شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
القاضي أبو عبد الله الأياديّ البصريّ ثم البغداديّ.
واسم أبيه : الفرج.
ولّي القضاء للمعتصم وللواثق ، وكان مصرّحا بمذهب الجهميّة ، داعية إلى القول بخلق القرآن. وكان موصوفا بالجود والسّخاء ، وحسن الخلق ، وغزارة الأدب (١).
قال الصّوليّ : كان يقال : أكرم من كان في دولة بني العبّاس البرامكة ، ثمّ ابن أبي دؤاد ، لو لا ما وضع به نفسه من محبّة المحنة لاجتمعت الألسن عليه ، ولم يضف إلى كرمه كرم أحد (٢).
ولد ابن أبي دؤاد سنة ستّين ومائة بالبصرة (٣).
قال حريز بن أحمد بن أبي دؤاد قال : كان أبي إذا صلّى رفع يده إلى السّماء وخاطب ربّه فقال :
ما أنت بالسّبب الضّعيف وإنّما |
|
نجح الأمور بقوّة الأسباب |
__________________
= للعسكريّ ٢٢٠ ، والعقد الفريد ١ / ٨٥ ، ٢٧٠ و ٢ / ١٤٥ ، ١٤٦ ، ١٥٨ ، ٤٦٥ و ٣ / ١٩٤ و ٤ / ٥٠ ، ٥٥ و ٦ / ٥ ، ونشوار المحاضرة ٦ / ١٤٦ و ٧ / ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ٢١٢ ، ٢١٣ ، ٢٢٥ ، ٢٤٣ ـ ٢٤٧ ، وتجارب الأمم ٦ / ٤٧٩ ، ٤٩٤ ، ٥٢٠ ، ٥٢٣ ، ٥٢٨ ، ٥٢٩ ، ٥٣٠ ، ٥٣١ ، ٥٣٥ ، ٥٣٦ ، ٥٣٧ ، ٥٤٧ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، والمحاسن والمساوئ ١٦٠ ، ١٦٩ ، ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٢٤٩ ، ٤١٨ ، ٤٣٩ ، وربيع الأبرار ٢ / ٨٥٢ و ٣ / ٦٦٦ و ٤ / ١١ ، ١١٧ ، ١١٩ ، ١٢٨ ، ٢٥٣ ، ٣٢٢ ، والهفوات النادرة ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، وغرر الخصائص ٣٧٩ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٤١ ـ ١٥٦ رقم ١٨٢٥ ، وثمار القلوب ٣٣ ، ٢٠٦ ، ٣٦٥ ، وزهر الآداب ٦٩٨ ، وأمالي المرتضى ١ / ١٩٥ ـ ١٩٧ ، ٣٠٠ ، ٣٠٢ ، ٤٨٧ ، والإكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٣٦ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٥ ـ ٢٥٧ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٢ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٨ ، ١٢٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٥ ، ١٠٤ ، ١٣١ ، ١٤٨ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ٢٣٨ ، ٢٧٥ ، ٣٠٨ ، ٣٤٥ ، ٤١٩ ، والفهرست لابن النديم ٢١٢ ، والأذكياء لابن الجوزي ٧٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٧٥ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٩ ، ١٤٤ ، ١٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٩ ـ ١٧١ رقم ٧١ ، والعبر ١ / ٤٣١ ، وميزان الاعتدال ١ / ٦٧ رقم ٣٧٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٩ رقم ٢٨٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٢٢ ـ ١٢٩ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٩ ـ ٣٢٢ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٨١ ـ ٢٨٥ ، والمستطرف ١ / ١٠٤ ، ١١٧ ، ١٦٢ ، ٢٢٤ ، ولسان الميزان ١ / ١٧١ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٢ ، وتاريخ الخلفاء ٣٦١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٣.
(١) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٢ ، الإكمال ٣ / ٣٣٦.
(٢) تاريخ بغداد ٢٤ / ١٤٢.
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٢.
فاليوم حاجتنا إليك ، وإنّما |
|
يدعى الطّبيب لساعة (١) الأوصاب (٢) |
وقال أبو العيناء : كان أحمد بن أبي دؤاد شاعرا مجيدا ، فصيحا ، بليغا (٣) ، ما رأيت رئيسا أفصح منه.
وقال فيه بعض الشعراء :
لقد أنست مساوئ كلّ دهر |
|
محاسن أحمد بن أبي دؤاد |
وما سافرت في الآفاق إلّا |
|
ومن جدواك راحلتي وزادي |
يقيم (٤) الظّنّ عندك والأماني |
|
وإن قلقت ركابي في البلاد (٥) |
وقال الصّوليّ : ثنا عون بن محمد الكنديّ قال : لعهدي بالكرخ ، وإنّ رجلا لو قال ابن أبي دؤاد مسلم لقتل في مكانه. ثم وقع الحريق في الكرخ ، وهو الّذي لم يكن مثله قطّ. كان الرجل يقوم في صينيّة شارع الكرخ فيرى السّفن في دجلة. فكلّم ابن أبي دؤاد المعتصم في النّاس وقال : يا أمير المؤمنين رعيّتك في بلد آبائك ودار ملكهم ، نزل بهم هذا الأمر ، فاعطف عليهم بشيء يفرّق فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم.
فلم يزل ينازله حتّى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم ، وقال : يا أمير المؤمنين إن فرّقها عليهم غيري خفت أن لا يقسّم بالسّويّة.
قال : ذاك إليك.
فقسّمها على مقادير ما ذهب منهم ، وغرم من ماله جملة.
قال عون : فلعهدي بالكرخ بعد ذلك ، وإنّ إنسانا لو قال : زرّ ابن أبي دؤاد وسخ لقتل (٦).
وقال ابن دريد : أنا الحسن بن الخضر قال : كان ابن أبي دؤاد مؤالفا لأهل الأدب من أيّ بلد كانوا. وكان قد ضمّ إليه جماعة يموّنهم ، فلمّا مات
__________________
(١) في وفيات الأعيان : «الشدة».
(٢) البيتان في : تاريخ بغداد ٤ / ١٤٣ ، ووفيات الأعيان ١ / ٨٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٢٠.
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٣.
(٤) في تاريخ بغداد : «مقيم».
