تراثنا ـ العددان [ 73 و 74 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 73 و 74 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٦

أوّلها : «اعلم حفظك الله أنّ أُصول الخصومات معروفة ، وأبوابها مشهورة ...».

نسخـة بخطّ بهاء الدين محمّـد بن محمّـد القارىَ ، كتبها بخطّ نسخ جيّد على هامش مجموعة كلّها بخطّه ، كتبها سنة ١٠٧٣ ، رقم ٣٧.

(٧٤٩)

الرسالة الحرفية

للسيّد الشريف الجرجاني ، علي بن محمّـد ، المتوفّى سنة ٨١٦.

أوّلها : «اعلم أنّ نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى محسوساتها ...».

نسخـة بخطّ شيخ علي بن محمّـد خان الرشتي اللاهيجي ، بآخر مجموعة كلّها بخطّه ، فرغ منها ١٤ محرّم سنة ١٢٦٧ ، رقم ١٤٩.

نسخـة القرن العاشر ، بأوّل المجموعة رقم ١٥٠٠.

(٧٥٠)

رسالة حسنية

فارسـية.

نسخـة بخطّ نسخ جيّد ، بخطّ محمّـد الملقب : «آقا بابا» ، فرغ منها في ٢٧ ربيع الأوّل سنة ١٢٢٨ ، بأوّل مجموعة رقم ١٢٩٤.

نسخـة بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتبها محمّـد علي بن محمّـد الآشتياني ، وفرغ منها سنة ١٢٥٨ ، بأوّلها لوحة ، وفي طرفيها أشعار فارسية ، في ٧٥ ورقة ، رقم ٣٤٩.

٢٦١

(٧٥١)

رسالة حسنية الجارية

وهي مناظرة علمية ، ناظرت فيها جارية تسمّى : «حسنية» مع إبراهيم النظّام النيسابوري على عهد هارون الرشيد في بلاطه وبحضرته ، وهي بأُسلوب روائي.

نسبها في رياض العلماء إلى الشيخ أبو الفتوح الرازي ، من أعلام القرن السادس ..

ثمّ إنّ المولى إبراهيم عثر على نسختها في دمشق عام ٩٥٨ ، فحملها إلى إيران وترجمها إلى الفارسية ، والترجمة الفارسية مشهورة متداولة ، مطبوعة مع حلية المتّقين للعلاّمة المجلسي مراراً عديدة ..

وأمّا النصّ العربي فهذه أوّل نسخة منه أعثر عليها ، على أنّه مختصر ملخّص وليس الموجود كلّه ؛ فإنّ الترجمة الفارسية أطول من هذا بكثير.

نسخـة بخطّ العلاّمة السـيّد عبـد الحي بن عبـد الرزّاق الرضوي الكاشاني ، كتبها سنة ١١٤٥ ، وهي ناقصة الورقة الأُولى والموجود ٤ أوراق ، بأوّل المجموعة رقم ٣٧.

(٧٥٢)

الرسالة الخلافية

رسالة فقهية فارسية فتوائية.

للمحقّق السبزواري ، المولى محمّـد باقر بن محمّـد مؤمن السبزواري ، المتوفّى سنة ١٠٩٠.

٢٦٢

كتبها للشاه عبّـاس الصفوي الثاني ، وهي في مقدّمة في معرفة الله ، ثمّ أبواب العبادات إلى الاعتكاف.

نسخـة بخطّ محمّـد باقر بن محمّـد قلي السبزواري ، فرغ منها في ١١ جمادى الأُولى سنة ١١٢٩ ، تقع في ١٠٣ أوراق ، مقاسها ١٢ * ٣ / ١٨ ، تسلسل ٦٢٢.

(٧٥٣)

رسالة دهدار

أوّلها : «وقت اين نمود بى بود در بيان تنزلات حضرت وجود در مراتب موجود بطريق اجمال گره از رشته مقال چنين گشود كه بموجب : (كنت كنزاً ...) واين ضعيف از قدوة العرفاء المتأخّرين شيخ محمّـد چشتى قدس سره شنيده ...».

جاء في آخرها : «تمّت هذه الفوائد بعون الله وتوفيقه».

نسخـة بخطّ فارسي جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، بأوّل مجموعة من رسائله ، رقم ٢٠٠٥.

