أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

ويلاحفُ الخوف. والتحفتِ الدّابّةُ بالسِّمَن ولُحِفت ؛ قال الأغلب يصف فرساً :

من كلّ مَحبوكِ الأعالي قد لُحِفْ

ولحَفَني فضلَ لِحافه : أعطاني فضلَ عطائه. ولحَفْتُه سهماً : أصبتُه به. ولحَفَه بجُمْع كَفِّه : ضربه. ولحَفْتُ النَّارَ الحطَبَ إذا ألقيتَه عليها ؛ قال ابن مُقبل :

وتَلحَفُ النّارَ جَزْلاً وهيَ بارزَةٌ

ولا تَلُطُّ وراء النّارِ بالسُّتَرِ

وأصابه جُوع يَلحَفُ الكبد ويلحس الكبد ويعضُّ بالشراسيف. ولحَفْتُ عنه اللّحم : سحوتُه كأنّه كان لحافاً له فكشفتُه عنه. ولحَفَ القمرُ : امتَحَقَ. وألحَفَ ظُفُرَه وأحفاه : استأصله بالمِقَصِّ ، ويجوز أن يكون إلحافُ السائل منه.

لحق ـ لَحِقَه ولَحِق به لَحَقاً ولَحَاقاً ، وهما سابقٌ ولاحِقٌ ، وهو من اللَّحَقِ : من اللّاحقين ، وألحقتُه به. وقيل في قول القانت : «إنّ عذابك بالكُفّار مُلحِقٌ». هو بمعنى لاحِق والوجه أن يراد مُلحِقٌ بهم الفُسَّاقَ فحُذف المفعولُ. وتلاحق القومُ. وتلاحقتِ الركابُ : تتابعوا. وأثمر الشّجَرُ اللَّحَقَ والألحاقَ واللاحِقةَ واللّواحِقَ وهو الثَّمَرُ بعد الثّمر الأوّل ؛ وهذه الثّمار من اللَّحَقِ.

ومن المجاز : هو مُلْحَقٌ : مُلْصَق دعيّ ، واستلحقَه : ادّعاه. وتلاحقَت الأخبار : تتابعتْ. وتلاحقتْ أحوالُ القوم. ولحِق الفرسُ : ضَمَر. ولحق بطنُه ، وفرس لاحق ؛ وأنشد سيبويْه :

لاحِق بَطْنٍ بِقِرى سَمِينِ

لحك ـ شيء مُلاحِكٌ ومُتلاحِكٌ : متداخِل متلائم. ولُوحِكَ البُنيانُ. ولُوحِكَ فِقَارُ هذه النّاقة ؛ قال الطرمّاح يصف الرَّحل :

تُخُيِّرَ من سَرارَةِ أثْلِ حَجْرٍ

ولاحَكَ بينَه نحتُ القُيُونِ

لحم ـ معه لُحْمَانٌ كثيرٌ ولِحامٌ ، ولحَمتُ العظمَ : أخذتُ ما عليه من اللّحم وعَرقْتُه ، ولحَمتُ الرّجُلَ وألحمتُه : أطعمتُه اللّحمَ ، ورجُل لحيمٌ ، لاحِمٌ ، لَحم ، مُلْحِمٌ : سمين ، ذو لحم ، أكولٌ له ، مُطْعِمه.

ومن المجاز : هذه لُحْمة البازي : لطُعْمته ، ولُحمةُ الثّوب ، ولُحمة الأرض لبَقْلها الذي يلبِسها. وبينهم لُحمة نَسَبٍ. وألحِمِ البازي. وألحِمْ ما أسديتَ. ورجلٌ لحيمٌ : قتيل ، وقد لُحِمَ ومعناه قُطِع لَحْمه. ولهم مَلْحَمة وملاحمُ. وألحمَ نَفْسَه الموتَ : جعلها لُحْمَةً له. وألحمَتني الفَسَقَةُ فَسَبّوني. وألحمَه الأرضَ إذا جدله. وفلان مُلحِمٌ ومُستلحِمٌ ، وألْحَمَه القتالُ إذا لم يجد منه مخلصاً ؛ قال العجّاج :

إنّا لعَطّافونَ فوْقَ المُلْحَمِ

إذا العَوالي أخرَجتْ أقصَى الفَمِ

واستلحمه الخَطْبُ : نَشب فيه ؛ قال ابن مُقبل :

ويَنفَعنا عند البَلاء بَلاؤهُ

إذا استلحم الأمرُ الدّثورَ المُغمَّرا

واستلحمَ الطّريقَ : ركبه ولزمه. وزَرعٌ مُلحِمٌ ، وقد ألحم الزّرْعُ : صار له لَحْم وهو دقيقه إذا شربه : مِنْ ألحم الرجلُ إذا صار ذا لَحْم. وتلاحَمتِ الشَّجَّة : تلاءم لحمُها ، ومنه : لاحم بين الشيئين ، ولاحَمَ الصّدْعَ : لأمَه ؛ قال الحطيئة :

هُمُ لاحَمُوني بعد فَقرٍ وعُسرَةٍ

كما لاحمَ العَظْمَ الكسيرَ جبائرُهْ

ولحمَ الصائغُ الذّهب والفضّة باللِّحام يَلحَمه فالتحم. وألحم بينهم شرّاً ، وألحمَ الحربَ فالتحمتْ. وامرأةٌ متلاحِمة : رَتْقاء. وفلان مُلحَم بالقوم : مُلْصَق. وحَبلٌ ملاحَمٌ : مُغارٌ ؛ وقال الطرمّاح :

نُطعِمُها اللّحمَ إذا عزّ الشّجَرْ

والخَيلُ في إطعامِها اللّحمَ عَسَرْ

أراد اللّبن لأنّه يَحُطّ لحم الحلائب فكأنّهم يُطعمون الخيلَ لحمَها.

لحن ـ لحَنَ في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطإ أو صَرَفه عن موضوعه إلى الإلغاز. ورجل لحَّان ولحّانة.

٥٦١

ولحَّنتُه : نسبتُه إلى اللّحن وقلتُ له : قد لحَنتَ ، ولَحَنْتُ له لَحْناً : قلتُ له ما يفهمه عنّي ويخفى على غيره. وعرفتُ ذلك في لَحْنِ كلامه : في فحواه وفيما صرفه إليه من غير إفصاح به ؛ قال :

مَنطِقٌ واضحٌ ويَلحَنُ أحيَا

ناً وأحلى الحديث ما كان لَحْنَا

ولاحنَني مُلاحنةً ؛ قال الطرمّاح :

وأدّتْ إليّ القوْلَ عنهنّ زَوْلَةٌ

تُلاحِنُ أو ترْنو لقوْلِ المُلاحِنِ

أي تُكَالم بما يخفى على النّاس. وعن أبي مَهديَّة : ليس هذا من لَحْني ولا من لَحْنِ قومي أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلّم به يعني لُغتَه ولِسْنَه ، ومنه : «تعلّموا الفرائضَ والسُّنّة واللّحنَ كما تتعلّمون القرآن». وهذا لَحْنُ مَعْبَدٍ وألحانُه ومَلاحنُه : لما مال إليه من الأغاني واختارَه. ولحَّن في قراءته تلحيناً : طرَّب فيها ، وقرأ بألحانٍ ولُحُونٍ. ولَحِنَ ذلك عني بكسر الحاء : فهمه ، وألحنتُه إيّاه. وهو لَحِنٌ بحُجّته : فَهِمٌ فَطِنٌ بها يصرفها إلى أي وجه شاء. وفلان لَسِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ ؛ قال لبيد :

مُتَعَوِّدٌ لَحِنٌ يُعيدُ بكَفِّهِ

قَلَماً على عُسُبٍ ذَبَلنَ وبانِ

وفلان ألْحَنُ بحُجَّته من صاحبه ، وفلان يُلاحِنُ النّاسَ : يفاطِنُهم ويغالبهم لفطنته ودَهائِه.

ومن المجاز : قِدْحٌ لاحِنٌ : ليس بصافي الصوت عند الإفاضة. وقوسٌ لاحِنَةٌ عند الإنباض ، وسهم لاحنٌ عند التنفير ، وإذا صفا صوته قيل : مُعرِبٌ ؛ وقال ذو الرمّة :

في لحنه عن لغات العُرب تعجيمُ

لحو ـ لحوتُ العودَ ، وقشرتُ لحاءَه ، ولحوتُ النخلةَ بالمِلحَى وهي ما يُقشر به لحاؤها ؛ قال :

تَبَدّلتُ بعدَ الطّيلَسانِ عَباءةً

وبعد سِنان الرّمح مِلْحًى ومِخلَبَا

ورجَفَ لَحْياه ، وألْحِيها. وشيوخٌ بِيضُ اللِّحَى واللُّحى. «وأُمر بالتّلَحِّي» وهو إدارة العمامة تحت الحَنَك.

ومن المجاز : لحَاه الله ، ولحَاه اللَّاحي : لامه اللائم ؛ قال :

لحوتُ شَمَّاساً كما تُلحى العِصِي

سبّاً لوَ انّ السَّبَّ يُدمي لَدَمي

ولاحاه ملاحاةً.

لخص ـ لخَّص الكلامَ تلخيصاً ، وكلامٌ مُلَخَّصٌ. وفي جفنه لخَصٌ وهو أن يكون لَحِيماً ، وجفنٌ لَخِصٌ. ورجلٌ ألخَصُ.

لخن ـ لَخِنَ السِّقَاءُ. وشَكْوَةٌ لَخِنَةٌ : منتنَةٌ. ولَخِنَتْ أرفاغُ السّودان لَخَناً. وأمَةٌ لَخْنَاءُ. وشتمه ولَخَّنه : قال له يا ابن اللَّخناء. وأديمٌ ألخنُ : أُلقيَ في الدّباغ فتغيّرت رائحتُه. وقُلفَةٌ لَخناء ، ولخَنُها : بياضُها الذي يُشبِه التَّكَرُّجَ ونتنُها.

لدد ـ رجلٌ ألدُّ وألَنْدَدٌ ويَلَنْدَدٌ ، وفيه لَدَدٌ ، وقومٌ لُدٌّ ، ولادَّهُ ملادّةً ولِداداً ، وهو شديد اللِّداد. وتركت فلاناً يتردّد ويتلدّد : يتلفّت. وضربه على لَديدَيْ عنقه وهما صفحتاها ، وضربه على متلدَّدِه على عنقه ؛ قال :

ولو شئتُ نجّتني من القومِ جَسرَةُ

بعيدَةُ بينَ العَجْبِ والمتلَدَّدِ

ونزلوا في لديدَي الوادي. وَلُدَّ فلانٌ : سُقِيَ اللَّدود وهو ما سُقيَ في أحدِ لَديدي الفم وهما شِقّاه. والتددتُ : نحو استطعت ؛ قال ابن أحمر :

شربتُ الشُّكاعَى والتدَدتُ ألدّةً

وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكاوِيا

وهو شديدٌ لديدٌ.

لدغ ـ لدَغَتْهُ الحيّةُ والعقربُ : ورجلٌ لديغٌ ، وقوم لَدْغَى ، وألدغتُهُ : أرسلتُ عليه حيّة أو عقرباً فلدَغته.

ومن المجاز : لدغتُه بكلمةٍ : لذعته بها. وفلان قَرَّاصة لَدَّاغَةٌ ، وله عقاربُ لدّاغَةٌ.