(٥) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٥.
(٦) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٩.
اجتمع ببابه جماعة منهم ، فقالوا : يدفن من كان على ساقه الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلّم فيه؟ إنّ هذا لوهن وتقصير. فلمّا طلع سريره قام ثلاثة منهم ، فقال أحدهم :
اليوم مات نظام الفهم واللّسن |
|
ومات من كان يستعدى على الزّمن |
وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت |
|
شمس المكارم (١) في غيم من الكفن |
وقال الثّاني :
ترك المنابر والسّرير تواضعا |
|
وله منابر لو يشاء وسرير |
ولغيره يجبى الخراج وإنّما |
|
تجبى إليه محامد وأجور |
وقال الثّالث :
وليس نسيم (٢) المسك ريح حنوطه |
|
ولكنّه ذاك الثّناء المخلّف |
وليس هرير النّعش ما تسمعونه |
|
ولكنّها أصلاب قوم تقصّف (٣) |
قال أبو روق الهزّانيّ : حكى لي ابن ثعلبة الحنفيّ عن أحمد بن المعذّل أنّ ابن أبي دؤاد كتب إلى رجل من أهل المدينة : إن تابعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت حسن المكافأة.
فكتب إليه : عصمنا الله وإيّاك من الفتنة. الكلام في القرآن بدعة يشترك فيها السّائل والمجيب. تعاطى السّائل ما ليس له ، وتكلّف المجيب ما ليس عليه. ولا نعلم خالقا إلّا الله ، وما سواه مخلوق إلّا القرآن ، فإنّه كلام الله (٤).
وعن المهتدي بالله محمد بن الواثق قال : كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس. فأتي بشيخ مخضوب مقيّد ، فقال أبي : ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. فأدخل الشيخ ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين.
فقال له : لا سلّم الله عليك.
قال : بئس ما أدّبك مؤدّبك.
قلت : في رواتها غير مجهول.
__________________
(١) في تاريخ بغداد : «شمس المعارف».
(٢) في وفيات الأعيان ، والوافي بالوفيات : «فتيق المسك».
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٠ ، ١٥١ ، وفيات الأعيان ١ / ٩٠ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٢٨٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٠٣.
(٤) تاريخ بغداد ٤ / ١٥١.
فقال له ابن أبي دؤاد : يا شيخ ما تقول في القرآن؟.
فقال : لم تنصفني ، ولي السّؤال.
قال : سل.
قال : ما تقول في القرآن؟
قال : مخلوق.
قال : هذا شيء علمه النبيّ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبو بكر ، وعمر ، والخلفاء الراشدون ، أم شيء لم يعلموه؟
فقال ـ يعني ابن أبي دؤاد ـ : شيء لم يعلموه.
فقال : سبحان الله ، شيء لم يعلمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت.
فخجل ابن أبي دؤاد فقال : أقلني.
قال : أقلتك. ما تقول في القرآن؟.
قال ابن أبي دؤاد : مخلوق.
قال : هذا شيء علمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم والخلفاء؟
قال : علموه ، ولم يدعوا النّاس إليه.
قال : أفلا وسعك ما وسعهم؟
فقام أبي الواثق ودخل خلوته ، واستلقى على ظهره وهو يقول : هذا شيء لم يعلمه النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولا عليّ ، ولم يدعوا إليه ، أفلا وسعك ما وسعهم.
ثم دعا عمّارا الحاجب ، وأمره أن يرفع عنه القيود ، ويعطيه أربعمائة دينار ، وسقط من عينيه ابن أبي دؤاد. ولم يمتحن بعدها أحدا (١).
قال ثعلب : أنشدني أبو الحجّاج الأعرابيّ :
الدّين يا ابن أبي دؤاد |
|
فأصبح من أطاعك في ارتداد |
زعمت كلام ربّك كان خلقا |
|
أما لك عند ربّك من معاد؟ |
__________________
(١) في الأصل «أحد» ، والمناظرة في : مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٥١ ، ١٥٢.
كلام الله أنزله بعلم |
|
وأنزله على خير العباد |
ومن أمسى ببابك مستضيفا |
|
كمن حلّ الفلاة بغير زاد |
لقد أظرفت يا ابن أبي دؤاد |
|
بقولك : إنّني رجل إيادي (١) |
وقال أبو بكر الخلّال في كتاب «السّنّة» : ثنا الحسن بن أيّوب المخرّميّ قال : قلت لأحمد بن حنبل : ابن أبي دؤاد؟
قال : كافر بالله العظيم (٢).
وقال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي : سمعت بشر بن الوليد يقول : استتيب ابن أبي دؤاد من القرآن مخلوق في ليلة ثلاث مرّات ، يتوب ثم يرجع.
وقال : حدّثني محمد بن أبي هارون : نا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال : حضرت العيد مع أبي عبد الله ، فإذا بقاصّ يقول : على ابن أبي دؤاد لعنة الله ، وحشي الله قبره نارا.
فقال أبو عبد الله : ما أنفعهم للعامّة (٣).
وقال خالد بن خداش : رأيت في المنام كأنّ آتيا أتاني بطبق وقال : اقرأه.
فقرأت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن النّاس ، فمن قال : القرآن كلام الله ، كسي خاتما من ذهب ، فصّه ياقوتة حمراء ، وأدخله الله الجنّة وغفر له. ومن قال : القرآن مخلوق ، جعلت يمينه يمين قرد ، فعاش بعد ذلك يوما أو يومين ، ثم يصير إلى النّار (٤).
ورأيت قائلا يقول : مسخ ابن أبي دؤاد ، ومسخ شعيب ، وأصاب ابن سماعة فالج ، وأصاب آخر الذّبحة.
ـ ولم يسمّ (٥) ـ هذا منام ، صحيح الإسناد. وشعيب هو ابن سهل القاضي من الجهميّة (٦).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٣.
(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٣.
(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ١٧٠.
(٤) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٤.
(٥) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٤.
(٦) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٥.
وقد رمي ابن أبي دؤاد بالفالج وشاخ. فعن أبي الحسين بن الفضل : سمع عبد العزيز بن يحيى المكّيّ قال : دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج ، فقلت : لم آتك عائدا ، ولكن جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك (١).
