كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]
المحقق: محمّد الطباطبائي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7528-91-4
الصفحات: ٢٥٤
فجعلته في ثوبها.
قال ثابت : كنّا نقول : إنها كربلاء.
[٩٣] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن سين قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن حامد الأرتاحي قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين الفراء ـ إجازة لي ـ قال : أنبانا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال ، وستّ الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمّد بن إبراهيم المرابطة. قال أبو إسحاق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد الطرسوسي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار ـ قراءة عليه ـ وقالت خديجة : قرأ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن بندار الأذني وأنا شاهدة أسمع قال : أخبرني جدّي القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسين قالا : حدّثنا أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل الأديب ، قال : حدّثنا الكزبراني قال : حدّثنا عبد الله بن رجاء قال : حدّثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ،
عن أنس : أنّ ملك المطر استأذن أن يزور رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وذلك يوم أمّ سلمة ، فقال لي النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : انظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج!
فجاء الحسين فدخل فجعل مرّة يثب على ظهر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو يقبّله ويلثّمه ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمّتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ فقبض كفّه فإذا تربة حمراء.
[٩٤] ـ وقال : حدّثنا محمود قال : حدّثنا الكزبراني قال : حدّثنا غسان بن مالك. قال : حدّثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بمثله.
[٩٥] ـ أنبانا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، قال : أنبانا أبو علي
__________________
(٩٣) رواه بهذا الاسناد البوصيري في اتحاف السادة برقم ٧٥٧٦ عن أحمد بن حنبل ، والبزّار كما في كشف الأستار باب مناقب الحسين عليهالسلام : رقم ٢٦٤٢.
رواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٥ عن البيهقي وأبي نعيم.
(٩٥) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام برقم ٢١٩.
الحداد وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو بكر ابن ريذه قال : أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي قال : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي قال : حدّثنا عليّ ابن الحسن بن واقد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو غالب ،
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لنسائه : لا تبكّوا هذا الصبي ـ يعني حسينا ـ قال : فكان يوم أمّ سلمة فنزل جبريل ، فدخل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الداخل وقال لأم سلمة : لا تدعي أحدا يدخل عليّ! فجاء الحسين فلمّا نظر إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أمّ سلمة فاحتضنته وجعلت [ ٥٦ ـ ب ] تناغيه وتسكته ، فلمّا اشتدّ في البكاء خلّت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، فقال جبريل للنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : انّ أمّتك ستقتل ابنك هذا! فقال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟! قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا.
فخرج رسول الله [ صلّى الله عليه وسلّم ] قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما ، فظنّت أمّ سلمة أنّه غضب من دخول الصبي عليه!
فقالت : يا نبيّ الله! جعلت لك الفداء! إنّك قلت لنا لا تبكّوا هذا الصّبي ، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك ، فجاء فخلّيت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس ، فقال لهم : إنّ أمّتي يقتلون هذا.
وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبيّ الله! يقتلونه وهم مؤمنون؟! قال : نعم هذه تربته فأراهم إيّاها.
__________________
وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٣.
ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه ـ : ص ١٠٣ عن الطبراني ، وفي سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٨٩ وقال : إسناده حسن.
والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٩ عن الطبراني ، وأشار إليه الحافظ المزي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٠.
[ إخبار أمير المؤمنين عليه السلام بشهادته ]
[٩٦] ـ وقال : أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عليّ بن عبد العزيز قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس.
عن عمار الدّهني قال : مرّ علي على كعب ، فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجفّ عرق خيولهم حتى يردوا على محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، فمر حسن فقالوا : هذا يا با إسحاق؟ قال : لا.
فمرّ حسين فقالوا هذا؟ قال : نعم.
[٩٧] ـ قال : وحدّثنا سليمان قال : حدّثنا محمّد بن محمّد التمّار البصري قال : حدّثنا
__________________
(٩٦) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٥١.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام برقم ٢٤١.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٣ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٥ عن الطبراني.
ورواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من الطبقات برقم ٢٧٨.
ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٠ ، والحافظ المزيّ في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٠ ، وابن حجر في تهذيبه : ٢ / ٨ ـ ٣٤٧.
(٩٧) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١٧.
ومن طريقه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام من تاريخ دمشق برقم ٢٤٢.
ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩١ ، وابن جرير الطبري في تاريخه : ٥ / ٣٩٣.
الكامل في التاريخ لابن الأثير : ٤ / ٩٠.
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٣٥.
محمّد بن كثير العبدي قال : حدّثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، عن العلاء ابن أبي عائشة ، عن أبيه ،
عن رأس الجالوت قال : كنّا نسمع أنّه يقتل بكربلاء ابن نبي ، فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها [ ٥٧ ـ ألف ] فلمّا قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هيئتي.
[٩٨] ـ أنبأنا سليمان بن البانياسي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد البغوي قال : حدّثني محمّد بن ميمون الخيّاط قال : حدّثنا سفيان عن عبد الجبّار بن العبّاس : سمع عون بن أبي جحيفة ، قال : إنّا لجلوس عند دار أبي عبد الله الجدلي ، فأتانا مالك بن صحار الهمداني قال : دلوني على منزل فلان ، قال : قلنا : ألا نرسل إليه فيجيء ، إذ جاء فقال : أتذكر إذ بعثنا أبو مخنف إلى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات فقال :
ليحلن هاهنا ركب من آل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يمرّ بهذا المكان فيقتلونهم ، فويل لكم منهم وويل لهم منكم.
[٩٩] ـ قال الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو طالب عليّ بن عبد الرحمن قال : أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال : أخبرنا أبو محمّد ابن النحّاس قال : أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن عليّ بن محمّد بن هاشم الأسدي النحّاس قال : حدّثنا منصور بن واقد الطنافسي قال : حدّثنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق.
عن كدير (١) الضبي قال : بينا أنا مع عليّ بكربلاء بين أشجار الحرمل أخذ بعرة ففركها ثمّ
__________________
(٩٨) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام لابن عساكر : رقم ٢٣٦.
(٩٩) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من تاريخ دمشق : ٢٣٩ ، وسيأتي نظيره عن هرثمة بن سلمى برقم ١٢٤ ، فانظر التخريجات هناك.
(١) كدير ـ بضمّ الكاف وفتح الدال التي تليها وراء في آخره ـ فهو كدير الضبي يختلف في صحبته ، روى عنه أبو إسحاق ، الإكمال لابن ماكولا : ٧ / ١٦٤.
شمّها ، ثمّ قال : ليبعثنّ الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنّة بغير حساب.
[١٠٠] ـ أنبأنا أحمد بن أزهر بن السبال في كتابه ، عن أبي بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أخبرنا أبو محمّد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمر ابن حيويه قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدّثنا [ ٥٧ ـ ب ] الحسين بن الفهم قال : أخبرنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ،
عن عليّ قال : ليقتلنّ الحسين بن علي قتلا ، وإنّي لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريبة من النهرين.
* * *
__________________
وانظر : المؤتلف والمختلف للدار قطني : ١٩٦٠ ، ميزان الاعتدال : ٣ / ٤١٠ ، الاستيعاب : ١٣٣٢ رقم ٢٢٢٦ ، أسد الغابة : ٤ / ٤٦٢ رقم ٤٤٣٣ ، والضبّي : بفتح ضاد وشده موحده نسبة إلى ضبة بن ادّ ، المغني في ضبط أسماء الرجال : ١٥٦.
(١٠٠) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من الطبقات الكبرى لابن سعد : رقم ٢٧٥.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١١٧ رقم ٢٨٢٤ ، وابن أبي شيبه في المصنّف : ١٥ / ٩٧ رقم [١٩٢١٢] ، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال : ١٣ / ٦٧٣ رقم ٣٧٧٢٠.
ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه ـ : ص ١٠٤ ، وفي سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٠ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٠ وقال : رجاله ثقات.
( وأخرجه أبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد في جزء من حديثه ضمن المجموع رقم ٢٩٧ حديث في الورقة ٨٨ ب عن الحسن بن سلام عن عبيد الله بن موسى ).
[ لقاء ابن عباس ، ابن عمر وابن الزبير
بالإمام الحسين عليه السلام ]
[١٠١] ـ أنبأنا أبو الحسن عليّ بن المفضل قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمّد السّلفي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد بن البسري قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله السّكري قال : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار قال : حدّثنا أحمد ابن منصور الرّمادي ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق قال : حدّثنا ابن عينية ، عن إبراهيم بن ميسرة ،
عن طاوس قال : سمعت ابن عباس يقول : استشارني الحسين بن علي ـ عليهماالسلام ـ بالخروج بمكة ، قال : فقلت : لو لا أن يزرئ بى أو بك لنشبت يدي في رأسك ، قال : فقال : ما أحبّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكة ـ.
