تنقيح المقال - ج ١٥

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ١٥

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محيي الدين المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-467-1
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٣٩٨

١
٢

٣

٤

[٣٧٦٦]

١٧٠ ـ جعفر بن أبي جعفر السمرقندي

[الترجمة :]

عدّه الشيخ رحمه اللّه في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام (١) قائلا : جعفر بن أبي جعفر السمرقندي وابنه ، يروي بعضهم عن بعض من أصحاب العياشي رحمه اللّه. انتهى.

وظاهره كونه إماميّا ، إلاّ أنّ حاله مجهول.

[٣٧٦٧]

١٧١ ـ جعفر بن أبي الحكم

[الترجمة :]

عدّه أبو نعيم (٢) ، وأبو موسى من الصحابة.

__________________

(١) الشيخ في رجاله : ٤٥٩ برقم ١٣ ، ومنهج المقال : ٨١ [المحقّقة ١٨٦/٣ برقم (١٠٢٢)] ، ومجمع الرجال ٢٢/٢ ، والوسيط المخطوط : ٦٢ من نسختنا ، وذكره في ملخّص المقال في قسم الحسان.

حصيلة البحث

لم اهتد إلى وجه عدّه في الحسان سوى كونه من أصحاب العياشي ، وهذا لا يسوغ عندي عدّه حسنا ، فالراجح عدّه مجهول الحال ، واللّه العالم.

(٢) ذكره في اسد الغابة ٢٨٦/١ ثمّ قال : أخرجه أبو نعيم وأبو موسى ، والإصابة ٢٣٨/١ برقم ١١٦٤.

٥

ولم أستثبت حاله.

[٣٧٦٨]

١٧٢ ـ جعفر بن أبي حمزة البطائني

[الترجمة :]

أخو : علي بن أبي حمزة.

حاله مجهول (١).

__________________

حصيلة البحث

ولم أقف على ما يوضح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.

(١) ذكر النجاشي في رجاله : ١٨٨ برقم ٦٥٠ الطبعة المصطفوية [وطبعة الهند : ١٧٥ ، وطبعة جماعة المدرسين : ٢٤٩ برقم (٦٥٦) ، وطبعة بيروت ٦٩/٢ برقم (٦٥٤)] في طيّ ترجمة أخيه علي بن أبي حمزة البطائني.

حصيلة البحث

لم أقف على ما يوضح حال المترجم سوى عنوان النجاشي إيّاه في ترجمة أخيه ، فهو مجهول الحال.

[٣٧٦٩]

٧٠ ـ جعفر بن أبي ذر القزويني

جاء بهذا العنوان في أمالي الطوسي ٦٢/٢ ـ ٦٣ الجزء ١٦ [طبعة مؤسسة البعثة : ٤٤٨ حديث ١٠٠١] بسنده : .. قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه الصنعاني [الصامغاني] بقزوين ، وجعفر بن ـ

٦

[٣٧٧٠]

١٧٣ ـ جعفر بن أبي سفيان بن

الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

[الترجمة :]

عدّه في اسد الغابة (١) من الصحابة ، وقال : إنّه شهد مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حنينا ، وبقي إلى أيام معاوية ، وتوفي في أواسط أيّامه.

قلت : هو مجهول الحال.

__________________

أبي ذر القزويني المجاور بمكة ، قالا : حدّثنا داود بن سليمان الغازي القزويني ..

حصيلة البحث

لم أجد للمعنون ذكرا في معاجمنا الرجاليّة ، فعليه يعدّ مهملا.

(١) اسد الغابة ٢٨٦/١ وقال في آخر الترجمة : وهذا وهم ؛ لأنّ الذي شهد حنينا هو أبو سفيان ، ولم يشهدها جعفر .. وفي الإصابة ٢٣٨/١ برقم ١١٦٥ ـ بعد ذكر العنوان ـ قال : .. وظنّ أبو نعيم أنّ ابن منده انفرد بذلك فتعقبه بإنّه وهم ، وأنّ الذي شهد حنينا هو أبوه : أبو سفيان ، ولا حجة لأبي نعيم في ذلك ، فقد جزم ابن حبّان بأنّه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا ..

حصيلة البحث

بعد الفحص في المعاجم لم أقف على ما يسمح لي بالحكم على المعنون بشيء إلاّ أنّ انتسابه إلى بني اميّة تسبغ عليه الضعف ، فهو إمّا ضعيف أو مجهول الحال.