وقال الصّوليّ : نا المغيرة بن محمد المهلّبيّ قال : مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد هو وأبوه منكوبين في ذي الحجّة ، سنة تسع وثلاثين ، ومات أبوه يوم السّبت لسبع بقين من المحرّم سنة أربعين.
قال الصّوليّ : ودفن في داره ببغداد (٢).
١٥ ـ أحمد بن أبي رجاء (٣).
أبو الوليد الحنفيّ الهرويّ.
قال البخاريّ (٤) : هو ابن عبد الله بن أيوب.
وقال أبو عبد الله الحاكم : أحمد بن عبد الله بن واقد بن الحارث ، وساق نسبه إلى دول بن حنيفة.
وقال : إمام عصره بهراة في الفقه والحديث. طلب مع أحمد بن حنبل ، وكتب بانتخابه (٥).
قلت : روى عن : ابن عيينة ، ويحيى القطّان ، والنّضر بن شميل ، ويحيى بن آدم ، وأبي أسامة ، وجماعة.
وعنه : خ. ، والدّارميّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وحمدويه بن خطّاب البخاريّ مستملي البخاريّ.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٥.
(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٦.
(٣) انظر عن (أحمد بن أبي رجاء) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٥ رقم ١٥٠٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٧ رقم ٨١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٨ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ١٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٠ ، ١١ ، رقم ٢٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٤ و ٤٩ رقم ٢٨ و ٤٥ وتهذيب الكمال ١ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ رقم ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٦ ، ٤٧ رقم ٧٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٧ رقم ٦٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧.
(٤) في تاريخه الكبير ٢ / ٥ رقم ١٥٠٣.
(٥) تهذيب الكمال ١ / ٣٦٥.
توفّي في نصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين (١).
* ـ أحمد بن سريج.
هو أحمد بن عمر.
سيأتي في الطبقة الآتية بعد أبي مصعب الزّهريّ.
١٦ ـ أحمد بن سنان (٢).
أبو عبد الله القشيريّ النّيسابوريّ الخرزقنيّ (٣) ، وخزقن (٤) من قرى نيسابور.
سمع : ابن عيينة ، وأبا معاوية ، ووكيعا ، وسلم بن سالم.
وعنه : العبّاس بن حمزة ، وأبو يحيى الخفّاف ، وجماعة.
توفّي سنة تسع وثلاثين.
١٧ ـ أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم (٥).
مولى عمر بن عبد العزيز الأمويّ.
أبو الحسن الحرّانيّ ، والد الحسن ، وجدّ المسند أبي شعيب عبد الله ابن الحسن الحرّانيّ.
سمع : زهير بن معاوية ، والحارث بن عمير ، وعيسى بن يونس ، وموسى بن أعين ، وجماعة.
وعنه : د. ، وخ. ت. ن. بواسطة ، وأحمد بن فيل البالسيّ ، وحفيده أبو شعيب ، وصالح بن عليّ النّوفليّ ، ومحمد بن جبلة الرّافقيّ ، ومحمد بن يحيى بن كثير الحرّانيّ ، وأبو زرعة الرازيّ ، وطائفة.
__________________
(١) أرّخه ابن حبّان في (الثقات ٨ / ٢٨) ، وأرّخه ابن عساكر في (المعجم المشتمل ٤٩ رقم ٤٥) ، وقال : زرت قبره بهراة. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة يقول : كتبت عنه ، وكتب عنه أبي على باب إبراهيم بن موسى ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق. (الجرح والتعديل ٢ / ٥٧ رقم ٨١).
(٢) لم أجد لأحمد بن سنان ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ ، وهو من النيسابوريين.
(٣) لم أجد هذه النسبة في : الأنساب لابن السمعاني ، ولا اللباب لابن الأثير.
(٤) لم يذكر ياقوت الحموي هذه القرية في (معجم البلدان).
(٥) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في :
الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٤٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٧ رقم ٨٠ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٥ ، وتهذيب الكمال ١ / ٣٦٧ ـ ٣٦٩ رقم ٦١ ، والكاشف ١ / ٢١ رقم ٤٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٧ ، ٤٨ رقم ٨٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨ رقم ٦٨.
قال أبو حاتم (١) : صدوق ، ثقة.
وقال ابن كثير الحرّانيّ : توفّي سنة ثلاث وثلاثين (٢).
وقيل غير ذلك ، والأوّل أصحّ (٣).
١٨ ـ أحمد بن عبد الله بن قيس بن سلمان بن بريدة بن الخصيب الأسلميّ المروزيّ (٤).
عن : النّضر بن شميل ، وعبد الله بن بكر ، وشبابة.
وعنه : أبو حاتم وقال (٥) : صدوق ، كتبت عنه بالرّيّ سنة ثلاثين.
١٩ ـ أحمد بن عبد الصّمد بن عليّ (٦).
أبو أيّوب الأنصاريّ الزّرقيّ.
حدّث ببغداد عن : ابن عيينة ، وعبد الله بن نمير.
وعنه : الحسن بن عليّ المعمريّ ، وأبو القاسم البغويّ ، وغيرهما (٧).
__________________
(١) الجرح والتعديل ٢ / ٥٧ رقم ٨٠.
(٢) وفي ثقات ابن حبّان ٨ / ١٥ : «مات سنة ثلاثين ومائتين».
(٣) وقيل : مات سنة اثنتين وثلاثين. وقيل : سنة أربعين. وقيل : سنة إحدى وأربعين. (تهذيب الكمال ١ / ٣٦٩).
(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الله المروزي) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٥٨ رقم ٨٤.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) انظر عن (أحمد بن عبد الصمد الزّرقيّ) في :
تاريخ الطبري ٤ / ٢٠٨ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٣١ ب ، وتاريخ بغداد ٤ / ٢٧٠ ، ٢٧١ رقم ٢٠١٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ١١٧ رقم ٤٥٣ ، ولسان الميزان ١ / ٢١٤ رقم ٦٦٣.
(٧) وثّقه الخطيب في (تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٠) وقال : سكن النهروان وحدّث بها إلى حين وفاته. وقال أبو بكر البرقاني : أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ قال : أحمد بن عبد الصمد النهرواني مشهور لا بأس به. (تاريخ بغداد ٤ / ٢٧١).
