شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٠٣
أبو السّمط. له صحبة ورواية. وروى أيضا عن عمر ، وسلمان الفارسيّ.
وعنه جبير بن نفير ، وكثيّر بن مرّة ، وجماعة.
قال البخاريّ (١) : كان على حمص ، وهو الّذي افتتحها. وكان فارسا بطلا شجاعا ، قيل : إنّه شهد القادسيّة (٢). وكان قد غلب الأشعث بن قيس على شرف كندة (٣). واستقدمه معاوية قبل صفّين يستشيره.
وقد قال الشّعبي : إنّ عمر استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن ، واستعمل أباه بالشام ، فكتب الى عمر : إنك تأمر أن لا يفرّق بين السّبايا وأولادهنّ ، فإنّك قد فرّقت بيني وبين ابني ، قال : فألحقه بابنه (٤).
قال يزيد بن عبد ربّه الحمصيّ : توفّي شرحبيل سنة أربعين (٥).
عليّ بن أبي طالب ع
عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. أمير المؤمنين أبو الحسن القرشي الهاشمي ، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية ، وهي بنت عمّ أبي طالب ، كانت من المهاجرات ، توفّيت في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالمدينة.
قال عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ ، عن عليّ : قلت لأمي اكفي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم سقاية الماء والذّهاب في الحاجة ، وتكفيك هي الطّحن والعجن (٦) ، وهذا يدلّ على أنّها توفّيت بالمدينة.
__________________
(١) في التاريخ الكبير ٤ / ٢٤٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٩٩ و ٣٠٠.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠١.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٠.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠١.
(٥) اختلف في تاريخ وفاته ، فقال احمد بن محمد بن عيسى البغدادي : توفي بسلمية سنة ست وثلاثين ، بلغني انه هاجر الى المدينة زمن عمر بن الخطاب ، وهذا وهم ، والصحيح ما قاله ابو نعيم الحافظ من أنه توفي سنة ثلاث وستين. ويقال : إنه مات سنة أربعين. انظر : تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٠.
(٦) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥١٧ عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ،
روى الكثير عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعرض عليه القرآن وأقرأه.
عرض عليه أبو عبد الرحمن السّلميّ ، وأبو الأسود الدّؤليّ ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وروى عن عليّ : أبو بكر ، وعمر ، وبنوه الحسن والحسين ، ومحمد ، وعمر ، وابن عمّه ابن عبّاس ، وابن الزّبير ، وطائفة من الصّحابة ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة بن قيس ، وعبيدة (١) السّلمانيّ ، ومسروق ، وأبو رجاء العطارديّ ، وخلق كثير.
وكان من السّابقين الأوّلين ، شهد بدرا وما بعدها ، وكان يكنى أبا تراب أيضا.
قال عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل (٢) ، إنّ رجلا من آل مروان استعمل على المدينة ، فدعاني وأمرني أن أشتم عليّا فأبيت ، فقال : أما إذا أتيت فالعن أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحبّ إليه منه ، إن كان ليفرح إذا دعي به. فقال له : أخبرنا عن قصّته لم سمّي أبا تراب؟ فقال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت فاطمة ، فلم يجد عليّا في البيت ، فقال : أين ابن عمّك؟ فقالت : قد كان بيني وبينه شيء فغاظني (٣) ، فخرج ولم يقل عندي ، فقال لإنسان : «اذهب انظر أين هو». فجاء فقال : يا رسول الله هو راقد في المسجد ، فجاءه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو مضطجع قد سقط
__________________
= باختلاف في الألفاظ ، والبلاذري (في ترجمة الإمام علي) ـ ص ٣٧ ، ٣٨ من طريق مظفر بن مرجا ، عن إبراهيم الفروي ، عن أبي معاوية الضرير ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري.
والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٥٦ بسندين عن الطبراني ، وقال : ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح.
(١) بفتح العين. وفي نسخة دار الكتب «عبيد» وهو تحريف.
(٢) هو سهل بن سعد.
(٣) في رواية مسلم «فغاضبني».
رداؤه عن شقّه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمسح عنه التّراب ويقول : «قم أبا تراب قم أبا تراب». أخرجه مسلم (١).
وقال أبو رجاء العطارديّ : رأيت عليّا شيخا أصلع كثير الشّعر ، كأنّما اجتاب (٢) إهاب شاة (٣) ، ربعة عظيم البطن ، عظيم اللّحية.
وقال سوادة بن حنظلة : رأيت عليّا أصفر اللّحية (٤).
وعن محمد بن الحنفيّة قال : اختضب عليّ بالحنّاء مرّة ثم تركه (٥).
[وعن الشّعبيّ قال : رأيت عليّا ورأسه ولحيته بيضاء ، كأنّهما (٦) قطن (٧)] (٨).