__________________
(١٠١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام برقم ٢٤٣ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٥٩ ، والحافظ ابن أبي شيبه في المصنّف : ١٥ / ٩٦ رقم [١٩٢١١] ، والبلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٤٧ رقم ٧ ، ويعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ : ١ / ٥٤١.
ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه ـ : ص ١٠٦ ، وفي سير اعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٢ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٥٩ ، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص ١٥٠ ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال : ١٣ / ٦٧٢ رقم ٣٧٧١٦ عن ابن أبي شيبة.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٢ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
أمالي المحاملي : ٢٢٦ رقم ٢١٥.
قال : يقول طاوس : وما رأيت أحدا أشدّ تعظيما للمحارم من ابن عباس ، لو أشاء أن أبكي لبكيت.
[١٠٢] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد ـ إجازة ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي في كتابه ، قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ المقرئ قال : أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه قال : حدّثنا شبابة بن سوار قال : حدّثنا يحيى بن سالم الأسدي قال :
سمعت الشعبي يقول : كان ابن عمر قدم المدينة ، فاخبر أنّ الحسين بن علي قد توجّه [ ٥٨ ـ ألف ] إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال : أين تريد؟ قال : العراق ، ومعه طوامير وكتب ، فقال : لا تأتهم ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم.
فقال : إنّ الله عزّ وجلّ خيّر نبيّه بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدّنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، والله لا يليها أحد منكم أبدا! وما صرفها الله عزّ وجلّ عنكم إلاّ للذي هو خير لكم ، فارجعوا! فأبى ، وقال : هذه كتبهم وبيعتهم.
قال : فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل!.
[١٠٣] ـ أخبرنا أبو نصر محمّد بن هبة الله القاضي ـ فيما أذن لنا فى روايته عنه ـ قال :
__________________
(١٠٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ٦ / ٤٧٠ ، وعنه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام برقم ٢٤٦ بالإسناد واللفظ ، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٦٣ رقم ٢٢.
الاحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : ٩ / ٥٨ رقم ٦٩٢٩ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٣ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٦ ، كشف الأستار عن زوائد البزّار : باب مناقب الحسين عليهالسلام : رقم ٢٦٤٣ بهذا الاسناد ورقم ٢٦٤٤ بإسناد آخر ، مورد الضمآن : رقم ٢٢٤٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ ، العقد الفريد : ٤ / ٣٥١ ، ذخائر العقبى : ١٥٠ ، جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : ٢ / ٢٧٥.
(١٠٣) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام لابن عساكر : رقم ٢٤٧ ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ عن يحيى بن معين.
أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الدمشقي قال : أخبرنا أبو محمّد ابن طاوس قال : أخبرنا أبو القاسم ابن أبي العلاء قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزي قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي. ح.
قال : وأخبرنا ابن أبي العلاء قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن حمزة بن محمّد بن حمزة الحراني قال : حدّثنا سليم بن حيان ـ وقال : الحراني : سليمان ـ عن سعيد بن ميناء قال :
سمعت عبد الله بن عمرو (١) ، يقول : عجل حسين قدره! عجل حسين قدره! والله لو أدركته ما كان ليخرج إلاّ أن يغلبني ، ببني هاشم فتح ، وببني هاشم ختم ، فاذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان (٢)!
[١٠٤] ـ انبأنا أبو حفص عمر بن محمّد عن أبي غالب أحمد ، وأبي عبد الله يحيى ، ابني الحسن ابن البناء قالا : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن ابن العباس ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدّثنا الزبير بن بكار قال : حدثني عمّي مصعب بن عبد الله قال : أخبرني من سمع [ ٥٨ ـ ب ] هشام بن يوسف الصغاني يقول :
عن معمر ، قال : وسمعت رجلا يحدّث عن الحسين بن علي قال : سمعته يقول : لعبد الله بن الزبير : أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون لي بالطلاق والعتاق من أهل الكوفة ـ أو قال : من أهل العراق ـ ، فقال له عبد الله بن الزبير : أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك!