وذكره ابن حجر في (لسان الميزان ١ / ٢١٤ رقم ٦٦٣) فقال : «أحمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري الزرقيّ. روى عن محمد بن إبراهيم بن زياد المصري ، ثنا أحمد بالنهروان ، ثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضياللهعنهما ، مرفوعا : «ثمن القينة سحت ، وثمن الكلب سحت». فأحمد هذا لا يعرف ، والخبر منكر. انتهى. وفي الثقات لابن حبّان [٨ / ٣٠] : أحمد بن عبد الصمد بن أيوب النهرواني ، يروي عن إسماعيل بن قيس ، عن يحيى بن سعيد ، ثنا عنه محمد بن إسحاق الثقفي ، وغيره ، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات. وأظنّ النهرواني غير صاحب الترجمة. وقد ذكر الدار الدّارقطنيّ في العلل أنه وهم في إسناد حديث. مع أنه مشهور لا بأس به ، والإسناد المذكور مما رواه عن ابن عيينة ، عن أيوب ، عن الحسن ، عن أبي بكرة حديث «إن ابني سيّد». والمحفوظ في هذا عن ابن عيينة ، عن إسرائيل أبي موسى ، عن الحسن =
٢٠ ـ أحمد بن عمّار بن شادي (١).
الوزير أبو العبّاس. وزير المعتصم كان من أهل المذار فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد. وكان أبو العبّاس موصوفا بالعفّة والصّدق ، فاحتاج الفضل بن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم. فنهض ابن عمّار في ذلك ، وبالغ ، فطلبه الفضل ونوّه بذكره ، وأخذ يصف عفّته للمعتصم.
فلمّا نكب المعتصم الفضل لم تثق نفسه إلى أمير إلّا ابن عمّار ، فولّاه العرض عليه ، وسمّاه النّاس وزيرا.
وكان جدّه شادي طحّانا وكذلك هو ، فأثرى وكثر ماله وتقدّم.
قال عون بن محمد : ولّى المعتصم العرض عليه لثقته ، ولما كان يصفه به الفضل ، ولم يكن ممّن تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك.
قال الصّوليّ : وثنا أحمد بن إسماعيل قال : عرض أحمد بن عمّار الكتب أربعة أشهر ، وخوطب بالوزارة ، ونفذت عنه الكتب ، فورد يوما كتاب من عبد الله بن طاهر أحبّ المعتصم أن يجيب عنه سرّا ، فدعا ابن عمّار وقال : أجب عنه بحضرتي ، فلم يقم بذلك حتّى أحضر بعض الكتّاب. ولمّا رأى عجزه همّ بعزله (٢).
وكان المعتصم يقول لمحمد بن عبد الملك الزّيّات : يا محمد ما أحوج ابن عمّار إلى أن يكون مع عفّته مثل فصاحتك.
قال الصّوليّ : ثنا محمد بن القاسم قال : كان أحمد بن أبي دؤاد يحبّ بقاء أمر ابن عمّار عليه ، لئلّا يصير الأمر إلى ابن الزّيّات ، فإنّه كان يبغضه.
وقيل إنّ ابن عمّار كان يتصدّق كلّ يوم بمائة دينار ، مع ما هو فيه من الأمانة ، فنبل بذلك عند المعتصم أيضا ، وكان كثير الأموال.
__________________
= عن أبي بكرة. كذلك أخرجه البخاري».
(١) انظر عن (أحمد بن عمّار) في :
ثمار القلوب للثعالبي ٢٠٤ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١٠ ، وشرح أدب الكاتب للجواليقي ٥٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٤٠٩ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٩٤ ، ١٠١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٢٣ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٤١ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٥٥ رقم ٣٢١٥.
(٢) انظر : وفيات الأعيان ٥ / ٩٤ و ١٠١ /
قال الصّوليّ : ثنا أحمد بن شهريار ، عن أبيه قال : كان ابن عمّار يختم في كلّ ثلاثة أيّام ختمة ، فلمّا عزل عن العرض رسم له بديوان الأزمّة ، فامتنع ، واستأذن في المجاورة سنة ، فأذن المعتصم له ، ووصله بعشرة آلاف دينار ، ثم أعطاه خمسة وعشرين ألف دينار ، ففرّقها بمكّة.
توفّي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين كهلا (١).
٢١ ـ أحمد بن عمران بن عيسى (٢).
المرّيّ الموصليّ المقرئ.
روى «جامع سفيان الثّوريّ» عن المعافى بن عمران.
روى عنه : عبيد الله بن أبي جعفر.
وتوفّي سنة خمس وثلاثين.
٢٢ ـ أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد (٣).
أبو جعفر الكنديّ الكوفيّ الجلّاب الضّرير المقرئ المعروف بالوكيعيّ. نزيل بغداد. والد إبراهيم.
روى عن : حفص بن غياث ، وابن فضيل ، وأبي معاوية ، وحسين الجعفيّ ، وعبد الحميد الجمّانيّ ، وجماعة.
وعنه : م. ، وأبو داود في «المسائل» له ، وإبراهيم الحربيّ ، وأحمد بن عليّ القاضي المروزيّ ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وأحمد بن علي الموصليّ أبو يعلى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ونصر بن القاسم الفرائضيّ ، وطائفة.
__________________
(١) انظر : الوافي بالوفيات ٧ / ٢٥٥.
(٢) لم أجد لأحمد بن عمران الموصلي ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ.
(٣) انظر عن (أحمد بن عمر بن حفص) في :
معرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٢٥٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ١٠٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٩ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٣ رقم ١٠ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٠٥ ب ، وتاريخ بغداد ٤ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ رقم ٢٣٠٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤ رقم ٤١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥٥ رقم ٦٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٤١٢ ـ ٤١٤ رقم ٨٤ ، والكاشف ١ / ٨٤ ، ٢٥ رقم ٦٧ ، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٩٢ رقم ٤١٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٦٣ رقم ١١٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٢ رقم ٩٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧.
وثّقه ابن معين (١) ، وغيره ،
ومات في صفر سنة خمس وثلاثين (٢).
