ (٧) ، وبَخِقَتْ : عارَتْ أَشَدَّ العَوَرِ ، والفَتْحُ أَعْلَى ، وفي حَدِيثِ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ أَنّه قالَ : «وفي العَيْنِ القائِمَةِ إِذا بُخِقَتْ مائةُ دِينارٍ» ، أَرادَ إِذا كانَتْ العَيْنُ صَحِيحَةَ الصُّورةِ ، قائمةً في موضِعِها ، إِلّا أَنَّ صاحِبَها لا يُبْصِرُ ، ثُمّ بُخِقَتْ بَعْدُ ، ففِيها مائةُ دِينارٍ ، وقالَ شَمِرٌ : أَرادَ زَيْدٌ أَنَّها إِن عَوِرَتْ ولم تَنْخَسِفْ ، وهو لا يُبْصِرُ بِها إِلّا قائِمَةٌ ، ثم فُقِئَتْ ففِيها مائةُ دِينارٍ.

والعَيْنُ البَخْقاءُ ، والباخِقَةُ ، والبَخِيقُ ، والبَخِيقَةُ : العَوْراءُ ومنه حَدِيثُ نَهْيِه في الأَضاحِي عن البَخْقاءِ.

وكذلِك رَجُلٌ بَخِيقٌ ، كأَمِيرٍ ، وباخِقُ العَيْنِ ، ومَبْخُوقُها : أَبْخَقُ ، ومنه حَدِيثُ عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ يَصِفُ الأَحْنَفَ : «كان ناتِى‌ءَ الوَجْنَةِ ، باخِقَ العَيْنِ» قيل : أُصِيبَتْ عَيْنُه بسَمَرْقَنْدَ ، وقيلَ : ذَهَبَتْ بالجُدَرِيِّ.

وبَخَقَ عَيْنَه ، كمَنَعَ : عَوَّرَها قالَه اللَّيْثُ ، ونقله الجَوْهَرِيُّ.

وأَبْخَقَها : فَقَأَها عن أَبِي عَمْرٍو ، وقالَ غيرُه : عَوَّرَها ، قال رُؤْبَةُ :

للصُّلْحِ من صَقْعٍ وطَعْنٍ أَبْخَقَا

والعَيْنُ : نَدَرَتْ هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ ، ومُقْتَضاه أَنَّه أَبْخَقَت العَيْنُ ، وليس كذلِكَ ، والَّذِي في المُحِيطِ : انْبَخَقَت العَيْنُ : نَدَرَتْ.

وقال ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً : البُخاقُ كغُرابٍ : الذِّئْبُ الذَّكَرُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَةِ.

__________________

(١) في القاموس : البُحْدُقُ ، بالحاء المهملة. والأصل كاللسان والتكملة.

(٢) الجمهرة ٣ / ٣٠١.

(٣) بالأصل «اسفيوس» والمثبت عن اللسان والجمهرة وفي التكملة : «أسْفِيُوش».

(٤) في الجمهرة : «وأفكرت ... ولم أسمعه من غيرها».

(٥) حقها أن يكون موضعها قبل «بخدق» ولكن ورودها في القاموس «بحدق» بالحاء المهملة جعلها تأتي في الترتيب قبلها ، وتبع الشارح صاحب القاموس في ترتيبه.

(٦) عن القاموس وبالأصل «عينيه».

(٧) قوله : «إذا ذهبت» لم يرد في اللسان. وهي في التهذيب واللسان من كلام أبي عمرو ونصه : بخقت عينه إذا ذهبت.

١٦

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

[بحنق] (١) : البُحْنُقُ كعُصْفُرٍ ، والحاءُ مهمَلَةٌ : جِلْبابُ الجَرادِ ، نقَلَه ابنُ بَرِّيٍّ عن بعضِ بَنِي عُقَيْلٍ.