قال هشام بن يوسف : فسألت معمرا عن الرجل؟ فقال : هو ثقة.
قال عمّي : وزعم بعض الناس أنّ عبد الله بن العباس هو الذي قال هذا.
[١٠٥] ـ أخبرنا أبو هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد
__________________
(١) كذا في الأصل وفي « س » ، وفي لفظ ابن عساكر وابن منظور : عبد الله بن عمر.
(٢) كفى في وهن قوله ملك جماعة من الهاشميين ( والله متمّ نوره ولو كره المشركون ).
(١٠٤) أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام برقم ٢٤٩ اسنادا ولفظا.
ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٥١ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦١ ، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ : ٢ / ٧٥٣ بإسناد آخر ولفظ قريب عن بشر بن غالب.
(١٠٥) رواه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام من تاريخه برقم ٢٥٢ بالاسناد واللفظ ، وبرقم ٢٥٣
عبد الكريم بن محمّد بن منصور السمعاني قال : أخبرنا أبو النجح يوسف بن شعيب القاضي قال : أخبرنا أبو الغنائم بن هبة الله الرندي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد الفارسي قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله البيع قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي العقيلي قال : حدثني جدّي يحيى ابن الحسين قال : حدّثني الزبير بن بكّار قال : حدثني محمّد بن فضالة ، عن أبي مخنف قال : حدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق.
عن أبي سعيد المقبري قال : والله لرأيت الحسين بن علي وإنّه ليمشي بين رجلين ، يعتمد على هذا مرّة وعلى هذا مرّة أخرى حتّى دخل مسجد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو يقول متمثّلا :
لا ذعرت السوام في فلق الصبح |
|
مغيرا ولا دعيت يزيدا |
يوم اعطى مخافة الموت ضيما |
|
والمنايا يرصدنني أن احيدا |
قال : فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلاّ قليلا حتى يخرج ، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة.
* * *
__________________
بإسناده عن زبير بن بكّار ، عن محمّد بن الضحّاك قال :
خرج الحسين بن علي من مكة إلى العراق ، فلمّا مرّ بباب المسجد قال : لاذعرت ... وبهذا الاسناد الثاني رواه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٦.
ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٥٦ رقم ١٤ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٣٧.
وأورده المسعودي في مروج الذهب : ٣ / ٥٤ ، قال : وطولب الحسين بالبيعة ليزيد بالمدينة فسام التأخير ، وخرج يتهادى بين مواليه ويقول ... وذكر البيتين.
مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ، مقتل الخوارزمي : ١ / ٢٧٠ ذكره بحذف السند.
تاريخ الطبري : ٥ / ٣٤٢ ، الكامل : ٤ / ١٧.
[ الحسين عليه السلام يعزم على الخروج
وجماعة ينهونه ـ برواية محمد بن سعد ـ ]
[١٠٦] ـ أنبأنا أحمد بن أزهر بن السيال قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري [ ٥٩ ـ ألف ] في كتابه قال : أخبرنا الحسن بن علي الشاهد قال : أخبرنا محمّد بن العباس الخزاز قال : أخبرنا أحمد بن معروف قال : حدّثنا الحسين بن فهم الفقيه قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا محمّد بن عمر قال : حدّثنا ابن أبي ذئب قال : حدثني عبد الله بن عمير مولى أمّ الفضل.
قال : وأخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي عن أبيه.
قال : وأخبرنا يحيى بن سعد بن دينار السعدي عن أبيه.
قال : وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي وجرة السعدي عن عليّ بن حسين.
قال : وغير هؤلاء أيضا قد حدّثني.
قال محمّد بن سعد : وأخبرنا علي بن محمّد عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه.
__________________
(١٠٦) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من الطبقات لابن سعد : رقم ٢٨٢.
ورواه عن ابن سعد أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين عليهالسلام برقم ٢٥٤ ، والذهبي في سير اعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٣ ، والحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٢ ـ ٤١٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦١ ، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ـ ١٤٣ ، كلّهم في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام.
وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمّد بن بشير الهمداني وغيره.
وعن محمّد بن الحجاج ، عن عبد الملك بن عمير.
وعن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه.
وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد عن الشعبي.