قال العبّاس بن مصعب : سمعت أحمد بن يحيى الكشميهنيّ ، وكان معروفا بالفضل والعقل ، يقول : سمعت أحمد بن عمر الوكيعيّ يقول : ولّيت المظالم بمرو اثنتي عشرة سنة ، فلم يرد عليّ حكم إلّا وأنا أحفظ فيه حديثا ، فلم أحتج إلى الرأي ولا إلى أهله (٣).
وقد روى القراءة عن يحيى بن آدم (٤).
٢٣ ـ أحمد بن محمد بن موسى (٥).
السّمسار المروزيّ مردويه ، وربّما قيل فيه : أحمد بن موسى.
عن : ابن المبارك ، وجرير ، وإسحاق الأزرق.
وعنه : خ. ، ت ، ن. وقال : لا بأس به (٦).
قال أحمد بن أبي خيثمة : مات سنة خمس وثلاثين (٧). وممّن روى عنه :
__________________
(١) قال : ليس به بأس. (معرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / ٨١ رقم ٢٥٣) وقال : ثقة. (تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٥).
(٢) أرّخه ابن عساكر في : المعجم المشتمل ٥٥ رقم ٦٧ ، والخطيب في : تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٥.
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٥ ، وفيه : «ولا إلى أصحابه».
(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «يغرب».
وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة يقول : كتبت عنه ، وسمعت أبي يقول : أدركته ولم أكتب عنه. (الجرح والتعديل ٢ / ٦٢ ، ٦٣).
(٥) انظر عن (أحمد بن محمد المروزي : مردويه) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٦ رقم ١٥١٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٩ (أحمد بن موسى أبو العباس) ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥٩ رقم ٨٢.
وتهذيب الكمال ١ / ٤٧٣ ، ٤٧٤ رقم ١٠٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩٥ رقم ١٠٥٩ ، والكاشف ١ / ٢٧ رقم ٨٠. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٨ ، ٩ رقم ٣ ، والوافي بالوفيات ٨ / ١٣٠ رقم ٣٥٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧٧ رقم ١٣٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٥ رقم ١١٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٢.
(٦) المعجم المشتمل لابن عساكر ٥٩ رقم ٨٢.
(٧) قال الحافظ المزّي : «ذكره أبو بكر بن أبي خيثمة فيمن قدم بغداد ، وقال : مات سنة خمس وثلاثين ومائتين ، ولم يذكره الخطيب في تاريخه». (تهذيب الكمال ١ / ٤٧٤).
وقد علّق الحافظ ابن حجر بقوله : هكذا قال المزّي ، ولم يذكر ابن أبي خيثمة إلّا مردويه الصائغ واسمه عبد الصمد بن يزيد. وقد ذكره الخطيب في تاريخه ، [انظر : تاريخ بغداد ١١ / ٤٠] =
محمد بن عمر الرّمليّ ، وعبد الله بن محمود المروزيّ. وكان يكثر عن ابن المبارك. وسمع من النّضر بن محمد المروزيّ ، شيخ يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ.
وقال الشيرازيّ : توفّي في ثمان وثلاثين ومائتين (١).
٢٤ ـ أحمد بن معاوية (٢).
أبو بكر الباهليّ البصريّ.
سمع : عبّاد بن عبّاد ، وأبا بكر بن عيّاش ، وعنه : محمد بن محمد الباغنديّ ، وغيره.
قال الخطيب (٣) : لا بأس به (٤).
٢٥ ـ أحمد بن المعذّل بن غيلان بن الحكم (٥).
أبو العبّاس العبديّ البصريّ المالكيّ الفقيه المتكلّم.
قال أبو إسحاق الشّيرازيّ (٦) : كان من أصحاب عبد الملك بن الماجشون ، ومحمد بن مسلمة. وكان ورعا متّبعا (٧) للسّنّة. وكان مفوّها له مصنّفات.
__________________
= وحكى كلام ابن أبي خيثمة (تحرّف في المطبوع من التهذيب إلى : «خثيمة») هذا فيه ، وأما مردويه السمسار فذكر المعداني في تاريخ مرو ، والشيرازي في الألقاب أنه توفي سنة (٢٣٨) وفي هذا ردّ لقول المزّي إن الترمذي كانت رحلته بعد الأربعين ، وقد قلّده فيه الذهبي فجزم أن وفاة هذا بعد الأربعين ومائتين ، وكذا ابن عبد الهادي في حواشيه ، والأقرب إلى الصواب ما قدّمناه». (تهذيب التهذيب ١ / ٧٧ رقم ١٣٠).
(١) وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال ابن وضّاح ثقة ثبت. (تهذيب التهذيب ١ / ٧٧).
(٢) انظر عن (أحمد بن معاوية الباهلي) في :
تاريخ الطبري ٨ / ٥٦ ، ٢٠٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤١ ، وتاريخ بغداد ٥ / ١٦٢ رقم ٢٦٠٨.
(٣) في تاريخ بغداد ٥ / ١٦٢ ، وزاد : «وكان صاحب أخبار ، وراوية للآداب».
(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «يغرب».
(٥) انظر عن (أحمد بن المعذّل بن غيلان) في :
طبقات الشعراء لابن المعتزّ ٣٦٨ ـ ٣٧٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٩٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٦ ، والأغاني ١٣ / ٢٥١ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٤٨ و ١٦٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥١٩ ـ ٥٢١ رقم ١٤٢ ، والمشتبه في أسماء الرجال ٢ / ٦٠٠ ، والعبر ١ / ٤٣٤ ، و ٢ / ٦٧ وفيه (أحمد بن المعدل) ، والوافي بالوفيات ٨ / ١٨٤ ، ١٨٥ رقم ٣٦١٠ ، وفيه كنيته : أبو الفضل ، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ١٢٩٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٥ ، ٩٦ ، والديباج المذهب ٣٠ ، ٣١.
(٦) في طبقات الفقهاء ١٦٤.
(٧) في طبقات الفقهاء : «متحرّيا».
وقال غيره : سمع من بشر بن عمر الزّهرانيّ ، وغيره ، وكان بصيرا بمذهب مالك. وعليه تفقّه إسماعيل القاضي وأخوه حمّاد ، ويعقوب بن شيبة السّدوسيّ.