لدم ـ لَدَمَتِ النّائحةُ صدرَها وعضديْها ، والتدمتْ بنفسها ،

٥٦٢

كقولك : خضَبتْ يدها واختضبتْ. ولَدَمَ الصائدُ جُحرَ الضَّبُع بحجرٍ فتحسبه صيداً فتخرج فتُصاد ، وفي حديث عليّ رضي‌الله‌عنه : لا أكونُ مِثلَ الضّبع تسمع اللَّدْمَ فتخرج حتى تُصاد ؛ وقال ابن مقبل :

وللفؤادِ وجيبٌ تحتَ أبْهَرِهِ

لدْمَ الغلام وراءَ الغيبِ بالحجَرِ

وأخذته أُمُ مِلدَمٍ وهي الحمَّى. ولَدَمَ الثوبَ والخفَّ ولدَّمه وتلدَّمه : رقّعه ، وثوبٌ وخُفٌ لَديمٌ ومُلَدَّمٌ ومتَلَدَّم ؛ ورُويَ قول القطاميّ :

ولكنّ الأديمَ إذا تَفَرَّى

بِلًى وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعَا

ولكنّ اللَّديم. وتقول : نِعْم العِوَضُ من الخفِ اللَّديم خُفُّ الأديم.

لدن ـ لَدُنَ العُودُ والرمحُ لَدانة ولُدونة ، ورمحٌ لَدْنٌ ، ورِماحٌ لُدْنٌ ولِدانٌ ، وقناة لَدْنةُ الكُعوبِ. وسرنا لَدُنْ غدوة : من طلوع الشّمس إلى غروبها ؛ وقال :

لَدُنْ غدوَة حتى ألاذ بخفّها

بقيّة منقوص من الظّلّ قالِصِ

ومن المجاز : لَدُنَتْ أخلاقه وهو لَدْنُ الخليقة : ليّن العريكة. وتلدّنْتُ في حاجتي : تمكَّثت. وتلدَّنتُ بالمكان : أقمتُ. وأرض سباريتُ : ما بها مُتلدِّنٌ. وتلدّنتْ عليَّ راحلتي إذا لم تمشِ. وَ (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا).

لذذ ـ لذَّ الشيءُ لَذّةً ولَذاذَةً ، والتَذّ التذاذاً ، وشيء لَذٌّ ولذيذٌ. وهو في لذٍّ من العيش ، وله عيشٌ لَذٌّ ؛ قال محمد ابن ذؤيب العُمانيّ :

إذ العيشُ لَذٌّ والجميعُ بغبطَةٍ

لهم سامر والرّوض مستأسد البَقل

وقال :

ولَذّ كطَعمِ الصَّرخَديِّ تركته

بأرض العدى من خشية الحَدثانِ

أراد النّوم. وخمرٌ لَذَّةٌ. ورجلٌ لَذٌّ : طيّب الحديث. وهذا أطيبُ وألَذُّ. ولَذَذتُ الشيء ولَذَذتُ به والتذذتُه والتذذتُ به وتلذّذتُ ، وهذا ممّا يَلذّني ويلذّذني ، واستلذّه. ولاذَّ الرّجلُ امرأته مُلاذَّةً ولِذاذاً ، وتَلاذَّا عند التماس.

لذع ـ لذَعتْه النّارُ والحرُّ فالتذعَ ، وتلذّعتِ النّارُ : تضرّمتْ.

ومن المجاز : لَذَعَ الحُبُّ قلبَه ؛ قال أبو دؤاد :

فدمعيَ من ذكرها مُسبِلٌ

وفي الصّدرِ لَذْعٌ كلَذع الغَضَا

ولَذَعتُه بلساني. والقَيْحُ يَلذَع القرْحةَ ، والتذعتِ القرحةُ من القَيْح. وأجد لَذعةً ولوعةً. وإنّك لمَذَّاعٌ لَذَّاعٌ : لمن يَعِدُ بلسانه خيراً ثمّ يلذَعُ بالخُلف. وكلّمتُه فإذا هو غضبانُ يتلذّعُ. ورأيتُه راكبَ بعيرٍ يتلذَّع تحتَه ؛ قال :

تَلذَّعُ تحتَهُ أُجُدٌ طوَتْها

نُسوعُ الرَّحلِ عارفةٌ صبورُ

ورجل لَوذعيٌ : ذكيّ حديد النّفْس ؛ قال يرثي ابن لُبنى :

أُذلَّتْ هُذيلٌ يا ابن لُبنى وجُدّعتْ

أُنوفُهُمُ باللَّوْذَعيِ الحُلاحِلِ

لزب ـ طينٌ لازِبٌ. وأصابتهم لَزْبَةٌ : شدّةٌ ، ولَزَباتٌ.

ومن المجاز : ما هذا بضربةِ لازِبٍ.

لزج ـ شيءٌ لَزِجٌ بيّن اللُّزوجة ، يقال : بلغَمٌ لَزِجٌ وزبيبٌ لَزِجٌ. وأكلتُ شيئاً فلَزِجَ بأصابعي : عَلِقَ. ودققتُ الورقَ حتى تلزَّج.

لزز ـ لَزَّ البابَ يَلُزُّه إذا لحجه ، وهذا لِزازُ الباب : لنُجافه الذي يُلَزُّ به. ولُزَّ الشيءُ بالشيء : قُرن به وأُلصق فالتزّ به ، ولازَّه : لاصقه. ورجل مُلزَّز الخَلْق : مُدْمَجه. وافتح لُزَّ الحُقَّة ولُزَّ المِجمرِ وهو الزُّرفين ؛ قال ابن مقبل :

لم يعدُ أن شَقَّ النّهيقُ لَهاتَهُ

ورأيتُ قارِحَه كلُزِّ المِجمَرِ

ومن المجاز : لَزَّه إلى كذا : اضطرّه. ولُزِزْتَ بي يا فلان ؛ وقال :

وَلا اتّقيَ الغيُورَ إذا رآني

ومثلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

٥٦٣

وهو مِلَزٌّ في خصوماته ، وإنّه لِزازُ خصم ، ولِزازُ مالٍ : مصلح له. وجعلتك لِزازاً لفلان لا تدعه يخالف.

لزم ـ لزِمهُ المالُ لُزوماً ، وألزمتُه إيّاه. ولزِمَ غريمه لَزْماً. ولا تنزعْ من لَزْمِه حتى تنتزعَ الحَقَّ منه. وفلان ملزوم. وأخذ يمطلني فلازمتُه حتى استوفيتُ حقِّي منه. وألزمتُ خصمي إذا حججته. (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) : عذاباً لازماً. والتزمَ الأمرَ. وهذا مِلزَمُ الصَّيْقَل : لخشبته التي يصقل عليها.

ومن المجاز : التزمه : عانقه.

لزن ـ عيشٌ لَزْنٌ : ضيّق. وزمنٌ ألزَنُ : شديد الكَلَب ؛ قال :

ومَعاذراً كذِباً ووجهاً باسِراً

وتَشَكّياً عضَّ الزّمانِ الألزَنِ

لسب ـ لَسِبْتُ العسل : لعقتُه. ولَسَبتْه العقربُ.

ومن المجاز : لَسَبه بلسانه. وفلان لسَّابة للنّاس. ولسبَه أسواطاً : ضربه.

لسس ـ الدابّة تَلُسُ النّباتَ : تأخذه بجحفلتها ؛ وقال زهير :

ثلاثٌ كأقواس السّراء وناشِط

قدِ اخضرّ من لَسِ الغَميرِ جحافلُهْ

وقال الكميت :

لَسَ الغَمِيرَ بها مُستَقبلاً أُنُفاً

من الرّبيعِ وحتى اغلولبَ العُشبُ

ومن المجاز : فلان يَلُسُ لي الأذى : يدسّها.

لسع ـ لسَعتْه العقربُ والزُّنبور وهو الضربُ بالذنب واللّدغ بالفم ، وألسعتُه : أرسلتُ عليه عقرباً تلسعه.

ومن المجاز : فلان يلسَع النّاسَ : يؤذيهم بلسانه ويقرصهم. ورجُلٌ لُسَعَةٌ. وأتتني منه اللّواسعُ : النّواقر من الكَلِم. وامرأةٌ لَسُوعٌ : فارك تلسع زوجها بسلاطتها. وأكل بين النّاس وألسع : أغرَى.

لسن ـ لهم ألسنٌ وألسنةٌ حِدادٌ ، ورجلٌ لَسِنٌ : بيّن اللّسن وقد لَسِنَ. ولكلّ قومٍ لِسْنٌ : لغةٌ. ولسَنتُه : أخذته بلساني ؛ قال :

وإذا تلسُنُني ألسُنُها

إنّني لستُ بموْهونٍ فَقِرْ

ولاسنني فلان فلسنتُه ، وكانت بينهما ملاسنةٌ. ونعلٌ مُلَسَّنَةٌ : جُعل طرفُها كطرف اللّسان ؛ قال كثيّر :

لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطأنَها

بأقدامهم في الحضرميّ المُلَسَّنِ

وامرأةٌ مُلَسَّنَةُ القدمَين : لطيفتهما.

ومن المجاز : استوى لسانُ الميزان ، ونشِبَ لسان الإبزيم. وفلان ينطق بلسان الله : بحجّته وكلامه. وهو لسان القوم : للمتكلّم عنهم. وإنّ لسانَ النّاس عليه لحسنَةٌ أي ثناءَهم. وطُفئَ لسانُ النّار ، وتلسَّن الجمرُ. ولسان العرب أفصح لسانٍ. وأتتني منه لسانٌ : رسالة وخبرٌ. وفلان ذو وجهين وذو لسانَين.

لصب ـ «أعذبُ من ماء اللِّصابِ» جمع لِصْبٍ وهو مضيق الوادي.

لصص ـ لُصٌ ولَصٌ ولِصٌ بيّن اللُّصوصيّة ، وقد لَصَ يَلِصُّ ، بكسر اللام ، وهو يتلصّص إذا تكرّرت سرقته. وامرأة لَصَّةٌ. ورجلٌ ألصُ الأضراس ، وبه لَصَصٌ. وألصُ الفخِذين وألصُ المنكبين : متقاربهما تكادان تمسان أذنيه. وجبهة لَصّاء : ضيّقة دنا شَعر الرأس من الحاجبين. وشاة لَصّاء : أقبل أحد قرنيْها وأدبر الآخر.

لصف ـ رأيته يَلْصُفُ لونُه : يبرُق ، لصيفاً.

لصق ـ لصِقَ به والتَصَقَ ، وألصقتُه به ، وهو جارٌ لَصيقٌ وملاصقٌ ، وهو بِلِصْقِ الحائط. وداوَى الجراحةَ باللَّصوق واللّاصوق وهو دواء يُلصَقُ به الجرحُ.

ومن المجاز : فلانٌ مُلصَقٌ ولصيقٌ : دعيٌّ. وألصقَ بناقته : عرقبها. ونزلتُ بفلان فما ألصقَ بشيء. وقيل لأعرابيّ : كيف أنت عند القِرَى؟ فقال : أُلصَقُ والله بالنّاب الفانية والبَكْر الضرع ؛ قال الراعي :

فقلتُ له ألصقْ بأيبَس ساقها

فإنْ يَجبُر العرْقوبُ لا يرقأ النَّسا

٥٦٤

وقال ابن مقبل :

ويُلصق بالكُوم الجلادَ وقد رَغَتْ

أجنّتُها ولم تُنضّجْ بها حَمْلا

لم تجاوز به وقتَ الوِلاد.