قال ابن سعد : وغير هؤلاء أيضا قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة ، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين ـ رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته ـ ،
قالوا : لمّا بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية ، كان الحسين بن علي بن أبي طالب ممّن لم يبايع له.
وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، كلّ ذلك يأبى ، فقدم منهم قوم إلى محمّد بن الحنفيّة فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى ، وجاء إلى الحسين وأخبره بما عرضوا عليه ، وقال : إنّ القوم إنمّا يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا.
فأقام حسين على ما [ ٥٩ ـ ب ] هو عليه من الهموم ، مرّة يريد أن يسير إليهم ومرّة يجمع الإقامة.
فجاء أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد الله! إنّي لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، والله ما لهم نيّات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على السيف.
قال : وقدم المسيّب بن نجبة الفزاري وعدّة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن ، فدعوه إلى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك ، فقال : إنّي أرجو أن يعطي الله أخي على نيّته في حبّه الكفّ وأن يعطيني على نيّتي في حبّي جهاد الظالمين.
وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية : إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة ، وأظنّ يومكم من حسين طويلا.
فكتب معاوية إلى الحسين : انّ من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أنبئت أنّ قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق من قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّق الله! واذكر الميثاق ، فإنك متى تكدني أكدك!
فكتب إليه الحسين : أتاني كتابك ، وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا ، وما أظنّ لي عند الله عذرا فى ترك جهادك ، وما أعلم [ ٦٠ ـ ألف ] فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الامّة.
فقال معاوية : إن أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسدا.
وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه : إنّي لأظنّ أنّ في رأسك نزوة! فوددت أن أدركها فاغفرها لك.
[١٠٧] ـ قال : وأخبرنا علي بن محمّد ، عن جويرية بن أسماء ، عن نافع بن شيبة قال :
لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم ، فأخذ بخطام راحلته فأناخ به ثم سارّه حسين طويلا وانصرف ، فزجر معاوية راحلته ، فقال له يزيد : لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك! قال : دعه لعلّه يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله (١).
رجع الحديث إلى الأول.
قالوا : ولمّا حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية ، فأوصاه بما أوصاه به وقال : انظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فإنّه أحبّ الناس إلى الناس ، فصل رحمه وارفق به ، يصلح لك أمره ، فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه!
__________________
(١٠٧) أخرجه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من الطبقات برقم ٢٨٣ ، وعنه الحافظ ابن عساكر برقم ٢٥٥ ، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٥ ، والمزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٥.
ومن قوله : ( قالوا : ولمّا حضر معاوية .. إلى آخره ، رواه المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٤ ـ ٤٢٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٢ إلى ١٦٥.
(١) سير اعلام النبلاء : ٣ / ١٩٨ ، تهذيب ابن بدران : ٤ / ٢٣٧.
وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين ، وبايع الناس ليزيد ، فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أوس العامري ـ عامر بن أوفى ـ إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو على المدينة ـ : ان ادع الناس فبايعهم ، وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أوّل من تبدأ به الحسين بن علي ، فإن أمير المؤمنين ـ رحمهالله ـ عهد إلىّ في أمره الرفق به واستصلاحه.
فبعث الوليد من ساعته ـ نصف الليل ـ إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير [ ٦٠ ـ ب ] فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد! فقالا : نصبح وننظر ما يصنع الناس.
ووثب الحسين فخرج ، وخرج معه ابن الزبير وهو يقول : هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة.
وقد كان الوليد أغلظ للحسين ، فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه.
فقال الوليد : إن هجنا بأبي عبد الله إلاّ أسدا ، فقال له مروان أو بعض جلسائه : أقتله! قال : انّ ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف.
فلمّا صار الوليد إلى منزله قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام :
أسببت حسينا؟! قال : هو بدأ فسبّني ، قالت : وإن سبّك حسين تسبّه؟! وان سبّ أباك تسبّ أباه؟! قال : لا.
وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد! وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقال المسوّر بن مخرمة : عجل [ أبو ] عبد الله ، وابن الزبير الآن يلفته ويرجيه إلى العراق ليخلو بمكّة.
فقد ما مكّة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطّلب ، ولزم ابن الزبير الحجر ، ولبس المعافري وجعل يحرّض الناس على بني أميّة.
وكان يغدو ويروح إلى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق! ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك ، فكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول : لا تفعل.
