الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

محمّد جواد مغنية

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

المؤلف:

محمّد جواد مغنية


المحقق: سامي الغريري
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
المطبعة: مطبعة ستار
الطبعة: ١
ISBN: 964-465-169-3
الصفحات: ٥٢٨

__________________

ـ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) القصص : ٢٩.

فأهل موسى عليه‌السلام في الآية الكريمة هي الزّوجة الّتي خرج بها عائدا من مدين إلى مصر ، وليس يصحبه أحد سواها ، فلا تنصرف كلمة «أهله» إلى معنى آخر. (انظر تفسير السّيّد عبد الله شبّر : ٣٧٣ الطّبعة الثّالثة دار إحياء التّراث).

وقال تعالى : (قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ) يوسف : ٢٥.

والأهل هنا أيضا تعني الزّوجة ، وهي زوّجة عزيز مصر لا غير.

وأمّا قوله تعالى : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) العنكبوت : ٣٣ ، وقوله تعالى :

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها). طه : ١٣٢. فكلمة «الأهل» في الآيتين الشّريفتين تعني الأسرة المكوّنة من الزّوجين ، والأولاد ، ومتعلّقي الرّجال ، على الرّغم من استثناء زوّجة لوط عليه‌السلام فنالها العذاب.

وأمّا قوله تعالى : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...) هود : ٤٥ و ٤٦ ، فكلمة «الأهل» هنا تعني اسرة الرّجل السّالكين لدربه ، والسّائرين على خطّه ، ولذا خرج ابنه عن الأسرة ، ولذا لم يعد أحد أبنائه ، لأنّه خرج عن خطّ أبيه عليه‌السلام. وكان نوح عليه‌السلام يحمل زوّجه وأولاده وزوّجات أولاده. (لا حظ تفسير الآية في كتب التّفسير وخاصّة تفسير الجلالين).

أمّا قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) النّساء : ٣٥.

وقوله تعالى : (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) يوسف : ٢٦ ، فكلمة «الأهل» في الآية الأولى تعني أقارب وعشيرة الزّوجين. أمّا في الآية الثّانية فتعني أقارب وعشيرة إمرأة عزيز مصر. (لا حظ تفسير الآية في كتب التّفسير وخاصّة تفسير الجلالين ، ولا حظ تفسير الميزان : ١٢ / ١٤٢).

وأمّا قوله تعالى : (فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) الأنبياء : ٨٤ ، فكلمة «أهل» في الآية هنا تشير إلى أبناء النّبيّ أيوب عليه‌السلام بعد كشف الضّرّ عنه.

أمّا قوله تعالى : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) فاطر : ٤٣ ، وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) النّساء : ٥٨ ، وقوله تعالى : (قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها) الكهف : ٧١ ، ـ

٦١

__________________

ـ فكلمة «أهل» في هذه الآيات الشّريفة تعني أصحاب الشّيء أو أصحاب العمل.

والخلاصة : أنّ كلمة «أهل» قد وردت في القرآن الكريم (٥٤) مرّة (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمّد فؤاد عبد الباقي).

أمّا كلمة «بيت» الّتي وردت في مواطن عديدة من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أيضا حملت عدّة معان ، منها : المسجد الحرام. ومنها : البيت النّسبي ، ومنها : البيت المادّي المعدّ للسكن ، وغير ذلك. فقد وردت بمعنى المسجد الحرام (١٥) مرّة ؛ (انظر ، البقرة : ١٢٥ و ١٢٧ و ١٥١ ، الأنفال : ٢٥ ، هود : ٧٣ ، الحجّ : ٢٦ و ٢٩ و ٣٣ ، آل عمران : ٩٦ و ٩٧ ، المائدة : ٢ و ٩٧ ، الأحزاب : ٣٣ ، الطّور : ٤ ، إبراهيم : ٢٧) لأنّها من الألفاظ المشتركة.

أمّا إذا أضفنا كلمة «البيت» إلى الأهل فقد وردت في القرآن الكريم مرّتين كما في قوله تعالى : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) هود : ٧٣. وقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الأحزاب : ٣٣.

أمّا كلمة «أهل البيت» في السّنّة المطهّرة فكثيرة الورود ، ولا يمكن لنا استعراضها ، لإستلزام ذلك مراجعة قوله ، وفعله ، وتقريره صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا ممّا لا يمكن حصره.

وبما أنّ المدلول الحقيقي لهذا المصطلح الجليل قد تعرّض لحملة من التّزوير ، والتّشويه ، وهو مدار بحثنا فيقتضي التّنويه عمّا ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله على سبيل الإجمال لا التّفصيل. فقد ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن طريق أهل السّنّة والشّيعة ما يقارب الثّمانين ، روى منها أهل السّنّة ما يقرب من أربعين حديثا. وروى أهل الشّيعة أكثر من ثلاثين طريقا (راجع تفسير الميزان : ١٦ / ٣٢٩). وعلى الرّغم من ذلك فقد تمخّض عن إهمال القرينة قيام عدّة آراء ومذاهب كلّ منها تزعم سلامة الإتّجاه والتّفسير لهذا المصطلح.

فمنهم من يقول : إنّ أهل البيت الّذين عنتهم آية التّطهير هم : بنو هاشم ـ أي بنو عبد المطّلب جميعا ـ

ومنهم من قال : إنّهم مؤمنو بني هاشم وعبد المطّلب دون سائر أبنائهما (انظر ، روح المعاني للآلوسي : ٢٤ / ١٤).

ومنهم من يقول : إنّهم العبّاس بن عبد المطّلب وأبناؤه (انظر ، المصدر السّابق).

ومنهم من يقول : هم الّذين حرموا من الصّدقة : آل عليّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل العبّاس (انظر ، تفسير الخازن : ٥ / ٢٥٩).

ومنهم من يقول : هم نسآء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : (انظر ، تفسير الخازن : ـ

٦٢

__________________

ـ ٥ / ٢٥٩ ، تفسير الكشّاف : ٣ / ٦٢٦ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٨ و ٢٨٠).

ومنهم من يقول : هم نسآء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة ، حتّى أنّ عكرمة كان يقول : من شاء باهلته بأنّها نزلت بأزوّاج الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ولسنا بصدد مناقشة هذه الأقوال ، ولكن نذكّر القارىء الكريم بأنّ عكرمة بن عبد الله يرى رأي نجدة الحروريّ وهو من أشدّ الخوارج بغضا لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. ويرى أيضا كفر جميع المسلمين من غير الخوارج. وهو القائل في موسم الحجّ : وددت أنّ بيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يمينا وشمالا. وهو القائل أيضا عند ما وقف على باب المسجد الحرام : ما فيه إلّا كافر.

ومن مفاهيمه الإعتقادية : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به. وقد اشتهر بكذبه ووضعه للحديث ابن عبّاس ، وابن مسعود ، ولذا وصفه يحيى بن سعيد الأنصاري بأنّه كذّاب. (انظر ، ترجمة عكرمة في ميزان الإعتدال للذّهبي : والمعارف لابن قتيبة : ٤٥٥ الطّبعة الأولى قم منشورات الشّريف الرّضي ، طبقات ابن سعد). أفيصحّ بعد هذا أن نأخذ بحديث يرويه؟!

