تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٦

أقول :

عند اطلاع الباحث المنصف على ما ذكره ياقوت في ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي يجد أنّه قد نسب إليه أقوالاً وأفعالاً لا تتناسب ومكانة المترجم له العلمية والأدبية وأنّه قد أساء إليه في ذلك إساءة بالغة ، ويمكن للباحث المتتبّع أن يلمس ذلك التناقض الواضح في أقواله عند ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي ، وإليك بعض الفقرات المهمّة من هذه الترجمة :

قال ياقوت : «وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخضر ...».

وقال في موضع آخر(١) : «حدّثني محمّـد بن حامد بن محمّـد بن جبريل بن محمّـد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشر وستمائة في ربيع الأوّل منها ، قال : لمّا ورد شميم الحلّي إلى الموصل بلغني فضله ، فقصدته لأقتبس من علومه ، فدخلت عليه ، فجرى أمري على ما هو معروف به من قلّة الاحتفال بكلِّ أحد ...».

وقال في موضع آخر أيضاً(٢) : «حدّثني الآمدي الفقيه قال : بلغني أنّه لمّا قدم الحلّي إلى الموصل إنثال إليه الناس يزورونه ، وأراد نقيب الموصل (وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد) زيارته فقيل له : إنّه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبداً ، فجاءه رجل وعرَّفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلوِّ منزلته من الملوك فلم يردَّ جواباً ، وجاءهُ النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن

__________________

(١) معجم الأُدباء ١٣/٦٣.

(٢) معجم الأُدباء ١٣/٦٥.

  

٢٦١

مجلسه ، فجلس النقيب ساعة ثمّ انصرف مُغضباً ، فعاتبه ذلك الرجل الذي كان أشار عليه بإكرامه فلم يردُّ عليه جواباً ، فلمّا كان من الغد جاءهُ وفي يد الحلّي كسرة خبز يابسة وهو يعضّ من جنبها ويأكل ، فلمّا دخل الرجل عليه قال له : بسم الله ، فقال له : وأي شيء هاهنا حتّى آكل؟! فقال له : يا رقيع من يقنع من الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنى يَذلُّ للناس مع غناه عنهم واحتياجهم إليه».

أقول :

إنّ قصد الناس إليه أينما ذهب وعلى اختلاف طبقاتهم من أُدباء وعلماء وأشراف وأعيان وسعيهم للاستفادة من علومه ومعارفه لهو الدليل الواضح على منزلة الشيخ وعلوّ شأنه في العلم والدين ، وإنّ زهده وورعه الواضح لهو أسمى وأعلى من أن يتجاوز على الآخرين أو يشتمهم.

قال ياقوت(١) وهو يشير إلى ورع الشيخ وتقواه : «... وقلت له : فأنشدني شيئاً ممّا قلت ، فابتدأ وقرأ عليّ خطبة كتاب الخمريّات ، فعلق بخاطري من الخطبة قوله : ولمّا رأيت الحكمي قد أبدع ولم يدع لأحد في اتّباعه مطمعاً وسلك في إفشاء سرّ الخمرة ما سلك آثرت أن أجعل لها نصيباً من عنايتي مع ما أنني علم الله لم المُمْ لها بلثم ثغر إثم مُذ رضعت ثديَ أُم ...».

ومن الممكن القول أيضاً : إنّه لم يجد في بعض أولئك الناس من يرتقي إلى مصاف العلماء والأُدباء وتقديرهم لجهوده في العلم والأدب ، وقد حكى ياقوت(٢) قول الشيخ شميم له حين طلب منه تقييم شعره ولم

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣/٥٤.

(٢) معجم الأُدباء ١٣/٥٦.

  

٢٦٢

يجد عنده التقدير المناسب : «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرّقون بين الدُّرِّ والبعر والياقوت والحجر».