وقال أبو بكر النّقّاش : قال لي أبو خليفة الجمحيّ : أحمد بن المعذّل أفضل من أحمدكم ، يريد أحمد بن حنبل (١).
وقال أبو إسحاق الحضرميّ : كان أحمد بن المعذّل من الفقه والسّكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصّمد بن المعذّل الشّاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له : أنت كالإصبع الزّائدة ، إن تركت شانت ، وإن قطعت آلمت (٢).
ولأحمد بن المعذّل أخبار. وكان أهل البصرة يسمّونه الراهب لدينه وتعبّده (٣).
قال أبو داود : كان ابن المعذّل ينهاني عن طلب الحديث.
وقال يموت بن المزرّع ، عن المبرّد ، عن أحمد بن المعذّل قال : كنت عند ابن الماجشون ، فجاء بعض جلسائه فقال : يا أبا مروان أعجوبة.
قال : وما هي؟
قال : خرجت إلى حائطي بالغابة ، فعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك ، فأنا أولى بها.
قلت : ولم؟
قال : لأنّي أخوك وأنا عريان.
قلت : فالمؤاساة؟
قال : قد لبستها برهة.
قلت : فتعرّيني وتبدو عورتي؟
قال : قد روينا عن مالك أنّه قال : لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا.
قلت : يلقاني النّاس فيرون عورتي.
قال : لو كان أحد يلقاك في هذه الطّريق ما عرضت لك.
__________________
(١) الديباج المذهّب ٣٠.
(٢) الديباج المذهب ٣٠.
(٣) الديباج المذهب ٣١.
قلت : أراك ظريفا ، فدعني حتّى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك.
قال : كلّا ، أردت أن توجّه عبيدك فيمسكوني.
قلت : أحلف لك.
قال : لا ، روينا عن مالك قال : لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للّصوص.
قلت : فأحلف أنّي لا أحتال في يميني.
قال : هذه يمين مركّبة.
قلت : دع المناظرة ، فو الله لأوجّهنّ بها إليك طيّبة بها نفسي.
فأطرق ثم قال : تصفّحت أمر اللّصوص من عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى وقتنا ، فلم أجد لصّا أخذ بنسيئة ، وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، اخلع ثيابك.
فخلعتها ، فأخذها وانصرف (١).
وقال حرب الكرمانيّ : سألت أحمد بن حنبل : أيكون من أهل السّنّة ، من قال : لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق.
قال : لا ، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذّل الّذي يقول بهذا القول أنّه فتن النّاس من أهل البصرة كثير.
وقال أبو قلابة الرّقاشيّ : قال لي أحمد بن حنبل : ما فعل ابن معذّل؟
قلت : هو على نحو ما بلغك.
فقال : أما إنّه لا يفلح.
وقال نصر بن عليّ : قال الأصمعيّ ، ومرّ به أحمد بن معذّل فقال : لا تنتهي أو تفتق في الإسلام فتقا.
قلت : قد كان ابن المعذّل من بحور العلم ، لكنّه لم يطلب الحديث ، ودخل في الكلام ، ولهذا توقّف في مسألة القرآن ، رحمهالله.
٢٦ ـ أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب (٢).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٠ ، ٥٢١.
(٢) انظر عن (أحمد بن نصر بن مالك) في :
المحبّر لابن حبيب ٤٩٠ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣١ ، والمعارف لابن قتيبة ٣٩٣ ، وتاريخ =
أبو عبد الله الخزاعيّ المروزيّ البغداديّ الشهيد.
كان جدّه مالك بن الهيثم أحد نقباء بني العبّاس في ابتداء الدولة السّفّاحية. وهو من ذرّية عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف ، وإليه جماع خزاعة ، ويقال لهم بنو كعب.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «رأيت عمرو بن لحي يجرّ قصبه في النّار لأنّه أول من بحّر البحيرة ، وسيّب السّائبة ، وغيّر دين إسماعيل» (١).
وكان أحمد بن نصر شيخا جليلا ، أمّارا بالمعروف ، قوّالا بالحقّ (٢) ، من أولاد الأمراء.
سمع من : مالك ، وحمّاد بن زيد ، وهشيم ، وسفيان بن عيينة.
وروى اليسير عنه : أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ ، وابنه عبد الله بن الدّورقيّ ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الحافظ ، ومحمد بن يوسف بن الطّبّاع ، وجماعة.
وروى أبو داود في «المسائل» عنه.
وقال إبراهيم بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يترحّم عليه ويقول : ختم الله له بالشهادة.
قلت : فكتبت عنه؟
قال : نعم ، كان عنده مصنّفات هشيم كلّها ، وعن مالك أحاديث كبار (٣).
ثم قال ابن معين : كان أحمد يقول : ما دخل عليه أحد يصدقه ، يعني الخليفة ، سواه.
__________________
= الطبري ٩ / ٣١٥ ـ ١٣٩ ، ١٩٠٠ ، ٣٢٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٧٩ رقم ١٧٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٤ ، وتاريخ بغداد ٥ / ١٧٣ رقم ٢٦٢٣ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٠٥ ـ ٥١٤ رقم ١١٩ ، والعبر ١ / ٤٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٦ ـ ١٦٩ رقم ٧٠ ، والأنساب لابن السمعاني ٥ / ١١٦ ، ١١٧ ، والكامل في التاريخ ٧ ، ٢٠ ، ٢٣ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٨٠ ـ ٨٢. والوافي بالوفيات ٨ / ٢١١ ، ٢١٢ ، رقم ٣٦٤٦ ، وذيل الكاشف ٣٢ ، ٣٣ رقم ١٠ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٥١ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٠٣ ، ٣٠٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧. رقم ١٥٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٧ رقم ١٣٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ٦٩.
(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٣.
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٤.
(٣) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٥ ، ١٧٦.
ثم قال يحيى بن معين : ما كان يحدّث يقول : لست موضع ذلك (١).
وقال الصّوليّ : كان أحمد بن نصر من أهل الحديث.