أمّا الرّاوي الثّاني بعد عكرمة فهو مقاتل بن سليمان البلخي الأزديّ الخراساني ، كان مفسّرا للقرآن الكريم على طريقته الخاصّة ، حتّى قال فيه ابن المبارك : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. (انظر ، ميزان الإعتدال للذّهبي : ٤ / ١٧٣ الطّبعة الأولى بيروت ، تهذيب العمّال في اسماء الرّجال للحافظ الخزرجي الأنصاري). وكان من غلاة المجسّمة يشبّه الخالق بالمخلوقين ، حتّى قال أبو حنيفة : أفرط جهم في نفي التّشبيه حتّى قال : إنّه تعالى ليس بشيء ، وأفرط مقاتل في الإثبات حتّى جعله مثل خلقه. (انظر ، المصدر السّابق). وقال النّسائي : والكذّابون المعروفون بوضع الحديث : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان. (ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢ في ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب). وكان مقاتل على مذهب المرجئة. (الفصل لابن حزم : ٤ / ٢٠٥) ، ويأخذ عن اليهود ، والنّصارى ويغرّر بالمسلمين ، حتّى قال فيه الذّهبي : كان مقاتل دجّالا جسورا. (انظر ، ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢).

عود على بدء : كيف يفسّر عكرمة أو مقاتل بأنّ الآية نزلت في نسآء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة مع أنّ المراد من الرّجس هو مطلق الذّنب؟! وهذا يلزم إذهاب الرّجس عنهنّ وبالتّالي لا يصحّ أن يقال : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ...) الأحزاب : ٣٢ ، ولما صحّ قوله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) الأحزاب : ٣٠.

٦٣

__________________

ـ وكيف يفسّران إيذاء هنّ له صلى‌الله‌عليه‌وآله مع إذهاب الرّجس عنهنّ؟! حيث ذكر البخاريّ : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله هجر عائشة ، وحفصة شهرا كاملا ، وذلك بسبب إفشاء حفصة الحديث الّذي أسرّة لها إلى عائشة ، فقالت للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا. (انظر ، صحيح البخاريّ : ٣ / ٣٤). وفي رواية أنس: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «آليت منهنّ شهرا». (انظر ، نفس المصدر السّابق). وها هو ابن عبّاس يقول : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطّاب عن المرأتين من أزوّاج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله اللّتين قال الله تعالى فيهما : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) التّحريم : ٤. حتّى حجّ وحججت معه ... حتّى قال ابن عبّاس : فقلت للخليفة : من المرأتان؟ فقال عمر بن الخطّاب : وا عجبا لك يا ابن العبّاس! هما عائشة وحفصة. (انظر ، لمصدر السّابق : ٧ / ٢٨ ـ ٢٩ ، و : ٣ / ١٣٣). وها هي عائشة وتعقّبها للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ما فقدته في ليالي نوبتها ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «ما لك يا عائشة! أغرت؟ فقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك؟! فقال لها صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفأخذك شيطانك؟! (انظر ، مسند أحمد : ٦ / ١١٥ ، تفسير الطّبريّ : ٢٨ / ١٠١ ، طبقات ابن سعد : ٨ / ١٣٥ طبعة أوربا ، وصحيح البخاريّ : ٣ / ١٣٧ ، و : ٤ / ٢٢ ، صحيح مسلم كتاب الطّلاق ح ٣١ ـ ٣٤).

وكيف يفسّران قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) الأحزاب : ٥٧ ، وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) التّوبة : ٦١ ، وقوله تعالى : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ ...) التّحريم : ٥ ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمّ سلمة عند ما سألته : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : أنت إلى خير إنّك من أزوّاج النّبيّ. وما قال : إنّك من أهل البيت؟! (انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني : ٢ / ١٢٤ تحقّيق الشّيخ المحمودي نقلا عن كتاب معجم الشّيوخ : ٢ / الورق ٧ من المصوّرة ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٧).

أمّا المدلول الحقيقي لأهل البيت بعد تخصيص هذا التّعميم وتقييد الإطلاق في الآية الكريمة من خلال القرينة الّتي ترافق الإستعمال ، وكذلك من خلال الأحاديث النّبويّة المحدّدة للمراد من أهل البيت في آية التّطهير ، وهي ما أجمعت عليه الأمّة من خلال كتب الحديث المعتبرة أو كتب التّفسير فإنّه يظهر لنا أنّ هذه الآية نزلت في خمسة ، وهم : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين :. ومصادر تلك الأحاديث غير محصورة ، ولكن نشير إلى ما هو متداول ومنشور منها :

١ ـ روت أمّ المؤمنين أمّ سلمة بشأن نزول هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ ـ

٦٤

__________________

ـ الْبَيْتِ) قالت : إنّها نزلت في بيتي ، وفي البيت سبعة : جبريل ، وميكال ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت؟ قال : إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير! إنّك من أزوّاج النّبيّ. (انظر ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٤ / ١٩٨ ، ومشكل الآثار : ١ / ٢٣٣ ، ورواية أخرى في سنن التّرمذي : ١٣ / ٢٤٨ ، ومسند أحمد : ٦ / ٣٠٦ ، اسد الغابة : ٤ / ٢٩ ، وتهذيب التّهذيب : ٢ / ٢٩٧).

٢ ـ وروى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لمّا نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرّحمة هابطة قال : ادعوا لي ، ادعوا لي ، فقالت صفيّه بنت حيي بن أخطب زوّج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يا رسول الله؟ قال : أهل بيتي : عليّا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين. (انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٤٧ ، صحيح مسلم : ٥ / ١٥٤ ، مسند أحمد : ١ / ٩ ، سنن البيهقيّ : ٦ / ٣٠٠). فجيء بهم ، فألقى عليهم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كساءه ، ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وآل محمّد. فنزل قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...).

٣ ـ وروت أمّ المؤمنين عائشة بشأن نزول هذه الآية قالت : خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله. (انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٤٧ طبعة حيدر آباد ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٥ طبعة بولاق) ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

٤ ـ وعن أنس بن مالك قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر كلّما خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصّلاة يا أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). (انظر ، المصادر السّابقة ، وتفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ، والدّر المنثور ، ٥ / ١٩٩ ، ومسند الطّيّالسي : ٨ / ٢٧٤).

فهؤلاء أهل بيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : كما جاء في النّقل المتواتر الّذي لا يقبل اللّبس ، وكما هو معروف من أحوال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيرته معهم.

ونظرا لكثرة المصادر التّأريخية ، والحديثية ، والتّفسيرية نكتفي بذكرها فقط دون تدوين الواقعة.

أوّلا : بدء بالسّيّدة عائشة زوّجة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واعترافها بأنّ أهل البيت هم : عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهي خارجة عنهم ، أي لم تشملها الآية.

٦٥

__________________

ـ انظر ، صحيح مسلم باب فضائل أهل البيت : ٢ / ٢٦٨ طبعة عيسى الحلبي بمصر ، و : ١٥ / ١٩٤ طبعة مصر أيضا بشرح النّووي ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٥ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ٥٦ ح ٦٧٦ ـ ٦٨٤ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٤٧ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ٣٧٣ و ٣٧٤ طبعة الحيدرية ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ١٣٣.