(٧٥٤)

الرسالة الذهبية

في الطبّ

[مشهورة بـ : طبّ الاِمام الرضا عليه السلام ، يقال أنّه كتبها للمأمون العبّـاسي ، وهي في تعليم حفظ صحّة البدن وتدبيره بالأغذية والأشربة والألبسة والأدوية الصالحة والفصد والحجامة والسواك والحمّام والنورة ،

٢٦٣

وغير ذلك.

قيل : إنّه أوّل كتاب دوّن في الاِسلام في علم الطبّ وحفظ صحّة الأبدان ، ولكونه كذلك ؛ فقد قدّره المأمون وقرّضه وأمر بكتابته بماء الذهب وسمّاه بـ : الذهبية. الذريعة ١٠ / ٤٦ رقم ٢٦٦.]

نسخـة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّـد علي بن محمّـد صالح بن علي الشيباني الشيرازي المكّي في مكّة المكرّمة على هامش المجموعة رقم ٣٧ ، وفرغ منها ليلة ٢٧ شهر رمضان سنة ١٠٧٣.

(٧٥٥)

الرسالة الروحية

في : الروح ، والنفس وأقسامها ، والعقل ، والحياة ومعانيها ، والفروق بينها ..

تنسب إلى سلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي ، محمّـد بن محمّـد ابن الحسن الطوسي ، المتوفّى سنة ٦٧٢.

نسخـة ضمن مجموعة من رسائل الشيخ أحمد الأحسائي ، كتبت سنة ١٢٣٤ ، برقم ٢٣١.

(٧٥٦)

الرسالة السهوية

للشيخ المفيد أبي عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن النعمان المفيد ، المتوفّى سنة ٤١٣.

كتبها في مبحث سهو النبيّ صلى الله عليه وآله ، واستدلّ على نفي ذلك ، وردّ فيه

٢٦٤

على الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة ٣٨١.

نسخـة بخطّ هذا الجاني عبـد العزيز بن جواد الطباطبائي اليزدي ، كتبتها في سامراء في مكتبة المرحوم الحجّة ميرزا محمّـد الطهراني في رجب عام ١٣٦٨ ، وهي ضمن مجموعة أوّلها نفحات اللاهوت للمحقّق الكركي ، تسلسل ٧٨٧.

(٧٥٧)

رسالة عرفان

«فوائد سعد الدين الكاشغري»

فارسية ، عرفانية.

نسخـة ضمن مجموعة من رسائل المولى عبـد الرحمن الجامي ، بخطّ فارسي جميل ، تاريخها سنة ٨٨١ ، رقمها ١٤٨٢.

(٧٥٧)

رسالة عرفانية

أوّلها :

«أقول وروح القدس ينفث في نفسي

فإنّ وجود الحقّ من عدد خمس

اعلم أنّ العوالم الكلّية خمسة : الأوّل : عالم اللاهوت ...».

وهي فارسية ممزوجة بالعربية.

نسخـة ضمن مجموعة عرفانية ، بخطّ الخطّاط إسماعيل المراغي ،

٢٦٥

والمجموعة كانت في خزانة صدر السلطنة ، رقم ١٥١٥.

(٧٥٩)

رسالة عرفانية

رسالة عرفانية فلسفية فارسية.

للحكيم العارف غياث الدين حسام الدين بن يحيى اللاهيجاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ظاهراً ؛ إذ أنّها ضمن مجموعة رسائل كلّها له بخطّ كاتب واحد.

أوّله : «بر رأى اولوا الالباب مخفي وپوشيده نخواهد بود كه اصحاب ايقان وارباب عرفان بسا مراتب حقايق را در لباس مثال وجلباب خيال ...».

أدرج فيها أُسطورة مصري يسمّى : ماهان ، وشرح الأُسطورة شرحاً فلسفياً ، وهي نظير قصّة حي بن يقظان.

نسخـة بآخر مجموعة من رسائل حسام الدين بن يحيى اللاهيجي ، والظاهر أنّ هذا أيضاً له ، وكلّها بخطّ الشيخ محمّـد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه من تلامذة المؤلّف ، فرغ من كتابة بعضها سنة ١٠٩٠ ، وهي ناقصة الآخر ، رقم ٥٦٦.

(٧٦٠)

رسالة عرفانية

فارسية.

أوّلها : «مشهود راى محبت اقتضا انكه صاحب رأى صائب وفكر

٢٦٦

ثاقب كه ديده بصيرتش بكحل الجواهر تأييد ربانى يافته واشعه نيّر توفيق بر منظر انتباه ومطرح استشعارش تافته داند وبنيه كه غرض تنزل غيب هويت بعالم شهود تحقق وجود انسان است ...».

