قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دور العقيدة في بناء الإنسان

دور العقيدة في بناء الإنسان

دور العقيدة في بناء الإنسان

تحمیل

دور العقيدة في بناء الإنسان

76/100
*

ولو أنّ ابن آدم لم يخف إلاّ اللّه ما سلّط اللّه عليه غيره .. » (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا : « طوبى لمن شغله خوف اللّه عن خوف الناس » (٢).

وبطبيعة الحال إنّ لهذا النوع من الخوف آثارا تربوية مهمة تعود لصالح الفرد ، وفي هذا الصدد ، يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : « من عرف اللّه خاف اللّه ، ومن خاف اللّه سخت نفسه عن الدنيا » (٣).

وتترتب عليه آثار اجتماعية أيضا حيثُ إنّه يدفع الفرد إلى مدِّ يدِّ العون إلى الآخرين ، قال تعالى : « ويُطعمونَ الطعامَ على حُبّهِ مسكِينا ويتِيما وأسيرا * إنَّما نُطعمكُم لوجهِ اللّه لا نُريدُ منكُم جزآءً ولا شُكورا * إنّا نخافُ مِنْ ربّنا يوما عبُوسا قمطريرا » (٤).

وصفوة القول ، لقد غيرت العقيدة النفوس ، وفتحت لها آفاقا واسعة بتحريرها من مخاوفها ، كما أوصلت حبلها بخالقها ، وأشعرتها بنعمائه ، وخوفتها من أليم عقابه.

ثالثا : معرفة النفس

من معطيات العقيدة ، أنها تدفع الإنسان المسلم إلى معرفة نفسه ، فلا يمكن السمو بالنفس دون معرفة طبيعتها ، وهذه المعرفة هي خطوة أولية للسيطرة عليها وكبح جماحها ، يقول الإمام الباقر عليه‌السلام : « .. لا معرفة

__________________

(١) كنز العمال ٣ : ١٤٨ / ٥٩٠٩.

(٢) تحف العقول ، لابن شعبة الحرّاني : ٢٨ ـ مؤسسة الاعلمي ط٥.

(٣) اُصول الكافي ٢ : ٦٨ / ٤ باب الخوف والرجاء.

(٤) الإنسان ٧٦ : ٨ ـ ١٠.