تراثنا ـ العدد [ 135 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 135 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

الحِميري أحد علماء القرن السادس الهجري (ت ٥٧٣ هـ) أنّه واحدٌ من التبابعة إذ يقول «وتُبَّع واحد التبابعة من ملوك حِمير ، وسمّي تُبّعاً لكثرة أتباعه ، وقيل : سُمّوا تبابعة لأنّ الآخر منهم يتبع الأوّل في المُلك ، وهم سبعون تُبّعاً ملكوا جميع الأرض ومَن فيها من العرب والعجم ، قال لبيد بن ربيعة الكلابي(١) :

فإن تسألينا فِيم نحن فإنّنا

عصافيرُ من هذا الأَنامِ المُسَحَّرِ

عبيدٌ لحيِّ حِمير إنْ تملّكوا

ويظلمنا عمّالُ كِسرى وقَيصَرِ

ونحن وهمُ ملكٌ لحِمير عنوةٌ

وما إنْ لنا من سادة غيرَ حميرِ

تبابعةٌ سبعون من قبلِ تُبَّع

تولّوا جميعاً أزهراً بعد أزهرِ

وقال النعمان بن بشير :

لنا من بني قحطان سبعون تُبّعاً

أطاعت لها بالخرج منها الأعاجم

وقال عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي :

نَعدُّ تبابعاً سبعين منّا

إذا ما عَدّ مكرمةً قبيلُ

ولكن تبّع الأوسط منهم مؤمناً ، وهو أسعد تبّع الكامل بن ملكي كرب بن تُبّع الأكبر بن تُبّع الأقرن وهو ذو القرنين الذي قال الله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)(٢) ، وكان من أعظم التبابعة ومن أفصح شعراء العرب ولذلك قال بعض العلماء فيه ، ذهب

__________________

(١) ديوان لبيد بن ربيعة العامري : ٥٦.

(٢) سورة الدخان : ٣.

٢٢١

ملك تبّع بشعره ولولا ذلك ما قُدّم عليه شاعر من العرب ، ويقال : إنّه كان نبيّاً مرسلاً إلى نفسه لما تمكّن في الأرض ، والدليل على ذلك أنّ الله تعالى ذكره عند ذكر الأنبياء ، فقال : (وَقَوْمُ تُبَّع كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)(١) ولم يُعلم أنّه أُرسِلَ إلى قوم تُبّع رسول غير تُبَّع وهو الذي نهى النبي (صلى الله عليه وآله) من سبّه بقوله : (لا تسبُّوا تُبّعاً فإنّه كان قد أسلم)(٢) ، لأنّه آمن به قبل ظهوره بسبعمئة عام ، وليس ذلك إلاّ بوحي من الله عزَّ وجلّ ...

ومنهم : تُبّع الأقرن وهو ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه في سورة الكهف بقوله : (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً)وسُمَّي ذو القرنين لأنه ولد وقرناه أشيبان وسائر شعر رأسه أسود وكان مؤمناً صالحاً»(٣).

وفي مكان آخر من كتابه شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم قال نشوان بن سعيد الحميري : «الصّعب : اسم ذي القرنين السيّار؛ قال لبيد :

لو كان حيٌّ بالحياة مُخَلَّدا

في الدهر خَلَّده أبو يكسوم

والصَعبُ ذو القرنين أصبحَ ثاوياً

 ....................

وعن علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنه : أنّ ذا القرنين السَيَّار ، هو الصعب بن عبدالله بن مالك بن زيد بن سدد بن حِمير الأصغر ،

__________________

(١) سورة ق : ١٤.

(٢) أخرجه أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) في مسنده ٥/٣٤٠.

(٣) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ٢/٧١٥.

٢٢٢

وقد أَوضحتُ في كتاب القاف أنّ ذا القرنين الذي بنى سدّ يأجوج ومأجوج هو تُبّع الأقرن لأنّه ولِدَ وقرناه أشيبان فسمِّي الأقرن وذا القرنين ، وكان عبداً صالحاً عالماً قد تمكَّّن في الأرض»(١).