__________________
(١) في فضائل الصحابة (٢٤٠٩) باب من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، والبخاري في المناقب ٤ / ٢٠٨ باب مناقب علي بن أبي طالب ، وأنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي ـ ص ٩٠ رقم ٣) ، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي) رقم ٣٠ ـ ٣٣ ، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ٢٦١ ، وكنز العمال ١٥ / ٩٣ ، ومناقب أمير المؤمنين علي لابن المغازلي ٢٢ و ٢٣ رقم ٦ و ٧ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٥٤ ، ٥٥.
(٢) أي لبس. وفي رواية الطبراني «كأن بجانبه».
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٥ رقم ١٦١ من طريق يوسف بن حماد المعني ، عن وهيب بن جرير ، عن أبيه ، عن أبي رجاء العطاردي. وابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦ ، أنساب الاشراف ١١٨.
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦ من طريق الفضل بن دكين ، وعفان بن مسلم ، وسليمان بن حرب ، عن أبي هلال ، قال : حدّثني سوادة بن حنظلة القشيري ، والبلاذري (ترجمة علي) ص ١١٧.
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦ من طريق عبد الله بن نمير ، وأسباط بن محمد ، عن إسماعيل بن سليمان الأزرق ، عن أبي عمر البزّاز ، عن محمد بن الحنفية. وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٣٠٨.
(٦) في طبعة القدسي ٣ / ٣٧٨ «كأنها» والتصويب من طبقات ابن سعد.
(٧) أخرجه ابن سعد ٣ / ٢٧ من طريق إسرائيل ، عن جابر بن عامر قال : رأيت عليّا.
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب ، والاستدراك من النسخة (ع) ، ومنتقى ابن الملا ، ومنتقى الأحمدية.
وعن الشّعبيّ قال : رأيت عليّا أبيض اللّحية ، ما رأيت أعظم لحية منه ، وفي رأسه زغبات (١).
وقال أبو إسحاق : رأيته يخطب ، وعليه إزار ورداء ، أنزع (٢) ، ضخم البطن ، أبيض الرأس واللّحية (٣).
وعن أبي جعفر الباقر قال : كان عليّ آدم ، شديد الأدمة ، ثقيل العينين ، عظيمهما ، وهو إلى القصر أقرب (٤).
قال عروة : أسلم عليّ وهو ابن ثمان (٥).
وقال الحسن بن زيد بن الحسن : أسلم وهو ابن تسع (٦).
وقال المغيرة : أسلم وله أربع عشرة سنة. رواه جرير عنه. وثبت عن ابن عبّاس قال : أول من أسلم عليّ (٧).
وعن محمد القرظيّ قال : أوّل من أسلم خديجة ، وأوّل رجلين أسلما
__________________
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٤ رقم ١٥٧ من طريق عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ، عن أبي صالح الحراني ، عن وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي.
والزغبات : الشعرات الخفيفة. وانظر ابن سعد ٣ / ٢٥.
(٢) الأنزع : الّذي ينحسر شعر مقدّم رأسه مما فوق الجبين.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٣ رقم ١٥٣ و ١٥٤ و ١٥٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥ ، والبلاذري ١١٨.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٧ من طريق محمد بن عمر (الواقدي) ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي ..
والاستيعاب ٣ / ٥٧ وفيه «أدعج العينين» وتاريخ الطبري ٥ / ١٥٣ ، وذخائر العقبي ٥٧ ، وصفة الصفوة ١ / ٣٠٨ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥١٢ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٥.
(٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٥ رقم ١٦٢ من طريق ابن لهيعة ، والليث بن سعد ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير.
(٦) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢١ من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، عن الحسن بن زيد بن الحسن ..
(٧) الاستيعاب ٣ / ٣١.
أبو بكر ، وعليّ ، وإنّ أبا بكر أوّل من أظهر الإسلام ، وكان عليّ يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتّى لقيه أبو طالب فقال : أسلمت؟ قال : نعم ، قال : وازر ابن عمّك وانصره ، وأسلم عليّ قبل أبي بكر (١).
وقال قتادة إنّ عليّا كان صاحب لواء رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ، وفي كلّ مشهد (٢).
وقال أبو هريرة وغيره : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه». قال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، قال : فدعا عليّا فدفعها إليه ، وذكر الحديث (٣) ، [كما تقدّم في غزوة خيبر بطرقه] (٤).
وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الله ابن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر (٥) مع عليّ ، وكان عليّ يلبس ثياب الصّيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصّيف ، فقلت لأبي : لو سألته فسأله ، فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث إليّ وأنا ارمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد ، فتفل في عيني ، فقال : «اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد» ، فما وجدت حرّا ولا بردا منذ يومئذ (٦).
__________________
(١) الاستيعاب ٣ / ٢٩.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٣ من طريق عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ... ، البلاذري في أنساب الاشراف ٩٤ رقم ١٤.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي ٥ / ٧٦ ، ٧٧ باب غزوة خيبر ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ١١٠ من طريق عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، والبلاذري ٩٣ رقم ١١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٣٦ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٥٠٨ وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٢.
(٤) ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى الأحمدية ، ومنتقى ابن الملّا ، والنسخة (ع).