٧

[٣٧٧١]

١٧٤ ـ جعفر بن أبي طالب الطيّار عليه السّلام

[الترجمة :]

عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (١) من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قائلا : جعفر بن أبي طالب عليه السلام بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رحمه اللّه قتل بمؤتة. انتهى.

__________________

مصادر الترجمة

صفّين لنصر بن مزاحم : ٤٣ ، رجال ابن داود : ٨١ برقم ٢٩٤ ، الوسيط المخطوط : ٦٢ من نسختنا ، إتقان المقال : ١٧٠ ، نقد الرجال : ٦٨ برقم ٧ [المحقّقة ٣٣٧/١ برقم (٩٤٣)] ، الوجيزة : ١٤٧ [رجال المجلسي : ١٧٤ برقم (٣٤٧)] ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : ١٣ من نسختنا ، جامع الرواة ١٤٩/١ ، الغدير ٣٥٧/٧ ، أمالي الشيخ المفيد : ٢٣٨ المجلس الثامن والعشرون برقم ٢ ، مجمع الرجال ٢٢/٢.

وقد ذكر المترجم رضوان اللّه تعالى عليه جمع غفير من أعلام العامة كما في : الاستيعاب ٨١/١ برقم ٢٨٥ ، الإصابة ١١٦/١ برقم ٦٨٥ ، اسد الغابة ٢٨٧/١ ، شرح النهج لابن أبي الحديد في موارد منها في ٢٦٩/١٣ ، السيرة الحلبية ٢٨٦/١ ، أسنى المطالب : ٦ ، شذرات الذهب ١٢/١ ، حلية الأولياء ١١٤/١ برقم ١٧ ، صفوة الصفوة ٥١١/١ برقم ٥٦ ، طبقات ابن سعد ٣٤/٤ ، مقاتل الطالبيين : ١٧ ، تهذيب الكمال ٥٠/٥ برقم ٩٤٤ ، الوافي بالوفيات ٩٠/١١ برقم ١٤٦ ، الثقات للعجلي : ٩٨ برقم ٢١٣ ، ذيل الكاشف للحافظ أبي زرعة : ٦٢ برقم ١٨٤ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٩٥/١ ، تاريخ اليعقوبي ٤٩/٢ ، إكمال الإكمال ٢٦٩/٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١٤٨/١ برقم ١٠٥ ، تهذيب التهذيب ٩٨/٢ برقم ١٤٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٨٥/١ برقم ٨٠٢ ، تاريخ خليفة خياط ٥٦/١ ، العبر ٩/١ ، المحبر : ٤٦ ، ٧٠ ، ١٠٧ ، ١٢٣ ، ٢٩٣ ، ٤٤٢ ، ٤٥٧ ، ٤٧٤ ، تقريب التهذيب ١٣١/١ برقم ٨٤ ، ثقات ابن حبّان ٤٩/٣ .. وغيرها.

(١) رجال الشيخ : ١/١٢.

٨

وقال في الخلاصة (١) : جعفر بن أبي طالب ، قتل بمؤتة رضي اللّه عنه وأرضاه. انتهى.

ومثله في رجال ابن داود (٢).

ولعلّ عدم تعرّض النجاشي رحمه اللّه لذكره ، لقصره على تعداد من له أصل أو كتاب.

وفي الوجيزة (٣) إنّه : من سادات الشهداء.

وعدّه في الحاوي (٤) في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف. انتهى.

وقال في اسد الغابة (٥) إنّه : كان أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خلقا وخلقا ، أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، روي أنّ أبا طالب رأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليّا عليه السلام يصلّيان ، وعليّ عن يمينه ، فقال لجعفر رضي اللّه عنه : صل جناح ابن عمّك ، وصلّ عن يساره (٦).

__________________

(١) الخلاصة : ٣٠ برقم ١.

(٢) رجال ابن داود : ٨١ برقم ٢٩٤. طبعة جامعة طهران [الطبعة الحيدرية : ٦١ برقم (٢٩٨)].

(٣) الوجيزة : ١٤٧ [رجال المجلسي : ١٧٤ برقم (٣٤٧)].

(٤) في حاوي الأقوال المخطوط : ٣٨ من نسختنا [الطبعة المحقّقة ٢٣٤/١ برقم (١١٧)].