ولكن العلاّمة أبو الكلام آزاد(٢) طرح رأياً مخالفاً لما مرّ من التأويلات عن شخصية ذي القرنين وتحديدها ، وقد عرض لهذا الرأي السيّد سلمان عابد الندوي عرضاً مفصّلاً في كتابه تأمّلات في شخصية ذي القرنين دراسة تحليلية بقلم الأستاذ إمتياز علي عرشي في ضوء ما كتبه العلاّمة أبو الكلام آزاد(٣) ، والرأي عنده أنّه الملك قورش الفارسي وليس الاسكندر الرومي أو أحد التبابعة أو غيره ، وأنّ الرأي القائل بأنّه الاسكندر المقدومي هو باطل لثبوت وثنيّته وعدم إيمانه بالله والبعث بعد الموت ، وأنّ هذا الأمر ـ أي تحديد شخصية ذي القرنين ـ أخذ مدىً واسعاً في الدراسات فقد : «صنّف سير سيد أحمد خان رسالة تُسمّى إزالة الغين عن قصة ذي القرنين طبع في آجرة سنة (١٨٩٠ م) وأثبت فيها أنّ المراد بذي القرنين هو ملك الصين (جي ، وانك ، تي) الذي بنى جدار الصين وتُوفّي سنة (٢١ ق.م) ، ثمّ ألّف مولانا

__________________

(١) المصدر نفسه ٦/٣٧٣٩.

(٢) أبو الكلام آزاد صاحب تفسير (ترجمان القرآن) باللغة الأردية المتوفّى سنة (١٩٥٨ م) ، وهو من كبار العلماء وأشهر الخطباء في شبه القارّة الهندية ووزير المعارف الأسبق في جمهورية الهند ، وكان من زعماء حركة استقلال الهند ، ورأيه عن ذي القرنين طرحه في تفسيره المذكور (يُنظر : تأمّلات في شخصية ذي القرنين ، ص٨).

(٣) طبع مؤسّسة الرسالة ، بيروت ـ سوريا ، ط٢ ، سنة (١٩٨٩ م).

٢٢٣

عبدالحق الدهلوي رسالة تسمّى بـ : إزالة الرين عن قصة ذي القرنين ردّاً على رأي سير سيّد أحمد خان ، ومع نقده على رأي سيّد أحمد لم يقبل آراء المفسّرين السابقة ، وأثبت أنّ ذا القرنين هو (تُبّع الحميري) والسدّ الذي بناه هو ما يقع في جبل يورال»(١).

عندما نطالع سورة الكهف نجدها قد ذكرت أربع قصص هي :

١ ـ قصّة أصحاب الكهف.

٢ ـ قصّة موسى و (فتاه) أو العبد الصالح.

٣ ـ قصّة ذي القرنين.

٤ ـ قصّة صاحبي الجنّة.

نجد أنّ مواقع أحداث هذه القصص هي في شمال الجزيرة العربية ، فقصّة أصحاب الكهف وقعت في دولة الروم آنذاك وحالياً هي الأردن ، وقصّة موسى في مصر أو شمال الجزيرة العربية ، فلابدّ وأن تكون الثالثة كذلك من تلك المنطقة لأن عرب الجنوب لم يَتسنّى لهم السيطرة على العالم بهذه الطريقة ، وأنّ جيوشهم لم تصل إلى أماكن بعيدة ، ويتبيّن أنّ تحديد شخصية ذي القرنين بالملك قورش الفارسي قد أخذت بُعداً كبيراً عند المفسّرين الهنود لأنّ «أوّل من بحث في الموضوع هو مولانا حكيم محمّد حسن النقوي المتوفّى سنة (١٢٢٣ هـ) في تفسيره بالفارسية الموسوم بـ : معالمات الأسرار ، ورأى أنّ المُراد بذي القرنين هو (قورش) مؤسّس الامبراطورية الفارسية ،

__________________

(١) المصدر نفسه : ٢٠.

٢٢٤

وعلى حدّ قوله فإنّ هذا الرأي يتأيّد بما جاء في صحيفة دانيال وصحيفة إشعياء ... ثمّ ألّف الحكيم نور الدين القادياني كتابه المسمّى بـ : تصديق براهين أحمدية وجاء بهذا الرأي بمزيد من التفصيل ، فقد استعرض قصّة رؤيا دانيال وتأويلها على لسان جبريل وحاول تطبيقها على (قورش) وأثبتَ له صفة ذي القرنين»(١).

وقبل أن نشرع في عرض رأي أبي الكلام آزاد يتبيّن لنا أنّ المفسّرين الهنود يميلون إلى أنّه (قورش) الفارسي ، وأنّ نشوان بن سعيد الحِميري يؤكّد على أنّه من اليمن كما مرّ بنا سواء أكان هو الصّعب أو من التبابعة.