[بخنق] : البُخْنُقُ ، كجُنْدَبٍ وعُصْفُرٍ هكَذا هو في سائِرِ النُّسَخِ بالحُمْرَةِ ، وهو مَوْجُودٌ في نُسَخِ الصِّحاحِ في تَرْكِيبِ «ب خ ق» على أَنَّ النُّونَ زائِدَةٌ ، واقْتَصَرَ في الضّبْطِ على الوَجْهِ الأَخِيرِ ، والأَوَّلُ عن شَمِر وأَبي الهَيْثَمِ ، كما في التَّكْمِلَةِ ، قال : وهي خِرقَة تَتَقَنَّعُ بِها الجارِيَةُ ، فَتَشُدُّ طَرَفَيْها تَحْتَ حَنَكِها ، لتَقِيَ الخِمارَ مِن الدُّهْنِ ، والدُّهْنَ مِن الغُبارِ وهو قَولُ شَمِرٍ وأَبِي الهَيْثم ، وقال ابنُ سِيدَه : وقيلَ : خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المَرْأَةُ ، فتُغَطِّي رَأْسَها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ ، غيرَ وَسَطِ رَأْسِها ، وبعضُهم يُسَمِّيه المِحْنَكَ ، وقالَ اللِّحْيانيُّ : هو أَنْ تُخاطَ خِرْقَةٌ مع الدِّرْعِ فيَصِيرَ كأَنَّه تُرْسٌ ، فتَجْعَلَه المَرْأَةُ على رَأْسِها.

وقالَ اللَّيْثُ : البُخْنُقُ : البُرْقُعُ يُغَشِّى العُنُقَ والصَّدْرَ ، وكذلِكَ البُرْنُسُ الصَّغِيرانِ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :

عَلَيْهِ مِنَ الظَّلْماءِ جُلٌّ وبُخْنُقُ

هكذا أَنْشَدَه ، قالَ الصّاغانيُّ : والرِّوايَةُ :

عَلَيْها من الظَّلْماءِ جُلٌّ وخَنْدَقُ

وصَدْرُه :

وتَيْهاءَ تُودِي بَيْنَ أَرْجائِها الصَّبَا

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : (٢) البُخْنُقُ : بُرْقُعٌ صَغِيرٌ ، أَو مِقْنَعَةٌ صَغِيرَةٌ.

وقالَ اللَّيْثُ : البُخْنُقُ : جِلْبابُ الجَرادِ الَّذِي عَلَى أَصْلِ عُنُقِه وجَمْعُه بَخانِقُ ، وبعضُ بَنِي عُقَيْلٍ يُقُولُ : بُحْنُقٌ ، بالحاءِ المُهْمَلَةِ ، كما تَقَدَّمَ ، ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عن ابنِ خَالَوَيْهِ : البُخْنُقُ : أَصْلُ عُنُقِ الجَرادَةِ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

المبَخْنَقُ من الخَيْلِ : الّذِي أَخَذَتْ غُرَّتُه لَحْيَيْهِ إِلى أُصُولِ أُذُنَيْهِ ، كما في اللِّسانِ.

[بذرق] : البَذْرَقَةُ أَهمَلَه الجَوْهَريُّ ، وهو بالذّالِ المُعْجَمَةِ والمُهْمَلَةِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : هي الخُفارَةُ ومنهُ قولُ المُتَنَبِّي : «أُبَذْرَقُ ومَعِي سَيْفِي» وقاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، وفي المُحْكَمِ : هي فارسيٌّ مُعَرَّبُ ، وهو قولُ ابنِ دُرَيْدٍ (٣) ، وقالَ الهَرَويُّ في فَصْل «عصم» من كتابِه الغَرِيبَيْنِ : إِنَّ البَذْرَقَةَ يُقالُ لها : عِصْمَةٌ ، أَي : يُعْتَصَمُ بها ، وقالَ ابنُ خَالَوَيْهِ : ليْسَت البَذْرَقَةُ عَرَبيَّةً ، وإِنّما هي فارسِيَّةٌ ، فعَرَّبَتْهَا العَرَبُ ، يُقال : بَعَثَ السُّلْطانُ بَذْرَقَةً مع القافِلَةِ ، بالذال مُعْجَمَةً.