(٥) وفي رواية ابن المغازلي «يسير».
(٦) أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي ص ٦٥ ، ٦٦ رقم ١١٠ من طريق محمد بن
وقال جرير ، عن مغيرة ، عن أمّ موسى : سمعت عليّا يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجهي وتفل في عيني (١).
وقال المطّلب بن زياد ، عن ليث ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله ، إنّ عليّا حمل الباب على ظهره يوم خيبر ، حتّى صعد المسلمون عليه ففتحوها يعني خيبر ، وأنّهم جرّوه بعد ذلك ، فلم يحمله إلّا أربعون رجلا (٢). تفرّد به إسماعيل ابن بنت السّدّي ، عن المطّلب.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» (٣) : حدّثني عبد الله بن الحسن ، عن بعض أهله ، عن أبي رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم برايته ، فلمّا دنا من الحصن ، خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول عليّ بابا عند الحصن ، فتترّس به عن نفسه ، فلم يزل في يده ، وهو يقاتل : حتّى فتح الله علينا ، ثمّ ألقاه ، فلقد رأيتنا ثمانية نفر ، نجهد أن نقلب ذلك الباب ، فما استطعنا أن نقلبه.
وقال غندر : عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء ، وزيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ : «أنت منّي كهارون من موسى ، غير أنّك لست بنبيّ» (٤). ميمون صدوق.
__________________
= القاسم ، عن أحمد بن إسحاق الوراق ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن أبي ليلى ، وعن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي ليلى. وابن ماجة في المقدمة (١١٧) وأحمد في المسند ١ / ١٣٣.
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٧٨ و ٩٩ و ١٣٣.
(٢) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ٤٢ ، ٤٣ ، والمغازي للواقدي ٢ / ٦٥٥ ، وتاريخ الخلفاء ١٦٧.
(٣) رواية ابن إسحاق لم ترد في كتابه المطبوع من «السير والمغازي» ، وهي باختصار في «المغازي» للواقدي ٢ / ٦٥٥ عن أبي رافع ، وانظر : تاريخ الخلفاء للسيوطي ١٦٧.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤ ، ٢٥.
وقال بكير بن مسمار (١) ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ قال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول الله صلىاللهعليهوسلم [فلن أسبّه] (٢) ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ، وخلّف عليّا في بعض مغازيه ، فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتخلّفني مع النّساء والصّبيان! قال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي». أخرجه التّرمذي ، وقال : صحيح غريب (٣).
وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يوم خيبر : لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» ، فدفعها إليه ، ففتح الله عليه (٤).
ولمّا نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) (٥) ، دعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفاطمة ، وحسنا وحسينا فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلي» (٦). بكير احتجّ به مسلم.
وقال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ (٧) : ثنا إبراهيم بن مهاجر بن
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «مسبار» والتصويب من سنن الترمذي ، وغيره.
(٢) ما بين الحاصرتين مستدرك من «جامع الأصول» لابن الأثير.
(٣) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٠٨) وفيه زيادة ، وأخرجه ابن سعد ٣ / ٢٤ ، ٢٥ وأبو الحسين الكلابي في «المسند» وهو ملحق بكتاب «مناقب أمير المؤمنين علي» لابن المغازلي ـ ص ٢٧٦ رقم ٢٩ و ٣٠ ، وانظر : معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ـ ص ٢٤٠ ، ٢٤١ رقم ١٩٦ (بتحقيقنا) ـ الحاشية رقم (٥) ، وجامع الأصول ٨ / ٦٤٩ ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٤ / ٣٣) ، باب من فضائل علي بن أبي طالب.
(٤) أخرجه البخاري في المغازي ٥ / ٧٦ ، ٧٧ باب غزوة خيبر ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٤) / ٣٣) و ٢٤٠٥ و ٢٤٠٦ باب من فضائل علي بن أبي طالب ، والترمذي في المناقب (٣٨٠٨) ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ١١٠ عن طريق : عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٢ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٣٦ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٩٣ رقم ١١ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٥٠٨ ، وأحمد في المسند ١ / ٩٩.
(٥) سورة آل عمران ، الآية ٦١.
(٦) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٤ / ٣٣) ، والترمذي في المناقب (٣٨٠٨).
(٧) في النسخة (ع) «الخزامي» وهو تصحيف.
مسمار ، عن أبيه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : أما والله أشهد لقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعليّ يوم غدير خم (١) ، وأخذ بضبعيه : «أيّها النّاس من مولاكم»؟ قالوا : الله ورسوله ، قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٢) الحديث.
إبراهيم هذا ، قال النّسائيّ (٣) : ضعيف.
ويروى عن أنس أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لابنته فاطمة : «قد زوّجتك أعظمهم حلما ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما (٤)» وروى نحوه جابر الجعفيّ ـ وهو متروك (٥) ـ عن ابن بريدة (٦) عن أبيه.
وقال الأجلح الكنديّ ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «يا بريدة لا تقعنّ (٧) في عليّ فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي» (٨).