كانت رؤيا دانيال هي من حَفّز الباحثين على أنّ ذا القرنين هو نفسه (قورش) وكذلك «لا ينبغي أن ننسى أنّ (قورش) كان من متّبعي مذهب (مزديستا) أي الدين الزرادشتي ، وهذا أمرٌ له أهمّية خاصّة في العلاقة التي كانت بين الفارسيّين والإسرائيليّين ، فمن المعلوم أن الوثنية كانت عامّة شاملة في العالم كلّه لم يشذّ عنها إلاّ فئتان إثنتان : اليهود والزرادشتيّون ، وأنّ (قورش) هو منقذ اليهود من السبي البابلي ، فقد بعثه الله لإنقاذ بني إسرائيل ممّا كانوا من البلاء العظيم ... فقورش لقّب في كلام أشعياء النبي براعي الله ومسيحه ... وما دام الأمر كما ذُكر فطبيعة الحال تقتضي المقصود في سؤال اليهود عن ذي القرنين»(٢).

__________________

(١) المصدر نفسه : ١٩ ـ ٢٠.

(٢) المصدر نفسه : ٣٩ ـ ٤٠.

٢٢٥

وفي هذه الحالة فإنّ (قورش) الذي كان من أتباع الديانة الزرادشتية لم يكن نبيّاً بل كان ملكاً صالحاً «ومعلّماً أخلاقيّاً يؤسّس ـ خلافاً لما كانت عليه الملوك والحكومات من الأخلاق والسيرة ـ إمبراطورية جديدة على أخلاق سياسية جديدة»(١) ، وأصحاب الكهف كانوا من الصالحين وكذلك الفتى الذي رافق موسى كان من الصالحين ، فسورة الكهف هنا تقصّ علينا قصصاً ثلاثة لمجموعة من الناس الصالحين الذين دعانا القرآن إلى الاعتبار بقصصهم.

ويحدّد أبو الكلام آزاد الأماكن التي دخلها ذو القرنين (قورش) منها فتح بابل وتحرير اليهود بعد سبعين سنة من السبي في زمن بخت نصر سنة (٥٤٥ ق.م) بطلب من أمراء بابل وشخصيّاتها بأن يقدم إلى مدينتهم ويُنجّيهم من عسف الملك بيل شازار الذي خلف بخت نصر(٢). ومن المناطق التي فتحها (قورش) مناطق شمال إيران التي تتاخم الجبال الشمالية الفاصلة بين بحر الخزر والبحر الأسود أي بلاد القوقاز ، ومن ثمّ أمر ببناء سدّ حديدي هناك(٣).

والآية القرآنية تشير إلى تمكينه بالأرض في قوله تعالى : (اِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيء سَبَباً)(٤) ، وهذا يذكّرنا بقوله تعالى :

__________________

(١) المصدر نفسه : ٥٥.

(٢) المصدر نفسه : ٥٦.

(٣) المصدر نفسه : ٦٠.

(٤) سورة الكهف : ٨٤.

٢٢٦

(وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ)(١).

وعندما يذكر أنّ (قورش) من أتباع الديانة الزرادشتية فإنّ تلك الديانة كانت مقبولة عند كثير من علماء المسلمين ، بل أنّ شيخ الإشراق شهاب الدين السهرودي في كتابه حكمة الإشراق كان يعدّ زرادشت نبيّاً ، بل تمّت معاملة الزرادشتيّين معاملة أهل الكتاب(٢).

ولكن هذا لا يعني أنّ الموضوع قد تمّ حسمه تماماً ، فهي آراء فيها الراجح وفيها غير الراجح.

__________________

(١) سورة يوسف : ٥٦.

(٢) ينظر : المصدر نفسه : ٩٤.

٢٢٧

المصادر

* القرآن الكريم

١ ـ تأمّلات فى شخصية ذي القرنين : لسلمان عابد الندوي ، طبع مؤسّسة الرسالة ، بيروت ـ سوريا ، ط٢ ، سنة ١٩٨٩.

٢ ـ تفسير مقتنيات الدُرر وملتقطات الثمر : للسيّد علي الحائري الطهراني ، تحقيق السيّد محمّد وحيد الطبسي الحائري ، مراجعة وتدقيق محمّد تقي الهاشمي ، مؤسّسة دار الكتاب الإسلامي قم سنة ٢٠١٢.