قلتُ : وأَصْلُ هذه الكَلِمَةِ مُرَكَّبَة من : «بَدْ» «ورَاه» والمَعْنَى : الطَّرِيقُ الرَّدِي‌ءُ ، فعَرَّبُوا الهاءَ بالقافِ ، وأَعْجَمُوا الذّال.

والمُبَذْرِقُ : الخَفيرُ نقَلَه الصّاغانيُّ.

[بذق] : الباذِقُ ، بكَسْرِ الذّالِ ، وفَتْحِها أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هي كَلمَةٌ فارِسيَّةٌ عُرِّبَتْ ، فلم نَعْرفْها ، قالَ : وهو تَعْريبُ بادَهْ (٤) وهو اسمُ الخَمْرِ بالفارِسِيَّةِ.

وقالَ غيرُه : هو ما طُبِخَ من عَصِيرِ العِنَبِ أَدْنَى طَبْخَةٍ ، فصارَ شَدِيداً وأَوَّلُ من وَضَعَه بَنُو أُمَيَّةَ ؛ ليَنْقُلُوه عن اسمِ الخَمْرِ ، وكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ؛ لأَنَّ الاسْمَ لا يَنْقُلُهُ عن مَعْناه المَوْجُودِ فيهِ ، قالَهُ في المَطالِعِ ، وأَصْلُه في المَشارِقِ.

قلتُ : كيفَ يَكونُ ذلِك وقَدْ سُئِلَ عَنْهُ ابنُ عَبّاسٍ فَقالَ : «سَبَقَ محمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الباذَقَ ، وما أَسْكَرَ فهُوَ حَرامٌ» فهذا يَدُلُّ على أَنّه مَعْرُوفٌ قبلَ بَنِي أُمَيَّةَ ، ومَعْنَى الحَدِيثِ : أَي سَبَقَ قولُه فيهِ ، وفي غَيْرِه من جِنْسِه ، وقِيلَ : أَيْ لم يَكُنْ في زَمانِه ، فتَأَمّلْ.

وحاذِقٌ باذِقٌ : إتْباعٌ لَه.

ومِمّا عُرِّبَ من هذا التَّرْكِيبِ : البَياذِقَهُ : هم الرَّجَّالَةُ وهي تَعْريبُ بيادِه (٥) ، ومنه بَيْذَقُ الشِّطْرَنْجِ ، وحَذَفَ الشّاعِرُ الياءَ فقالَ :

وللشَّرِّ سُوّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها

أَرادَ : خِفافٌ بَياذِقُها ، كأَنَّه جَعَلَ البَيْذَقَ بَذْقاً ، قالَهُ ابنُ

__________________

(١) ذكرت في اللسان في مادة «بخنق» بالخاء. وحقها أن يكون موضعها قبل مادة «بخق».

(٢) الجمهرة ٣ / ٣٠٤.

(٣) انظر الجمهرة ٣ / ٣٠٤.

(٤) في اللسان : «باذَه» ومثله في التكملة ، وهو قول ابن الأثير كما صرح اللسان.

(٥) في التكملة : «بَيَاذه».

١٧

بُزُرْجَ ، وفي غَزْوَةِ الفَتْحِ : «وجَعَلَ أَبا عُبَيْدَةَ على البياذِقَةِ» هُمُ الرَّجّالَةُ ، واللّفْظَةُ فارِسِيَّةٌ مُعَرَّبةٌ ، سُمُّوا بذلِك لخِفَّةِ حَرَكَتِهم ، وأَنَّهم ليسَ مَعَهُم ما يُثْقِلُهُم.

وقال الخَارْزَنْجيُّ : البَذْقُ : الدَّلِيلُ في السَّفَر ، كالبَيْذَقِ.