وأمّا تسميته بـ : شُمَيم فقد ذكر ياقوت(١) لهذه التسمية سبباً له فيها مآدب ، فذكر قائلاً :

«قلت : لم سمّيت بالشُمَيم؟ فشتمني ثمّ ضحك وقال : اعلم أنّي بقيت مدّة من عمري (ذكرها هو ونسيتها أنا) لا آكل في تلك المدة إلاّ الطيِّب (الطين) فحسب قصداً لتنشيف الرطوبة وحدِّة الحفظ ، وكنت أبقى أيّاماً لا يجيئني الغائط ، فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين ، وكنت آخذه وأقول لمن أنبَسِطُ إليه : شُمَّهُ فإنّه لا رائحة له ، فكثر ذلك حتّى لقبت به ، أرضيت يابن الفاعلة. هذا آخر ما جرى بيني وبينه».

أقول :

من البعيد أن يكون لقب (شُمَيم) قد أتاه من هذا الفعل الذي لا يتناسب مع أخلاقه وجلالة قدره. وإنّ هناك باعتقادي سبباً آخراً لهذه التسمية أعرض عن ذكره ياقوت لسوء عقيدته في المترجم له والذي قد يكون أنّه لُقِّب بـ : شُمَيم لتمتّعه مثلاً بحاسّة شمٍّ قوية ، أو أنّ أحد آبائه لقّب بهذا اللقب نسبة إلى حادثة معيّنة ، والله سبحانه العالم.

وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(٢) قائلاً :

«هو أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الملقّب بمهذّب الدين والمعروف بـ : شُمَيم الحلّي ، من مشاهير الأدباء الذين حفلت بذكرهم كتب السير والرجال ، وحياته مليئة بالأعاجيب والصور الغريبة

__________________

(١) معجم الأُدباء ١٣/٥٩.

(٢) شعراء الحلّة ٣/٣٨٣.

  

٢٦٣

والنكات العجيبة ، والحق أنّه استطاع في وقته أن ينشر اسم بلده بين البلدان ويعرّفه لدى العالم الذي كان يجهل اسم الحلّة ... إلى قوله : عرفت ممّا تقدّم من الأحاديث التي نقلها ياقوت عن شميم وما جاء فيها من إجحاف بحقّ المترجم له ، ومن يعرف ياقوت ونفسيته وعقيدته لا يستغرب منه أن يكون سلبيّاً إزاء شميم وأمثاله ممّن اختلفوا معه في الرأي ، وإذا أمعن القارئ النظر فيما مرّ يتأسّف أن يقع ذلك بين الأدباء ممّا يدعونا أن نتصوّر كثيراً من الأحاديث التي نقف عليها كهذه لا نصيب لها من الصحّة ، وقد لاحظ جمع من المترجمين كالشيخ القمّي في الكنى والألقاب(١) ما قد ذكره ابن خلّكان ونسب إليه ما لا يليق به ، ونقل عن البركات المستوفي أنّه نسب إليه ما لا يلصق به كترك الصلاة المكتوبة والمعارضة للقرآن الكريم العياذ بالله وقلّة الدين ونحو ذلك ، ولا ريب أنّ هذا بهتان عظيم ، ومنشأ ذلك أنّه كان يتشيّع ، (شنشنة أعرفها من أخزم) ...».

وذكره الخوانساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل قائلاً :

«... وهو غير علي بن الحسن بن عنترة المعروف بشُمَيم ـ كزُبَير ـ الحسن الحلّي الشيعي النحوي الشاعر صاحب المصنّفات الجمَّة في مطالب مهمّة ...».

وجاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(٣) للسيّد حسن الصدر ما نصّه : «ومنهم شميم الحلّي النحوي اللغوي من جبال العلم ، واسمه

__________________

(١) الكنى والألقاب ٢/٣٧٠.

(٢) روضات الجنات ٥/٢٠٥.

(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٦.

  

٢٦٤

علي بن الحسن بن عتبة(١) بن ثابت ، كان شاعراً مشهوراً نحويّاً لغويّاً أديباً مُنشياً متبحّراً في العلوم ، قال ياقوت : كان من أهل الحلّة المزيدية ـ يعني : من الشيعة الإمامية ، لأنّ كلّ أهل الحلّة المزيدية إمامية ـ قدم بغداد وبها تأدّب ...».