(٥) اسد الغابة ٢٨٦/١ ، ولاحظ : الاستيعاب ٨١/١ برقم ٢٨٥ ، والإصابة ١١٦/٤ برقم ٦٨٥ ، والسيرة الحلبية ٢٨٦/١.

(٦) في اسد الغابة ٢٨٧/١ ، والإصابة ٢٣٩/١ برقم ١١٦٦ ، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢٦٩/١٣ : كما روي أنّ أبا طالب فقد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوما ، وكان يخاف عليه من قريش أن يغتالوه ، فخرج ومعه ابنه جعفر يطلبان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فوجده قائما في بعض شعاب مكّة يصلّي وعليّ عليه السلام معه عن يمينه ، فلمّا رآهما أبو طالب قال لجعفر : تقدّم وصل جناح ابن عمّك .. فقام

٩

قيل : أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا ، وكان هو الثاني والثلاثين .. إلى أن قال : وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يسمّيه : أبا المساكين ، وكان أسنّ من عليّ عليه السلام بعشر سنين ، وأخوه عقيل أسنّ منه بعشر سنين ، وأخوهم طالب أسنّ من عقيل بعشر سنين .. إلى أن روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : رأيت جعفرا يطير في الجنّة مع الملائكة .. إلى أن نقل أنّه يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل ، قال ابن إسحاق : فهو أوّل من عقر في الإسلام. ولمّا قتل جعفر ، قطعت يداه ، والراية معه لم يلقها ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أبدله اللّه جناحين يطير بهما في الجنّة ، ولمّا قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ، ما بين ضربة بسيف ، وطعنة برمح ، كلّها فيما أقبل من بدنه .. إلى أن قال : وكان عمر جعفر لمّا قتل إحدى وأربعين سنة. هذا ما في اسد الغابة ملخصا.

وقد وردت أخبار (١) في أنّه لما رفعوه على الرماح ، منّ اللّه عليه

__________________

جعفر عن يسار محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فلمّا صاروا ثلاثة تقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وتأخر الأخوان ، فبكى أبو طالب ، وقال ـ كما في عمدة الطالب أيضا : ٢٣ في شعر أبي طالب مخاطبا ابنيه عليا وجعفرا عليهما السلام ـ :

إنّ عليّا وجعفرا ثقتي

عند ملمّ الخطوب والنوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما

أخي لأمّي من بينهم وأبي

واللّه لا أخذل النبي ولا

يخذله من بني ذو حسب

فذكر الرواة أنّ جعفرا أسلم منذ ذلك اليوم ؛ لأنّ أباه أمره بذلك وأطاع أمره ، وأبو بكر لم يقدر على إدخال ابنه عبد الرحمن في الإسلام ..

وفي أسنى المطالب : ٦ ـ بعد أن ذكر الأخبار الصريحة في إيمان أبي طالب رضوان اللّه تعالى عليه ـ قال : فلو لا أنّه مصدّق بدينه لما رضي لابنيه ، جعفر وعلي أن يكونا معه وأن يصلّيا معه ، بل ولا كان يأمرهما بالصلاة ، فإنّ عداوة الدين أشد العداوات كما قيل :

كل العداوات قد ترجى إماتتها

إلاّ عداوة من عاداك في الدّين

 (١) ذكر هذه الخصيصة جمع كثير من العامّة والخاصّة بحيث لا يختلف فيها اثنان ، وصار يميز ويوصف به ، ويقال : جعفر الطيار.

١٠

بجناحين ، فطار من رأس الرماح إلى السماء ، وهو يطير في الجنة مع الملائكة.

وعن كتاب إكمال الإكمال (١) : إنّ جعفر بن أبي طالب ، يكنّى : أبا عبد اللّه ، وكان أكبر من أخيه علي عليه السلام بعشرين سنة (٢) ، وكان من المهاجرين الأوّلين ، هاجر إلى الحبشة ، وقدم منها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فعانقه ، وقال : «ما أدري أنا بأيهما أشدّ فرحا ، بقدوم جعفر ، أو فتح خيبر. وكان قدومه من الحبشة في السنة السابعة ، وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «أشبهت خلقي وخلقي» ، ثمّ غزا غزوة مؤتة سنة ثمان ، فقتل فيها ، بعد أن قاتل حتّى قطعت يداه معا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إنّ اللّه قد أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء». ولمّا بلغه نعي جعفر رضي اللّه عنه أتى امرأته أسماء بنت عميس ، فعزّاها فيه ، فدخلت فاطمة عليها السلام تبكي ، وتقول : «وا عمّاه ..!» ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إنّ اللّه تعالى