وقال له عبد الله بن مطيع (١) : أي فداك أبي وأمي! متّعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق ،
__________________
(١) ولقاء الإمام عليهالسلام مع عبد الله بن مطيع جاء في مصادر كثيرة ، منها : أنساب الاشراف : ٣ / ١٥٥ ، المنتظم :
فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا.
ولقيهما عبد الله بن [ ٦١ ـ ألف ] عمر ، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة (١) بالأبواء منصرفين من العمرة ، فقال لهما ابن عمر : أذكّركما الله إلاّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس! وتنظرا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذّا ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان!
وقال ابن عمر لحسين : لا تخرج ، فإنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خيّره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وأنك بضعة منه ولا تنالها ـ يعني الدنيا ـ فاعتنقه وبكى وودّعه.
فكان ابن عمر يقول : غلبنا حسين بن علي بالخروج ، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ، فإنّ الجماعة خير!!
وقال له ابن عبّاس : أين تريد يا ابن فاطمة؟ قال : العراق وشيعتي ، فقال : إنّي لكاره لوجهك هذا ، تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتّى تركهم سخطة وملّة لهم ، أذكّرك الله أن تغرر بنفسك.
وقال أبو سعيد الخدري : غلبني الحسين بن علي على الخروج وقد قلت له : اتّق الله في نفسك! وألزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك (٢)!!
__________________
٥ / ٣٢٧ ، الأخبار الطوال : ٢٣٠ ، الكامل : ٤ / ٤١ ، تاريخ الاسلام ـ ط القاهرة ـ ٢ / ٣٤٢ ، عقد الفريد : ٤ / ٣٧٦ وعنه في جواهر المطالب : ٢ / ٢٦٣ ، وذكره بمعناه ابن خلدون في تاريخه : ٣ / ٢٧ ذيل عنوان ( مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله ).
(١) « هو عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي الزرقيّ ـ بضمّ الزاي وفتح الراء ، نسبة إلى بني زريق ، مصغّرا ـ
ترجم له في اسد الغابة : ٣ / ٢٤٠ وقال : ولد بأرض الحبشة ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله .
قال ابن حجر في الإصابة : ٢ / ٣٤٩ : ذكره الباوردي في الصحابة وأورد من طريقه خبرا في صفة علي موقوفا.
وبنو عمّه هم : خالد بن الوليد وابنه عبد الرحمن وأضرابهم من المنافقين من مبغضي علي عليهالسلام ».
(٢) ( لقد جوزي أبو سعيد الخدري عن إمامه يزيد! خيرا يوم الحرّة حيث صرعه جيشه على الأرض
وقال أبو واقد الليثي : بلغني خروج الحسين فأدركته بملل ، فناشدته الله أن لا يخرج ، فإنّه يخرج في غير وجه خروج ، إنّما يقتل نفسه ، فقال : لا أرجع.
وقال جابر بن عبد الله : كلّمت حسينا فقلت : اتّق الله! ولا تضرب الناس بعضهم ببعض! فو الله ما حمدتم ما صنعتم ، فعصاني (١).
وقال سعيد بن المسيّب : لو أنّ حسينا [ ٦١ ـ ب ] لم يخرج لكان خيرا له.
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ، ولكن شجّعه على ذلك ابن الزبير.
وكتب إليه المسور بن مخرمة : إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق ، ويقول لك ابن الزبير الحق بهم فإنّهم ناصروك ، إيّاك أن تبرح الحرم ، فإنهم إن كانت لهم بك حاجه فسيضربون آباط الإبل حتى يوافوك فتخرج في قوّة وعدّة ، فجزاه خيرا وقال : استخير الله في ذلك.
وكتب إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة! وتخبره أنّه إنمّا يساق إلى مصرعه ، وتقول : أشهد لحدّثتني عائشة أنّها سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول : يقتل حسين بأرض بابل.
فلما قرأ كتابها قال : فلا بدّ لي إذا من مصرعي ، ومضى.
وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال : يا ابن عمّ! إنّ الرحم تضارني
__________________
ونتفوا لحيته شعرة شعرة.
ولا بدّ أن يكون في الابكار المفتضات يوم أباح المدينة لجيشه ثلاثة أيام غير واحدة من قرائب أبي سعيد وأرحامه ).