لطئ ـ لَطئ بالأرض. وسقفٌ لاطئ. وتَقَلّس باللّاطئة وهي قَلَنْسوة صغيرة تَلْطأ بالرأس. وشجّه اللّاطئةَ وهي السِّمحاق.

لطح ـ لَطَح فخذَه : ضربه ببطن كفّه.

لطس ـ لَطَسه البعيرُ بخُفّه.

ومن المجاز : موجٌ متلاطِسٌ.

لطط ـ لطّ الشيءَ وألطّه : ستره. وفلان لا يَلُطّ قِدْرَه : لا يسترها من الضّيفان. وعن بعض العرب : لطّ السّحابُ أسفَل الحَرّة. ولَطّ الحجابَ وألطّه وبالحجاب : أرخاه. قال عبّاد بن عمرو الباهليّ :

وإذا أتاني سائِلٌ لم أعْتَلِلْ

لألُطّ من دونِ السّوامِ حجابي

وقال الأعشى :

ولقد ساءها البياضُ فلَطّتْ

بحجابٍ من دونها مَسدوفِ

ولَطّتِ النّاقةُ بذنَبها : جعلته بين فخذيها في عَدْوها. وهي تَلُطّ بعينها الكُحْلَ : تلزقه. ومشوْا على الملطاط وهو حافة الوادي. وعرّض الخُبزَ بالمِلْطاط : بالمِحْور.

ومن المجاز : لَطّ فلانٌ دون الحقّ بالباطل وألَطَّ ؛ قال الربيع بن الحُقَيق :

لا تجعَلِ الباطلَ حَقّاً وَلا

تَلُطّ دونَ الحَقّ بالباطِلِ

ولَطّ سِرَّه : كتمه ؛ قال :

تعالَيْ لا أَلطّ وَلا تَلُطّي

ونُبدي ما نُكِنّ ولا نُغطّي

ولطَّه بالعصا : ضربه.

لطع ـ لَطَعَه بلسانه ولَطِعَه : لحسه ، والأمّ تلطع ولدَها. وزنجيّ ألطَعُ ، وبه لَطَعٌ وهو البياض في باطن شَفَته.

ومن المجاز : لَطَعه بالعصا ولَطِعَه بها. ولَطَع إصْبعه إذا مات. ولَطَعتِ البئر : ذهب ماؤها. ولطَعتُ اسمَه من الديوان : محوتُه. ولطَع الكلبُ والذئبُ الماءَ : شربه والتطعه. وأنشد الجاحظ لبشر بن المُعتمر :

ولَطْعةَ الذئبِ على حَسْوه

وصَنْعَةَ السُّرْفَةِ والدِّبْرِ

يريد حسو الذئب للحدقة كما يحسى الماء لقوّة نفسه.

لطف ـ شيء لطيف : ليس بجافٍ.

ومن المجاز : عُود لطيف ، وكلام لطيف. وهو لطيف الجوانح. وإن فيها لَلَطافة خَلْقٍ. وفلان لطيف يَلْطُف لاستنباط المعاني. ولطَفتُ بفلان : رفقتُ به ، وأنا ألطِفُ به إذا أريتَه مودّة ورفقاً في المعاملة ، وهو لطيف بهذا الأمر : رفيق بمداراته. و (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) وقد لَطَف بهم ، ولطُف الشيءُ لطفاً ولَطافة : صار لطيفاً. وألطفَه بكذا : أتحفه وبرّه ، وأهدى إليه لَطَفاً وألطافاً ، وما أكثر تُحَفَه وألطافَه! وكم أتحَف وألطفَ. وأُمٌ لطيفة بولدها وهي تُلْطِفُه إلطافاً. وألطفَ له في القول. وألطفتُ في المسألة إذا سألتَ سؤالاً لطيفاً. ولاطفه مُلاطفَة ، وتلاطَفوا : تواصلوا.

ولطّفَ الكتابَ وغيرَه : جعله لطيفاً. وتلطّف للأمر وفي الأمر : ترفّق. وتلطّفتُ بفلان : احتلتُ له حتى اطَّلعتُ على أسراره (وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً). وداء مُلاطف : مداخل. والضّلوع اللّواطف : الدواني من الصدر. ولطَف يلْطُف إذا دنا ؛ قال :

ورحنا وما أدّتْ كلاماً عرَفْتُه

سوَى خابلٍ بينَ الضّلوع اللّواطِفِ

وألطفتُه واستلطَفتُه إذا قرّبتَه منك وألصقتَه بجنبك ؛ قال :

سريتُ بها مُستَلطِفاً دون رَيْطتي

ودون رداء الخزّ ذا شُطَبٍ عَضْبَا

وألْطَفَ الفحلَ وأخلَطَه : أدخل قضيبَه في الحَياء ، واستلطف هو واستخلَطَ إذا أدخلَه بنفسه.

٥٦٥

لطم ـ لطَمْتُه لَطْماً وهو الضرب على الوجه ببَسْط الكفّ ، وخَدٌّ مُلَطَّمٌ : لُطِمَ كثيراً. وفاحت اللّطيمة واللّطائم ، وكأن فاها لَطيمةُ تاجر ، وهي وِعاء العِطْر وقيل غيره. ولاطمَه لِطاماً. وفي مثل : «مِنَ السِّباب يَهيج اللِّطام». وتلاطموا والتَطَموا. ولطَم الصّقرُ الصّيدَ ؛ قال أبو النّجم :

قد جاء مُنقَضّاً قُبَيلَ النّجمِ

بأحجَنِ الكَلُّوبِ أقنى الخطمِ

ينتزعُ الأرواحَ قَبلَ اللَّطْمِ

ومن المجاز : التطمَتِ الأمواجُ وتلاطمتْ. وهو مَلطومٌ عن شَقّ الغُبار : مَرْدود عن السّبق ، ومنه اللَّطيمُ : التّاسع من خَيل السّباق ، وفرسٌ لَطيمٌ : بأحد خدّيه بياضٌ كأنّه لُطِمَ بلَطْمة بياضٍ. ورجُلٌ مُلَطَّمٌ : لئيم مُدفَّع عن المكارم. وفرس أسيل المُلَطَّم وهو الخدّ ؛ قال زهير :

كخنساء سَفْعاء المَلاطِم حُرّة

مَشافرُها مَزْؤودةٍ أمِّ فَرْقَدِ

وعن الأصمعيّ : غلامٌ يتيمٌ : مات أبوه ، ولَطِيمٌ : مات أبواه ؛ وأنشد :

لا تَكْهَرَنّ لَطيماً ما حَييتَ وَلا

تَجْفَهْ فإنّ لَطيمَ القوْمِ مرْحومُ

وعن أبي زيد : ما أدري أيُّ من لَطَمَها بخُفّ أنت أي أيُّ النّاس أنت ، والخُفّ : خُفّ البعير أي من سافر عليها. ولاطَمَ البِطانُ الحُقُبَ إذا اضطربَ حتى تلاقيَهُ من هُزال البعير ؛ قال أبو النّجم :

لم تأتِهِ العِيسُ حتى كدتُ أتركُها

ولاطمَ الصّقرُ في أحشائِها الحُقُبَا

ولطم الشيءَ بالشيء : ألصقه به ، يقال : لَطَم جنبَه بالتُّرس ؛ قال ابن مقبل :

كأنّ ما بينَ جنبيهِ ومَنكِبِهِ

من جَوْزةٍ ومَقطّ القُنْبِ ملطومُ

بتُرْسِ أعجَمَ لم تُنخَرْ مسامرُهُ

ممّا تَخَيّر في أوطانِها الرّومُ

وقال الجعديّ :

كأنّ مَقَطّ شراسيفِه إلى

طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقبِ

لُطِمنَ بتُرْسٍ شديد الصّفا

قِ من خشبِ الجوْزِ لم يُثْقَبِ

لظظ ـ ألَظَّ المطَرُ وألثّ. وألظّ بالمكان : أقام.

ومن المجاز : «ألِظّوا بيا ذا الجلال والإكرام» : الزَمُوه.

لظي ـ النّار تَلْتَظي وتَتلَظّى ؛ قال :

وما برحتْ في اللّوْمِ حتى كأنّني

على مُلتظى جَمْرٍ تجيش مراجلُهْ

وما أشدّ لَظى النّار!

ومن المجاز : الحَرّ يتلظّى في المفازة. والحيّةُ تتلظّى من السّمّ. وفلان يتلظّى غَضباً.

لعب ـ فلان لَعُوبٌ ولَعّاب ولُعَبَةٌ وتِلْعَابة ، وهو حسن اللِّعْبة. والشِّطرنْج لُعْبة من اللُّعَب. واقعد حتى أفرغ من هذه اللَّعبة ، وهذه أُلعوبة حسنة. والجواري في ملعبهنّ وملاعبهنّ. ولعَبَ الصّبيُّ : سال لُعابُه ؛ قال لبيد يصف آباءه وأجداده :

لعَبتُ على أكتافهم وحجورهم

وليداً وسمّوني مُفِيداً وعاصِما

ومن المجاز : لَعِبتْ بهم الهمومُ وتلعّبتْ. ولعبتِ الرّياح بالدّيار وتلاعبتْ. وشَرِبَ لُعابَ النّحْل ، وسال لُعَابُ الشّمس وهو الذي تراه يتحدّر من السّماء كنسج العنكبوت في القَيْظ ؛ قال ذو الرّمّة :

في صَحْنِ يَهماء يَهتَفُّ السّرابُ بها

في قَرْقَرٍ بلُعابِ الشّمسِ مَضرُوجِ

لعج ـ ضَرْبٌ يَلْعَجُ الجِلدَ : يحرقه ، وضربٌ لاعِجٌ ، ولعَجه الحزنُ ، وبه لاعج الشّوق ولواعجه. والتعج من همّ أصابه : ارتمض.

لعس ـ في شفتيها لُعْسَةٌ ولَعَسٌ ، وشَفَةٌ لعساء ، وشِفاه لُعْسٌ.

٥٦٦

لعط ـ لَعَطَ الشّاة : وسمها في صفحة العنق بخَطّ. وحبشيّ مَلْعوطٌ ، وبوجهه لُعْطَةٌ ، ورأيتُ به لُعْطَةً كلُعطة الصّقر وهي السّفْعة في وجهه.

ومن المجاز : لعَطَه بأبياتٍ : هجاه بها. ولعَطَه بعينه : أصابه.

لعع ـ ما بها إلّا لُعَاعة من كلإ : شيء قليل. وتقول : إنّما الدّنيا ساعه ومتاعها لُعاعه. وبات يتلعلع من الجوع : يتضوّر ؛ قال يهجو :

يجزّئ فضل الزّادِ بينَ كلابِه

وأمُّ العيالِ ليلَها تتلَعلعُ

لعق ـ لَعِقَ أصابعه ، ولعِق العسلَ بالمِلعقة والملاعق ، ولعِقَ لعقةً واحدةً ، وألعقَه لُعقَةً وهي اسم ما تأخذه بالمِلعقة. وعنده لَعُوقٌ : لما يُلعق. وما في فيّ لُعاقٌ من طعامك.

ومن المجاز : بالأرض لَعقةٌ من الربيع. وقد لعِقه المالُ لَعْقاً. وما معنا من الزّاد إلّا لَعوقٌ : شيء يسير. «وأحمق من لاعق الماء» وممّن يلعق الماء ؛ قال :

وأحمق ممّن يلعقُ الماء قالَ لي

دعِ الخَمرَ واشرَبْ من نُقاخٍ مبرَّد

ولعِق إصبعه : مات. وألعق النسّاجُ الثوبَ : خفّف غزله.