٣ ـ الحُمس من قبائل العرب : مجلّة التراث العربي الصادرة عن اتّحاد الكتاب العربي بدمشق ، العدد ٨١ ـ ٨٢.

٤ ـ ديوان لبيد بن ربيعة العامري : دار صادر ـ بيروت.

٥ ـ شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم : لنشوان بن سعيد الحميري (ت ٥٧٣ هـ) ، تحقيق : الدكتور حسين العمري ومطهَّر بن علي الأرياني ، والدكتور محمّد ابن عبد الله ، نشر دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ودار الفكر في دمشق ، ط١ ، سنة ١٩٩٩.

٦ ـ عشائر كربلاء وأُسرها : سلمان هادي آل طعمة ، دار المَحجّة البيضاء ، بيروت سنة ١٩٩٧.

٢٢٨

٧ ـ فروق اللغات في التمييز بين مفاد الكلمات : للسيّد نور الدين بن نعمة الله الجزائري ، حقّقه وشرحه الدكتور محمّد رضوان الداية ، مكتب نشر الثقافة الإسلامية ، طهران ، سنة ١٤١٥ هـ.

٨ ـ مسند أحمد بن حنبل : لأحمد بن حنبل ، دار صادر بيروت د. ت.

٩ ـ معجم الفروق اللغوية الحاوي على كتاب أبي هلال العسكري وكتاب السيّد نور الدين الجزائري : تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ، سنة ١٤٣٦ هـ.

١٠ ـ معجم المؤلّفين : عمر رضا كحالة ، مؤسّسة الرسالة ، ط١ ، سنة١٩٩٣.

١١ ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر ، ضمن كتاب طبقات أعلام الشيعة (القسم الرابع من الجزء الأوّل) : للشيخ آقا بزرك الطهراني مطبعة الآداب ، النجف الأشرف سنة ١٩٦٨.

٢٢٩

تراجم علماء البحرين وكتبهم ومكتباتهم

من كتاب (الفوائد الطريفة)

للعلاّمة عبد الله الأفندي الأصفهاني

(١٠٦٧ هـ ـ ١١٣١ هـ)

(٣)

عبد العزيز علي آل عبد العال القطيفي

لقد قلنا في القسم الأوّل من مقالتنا هذه أنّ العلاّمة عبد الله الأفندي (١٠٦٧ هـ ـ ١١٣١ هـ) كتب كتابه هذا فيما يبدو في مراحل زمنية مختلفة، لعلّ آخرها هو ما أشار إليه في الصفحة (٥٨١) وهو سنة (١١٣١ هـ) ، وقد اهتمّ فيه بالحديث عن الكتب الفريدة ، والنسخ العزيزة ، والتصحيح على الأخطاء التي وقع فيها المؤلّفون في نسبة الكتب ، وكذلك التعريف بالأعلام ، وذكر الإجازات ، وهذا الكتاب عبارة عن مسوَّدة لم تخرج إلى التبييض لذلك لم تذكره المصادر ولم تنتشر نسخه ، ولم يعْطِ مؤلّفه له اسماً ، واسمه هذا (الفوائد الطريفة) انتخبه المحقّق السيّد مهدي الرجائي استطراداً لما هو المستفاد من مجموع الكتاب ، وقد طبع من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي الطبعة الأولى (١٤٢٧ هـ) ، وهي طبعة كثيرة التصحيف ، مليئة بالأخطاء المطبعية.

٢٣٠

في القسم الأوّل من هذه المقالة تناولنا تراجم علماء البحرين ونستأنف البحث في تكملة تلك التراجم.

١ ـ الشيخ محمّد بن علي بن إبراهيم ابن أبي جمهور الأحسائي : وجد الأفندي اسمه هكذا على النصف الآخر من شرح تهذيب الأصول للسيّد ضياء الدين بن الأعرج : محمّد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن جمهور الأحساوي أصلاً الشيباني قبيلة(١). وذكره الشيخ سليمان الماحوزي في ترجمة الشيخ أحمد بن عبد الله بن متوّج معتمداً على كتابيه عوالي اللئالي ودرر اللآلي العمادية(٢). تتلمذ على استاذ علماء عصره الشيخ الفاضل يوسف بن حسين بن أُبي الخطّي القطيفي(٣). ذكر في عوالي اللئالي طرقه السبعة في أسناده وروايته في هذا الكتاب ، فالطريق الأوّل : عن والده أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي عن مشايخه. الطريق الثاني : عن السيّد محمّد بن كمال الدين موسى الموسوي عن مشايخه. الطريق الثالث : عن الشيخ حرز الدين الأوالي عن مشايخه. الطريق الرابع : عن السيّد محمّد بن شهاب الدين أحمد الموسوي الحسيني عن مشايخه. الطريق الخامس : عن الشيخ حسن بن عبد الكريم الفتّال عن مشايخه. الطريق السادس : عن علي بن هلال الجزائري عن مشايخه. الطريق السابع :

__________________

(١) نفس المصدر : ٢٠٩ ـ ٢١٠.