أَو هو الصَّغِيرُ الخَفِيفُ وفي التَّكْمِلَةِ : القَصِيرُ الخَفِيفُ.

ج : بُذُوقُ قال الشّاعِرُ ، فحَذَفَ الياء :

وللشَّرِّ سُوّاقُ خِفافٌ بُذُوقُها

أَرادَ بَياذِقَها ، كأَنَّه جَعَلَ البَيْذَقَ بَذْقاً ، قالَه ابنُ بُزُرْجَ.

قالَ الخَارْزَنْجِيُّ : والمُبَذِّقَةُ ، كمُحَدِّثَةٍ : مَنْ كَلامُه أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِه كما في العُباب.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

بَذَقُون ، بالتَّحْرِيكِ وضَمِّ القافِ : كُورَةٌ بمِصْرَ ، من أَعْمالِ الحُوفِ الغَرْبيِّ ، لها ذِكْرٌ في الفُتُوحِ ، كما في المُعْجَمِ.

والبَيْذَقي : قَرْيَةٌ أُخْرَى بالقِبْلِيَّة.

[برق] : البَرْقُ : فَرَسُ ابن العَرَقَة قاله أَبو النَّدَى.

والبَرْقُ : واحدُ بُروقِ السَّحاب وهو الذي يَلْمَع في الغَيْمِ ، جمعُه بُرُوقٌ.

أَو هو : ضَرْبُ مَلَكِ السَّحابِ ، وتَحْرِيكُه إِيَّاه ليَنْساقَ ، فتُرَى النِّيرانُ نَقَل ذلِك عن مُجاهِدٍ ، والذي رُوِيَ عن ابن عَبّاسٍ : أَنَّه سَوْطٌ من نُورٍ يَزْجُر به المَلَكُ السَّحابَ.

وبَرَقَت السَّماءُ تَبْرُقُ ، بَرْقاً ، وبُرُوقاً بالضمِّ وبَرَقَاناً محرَّكَةً ، وهذِه عن الأَصْمَعيِّ : لَمَعَتْ ، أَو جاءَت بَبَرْقٍ.

وبَرَقَ البَرْقُ : إِذا بَدَا.

ومن المجاز : بَرَقَ الرَّجُلُ ورَعَدَ : إِذا تَهَدَّدَ وتَوعَّدَ ، كأَبْرَقَ قال ابنُ أَحمرَ :

يا جَلَّ (١) ما بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا

وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ

كأَنّه أَراه مَخِيلَةَ الأَذَى ، كما يُرِي البَرْقُ مَخِيلةَ المَطَرِ. وكان الأَصْمَعيُّ يُنْكِر أَبْرَقَ وأَرْعَدَ ، ولم يكُ يَرَى ذَا الرُّمَّةِ حُجَّةً ، يُشِيرُ بذلِك إِلى قولِه :

إِذا خَشِيَتْ منه الصَّريمَةَ أَبْرَقَتْ

له بَرْقَةً مِن خُلَّبٍ غيرِ ماطِرِ

وكذلك أَنْشدَ بيتَ الكُمَيْتِ :

أَبْرِقْ وأَرْعِدْ يا يَزي

دُ فما وَعِيدُكَ لي بضائِرْ

فقال : هو جُرْمُقانيُّ ، إِنّما الحُجَّةُ قولُ عَمْرِو بن أَحْمَرَ الباهليِّ :

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا

وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرضِكَ وارْعُدِ

وقد تقدَّم البحثُ في ذلِك في «ر ع د».

وبَرَقَ الشي‌ءُ كالسَّيْفِ ، وغيرِه ، يَبْرُق بَرْقاً ، وبَرِيقاً ، وبَرَقاناً الأَخِيرة مُحرَّكَة : لَمَعَ وتَلأْلَأَ ، وفي الصِّحاح : بَرَق السيفُ وغيرُه يَبْرُقُ بُروقاً ، أَي : تَلأْلَأَ ، والاسمُ البَرِيقُ.