نماذج من شعره :

امزج بمسبوك اللُجين

ذهباً حكته دموع عيني

لمّا نعى ناعي الفراق ببين

من أهوى وبيني

كانت ولم يُقدر لشيء

قبلها إيجاب كونِ

وأحالها التحريم لمّا

شبهت بدم الحسين

خفقت لنا شمسان من

لألائها في الخافقين

وبدت لنا في كأسها

من لونها في حُلَّتين

ومن قوله أيضاً :

ليت من طوَّل بالشام

نواه وثوى به

جعل العَوْد إلى الزوراء

من بعض ثوابه

أترى يُوطئني الدَّهر

ثرى مسك ترابه

وأرى أي نور عيني

موطئاً لي وتُرى به

مؤلّفاته :

وهي كثيرة(٢) :

__________________

(١) الأشهر في اسم جد المترجم له هو عنترة وليس عتبة ، فلاحظ.

(٢) أُنظر : معجم الأدباء ١٣/٧٠.

  

٢٦٥

١ ـ كتاب النكت المعجمات في شرح المقامات.

٢ ـ كتاب أرى المشتار في القريض المختار.

٣ ـ كتاب الحماسة ، من نظمه ، مجلّد.

٤ ـ كتاب مَنَّاح المنى في إيضاح الكنى.

٥ ـ كتاب دُرّة التأميل في عيون المجالس والفصول.

٦ ـ كتاب نتائج الإخلاص في الخطب.

٧ ـ كتاب أُنس الجليس في التجنيس.

٨ ـ كتاب أنواع الرقاع في الأسجاع.

٩ ـ كتاب التعازي في المرازي.

١٠ ـ كتاب خطب نسق حروف المعجم.

١١ ـ كتاب الأماني في التهاني.

١٢ ـ كتاب المفاتيح في الوعظ.

١٣ ـ كتاب معاياة العقل في معاناة النقل.

١٤ ـ كتاب الإشارات المعرِّية.

١٥ ـ كتاب المرتجلات في المساجلات.

١٦ ـ كتاب المخترع في شرح اللمع.

١٧ ـ كتاب المحتسب في شرح الخطب.

١٨ ـ كتاب المُهتصر في شرح المختصر.

١٩ ـ كتاب التحميض في التغميض.

٢٠ ـ كتاب بداية الفكر في بدائع النظم والنثر.

٢١ ـ كتاب خلق الآدمي.

٢٢ ـ كتاب رسائل لزوم ما لا يلزم.

 

٢٦٦

٢٣ ـ كتاب اللزوم.

٢٤ ـ كتاب لهنة الضيف المصحر في الليل المسحر.

٢٥ ـ كتاب منتزه القلوب في التصحيف.

٢٦ ـ كتاب المنائح في المدائح.

٢٧ ـ كتاب نزهة الراح في صفات الأفراح.

٢٨ ـ كتاب الخطب المستضيئة.

٢٩ ـ كتاب حرز النافث من عيث العائث.

٣٠ ـ كتاب الخطب الناصرية.

٣١ ـ كتاب الركوبات.

٣٢ ـ كتاب شِعر الصبي.

٣٣ ـ كتاب القام الإلحام في تفسير الأحلام.

٣٤ ـ كتاب سمط الملك المفضَّل في مدح المليك الأفضل.

٣٥ ـ كتاب مناقب الحِكم في مثالب الأمم.

٣٦ ـ كتاب اللُّماسة في شرح الحماسة.

٣٧ ـ كتاب الفصول الموكبية.

٣٨ ـ كتاب مجتنى ريحانة الهمّ في استئناف المدح والذمّ.

٣٩ ـ كتاب المناجاة.

٤٠ ـ خطبة في غاية الفصاحة ، مبدؤها : الحمد لله فالقِ قِمَم حبِّ الحبيب بحسام سحِّ السُحب ، صابغ خدِّ الأرض بقاني رشيق يانع العشب ....