(٢) نفس المصدر : ١٢٠.

(٣) نفس المصدر : ٤٨٠.

٢٣١

عن الشيخ عبد الله بن علاء الدين فتح الله ابن المولى العلي رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمّد بن محمّد بن فتحان الواعظ الكاشاني عن جدّه رضي الدين عبد الملك عن مشايخه(١). ومنها ما رواه في الطريق الثالث من الطريق السابع من طرقه بالإسناد المتّصل المذكور اسناده بطريق العنعنة ممّا لا تدخل فيه الإجازة والمناولة ، حيث يبدأه بوالده الشيخ أبو الحسن علي عن جدّه الشيخ إبراهيم عن مشايخه إلى الإمام المعصوم عليه‌السلام(٢).

قال في درر اللآلي العمادية في الأحاديث الفقهية ، الذي ألّفه بعد عوالي اللئالي ، بأنّه يروي إجازة عن الشيخ حسن بن عبد الكريم الفتّال ، عن الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ المرحوم المغفور حسين بن مطهّر الجزائري(٣). ويروي إجازة عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن شيخه جمال الدين حسن الشهير بابن العشرة الكركي عن الشهيد الأوّل(٤). ويروي إجازة عن الشيخ عبد الله بن علاء الدين فتح الله ابن المولى العلي رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمّد بن محمّد بن فتحان الواعظ الكاشاني عن جدّه رضي الدين عبد الملك

__________________

(١) نفس المصدر : ٢١٠ ـ ٢٢٣.

(٢) نفس المصدر : ٢١٩ ـ ٢٢٣.

(٣) نفس المصدر : ٢٠٤.

(٤) نفس المصدر : ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

٢٣٢

ابن شمس الدين إسحاق القمّي(١).

وهذه ترجمة الشيخ ابن أبي جمهور رآها الأفندي في صدر بعض الرسائل لبعض متأخّري علمائنا بالفارسية ، وفيها بيان مناظرات جماعة من علماء الشيعة مع العامّة في الإمامة ، ومنهم ابن أبي جمهور(٢). ولإئتمام الفائدة أرسلتها إلى الشيخ الفاضل الأستاذ شاكر بن ..... الناصر الآجامي ، وهو أحد فضلاء الحوزة العلمية في القطيف ، وهو يتقن اللغتين الفارسية والإنجليزية كتابة ومخاطبة ، فقام مشكوراً بترجمة القسم المتعلّق بالشيخ ابن أبي جمهور ، وهذا نصّ الترجمة :

الشيخ محمّد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي ، فضائله مشهورة بين الناس ومعدود من علماء الإمامية.

مولده الشريف كان في الإحساء ، علومه وكمالاته لا حصر لها ، درس العلوم المتداولة على يد العلماء في بلاده وفاقهم. بعد ذلك سافر إلى العراق وحضر مدّة طويلة عند علمائها وخصوصاً الشيخ الفاضل شرف الدين حسين ابن عبد الكريم الفتّال ، الذي كان مجاوراً للمشهد الغروي وخادماً له.

وبعد ذلك وفي عام (٨٧٧ هـ) عزم على زيارة بيت الله الحرام وزيارة روضة سيّد الأنام وأئمّة البقيع عليهم‌السلام ، وذلك من طريق الشام ، وفي أثناء الطريق أقام شهراً في كرك نوح وحضر لدى الشيخ علي بن هلال الجزائري ، وفي

__________________

(١) نفس المصدر : ٢٠٥.

(٢) نفس المصدر : ٤١٠ ـ ٤١٣.

٢٣٣

ذلك الشهر كان يستفيد في كلّ وقت من محضر ذلك الشيخ المبجّل.