وثانيا : اعتراف أمّ المؤمنين أمّ سلمة زوّج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ أهل البيت هم : عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهي خارجة عنهم.

انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ٣٩ ح ٦٥٩ و ٧٠٦ و ٧٠٧ ـ ٧١٠ و ٧١٣ و ٧١٤ و ٧١٧ و ٧٢٠ و ٧٢٢ و ٧٢٤ و ٧٢٥ و ٧٢٦ و ٧٢٩ و ٧٣١ و ٧٣٧ و ٧٣٨ و ٧٤٠ و ٧٤٧ و ٧٤٨ و ٧٥٢ و ٧٥٥ و ٧٥٧ ـ ٧٦١ و ٧٦٤ و ٧٦٥ و ٧٦٨ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ طبعة النّجف ، سنن التّرمذي : ٥ / ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣١ ح ٣٢٥٨ و ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ و ٣٦١ ح ٣٩٦٣.

وانظر ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٤ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠٣ ح ٣٤٧ و ٣٤٩ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٤ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ٢٣٨ ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٣٧٢ طبعة الحيدرية ، ينابيع المودّة للحافظ القندوزي الحنفي : ١٠٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول ، اسد الغابة لابن الأثير : ٢ / ١٢ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٤ / ٢٩ ، السّيرة النّبويّة بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٧ ، إسعاف الرّاغبين بهامش نور الأبصار : ٩٧ طبعة عثمانيّة.

وثالثا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام من خلال قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. وقريب منه ألفاظ أخرى كما ورد عن جابر بن عبد الله : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا عليّا ، وابنيه وفاطمة ، فألبسهم من ثوبه ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء أهلي ، هؤلاء أهلي.

انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : ٢ / ٢٨ تحقّيق الشّيخ المحمودي ح ٦٤٧ ـ ٦٤٩ و ٦٥٤ و ٦٥٩ و ٦٧٠ و ٦٧٢ و ٦٧٣ و ٦٧٥ و ٦٨٢ و ٦٨٤ و ٦٨٦ و ٦٨٩ و ٦٩١ ـ ٦٩٣ و ٧١٨ ـ

٦٦

__________________

ـ ٧٢٢ و ٧٢٤ و ٧٢٦ و ٧٣١ و ٧٣٢ و ٧٣٤ و ٧٣٧ ـ ٧٤١ و ٧٤٣ و ٧٥٤ و ٧٥٨ ـ ٧٦١ و ٧٦٥ و ٧٦٨ ، فرائد السّمطين : ١ / ٣١٦ ح ٢٥٠ و ٣٦٨ ح ٢٩٦ ، و : ٢ / ١٤ ح ٣٦٠ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، السّيرة الحلبية للحلبي الشّافعي : ٣ / ٢١٢ طبعة البهية بمصر ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣١ ح ٣٢٥٨ و ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ و ٣٦١ ح ٣٩٦٣ ، صحيح مسلم باب فضائل عليّ بن أبي طالب : ١٥ / ١٧٦ طبعة مصر بشرح النّووي.

وانظر أيضا ، مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠٢ ح ٣٤٦ ـ ٣٥٠ ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ طبعة النّجف ، المناقب للخوارزمي الحنفي : ٦٠ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٧٥ ، خصائص أمير المؤمنين للنّسائي : ٤ و ١٦ طبعة القاهرة وص ٤٦ بتحقّيق الشّيخ المحمودي ، المستدرك على الصّحيحين للحاكم : ٢ / ١٥٠ و ٤١٦ ، و : ٣ / ١٠٨ و ١٤٦.

وانظر كذلك ، السّيرة النّبويّة لزين دحلان بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٤ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ، مجمع الزّوائد : ٧ / ٩١ ، تأريخ الخلفاء للسّيوطي : ١٦٩ ، ينابيع المودّة للحافظ القندوزي الحنفي : ١٠٧ و ١٠٨ و ١٩٤ و ٢٢٨ ـ ٢٣٠ و ٢٤٤ و ٢٨١ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول ، مسند أحمد : ١ / ١٨٥ ، و : ٣ / ٢٥٩ ، و : ٦ / ٢٩٨ طبعة الميمنية بمصر ، مشكاة المصابيح للعمري : ٣ / ٢٥٤ تأريخ ابن عساكر الشّافعي : ١ / ٢١ ح ٣ وص ١٨٤ و ٢٤٩ و ٢٧١ ـ ٢٧٣ ، تفسير الفخر الرّازي : ٢ / ٧٠٠ ، اسد الغابة لابن الأثير : ٢ / ١٢ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٤ / ٢٦ ، و : ٥ / ٦٦ و ١٧٤ و ٥٢١ و ٥٨٩.

وراجع منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : ٥ / ٥٣ ، مصابيح السّنّة للبغوي الشّافعي : ٢ / ٢٧٨ طبعة محمّد عليّ صبيح ، المعجم الصّغير للطّبراني : ١ / ٦٥ ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ١٣٣ و ٢٣٨ و ٢٣٩ ، معالم التّنزيل للبغوي الشّافعي مطبوع بهامش تفسير الخازن : ٥ / ٢١٣ ، الصّواعق المحرقة لابن حجر : ١١٩ و ١٤١ ـ ١٤٣ و ٢٢٧ طبعة المحمّدية ، تفسير الخازن : ٥ / ٢١٣ ، مرآة الجنان لليافعي : ١ / ١٠٩ ، التّأريخ الكبير للبخاري : ١ / ق ٢ / ٦٩ رقم ١٧١٩ و ٢١٧٤ طبعة سنة ١٣٨٢ ه‍. أسباب النّزول للواحدي : ٢٠٣ ، الإتحاف للشّبراوي الشّافعي : ٥ ، الاسيعاب لابن عبد البرّ بهامش الإصابة : ٣ / ٣٧ طبعة السّعادة ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ١٤٢ و ١٤٤ و ٢٤٢ طبعة الحيدرية.

٦٧

__________________

ـ ورابعا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : وذلك من خلال أقواله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما يخرج للصلاة ، ويمرّ بباب عليّ وفاطمة عليهما‌السلام ، كرواية أنس بن مالك قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر ، فإذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصّلاة يا أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ١٨ ح ٦٣٧ ـ ٦٤٠ و ٦٤٤ و ٦٩٥ و ٦٩٦ و ٧٧٣ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣ ح ٣٢٥٩ ، مسند أحمد : ٣ / ٢٥٩ و ٢٨٥ طبعة الميمنية بمصر ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : ٥ / ٩٦ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٩ ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٦ ، مجمع الزّوائد للهيثمي الشّافعي : ٩ / ١٦٨ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ و ٤٨٤ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٥٨ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ١٩٣ و ٢٣٠ طبعة اسلامبول ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٥ طبعة القاهرة ، أنساب الأشراف للبلاذري : ٢ / ١٠٤ ح ٣٨ ، اسد الغابة لابن الأثير : ٥ / ٥٢١.