وكان أحمد بن نصر من أهل الحديث ، وكان هو وسهل بن سلامة حين كان المأمون بخراسان بايعا النّاس على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، إلى أن قدم المأمون بغداد ، فرفق بسهل حتّى لبس السّواد ، وأخذ الأرزاق ، ولزم أحمد بيته. ثم إنّ أمره تحرّك ببغداد في آخر أيّام الواثق ، واجتمع إليه خلق يأمرون بالمعروف ، إلى أن ملكوا بغداد. وتعدّى رجلان من أصحابه موسرين ، فبذلا مالا ، وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين ، فنمّ الخبر إلى إسحاق بن إبراهيم ، فأخذ جماعة منهم ، فيهم أحمد بن نصر وصاحباه ، فقيّدهما. ووجد في منزل أحدهما أعلاما. وضرب خادما لأحمد ، فأقرّ أنّ هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلا فيعرّفونه ما عملوا. فحملهم إسحاق مقيّدين إلى سامرّاء فجلس لهم الواثق ، وقال لأحمد : دع ما أخذت له. ما تقول في القرآن؟
قال : كلام الله.
قال : أمخلوق هو؟.
قال : كلام الله.
قال : أفترى ربّك في القيامة؟.
قال : كذا جاءت الرواية.
قال : ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسّم ، ويحويه مكان ، ويحصره النّاظر؟ أنا كفرت بربّ هذه صفته ، ما تقولون فيه؟.
فقال عبد الرحمن بن إسحاق ، وكان قاضيا على الجانب الغربيّ ، فعزل : هو حلال الدّم.
وقال جماعة من الفقهاء كقوله ، فأظهر ابن أبي دؤاد أنّه كاره لقتله ، وقال : يا أمير المؤمنين شيخ مختلّ ، لعلّ به عاهة ، أو تغيّر عقله. يؤخّر أمره ويستتاب.
فقال الواثق : ما أراه إلّا مؤدّيا لكفره ، قائما بما يعتقده منه.
ثم دعا بالصّمصامة وقال : إذا قمت إليه فلا يقومنّ أحد معي ، فإنّي أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الّذي يعبد ربّا لا نعبد ولا نعرفه بالصّفة الّتي وصفه بها.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٦.
ثم أمر بالنّطع ، فأجلس عليه وهو مقيّد ، وأمر بشدّ رأسه بحبل ، وأمرهم أن يمدّوه ، ومشى إليه فضرب عنقه ، وأمر بحمل رأسه إلى بغداد ، فنصبت بالجانب الشرقيّ أياما ، وفي الجانب الغربي أيّاما ، وتتبّع رؤساء أصحابه فسجنوا (١).
وقال الحسن بن محمد الحربيّ : سمعت جعفر بن محمد الصّائغ يقول : رأيت أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه : لا إله إلّا الله (٢).
قال المروزيّ : سمعت أبا عبد الله وذكر أحمد بن نصر فقال : رحمهالله ، ما كان أسخاه ، لقد جاد بنفسه (٣).
وقال الحاكم عن القاسم بن القاسم السّيّاريّ ، عن شيخ له ، وهو رئيس مرو أبو العبّاس أحمد بن سعيد بن مسعود المروزيّ قال : هذه نسخة الورقة المعلّقة في أذن أحمد بن نصر : هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التّشبيه ، فأبى إلّا المعاندة ، فعجّله الله إلى ناره (٤).
وكتب محمد بن عبد الله : وقيل إنّ الواثق حنق عليه لأنّه ذكر للواثق حديثا ، فقال له الواثق : تكذب. فقال : بل أنت تكذب.
وقيل : إنّه قال له : يا صبيّ.
وقيل إنّه كان يقول عن الواثق إذا خلا : فعل هذا الخنزير.
وقال : هذا الكافر.
وبلغ ذلك للواثق ، وخاف أيضا من خروجه ، فقتله بحجّة خلق القرآن ، ليومين بقيا من شعبان.
وكان شيخا أبيض الرأس واللّحية ، وكان في سنة إحدى وثلاثين (٥).
قال أحمد بن كامل القاضي : أخبرني أبي أنّه رآه ، وأخبرني أنّه وكّل
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٦ ، ١٧٧.
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٧.
(٣) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٧.
(٤) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٨.
(٥) قال البخاري : قتل يوم السبت غرّة رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين. (التاريخ الصغير ٢٣١) وقال ابن قتيبة : لليلتين بقيتا من شعبان. (المعارف ٣٩٣).
بالرأس من يحفظه ، وأن الموكّل به ذكر أنه يراه باللّيل يستدير إلى القبلة بوجهه ، فيقرأ سورة ياسين بلسان طلق. وأنّه لمّا أخبر بذلك طلب فخاف وهرب (١).
قلت : هذه حكاية لا يصح إسنادها.
وروي نحوها بإسناد فيه عثمان بن محمد العثمانيّ ، وهو ثقة (٢).
وقال أبو العبّاس السّرّاج : سمعت يعقوب بن يوسف المطوّعيّ ، وهو ثقة ، يقول : لمّا جيء بالرأس نصبوه على الجسر ، فكانت الرّيح تديره قبل القبلة ، فأقعدوا له رجلا معه قصب أو رمح ، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة (٣).
وقال السّرّاج : سمعت خلف بن سالم يقول بعد ما قتل أحمد بن نصر وقيل له : ألا تسمع ما النّاس فيه يا أبا محمد يقولون : إنّ رأس أحمد بن نصر يقرأ؟
قال : كان رأس يحيى بن زكريّا يقرأ (٤).
وقال السّرّاج : سمعت عبد الله بن محمد يقول : ثنا إبراهيم بن الحسن قال : رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النّوم فقال : ما فعل بك ربك؟
قلت : ما كانت إلّا غفوة حتّى لقيت الله ، فضحك إليّ (٥).
وقال رجل اسمه محمد بن عبيد : رأيت أحمد بن نصر ، فقلت : ما صنع الله بك؟
قال : غضبت له فأباحني النّظر إلى وجهه (٦).
قال الخطيب (٧) : لم يزل الرأس منصوبا ببغداد ، والجسد مصلوبا بسرّ من رأى ستّ سنين ، إلى أن أنزل وجمع ، فدفن بالجانب الشرقيّ.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٨ ، ١٧٩.
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٩.
(٣) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٩.