لعن ـ لعنه أهله. طردوه وأبعدوه ، وهو لعينٌ طريدٌ. وقد لعن اللهُ إبليسَ : طرده من الجنّة وأبعده من جوار الملائكة ، ولعنتُ الكلبَ والذئبَ : طردتهما ، ويقال للذئب : اللّعين. ولعّنَه وهو مُلَعَّنٌ : مُكَثَّرٌ لَعنُه. وتلاعنَ القومُ وتلعّنوا والتعنوا. والتعنَ فلانٌ : لَعنَ نفسَه. ورجلٌ لُعْنَةٌ ولُعَنَةٌ كضُحْكَةٍ وضُحَكَةٍ. ولا تكن لعّاناً : طعّاناً. ولاعن امرأتَه ، ولاعن القاضي بينهما ، ووقع بينهما اللِّعانُ ، وتلاعَنا والتعَنَا.

ومن المجاز : «أبَيتَ اللّعنَ» وهي تحيّة الملوك في الجاهليّة أي لا فعلت ما تستوجب به اللّعنَ. وفلان مُلَعَّنُ القِدر ؛ قال زهير :

ومرهّق النّيران يحمد في ال

لأواء غير مُلَعَّن القِدرِ

ونصبَ اللّعينَ في مزرعته وهو الفزّاعة. والشجرة الملعونة : كلّ من ذاقها لعنها وكرهها.

لعو ـ كأنّها كلبة لَعْوَةٌ : حريصة. وما بها لاعي قَرْوٍ ولا حِسُ عُسّ. ولعاً لك : دعاء بالانتعاش ؛ قال الأعشى :

بذاتِ لوْثٍ عِفرْناةٍ إذا عثرَتْ

فالتّعس أدنى لها من أن أقول لَعَا

لغب ـ تعب حتى لَغِبَ يلغُبُ. ومسّه لُغوبٌ. وأتانا ساغباً لاغباً. وتقول : تلعّبتْ بهم القفار وتلغّبتهم الأسفار.

ومن المجاز : رياح لواغبُ ، كما قيل : مرضَى ؛ قال ذو الرّمّة :

بريح الخزامَى حرّكتها بسحرة

من اللّيلِ أنفاس الرّياح اللّواغبِ

واكفف عنّا لَغْبَك أي فاسد كلامك وقبيحه ؛ قال الزبرقان :

ألم أكُ باذِلاً ودّي ونَصري

وأصرف عنكمُ ذَرَبي ولَغْبي

من الرّيش اللَّغْبِ.

لغد ـ عِلْجٌ ضخم اللَّغاديد والألغاد ، وتقول : هو من الأوغاد ضخم الألغاد. وتقول : سبَّني حتى أحمَى لُغْدَهُ أي احتمى غضباً.

لغز ـ لَغَزَ اليربوعُ جِحْرَتَه وألغزها : حفرها ملتويةً مُشكِلةً على داخلها ، ولَغَزَ في حفْره وألغزَه ، وحُفرة اليربوع ذات ألغاز ، الواحد : لُغْزٌ ولَغْزٌ.

ومن المجاز : ألغز كلامَه : عمّاه ولم يبيّنه ، وألغز في كلامه ولَغّز ، وجاء بالألغاز في شعره وباللّغز. ولَغّزَ في يمينه : دلّس فيها على المحلوف له. «ونُهيَ عن اللُّغَيْزَى في اليمين واللُّغَيزى». والزم الجادّة وإيّاك والألغازَ : الطرقَ الملتوية. ورأيته يلامزه ويلاغزه.

لغط ـ سمعت لَغَطَ القوم ، ولَغَطوا وألغطوا : صوّتوا أصواتاً مبهمة لا تُفهم. والقطا يَلْغَطُ بصوته ويُلْغِطُ ، وأتيتُه قبل لَغيطِ القَطا ولَغَطِه وقبل القطا اللّاغِطِ واللّواغِطِ واللُّغَّطِ ؛ قال رؤبة :

٥٦٧

وردتهُ قبلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ

وقبل جَوْنيّ القطا المخطَّطِ

لغم ـ رمى البعيرُ بلُغامه والزبد على مَلاغمه ؛ وأنشد ابن الأعرابيّ :

بملغميها زَبَدٌ كالبُرْسِ

وهو ما حول الفم ، ولغَم البعيرُ يلغَمُ.

ومن المجاز : تلغّمتِ المرأةُ بالطّيب : جعلته على ملاغمها. وإنّها لحَسَنة المَلاغِم والمَراغِم وهي طرف الأنف وما حوله إلى الشفتين. وتلغّموا بذلك : تحدّثوا. وما زلتُ أتلغّم بذكرك أي أحرّك به مَلاغِمي.

لغو ـ لغا فلان يلغو ، وتكلّم باللّغو واللَّغا. وتقول : زاغ عن الصّواب وصغا وتكلّم بالرَّفَثِ واللَّغا ، ولَغَوتُ بكذا : لفظتُ به وتكلّمتُ. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم : فاستنطقهم ، وسمعتُ لَغواهم ؛ قال الراعي يصف القطا :

قوارب الماء لَغواها مبيّنَة

في لجّةِ الماء لمّا راعَها الفَزَعُ

وتقول : اسمع لَغواهم ولا تخف طَغواهم ، ومنه : اللُّغة ، وتقول : لغة العرب أفصح اللّغات وبلاغتها أتمّ البلاغات. وهم يَلغون في الحساب : يغلطون. ولاغيتُه : هازلتُه ، وهو يلاغي صاحبَه ، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بِلَغْوِ اليمين. وأخذوا الحاشية لَغْواً إذا لم يَعدّوها في الدّيَة.

ومن المجاز : لغا عن الطريق وعن الصواب : مال عنه.

لفأ ـ «رضي من الوفاء باللَّفَاء» : وهو ما على وجه الأرض من القماش والتراب ، وهو مِن لَفَأهُ حقّه إذا انتقصه.

لفت ـ التفتُ إليه وتلفّتُ ؛ قال :

تلفّتُ نحوَ الحيّ حتى وجَدتني

وجِعتُ من الإصغاء لِيتاً وأخدَعا

وما لي إليه مُلتَفَتٌ ومُتلَفَّتٌ ، وإذا أخبرك فلا تلتفتْ لِفْتَه أي تَطّلِعْ طِلْعَه ، وأخذ بعنقه فلفَتَه ، ولَفَتُ ردائي على عنقي : عطفته. ولفَتُ الدقيقَ بالسّمن : عصدتُه ، واتخذتُ لَفيتَةً : عصيدةً. ولِفْتُه مع فلان : صِغْوُه ، ولِفْتَاهُ. وطبخ لِفْتِيّةً : سَلْجَمِيّة ؛ وقال بعض الأعاريب :

إلى طاهرٍ عَسّفتُ كلَّ تَنُوفَةٍ

فيافٍ كلوْنِ السُّختِ ما تنبت اللِّفْتا

ولو لا رَجائي جودَ كفّيك لم أزُرْ

سَرَخْسَ ولا طُوساً ولم أنزل الدّشتا

ورجلٌ ألفَتُ : أحولُ. وتيسٌ ألفتُ : ملتوي القرنين.

ومن المجاز : لفَتُّه عن رأيه : صرفتُه. وفلان يَلفِتُ الكلامَ لَفْتاً : يرسله على عواهنه لا يبالي كيف جاء. ولَفَتَ اللّحاءَ عن العود : قشره.

لفح ـ لفَحَتْه النّارُ : أحرقَتْ بَشَرَته ، ولفَحَتْه السَّموم ، وأصابه من الحَرّ لَفْح ومن البرد نَفْح. ورأيتُ معهم التّفّاح واللَّفّاح ، وهو شيء أصفر أصغر من التّفّاح طيّب الرّيح.

لفظ ـ لَفَظَ النّوى. وكأنّها لَفْظُ العَجْم ولَفيظُه : ما لُفِظ منه. ولَفَظَ اللّقمة من فيه. ورمى باللُّفاظة وهي ما يُلفَظ.

ومن المجاز : لَفَظَ القولَ ولَفَظَ به ، (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) ، ويقال : ما يَلْفِظُ بشيء إلّا حُفِظَ عليه. ولَفَظَ نَفْسه : مات ، كما يقال : قاء نفسَه. وفلان لافظ فائظ ؛ قال :

وقلتُ له إن تَلْفِظِ النّفْسَ كارِهاً

أدعْكَ ولا أدفِنْكَ حينَ تنبّلُ

أي تموت. ولفَظتِ الرّحِمُ ماءَ الفحل. ولفَظتِ الرّحَى بالدّقيق. ولفَظت الحيّة سمّها. ولفَظتْ إلينا البلادُ أهلَها. ولفَظتْ آسادَها الأجم ؛ وقال ذو الرّمّة :

تروّحن فاعصَوْصبنَ حتى ورَدْنَه

ولم يلفِظِ الغرْثَى الخداريّةَ الوكْرُ

والبحر يلفِظ بالشيء إلى الساحل. والدنيا لافظة بالنّاس إلى الآخرة ، والأرض تَلفِظ الموتَى. وجاء وقد لفَظ لجامه وهو مجهود من العطش والإعياء. وما بقي إلّا فُضاضةٌ ولُعاعةٌ ولُفاظةٌ : بقيّة يسيرة.

لفع ـ تلفّعت المرأةُ بمِرْطها والتفعت : اشتملت ، وما لها لِفَاعٌ : ما تتلفّع به ، ولفّعتْ رأسَها.

٥٦٨

ومن المجاز : لفّع الشيبُ رأسَه ولحيتَه : شملهما ، وتلفّع بالمشيب ؛ قال سويد :

كيفَ يرجونَ سِقاطي بعدَ ما

لفّعَ الرّأسَ مَشيبٌ وصَلعْ

وتلفّع الشّجرُ والأرضُ بالخضرة ؛ وتلفّعت القارةُ بالسراب ؛ قال كعب بن زهير :

كأنّ أوبَ ذراعيها إذا عَرقتْ

وقد تلفّعَ بالقُور العَسَاقيل

وتلفّعنا على جيشهم : اشتملنا واستبحناه ؛ قال الحطيئة :

فنحنُ تلفّعنا على عسكريهم

جِهاراً وما طَبّي ببَغي وَلا فخرِ

والرجل يَلْفَعُ الطّعام : يَلُفّه لفّاً وهو الأكل الكثير.

