• الفهرس
  • عدد النتائج:

عويمر بن الأخرم : دعوني آخذ عليه ، قالوا : لا ، محمّد لا يغدر ولا يريد أن يغدر به ، فقال حبيب وربيعة : يا (١) رسول الله ، إن أسيد بن أبي أناس هو الذي هرب وتبرأنا إليك ، وقد نال منك. فأباح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دمه ، وبلغ أسيدا قولهما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتى الطائف فأقام به ، وقال لربيعة وحبيب :

فأمّا أهلكن وتعيش بعدي

فإنهما عدوّ كاشحان

فلما كان عام الفتح كان أسيد بن أبي أناس فيمن أهدر دمه ، فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف ، فقال له أسيد : ما وراءك؟ قال : أظهر الله نبيه ونصره على عدوه ، فاخرج ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه ، فحمل أسيد امرأته وخرج وهي حامل تنتظر ، وأقبل فألقت غلاما عند قرن (٢) الثعالب وأتى أسيد أهله فلبس قميصا واعتمّ ، ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسارية قائم بالسيف عند رأسه يحرسه ، فأقبل أسيد (٣) حتى جلس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمّد أهدرت (٤) دم أسيد؟ قال : «نعم» ، قال : أفتقبل منه إن جاءك مؤمنا؟ قال : «نعم» ، قال : فوضع يده في يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمّد هذه يدي في يدك ، أشهد أنك رسول الله وأن لا إله إلّا الله. فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا يصرخ : إن أسيد بن أبي أناس قد آمن ، وقد أمّنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجهه وألقى يده على صدره ، فيقال : إن أسيدا كان يدخل البيت المظلم فيضيء [٤٥٨٨].

فيقال : الشعر الذي يروى لابن أبي أناس بن زنيم أو لسارية :

وما حملت من ناقة فوق كورها

أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد (٥)

إنما قاله أسيد بن أبي إياس وقال (٦) :

__________________

(١) كتبت فوق الكلام ، بين السطرين.

(٢) غير واضحة بالأصل وم ورسمها : «مرين» والمثبت عن معجم البلدان ، قال القاضي عياض قرن الثعالب وهو قرن المنازل ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة.

(٣) أسيد بالفتح وكسر السين كما في أسد الغابة ١ / ١٠٨ وصححه.

(٤) غير واضحة بالأصل ورسمها : «انذرب» كذا ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) البيت في الإصابة ١ / ٦٩ منسوبا لأنس بن زنيم ، وفي ترجمة سارية ٢ / ٢ منسوبا لسارية ، وهنا يقول ابن حجر : وقد تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أن هذا البيت له ، ولم يذكره ابن حجر في ترجمة أسيد.

(٦) الأبيات في أسد الغابة ١ / ١٠٩ منسوبة لأسيد بن أبي أناس وفي سيرة ابن هشام ٤ / ٦٦ منسوبة لأنس بن زنيم ، ومثله في الإصابة في ترجمة أنس ، ونسبها لسارية في ترجمته.