(٤) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٩.
(٥) تاريخ بغداد ٥ / ١٧٩.
(٦) تاريخ بغداد ٥ / ١٨٠.
(٧) في تاريخ بغداد ٥ / ١٨٠.
وقال غيره : دفن في شوّال سنة سبع وثلاثين ومائتين (١) ، رضياللهعنه.
٢٧ ـ أحمد بن أبي نافع المرّيّ الموصليّ (٢).
عن : المعافى بن عمران ، وعفيف بن سالم.
وعنه : أبو عبد الله الدّعّاء.
توفّي سنة خمس وثلاثين.
وهّاه أبو يعلى الموصليّ (٣). له مناكير (٤).
وروى عنه عليّ بن الحسين بن الجنيد.
كنيته أبو سلمة (٥).
٢٨ ـ أحمد بن أبي أحمد الجرجانيّ (٦).
نزيل أطرابلس الشّام.
حدّث عن : إسماعيل بن عليّة ، وشبّابة بن سوّار.
وعنه : هنبل بن محمد الحمصيّ ، ومحمد بن عوف الطّائيّ الحافظ ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد ، وآخرون.
وقيل : اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم ، أنا عبد الصّمد بن محمد حضورا في الرابعة ، أنا عليّ بن مسلم الفقيه سنة ستّ وعشرين وخمسمائة ، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنا عليّ بن موسى السّمسار ، أنا مظفّر بن حاجب الفرغانيّ ، ثنا
__________________
(١) التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣١ ، والأول أصحّ ، أي سنة إحدى وثلاثين.
(٢) انظر عن (أحمد بن أبي نافع) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٧٩ رقم ١٧٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٧٣ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٩١ رقم ٢٦٥ وفيه (أحمد بن نافع ، أبو سلمة الموصلي) ، وميزان الاعتدال ١ / ١٦٠ رقم ٦٤١ ، ولسان الميزان ١ / ٣١٧ رقم ٩٥٥.
(٣) رآه ولم يرو عنه ، وقال : لم يكن أهلا للحديث.
(٤) وذكره له ابن عديّ في كامله أحاديث منكرة. (١ / ١٧٣).
(٥) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه».
(٦) انظر عن (أحمد بن أبي أحمد الجرجاني) في :
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٧٥ ، ١٧٦ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٦٦ رقم ١٠ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٥٩ رقم ٤٥٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥٢ رقم ٦٠١ ، ولسان الميزان ١ / ٣٠٠ رقم ٨٨٢.
محمد بن يزيد ، ثنا أحمد بن أبي أحمد ، ثنا محمد بن يزيد الواسطيّ ، أنا صدقة الدّقيقيّ ، عن أبي عمران الجونيّ ، عن أنس ، قال : «وقّت لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في تقليم الأظفار ، وقصّ الشارب ، وحلق العانة ، أربعين يوما» (١).
٢٩ ـ إبراهيم بن أيّوب الحورانيّ (٢) الزّاهد (٣).
روى عن : الوليد بن مسلم ، وحمزة بن ربيعة ، وسويد بن عبد العزيز ، وأبي سلمان الدّارانيّ ، وغيرهم.
وعنه : يعقوب الفسويّ ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وأحمد بن زبّان الكنديّ ، وغيرهم (٤).
__________________
(١) أخرجه مسلم في الطهارة (٢٥٨) باب خصال الفطرة ، والترمذي في الاستئذان والآداب (٢٩٠٧ :
باب : ما جاء في توقيت الأظفار وأخذ الشارب ، والنسائي في الطهارة ١ / ١٥ ، ١٦ باب التوقيت في ذلك (أي تقليم الأظفار ..) ، وابن ماجة في الطهارة (٢٩٥) باب : الفطرة ، وأحمد في المسند ٣ / ١٢٢ ، ٥٠٣ ، ٢٥٥.
وقال ابن عديّ : أحمد بن أبي أحمد ، وأبو أحمد والده يسمى محمد الجرجاني سكن حمص ، أحاديثه لبست بمستقيمة كأنه يغلط فيها. (الكامل ١ / ١٧٥) وذكر له حديثين منكرين هما : «عرّبوا العربيّ وهجّنوا الهجين» ، و «من أصاب تمرا فليفطر عليه وإلا فعلى الماء فإنه طهور» ، والأول يرويه أحمد الجرجاني عن : حمّاد بن خالد ، والثاني عن الربيع بن صبيح ، رواه ، ابن عديّ عن جعفر بن أحمد بن علي بن الغافقي.
قال ابن عديّ : وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلا عن جعفر هذا ، وجعفر ليس بذاك ، وأحمد بن أبي أحمد لا أدري هو هذا الجرجاني أو غيره. وما أدري أنّ عند هذا الجرجاني عن الربيع بن صبيح شيء ، ولم أجد لأحمد بن أبي أحمد غير هذين الحديثين. (الكامل ١ / ١٧٦).
وقال السهمي : «أحمد بن أبي أحمد الجرجاني سكن حمص ، واسم أبيه محمد. روى عن حمّاد بن خالد ، روى عنه : محمد بن عوف الحمصي ، وهنبل بن محمد بن يحيى الحمصي» ، وروى عن ابن عديّ حديث «عرّب العربية ، وهجّن الهجين».
قال محقّق هذا الكتاب خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» : لقد نصّ ابن عديّ ، والسهمي على أن الجرجاني سكن حمص ، فيما انفرد المؤلّف ـ رحمهالله ـ بقوله : نزيل أطرابلس الشام.
ولم أجد ابن عساكر يذكره في «تاريخ دمشق» ، ولهذا لم أذكره في كتابي «موسوعة العلماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» ، بالطبعة الأولى ١٤٠٤ ه. / ١٩٨٤ م.
(٢) في الأصل : «الحرّاني» ، وهو غلط ، والتصويب من مصادر ترجمته.
(٣) انظر عن (إبراهيم بن أيوب) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٨٨ رقم ٢١٩ ، والإكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٠٢ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤ / ١٣٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ١ / ٢١٣ ، ٢١٤ رقم ١٢.
(٤) وممّن روى عنه أيضا : سعد بن محمد قاضي بيروت ، وأحمد بن أبي الحواري.