__________________
(١) غدير خمّ : بين مكة والمدينة عند الجحفة.
(٢) أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (١١٦) من طريق حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، وأحمد في المسند ١ / ١١٨ و ١١٩ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢ و ٣٧٣ و ٥ / ٣٧٠ بأسانيد مختلفة ، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي ـ ص ٣١ رقم ٢٣ و ٢٦ و ٢٧.
(٣) في الضعفاء والمتروكين ٢٨٣ رقم (٨).
(٤)
أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٢٦ من طريق خالد بن طهمان ، عن نافع بن أبي نافع ، عن معقل بن يسار .. في حديث طويل ، ولفظه : «أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما». وأخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» ٥ / ٤٩٠ رقم (٩٧٨٣) ، والبلاذري ١٠٤ رقم ٣٩.
(٥) هو جابر بن يزيد الجعفي. تركه يحيى بن سعيد ، واتّهم بالكذب. الضعفاء الصغير للبخاريّ ٢٥٥ رقم (٤٩).
(٦) في النسخة (ع) «أبي بريدة» والمثبت من نسخة دار الكتب أو غيره.
(٧) في نسخة دار الكتب «لا تقض» والمثبت من «مجمع الزوائد» وبقيّة النسخ.
(٨) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٦) من حديث طويل من طريق يزيد الرشك ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، والهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ١٢٨ وقال : رواه الترمذي =
وقال الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كنت وليّه فعليّ وليّه» (١).
وقال غندر : حدّثنا شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه (٢)». هذا حديث صحيح.
وقال أبو الجوّاب : ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم مجنّبتين (٣) على إحداهما عليّ ، وعلى الآخرة خالد بن الوليد ، وقال : «إذا كان قتال فعليّ على النّاس» ، فافتتح عليّ حصنا ، فأخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد في ذلك ، فلمّا قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكتاب قال : «ما تقول في رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قلت : أعوذ بالله من غضب الله.
أبو الجوّاب ثقة ، أخرجه التّرمذيّ (٤) ، وقال : حديث حسن.
__________________
= باختصار. رواه احمد والبزّار باختصار وفيه الأجلح الكندي ، وثقه ابن معين وغيره ، وضعّفه جماعة ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
(١) أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي (رضياللهعنه) ٣١ رقم ٢٥ من طريق الباغندي ، عن وهبان ، عن خالد بن عبد الله ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، و ٣٢ ، ٣٣ ـ رقم ٢٨ بالسند الّذي أورده المؤلّف ، و ٣٥ رقم ٣٥ بالسند نفسه.
(٢) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٧) ، وابن ماجة في المقدّمة (١٢١) من طريق : موسى بن مسلم ، عن ابن سابط عبد الرحمن ، عن سعد بن أبي وقاص ، وأحمد في المسند ١ / ٨٤ و ١١٨ و ١١٩ و ١٥٢ و ٣٣١ و ٤ / ٢٨١ و ٢٦٨ و ٢٧٠ و ٢٧٢ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٦٦ و ٤١٩ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ من حديث بريدة. وقال : حديث صحيح على شرط مسلم.
(٣) مجنّبة الجيش : هي التي تكون في الميمنة والميسرة ، وهما مجنّبتان ـ بكسر النّون ـ وقيل : هي الكتيبة التي تأخذ إحدى ناحيتي الطريق ، (النهاية). وفي منتقى الأحمدية ، ع (جيشين) عوض (مجنّبتين) وهو تحريف.
(٤) في المناقب (٣٨٠٩).
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح بن عبد الله بن محمد. (ح).
وأخبرنا يحيى بن أبي منصور ، وجماعة إجازة (١) قالوا : أنا أبو الفتوح محمد بن عليّ بن الجلاجليّ قالا : أنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب ، أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقور ، ثنا عيسى بن عليّ بن الجرّاح إملاء سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عليّ منّي وأنا من عليّ ، لا يؤدّي (٢) عنّي إلّا أنا أو هو». رواه ابن ماجة (٣) عن سويد ، ورواه الترمذي ، عن إسماعيل بن موسى ، عن شريك ، وقال : صحيح (٤) غريب ، ورواه يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن جدّه. أخرجه النّسائيّ في الخصائص (٥).
وقال جعفر بن سليمان الضّبعيّ : ثنا يزيد الرّشك ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريّة ، واستعمل عليهم عليّا ، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزوا ، أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يأتوا رحالهم ، فأخبروه بمسيرهم ، فأصاب عليّ جارية فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنخبرنّه ، قال : فقدمت السّريّة فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبروه بمسيرهم ، فقام إليه أحد الأربعة فقال : يا رسول الله قد أصاب عليّ جارية ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثاني فقال : صنع كذا وكذا ، فأعرض
__________________
(١) «إجازة» مستدركة من النسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية.
(٢) في نسخة دار الكتب مهملة من النقط ، والتصويب من سنن الترمذي.