لفف ـ لفّ الثوبَ وغيرَه ، ولفّ الشيءَ في ثوبه ولفّفه ، ولفّ رأسه في ثيابه ، والتفّ في ثيابه وتلفّف. ولبِس الخُفّ باللِّفافة. والتفّ النّبتُ. وفي الأرض تلافيفُ من عشب ، (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) : ملتفّة ، وبه لَفَفٌ من الأشجار ؛ قال الطرمّاح :

ولقد عرَتني منكَ جَدوَى أنبتَتْ

خَضرا إلى لَفَفٍ من الأشجارِ

ورجُل ألَفُ ، وامرأة لفّاء ، وقد لفّتْ تَلَفّ لَفَفاً وهو تداني الفخذين من السّمن وهو عيب في الرجل مدح في المرأة ؛ قال نصر بن سيّار ملك خراسان :

ولو كنتُ القتيلَ وكان حيّاً

تشمّرَ لا ألَفّ ولا سَؤومُ

وقال يصف نساء :

عراض القَطا ملتفّة رَبَلاتُها

وما اللُّفُ أفخاذاً بتاركة عَقلا

ورجل ألَفُ ومُلَفْلِفٌ : عييٌّ ، وبلسانه لَفَفٌ ولَفْلَفَةٌ ؛ قال :

كأنّ فيهِ لَفَفاً إذا نَطَقْ

من طولِ تحبيسٍ وهمٍّ وأرَقْ

ومن المجاز : التفّوا عليه وتلفّفوا : اجتمعوا. وتلفّف له على حَنَقٍ ؛ قال النابغة :

وقد تَلَفّفَ لي عمرٌو على حَنَقٍ

عن قولِ عَرْجلةٍ ليسوا بأخيارِ

ولفّ الكتيبة بالأخرى ؛ قال حسّان :

إنّ دَهراً يلُفّ شملي بجُمْلٍ

لزَمانٌ يَهُمّ بالإحسانِ

وجاءوا ومن لَفّ لَفّهم ؛ قال :

سيكفيكُمُ أوْداً ومن لَفّ لفّها

فوارسُ من جَرْم بن زَبّان كالأُسْد

وقال مُسافر بن أبي عمرو :

لَقُوا جَمع قيسٍ بالمناقب غُدوَةً

وفي جمعها سَعْدٌ ونَصرٌ وعامِرُ

وفيهِم سُلَيْمٌ لَفُّها ولَفِيفُها

تَعادَى بها للمَوْتِ جُرْدٌ مَحاضِرُ

وجاءوا في لَفّ ولفيف وهم الأخْلاط ، ومررتُ بِلَفّ من بني فلان : بطائفة ، وتقول : في لَفّ من كنتَ ، وعنده ألفافٌ من النّاس. والتَفّتِ اللُّفوف. والتفّ وجهُ الغلام ، وغلام ملتفّ الوجه إذا اتصلت لحيتُه. وأرسلتُ الصّقرَ على الصّيْد فلافّه إذا التَفّ عليه وجعله تحت رجليه. وما تصافّوا حتى تلافّوا. ولاففناهم. ونباتٌ ألَفُ ، وروضة لَفّاء ؛ قال جندل :

وإنّ عِيصي عِيصُ عِزّ أخيَسُ

ألَفُ تحميهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ

وقال الشمّاخ :

بلَفّاء يدعو ساقَ حُرّ حَمامُها

كأنّ عليها السّابريَّ المُمَصَّرَا

لكثرة زهرها. وطارت لفائف النّبات وهي قشره الذي يلتفّ عليه ؛ قال ذو الرمّة :

كأنّ أعناقَها كُرّاثُ سائقَةٍ

طارتْ لَفائفُه أو هيْشرٌ سُلُبُ

٥٦٩

وهمٌّ يذيب لفائف القلوب جمع لِفَافة وهي شَحْمة تلتفّ على القلب.

لفق ـ ثوبٌ مُلفَّق وملفوقٌ. وقد لفّقتُ بين ثوبين ، ولفَقتُ أحدهما بالآخر إذا لاءمتَ بينهما بالخياطة كشُقّتي المُلاءة ، وهما لِفْقان ما داما مُتضامَّين فإذا فُتِقتِ الخياطة ذهب اسم اللِّفق ، ومُلاءةٌ ذات لِفْقَين ولِفاقين.

ومن المجاز : تلافق القومُ : تلاءمت أحوالهم ، وهذا لِفْق فلان ، وهما لِفْقان. وما هذا بطِباق لذا ولِفاق. وقد تلفّق ما بينهما. وحديث ملفَّق ، وقد لفّقتُ هذه الأحاديثَ.

لفي ـ ألفيتُه كاذباً ، (ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا). وتلافيتُ التّقصير. وهذا أمر لا يُتلافَى. وتقول : جاء بالعمل المتنافي ثمّ لم يتعقّبه بالتّلافي.

لقب ـ هو مُلقَّب بكذا ومتلقّب ، وقد لُقّب به وتلقّب ، ونُبِزَ بلقَب قبيح ، (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) ؛ وقال الحَماسيّ :

أكْنيهِ حينَ أناديه لأكْرِمَه

ولا ألقّبُه والسّوأة اللّقَبَا

وتقول : «الجار أحقّ بصَقَبه والمرء أحَقّ بلَقَبه». وتلاقب القومُ ، ولاقبه ملاقبَةً.

لقح ـ نَاقةٌ لاقِحٌ ، ونُوقٌ لواقحُ ولُقَّحٌ ، وقد لقِحتْ لَقاحاً ولَقَحاً وتلقّحت ، وألقحَها الفحلُ ولقّحها. وعندي لِقْحة ولَقُوح : دَرور وهي الحلوب وجمعها لِقاح ؛ قال :

ألَسنا المُكرمينَ لمن أتَانَا

إذا ما حاردتْ خُورُ اللِّقاحِ

لأنّ اللّبن باللّقاح يكون. ويقال : اللَّقوح الرّبعيّةُ مالٌ وطعامٌ. «ونهَى عن بيع الملاقيح والمضامين» أي الأجنّة والتي هي نُطَف في الأصْلاب جمع مَلْقُوحٍ ؛ قال مالك ابن الرّيب :

إنّا وجَدنا طَرَدَ الهَواملِ

خيراً منَ التّأنانِ والمسائِلِ

وعِدَة العام وعامٍ قابِلِ

مَلقُوحة في بطن نابٍ حائلِ

وهو مفعول من لَقِحتْ به أمّه.

ومن المجاز : لَقِحَتِ النّخلة ، وهذا وقتُ لِقاح النّخل ، وألقَح فلان نخلَه ولقّحها باللِّقاح وهو ما يُلقَح به من طَلْع فُحّالٍ يُدقّ ويُذرّ في جوف الجُفّ ، واستلقحَ نخلُه : حانَ له أن يُلْقَحَ. وألقحتِ الرّيحُ السّحابَ والشّجرَ ، (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) : ذات لقاحٍ. وحربٌ لاقحٌ ، وقد لقِحتْ ؛ قال :

قرِّبا مَرْبطَ النّعامة منّي

لقِحتْ حربُ وائل عن حِيالِ

وجرّب الأمور فلقّحتْ عقلَه ، والنّظر في العواقب تلقيحُ العقول. وفلان ملقَّح مُنَقَّح : مجرَّب مهذَّب. وتلقّحت يداه إذا تكلّم فأشار ، شُبّهت يدُه بذَنَب اللّاقح ؛ قال يصف خُطَباء بلغاء :

تُلَقَّح أيديهم كأنّ زَبيبَهم

زبيبُ الفُحُولِ الصِّيد وهي تلَمَّحُ

وألقحَ بينهم شرّاً : سدّاه وسبّب له. ويقال : إنّ لي لِقْحةً تخبّرني عن لِقاح النّاس : يريد نفسَه ونفوسَهم أي إن أحببتُ لهم خيراً أو شرّاً أحبّوه لي. ويقال : اتّقِ اللهَ ولا تُلْقِح سِلْعتَك بالأيمان.

لقس ـ لقِسَتْ نفسُه : غَثَتْ. وفي الحديث : «لا يقولنّ أحدُكم خَبُثَتْ نفسي ولكن ليقل لقِسَتْ نفسي». ولَقَستُه : لقّبْتُه وعِبْتُه ، ولا قستُه : لاقبتُه ، وعن الأعاريب : نحن نتلاقَسُ : نتلاقَب.

لقط ـ لَقَطَ الحصَى وغيرَه والتقطَه وتلقّطه ؛ قال ذو الرّمّة :

بنُؤيٍ كَلا نُؤيٍ وأوْرَق حائِل

تلقّط عنه الآخرونَ الأثافِيَا

والتقطُوا لَقَطاً كثيراً وألقاطاً ولُقاطاً ولِقاطاً وهو ما يُلْتقط من السّنبُل والثّمر المنتشر ، وهذه لُقَاطةٌ من اللُّقاطاتِ وهي ما كان مطروحاً مَن شاء أخذَه ، ووجدتُ لُقْطةً ولُقَطَةً ولَقِيطاً ، ورجل لُقَطَةٌ ولَقّاطَةٌ. ووجدت في المعدن لَقَطاً : قطعَ ذهبٍ وفضّةٍ.

ومن المجاز : التقطنا منهلاً وكلأً ، ووردناه التقاطاً ونقاباً :

٥٧٠

فجأة من غير أن نطلبه. وهجمنا على القوم التقاطاً : من غير أن نشعُرَ بهم. وفلان يلتقط كلام النّاس : للنّميمة ، وعادته اللُّقَيْطَى ، ويقال له إذا جاء بالنّميمة : لُقّيْطَى خُلّيْطَى. وفي مثل : «لكلّ ساقطةٍ لاقطة» : لكلّ نادرة من يأخذها ويستفيدُها. وإنّه لسَقيط لَقيط ، وساقط لاقط. وجاءنا أسقاط من النّاس وألقاط ، وقوم ألقاط : متفرّقون. ويقال للأحمق والحمقاء : يا مَلْقَطان ويا مَلْقَطانة. وأخرج القصّابُ اللُّقَاطَةَ. ولاقطة الحصى وهي القِبةُ لأنّ الشاة كلّما أكلتْ من تراب أو حصى حصّلته فيها ؛ قال أبو النّجم في امرأتيه يذمّ إحداهما ويمدح الأخرى :

لوْ كنتما تمراً لكانَتْ عَجوَةً

ولكنتِ من ذاك الأقيرِع ذي النوَى

أو كنتُما لحماً لكانَتْ كِبدَةً

والمَتْنَتَينِ وكنتِ لاقطةَ الحصَى

ولقط الثوب ونقله : رقعه.

لقع ـ لَقَعَ الكلبُ ببعره : رماه.

ومن المجاز : لَقَعَه بعينه إذا عانَه. ورجل لَقّاعةٌ وتِلقاعةٌ : يتلقّع بالكلام يرمي به رمياً. وكان عَقيل لَقّاعَةً ، ولاقَعني بالكلام فلقعتُه.

لقف ـ لَقّفْتُه الشيء فلقِفه والتقفه وتلقّفه ، وتلَقّفتُ الكرة برأس الصولجان.

لقلق ـ النّوائح يلقلِقْنَ ، ولهن لَقلَقة. وهو كثير الصّخب واللّقلاق ، ولقلقه فتلقلق لقلقةً ؛ قال :

إذا مضَتْ فيه السّياطُ المُشّقُ

شِبهَ الأفاعي خيفَةً تَلَقْلَقُ

وطَرْفٌ مُلقلَقٌ : لا يقرّ. وتقول : فيه طيش وقَلق وله طرْف مُلَقْلَق. وحرّك لَقلَقة لسانه.

لقم ـ لَقِم الطّعامَ والتقمَه وتلقّمه ، وألقمتُه ولقّمته. ورجلٌ تِلقامَةٌ. وخذ هذا اللَّقَمَ وهو المنهج ؛ قال زهير :

له لَقَمٌ لباغي الخير سهل

وكيد حين تَبلوهُ مَتينُ

ومن المجاز : ألقِمْ فمَ البَكرة عوداً ليضيقَ. والتقم أذنه : سارّه. وألقمتُه أُذني فصبّ فيها كلاماً. وألقم إصبعه مرارة. ورجل لَهِمٌ لَقِمٌ : يعلو الخصوم. وركيّة متلقِّمةٌ : كثيرة الماء.

لقن ـ لقّنته الشيء فلقِنه وتلقّنه ، وهو لَقِنٌ حسن اللَّقانة.