نسخـة بخطّ نسخ جيّد جميل ، بآخر مجموعة عرفانية ، كتابة القرن الثالث عشر ، رقم ٧٠٨.

(٧٦١)

الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية

في العلوم الغريبة ، في عشرين باباً.

نسخـة ناقص من أوّلها ورقة ، وتاريخها سنة ١١٣٣ ، وعليها بعض الحواشي للسـيّد محمّـد علي الفسوي الحسيني بخطّه ، ومعها مفتاح المنجّمين ، رقم ١٣٢٠.

(٧٦٢)

الرسالة الفخـرية في معرفة النيّة

تأليف : فخر المحقّقين ، الشيخ فخر الدين أبو طالب محمّـد بن الحسن بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٧١.

كتبها لبعض الأجلّة.

نسخـة بآخر كتاب المقنعة للشيخ المفيد ، ومعها : «رسالة في الكبائر» ، وهي غير مؤرّخة إلاّ أنّها من كتابة القرن العاشر ، وصحّحها بعض أعلام القرن الحادي عشر ، وكتب في آخرها : «تمّ يوم الأحد الثاني عشر

٢٦٧

من شهر شعبان من شهور سبع وسبعين بعد الألف من الهجرة ، على الهاجر مائة ألف تحية» ..

في ٩ أوراق ، بقطع ٥ / ١٤ * ٢٥ ، تسلسل ٦٤١.

وللمولى محمّـد جعفر الشريعتمدار الاسترآبادي ، المتوفّى سنة ١٢٦٣ ، كتاب الاِشارات إلى كيفية النيّة في العبادات.

(٧٦٣)

رسالة فلسفية

فارسية.

أوّلها : «حمد بى حد مرا حدى را كه گرد ثنويت گرديد پرده عزت وحدش راه نيافته ... وبر آل واصحاب كرام ... اما بعد بدانكه همچنانكه تمايز علوم باعتبار تمايز موضوعاتست همچنين شرافت علم ومعرفت نيز باعتبار شرافت معلومات ومعرفاتست بى علم حكمت الهى ... ودر آن علم بسائلى عزيزى از محرر اين رساله سلطان حسين گيلانى نور بصريه التماس تحرير آن ان نموده است ... مرتب بر ده فصل گردانيد ... فصل اول در اثبات واجب الوجود بالذات ، فصل دوم در اثبات توحيد ، فصل سوم در اثبات انكه از واحد از جميع جهات ... فصل چهارم در بيان انكه صادر اول حادث بالذات است ، فصل پنجم در بيان كيفية صدور ممكنات ، فصل ششم در بيان عدد عقول ، فصل هفتم در اثبات احتياج معلول در بقاء ...».

وهو من أصحابنا ؛ ينقل عن صدر الدين الشيرازي ، وعن صاحب المدارك.

٢٦٨

نسخـة ناقصة من آخرها ورقة أو اكثر ، كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم ١٩٧١.

(٧٦٤)

رسالة في الاجتهاد والتقليد

للشيخ عبـد اللطيف بن علي الجامعي.

أوّله : «أمّا بعد حمد الله على نواله ، والصلاة على أشرف رسله سيّدنا محمّـد وآله ...».

وهو نقد لكلامٍ للشيخ حسن نجل الشهيد الثاني ـ صاحب المعالم ـ في مبحث الاجتهاد والتقليد.

نسخـة كتبها أحمد بن حاجي محمّـد ، فرغ منها في عصر يوم الأحد تاسـع عشـر شـوّال سـنة ١٠٩٤!؟ [كذا في الأصل] ، ضمن المجموعة رقم ٦٢٧.

(٧٦٥)

رسالة في الاحتكار

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّـد تقي الغروي الأُردوبادي النجفي ، المتوفّى في ٥ شعبان سنة ١٣٣٣.

أوّلها : «الاحتكار لغة : حبس الطعام ، وفي النهج في كتابه إلى مالك الأشـتر ...».

٢٦٩

نسخـة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة كبيرة من رسائله كلّها بخطّه ، من الورقة ٨٨ ـ ٨٩ ، رقم ١٠ / ٢٠٤٨.

(٧٦٦)

رسالة في الأحراز والأدعية والعوذ والرقى

مرتّب على أبواب.

