• الفهرس
  • عدد النتائج:

يَا نَافِذَ الْعِدَةِ ، يَا وَافِيَ الْقَوْلِ ، يَا

مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ

الْحَسَنَاتِ ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

«نافذ العدة» ـ بالذال المعجمة ـ أي ماضيها ، من نفذ السهم كقعد نفوذاً : إذا خرق الرمية وخرج منها ، أي لا خلف لعدته بل هي ماضية لا مردّ لها كالسهم النافذ لا مردّ له ولا وقوف.

و «العدة» الوعد ، وأصلها وعْدة بالكسر استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين ثمّ حذفت الواو ولزمت تاء التأنيث عوضاً منها.

قال الفرّاء : يقال : وعدته خيراً ووعدته شراً بإسقاط الألف (١).

فإذا أسقطوا الخير والشرّ قالوا في الخير : وعدته ، وفي الشرّ : أوعدته بالألف ، وفي الخير : الوعد والعِدة ، وفي الشرّ : الإيعاد والوعيد ، فإذا قالوا أوعدته بالشرّ : أثبتوا الألف مع الباء.

قال صاحب المحكم : وقال ابن الأعرابي : أوعدته خيراً بالألف وهو نادر وأنشده :

يبسطني مرّة ويوعدني

فضلاً طريقاً إلى أياديه (٢)

والخلف في الوعد عند العرب كذب ، وفي والوعيد كرم قال الشاعر :

إذا وعد السرّاء أنجز وعده

وإن أوعد الضرّاء فالعفو مانعه

ولخفاء الفرق في ذلك من كلام العرب إنتحل بعض أهل البدع القول بوجوب الوعيد قياساً على الوعد لجهلهم باللغة العربية.

وقد نقل : أنّ أبا عمرو بن العلاء نبّه عمرو بن عبيد وهو طاغية

__________________

١ ـ تاج العروس : ج ٢ ، ص ٥٣٦.

٢ ـ المحكم لإبن سيده : ج ٢ ، ص ٢٣٧.