__________________

(١) إكمال الأكمال ، وهناك أكثر من كتاب بهذا الاسم ، أحدهما لابن نقطة البغدادي المتوفى سنة ٦٨٠ ه‌ ، والظاهر هو المراد ، والآخر شرح صحيح مسلم. وانظر : الطبقات الكبرى لابن سعد ٢٨٢/٨ ، والإصابة ٢٣٩/١ ، وأسد الغابة ٢٨٩/٢ ، والاستيعاب ، وتهذيب الكمال ٦١/٥ .. وغيرها.

أقول : في الإكمال لابن ماكولا ٢٦٩/٥ ، قال : .. أما الطيّار ـ بالراء ـ فجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب رضي اللّه عنه ، ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم استشهد يوم مؤتة ، ويقال له : جعفر الطيّار.

وعلى كل ؛ فأقرب لفظة للعبارة المزبورة المنقولة هنا هو ما جاء في كتاب الاستيعاب ٣١٢/١ ، (هامش الإصابة ٢١٠/١ ـ ٢١٣) فلاحظ.

(٢) وهذا خطأ ، لاتفاق أهل السير والتاريخ بأنّ جعفرا الطيار يكبر أمير المؤمنين عليه السلام بعشر سنين ، ويكبر عقيل منه عشرين سنة ، كما جاء ذلك في الخصال ١٨١/١ حديث ٢٤٧ وأكثر المصادر التي ذكرت جعفرا عليه السلام.

١١

أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة ، على مثل جعفر فلتبك (*) البواكي».

وعن العيون (١) ، والخصال (٢) ، بإسناده عن علي عليه السلام قال : «إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا جاءه جعفر [بن أبي طالب عليه السلام] من الحبشة ، قام إليه ، واستقبله اثنتي عشرة (٣) خطوة ، وعانقه ، وقبّل ما بين عينيه وبكى. وقال : «لا أدري بأيّهما أنا أشدّ سرورا ، بقدومك يا جعفر أم بفتح اللّه على يد أخيك خيبر». وبكى فرحا برؤيته.

وفي الخصال (٤) بسند متصل فيه ضعف ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «خلق الناس من شجر شتى ، وخلقت أنا وابنا أبي طالب من شجرة واحدة. أصلي عليّ [ع] ، وفرعي جعفر [ع]».

وفي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب (٥) : كان جعفر رضي اللّه عنه يكنّى :

__________________

(*) والظاهر انّه : فلتبك. [منه (قدّس سرّه)].

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام : ١٤٠ ـ ١٤١ باب ٢٧ حديث ٤ [طبعة طهران المحقّقة ٢٥٤/١ حديث ٤].

(٢) الخصال ٤٨٤/٢ حديث ٥٨.

(٣) كذا ، وفي العيون ، : اثنى عشرة.

(٤) الخصال ٢١/١ حديث ٧٢ ، وفيه : «.. خلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة ؛ أصلي عليّ ، وفرعي جعفر ..» والرواية ضعيفة السند ، فراجع.

(٥) عمدة الطالب : ٣٥ ـ ٣٦ الأصل الثاني ، باختلاف يسير.

أقول : ذكر هنا تأمير زيد ، ثم جعفر ، ثم عبد اللّه بن رواحة ، ولكن اليعقوبي ذكر في تاريخه ٤٩/١ في غزوة مؤتة ووجّه ، وقال : .. جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد اللّه بن رواحة في جيش إلى الشام لقتال الروم سنة ثمان .. إلى أن قال : وقيل : بل كان جعفر المقدّم ، ثم زيد بن حارثة ، ثم عبد اللّه بن رواحة.

أقول : هذا هو الصحيح ؛ لأنّ مقام جعفر وجلالته ، وحزمه ، وأصالة رأيه ، وشجاعته ،

١٢

أبا عبد اللّه ، وأبا المساكين ؛ لرأفته عليهم ، وإحسانه إليهم. وكان قد هاجر إلى الحبشة [فيمن هاجر إليها] ، ورجع منها ، فوصل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم فتح خيبر ، فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟» ، و [لهذا] يقال لجعفر : ذو الهجرتين ؛ يعني هجرة الحبشة وهجرة المدينة.