 

٢٦٧

وفاته :

ذكر أرباب المعاجم ومنهم ابن خلّكان(١) أنّ المترجم له توفّي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة (٦٠١ هـ) بالموصل ودفن بمقبرة المعافي بن عمران ، وقال ياقوت(٢) : إنّه توفّي عن سنٍّ عالية ، رضوان الله تعالى عليه.

٢٦ ـ الشيخ علي الجوزي الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٣) : الشيخ أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلّي ، عالم ، صالح ، محدّث ، يروي عن أبي جعفر ابن بابويه.

٢٧ ـ القاضي أبو الحسن علي الحلّي :

جاء في تاريخ الحلّة(٤) : «... وفي سنة (٥٩٨ هـ) يوم الخميس (١٤) صفر قُلِّد أبو الحسن علي بن سليمان الحلّي قضاء القضاة شرقاً وغرباً وخلع عليه بعد صلاة الجمعة وسلم عهده بذلك فقرئ بجامع القصر الشريف واسكن دار الزينبي بباب عليان ، وفي سنة (٦٠٠ هـ) جمادى الأوّل عقد مجلس في دار الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي حضر فيه القضاة والفقهاء والعدول والولاة وأحضر قاضي القضاة أبو الحسن علي بن عبد الله بن سليمان الحلّي وقرئ محضر يتضمّن ما كان يعتمده من أشياء تنافي العدالة ، منها أخذ الرشا على الحكم ، ووقف على ذلك وانتصب له شخص يعرف بالوكيل النيلي وحاققه [حقّق معه] وناضره بحيث ثبت عليه ،

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣/٣٤٠.

(٢) معجم الأدباء ٤/٢٧ / الترجمة رقم (٥٦٤).

(٣) أمل الآمل ٢/١٧٩.

(٤) تاريخ الحلّة ١/٥٦.

  

٢٦٨

واستفتى الفقهاء فأفتوا بفسق من ارتكب ذلك ووجوب عزله ...».

قال السيّد هادي كمال الدين(١) عند ترجمته للقاضي أبي الحسن علي صاحب الترجمة معقّباً :

«إنّ منصب القضاء حسّاس للغاية ومهمّ جدّاً ، فإذا كان القاضي كصاحب الترجمة فاسقاً مرتشياً فماذا ينتظر منه المجتمع سوى الضرر الفادح ، سوى التفسّخ والانحطاط ، فصلاح القاضي هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم ، لأنّه يحكم بالأموال والأعراض والنسب والرشد والحجر وأمثال هذه الأحكام المهمّة ...».

٢٨ ـ الشيخ علي بن شعرة الحلّي :

قال الخوانساري في روضات الجنّات(٢) ضمن ترجمة الشيخ العالم محمّـد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ونقلاً عن بحار الأنوار :

«ورأيت في بعض المواضع المعتبرة صورة إجازة منه رحمه‌الله للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني وكان من أجلّة فقهاء الأصحاب كما يستفاد من ثناء شيخنا المذكور عليه (يقصد ابن شهرآشوب). قال المجلسي ... إلى قوله : استخرت الله وأجزت له بجميع ما كتبنا من كتب المشايخ وبجميع مسموعاتي وقراءاتي ومصنّفاتي وأشعاري. ثمّ قال في آخر ما ذكره : كتب ذلك محمّـد بن علي بن شهرآشوب المازندراني بخطّه في منتصف جمادى الآخر سنة احدى وثمانين وخمسمائة».

__________________

(١) فقهاء الفيحاء ١/١٥٦.

(٢) روضات الجنّات ٦/٢٩٢.

  

٢٦٩

٢٩ ـ الشيخ علي بن حمدون الحلّي :

هو الأديب الشاعر الفاضل أبو الحسن علي بن علي بن حمدون الحلّي.