(٣) في المقدّمة (١١٩).
(٤) الترمذي في المناقب (٣٨٠٣) وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح. وانظر : معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ٢٧٨ رقم ٢٣٥.
(٥) ص ٦١ رقم (٢٣).
عنه ، ثمّ الثالث كذلك ، ثمّ الرابع ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم مغضبا فقال : «ما تريدون من عليّ ، عليّ منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي». أخرجه أحمد في «المسند» (١) والتّرمذي (٢) ، وحسّنه ، والنّسائيّ.
وقالت زينب بنت كعب بن عجرة ، عن أبي سعيد قال : اشتكى النّاس عليّا ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا خطيبا ، فقال : «لا تشكوا عليّا ، فو الله إنّه لأخيشن (٣) في ذات الله ـ أو في سبيل الله» (٤). رواه سعد بن إسحاق ، وابن عمّه سليمان بن محمد أبو كعب ، عن عمّتهما.
ويروى عن عمرو بن شاس الأسلميّ : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من آذى عليّا فقد آذاني» (٥).
وقال فطر (٦) بن خليفة ، عن أبي الطّفيل قال : جمع عليّ النّاس في الرّحبة ، ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لمّا قام ، فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال للنّاس : «أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : «من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٧) ثمّ قال لي زيد بن أرقم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ذلك له.
__________________
(١) ١ / ٣٣١ و ٤ / ٤٣٨ و ٥ / ٣٥٦ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ ، ١١١.
(٢) في المناقب (٣٧٩٦) وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان.
(٣) أخيشن : تصغير الأخشن للخشن. على ما في النهاية لابن الأثير. وفي نسخة دار الكتب «لأخشن» ، والمثبت من نسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٨٦ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٨ ، والحاكم ٣ / ١٣٤.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٨٣.
(٦) في نسخة دار الكتب «مطر» ، والمثبت من النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٤.
(٧) مرّ تخريج هذا الحديث في الصفحة ٦١٨ حاشية رقم (٢).
قال شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطّفيل يحدّث عن أبي سريحة (١) ـ أو زيد بن أرقم ، شكّ شعبة ـ عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه». حسّنه التّرمذيّ (٢) ولم يصحّحه لأنّ شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم نحوه ، والظّاهر أنّه عند شعبة من طريقين ، والأوّل رواه بندار ، عن غندر ، عنه.
وقال كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ يوم غدير خمّ «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٣).
وروى نحوه يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنّه سمع عليّا ينشد النّاس في الرّحبة. وروى نحوه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ، من حديث سماك بن عبيد ، عن ابن أبي ليلى ، وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر (٤) في ترجمة عليّ يصدّق بعضها بعضا.
وقال حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، وأبي هارون ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت شجرتين ، ونودي في النّاس : (الصّلاة جامعة) ، ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا فأخذ بيده ، وأقامه عن يمينه ، فقال : «ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا : بلى ، فقال (٥) : «فإنّ هذا مولى من أنا مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». فلقيه عمر بن
__________________
(١) في منتقى أحمد الثالث «ابن سريحة» ، والمثبت من نسخة دار الكتب ، وتقريب التهذيب.
(٢) في المناقب (٣٧٩٧). وأبو سريحة هو : حذيفة بن أسيد صاحب النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(٣) انظر الحاشية رقم (١) من هذه الصفحة.
(٤) انظر ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر ، بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ الحديث رقم (٢٤٨) وما بعده.
(٥) في طبعة القدسي ٣ / ٣٨٤ «فقالوا» وهو وهم.
الخطّاب فقال : هنيئا لك يا عليّ ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١).
ورواه عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن عليّ بن زيد.
وقال عبيد الله بن موسى ، وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السّدّيّ قال : ثنا أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أطيار ، فقسّمها ، وترك طيرا فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك [يأكل معي] (٢)» فجاء عليّ ، وذكر حديث الطّير (٣). وله طرق كثيرة عن أنس متكلّم فيها ، وبعضها على شرط السّنن ، من أجودها حديث قطن بن نسير (٤) شيخ مسلم ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنّى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حجل مشويّ فقال : «اللهُمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». وذكر الحديث (٥).
وقال جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحبّ النّساء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة ، ومن الرّجال عليّ. أخرجه التّرمذيّ (٦) وقال : حسن غريب.
__________________
(١) أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (١١٦) ، وليس فيه قول عمر رضياللهعنه ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٨١ وفيه الحديث بنصّه كاملا.
(٢) ما بين الحاصرتين مستدرك من سنن الترمذي.
(٣) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٠٥) وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه ، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس. والسّدّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن ، وقد أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن عليّ.
(٤) في نسخة دار الكتب ومنتقى الأحمدية «بشير» ، والتصحيح من تقريب التهذيب ٢ / ١٢٦.
(٥) رواه ابن المغازلي ، رقم ٢٠٥ ، وانظر أنساب الأشراف ١٤٢ ـ ١٤٤ الحاشية رقم (٤) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٠ ، ١٣١.