أوّله : «اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون ...».

لمعرفة السارق ، لقطع اللسان ، لأنواع المؤذيات ، باب لدفع الأجنة ، باب إذا تعسّرت المرأة ، باب رجوع الآبق.

ينقل فيه عن مصباح الكفعمي.

نسخـة بخطّ نسخ خشن جيّد ، كتبها أقلّ الكتّاب علي ابن الحاج محمّـد بن رمضان القطيفي ، فرغ منها ١٦ رجب سنة ١٣٥٨ ، في ٢٣ ورقة ، ضمن المجموعة رقم ٨٥٩ ، من الورقة ٢٩ ـ ٥١.

(٧٦٧)

رسالة في إحصاء آي القرآن

وكلماته وحروفه وإحصاء تعداد كلّ حرف من الحروف ، مثلاً : حـرف «الألف» تكرّر ذكره مائة ألف وثمانية وأربعون ألف وثمانمائة مورد ، وكذا سائر الحروف ، وهي تأليف بعض المحقّقين ، كما جاء في آخـرها.

٢٧٠

نسخـة قديمة ملحقة بكتاب معاني الأخبار ، بخطّ أحمد بن محمّـد ابن أحمد بن وليد ، تسلسل ٤٧٨.

(٧٦٨)

رسالة في الأعداد

فارسية ، في العلوم الغريبة!

تأليف : خسرو بن محمّـد علي رنگي.

أوّلها : «الحمد لله الذي خلق الأشياء ذا[ت] خواص رحمة للعباد ...».

نسخـة مكتوبة بتعليق جيّد سنة ١٣٠٥ ، وقبلها «رسالة في الرمل» للمحقّق الطوسي ، رقم ٣٥٧.

(٧٦٩)

رسالة في أنّ كلام الله عبارة عن اللفظ والمعنى

لصاحب المواقـف ، [القاضي عضـد الدين الأيجي ، المتوفّى سنة ٧٥٦ هـ].

أوّله : «استقرّ رأي صاحب المواقف على أنّ كلام الله عبارة عن اللفظ والمعنى ، وكتب فصلاً مفرداً من غير أن يلحقه بشيء من تصانيفه ، فقال : اعلم أنّ الأصحاب لمّا رأوا اجتماع النتيجتين المتنافيتين ...».

نسخـة ضمن مجموعة بخطّ يحيى بن محمّـد شفيع الأصفهاني ، كتبها سنة ١٢٧٨ ، رقم ٧٢٢.

٢٧١

(٧٧٠)

رسالة في أنّ موضوع الطبيعي : الجسم

في أنّ موضوع الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن.

لمجب الله البهاري ، صاحب سلم العلوم.

أوّلها : «اعلم أنّهم ذهبوا إلى أنّ موضوع الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن ، وها هنا إشكال مشهور ...».

نسخـة بخطّ السـيّد محمّـد يوسف بن هادي بن محمّـد جان ، كتبها في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة منطقية بخطّه ، رقم ٢٠٠٩.

للموضوع صلة ...

٢٧٢

مـصطلحـات نحـويّـة

(٢٣)

السـيّد علي حسـن مطر

اثنان وأربعون ـ مصطلح اسم الاِشارة

* لغةً :

الاِشارة : مصدر الفعل (أشارَ) ، وهو مستعمل لغة في عدّة معانٍ ؛ إذ يقال : «أشار الرجلُ يشير إشارةً : إذا أومأَ بيديه ... وأشار عليه بالرأي ، وأشار يشير إذا ما وجّه الرأي ... وأشار النارَ ... دَفعها» (١).

وسيتّضح أنّ أوفق المعاني اللغوية بالمعنى الاصطلاحي النحوي هو المعنى المأخوذ من الاستعمال الأوّل للفعل ، بمعنى : الاِيماء.

* اصطلاحاً :

عبَّر النحاة القدماء عن اسم الاِشارة بـ : (الاسم المبهم) ، وذكر بعضهم اسم الاِشارة في معرض التعريف بهذا الاسم.

قال سيبويه (ت ١٨٠ هـ) : «وأمّا الأسماء المبهمة ، فنحو : هذا وهذهِ

____________

(١) لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «شور».

٢٧٣

وهذان وهاتان وهؤلاء ... وإنّما صارت معرفة لأنّها صارت أسماء إشارة إلى الشيء دون سائر أُمّته» (١).