ولمّا جهز النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أصحابه إلى مؤتة من أرض الشام ، أمّر عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل ، فجعفر بن أبي طالب ، فإن قتل ، فعبد اللّه بن رواحة. فاستشهد الثلاثة الأمراء ، ولمّا رأى جعفر الحرب قد اشتدت ، والروم [قد] غلبت ، نزل (١) عن فرس له أشقر ، ثم عقره ، وهو أوّل من عقر في الإسلام ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليمنى ، وأخذ الراية بيده اليسرى ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليسرى أيضا ، فاعتنق الراية وضمّها إلى صدره حتى قتل ، ووجد به نيف وسبعون ، وقيل : نيف وثمانون ، ما بين طعنة وضربة ورمية ، ورأى [النبي] صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مصرعه ومصرع أصحابه. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «زارني جعفر في نفر من الملائكة له جناحان يطير بهما» ، ولهذا يقال له : ذو الجناحين. والطيّار في الجنّة ، وكان مقتله سنة ثمان من الهجرة ، وقيل : سنة

__________________

وقربه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقتضي ذلك ، ويشهد لذلك قول كعب بن مالك في رثاء جعفر عليه السلام أبياتا منها :

صبروا بمؤتة للإله نفوسهم

عند الحمام حفيظة أن ينكلوا

إذ يهتدون بجعفر ولوائه

قدام أولهم ونعم الأوّل

حتى تفرقت الصفوف وجعفر

حيث التقى دعث الصفوف مجدل

فتغيّر القمر المنير لفقده

والشمس قد كسفت وكادت تأفل

 (١) في عمدة الطالب : اقتحم ، بدلا من : نزل.

١٣

سبع. وحزن عليه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حزنا شديدا.

وروى الصدوق رحمه اللّه (١) عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ النبيّ

__________________

(١) في من لا يحضره الفقيه ١١٣/١ حديث ٥٢٧ بلفظه.

أقول : إنّ سيدنا الشهيد العظيم صلوات اللّه عليه لقربه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وجلالته عنده وعنده جميع المسلمين ، ومقامه العظيم ، وأنّ أباه أبو طالب ، أمره أن يصل جناحه الأيسر ، ويصلّي معهما حين كان المصلّون ثلاثة : صاحب الرسالة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والسيّدة الجليلة أمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام ، فبإسلام جعفر الطيّار عليه السلام بلغ المصلّون والمسلمون أربعة ، وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان ، وصرّحوا بأنّه أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، لكن بعض النصاب وأعداء آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، لبغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام ـ حيث لم يستطيعوا الحطّ من مقام سيّدنا المترجم فجعلوا إسلامه بعد إسلام رهط كبير ، فقالوا كان إسلامه بعد إسلام واحد وثلاثين إنسانا ، وكان هو الثاني والثلاثين ، وليس هذا بغريب من أعداء آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وإحداث هذا القول ـ بأنّه أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا ، كإحداث القول بأنّ أول من أسلم أبو بكر ، أو رهط آخر قبل إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يلامون على ذلك ، فإنّ أحقاد بدر وحنين وقتل أمير المؤمنين لأشياخهم ورؤسائهم المشركين قبل دخول الإيمان في قلوبهم لا زالت تقضّ مضاجعهم. ولا بأس بذكر بعض ما ورد في فضل سيدنا المترجم ؛ فقد روى الكليني رضوان اللّه عليه في الكافي ١٨٩/٨ ـ ١٩٠ حديث ٢١٦ بسنده : .. عن سدير ، قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال رجل من القوم : أصلحك اللّه! فأين كان عزّ بني هاشم ، وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : «ومن كان بقي من بني هاشم؟! إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا ، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل ، وكانا من الطلقاء ، أما واللّه لو أنّ حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كان شاهديهما لأتلفا نفيسهما».