وبعد أن فرغ من الحجّ والزيارة رجع إلى بلاده وبقي هناك أمداً قصيراً ثمّ شدّ الرحال إلى بغداد لزيارة العتبات المقدّسة في العراق ، وبعد ذلك توجّه إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ، وفي الطريق كتب رسالة في أصول الدين سمّاها (زاد المسافرين).

وفي المشهد الرضوي المقدّس صحب السيّد النقيب المير محسن بن محمّد الرضوي ، وفي سنة (٨٧٨ هـ) ، وبطلب من هذا السيّد كتب شرحاً لتلك الرسالة وسمّاه كشف البراهين.

ولمّا وصل خبر قدوم الشيخ على علماء السنّة في هرات جاء أحدهم إلى مشهد وكان بارعاً في شتّى العلوم ، ومع أنّ ذلك الزمان كان زمان تقيّة لكن الشيخ ناظره في ثلاثة مجالس وغلبه وقطع حجّته.

وقد كتب الشيخ رسالة في بيان مجالسه مع ذلك الفاضل الهروي ولكون تلك الرسالة قلَّما تقع في الأيدي نذكر وصفاً لأحد المجالس.

في أحد الأيّام جمع السيّد محسن المذكور بعض الطلبة والسادة على ضيافة وكان الملاّ الهروي حاضراً معهم الخ ...

قال الأفندي : في ذيل تلك الرسالة لم يذكر بياناً لأيّ ممّا وعد بذكره ، مثل شرح أحوال ملوك المشعشعين ، ومثل حكاية تشيع السلطان ميرزا اسفنديار ملك بلاد العرب ، ولذلك أعتقد أن تلك التراجم الشخصية أخذت من كتاب مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ووضعت في المقدّمة

٢٣٤

فلاحظ(١).

ووجد الأفندي مجموعة عتيقة عند قاضي أصفهان السيّد محمّد كلّها بخطّ ابن أبي جمهور الأحسائي وهي من مؤلّفاته ، ومن جملتها :

أ ـ نسخة الوسيلة إلى الله المعروفة بالكشمروية ، قد نقلها من كتاب النهج القويم في مناجات القديم ، تأليف الشيخ الأجل شرف الدين حسين بن تغلب الأوالي رحمه‌الله.

ب ـ شرحه على الألفية الشهيدية بخطّه ، وخطّه سهل. قال الأفندي : وهذا الشرح كثير الفوائد ، مشتمل على مسائل لطيفة غريبة.

ج ـ كتاب طويل الذيل جدّاً في أحكام الصلوات وواجباتها وسننها وآدابها بخطّه أيضاً ، لبعض من تأخّر عن الشهيد ، كثير الفوائد جدّاً ، وعليه تعليقات كثيرة من السيّد ومن غيره من العلماء.

د ـ كتاب في الفقه إلى أواخر الحجّ بخطّه أيضاً ، ولم يعلم مؤلّفه ، وعلى النسخة تعليقات كثيرة من السيّد وغيره من الفضلاء ، قال الأفندي : وقد يظنّ أنّ كلا الكتابين أيضاً من مؤلّفات ابن أبي جمهور نفسه ، ففيه تأمّل(٢).

ومن مؤلّفاته كذلك :

كتاب جامع الجمع في الكلام ، يقرب من خمسة عشر ألف بيت.

__________________

(١) نفس المصدر : ٤١٢ ـ ٤١٣.

(٢) نفس المصدر : ١٣٠ ـ ١٣١.

٢٣٥

وكتاب شرح فيه ألفية الشهيد ، وهو شرح كبير قد سمّاه الفوائد الجامعية في شرح الرسالة الألفية ، سمّاه بذلك لأنّه ألّفه في جامع الكوفة(١). وأورد له الأفندي فائدة منتخبة من كتابه درر اللئالي العمادية في الأحاديث الفقهية ببعض طرقه في الرواية(٢). ثمّ أورد فوائد حول درر اللئالي العمادية في الأحاديث الفقهية ، وهو كتاب في الفقه المدلّل ، تكلّم فيه على كلّ حديث ، وهو جزءان(٣). وقال إنّه رأى منه نسخاً ، منها : نسخة في استراباد ، جيّدة حسنة ، ومن كتب المرحوم مولانا محمّد حسين الأردبيلي(٤). ونسخة أخرى في البحرين عند السيّد هاشم البحراني ، لكن الجزء الثاني منه لم يكتب عنوان مباحثه ، وقد أورد فيه مقدّمة في ذكر أخبار مفيدة ، وفي آخره خاتمة أيضاً في ذكر أخبار لطيفة في أصول الدين والأخلاق وما يناسب ذلك. وقد أورد في كلّ بحث من مباحث كلا الجزأين أبواب الزيادات على طريق التهذيب للشيخ الطوسي ، ومن هذه الجهة قد تشوّش أكثر مباحثه ، ويحتاج إلى المراجعة ، وتكرّر الملاحظة ، وعمدة أخبارها في الفقه نقلها هو عن كتاب المختلف والتحرير للعلاّمة ، وإيضاح القواعد لولده الشيخ فخر الدين ، وإنّما سمّاه بالعمادية لأنّه ألّفه للسادة كمال الدين ، والسيّد عماد الدين ، والسيّد كمال الدين ، ابن عماد الدين علي ، وفرغ من تأليفه