لقي ـ رجل ملقوّ : به لَقْوَةٌ ، وقد لُقيَ. ولقيته لِقاء ولَقْياً ولُقِيّاً ولُقْياً ولُقًى بوزن هُدًى ولِقياناً ولُقْياناً ولاقيته والتقيته ؛ قال :

لمّا التَقيتُ عميراً في كتيبَته

عايَنتُ كأسَ المَنايا بَينَنا بِدَدا

جمع بِدّة وهو النّصيب. ولاقيت بين الرّجلين وبين طرَفي القضيب ، ولُوقيَ بينهما ، ولَقِيتُه لَقيَةً واحدة ولُقًى كثيرة ، والتقوا وتلاقوا ، واستاق السبيَ والنَّعَم ولم يَلقَ قتالاً. ووقعتِ القذاةُ في مَلاقي الأجفان : حيث تلتقي. وألقاه ، وهو لَقًى ، وهي ألْقاء. وهذا مُلْقَى الكناسات. وفِناؤه مُلْقَى الرّحال ، واستلقى على قفاه.

ومن المجاز : «لَقوَةٌ صادفَتْ قَبيساً» ، وهي الطروقة السريعة التلقّي لماء الفحل. وتلقّاه : استقبله. «ونهَى عن تلقّي الركبان». وتلقّيته منه : تلقّنته. وامرأة ضيّقة الملاقي وهي شُعَب رأس الرّحِم. وهو يُلَقَّى الكلام. وألقى عليه أُلْقِيّةً وألاقيَ وهي مسائل المعاياة. ولُقّيَ فلان ألاقيَ من شرّ ، وفلان مُلَقًّى : ممتحَن لا يزال يلقاه مكروه. ويقال : الشجاع مُوَقّى والجبان مُلَقّى. وركب متن المُلَقّى وهو الطريق. وتوجه تِلقاء البلد وتِلقاء فلان. وهو جاري مُلاقيَ : مقابلي. ويا ابن مُلْقَى أرحل الركبان : يريد ابن الفاجرة. ويقال : لقاء فلان لقاء أي حرب. وألقيتَ إليّ خيراً : اصطنعته عندي. وألقِ إليّ سمعك.

لكأ ـ تلكّأ عن الأمر ، وفيه تلكّؤ. وما لك متلكّئاً؟

لكد ـ تلكّد به الوسخُ : لزق به. وبات فلان يلاكد الغُلّ : يعالجه ؛ قال النّابغة :

ترَى الفرو سربالاً على الشيخ منهمُ

تقبّض حتى صار غُلًّا يلاكدُهْ

٥٧١

ولكِد شَعرُه من الوسخ.

لكز ـ لكَزه بجُمع كَفّه ، وهو شديد اللَّكزة والوكزة ، ولاكزه ملاكزة ، وتلاكزا.

ومن المجاز : فلان مُلكَّز : ذليل مدفَّع.

لكع ـ عبد ألكعُ ، وأمَةٌ لَكعاء ، وقد لكِع لكَعاً : لؤم. ويا لُكعُ ويا مَلكعانُ ويا لَكاعِ ؛ قال :

عليكِ بأمر نفسك يا لَكَاعِ

فما مَن كان مَرْعِيّاً كراعي

لكك ـ لحم لَكيكٌ : مكتنز ، وفرس لكيك اللّحم. وجملٌ لُكِّيٌ ، وناقة لُكّيّةٌ ، ولُكّ لحمُها إذا كانا حادرين لحيمين ؛ قال :

إنّ لها سانيَةً لُكّيّا

مداجناً ما يخبط الصّبيّا

وقال العبديّ :

حتى تَلاقيتُ بلُكّيّةٍ

تامكة الحارِك والمَقْحَدِ

وصبغ الجلد باللَّكّ ، بالفتح ، وهو صبغ أحمر ، وجلد ملكوك : مصبوغ به ؛ قال الأخطل :

بأحمر من لَكّ العراق وأسوَدَا

وشد نصاب السكين باللُّكّ ، بالضم ، وهو ما يُنحت من ذلك الجلد الملكوك.

ومن المجاز : عسكر لَكِيكٌ ، وقد التكّت جماعتهم ، ولهم لِكَاكٌ : زحام. واصطكّ الوِرد والتكّ ؛ قال ذو الرّمة :

إذا التكّتِ الأوراد فرّجتَ بينَها

بعدلٍ ولم تعجزْ عليك المصادِرُ

لكم ـ لكَمَه بجُمع كفّه ، ولا يألوه لَكْمةً ولطمةً ، ولاكمه ، وتلاكما ، وتقول : رُبّ مكالمه أوقعت في ملاكمه ؛ ومماطله جرَّت إلى ملاطمه.

ومن المجاز : خبزة مُلَكَّمة : مضروبة باليد. وخفّ مُلَكَّم : شديد. ولَكَمَ السّيلُ عُرضَ الجبل : أثّر فيه.

لكن ـ رجل ألكنُ ، وقومٌ لُكْنٌ ، وفي لسانه لُكْنَةٌ : عيّ ، وتَلاكَنَ في كلامه : أرى من نفسه اللُّكْنَةَ ليضحك النّاس.

لمأ ـ ألْمَأ اللّصُّ على الشيء : ذهب به ، وما أدري أين ألْمَأَ من بلادِ الله : ذهب.

لمج ـ ما ذُقتُ لَماجاً : ما يُتلمّج به أي يُتلمّظ ، وما تلمّج عندنا بلَماج ؛ قال :

ما وجدَ الرّاعي بها لَمَاجا

أي بالشَّاة لهزالها. وما لمَّجوا ضيفهم بشيء.

لمح ـ لمَحَ البرقُ والنَّجمُ : لمع من بعيد ، وبرقٌ لمّاحٌ ، ورأيته لمحَةَ البرق ، ولمحتُه ببصري : اختلستُ النظر إليه ، «وهو أسرع من لمح البصر» ومن لمحة بالبصر ، ولامحتُه ملامحة. وألمحت المرأة من وجهها : أمكنتْ مِن أن تُلمَح ؛ قال ذو الرّمّة :

وألمحنَ لمحاً من خدودٍ أسيلَةٍ

رواء خلا ما إن تشفّ المعاطِسُ

ومن المجاز : أبيضُ لمّاحٌ : يَقَقٌ. «ولأرينّك لمحاً باصراً» أي أمراً واضحاً.

لمز ـ رجلٌ لمّازٌ ولُمَزَةٌ ، ولَمَزَه لَمْزاً ؛ قال :

إذا لقيتك عن شَحطٍ تكاشرُني

وإن تغيّبتُ كنتَ الهامزَ اللُّمَزَهْ

لمس ـ لَمَسَه ولامَسَه مثل مسّه وماسّه ، «ونُهي عن بيع المُلامَسَة». وهي أن تقول : إذا لمستَ ثوبي أو لمستُ ثوبك وجب البيعُ. وألمِسْني الجاريةَ : إئذنْ لي في لمسها. وناقة لَمُوس وشَكوك نحو : ضَبوث ، وقد ألمستِ النّاقةُ.

ومن المجاز : لَمَسَ المرأةَ ولامَسَها : جامَعها ، وألمِسْني امرأةً : زوّجْنيها ، وفلانة لا ترُدُّ يدَ لامِس : للفاجرة. وفلان لا يردّ يد لامس : لمن لا مَنَعَةَ له. ولَمَسْتُ الشيء والتمسته وتلمّسته ؛ قال لبيد يصف صاحبه في السفر :

يلمِسُ الأنساعَ في مَنزلِه

بيَدَيه كاليهوديّ المُصَلّ

٥٧٢

(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ). وسمعتُهم يقولون : المِسْ لي فلاناً. وإكافٌ ملمُوس الأحناء : أُمِرّت عليه اليد فَنُحتَ نُتوءُه وأوَدُه. وفلان لَمُوس : في حَسَبه قُضْأةٌ ؛ قال :

لسْنا كأقوام إذا أزمَتْ

فرح اللَّموسُ بثابت الفقر

يفرح بفقرنا ليخطب إلينا إذا أزمت السّنة. وله شُعاع يكاد يَلمُسُ البصرَ ويلمِسُهُ : يذهب به ؛ قال ابن أحمر :

فإنّ قَصْرَكُما من ذاك أن ترَيا

وجهاً يكاد سَناه يَلمسُ البصرَا

وقال الرّاعي :

سُدُماً إذا التمس الدّلاءُ نطافَه

لاقَينَ مشْرفةَ المَثابِ دَحُولا

لمظ ـ لَمَظَ الرّجلُ يَلمُظُ وتلمّظ إذا تتبّع بلسانه بقيّة الطّعام بعد الأكْل أو مسح به شفتيه ، واسم تلك البقيّة : اللُّماظة ، وألقى لُمَاظة من فيه ، وما تلمّظتُ اليوم بشيء أي ما ذقتُ شيئاً ، وما ذقتُ اليومَ لَماظاً ، ولمّظه كذا : أذاقه إيّاه ، وشربَ الماء لِماظاً ، بالكسر : ذاقه بطرف لسانه. وفرس ألمظُ : في جحفلته بياضٌ فإن جاوز إلى الأنف فهو أرْثَمُ ، وبه لُمْظة.

ومن المجاز : تلمّظتِ الحيّةُ : أخرجتْ لسانَها. وتلمّظ بذكره ؛ قال رجل من بني حنيفة :

فَدَع عربيّاً لا تلمّظ بذكره

فألأمُ منهُ حينَ يُنسب عائِبُهْ

لقد كان مِتلافاً وصاحب نَجدة

ومرتفِعاً عن جفن عينَيه حاجبُهْ

أي لم يأتِ بخزية يغضّ لها بصرَه. وما الدّنيا إلّا لُمَاظةُ أيّام ؛ وقال :

وما زالَتِ الدّنيا يخُونُ نَعيمُها

وتصبح بالأمر العظيم تَمَخَّضُ

لُمَاظَةُ أيّامٍ كأحلامِ نائِم

يذعذع من لذّاتها المتَبرِّضُ

المتبلّغ. وعنده لُمظَةٌ من سَمْنٍ : يسيرٌ تأخذه بإصبعك كالجوزة. وألمظَ الفُوق وتَر القَوس. ولَمّظه من حقّه : أعطاه شيئاً قليلاً منه.

لمع ـ لَمَعَ البرقُ والصّبح وغيرهما لَمْعاً ولَمَعاناً وكأنّه لَمع البرق ، وبَرْقٌ لامعٌ ولَمَّاع ، وبُروقٌ لُمَّعٌ ولَوَامِع. «وأخْدَع من يَلْمع» وهو البَرْق الخُلَّب والسراب. وفلاة لمّاعة : تلمع بالسّراب. وبه لُمْعَة ولُمَعٌ من سواد أو بياض أو أيّ لونٍ كان. وثَوْبٌ مُلَمَّع ، وقد لُمّع ، ولمّعه ناسجُه ، وفيه تلميع وتلاميعُ إذا كانت فيه ألوان شتّى ؛ قال لبيد :

إنّ استَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلمَّعهْ

وفرسٌ مُلمَّع : فيه سواد وبياض. وتلمّع ضَرْع النّاقة : تغيّر لونُها إلى سواد. ورجل ألْمَعيّ ويَلمَعيّ : فَرَّاس.