وخامسا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام من خلال سبب النّزول ، وما قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم كحديث أمّ سلمة : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بيتها ، على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فقال : ادعي زوّجك وابنيك ، فدعتهم ، فبينّما هم يأكلون إذ نزلت على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). فأخذ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بفضلة الكساء فغشّاهم إيّاها ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. قالها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرّات. قالت أمّ سلمة : فأدخلت رأسي في البيت ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : إنّك إلى خير.

انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني : ٢ / ١٣ ح ٦٣٧ ـ ٦٤١ و ٦٤٤ و ٦٤٨ ـ ٦٥٣ و ٦٥٦ ـ ٦٦١ و ٦٦٣ ـ ٦٦٨ و ٦٧١ ـ ٦٧٣ و ٦٧٥ و ٦٧٨ و ٦٨٠ و ٦٨١ و ٦٨٦ و ٦٨٩ و ٦٩٠ و ٦٩١ و ٦٩٤ و ٧٠٧ و ٧١٠ و ٧١٣ و ٧١٤ و ٧١٧ و ٧١٨ و ٧٢٩ و ٧٤٠ و ٧٥١ و ٧٥٤ ـ ٧٦٢ و ٧٦٤ و ٧٦٥ و ٧٦٧ و ٧٦٩ و ٧٧٠ و ٧٧٤ طبعة وزارة الثّقافة والإرشاد الإسلامي ، صحيح مسلم : فضائل أهل البيت ٢ / ٣٦٨ طبعة عيسى الحلبي ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣٠ ح ٣٢٥٨ ، و : ٥ / ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ طبعة دار الفكر ، مسند أحمد : ١ / ٣٣٠ طبعة الميمنية بمصر ، فرائد السّمطين للحمويني الشّافعي : ١ / ٣١٦ ح ٢٥٠ ، و : ٢ / ٩ ح ٣٥٦ و ٣٦٢ و ٣٦٤ ، إسعاف الرّاغبين للصبّان بهامش نور الأبصار : ١٠٤ و ١٠٥ ـ

٦٨

أهل البيت جرما أن يقول عنهم الرّسول الأعظم : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق» (١)؟! وماذا أبقى إذن إلى غيرهم؟ ألا يكفي

__________________

ـ و ١٠٦ طبعة السّعيدية ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩.

وانظر كذلك ، نور الأبصار للشّبلنجي : ١٠٢ طبعة السّعيدية ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، فضائل الخمسة : ١ / ٢٢٤ ـ ٢٤٣ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ١٠٧ و ١٠٨ و ٢٢٨ ـ ٢٣٠ و ٢٤٤ و ٢٦٠ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول. العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي : ٤ / ٣١١ طبعة لجنة التّأليف والنّشر بمصر ، الاسيعاب لابن عبد البرّ بهامش الإصابة : ٣ / ٣٧ طبعة السّعادة ، خصائص أمير المؤمنين للنسّائي الشّافعي : ٧٢ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ٩٦. وانظر أيضا ، السّيرة النّبويّة لزين دحلان بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٢٩ و ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ٣٧٢ ـ ٣٧٥ ، اسد الغابة في معرفة الصّحابة لابن الأثير الشّافعي : ٢ / ١٢ ـ ٢٠ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٥ / ٥٢١ و ٥٨٩ ، أسباب النّزول للواحدي : ٢٠٣ طبعة الحلبي بمصر ، الصّواعق المحرقة لابن حجر الشّافعي : ٨٥ و ١٣٧ طبعة الميمنية بمصر ، الإتقان في علوم القرآن للسّيوطي : ٤ / ٢٤٠ مطبعة المشهد الحسيني بمصر ، التّسهيل لعلوم التّنزيل للكلبي : ٣ / ١٣٧ ، التّفسير المنير لمعالم التّنزيل للجاوي : ٢ / ١٨٣ ، أحكام القرآن للجصّاص : ٥ / ٢٣٠ طبعة عبد الرّحمان محمّد ، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠١ ح ٣٤٥ و ٣٤٨ ـ ٣٥١. وراجع مصابيح السّنّة للبغوي الشّافعي : ٢ / ٢٧٨ طبعة محمّد عليّ صبيح ، رواية عن عمرو بن يزيد عن مكحول وفيها قال جبريل : وأنا منكم يا محمّد ... ، مجمع البيان : ٧ ـ ٨ : ٣٥٦ و ٣٥٧ طبعة إحياء التّراث العربي بيروت ، تفسير الشّوكاني : ٤ / ٢٨٠ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٤٦ ، تفسير جامع البيان : ١ / ٢٩٦ دار المعرفة ، تفسير النّيسابوري : ٢٢ / ١٠ ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٦ و ٧ و ٢٨ طبعة مصر ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ و ١٩٩ ، مشكاة المصابيح للعمري : ٣ / ٢٥٤ ، الكشّاف للزّمخشري : ١ / ١٩٣ طبعة مصطفى محمّد ، تفسير القرطبي : ١٤ / ١٨٢ الطّبعة الأولى بالقاهرة ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥ و ٤٩١ الطّبعة الثّانية بمصر ، تذكرة الخواصّ للسّبط بن الجوزي الحنفي : ٢٣٣ ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ و ٢٠ طبعة دار الكتب في النّجف ، أحكام القرآن لابن عربي : ٢ / ١٦٦ طبعة مصر.

(١) انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٢ / ٣٤٣ ، طبعة حيدرآباد سنة ١٣٢٤ ه‍. وفي رواية : كمثل ، وفي

٦٩

عليّ من الذّنوب والعيوب أن يقول النّبيّ :

«أنا مدينه العلم ، وعليّ بابها» (١). وأن يقول له : «أنت أخي في الدّنيا

__________________

ـ ورواية اخرى : عن البزّار عن ابن عبّاس وعن ابن الزّبير. وللحاكم عن أبي ذّرّ مثلها.

وعن عليّ عليه‌السلام : ومن تعلّق بها فاز ، ومن تخلّف عنها زجّ في النّار. (ذخائر العقبى : ٢٠). وفي رواية عن عليّ عليه‌السلام : ومن تخلّف عنها اولج ـ يعني دخل ـ. مودّة القربى : ١٣ ، كنز العمّال : ١٢ / ١٠٠ / ٣٤١٨٠ ، و : ١٦ / ١٥٣ ، و : ١٢ / ٩٥ فضل أهل البيت ح ٣٤١٥١ ، وانظر جمع الفوائد : مناقب أهل البيت وأصهاره : ٢ / ٢٣٦ ، القول المبين في فضائل أهل البيت المطهرين : ، محمّد بن عبد الله سليمان العزيّ : ٢٩ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٦٨ ، المعجم الكبير للطّبراني : ٣ / ٤٥ / ٢٦٣٦ ، منتخب كنز العمّال بهامش أحمد : ٥ / ٩٢ ، الفضائل لأحمد : ٢ / ٧٨٥ / ١٤٠٢ ، الجامع الصّغير : ٢ / ٥٣٣ / ٨١٦٢ ، حلية الألياء لأبي نعيم : ٤ / ٣٠٦ ، تأريخ بغداد للخطيب : ١٢ / ١٩ ، مجمع الزّوائد للهيثمي : ٩ / ١٦٨ ، فرائد السّمطين : ٢ / ٢٤٢ / ٥١٦ ، و : ٢ / ٢٤٧ ، جواهر العقدين : ٢ / ١٩٠ ، المناقب لابن المغازلي : ١٣٢ / ١٧٣ ـ ١٧٧ ، شواهد التّنزيل : ١ / ٣٦١ ، الدّر المنثور : ١ / ٧١ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٣٩ ، بلوغ الأرب وكنوز الذّهب في معرفة المذهب : ٧٣ ، من هم الزّيديّة : ١١٨ ، كتاب الأصول : ٤٢ ، الأمالي لأبي طالب : ١٠٥.