وقال المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) : «ومن الأسماء : المبهمة ، وهي التي تقع للاِشارة ، ولا تخصّ شيئاً دون شيء ، وهي : هذا ، وهذاك ، وأُولئك وهؤلاء ونحوه» (٢).

ويلاحظ : أنَّ المبرّد جعل (المبهم) عنواناً لكلّ من اسم الاِشارة والاسم الموصول (٣) ، وتابعه على ذلك كثير من النحاة بعده (٤).

وممّا ذكروه في علّة تسمية هذه الأسماء بالمبهمات : «أنّها لا يشار بها إلى شيء فيقتصر بها عليه حتّى لا تصلح لغيره ، ألا ترى أنّك كما تقول : ذا زيدٌ ، تقول : ذا عمروٌ؟! بل وينتقل هذا الاسم في الاِشارة به إلى الأنواع المختلفة والأجناس المتباينة ؛ فتقول : ذا فرسي ، وذا رمحي ، وذا ثوبي ... فيقع اسم الاِشارة كما ترى على هذه المختلفات ، ولا يختصّ بواحد منها دون آخر ، وهذه حقيقة الاِبهام» (٥).

وقد عبّر ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) عن اسم الاِشارة بأنّه : «الاسم

____________

(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٢ / ٥.

(٢) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمّـد عبـد الخالق عضيمة ٣ / ١٨٦.

(٣) المقتضب ٣ / ١٨٦ ، ١٩٧.

(٤) أ ـ المرتجل ، ابن الخشّاب ، تحقيق علي حيدر : ٣٠١ ـ ٣٠٦.

ب ـ المقدّمة الجزوليّة ، أبو موسى الجزولي ١٤ / أ؛ نقلاً عن حاشية شرح المقدّمة الجزوليّة للشلوبيني ، تحقيق تركي العتيبي.

ج ـ المصباح في علم النحو ، المطرزي ، تحقيق ياسين الخطيب : ١٠١.

د ـ الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ٣٣٠ ـ ٣٣١.

(٥) المرتجل : ٣٠٤.

٢٧٤

الذي يُشار به إلى المسمّى» (١).

وعنونه الزبيدي (ت ٣٩٧ هـ) بـ : «اسم المُشار إليه» (٢).

واستعمل ابن معطي (ت ٦٢٨ هـ) عنوان : «الاِشارة» (٣).

وعبّر ابن عصفور (ت ٦٦٩ هـ) بـ : «المُشار» (٤).

واستعمل ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) تعبيرين ، هما : «المُشار به» ، و «ذوالاِشارة» (٥).

وأوّل من وجدته يستعمل عنوان : (اسم الاِشارة) هو ابن جنّي (ت ٣٩٢ هـ) ؛ قال : «وأمّا أسماء الاِشارة : فـ (هذا) للحاضر ، والتثنية في الرفع (هذان) وفي الجرّ والنصب (هذين) ...» (٦) ، ثمّ شاع استعماله بعد ذلك بالتدريج.

ولمّا كانت أسماء الاِشارة محصورة عدداً ، لم يهتمَّ النحاة بصياغة حدٍّ لاسم الاِشارة ، واكتفى أغلبهم في مقام التعريف به بتعداد أفراده ، أو ذكر نماذج منها.

وأوّل من وجدته يعرّف اسم الاِشارة ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) ؛ قال : هو : «ما وضع لمُشار إليه» (٧) ..

____________

(١) الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبـد الحسين الفتلي ٢ / ٢.

(٢) الواضح في علم العربية ، محمّـد بن الحسن الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : ٣٤.

(٣) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ٢٣٠.

(٤) أ ـ المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبـد الموجود وعلي معوّض : ٢٩٨.

ب ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ١٣٥.

(٥) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّـد كامل بركات : ٢١.

(٦) اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : ١٠٤.

(٧) شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٢ / ٤٧١.

٢٧٥

وقد تابعه الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) على هذا التعريف (١) ..

وقال الرضيّ في شرحه : «فإن قلت : المضمرات وجميع المظهرات ، وخاصّة ما فيه لام العهد ، داخلة في الحدّ ؛ لأنّ المضمر يُشار به إلى المعهود عليه ، والمظهرات إن كانت نكرة يشار بها إلى واحد من الجنس غير معيّن ، وإن كانت معرفة فإلى واحد معيّن.