(٦) في المناقب (٣٩٦٠) باب ما جاء في فضل فاطمة رضياللهعنها. وقال : قال إبراهيم (بن سعيد الجوهري) : يعني من أهل بيته. هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن أبي عبد الله الجدليّ قال : دخلت على أمّ سلمة ، فقالت لي : أيسبّ فيكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم! قلت : معاذ الله قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من سبّ عليا فقد سبّني». رواه أحمد في «مسندة» (١).
وقال الأعمش ، عن عديّ بن ثابت ، عن زرّ ، عن عليّ قال : إنّه لعهد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق». أخرجه مسلم (٢) ، والترمذيّ (٣) وصحّحه.
وقال أبو صالح السّمان ، وغيره ، عن أبي سعيد قال : إن كنّا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّا (٤).
وقال أبو الزّبير ، عن جابر قال : ما كنّا نعرف منافقي هذه الأمّة إلّا ببغضهم عليّا (٥).
قال المختار بن نافع ـ أحد الضعفاء ـ ثنا أبو حيّان (٦) التّيميّ ، عن أبيه ، عن عليّ قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله أبا بكر ، زوّجني
__________________
(١) ٦ / ٣٢٣ ، والترمذي في المناقب (٣٨٠١) من طريق المساور الحميري ، عن أمّه. والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢١.
(٢) في الإيمان رقم (٧٨) باب الدليل على أنّ حب الأنصار وعليّ رضياللهعنهم من الإيمان.
(٣) في المناقب (٣٧٣٧) ، والنسائي في الإيمان ٨ / ١١٧ باب علامة المنافق ، وابن ماجة في المقدّمة (١١٤) ، وابن المغازلي ـ ص ١٣٧ رقم (٢٢٥) و (٢٢٦) ، والبلاذري في أنساب الأشراف ـ ص ٩٧ رقم (٢٠) ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) ـ ص ٢٣٧ رقم (١٩٢) ، وترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق ٢ / ١٩٠ وما بعدها ، وانظر التخريجات التي ذكرها الشيخ محمد باقر المحمودي في تحقيقه ، ومسند أحمد ١ / ٨٤ و ٩٥
(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٠٠) من طريق جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ. وقال : هذا حديث غريب. وقد تكلّم شعبة في أبي هارون العبديّ ، وقد روي هذا عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد.
(٥) الاستيعاب ٣ / ٤٦ ، ٤٧.
(٦) في النسخ «أبو عثمان» ، والتصويب من سنن الترمذي.
ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة ، وأعتق بلالا. رحم الله عمر ، يقول الحقّ ، وإن كان مرّا ، تركه الحقّ وما له من صديق. رحم الله عثمان ، تستحييه الملائكة. رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار». أخرجه التّرمذيّ (١) وقال : غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
وقال الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن الحارث ، عن عليّ قال : يهلك فيّ رجلان ، مبغض مفتر ، ومحبّ مطر (٢).
وقال يحيى الحمّاني : ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر (٣) ، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة قالت : كنت قاعدة مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، إذ أقبل عليّ فقال : «يا عائشة هذا سيّد العرب» قلت : يا رسول الله ، ألست سيّد العرب؟ قال : «أنا سيّد ولد آدم ، وهذا سيّد العرب» (٤). وروي من وجهين مثله ، عن عائشة. وهو غريب.
قال أبو الجحّاف ، عن جميّع بن عمير التّيميّ قال : دخلت مع عمّتي على عائشة ، فسئلت : أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرّجال ، فقالت : زوجها ، إن كان ما علمت صوّاما قوّاما. أخرجه التّرمذيّ (٥) وقال : حسن غريب.
__________________
(١) في المناقب (٣٧٩٨).
(٢) الاستيعاب ٣ / ٣٧ وانظر نهج البلاغة ٣ / ٣٠٦ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٣٧٢ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٠ / ٥.
(٣) في نسخة دار الكتب «أبي بشير» ، والتصويب من منتقى الأحمدية ، والنسخة (ع) وتهذيب التهذيب ١١ / ١١٦ ، والمناقب لابن المغازلي.
(٤) المناقب لابن المغازلي ١٤٨ رقم (٢٥٩) وانظر رقمي (٢٥٧) و (٢٥٨) ، والحاكم ٣ / ١٢٤ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٣.
(٥) في المناقب (٣٩٦٥) باب من فضل فاطمة رضياللهعنها. وأبو الجحّاف هو داود بن أبي عوف.
قلت : (جميع) كذّبه غير واحد (١).
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى نخيل امرأة من الأنصار ، فقال : «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» فطلع أبو بكر ، فبشّرناه ، ثمّ قال : يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» فطلع عمر ، فبشّرناه ، ثمّ قال : «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» وجعل ينظر من النّخل ويقول : «اللهمّ إن شئت جعلته عليّا». فطلع عليّ رضياللهعنه. حديث حسن (٢).