وبَرَقَ طَعامَه بزَيْتٍ ، أَو سَمْنٍ بَرْقاً : جَعَلَ فيه مِنْه قَلِيلاً ولم يُسَغْسِغْهُ ، أَي : لم يُكْثِرْ دُهْنَه ، وهي التَّبارِيقُ.

ويُقال : لا أَفْعَلُه ما بَرَقَ النَّجْمُ في السَّماءِ ، أَي : ما طَلَعَ عن اللِّحْيانيَّ.

ومن المَجاز : رَعَدَت المَرْأَةُ رَعْداً ، وبَرَقَت بَرْقاً. إِذا تَعَرَّضَت وتَحَسَّنَتْ وقيل : أَظْهَرَتْه على عَمْدٍ وفي الصِّحاحِ : تَزَيَّنَتْ ، كبَرَّقَتْ تَبْريقاً ، وهذِه عن اللِّحْيانيِّ (٢) ، ومنه قولُ رُؤْبَةَ.

يَخْدَعْنَ بالتَّبْرِيقِ والتَّأَنُّثِ

وبَرَقَت النّاقَةُ فهي بارِقٌ : تَشَذَّرَت بذَنَبِها من غيرِ لَقْحٍ ، عن ابن الأَعْرابِيِّ ، وقال اللِّحْيانيُّ : هو إِذا شالَتْ بذَنَبِها وتَلَقَّحَتْ وليسَتْ بلاقِحٍ.

كأَبْرَقَت فِيهمَا أَي : في المَرْأَةِ والنّاقَةِ ، يُقال : أَبْرَقَت المرأَةُ بوَجْهِها وسائِرِ جِسْمِها ، وأَبْرَقَت الناقة بذَنَبِها فهي بَرُوقٌ وهذِه شاذَّةٌ ، ومُبْرِقٌ على القِياسِ مِن نُوقٍ مَبارِيقَ :

__________________

(١) التهذيب برواية : «ما جلّ».

(٢) في اللسان عن اللحياني «وَبَرَقَت» ضبطت بتخفيف الراء. والأصل كالتهذيب بتشديدها.

١٨

شالَتْ به عندَ (١) اللِّقاحِ ، وتقولُ العَرَب : دَعْنِي من تَكْذابِكَ وتَأْثامِكَ شَوَلانَ البَرُوقِ ، نَصَبَ شَوَلان على المَصْدرِ ، أَي : إِنَّك بمَنْزِلَةِ النّاقَةِ التي تَبْرِقُ بذَنَبِها ، أَي : تَشُولُ به ، فتُوهِمُك أَنَّها لاقِحٌ ، وهي غيرُ لاقِحٍ ، وجمعُ البَرُوقِ : بُرْقٌ بالضم ، ومنه قولُ ابنِ الأَعرابيِّ وقد ذَكَر شَهْرَزُورَ ـ : «قَبَّحَها اللهُ! إِنّ رِجالَها لنُزْقٌ ، وإِنّ عَقارِبَها لبُرْقٌ» أَي : أَنَّها تَشُولُ بأَذْنابِها ، كما تَشُولُ الناقةُ البَرُوق.

وبَرَقَ بَصَرُه : تلَأْلأَ ومنه حَدِيثُ الدُّعاءِ : «إِذا بَرَقَت الأَبْصارُ» أَي : لَمَعَت ، هذا على الفَتْحِ ، وإِذا كَسَرْتَ الراءَ فبمَعْنَى الحَيْرَةِ.

و (بَرِقَ الْبَصَرُ) كفَرِحَ وعليه اقتَصَر الجَوْهريُّ ، قال الفَرّاء : وهي قراءَةُ عاصِمٍ وأَهْلِ المَدِينة في قَوْلِه تَعالى : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) (٢) ومثل نَصَرَ أَيضاً ، قال الجوهريُّ : يعنِي بَرِيقَه إِذا شَخَصَ ، قال الفَرّاءُ : فَقَرَأَها نافعٌ وحدَه من البَرِيقِ ، أَي : شَخَص ، وقالَ غيرُه : أَي فَتَح عَيْنَه من الفَزَعِ. قلتُ : وقَرأَها أَيضاً أَبو جَعْفَرٍ هكذا.