فالجواب : إنّ المراد بقولنا : (مُشار إليه) : ما أشير إليه إشارة حسيّة ، أي بالجوارح والأعضاء ، لا عقلية ، والأسماء المذكورة ليست كذلك ؛ فإنّها للمُشار إليه إشارة عقلية ذهنية ، فلم يحتج في الحدّ إلى أن يقول : المُشار إليه إشارة حسيّة ؛ لأنّ مطلق الاِشارة حقيقة في الحسيّة دون الذهنية» (٢).

وقال الجامي : «فلا يرد ضمير الغائب وأمثاله ؛ فإنّها للاِشارة إلى معانيها إشارة ذهنية لا حسيّة ، ومثل : (ذلكم الله ربّكم) (٣) ـ ممّا ليس الاِشارة إليه حسيّة ـ محمول على التجوّز» (٤).

وقد ردّ ابن الحاجب إشكال الدور عن تعريفه هذا ، بأنّ : «المحدود : ما يقال له في اصطلاح النحاة : اسم الاِشارة ، وقولنا [في الحدّ] : (المُشار إليه) أراد به الاِشارة اللغوية لا الاصطلاحية ، ومفهوم الاِشارة اللغوية غير محتاج إلى الاكتساب ، ولا تتوقّف معرفته على معرفة المحدود ... حتّى يلزم الدور» (٥) ..

____________

(١) شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق حسن حمد ١ / ١١٩.

(٢) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٤٧٢.

(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٠٢.

(٤) الفوائد الضيائية ، عبـد الرحمن الجامي ، تحقيق أُسامة الرفاعي ٢ / ٩٣.

(٥) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٤٧٣.

٢٧٦

وعقّب عليه الرضيّ بملاحظتين :

أولاهما : إنّ هذا الردّ لا يدفع الاِشكال ؛ لأنّ الاِشارة في قوله : (أسماء الاِشارة) لغوية أيضاً ؛ إذ معناه : الأسماء التي بها تحصل الاِشارة اللغوية ، كما أنّ قوله : (مُشار إليه) لغوي.

والثانية : إنّ الاِشكال غير وارد أصـلاً ؛ لأنّ الاِشارة جزء المحدود ، ولا يلزم من توقّف المحدود على الحدّ وعلى كلّ جزء منه ، توقّف جزء المحدود أيضاً عليهما ؛ إذ ربّما كانت معرفة ذلك الجزء ضرورية أو مكتسبة بغير ذلك الحدّ (١).

وقد وردت هاتان الملاحظتان في حاشية الصبّان بنحو يوهم أنّ أُولاهما للصبّان وثانيتهما للدماميني (٢) ، والحقّ سبق الرضيّ لذكرهما.

وعرّف ابن عصفور (٦٦٩ هـ) اسم الاِشارة بأنّه : «ما عُلِّق في أوّل أحواله على مسمّىً بعينه في حال الاِشارة إليه» (٣).

وقوله : (في حال الاِشارة إليه) احتراز من دخول بقيّة المعارف.

وعرّفه ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) بأنّه : «ما وُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه» (٤) كى ..

وتابعه عليه ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) (٥) ، والأزهري (ت ٥٠٩ هـ) (٦) ..

____________

(١) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٤٧٣.

(٢) حاشية الصبّان على شرح الأشموني ١ / ١٣٨.

(٣) المقرّب : ٢٩٨.

(٤) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد : ٣٩.

(٥) أ ـ شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ١ / ٣٠٦.

ب ـ شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبـد الحميد : ١٣٩.

(٦) شرح الأزهرية ، الشيخ خالد الأزهري : ٩٢.

٢٧٧

وقال السلسيلي في شرحه : «ما وُضع لمسمّىً : جنس يشمل كلّ ماوُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه ، خرج بذلك ما سوى اسم الاِشارة» (١).

وقال ابن الناظم في تعريفه : «ما دلّ على حاضر أو منزّل منزلة الحاضر ، وليس متكلّماً ولا مخاطباً» (٢).

وعرّفه جمال الدين الفاكهي بأنّه : «اسم مظهر دلّ بإيماءٍ على حاضر أو منزّل منزلته» (٣) ..

وقال في شرحه : «(دلّ بإيماءٍ) أي : إشارة (على) اسمِ (حاضرٍ) حضوراً عينيّاً أو ذهنيّاً ، نحو : (تلك الجنّة) (٤) ، (أو) على اسمِ (منزّلٍ منزلته) أي : [منزلة] الحاضر ، كقوله : أولئك آبائي فجئني بمثلهم» (٥).