حكى يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) قول صاحب كتاب إنسان العيون في مشاهير سادس القرون في المترجم له قائلاً :

«علي بن علي بن حمدون أبو الحسن بن أبي قاسم الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، وهو أخو الحسين ، وكان الأكبر تصرّف في الأعمال الديوانية ، وكان فاضلاً أديباً ، مدح الأكابر ، وسافر إلى الشام ، وكان غالياً في التشيّع مبالغاً في الرفض خبيث العقيدة مجاهراً بتكفير الصحابة».

قال يوسف كركوش : «هذا المؤلّف أورد في ترجمة ابن حمدون قصيدة مستدلاًّ بها على خبث عقيدته ، وهذه القصيدة هي في مدح الإمام علي عليه‌السلام ، منها :

أصف السيّد الذي يعجز الواصف

عن عدِّ فضله في السنين

خاصف النعل خائض الدم في بدر

وأحد والفتح خوض السفين

والقضايا التي بها حصل التمييز

بين المفروض والمسنون

سل براءة عمّن تولّت وفكِّر

إن طلبت النجاة فِكْرَ ضنين

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢/٦٥.

  

٢٧٠

أيولّى على البرية من ليس

على حمل سورة بأمين

إنّ في مرحب وخيبر والباب

بلاغاً لكلِّ عقل رصين

ورجوع التيميِّ أخيب بالراية

كفّاً من صفقة المغبون

وكفى فتح مكّة لمن استيقظ

أو نال رشده بعد حين

حين ولّى النبي رايته سعد

المفدّى من قومه بالعيون

فرأى أنّ عزله بعلي

هو أحمى لمجده من أفون»

٣٠ ـ الشيخ علي بن نما :

هو الفاضل العالم الشيخ علي بن علي بن نما أحد أعلام أسرة آل نما الحلّيّين. ذكره صاحب روضات الجنّات(١) قائلاً :

«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة أخرى للشيخ علي بن علي بن نما ، وذكر أنّه كان من مشايخ أصحابنا من آل نما الحلّي ، وأنّه يروي عن أبي محمّـد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي المعروف بابن الأقساس الشاعر ، ويروي عنه السيّد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني كما يظهر من مجموعة ورّام ابن أبي فراس ، فهو

__________________

(١) روضات الجنّات ٢/١٨١.

  

٢٧١

في درجة الشيخ علي ولد شيخنا الطوسي لرواية ورّام المذكور عنه بهذه الواسطة ...».

وذكره العلاّمة السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(١) قائلاً :

«ومنهم علي بن علي بن نما ، ترجم له صاحب رياض العلماء وقال ...».

٣١ ـ الشيخ علي بن محمود الحمصي :

هو الفقيه الفاضل أحد أعلام آل الحمصي الرازي الشيخ جمال الدين علي ابن الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي الحلّي. ذكره صاحب روضات الجنّات(٢) ضمن ترجمة والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي قائلاً :

«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة بالخصوص للشيخ جمال الدين علي بن محمود الحمصي الأصل ثمّ الرازي ، مذكوراً فيها بعد وصفه بهذه النسبة ما صورته هكذا : فاضل عالم متكلّم كامل له كتاب مشكاة اليقين في أصول الدين ، وقد يقال : إنّه من تصانيف والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي أُستاذ الشيخ منتجب الدين وصاحب كتاب التعليق العراقي في الكلام».

٣٢ ـ السيّد علي بن عرفة الحسيني :

جاء في فقهاء الفيحاء(٣) : «هو السيّد فخر الدين علي أبو الحسن بن

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٧٦.

(٢) روضات الجنّات ٧/١٦٢.

(٣) فقهاء الفيحاء ١/٧٥.

  

٢٧٢

عرفة الحسيني نسباً والحلّي وطناً ومولداً ، من صدور علماء الفيحاء وفطاحل فقهائها ... إلى قوله : وقد وصفه بعض مترجميه بأنّه فاضل صالح ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، ولعلي بن عرفة هذا ولد نجيب هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن عرفة من مشايخ تاج الدين محمّـد ابن السيّد جلال الدين ...».