__________________

(١) نفس المصدر : ٦١٩.

(٢) نفس المصدر : ٢٠٤ ـ ٢٠٧.

(٣) نفس المصدر : ٢٠٧.

(٤) نفس المصدر : ٢٠٨.

٢٣٦

بإسترآباد ، وكان تاريخ النسخة الأولى المبيضة من المسوّدة إحدى وتسعمائة(١). ورأى الأفندي في قرية القارة من قرى الأحساء ، وهي قرية قريبة من قرية ابن أبي جمهور [التيمية] ، في جملة كتب سلسلة السبل عدّة كتب من مؤلّفاته ، وكتباً أخر من مؤلّفات غيره ، وكانت بخطّه الشريف ، وخطّه متوسّط ، من جملتها : النصف الأوّل من شرح تهذيب الأصول للعلاّمة للسيّد ضياء الدين الأعرج الحسيني ، ومنها : النصف الآخر من شرح تهذيب الأصول للسيّد ضياء الدين الأعرج ، وكان نسبه ـ قدّس سرّه ـ في آخر النسخة هكذا : محمّد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن جمهور الأحساوي أصلا الشيباني قبيلة ، وقد كتب بالعراق في الحلّة السيفية في المدرسة الزينبية ، المجاورة بمقام صاحب الزمان ، في شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وثمان مئة. قال الأفندي : ويظهر منه ومن غيره أنّه ابن أبي جمهور الأحسائي ، لا ابن جمهور كما هو المشهور(٢). وانتخب الأفندي له من كتاب عوالي اللئالي ، طرقه السبعة في أسناده ورواياته لما ذكره في هذا الكتاب ، وفي ما رواه بطريق الأسناد المتّصل المعروف بالعنعنة ممّا لا تدخل فيه الإجازة والمناولة(٣). وأورد الأفندي قطعة من أوائل البحار في بيان الأصول التي أخذ منها الشيخ المجلسي كتابه هذا ، فقال : وكتاب غوالي اللئالي ونثر

__________________

(١) نفس المصدر : ٢٠٨.

(٢) نفس المصدر : ٢٠٩ ـ ٢١٠.

(٣) نفس المصدر : ٢١٠ ـ ٢٢٣.

٢٣٧

اللئالي ، كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمّد بن جمهور الأحساوي ، ولديه تأليفات أخرى قد نرجع إليها ونورد منها(١). وقال المجلسي : وكتاب غوالي اللآلي وإن كان مشهوراً ومؤلّفه في الفضل معروفاً ، لكنّه لم يميّز القشر من اللباب ، وأدخل أخبار متعصّبي المخالفين بين روايات الأصحاب ، فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها. ومثله كتاب نثر اللآلي ، وكتاب جامع الأخبار(٢)وفي بيان الرموز التي وضعها للكتب في كتابه البحار ، قال : غو : لغوالي اللآلي ، والنثر لا يحتاج إلى الرمز ، جع : لجامع الأخبار(٣). وفي فهرست كتاب الإجازات من كتاب البحار للمجلسي ، ذكر صورة إجازته للسيّد الفاضل السيّد محسن الرضوي ـ رحمهما الله ـ مع ذكر الطرق السبعة في أوّل كتاب غوالي اللآلي له قدّس سرّه(٤). وصورة إجازته للشيخ ربيعة بن جمعة رحمهما الله(٥). وصورة استجازة السيّد حيدر الكركي عن مشايخ عصره ، مع ذكر بعض طرقه إلى ابن أبي جمهور الأحسائي رضي الله عنه(٦). وأورد الأفندي صورة لرواية السيّد حسين بن حيدر الحسيني العاملي لبعض كتب الفقه والحديث ، وفيها : أنّ الشيخ نور الدين النسّابة ، قد روى عن جمع ،

__________________

(١) نفس المصدر : ٢٦٣.