(١) لقد وصل إلينا الحديث متواترا عن طريق الشّيعة ، والسّنّة كما صرح بذلك أكثر الفقهاء ، والعلماء ، وأصحاب الحديث ، والسّنن مع وجود بعض الإختلاف في اللّفظ. انظر ، تأريخ دمشق / ترجمة الإمام علي عليه‌السلام : ٣ / ٤٦٧ ، والمناقب لابن المغازلي : ٨١ ، وصحيح التّرمذي : ٢ / ٢٩٩ ح ٣٨٠٧ ، سنن التّرمذي : ٥ / باب ٨٧ / ٣٠١ ، وأخرجه الطّبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١٠٨ ، و : ١١ / ٥٥ / ١١٠٦١ عن ابن عبّاس ، الحاكم في المناقب : ٢٢٦ ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٢٦ و ١٢٧ و ١٢٩ ، أسنى المطالب للجزري : ٧٠ و ٧١ ، تأريخ بغداد : ١١ / ٢٠٤ و ٤٨ و ٤٩ و : ٢ / ٣٧٧ و : ٤ / ٢٤٨ ، و : ٧ / ١٧٢ ، لسان الميزان لابن حجر : ١ / ١٩٧ تحت رقم ٦٢٠ ، الصّواعق المحرقة : ٧٣ و ١٢٠ و ١٢٢ / ٩ طبعة المحمّدية أورد الحديثين «أنا مدينة العلم ...» و «أنا دار الحكمة ...».

وانظر تهذيب التّهذيب : ٦ / ٣٢٠ ، و : ٧ / ٤٢٧ ، تذكرة الحفّاظ : ٤ / ٢٨ طبعة حيدر آباد ، الفردوس لأبي شجاع الدّيلمي : ١ / ٧٦ / ١٠٩ ، مودّة القربى : ٢٤ ، مصابيح السّنّة للبغوي : ٢ / ٢٧٥ ، الجامع الصّغير للسّيوطي : ١ / ٣٧٤ ح ٢٧٠٥ و ٢٧٠٤ طبعة مصطفى محمّد ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند ـ

٧٠

والآخرة» (١) ... «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢). ولم يقل هذا في حقّ أحد

__________________

ـ أحمد : ٥ / ٣٠ ، وكنز العمّال : ٦ / ١٥٢ و ١٥٦ ، و ١١ / ٦١٤ / ٣٢٩٧٩ ، و ٦٠٠ / ٣٢٨٨٩ ، و : ١٣ / ١٤٧ / ٣٦٤٦٢ و ٣٦٤٦٣ ، و : ١٥ / ١٢٩ / ٣٧٨ الطّبعة الثّانية ، الفتح الكبير للنّبهاني : ١ / ٢٧٢ و ٢٧٦ ، البداية والنّهاية لابن كثير : ٧ / ٣٥٨ ، مجمع الزّوائد للهيثمي : ٩ / ١١٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٤ و ٦٣ ، فرائد السّمطين : ١ / ٩٨ ، شواهد التّنزيل للحافظ الحسكاني : ١ / ٣٣٤ / ٤٥٩ و ٨١ / ١١٨ و ٨٢ / ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ طبعة أخرى ، الرّياض النّضرة : ٢ / ١٩٣ و ٢٥٥ الطّبعة الثّانية.

وراجع فضائل الخمسة : ٢ / ٢٤٨ و ٢٥٠ ، جامع الأصول : ٩ / ٤٧٣ / ٦٤٨٩ ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ٢ / ٢٣٦ طبعة بيروت ، و : ٧ / ٢١٩ طبعة مصر بتحقّيق محمّد أبو الفضل ، ميزان الإعتدال للذّهبي : ١ / ٤١٥ و ٤٣٦ تحت رقم ٤٢٩ ، و : ٢ / ٢١٥ ، و : ٣ / ١٨٢ ، و : ٤ / ٩٩ ، اسد الغابة : ٤ / ٢٢ ، تأريخ دمشق لابن عساكر الشّافعي / ترجمة الإمام علي عليه‌السلام : ٢ / ٤٥٩ / ٩٨٣ و ٤٦٤ و ٤٧٦ حديث ٩٨٤ و ٩٨٦ و ٩٩٧.

(١) انظر ، سنن التّرمذي : ٥ / ٢٠ ح ٣٨٠٤ ، صحيح البخاريّ : ٢ / ٢٩٩ ، و : ٥ / ٣٠٠ / ٣٨٠٤ و ٦٣٦ / ٣٧٢٠ ، جامع التّرمذي : ٢ / ٢١٣ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٤ ، تيسير الوصول : ٣ / ٢٧١ ، مشكاة المصابيح هامش المرقاة : ٥ / ٥٦٩ الطّبعة الثّانية ، الرّياض النّضرة : ٢ / ١٦٧ و ٢١٢ ، تأريخ مدينة دمشق : ١ / ١٠٩ ح ١٤٩ ، الاسيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٣٥ ، مسند أحمد : ١ / ٢٣٠.

(٢) لم يكتف الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بأبداء التّوجيهات ، وإصدار التّحذيرات ، بل اتّخذ إلى جانب ذلك مواقف عملية من أجل صيانة وحدة الأمّة ويأتي في مقدّمة تلك المواقف موقفه بشأن الإمامة والخلافة من بعده ، فأنّ المتتبع لسيرة الرّسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجد فيها اهتماما بشيء كالإهتمام بخلافة الإمام عليّ عليه‌السلام من بعده بنصوص لا يبلغها الحصر والإحصاء بعضها في الإشادة بالإمام ، وبيان فضله ومنزلته ومزايا شخصيته ، وبعضها الآخر في تعيينه خليفة ، وإماما للمسلمين من بعده ، وأهمّ وأبرز تلك المواقف موقفه يوم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر حجّة حجّها إلى بيت الله الحرام في مكّة المكّرمة ، والّتي تسمّى بحجّة الوداع. «أيّ بلد هذا ، أليست بالبلدة الحرام»؟.

قلنا : بلى يا رسول الله!.

قال : «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ..».

قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيرا ؛ ـ

٧١

__________________

ـ قال : «أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ....؟».

قالوا : بلى نشهد ذلك.

قال : «أللهمّ اشهد».

ثمّ قال : «ألا تسمعون؟».

قالوا : نعم.

قال : «يا أيّها النّاس إنّي فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ...». انظر ، الأمالي الخميسيّة : ١ / ١٥٦ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٦٢ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٩ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩.

ثمّ قال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».