وفي صفحة : ٢٦٧ حديث ٣٩٢ بسنده : .. قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ، فقال لي : «إذا كان يوم القيامة ، وجمع اللّه تبارك وتعالى الخلائق ، كان نوح

١٤

__________________

صلّى اللّه عليه أوّل من يدعى به ، فيقال له : هل بلّغت؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك فيتخطّى فيقول : محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال : فيخرج نوح عليه السلام فيتخطى الناس حتى يجيء إلى محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ وهو على كثيب المسك ومعه علي عليه السلام ـ ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : (فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [سورة الملك (٦٧) : ٢٧] فيقول نوح لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا محمّد! إنّ اللّه تبارك وتعالى سألني هل بلّغت؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك؟ فقلت : محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فيقول : يا جعفر! يا حمزة! اذهبا وأشهدا له أنّه قد بلّغ ..» فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهم السلام بما بلّغوا» ، فقلت : جعلت فداك فعلّي عليه السلام أين هو؟! فقال : «هو أعظم منزلة من ذلك».

وفي مقاتل الطالبيّين (طبعة اسماعيليان) : ١٧ [وفي الطبعة المحقّقة : ٣٤] بسنده : .. عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «خير الناس حمزة وجعفر وعليّ عليهم السلام» وقال : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنّة مع الملائكة بجناحين».

وقد ترجمه ابن سعد في طبقاته ٣٤/٤ ـ ٤٢ وأطال فيها ، وكذلك في شرح المواهب ٢٧٥/٢.

وقد روى الصدوق رحمه اللّه في أماليه : ٢٠٦ ـ ٢٠٧ حديث ٧ بسنده : .. عن ابن عباس ، قال : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو ـ آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ـ وهو يقول : «يا معشر الأنصار! يا معشر بني هاشم! يا معشر بني عبد المطلب! ، أنا محمّد رسول اللّه ، ألا إنيّ خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي ، أنا ، وعليّ ، وحمزة ، وجعفر ..».

وفي أمالي الشيخ الصدوق : ٧٤ ـ ٧٥ حديث ٧ بسنده : .. عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب عليه السلام أربع خصال ، فدعاه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأخبره ، فقال : «لو لا أنّ اللّه أخبرك ما أخبرتك ، ما شربت خمرا قطّ ؛ لأنّي علمت أن لو شربتها زال عقلي ؛ وما كذبت قطّ ، لأنّ الكذب ينقص المروّة ، وما زنيت قطّ ؛ لأنّي خفت انّي اذا عملت عمل بي ، وما عبدت صنما قط ؛

١٥

__________________

لأني علمت انّه لا يضرّ ولا ينفع ، قال : فضرب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يده على عاتقه ، فقال : «حقّ للّه عزّ وجلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة». وفي الكافي ٤٩/٨ حديث ١٠ بسنده : .. عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «خرج النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورا ، فقال له الناس : أضحك اللّه سنّك يا رسول اللّه وزادك سرورا ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إنّه ليس من يوم ولا ليلة إلاّ ولي فيهما تحفة من اللّه ، ألا وإنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى! ؛ إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السلام وقال : يا محمّد! إنّ اللّه عزّ وجلّ اختار من بني هاشم سبعة ، لم يخلق مثلهم فيمن مضى ، ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول اللّه سيّد النبيّين ، ، وعلي بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّين ، والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط ، وحمزة عمّك سيد الشهداء ، وجعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ؛ ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّه إلى الأرض ، من ذريّة عليّ وفاطمة من ولد الحسين عليهم السلام».

وفي الكافي ٤٦٥/٣ حديث ١ ـ صلاة التسبيح ـ بسنده : .. عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لجعفر : «يا جعفر! ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟ فقال له جعفر : بلى يا رسول اللّه ، قال : فظنّ الناس أنّه يعطيه ذهبا أو فضّة ، فتشرّف الناس لذلك ، فقال له : إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته في كلّ يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ، وإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما ، أو كل جمعة ، أو كل شهر ، أو كل سنة .. غفر لك ما بينهما ، تصلي أربع ركعات .. إلى آخره.

وذكر نصر بن مزاحم في صفّينة : ٤٣ ـ ٤٤ قصيدة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وفيها ينوّه بجعفر وحمزة عليهما السلام ، ويتمنّى حضورهما ، ومنها :

لو أنّ عندي يا بن حرب جعفرا

أو حمزة القرم الهمام الأزهرا

رأت قريش نجم ليل ظهرا

كما وأنّ سيّد أباة الضيم الحسين بن علي عليهما السلام قال في خطبته يوم عاشوراء : «.. أو ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمّي؟!» وذكر هذه الخطبة على الطبري في تاريخه ٤٢٤/٥ .. وغيره.