(١) ( هذا تقوّل على جابر وافتراء! فإنّ جابرا يجلّ عن مثل هذا الكلام وقد ورد في رواياتنا في مدحه عن الصادق عليهالسلام : كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت.
وقد شهد هو صفين مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكيف ينسب إليه هذا الهذيان؟!
ثمّ كان جابر رحمهالله أوّل من زار قبر الحسين عليهالسلام ، قصده من المدينة إلى كربلاء ووافاه يوم الأربعين من مصرعه عليهالسلام.
ولعلّه صدر عن بعض الامويين أو الخوارج أو بعض المنافقين فنسبه الراوي خطأ إلى جابر! ».
عليك ، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟
قال : يا أبا بكر! ما أنت ممّن يستغشّ ولا يتّهم فقل ، قال : قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك ، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا ، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من أنت أحبّ إليه ممّن ينصره ، فاذكّرك الله في نفسك.
فقال : جزاك الله يا ابن عم خيرا فقد اجتهدت (١) ، ومهما يقضي الله من أمر يكن.
فقال أبو بكر : إنّا لله ، عند الله نحتسب أبا عبد الله.
وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتابا يحذّره أهل الكوفة ويناشده [ ٦٢ ـ ألف ] الله أن يشخص إليهم.
فكتب إليه الحسين : إنّي رأيت رؤيا (٢) ، ورأيت فيها رسول الله وأمرني بأمر أنا ماض له ، ولست بمخبر بها أحدا حتى الاقي عملي (٣).
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص : إنّي أسأل الله أن يلهمك رشدك ، وأن يصرفك عمّا يرديك.
بلغني إنّك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق ، فانّي أعيذك بالله من الشقاق! فإن كنت خائفا فأقبل إليّ ، فلك عندي الأمان والبرّ والصلة.
فكتب إليه الحسين : إن كنت أردت بكتابك إليّ برّي وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ، وإنّه لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده. (٤)
__________________
(١) في مصدره ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ـ هكذا : فلقد اجتهدت رأيك.
(٢) ( قال ابن الأثير في أسد الغابة : ١ / ٢١ : فنهاه جماعة ، منهم : أخوه محمّد بن الحنفيّة وابن عمر وابن عباس وغيرهم ، فقال : رأيت رسول الله في المنام وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر ).
( ٣ و ٤ ) مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١ / ٣١٢ ، وأورده ابن الأعثم الكوفي في الفتوح بلفظ قريب ، وفيه : كتب إليه سعيد بن العاص!
وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يخبره بخروج الحسين إلى مكة ، وبحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنّوه بالخلافة ، وعندك منهم (١) خبرة وتجربة ، فإن كان فعل هذا فقد قطع وأشبح القرابة! وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه ، فاكففه عن السعي في الفرقة!
وكتب بهذه الابيات إليه وإلى من بمكّة والمدينة من قريش :
يا أيّها الراكب الغادي لطيبة (٢) |
|
على عذافرة في سيرها قحم |
ابلغ قريشا على نأي المزار بها |
|
بيني وبين حسين الله والرحم |
وموقف بفناء البيت أنشده |
|
عهد الاله وما توفى به الذمم |
[ ٦٢ ـ ب ] عنيتم قومكم فخرا بامّكم |
|
أمّ لعمري حصان برّة كرم |
هي التي لا يداني فضلها أحد |
|
بنت الرسول وخير الناس قد علموا |
وفضلها لكم فضل وغيركم |
|
من قومكم لهم في فضلها قسم |
إنّي لأعلم أو ظنّا كعالمه |
|
والظنّ يصدق أحيانا فينتظم |
أن سوف يترككم ما تدّعون بها |
|
قتلى تهاداكم العقبان والرخم |
يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت |
|
ومسكوا بجبال السّلم واعتصموا |
قد غرّت الحرب من قد كان قبلكم |
|
من القرون وقد بادت بها الامم |
فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا |
|
فربّ ذي بذخ زلّت به القدم (٣) |
__________________
(١) في الطبقات : وعندك علم منهم ...
(٢) في الطبقات : مطيته.
(٣) أورد الأبيات كلّها ابن الاعثم في الفتوح وأضاف :
قال : فنظر أهل المدينة إلى هذه الأبيات ، ثمّ وجهوا بها وبالكتاب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ، فلمّا نظر فيه علم أنه كتاب يزيد بن معاوية ، فكتب الحسين الجواب :
بسم الله الرّحمن الرّحيم ( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ، والسّلام. الفتوح : ٢ / ١٢٦.