قالوا : بلى يا رسول الله! انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٤٣ ح ١١٦ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩.

قال : «ألستم تعلمون ـ أو تشهدون ـ أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟».

قالوا : بلى يا رسول الله. انظر ، مسند أحمد : ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩ و ٢١٢.

ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتّى نظر النّاس إلى بياض إبطيهما.

انظر ، الأمالي لأبي طالب : ٣٥ ، أمالي المؤيد بالله : ١٠٤ ، مستدرك الحاكم الحسكاني : ١ / ١٩٠ و ١٩٣ ، كتاب الأصول : ٣٨ ـ ٣٩.

ثمّ قال :

«أيّها النّاس! الله مولاي وأنا مولاكم ؛ فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه. اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه».

ثمّ قال : «اللهمّ اشهد». انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ و ١١٩ و : ٤ / ٢٨١ ، تذكرة الخواص للسّبط الجوزي الحنفي : ٣٠ ، السّيرة الحلبية : ٣ / ٢٥٧ ، السّيرة النّبوّية لزيني دحلان بهامش الحلبية : ٣ / ٣. انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ ، بلوغ الأرب وكنوز الذّهب في معرفة المذهب : ١٣٢ ، كتاب الأصول : ٣٨ ـ ٣٩ ، الأمالي لأبي طالب : ٣٣ ، أمالي المؤيد بالله : ٩٠ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٧ ، شواهد التّنزيل : ١ / ١٩٣ ، تأريخ ابن كثير : ٥ / ٢١٠. انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني : ١ / ١٩١ ، تأريخ ابن كثير : ٥ / ٢١٠.

ثمّ لم يتفرّقا ـ رسول الله وعليّ ـ حتّى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ ـ

٧٢

سوى عليّ. ألا يكفي عليّ عيبا أن يقول عنه سيّد الرّسل حين برز عمرو بن ودّ : «برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه» (١)؟! أمّا ذنب عليّ الّذي لا كفّارة له أبدا فهو

__________________

ـ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً). المائدة : ٣.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«الله أكبر على إكمال الدّين ، وإتمام النّعمة ، ورضا الرّبّ برسالتي ، وبالولاية لعليّ من بعدي. ثمّ قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

(١) فقد روى المؤرّخون في مبارزة عليّ عليه‌السلام يوم الخندق ، وأنّها أفضل من أعمال الأمّة إلى يوم القيامة بألفاظ مختلفة تؤدّي إلى نفس المعنى. فقد روى صاحب المستدرك عن سفيان الثّوري أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك لعليّ عليه‌السلام يوم الخندق. ورواه الخطيب البغدادي في تأريخ ه : ١٣ / ١٩ عن إسحاق بن بشر القرشيّ. وذكره الفخر الرّازي في تفسيره الكبير : ٣٢ / ٣١ ، وفي ذيل تفسير سورة القدر ورد بلفظ : لمبارزة عليّ عليه‌السلام مع عمرو بن عبد ودّ أفضل من عمل أمّتي إلى يوم القيامة. وذكر ابن أبي الحديد في شرح النّهج أيضا : ١٩ / ٦١ أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال حين برز عليّ عليه‌السلام لعمرو بن عبدودّ : برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه. وقال الإيجي في شرح المواقف : ٦١٧ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين. وفي السّيرة الحلبية بهامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٢٠ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قتل عليّ لعمرو بن عبدودّ أفضل من عبادة الثّقلين.

وقال الفخر الرّازي في نهاية العقول في دراية الاصول : ١١٤ أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين ، تأريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ عليه‌السلام : ١ / ١٥٥ ، وفرائد السّمطين : ١ / ٢٥٥ ح ١٩٧ ، وهامش تأريخ دمشق : ١٥٥ ، وشواهد التّنزيل : ٢ / ١٤ ح ٦٣٦ ، والمناقب للخوارزمي : ١٦٩ ح ٢٠٢ و ٥٨ الفصل ٩ ، في كتاب المواقف : ٣ / ٢٧٦ ، وهداية المرتاب : ١٤٨ ، وكنز العمّال : ٦ / ١٥٨ الطّبعة الأولى ، شرح المختار قال ابن أبي الحديد في (٢٣٠) في باب قصار كلام أمير المؤمنين من نهج البلاغة : ٥ / ٥١٣ .. تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلّها ، الدّر المنثور : ٥ / ١٩٢.

وها هو عليه‌السلام يقول : ... نشدتكم الله ، أفيكم أحد يوم عبر عمرو بن عبدودّ الخندق وكاع عنه جميع النّاس فقتله غيري؟ قالوا : أللهمّ لا. (انظر ، تأريخ بغداد : ١٣ / ١٩ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٤٥ ، ـ

٧٣

أن يسأل الله النّاس غدا عن ولايته ومتابعته ، كما يسألون عن الإيمان بالله ، والرّسول ، واليوم الآخر ، قال ابن حجر ، وهو من علماء السّنّة في كتابه الصّواعق المحرقة : أنّ قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (١) ، نزلت في عليّ ، وأنّ

__________________

ـ تلخيص المستدرك : ٣ / ٣٢). ويوم الخندق لمّا سكت كلّ منهم ولم يجب طلب عمرو بن عبد ودّ العامري. وكادت تكون هزيمة نكراء لو لم ينهض بها عليّ بن أبي طالب ، وبهذا قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه.

وبهذا وذاك تذهب أدراج الرّياح إيرادات ، وإشكالات ، وتبريرات ابن تيمية حين قال كما ورد في السّيرة الحلبية ومعها هامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٢٠ : إنّها أي ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين ـ من الأحاديث الموضوعة الّتي لم ترد في شيء من الكتب الّتي يعتمد عليها ولا بسند ضعيف ، وكيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين الإنس والجنّ ومنهم الأنبياء؟! ثمّ قال : بل إنّ عمرو بن عبدودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة.

والجواب نحن لسنا بصدد هذا الكلام ومناقشته بل نورد ما قاله العلّامة برهان الدّين الحلبي الشّافعي في نفس كتابه السّيرة الحلبية وفي نفس الجزء والصّفحة : إنّ عمرو بن عبد ودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة ، قيل وليس له أصل ، وكان عمرو بن عبدودّ قد قاتل يوم بدر حتّى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد ، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما ... وأنّه نذر لا يمسّ رأسه دهنا حتّى يقتل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ... وقوله «كيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين» فيه نظر لأنّ قتل هذا كان فيه نصرة للدّين وخذلان الكافرين ... وقال الشّيخ المظفر في دلائل الصّدق : ٢ / ٤٠٢ : لمبارزة عليّ لعمرو أفضل من ... فكان هو السّبب في بقاء الإيمان واستمراره وهو السّبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدّين ، لكن هذا ببركة النّبيّ الحميد ودعوته وجهاده في الدّين ... وانظر أيضا المعيار والموازنة : ٩١ ، حياة الحيوان الكبرى للدّميري : ١ / ٢٣٨ طبعة مصر عام ١٣٠٦ ه‍ ، المطبعة المشرفية ، عليّ بن أبي طالب بقية النّبوّة : ١٤٥ طبع مصر عام ١٣٨٦ ه‍ ، مطبعة السّنّة المحمّدية ، الإمام عليّ أسد الله ورسوله : ٢٨ ، الإمام عليّ رجل الإسلام المخلّد لعبد المجيد لطفي : ٧٥ ، خاتم النّبيين لمحمّد أبو زهره : ٢ / ٩٣٨.