بَرْقاً ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْحِ ، والصوابُ أَنّه بالتَّحْرِيكِ ، وبُرُوقاً كقُعُودٍ ، وهذِه عن اللِّحْيانِيِّ ، ففيه لَفُّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ ، أَي : تَحَيَّرَ حَتَّى لا يَطْرفَ كما في الصِّحاحِ ، أَو دَهِشَ فلَمْ يُبْصِرْ وأَنْشَدُوا لِذِي الرُّمَّةِ :

ولو أَنَّ لُقمانَ الحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ

لعَيْنَيْهِ مَيٌّ سافِراً كادَ (٣) يَبْرَقُ

أَي : يَتَحَيَّرُ ، أَو يَدْهَش.

وأَنشدَ الفَرّاءُ شاهِداً لمَنْ قَرأَ بَرِقَ ـ بالكسرِ بمعنى فَزعَ ـ قولَ طَرَفَةَ :

فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَنِي

وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ (٤)

يَقُول : لا تَفْزَعْ من هَوْلِ الجِراحِ التي بِكَ.

وقال الأَصمَعِيُّ : بَرَقَ السِّقاءُ يَبْرُقُ بَرْقاً ، وذلِك إِذَا أَصابَه الحَرُّ ، فذابَ زُبْدُه ، وتَقَطَّعَ فلم يَجْتَمعْ ، ويُقال : سِقاءٌ بَرِقُ ، ككَتِفٍ كذا في العُبابِ ، والَّذِي في اللِّسانِ : بَرَق السِّقاءُ بَرْقاً وبُروقاً ، فهذا يدُلُّ على أَنَّه من بابِ نَصَرَ ، وقَوْلُهم : سِقاءٌ بَرِقٌ ، يَدُلُّ على أَنَّه من بابِ فَرِحَ.

وبَرِقَت الإِبِلُ والغَنَمُ ، كفَرِحَ تَبْرَقُ بَرَقاً : إِذا اشْتَكَتْ بُطونَها مِنْ أَكْلِ البَرْوَقِ وسيأْتي البَرْوقَ قريباً.

والبُرْقانُ ، بالضّمِّ : الرَّجُل البَرَّاقُ البَدَنِ.

والبُرْقانُ : الجَرادُ المُتَلَوِّنُ ببياضٍ وسَوادٍ الواحِدَةُ بُرْقانَةٌ وقد خالَفَ هنا اصْطِلاحَه سَهْواً.

وبِرْقانُ بالكسرِ : ة ، بخَوارَزْمَ قال ياقُوت في المُعْجَم : بَرْقان ، بفتح أَوّلِه ، وبعضُهم يكْسِرُه : من قُرى كاث (٥) شَرْقيَّ جَيْحُونَ على شاطِئِه ، بينَها وبينَ الجُرْجانِيَّةِ ـ مدينةِ خُوارَزْمَ ـ يَومان ، وقد خَرِبَتْ بَرْقانُ ، ونُسِبَ إِليها الحافِظُ أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ غالِبٍ (٦) الخُوارَزْمِيُّ البَرْقانِيُّ ، استَوْطَنَ بَغدادَ ، وكتَبَ عنه أَبُو بَكْرٍ الخَطِيبُ ، وكانَ ثِقَةً ورِعاً ، تُوفِّيَ سنة ٤٢٥ (٧).

وبَرْقانُ أَيْضاً : ة ، بجُرْجانَ نُسِب إِليها حَمْزَةُ بنُ يوسفَ السَّهْمِيُّ ، وبَعْضُ الرُّواةِ ، قال ياقوت : ولستُ منها على ثِقَةٍ.