ومن المجاز : لمَع الزّمامُ : خَفَق ، لَمَعاناً ، وزمام لامِع ولَمُوع ؛ قال ذو الرّمّة :

فعاجا عَلَنْدى ناجياً ذا بُرايَة

وعوّجتُ مِذْعاناً لَموعاً زِمامُها

والطّائر يَلْمع بجناحيه : يخفق بهما ، وخفق بمَلْمَعيه : بجناحيه. ولَمع بثوبه ويدِه وسيفه : أشار ، ومنه : ما بالدار لامِعٌ. وألمعتِ النّاقةُ بذنَبِها عند اللّقاح. وبه لُمْعة لم يصبها الوضوء. وأصاب لُمعةً من الكلإ. ومعه لُمعةٌ من العيش : ما يكتفي به ؛ قال عَدِيّ :

تكذبُ النّفوسَ لُمعتُها

وتعودُ بعدُ آثارا

أي يذهب عنها العيش ويرجع آثاراً وأحاديثَ. وتلمّعت السنة كما قيل : عامٌ أبقعُ ؛ قال :

على دُبُر الشّهر الحرام بأرضِنا

وما حولنا جَدْبٌ سنون تَلمَّع

لمق ـ ذكر أعرابيّ مصدِّقاً فقال : فلمَقَه بعد ما نَمَقَه أي فمحاه بعد ما كتَبَه. وما ذقتُ لَماقاً : شيئاً ؛ قال نهشل :

كبرْقٍ باتَ يُعجِبُ مَن رآهُ

وما يُغني الحوائمَ من لَماقِ

٥٧٣

لمم ـ كتيبةٌ مَلْمُومَة. والآكِل يَلُمّ الثّريد. وألمّ به : نَزَل. ويزورني لِماماً : غبّاً. وبه لَمَم ولَمّة من الجنّ. ورجل مَلمُوم ؛ وقال النّظّار الأسديّ :

فتَخْلُب بالدّلّ عقلَ الفتى

وترمي القلوبَ بمثلِ اللَّمَم

ومن المجاز : لَمّ شَعَثَه : أصلح حاله. وأصابته مُلِمّة من مُلِمّات الدّهر : نازلة من نوازله. وما فعل ذلك وما ألمّ : وما كاد. وهو غلام مُلِمّ : مراهق. وهذه ناقة قد ألمّت للكِبَر. وكان ذلك منذ شهر أو لَمَمِه أي قُرابِ شهْر. وألمّ بالأمر : لم يتعمّق فيه. وألمّ بالطعام : لم يسرف في أكله. وادّهنتْ لِمَمُ الثّرى. وتقول : نحن في إبرام أمر ولمّا وكأن قَدْ.

لمي ـ امرأة لَمْياء بيّنة اللَّمَى وهو السُّمْرَةُ في باطن الشّفَة.

ومن المجاز : رمح ألْمَى : أسمر. وقناة لَمْياء. وظِلٌ ألْمَى : كثيف أسود. وشجَرٌ ألْمَى الظّلال ، وشجرة لَمْياء الظّلّ ؛ قال :

إلى شَجَرٍ ألمَى الظّلالِ كأنّه

رواهبُ أُحرِمْنَ الشّرابَ عُذوبُ

لوب ـ الإبل تَلوبُ حول الماء : تحوم عطَشاً. وتطيّبَ بالمَلابِ وهو ضرب من الطّيب ، وطيبٌ مُلَوَّبٌ : جُعل فيه المَلابُ ؛ أنشد سيبويه للمتنخّل :

أبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ

بهنّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِبَاطِ

جمع عَبيط.

ومن المجاز : رأيتُ لابةً : جماعةً من الإبل شُبّه سوادها باللّابة الحرّة ، وما بين لابتيها مثل فلان : أصله في المدينة وهي بين لابتين ثمّ جرى على أفواه النّاس في كلّ بلدة.

لوث ـ لاثَ العِمامةَ على رأسه ؛ قال :

عُقَيْلِيّة أمّا مَلاثُ إزارِها

فَدِعْصٌ وأمّا خصرُها فبتيلُ

ولوّثَ الأمرَ : لبّسه. ولوّثَ التبنَ بالقَتّ : خلَطه ، وتلوّث بالطّين. وتلوّث بفلان رَجاء منفعة : لاذَ به وتلبّس بصحبته. والتاثتْ عليه الأمور : التبستْ. والتاثَتْ بالقلم شَعرَةٌ. والتاثَ في عمله : أبطأ. والتاثَ في كلامه : عَيّ بحُجّته. والتاثَ بالدّم : تلطّخ به ؛ قال أبو دؤاد :

لا تكونَنّ كمُلتاثِ الضُّحَى

بدَمِ القَتْلِ وما كانَ قَتَلْ

جعل الضُّحى مُلتاثاً والالتياث للرّجل. وبه لُوثة : مسُّ جنون ؛ قال :

وإنّي على ما فيّ من عُنْجُهِيّتي

ولُوثَة أعرابيّتي لأديبُ

وناقةٌ ذاتُ لَوْثٍ : سِمَنٍ وقوّةٍ. وفيه لُوثة : استرخاء.

ومن المجاز : هو مَلاثٌ من المَلاوِثِ : للسّيّد الذي تُلاثُ به الأمور ؛ قال :

هلّا بكيتَ مَلاوثاً

من آلِ عبد مَنافِ

وكان يقال لحمزة : ابنُ المَلاوِثِ. ولاث الضَّبابُ بالجبل ؛ قال المَرّار الفَقْعَسيُّ :

تَضَمّن ماءها مُتَمَرّداتٌ

منَ اللّائي يَلوثُ بها الضَّبَابُ

وقال الأعشى :

وإذا يَلوثُ لُغَامه بسَديسه

ثَنّى وهبّ هِبَابه وتزيّدَا

أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.

لوح ـ لاحَ البرقُ والنّجمُ وغيرُهما وألاح ؛ قال جِرانُ العَود :

أُراقبُ لَوْحاً من سُهيلٍ كأنّه

إذا ما بدا من آخر اللّيل يطرِفُ

وقال المتلمّس :

وقد ألاحَ سهيلٌ بعدما هجَعوا

كأنّه ضَرَمٌ بالكَفّ مَقْبوسُ

ولاحته النّارُ والسَّموم ولوّحته : غيّرته وسفعتْ وجهَه ، ولاحَه السّفر والعطش ولوّحه ، ولاح والتاحَ : عَطِشَ ،

٥٧٤

وهو مُلْتاح ، وبه لَوْحٌ شديد. وبعيرٌ مِلواحٌ ، وإبل مَلاويحُ :

سريعة العطش. وكتب في اللّوح والألواح (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ). ونظرتُ إلى لوائحه وألواحِه : إلى ظواهره ؛ قال يصف امرأة :

تُمسي كألواح السّلاحِ وتُض

حي كالمهاةِ صَبيحَةَ القَطْر

ومن المجاز : ألاح بسيفه وبثوبه ، ولوّح به : لمَع به. ولوّح للكلب برغيف فتبعه. وألاح من الشيء وأشاح : أشفق وحَذِر. ولوّحتُه بالعَصا والنّعل : علوته بها. ولاح لي أمرُك. ولاح لي فلان : برز. ولم يبقَ منه إلّا الألواحُ : العِظام العِراض للمهزول ؛ وقال الأعشى :

لعمري لقد لاحتْ عيونٌ كثيرةٌ

إلى ضَوء نارٍ باليَفاع تُحرّقُ

أي بصّتْ نحوها ناظرةً أو ظمئت إليها شاخصة.

لوذ ـ لاذ به لِياذاً ، ولاوذ به لِواذاً ؛ قال الطرمّاح :

يلاوذنَ من حَرٍّ يكادُ أُوارُهُ

يُذيبُ دماغَ الضّبّ وهوَ خَدوعُ

وألاذ به غيرَه. واعتصم بلوذِ الجبل : بجانبه وبألواذه. وهو يطوف في ألواذ البلاد : في نواحيها. ونزلوا بلَوْذ الوادي وبألواذه ؛ قال الهذليّ :

وقطَّعَ ألواذَ داوِيّةٍ

صحاريَ غُلّان طلح وضَال

وقال ابن القمقام :

تسري الصَّبا فتَبيتُ في ألواذِهِ

ويظلّ فيه من الجنوبِ نَسيمُ

ومن المجاز : خير فلان مُلاوِذٌ : مُراوغٌ لا يأتي إلّا بعد كدّ ؛ قال القطاميّ :

وما ضرّها إن لم تكن رعتِ الحمَى

ولم تطلبِ الخير المُلاوذ من بِشْرِ

وألاذتِ النّاقةُ الظلَّ بخفّها إذا قامتِ الظّهيرةُ.

لوز ـ أرضٌ مَلازَةٌ : كثيرة اللّوز.

ومن المجاز : هو يشكو لَوْزتيه وهما لحمتان في جانبي الحلق. وطعنه في لَوْزتيه وهما خُربتا الورِك.

لوص ـ هو يلاوِص الشجرةَ : ينظر يَمنة ويَسرة كيف يقطعها ، ومنه : لاوصَني فلان عن كذا : خادعني ، وفلان مُلاوصٌ : متملِّق خدّاع ، وتلوّص : تلوّى. وأعوذ بالله من اللَّوْصة والشَّوصة.

لوط ـ لاط الحوضَ : مدَرَهُ لئلّا ينشف الماء. وفي الحديث : «الولدُ ألْوَطُ» : ألصق بالقلب ؛ وقال عبيد بن أيّوب العنبريّ :

وطالَ احتضاني السيفَ حتى كأنّما

يُلاطُ بكشحي غمدُه وحمائِلُهْ

يريد كأنّه مخلوق منّي. وفلان مستلاط : دعيٌّ. واستلاط ولداً ليس منه : ادعاه ؛ قال :

وهل كُنتَ إلّا بُهْثَةً فاستَلاطها

شقيٌّ منَ الأقوامِ وغدٌ ملحَّقُ

البُهثة : ولد البغيّ.

ومن المجاز : «لا يلتاط بصفَري» أي لا أُحبّه.

لوع ـ في قلبه لَوعة ، ولاعه الهَمّ ، والتاع قلبُه.

لوف ـ أصبح فلان يلُوفُ الطعام لَوفاً حتى اعتدل واستقام شبعاً وهو اللّوك والمضغ الشديد. والمال يلوفُ الكلأ لَوفاً ، ومنه : سماعي من فتيان مكّة الصُّوفيّة : اللّوفيّة.

لوق ـ لا آكل إلّا ما لُوّقَ لي أي لُيّنَ حتى جُعل في لين اللُّوقة وهي الزّبدة.

لوك ـ لاك اللّقمة يلوكها. ولاك الفرسُ اللّجامَ.

ومن المجاز : هو يلوك أعراضَ النّاس.

لوم ـ رجل لَوّام ولوّامة ولُوَمَةٌ ، ولامه على فعله. وأنت ألومُ من فلان : أحقّ بأن تُلام ، وهو مَلُومٌ ومُلَوَّمٌ ومُليم ومُستليمٌ ، وقد لِيمَ ولُوّم : أُكثِرَ لومه ، وألام واستلام : استحقّ اللّوم. واستلام إلى ضيفه إذا لم يحسن إليه ؛ قال القطاميّ :

٥٧٥

ومن يكنِ استلامَ إلى ثويّ

فقد أكرَمتَ يا زُفَرُ المتاعَا

أي الزاد وما يمتّع به الضّيف. وتَلَوّم نفسَه : استزادها. وأنحى عليه باللائمة وباللّوائم وباللَّوماء. وتلوّم على الأمر : تلبّث عليه ، وتلوّم عليّ قليلاً ؛ قال عنترة :

فوقفتُ فيها ناقتي وكأنّها

فَدَنٌ لأقضي حاجة المتلَوِّم

لون ـ لوّنتُ الشيء فتلوّن. ويقال : كيف نخلكم؟ فيقولون : حين لوّنَ أي أخذ شيئاً من اللّون وتغيّر عمّا كان. وجئت حين صارت الألوان كالتلوين وذلك بعد المغرب أي تغيّرت عن هيئاتها لسواد اللّيل فلم يبقَ الأبيضُ في مرْأى العين أبيضَ ولا الأحمرُ أحمرَ. ولوّن الشيبُ فيه ووشّع إذا بدا في شعره وضَحُ الشّيب.