١٦

__________________

في الاستيعاب ٨١/١ ـ ٨٢ برقم ٢٨٥ قال : كان جعفر أشبه الناس خلقا وخلقا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكان جعفر أكبر من عليّ رضي اللّه عنهما [صلوات اللّه وسلامه عليهما] بعشر سنين .. إلى أن قال : وكان جعفر من المهاجرين الأولين ، هاجر إلى أرض الحبشة ، وقدم منها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين فتح خيبر ، فتلقّاه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأعتنقه ، وقال : «ما أدري بأيّهما أنا أشد فرحا ؛ بقدوم جعفر ، أم بفتح خيبر» .. إلى أن قال : وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح ، وقد روي أربع وخمسون جراحة ، والأوّل أثبت .. إلى أن قال : عن الشعبي قال : سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول : كنت إذا سألت عليا شيئا فمنعني ، فقلت له : بحق جعفر .. أعطاني .. إلى أن قال : عن أبي هريرة قال : ما احتذى النعال ، ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أفضل من جعفر.

أقول : تأمّل في كلام أبي هريرة الدوسي الكذّاب بنصّ خليفتهم عمر بن الخطاب : (ما احتذى النعال) ـ فإنّ ممّا تسالم عليه الفريقان الخاصة والعامة ـ إلاّ الخوارج والنواصب ـ بأنّ عليا أفضل وأقدس وأرفع منزلة من جميع المسلمين سوى ابن عمّه العظيم نبيّ الرحمة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولكن النصب والعداء لأمير المؤمنين عليه السلام يستدعي ذلك ، هذا مع الاذعان بمنزلة جعفر وقداسته ، وبذل نفسه النفيسة في ذات اللّه صلّى اللّه عليه وعلى نبيه وأخيه.

وعنونه في حلية الأولياء ١١٤/١ ـ ١١٥ برقم ١٧ : وقال : بسنده : .. عن أم سلمة ، قالت : لمّا نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي ، آمنا على ديننا ، وعبدنا اللّه لا نؤذي ولا نسمع شيئا نكرهه ، فلمّا بعثت قريش عبد اللّه بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بهداياهم إلى النجاشي وإلى بطارقته ، أرسل إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم فدعاهم ، فلمّا جاءهم رسوله اجتمعوا ، ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا : نقول واللّه ما علمنا وما أمرنا به نبيّنا كائنا في ذلك ما هو كائن ، فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله ، سألهم فقال لهم : ما هذا الدّين الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ، ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ قال : فكان الذي كلّمه جعفر بن أبي طالب ..

وفي صفحة : ١١٨ ذكر في قتاله بمؤتة رجزا ، قال : فانشأ جعفر يقول :

١٧

صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّا ، ويقول : «كانا يحدّثاني ويؤنساني .. فذهبا جميعا».

.. إلى غير ذلك ممّا ورد في جلالة الرجل وعظمته.

بيان :

مؤتة : بضمّ الميم بعدها واو مهموزة ساكنة ، وتاء مثنّاة من فوق ، وبعضهم لا يهمزها. قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ، قيل : إنّها من مشارف الشام على اثني عشر ميلا من أذرح (*) ، بها قبر جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن

__________________

يا حبّذا الجنة واقترابها

طيبة وبارد شرابها

والروم روم قد دنا عذابها

عليّ إن لاقيتها ضرابها

وفي الغيبة للشيخ النعماني : ٢٤٧ باب حديث ١ (طبعة مكتبة الصدوق) ، بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، قال : قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام : «بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي عليه السلام فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقيل : إنه بالبقيع ، فأتاه عليّ عليه السلام فسلّم عليه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «اجلس» فأجلسه عن يمينه ، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقيل له : هو بالبقيع ، فأتاه فسلّم عليه فأجلسه عن يساره ، ثم جاء العباس .. إلى أن قال : ثم التفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى جعفر بن أبي طالب فقال : «يا جعفر ألا أبشرك؟! ألا أخبرك ..؟!» قال : بلى يا رسول اللّه ، فقال : «كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أنّ الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك».