(١) الصّافّات : ٢٤.

٧٤

النّاس مسئولون عن ولايته (١). هذي هي عيوب الإمام ، وهذي هي ذنوب أبنائهعليهم‌السلام! ...

قال الإمام أحمد بن حنبل لمّا سئل عن معاوية : «أنّ قوما أبغضوا عليّا ، فتطلبوا له عيبا فلم يجدوه ، فعمدوا إلى رجل قد ناصبه العداوة ، فأطروه كيدا لعليّ» (٢).

أجل ، أنّهم لم يجدوا. ولن يجدوا عيبا واحدا للإمام ، ولو حرصوا كلّ الحرص ، ولكن هذا لا يمنعهم من الإفتراءات والأكاذيب ، كما لم يمنعهم مقام الرّسالة عمّا نسبوه إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من أن هوى إمرأة زيد ابن حارثة ، وأنّه لم يزل بها حتّى استخلصها لنفسه. واقرأ معي هذه الفرية لتعرف جرائمهم على الله والرّسول :

كان هاشم المرقال (٣) بطلا شجاعا ، ومؤمنا صادقا ، وكان من أفاضل أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب لواء الإمام يوم صفّين قاتل قتالا شديدا حتّى قتل في نصرة

__________________

(١) انظر ، الصّواعق المحرقة لابن حجر : ٩٠ طبعة الميمنيّة بمصر و : ١٤٧ طبعة المحمّديّة ، نظم درّر السّمطين : ١٠٩ ، شواهد التّنزيل : ٢ / ٧٨٥ ـ ٧٨٩ ، كفاية الطّالب : ٢٤٧ طبعة الحيدريّة و ١٠٥ طبعة الغري ، فرائد السّمطين : ١ / ٧٩ ، تذكرة الخواصّ : ١٧.

(٢) انظر ، النّصائح الكافية لمحمّد بن عقيل : ٢٢.

(٣) طعنه الحرث بن المنذر في بطنه فسقط على الأرض ، وقد رأى عبيد الله بن عمر صريعا إلى جانبه ، فجشى حتّى دنا منه وعضّ على ثدييه حتّى تبيّنت فيه أنيابه ، ثمّ مات هاشم ، وهو على صدر عبيد الله. (منه قدس‌سره». انظر ، تأريخ الطّبري : ٦ / ٢٤ ، وقعة صفّين : ٣٥٦ ، اسد الغابة : ٥ / ٤٩ ، المستدرك : ٣ / ٣٩٦ ، الإصابة : ٣ / ٥٩٣ ، الإستيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٦١٦ ، تأريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٩٦ ، البداية والنّهاية : ٧ / ١٩٦ ، مروج الذّهب : ٢ / ٣٨٥ ، الفتوح لابن أعثم : ٢ / ٤٣٧ ، الأخبار الطّوال : ١٦٧.

٧٥

الإمام في اليوم الّذي استشهد فيه عمّار بن ياسر ، وفي ذات يوم رأى شابّا يخرج من عسكر الشّام يضرب عسكر الإمام بسيفه ضزرب المستميت ، ومن غير وعي ، فأتاه وكلّمه بهدوء ، وقال له : يا هذا! أنّك تقف موقفا غريبا ، أنت مسئول عنه غدا. فقال له الشّاب : لقد قيل لي : أنّ صاحبكم لا يصلّي! ... فقال له هاشم : أنّهم خدعوك ، فعليّ ولد في الكعبة ، وأوّل من صلّى مع الرّسول إلى القبلة ، وقاتل معاوية وأباه من أجل الصّلاة ، ولو رأيت عسكر عليّ في ظلام اللّيل لرأيت التّهجد ، والتّضرع ، والصّلوات ، وتلاوة القرآن ، فاقتنع الشّاب ، وترك القتال (١).

__________________

(١) انظر ، هذه القصّة في تأريخ الطّبري : ٣ / ٩٤ ، ووقعة صفّين : ٤٠٢ طبعة مصر ، الكامل في التّأريخ :

٣ / ١٣٥ ، المعيار والموازنة : ١٦٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢٧٨.

وهو هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهري ، الملقّب بالمرقال ، وكان مع عليّ عليه‌السلام يوم صفّين ، ومن أشجع النّاس ، وكان أعور ، وهو القائل :

أعور يبغي أهله محلّا

قد عالج الحياة حتّى ملّا

لا بدّ أن يغلّ أو يغلّا

وقيل هكذا ترتيب الأبيات كما ورد في مروج الذّهب : ٢ / ٢٢ ، والطّبريّ : ٦ / ٢٢.

قد أكثروا لومي وما أقلّا

إنّي شريت النّفس لن أعتلّا

أعور يبغي نفسه محلّا

لا بدّ أن يغلّ أو يغلّا

قد عالج الحياة حتّى ملّا

أشدّهم بذي الكعوب شلّا

وفي الطّبريّ : ٦ / ٢٤ : يتلّهم بذي الكعوب تلّا.

فقتل من القوم تسعة نفر أو عشرة وحمل عليه الحارث بن المنذر التّنوخي فطعنه فسقط ؛ ، وقد رثاه الإمام عليّ عليه‌السلام فقال كما ذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفّين : ٣٥٦.

جزى الله خيرا عصبة أسلمية

صباح الوجوه صرّعوا حول هاشم

ولكن ما أن سقط هاشم ؛ فأخذ رايته ابنه عبد الله بن هاشم وخطب خطبة عظيمة وقال فيها : إنّ هاشما كان عبدا من عباد الله الّذين قدّر أرزاقهم ، وكتب آثارهم ، وأحصى اعمالهم ، وقضى آجالهم ، فدعاه ـ

٧٦

وقال الشّمر أو من هو على شاكلته ، قال للحسين ، وهو يصلّي في قلب المعركة قبل مصرعه ، صلّ يا حسين ، إنّ صلاتك لا تقبل» (١). الله أكبر! ... لا يقبل الله صلاة الحسين ، ويقبل من الشّمر قتل الحسين! .. وقال ابن زياد حين بلغه قتل الحسين : الحمد لله الّذي قتل حسينا ، ونصر أمير المؤمنين يزيد» (٢)! .. وعند ما أوتي بمسلم بن عقيل لابن زياد ، وكان قد آلمه العطش من أثر القتال ، فرأى قلّة ماء فطلب أن يسقوه منها ، فقال له باهلي : «لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم» (٣) ، وكان يزيد ينكث ثنايا الحسين بقضيب مكتوب عليه : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» (٤) ، وسجد معاوية شكرا لله بعد أن قتل الحسن بالسّم (٥) ، وهكذا يدلسون ويموهون ، ليثق بهم السّذّج البسطاء ، ويثنوا المخلصين عن طريق الحقّ ، والجهاد في سبيله ؛ ولكنّ الله ، وهو أحكم الحاكمين ، قد فضحهم إلى يوم يبعثون ، وعاملهم بخلاف قصدهم ، أمّا

__________________

ـ ربّه الّذي لا يعصى فأجابه ... ولهاشم المرقال مواقف كثيرة ذكرها ابن نصر في وقعة صفّين : ٩٢ و ١٥٤ و ١٩٣ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٢٦ و ٣٢٨ و ٣٣٥ و ٣٤٠ و ٣٤٦ و ٣٤٨ و ٣٥٣ و ٣٥٩ و ٣٨٤ و ٤٠١ ـ ٤٠٥ و ٤٢٦ و ٤٢٨ و ٤٣١ و ٤٥٥.

