• الفهرس
  • عدد النتائج:

الإجتماع المرئيّ يعتبر اختلاف المنظر في الكسوفات دون الخسوفات.

ويمكن أن يقع الكسوف بالقياس إلى قوم دون قوم ، والشمس فوق اُفق كلّ منهما ، بخلاف الخسوف ، وهي بحسب اُفق كلّ منهما ، فإنّه إن انخسف عند أحدهما انخسف عند الآخرون ، وإن اختلف ساعات الإبتداء والتوسّط والإنجلاء ، فيكون في بلد على مضيء ساعة من الليل. وفي آخر على أقلّ أو أكثر أو يطلع منخسفاً. والفارق أن الخسوف أمر عارضيّ لجرم القمر في ذاته ، وهو صيرورته مظلماً فمن يراه يراه كذلك.

وليس الكسوف أمراً عارضاً للشمس في ذاتها ، فإنّها على ما هي عليه وإنّما الإنكساف بالقياس إلى بعض الأبصار ، لتوسّط القمر بينها وبين البصر. ويجوز اختلاف وضع المتوسّط باختلاف المساكن ، وكذلك قد يختلف كسوف واحد عند أهل بلدين قدراً أو جهة وزماناً ، ويمتنع اختلاف خسوف واحد عند أهلهما في شيء من ذلك.

وينبغي أن يكون العرض المرئيّ للقمر ، أعني : المعدّل باختلاف المنظر في العرض وقت الإجتماع المرئيّ ، أعني المعدّل باختلاف المنظر في الطول أقلّ من نصفي قطري صفحتي النيّرين حتّى يقع كسوف ، فإنّه إن ساواهما تماسّا ولم يقع للشمس انكساف ، وأن كان أكثر منهما فبالأولى أن لا تنكسف ، وإن كان أقلّ منهما يقع الكسوف بقدر ذلك الأقلّ.

والضابط أنّه حينئذ أي : حين كون العرض المرئي للقمر أقلّ من نصفي قطري صفحتي النيّرين ، إن وقع المركزان ـ أعني مركزي النيّرين على الخطّ الخارج من البصر إلى الشمس ، وكان القطران للنيّرين متساويين ، بأن يكون رأس مخروط ظلّ القمر على البصر ـ انكسف الشمس كلّها ولم يكن هناك.

وإن كان قطر الشمس أكثر ، بأن تكون الشمس في بعد أقرب والقمر في بعد أبعد ، ويكون رأس المخروط أعلى من الأبصار ، بقيت منها حلقة نورانيّة ، ويسمّى هذا الكسوف «حلقة النور».

وإن كان أصغر بأن تكون الشمس في بعد أبعد والقمر في بعد أقرب ، ويكون رأس المخروط أسفل من سطح الأرض ، كان للكسوف مكث قليل بقدر الفصل بين القطرين ، و