وعن سعيد بن زيد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أثبت حراء فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد» وعليه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ. وذكر بقيّة العشرة (٣).
وقال محمد بن كعب القرظي : قال عليّ : لقد رأيتني مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنّي لأربط الحجر على بطني من الجوع ، وإنّ صدقة مالي لتبلغ اليوم أربعين ألفا. رواه شريك ، عن عاصم بن كليب ، عنه. أخرجه أحمد في «مسندة» (٤).
__________________
(١) قال ابن حبّان : رافضيّ يضع الحديث. (المجروحين ١ / ٢١٨) ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث من عتق الشيعة. (الجرح والتعديل ٢ / ٥٣٢) وقال البخاري : فيه نظر (التاريخ الكبير ٢ / ٤٤٢) وانظر : الكامل لابن عدي ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٢١ ، والكشف الحثيث ١٢٨ رقم ٢٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٣ ، وديوان الضعفاء والمتروكين للمؤلف ـ ص ٤٦ ـ طبعة مكة ١٣٨٧ ه. وغيره.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٦ وهو صحيح الإسناد. ولم يخرجاه.
(٣) فضائل الصحابة ، لخيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (مخطوطة الظاهرية) ٣ (ورقة ١٠٥ أ). نشرناها ضمن كتابنا «من حديث خيثمة ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ببيروت ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م. ـ ص ٩٥ ، وانظر روايات أخرى للحديث في الحاشية رقم (١٤) من الكتاب.
(٤) ١ / ١٥٩ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨٥ ، ٨٦ وأحمد في الزهد ١٦٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٣ وقال : رواه كله أحمد ، ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله النخعي ، وهو حسن الحديث ، ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي.
وعن الشّعبيّ قال : قال عليّ : ما كان لنا إلّا إهاب كبش ننام على ناحيته ، وتعجن فاطمة على ناحيته ، يعني ننام على وجه ، وتعجن على وجه.
وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ ، عن عليّ قال : بعثني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، وأنا حديث السنّ ، ليس لي علم بالقضاء ، فضرب صدري وقال : اذهب فإنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد (١).
وقال الأعمش عن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه قال : خطبنا عليّ فقال : من زعم أنّ عندنا شيئا نقرؤه إلّا كتاب الله وهذه الصّحيفة ، وفيها أسنان الإبل وشيء من الجراحات ، فقد كذب.
وعن سليمان الأحمسيّ ، عن أبيه قال : قال علي : والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا ناطقا (٢).
وقال محمد بن سيرين : لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبطأ عليّ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟! فقال : لا ، ولكن آليت لا أرتدي بردائي إلّا إلى الصلاة ، حتّى أجمع القرآن ، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله (٣) فقال محمد : لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم (٤).
__________________
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٣٧ ، وأحمد في المسند ١ / ٨٨ و ١٣٦ والحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٥ وقال صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، والنويري في نهاية الأرب ٢٠ / ٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ، حلية الأولياء ١ / ٦٧ ، ٦٨.
(٣) في نسخة دار الكتب «نزيله».
(٤) حلية الأولياء ١ / ٦٧ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ، نهاية الأرب ٢٠ / ٨ ، ٩ ، الاستيعاب ٣ / ٣٦ ، ٣٧.
وقال سعيد بن المسيّب : لم يكن أحد من الصّحابة يقول : «سلوني» إلّا عليّ (١).
وقال ابن عبّاس : قال عمر : عليّ أقضانا ، وأبيّ أقرؤنا (٢).
وقال ابن مسعود : كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ (٣).
وقال ابن المسيّب ، عن عمر قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن (٤).
وقال ابن عبّاس : إذا حدّثنا ثقة بفتيا عن عليّ لم نتجاوزها (٥).
وقال سفيان عن كليب ، عن جسرة ، قالت : ذكر عند عائشة صوم عاشوراء ، فقالت : من يأمركم بصومه؟ قالوا : عليّ قالت : أما إنّه أعلم من بقي بالسّنّة (٦).
وقال مسروق : انتهى علم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عمر ، وعليّ ، وعبد الله (٧).
وقال محمد بن منصور الطّوسيّ : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الفضائل ما ورد لعليّ (٨).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ١٧١ ، الاستيعاب ٣ / ٤٠ و ٤١.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٩ ، حلية الأولياء ١ / ٦٥ ، نهاية الأرب ٢٠ / ٦ ، الاستيعاب ٣ / ٣٩ و ٤١.
(٣) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ١٣٥ وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، نهاية الأرب ٢٠ / ٦.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٩ ، تاريخ الخلفاء ١٧١ ، الاستيعاب ٣ / ٣٩.
(٥) في طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ «لا نعدوها» ، وتاريخ الخلفاء ١٧١ ، الاستيعاب ٣ / ٤٠.
(٦) تاريخ الخلفاء ١٧١ ، الاستيعاب ٣ / ٤٠.
(٧) تاريخ الخلفاء ١٧١.