* * *

____________

(١) شفاء العليل في شرح التسهيل ، محمّـد بن عيسى السلسيلي ، تحقيق عبـد الله البركاتي ١ / ٢٥٥.

(٢) شرح ابن الناظم على الألفية : ٣٠.

(٣) شرح الحدود النحوية ، جمال الفاكهي ، تحقيق محمّـد الطيب الاِبراهيم : ١١٧.

(٤) سورة مريم ١٩ : ٦٣.

(٥) شرح الحدود النحوية : ١١٧ ـ ١١٨.

٢٧٨

ثلاث وأربعون ـ مصطلح الاسم الموصول

* لغةً :

الموصول : اسم مفعول من الفعل (وَصَلَ) المتعدّي ، ذلك أنّ هذا الفعل يُستعمل لغةً متعدّياً تارة ولازماً أُخرى ؛ يقال : «وَصَل الشيءَ بالشيءِ يصِلُه وصْلاً وصِلَةً ... [ويقال] : وصَل الشيءُ إلى الشيءِ وصولاً ... انتهى إليه وبَلَغه» (١).

وسوف تتّضح من خلال البحث المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.

* اصطلاحاً :

وأقدم من وجدته يستعمل الموصول بمعناه الاصطلاحي هو المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) ؛ إذ عقد باباً بعنوان : (باب الصلة والموصول) ، وقال فيه : «إنّ الصلة موضحة للاسم ، فلذلك كانت في هذه الأسماء المبهمة ، ألا ترى أنّك لو قلت : جاءَ الذي ، أو : مررت بالذي ، لم يدلّك ذلك على شيء حتّى تقول : مررتُ بالذي قام ، فإذا قلت ذلك وضعت اليد عليه؟» (٢).

وعبّر الرمّانـي (ت ٣٨٤ هـ) عن اسم الموصـول بـ : «الاسم الناقص» (٣).

____________

(١) لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «وصلَ».

(٢) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبـد الخالق عضيمة ٣ / ١٩١ ، ١٩٧.

(٣) الحدود في النحو ، الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : ٤٧ ، ٤٩.

٢٧٩

وأسماه ابن الأنباري (ت ٥٧٧ هـ) بـ : «اسم الصلة» (١).

والملاحـظ : أنّ سيبويـه وإن لـم يضـع عنواناً خاصّاً للأسماء الموصولة ، إلاّ أنّه سجّل في كتابه : أنّ هذه الأسماء تتميّز بحاجتها إلى الصلة (٢) ، التي عبّر عنها في موضع آخر بـ : الحشـو (٣).

وقال الزبيدي (ت ٣٧٩ هـ) في التعريف بالاسم الموصول : «اعلم أنّ من الأسماء ما لا يتمّ بنفسه حتّى يوصل بغيره ، فيكون اسماً ، فمنها : الذي والتي ... ولا بُدّ أن يكون في الصلة ذِكر من الموصول يرجع إليه ويتعلّق بـه» (٤) ، ومراده بالذِكر ما اصطلح على تسميته في ما بعد بـ : (الضمير العائد).

وعرّفه الرمّاني في موضع بأنّه : «الذي يحتاج إلى صلة» (٥) ، وفي موضع آخر بأنّه : «الذي لا يقوم بنفسه في البيان ، نحو : الذي ومن وما» (٦) ؛ ولأجل ذلك أسماه بـ : «الاسم الناقص» ، في قبال «الاسم التامّ ، وهو الذي يقوم بنفسه في البيان عن معناه» (٧).

وقال ابن بابشاذ (ت ٤٦٩ هـ) عن الأسماء الموصولة : هي التي «لاتتمّ إلاّ بصلة وعائد» (٨) ، أي : التي لا تحصل دلالتها على معناها إلاّ بهما.

____________

(١) أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري ، تحقيق فخر صالح قدارة : ٣٢٦.

(٢) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٢ / ١٠٥.

(٣) الكتاب ٣ / ٦٩.

(٤) الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السـيّد : ١٢٦.

(٥) الحدود في النحو : ٤٧.

(٦) الحدود في النحو : ٤٩.

(٧) الحدود في النحو : ٤٩.

(٨) شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبـد الكريم ١ / ١٧٦.

٢٨٠