قال : فكتب إليه عبد الله بن عبّاس : إنّي لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه ، ولست أدع النصيحة له في كلّ ما يجمع الله به الالفة ويطفئ به النائرة.
ودخل عبد الله بن عبّاس على الحسين فكلّمه ليلا طويلا ، وقال : أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة ، لا تأتي العراق وإن كنت لا بدّ فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقي الناس وتعلم على ما يصدرون ، ثم ترى رأيك.
وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستّين ، فأبى الحسين إلاّ أن يمضي إلى العراق.
فقال له ابن عباس : والله إنّي لأظنّك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته ، والله إنّي لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
فقال أبا العباس : إنّك شيخ قد كبرت ، فقال ابن عباس (١) : لو لا أن [ ٦٣ ـ ألف ] يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، ولو أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت ، ولكن لا أخال ذلك نافعي.
فقال له الحسين : لأن اقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكة ـ قال : فبكى ابن عباس وقال : أقررت عين ابن الزبير ، فذاك الذي يسلي بنفسي عنه.
ثم خرج عبد الله بن عبّاس من عنده وهو مغضب وابن الزبير على الباب ، فلمّا رآه قال : يا ابن الزبير! قد أتى ما أحببت ، قرّت عينك ، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز.
يا لك من قبّرة بمعمر |
|
خلا لك الجوّ فبيضي واصفري |
و نقّري ما شئت أن تنقّري (٢)
__________________
وذكر الأبيات أيضا : سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٣٨ ، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام : ١ / ٣١٣ ، وأبو أحمد الحاكم في الاسامي والكنى : ٤ / ٢٤٩.
(١) تقدّم هذا الكلام من ابن عباس في رواية مستقلة برقم (١٠١) وذكرنا مصادره في الهامش فراجع إن شئت.
(٢) البيت لطرفة بن العبد ، وراجع قصّته في مجمع الأمثال : ١ / ٢٣٩ وحياة الحيوان ( القبرة ) ، وربّما نسب إلى كليب بن ربيعة ، راجع لسان العرب : ٣٨٥ / ٢٠.
وبعث حسين إلى المدينة ، فقدم عليه من خفّ معه من بني عبد المطّلب وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم ، وتبعهم محمّد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكّة ، وأعلمه أنّ الخروج ليس له برأي يومه هذا ، فأبى الحسين أن يقبل.
فحبس محمّد بن علي ولده فلم يبعث معه أحدا منهم! حتّى وجد الحسين في نفسه على محمّد ، وقال : أترغب بولدك عن موضع أصاب فيه؟
فقال محمّد : وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك ، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم.
وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم ، فخرج متوجّها إلى العراق في أهل بيته وستّين شيخا من أهل الكوفة ، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجّة سنة ستّين.
فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد : أمّا بعد ، فإنّ الحسين بن علي قد توجّه إليك [ ٦٣ ـ ب ] وهو الحسين بن فاطمة ، وفاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وتالله ما أحد يسلّمه الله أحبّ إلينا من الحسين! فايّاك أن تهيج على نفسك ما لا يسدّه شيء ، ولا تنساه العامّة ولا تدع ذكره ، والسلام عليك.
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص : أمّا بعد! فقد توجّه إليك الحسين ، وفي مثلها تعتق ، أو تكون عبدا يسترق كما تسترق العبيد (١).
* * *
__________________
وذكره ابن الأعثم مع اضافة وهي :
قد رفع الفخ فما ذا تحذري |
|
لا بدّ من أخذك يوما فاصبري. |
وانظر أنساب الأشراف : ٣ / ١٦٢ ، تاريخ الطبري : ٥ / ٣٨٤ ، الكامل في التاريخ : ٤ / ٣٩ ، المنتظم : ٥ / ٣٢٨ ، تذكرة الخواصّ : ٢٤٠ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ ، الفصول المهمة : ١٨٧ وتاريخ الخلفاء : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.
(١) في الطبقات : وفي مثلها تعتق ، أو تسترقّ كما تسترقّ العبيد ، وسيأتي نظيره فى الحديث (١١٢) فيما كتبه يزيد الى ابن زياد.