أقول :

الاسم الوارد في إجازة ابن مُعَيَّة هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلّي وليس كما ذكره صاحب فقهاء الفيحاء من أنّه ابن عرفة ، وهو من المشايخ وليس من السادات ، فلاحظ.

٣٣ ـ الشيخ علي بن السكون الحلّي :

هو العالم الفاضل والأديب اللغوي النحوي الشاعر الشيخ أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي. ذكره ابن الساعي في تاريخه(١) قائلاً :

«أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي ، كان عارفاً بالنحو واللغة العربية ، حسن الفهم ، جيّد النقل ، حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع في كتابه قطّ إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، توفّي في سنة ستٍّ وستمائة ...».

وقال عنه ياقوت في معجم الأدباء(٢) :

«علي بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي أبو الحسن من حلّة بني مزيد بأرض بابل ، كان عارفاً بالنحو واللغة ، حسن الفهم ، جيّد النقل ،

__________________

(١) الجامع المختصر ٩/٣٠٦.

(٢) معجم الأدباء ١٥/٧٥.

  

٢٧٣

حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قطّ في طِرسِه إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، وحكى لي عنه الفصيحُ بن علي الشاعر أنّه كان نصيريّاً ، قال لي : ومات في حدود سنة ستمائة ، وله تصانيف».

وجاء في أمل الآمل(١) :

«الشيخ علي بن محمّـد بن علي بن محمّـد بن السكون ، فاضل ، صالح ، شاعر ، أديب».

وقال الخوانساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن محمّـد النحوي :

«... ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير أبي الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي السكوني الحلّي اللغوي النحوي الشيعي الإمامي الذي نقل في حقّه عن معجم الأدباء أنّه كان عارفاً بالنحو واللغة حسن الفهم جيّد النقل حريص على تصحيح الكتب ...».

وذكره القمّي في الكنى والألقاب(٣) قائلاً :

«ابن السَكون ـ بفتح السين ـ أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي الحلّي العالم الفاضل العابد الورع النحوي اللغوي الشاعر الفقيه من ثقاة علمائنا الإماميّة ، ذكره السيوطي في الطبقات ومدحه مدحاً بليغاً ، وكان رحمه‌الله حسن الفهم جيّد الضبط حريصاً على تصحيح الكتب ، كان معاصراً لعميد الرؤساء راوي الصحيفة الكاملة ، وحُكي عن شيخنا البهائي أنّه قال : إنّ قائلَ : (حدّثنا) في أوّل الصحيفة السجّادية على منشئها آلاف

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٢٠٣.

(٢) روضات الجنّات ٥/٢٥١.

(٣) الكنى والألقاب ١/٣١٤.

  

٢٧٤

السلام والتحية هو ابن السكون ، توفّي في حدود سنة (٦٠٦ هـ)».

أقول :

قد ذكرنا له ترجمة أخرى في كتابنا المزارات ومراقد العلماء في الحلّة الفيحاء عند تعيين مرقده في الحلّة رضوان الله تعالى عليه.

٣٤ ـ الشيخ علي بن الكال الحلّي :

جاء في أمل الآمل(١) : «الشيخ علي بن نصر الله بن هارون المعروف جدّه بالكال الحلّي ، فاضل ، جليل ، يروي عنه الشيخ علي بن يحيى الخيّاط».

٣٥ ـ الشيخ علي بن يحيى الخيّاط الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٢) : «الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى الخيّاط ، فاضل ، جليل ، يروي عن العلاّمة عن أبيه عن محمّـد بن معد عنه عن ابن إدريس وابن البطريق وغيرهما».

أقول :

الأصحّ أنّ العلاّمة يروي عن أبيه عن محمّـد بن معد عنه ، ولعلَّ عبارة أمل الآمل : «يروي عن العلاّمة» هي من الأغلاط المطبعية ، والله سبحانه العالم.