(٢) نفس المصدر : ٣٠١.

(٣) نفس المصدر : ٣٢٧.

(٤) نفس المصدر : ٤٢٤.

(٥) نفس المصدر : ٤٢٤.

(٦) نفس المصدر : ٤٣١.

٢٣٨

منهم : شيخنا الشيخ عبد العالي ، والسيّد الأمير محمّد مهدي ، عن والده ، عن الشيخ محمّد بن جمهور بجميع رواياته ومصنّفاته(١). ورأى الأفندي في صدر بعض الرسائل لبعض متأخّري علمائنا بالفارسية ، بيان مناظرات جماعة من علماء الشيعة مع العامّة في الإمامة ، كابن جمهور الأحساوي ، وهشام ابن الحكم ، والشيخ المفيد ، وغيره ، ثمّ أورد عبارتها في أوّل الرسالة ، وهي باللغة الفارسية(٢). وقد أوردت ترجمتها فيما مضى.

٢ ـ الشيخ محمّد بن عبدالله السماهجي القراوي البحراني : قرأ على قاضي البحرين السيّد جعفر بن عبد الرؤوف بن حسين بن محمّد الحسيني الموسوي كتاب البيان للشهيد وكتب له عليه إجازة ، وهو جدّ المرحوم الشيخ محمّد الطهراني المعاصر للأفندي ، والكتاب رآه الأفندي في البحرين(٣).

ابن ناصر بن علي بن خميس بن عيينة البحراني الهذلي محتداً وأصلا : طالع نسخة من نهج البلاغة عتيقة جدّاً كتبت سنة تسع وستّين وسبع مئة ، وقد طالعها الشيخ محمّد سنة خمس وسبعين وتسع مئة(٤).

٣ ـ الشيخ محمّد بن موسى بن محمّد الحسني [الأحسائي] : يحتمل كثيراً أنّه ابن عمّ السيّد محمّد بن أحمد بن محمّد الحسيني الأحسائي الذي مرّت ترجمته لأنّهما يحملان نفس اسم الجدّ والعائلة ، ولأنّ الشيخ يوسف

__________________

(١) نفس المصدر : ٦٣٤ ـ ٦٣٨.

(٢) نفس المصدر : ٤١٠ ـ ٤١٤.

(٣) نفس المصدر : ٥٧٦.

(٤) نفس المصدر : ٥٧٥.

٢٣٩

ابن أُبَي أجازهما معاً على نسخة من كتاب الدروس في عبارة واحدة ، ثمّ أعقبها بإجازة للشيخ شمس الدين محمّد بن خميس بن راشد وكان ذلك في الثاني من محرّم سنّة ستّين وثمان مئة ، وسوف تأتي في ترجمة الشيخ يوسف ابن أبَي القطيفي ، وقد أجاز السيّد محمّد بن موسى ابن عمّه السيّد محمّد بن أحمد إجازة على ذات الكتاب وهذه صورتها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، وبعد : فقد أجزت السيّد الجليل الحسيب النسيب محمّد بن أحمد الحسيني ، رواية كتاب الشرائع من تصانيف الشيخ المحقّق نجم الدين بن سعيد على وفق ما قرأته وأجيز لي فيه ، وكذلك أجزت له رواية كتاب الإرشاد للعلاّمة جمال الدين ـ قدّس الله روحه ـ على وفق ما قرأته وأجيز لي فيه ، فليروها لمن شاء وأحبّ ، فهو أهل لذلك ، وكذلك أجزت له رواية الجوامع للإمام العالم الطبرسي ، على وفق ما أجاز لي السعيد المرحوم محمود بن أمير حاج ، فليرو ذلك لمن شاء وأحبّ ، فو أهل لذلك ، وكان ذلك ثالث عشرين شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستّين وثمان مئة ، وكتب العبد الضعيف إلى رحمة الله السيّد محمّد بن موسى الحسيني ، حامداً مصلّياً على نبيّه وآله. وهو على هذا مجاز من السعيد المرحوم محمود بن أمير حاج. وعلى هذا يكون اسمه ونسبه محمّد بن موسى بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد ابن جعفر بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن حسين بن إبراهيم بن حسن بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن

٢٤٠