(*) أذرح : هي دومة الجندل ، أو قريبة. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : يفهم من معجم البلدان ١٣٠/١ (أذرح) و ٢٢٠/٥ (مؤتة) و ٤٨٨/٢ ـ ٤٨٩

١٨

حارثة ، وعبد اللّه بن رواحة ، على كلّ قبر منها بناء منفرد ، قاله ياقوت في المراصد (١).

وينافيه في الجملة ما قيل من أنهم جميعا دفنوا في قبر واحد ، والأمر سهل.

__________________

(*) (دومة) وهكذا تاج العروس ١٧٩/١ (جرب) و ١٣٩/٢ ـ ١٤٠ (ذرح) ، أنّ دومة الجندل موضع غير أذرح ، وغاية ما قيل أنّه اختلف في أنّ أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري كان بأذرح أو دومة الجندل ، وقد حكي في الأشعار تارة أذرح واخرى : دومة ، وقد يفهم من ذلك أنّهما واحد أو قريبان ، فأفهم.

(١) مراصد الاطلاع ١٣٣٠/٣ ، وانظر : معجم البلدان ٢١٩/٥ ـ ٢٢٠ ، وذكر علي بن محمّد البجاوي في تعليقه في المقام أنّه قال حسان بن ثابت :

فلا يبعدنّ اللّه قتلى تتابعوا

بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

وزيد وعبد اللّه هم خير عصبة

تواصوا وأسباب المنيّة تنظر

حصيلة البحث

إنّ المترجم أجلّ شأنا ، وأقدس نفسا ، وأرفع مقاما من التوثيق ، فهو قد جمع الخصال النفسيّة ، والنسبيّة المقدسة في الجاهلية والإسلام ، فرضوان اللّه تعالى عليه ، وحشرنا اللّه المنّان بمنّه وجوده في زمرته وأصحابه.

[٣٧٧٢]

٧١ ـ جعفر بن أبي عبد اللّه

جاء في تفسير القمي ٣٧١/٢ الآية الشريفة : ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) سورة التغابن (٦٤) : ٧ ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن جعفر ابن أبي عبد اللّه ، عن الحسن بن محبوب ..

وفي التفسير نفسه ٣٧١/٢ ، وفيه : عن جعفر بن أبي عبد اللّه : وفيه تصحيح (أحمد بن عبد اللّه) ، وفي بحار الأنوار ٢٤٣/٩ بسنده : .. عن

١٩

[٣٧٧٣]

١٧٥ ـ جعفر بن أبي عثمان الفزاري الكوفي

[الترجمة :]

عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (١) بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه السلام.

__________________

أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ..

وبحار الأنوار ٣٠٨/٢٣ حديث ٥ بسنده : .. عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ..

حصيلة البحث

ليس للمعنون ذكر في المعاجم الرجالية ، بل لا وجود له فالعنوان ساقط.

مصادر الترجمة

رجال الشيخ : ١٦٢ برقم ١٥ ، ومجمع الرجال ٢٢/٢ ، ونقد الرجال : ٦٨ برقم ٨ [المحقّقة ٣٣٧/١ برقم (٩٤٤)] ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل ، والوسيط المخطوط : ٦٢ من نسختنا ، وروح الجوامع المخطوط : ٢٧٥ من نسختنا ، وجامع الرواة ١٤٩/١.

(١) رجال الشيخ : ١٦٢ برقم ١٥ قال : جعفر بن أبي عثمان الفزاري الكوفي ، وفي مجمع الرجال نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه : جعفر بن أبي عثمان أبو سليمان الفزاري الكوفي ، وفي نقد الرجال ، وملخص المقال .. وغيرهما نقلا عن رجال الشيخ : جعفر بن أبي عثمان الفزاري الكوفي ، ومثله في الوسيط المخطوط ، وروح الجوامع المخطوط ، وجامع الرواة .. وغيرها.

أقول : هذه المعاجم اتفقت في النقل عن رجال الشيخ رحمه اللّه : الفزاري ؛ ولم أجد للفظ (الصراري) عينا ولا أثرا ، والظاهر أن الصراري مصحف الفزاري ، ولم يعنون ـ في نسختنا من رجال الشيخ ـ جعفر بن أبي عثمان أبو سليمان الصراري الكوفي أصلا ، فتفطن.

٢٠