٣٦ ـ الشيخ نظام الدين كتائب الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٣) : «الشيخ نظام الدين كتائب بن فضل الله بن كتائب الحلّي ، فقيه ، ديّن ، ورع ، قاله منتجب الدين».

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٢٠٨.

(٢) أمل الآمل ٢/٢١٠.

(٣) أمل الآمل ٢/٢٢١.

  

٢٧٥

أقول :

قد ذكره السيّد الخوئي في رجاله(١) ونقلاً أيضاً عن أمل الآمل ولكن بلقب الحلبي ، فلاحظ.

٣٧ ـ الشيخ محمّـد بن أبي الفوارس :

جاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(٢) :

«ومنهم محمّـد بن أبي الفوارس أبو عبد الله الحلّي النحوي الإمامي ، كان من أئمّة الأدب ومهرة علم العربية ، ترجمه الجلال السيوطي ، وحكى عن ابن المستوفي في تاريخه تاريخ إربل أنّه قرأ النحو على أبي البقاء العكبري وصعد إلى الموصل فقرأ على مكّي بن ريّان ، قال : وأقام بأربل معلّماً ثمّ ترك التعليم واتصل بخدمة بعض الأمراء فنقل عنه أشياء قبيحة من شرب وغيره فعاد إلى الموصل في رجب سنة ثمان وستمائة ، قال : وكان غالياً في التشيّع إماميّاً تاركاً للصلاة».

قال السيّد حسن الصدر معقّباً : نعوذ بالله من سوء المقال وبذاءة اللسان في علماء الإسلام.

للموضوع صلة ...

__________________

(١) معجم الرجال ١٤/١٠٩.

(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٥.

  

٢٧٦

فهرس مخطوطات

مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّـة

النجف الأشرف

(٢٤)

السـيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(١٣٩٨)

قواعد المرام

لابن ميثم البحراني ، وهو : الشيخ المحقّق كمال الدين ميثم بن علي ابن ميثم البحراني ، تلميذ المحقّق الطوسي وشيخ العلاّمة الحلّي ، توفّي سنة ٦٧٩.

كتبه لأبي المظفّر عزّ الدين عبد العزيز بن جعفر ، وفرغ منه ٢٠ ربيع الأوّل سنة ٦٧٦.

وقد ألّف الشيخ سليمان الماحوزي رسالة في ترجمة المؤلّف سمّاها : السلافة البهية في الترجمة الميثمية ، أدرجها الشيخ يوسف البحراني في أوائل كشكوله ، ذكر شيخنا أيضاً في الذريعة ج ١٧ ص ١٧٩ : إنّه طبع على هامش المنتخب للطريحي ، وذكر من نسخه القديمة نسخة كتبت سنة ٦٩٦ عند محمّـد رضا المنشي الهندي بالكاظمية ، ونسخة كتبت سنة ٩٤٤ عند السيّد هبة الدين ، ونسخة كتبت ٦٩٩ عند فخر الدين النصيري.

 

٢٧٧

نسخة بخطّ ضياء الدين بن سديد الدين الإسترابادي العربي ، فرغ منها أوائل شهر رمضان سنة ٨٤٣ ، وقبله قواعد العقائد للمحقّق الطوسي بخطّ هذا الكاتب ، وبينهما فوائد أدبية وأشعار عربية لطيفة ، وبآخرها تملّك محمّـد علي بن حيدر علي الخطيب الشاهرودي وختمه ، وتاريخ ختمه ١٠٨١ ، وبأوّلها خطّ حاجي محمود بن جلال الدين الجرجاني ، ملّكه بالبيع في القرن العاشر ، وتملّك السيّد حيدر بن إبراهيم الحسيني من أعلام القرن الثالث عشر ، رقم ٢٣٠٨.

(١٣٩٩)

القواميس

في صناعة الأُصول والكلّيّات من علم الرجال

تأليف المولى آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الدربندي ، المشتهر بالفاضل الدربندي ، المتوفّى سنة ١٢٨٦.