ويُقال : جاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ ، كمَقْعَدٍ أَي : حينَ بَرَقَ وتَلَأْلَأَ ، مصدرٌ ميمِيٌّ.

وبَرَقَ نَحْرُه : لَقَبُ رَجُلٍ كَتأَبَّطَ شَرًّا ، ونَحْوِه.

وذُو البَرْقَةِ : لقبُ أَميرِ المُؤْمنينَ عَلِيّ بنِ أَبي طالِب ـ رضِيَ الله تَعالَى عنه ـ لقَّبَه به عَمُّه العَبّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ رضيَ اللهُ تَعالَى عنه يومَ حُنَيْنٍ.

والبَرْقَةُ : الدَّهْشَةُ والحَيْرةُ.

و: ة ، بقُمَّ.

و: ة ، تُجاهَ واسِطِ القَصَبِ (٨).

و: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ بنواحِي دُوانَ.

__________________

(١) عن اللسان وبالأصل : «عن اللقاح».

(٢) سورة القيامة الآية ٧.

(٣) في الصحاح : «كان يبرق».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٧٠ برواية : «ونفسك فانع».

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «كانت».

(٦) في معجم البلدان : أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب.

(٧) عن معجم البلدان واللباب لابن الأثير ، وبالأصل سنة ٤٣٥.

(٨) في معجم البلدان : برقة حَوْز محلة أو قرية مقابل مدينة واسط.

١٩

وبَرْقَةُ : إِقْلِيمٌ مُشتَمِلٌ على قُرًى ومُدُنٍ أَو ناحِيَةٌ بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإِفْرِيقِيَّةَ مَدِينَتُها أَنْطابُلُسُ ، وبينَ الإِسكَنْدَرِيَّةِ وبَرْقَةَ مَسِيرةُ شَهْرٍ ، وهي مِمّا افْتُتِحَ صُلْحاً ، صالَحَهُم عَلَيها (١) عَمْرُو بنُ العاصِ ، وقد نُسِبَ إِليها جَماعةٌ من أَهلِ العِلْمِ.

وكجُهَيْنَةَ اسمٌ للعَنْزِ تُدْعَى به للحَلَبِ وذُو بارِقٍ الهَمْدانِيُّ جَعْوَنَةُ بنُ مالِكٍ والبارِقُ سَحابٌ ذُوا بَرْقٍ وع بالكُوفَةِ ولَقَبُ سَعْدِ بنِ عَدِيٍّ أَبِي قَبِيلَةٍ باليَمَنِ.

ومن المَجَازِ : البارِقَةَ : السُّيُوفُ سُمِّيَتْ لبَرِيقِها ، ومنه حَدِيثُ عَمّارٍ : «الجَنَّةُ تَحْتَ البارِقَةِ» وهو مُقْتَبَسٌ من قولِه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ».

وقالَ اللِّحْيانِيُّ : رَأَيْتُ البارِقةَ ، أَي : بَرِيقَ السِّلاحِ.

والبَرْوَقُ ، كجَرْوَلٍ : شُجَيْرَةٌ ضَعِيفةٌ إِذا غامَتِ (٢) السَّماءُ اخْضَرَّتْ قالهُ ابنُ حَبِيبٍ ، الواحدةُ بهاءٍ ، ومنه قولُهم : «أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ» وكَذا : «أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ» قال أَبُو حَنِيفَةَ : وأَخْبَرَنِي أَعْرابِيُّ أَنَّ البَرْوَقَ نبتٌ ضَعِيفٌ رَيّان ، له خِطَرَةٌ دِقاقٌ في رُؤُوسِها قَماعِيلُ صِغارٌ مثلُ الحِمَّصِ ، فيها حَبُّ أَسودُ ، قال : ومِن ضَعْفِها إِذا حَمِيَتْ عليها الشَّمْسُ ذَبُلَت على المَكانِ ، قالَ : ولا يَرْعاها شَيْ‌ءٌ ، غير أَنَّ الناسَ إِذا أَسْنَتُوا سَلَقُوها ، ثم عَصَرُوها من عَلْقَمَةٍ فيها ، ثم عالَجُوها مع الهَبِيدِ أَو غَيْرِه ، وأَكَلُوها ، ولا تُؤْكَلُ وَحْدَها لأَنَّها تُورِثُ التَّهَيُّجَ ، قالَ : وهي ممّا يُمْرِعُ في الجَدْبِ ، ويَقِلُّ في الخِصْبِ ، فإِذا أَصابَها المَطرُ الغَزِيرُ هَلَكَت ، قال : وإِذا رَأَيناها قد كَثُرتْ وخَشُنَت خِفْنا السَّنَةَ.