انظر ترجمته في اسد الغابة : ٥ / ٤٩ ، والمستدرك : ٣ / ٣٩٦ ، وتأريخ الطّبريّ : ٥ / ٤٤ ، الإصابة: ٣ / ٥٩٣ ، الاستيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٦١٦ ، وتأريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٩٦.

(١) انظر ، ينابيع المودّة : ٣ / ٧١ طبعة اسوة.

(٢) انظر ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٥١ ، جواهر المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ : ٢ / ٢٩٢.

(٣) انظر ، تأريخ الطّبريّ : ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٤) انظر ، اسد الغابة : ٢ / ٢١ ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٤٩ ، مناقب التّرمذي : ٥ / ٦٦٠ ح ٣٧٨٠.

(٥) انظر ، مروج الذّهب : ٢ / ٣٠٥ ، الإستيعاب : ١ / ٣٧٤ ، كفاية الطّالب : ٢٦٨ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ١٤١ الفتوح لابن أعثم : ٢ / ٣٢٣ هامش رقم «٣».

٧٧

المخلصون فلم يكترثوا.

يزري الجبان بسيف عن

تر والبخيل بجود حاتم

ومهما تكن الدّعايات ، والإفتراءات فلا تستطيع الصّمود أمام الحقيقة ، أمام عظمة الإمام وأبناء الإمام. فهذه المحافل في كلّ مكان ، وهذه الدّموع الجارية أنهرا على الحسين ، وهذه الأصوات المدويّة بالصّلاة عليهم ، واللّعنة على أعدائهم وقاتليهم ، وهذه القباب الذّهبية الّتي تناطح السّحاب ، وهذه الوفود الّتي تؤمّها من كلّ حدب وصوب ، كلّ هذه وما إليها إن هي إلّا صواعق ، وقنابل تنهال على أعداء أهل البيت ، وأناشيد الخلود يردّدها الدّهر إلى يوم يبعثون.

أجل ، لقد قتل الحسين ، وغرق جسمه الشّريف في بحر من دمائه ، أمّا روحه وذكراه ، أمّا مبدأه وعمله ففي بحر من عطر ونور.

إن يبق ملقى بلا دفن فإنّ له

قبرا بأحشاء من والاه محفورا

٧٨

ما هذا البكاء

لك عندي ما عشت يا ابن رسول

الله حزن يفي بحقّ ودادي

ناظر بالدّموع غير بخيل

وحشي بالسّلو غير جواد

هذا هو شعار الشّيعة : قلب حزين ، وطرف دامع على مصاب أهل البيت عليهم‌السلام.

وقال قائل : ألا يجد الشّيعة سبيلا يعبّرون به عن ولائهم لأهل البيت غير البكاء والدّموع؟!.

قلت : أجل : نعبّر أيضا عن ولائنا لهم بالصّلوات إلى مقاماتهم المقدّسة ، والتّبرك بأضرحتهم ، وبشدّ الرّحال إلى مقاماتهم المقدّسة ، والتّبرك بأضرحتهم الشّريفة.

قال : تعيشون في عصر الذّرّة والكواكب ، ثمّ تبكون على من مات من مئات السّنين ، وتشدّون الرّحال إلى الأحجار والصّخور؟!.

قلت : أمّا البكاء على الحسين عليه‌السلام فليس بكاء على من مات ، كما يفهمها الجاهلون ، ولا هو بكاء الذّل والإنكسار ، وإنّما هو احتجاج صارخ على الباطل وأهله ، أنّه صواعق تنهال على رؤوس الطّغاة الظّالمين في كلّ زمان ومكان ، أنّه تعبير صادق عن الإخلاص للحقّ ، والنّقمة على الجور ، أنّه تعظيم للتّضحية والفداء ، والحقّ والواجب ، والشّجاعة على الموت ، وإكبار للأنفة من الضّيم ،

٧٩

والصّبر في المحنة ، والشّدائد. أنّ الّذين ينشدون في محافل التّعزية :

لا تطهر الأرض من رجس العدى أبدا

ما لم يسل فوقها سيل الدّم العرم (١)

لا يبكون بكاء الذّل والضّعف ، بل ينظمون نشيد الحماسة من دموعهم ، ويردّدون هتاف الحقّ والعدل من الحسرات والزّفرات.

أمّا زيارات الأماكن المقدّسة ، أمّا الصّخور والأحجار فليست الهدف ، والغاية ، ولو كانت هي القصد لكان في هذه الجبال الشّامخات غنى عن مشقّة السّفر والتّرحال ، أنّ المقصود بالذّات هو صاحب المقام ، أمّا الأحجار فلها شرف الإنتساب ، تماما كالأحجار الّتي بني منها البيت الحرام ، ومسجد الرّسول ، وسائر المعابد ، وكجلد القرآن الكريم (٢). وقد رأينا كيف تحتفظ الشّعوب والدّول ببيوت الأدباء الكبار ، كشكسبير ، ولامرتين ، وهوغو وغيرهم ، وتحيطها بهالة من التّقديس والتّعظيم. ولو عرض للبيع ساعة أو حذاء أو أي شيء ينسب لعظيم قديم لبذل في سبيله أغلى الأثمان ، وما ذاك إلّا لشرف الإنتساب.

جاء في التّأريخ أنّه حين أتي برأس الحسين إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشّرب ، والرّأس الشّريف بين يده ، فصادف أن دخل عليه رسول ملك الرّوم ،

__________________

(١) انظر ، ديوان سيّد حيدر الحلّي (قدس‌سره) من قصيدة في رياض المدح والثّناء : ٥٥.

(٢) حكم الفقهاء بتحريم تنجيس المساجد أرضها ، وحيطانها ، وحصيرها ، وفرشها ، وأوجبوا إزالة النّجاسة ، وقالوا : بتحريم مس كتابة القرآن الكريم إلّا مع الوضوء ، وقال الشّافعيّة : لا يجوز مس جلده أيضا ، حتّى ولو انفصل عنه ، ولا مس علّاقته ما دام القرآن معلّقا بها. (منه قدس‌سره).

انظر ، السّنن الكبرى للبيهقي : ١ / ٨٧ ، تنوير الحوالك : ١ / ٣٠٣ ، سنن الدّار قطني : ١ / ١٢١ ، أحكام القرآن للجصّاص : ٥ / ٣٠٠ ، تفسير الثّعالبي : ٤ / ٣٥٧ ، المطالب العالية : ١ / ٢٨.

٨٠