(٨) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٧ ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن ، فذكر قصّة الشّورى ، فلمّا خرجوا من عنده قال عمر : إن يولّوها الأصيلع (١) يسلك بهم الطّريق المستقيم ، فقال له ابنه عبد الله فما يمنعك؟! ـ يعني أن تولّيه ـ قال : أكره أن اتحمّلها حيّا وميتا (٢).
وقال سفيان الثّوريّ ، عن الأسود بن قيس ، عن سعيد بن عمرو (٣) ، قال : خطبنا عليّ فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يعهد إلينا في الإمارة شيئا ، ولكن رأي (٤) ، رأيناه ، فاستخلف أبو بكر ، فقام واستقام ، ثمّ استخلف عمر ، فقام واستقام ، ثمّ ضرب الدّين بجرانه (٥) ، وإنّ أقواما طلبوا الدنيا ، فمن شاء الله أن يعذّب منهم عذّب ، ومن شاء أن يرحم رحم (٦).
وقال عليّ بن زيد بن جدعان ، عن الحسن ، عن قيس بن عبّاد قال : سمعت عليّا يقول : والله ما عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهدا إلّا شيئا عهده إلى النّاس ، ولكنّ النّاس وقعوا في عثمان فقتلوه ، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا منّي ، ثمّ إنّي رأيت أنّي أحقّهم بهذا الأمر ، فوثبت عليه ، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا.
قرأت على أبي الفهم بن أحمد السّلميّ ، أخبركم أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه سنة سبع عشرة وستمائة ، أنبأ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ،
__________________
(١) في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية «الأجيلح» ، والمثبت من الاستيعاب ٣ / ٦٤ وغيره.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤٢ وفيه «الأجلح».
(٣) في نسخة دار الكتب «سعيد بن عمرة» ، وفي النسخة (ح) والمنتقى لابن الملّا «سعد بن عمرو».
(٤) «رأي» ساقطة من نسخة دار الكتب ، والاستدراك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى الأحمدية ، وابن الملا.
(٥) الجران باطن العنق ، يعني قرّ قراره واستقام ، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض.
(٦) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١١٤ وقال : عن الأسود بن قيس ، عن رجل ، عن علي.
أنبأ مالك بن أحمد سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، ثنا عليّ بن محمد بن عبد الله المعدّل إملاء سنة ستّ وأربعمائة ، ثنا أبو عليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة (١) ، ثنا عبد الله بن روح ، ثنا شبابة ، ثنا أبو بكر الهذليّ ، عن الحسن قال : لمّا قدم عليّ البصرة قام إليه ابن الكوّاء ، وقيس بن عبّاد فقالا له : ألا تخبرنا عن مسيرك هذا الّذي سرت فيه ، تتولّى على الأمّة ، تضرب بعضهم ببعض ، أعهد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهده إليك ، فحدّثنا فأنت الموثوق المأمون على ما سمعت ، فقال : أمّا أن يكون عندي عهد من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في ذلك فلا ، والله إن كنت أوّل من صدّق به ، فلا أكون أوّل من كذب عليه ، ولو كان عندي من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عهد في ذلك ، ما تركت أخا بني تيم (٢) بن مرّة ، وعمر بن الخطّاب يقومان على منبره ، ولقاتلتهما بيدي ، ولو لم أجد إلّا بردي هذا ، ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يقتل قتلا ، ولم يمت فجأة ، مكث في مرضه أيّاما وليالي ، يأتيه المؤذّن فيؤذّنه بالصّلاة ، فيأمر أبا بكر فيصلّي بالنّاس ، وهو يرى مكاني ، [ثمّ يأتيه المؤذّن فيؤذّنه بالصّلاة ، فيأمر أبا بكر فيصلّي بالنّاس ، وهو يرى مكاني] (٣) ، ولقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى وغضب وقال : «أنتنّ صواحب يوسف ، مروا أبا بكر يصلّي (٤) بالنّاس».
فلمّا قبض الله نبيّه ، نظرنا في أمورنا ، فاخترنا لدنيانا من رضيه نبيّ الله لديننا. وكانت الصّلاة أصل الإسلام ، وهي أعظم الأمر (٥) ، وقوام الدّين.
__________________
(١) في نسخة الدار (عليّ بن الفضل بن خزيمة بن عبد الله) والتصحيح من منتقى الأحمدية ، و (ع) و (ح) وتذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٩٨ حيث سمّاه (أبو علي أحمد بن الفضل بن العبّاس بن خزيمة).
(٢) في نسخة الدار (تميم) ، والتصحيح من منتقى الأحمدية ، ومنتقى ابن الملّا و (ح) ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ١٧٧ وهو يعني أبا بكر الصّديق رضياللهعنه.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. وكذلك في تاريخ الخلفاء ١٧٧ ، والاستدراك من بقيّة النسخ.
(٤) في طبعة القدسي ٣ / ٣٩٠ «يصل».
(٥) في تاريخ الخلفاء ١٧٧ «وهي أمير الدين».