وقال غَيرُه من الأَعْراب : البَرْوَقَةُ : بقلةُ سَوْءٍ ، تَنْبُتُ في أَوّلِ البَقْلِ ، لها قَصَبَةٌ مثلُ السِّياطِ ، وثَمَرةٌ سوداءُ.

وفي ضَعْفِ البَرْوَقِ قالَ الشّاعِرُ :

تَطِيحُ أَكُفُّ القومِ فيها كأَنَّما

يَطِيحُ بها في الرَّوعِ عِيدانُ بَرْوَقِ (٣)

ويَقُولون أَيضاً : «أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقٍ» لأَنه يَعِيشُ بأَدْنَى نَدًى يَقعُ من السَّماءِ ، وقيل : لأَنّه يَخْضَرُّ إِذا رَأَى السَّحابَ.

والبَرْواقُ ، بزِيادَةِ أَلِفٍ : نَباتٌ يُعْرَفُ بالخُنْثَى ، وأَكْلُ ساقِه الغَضِّ مَسْلُوقاً بزيتٍ وخَلٍّ تِرْياقُ اليَرَقانِ ، وأَصلُه يُطْلَى به البَهَقانِ فُيزِيلُهُما.

والإِبْرِيقُ : إِناءٌ مَعْرُوفٌ ، فارِسِيٌّ مُعَرَّب : آبْ رِي قال ابنُ بَرِّيّ : شاهِدُه قولُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ :

ودعَا بالصَّبُوحِ يَوْماً فقامَتْ

قَيْنَةٌ في يَمِينِها إِبْرِيقُ

وقال كُراع : هو الكُوز ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مَرَّةً : هو الكُوزُ ، وقال مرَّةً : هو مِثْلُ الكُوزِ ، وهو في كُلِّ ذلك فارِسِيٌّ ج : أَبارِيقُ وفي التَّنْزِيلِ : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ) (٤) وأَنْشدَ أَبُو حَنِيفَةَ لشُبْرُمَةَ الضَّبِّيّ :

كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيَّةً

إِوَزٌّ بأَعْلَى الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ

والعَرَبُ تُشَبِّهُ أَبارِيقَ الخَمْرِ برِقابِ طَيْرِ الماءِ ، قال أَبو الهِنْدِيّ :

مُفَدَّمَةٌ قَزًّا كأَنَّ رِقابَها

رِقابُ بَناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ (٥)

وقالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :

بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الْم

اءِ قَدْ جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيفُ

ويُشَبِّهُونَ الأَبارِيقَ أَيضاً بالظَّبْيِ ، قال عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ :

كأَنَّ إِبْرِيقَهُم ظَبْيٌ على شَرَفٍ

مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ

__________________

(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «صالحها عليهم».

(٢) في المقاييس ١ / ٢٢٥ «غابت».

(٣) بالأصل «تطيخ ... يطيخ» والمثبت عن مقاييس اللغة ١ / ٢٢٥ وفيه : قال الشاعر يذكر حرباً.

(٤) سورة الواقعة الآيتان ١٧ و ١٨.

(٥) بالأصل «أفزعها الرعدُ» والتصحيح عن المطبوعة الكويتية وانظر ما جاء في حاشيتها.

٢٠