أوّله : (سبحانك اللّهم اجعلنا من الآخذين دينهم من كتابك وسنّة رسولك ...) ، مرتّب على أحد عشر فصلاً.

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف سنة ١٢٨٦ ، وبآخرها كتاب في الدراية للمؤلّف أيضاً ، وهو كبير مبسوط ، وعليها تملّك الشيخ محمّـد باقر الدامغاني مؤلّف كتاب الوجيزة الموجودة في المكتبة ، تاريخ تملّكه سنة ١٣٠٤ ، رقم ١٩٠٧.

(١٤٠٠)

القوانين المحكمة

في أُصول الفقه ، للمحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم الجيلاني نزيل قم ، المتوفّى سنة ١٢٤ ، فرغ منه سلخ ربيع الثاني سنة ١٢٠٥.

 

٢٧٨

نسخة كتابة القرن الثالث عشر في عهد المؤلّف أو قريباً منه ، في ٢٣٧ ورقة ، رقم ٣٩٦.

(١٤٠١)

القيـاس

رسالة في إبطال القياس وحرمة العمل به ، للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني محمّـد باقر بن محمّـد أكمل البهبهاني الأصفهاني الحائري ، المتوفّى سنة ١٢٠٦ ، شرحاً على هذا المورد من مقدّمة كتاب مفاتيح الشرائع للمحدّث المحقّق الفيض الكاشاني محسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة ١٠٩١ ، وهو : قوله رحمه‌الله : (على أُصول مبتدعة ... قياسات عاميّة).

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف الأُصولية وغيرها ، بخطّ خليل ابن الشيخ إبراهيم الزاهد ، تاريخ بعضها ، سنة ١٢٢٠ ، رقم المجموعة ٣٩٣.

(١٤٠٢)

الكائنات الجوّيّة

رسالة في الكائنات الجوّيّة من فلك ورعد وبرق وغيم وما شاكل ذلك وأسباب حدوثها ، ألّفها العلاّمة الجليل السيّد محمّـد باقر بن السيّد إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، لأجل السلطان حسين الصفوي في خمسة فصول ، أوّلها : (لطائف حمد وثناى از آلايش پاك وتحايف سپاس فزون از حوصله وهم وإدراك ...).

 

٢٧٩

نسخة بخطّ نسخ جيّد كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن مجموعة في رسائل المؤلّف ، رقم ٧٠٠.

(١٤٠٣)

كاشف الحقّ

هو في الحقيقة كتاب حديقة الشيعة للمولى المحقّق المقدّس الأردبيلي ، انتحله بعضهم وسمّاه بأسماء مختلفة ، منها : كاشف الحقّ.

والمنتحل سمّى نفسه محمّـد الأردستاني.

نسخة أُخرى اسمها كشف الحقّ ، رقمها ١٦٠٩.

نسخة عتيقة قديمة قريبة من عهد المنتحل ، مكتوبة سنة ١٠٩٢ ، كتبها أحد خطّاطي ذلك العصر من مهرة الخطّاطين ، كتبها بخطّ نستعليق جميل بديع ، ولعلّه من خطّاطي الهند حيث كان يعيش الأردستاني بها ، ولعلّه في حياته ؛ فإنّه فرغ من الكتاب سنة ١٠٥٨ ، يقع في ٤٤٣ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٢ × ١٩ ، تسلسل ٥٩٥.

(١٤٠٤)

كاشف الخافية

الكافية في النحو لابن الحاجب أبي عمرو عثمان بن عمر ، المتوفّى سنة ٦٤٦.

وهذا الشرح بالفارسية لمحمّـد سعد أوّله : (سپاس بى قياس وحمد بي حدّ صانعى راست كه قوانين وضوابط علم نحو ... فقيه سرا پا تقصير محمّـد سعد ... اندك حذاقت وفي الجمله مهارت در أكثر فنون منقول ومعقول دست داد ... كاشف الخافيه من مسائل الكافيه نام كردم). وهو شرح مزجي.

 

٢٨٠