ومن المجاز : عنده لَوْنٌ من الثياب : صنف منه. واشتريت من اللّون وهو كلّ نوع من التّمر سوى البَرْنيّ. وفي حديث عمر بن عبد العزيز في صدقة التمر : يؤخذ في البرنيّ من البرنيّ وفي اللّون من اللّون. وكثرت الألوان في أرض بني فلان. وغرس اللِّينَ : نخلَ اللّونِ (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ). ورجل متلوّن : مختلف الأخلاقِ.

لوو ـ أكثرت من اللَّوِّ.

لوي ـ لَوَى الحبلَ : فتله. ولَوى الشيءَ فالتوى. وبلغوا مُلتوَى الوادي : منحناه. ولَوَى يدَه وإصبعه. وكلّمته فلوّى رأسه و (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) وقرئ بالتخفيف. وهو يتلوّى من الجوع. وتلوّت الحيّة ، ولاوتِ الحيّةُ الحيّةَ مُلاواةً : التوت عليها. وسلكوا المَلاويَ : الطرقَ الملتوية ؛ قال :

لعمري لقد ثبّطْتَني عن صحابتي

وعن حِوَجٍ قِضّاؤها من شِفائِيَا

أأدرك بالمَدلاء ركباً عَشيّةً

على سَفَوَى والسّالكينَ المَلاوِيَا

ورفع من الطّعام لَوِيّةً : ذخيرة. والتويت لَوِيّةً ؛ قال :

هِجَفٌّ تحفّ الرّيح حوْل سِبالِه

له من لَوِيّاتِ العُكومِ نصِيبُ

رغيب الجوف ؛ وقال :

قلنا لذاتِ النُّقبَةِ النّقِيّهْ

قومي فغدّينا من اللَّوِيّهْ

النُّقْبة : جلدة الوجه. ورجل ألْوَى : عَسِرٌ يلتوي على خصمه. وفي مثل : «لتجدنّ فلاناً ألْوَى بعيد المستمر». ولواه ديْنَه : مَطلَه ، لَيّاً ولِيّاناً ؛ قال الأعشى :

يَلوينني دَيني النّهارَ وأقتَضي

دَيني إذا وَقذَ النّعاسُ الرُّقَّدا

وألوت به العُقاب : ذهبت به. وألوَى بيده وبثوبه : لمع. وألوَتِ النّاقةُ بذنَبها ؛ قال :

تُلوي بعذق خضابٍ كلّما خطرَتْ

عن فَرْجِ معقومةٍ لم تَتّبع رُبَعَا

وفي بطنه لَوًى. وألوى الأميرُ له لواء : عقده. وبلغ لِوَى الرمل ، وهم بألواء الرّمال ؛ قال :

رأيتُ اللِّوَى يا جُمل قد شابَ بعدنا

وغيّره مرُّ الرّياح العواصِفِ

ومن المجاز : فلان لا يُلوي ظهره إذا وُصف بالشدّة. ويقال للصريع : ما لوى ظهره أحدٌ. ولَوَى الحزنُ قلبَه. ولَوَى سِرَّه : ستره ، ولَوَيْتُ عنه الحديث : طويته عنه ؛ قال الجعديّ :

لوَى الله علمَ الله عمّن سواءه

ويَعلمُ منهُ ما مضَى وتأخّرَا

ولَوَتِ اللّيالي كَفَّه على العصا : هرّمته ؛ قال :

ولَوَيْنَ كَفّي يا جُمانُ على العصَا

وكَفَى جُمانَ بِلَيّها حِدْثانَا

ولَوَى الطائرُ بيضَه في المكان المنيع ؛ قال :

فسِرُّها ممتنِعٌ وثيقُ

بحيثُ يَلوي بيضَهُ الأنوقُ

٥٧٦

والتوى عليه الأمر : اعتاص. والتوت عليّ حاجتي. ولوّى عليه الأمرَ تلويةً : عوّصه عليه. ومرَّ لا يَلْوي على أحَدٍ : لا يقيم عليه ولا ينتظره ؛ قال :

فَلَوَتْ خيلُهُ عليهِ وهابُوا

ليثَ غابٍ مقنَّعاً في الحديد

وألوتِ الحربُ بالسَّوامِ. وألوى بهم الدّهرُ واستلوى بهم. وفلان يُلَوِّي أعناق الرّجال في الجِدال : يغلبهم.

لهب ـ التهبتِ النّارُ وتلهّبت ، وألهبتُها ، ولها لَهَبٌ ولهيبٌ والتهابٌ. وكم جاوزتُ من سُهوبٍ ولُهوبٍ ، جمع لِهْبٍ وهو ما بين الجبلين.

ومن المجاز : فرسٌ مُلْهِبٌ ، وقد ألهب في جريه : اضطرم فيه ، وله أُلهوبٌ. ورجل لَهْبانُ ولَهْثانُ : عطشان ، وقد لَهِب لَهَباً. وألهب البرقُ : تدارك لمعانُه وهو أن لا يكون بين البرقتين فرجةٌ. وألهبتُه للأمر. وأردتُ بذلك تهييجَه وإلهابَه. والتهب عليه : أضِمَ. وثوبٌ مُلَهَّب : لم يُشبع بحُمرة كأنّه نافضٌ وهو الذي نفض صبغه.

لهث ـ لَهَثَ الكلبُ ولَهِثَ ، ولَهَثَ الرّجلُ ولَهِثَ من العطش والإعياء ، وأصابه لُهَاث وهو حَرّ العطش ؛ قال :

ثمّ استَقوْا بسفارهم للُهَاثها

كالزّيت فيه قُرُوصَةٌ وسواد

ومن المجاز : هو يقاسي لُهاثَ الموت : شِدّته.

لهج ـ هو فصيحُ اللهَجة واللهْجة ، وهو لَهِجٌ بكذا ومُلْهَجٌ : مولَع به. وألهجتُه بالشيء : ضرّيتُه به ، وقد لَهِج لَهَجاً. وتقول : له مَنظر بهِج وأنا به لَهِج. وقوم مَلاهيجُ بالخنَا ؛ قال الكميتُ :

وفي النّاس أقذاعٌ ملاهيجُ بالخنا

متى يبلغِ الجَدُّ الحَفيظةَ يلعَبُوا

ولَهِج الفصيل : أخذ في الرّضاع وهو لَهُوج ، وفِصال لُهُجٌ ولُهْجٌ. وألهَجَ القومُ فَهم مُلْهِجون : لهِجتْ فصالُهم. ولَهْوجَ اللّحمَ وتلهوجَه : لم يُنْعم إنضاجه.

ومن المجاز : حديثٌ مُلَهْوَجٌ. ورأيٌ مُلَهْوَجٌ.

لهز ـ ضيّقَ البَكْرة باللِّهاز وهو النّحاس. ولهَز الفصيلُ ضَرْعَ أمّه برأسه عند الرّضاع. ودفع في لِهْزِمتيْه وهما مُجتمع اللّحم بين الماضغ والأذُن ، وقيل : لحم الفَكّين.

ومن المجاز : لَهَزَهُ القتيرُ : فشا فيه الشّيب.

لهف ـ تَلَهّف على الفائت : تحسّر ، ولَهِفَ لَهَفاً فهو لَهِفٌ ولَهِيفٌ ولاهِفٌ ولَهْفَانُ ، وامرأة لَهْفى ولاهِفٌ ؛ قال :

فَعَضّ بإبهَامِ اليَمينِ نَدامَةً

ولَهّفَ سرّاً أُمَّه وهي لاهِفُ

ويقال : إلى أمّه يَلْهُف من لَهِف ، «وبأُمّه يستغيث اللهِفُ وإلى أمّه يَلْهَف اللهْفَان» ، ولُهِف فهو ملهوف : كُرِبَ ، ولَهَّف نفسَه وأمّه إذا قال يا لَهفاه ويا لهْف أُمّياه.

لهق ـ أبيض يَقَقٌ ولَهَقٌ. وثور لَهَقٌ ولَهاق. وتَلَهْوقَ فلان : تزيّن بما ليس عنده من سخاء ومروءة ودِين ؛ قال رؤبة :

والغِرُّ مَغرُورٌ وإن تَلَهْوَقَا

لهم ـ ألْهَمَه اللهُ الخيرَ : ألقاه في رُوعه. والتهم الشيءَ : ابتلعه ؛ قال :

ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ ليثٍ

كذاك اللّيثُ يَلتهِمُ الذُّبابَا

والتهم الفصيلُ ما في ضَرْع أمّه : اشتَفّه.

ومن المجاز : جوادٌ يلتهمُ الأرضَ ، وفرسٌ لَهِمٌ ولُهمومٌ من اللهاميم. وإبل لهاميمُ : غِزارٌ أو سِراعٌ ؛ قال الراعي :

لهاميمُ في الخَرْقِ البَعيدِ نياطُهُ

وراء الذي قال الأدِلّاء تُصْبِحُ

وقومٌ لَهاميمُ : أسخياء. وجيشٌ لُهامٌ : يَغْتمِر مَن يَدخُله يغيّبه في وسطه. ونزلت بهم أمُ اللُّهَيم : المنيّة لالتهامِها الخَلْق.

لهن ـ تَلَهّن الرّجلُ : أكلَ اللُّهْنَةَ ، ولَهِّنوا ضيفَكم. وتقول : فلان يطلب المِهْنه ولا يُطعم اللُّهْنَه.

ومن المجاز : ما وجدتِ الماشيةُ إلّا لُهْنَةً أي عُلْقَةً من المرعى.

٥٧٧

لهله ـ ثوبٌ لَهْلَهٌ : سخيف.

ومن المجاز : كلامٌ لَهْلَهٌ ؛ قال النّابغة :

أتاكَ بقَوْلٍ لَهْلَهِ النّسج كاذِباً

ولم يأتِك الحقّ الذي هوَ ناصعُ

لهو ـ لهوتُ لَهْواً. وفلان مشتغِل بالمَلاهي. وفيهنّ مَلْهًى وملعبٌ. وتلاهَوْا : لَهَا بعضهم مع بعض ؛ وقال القطاميّ :

تلاهينَ واستنعَتْ بهنّ خريدَةٌ

إلى مَلعبٍ ناءٍ من الحيّ ناضِبِ

وبينهم أُلْهِيّة. ولَهِيتُ عنه وتلهّيتُ والتَهَيت : شُغلت وأعرضت ، ويقال : تلهّيتُ به : تروّحتُ بالإقبال عليه ، وتلهّيتُ عنه : تروّحتُ بالإعراض عنه. وألهاني عنك كذا. وطَرَح اللُّهوة في فم الرّحى واللُّهَى ؛ وقال عمرو بن كُلثوم يصف رحى الحرب :

يكُونُ ثِفالُها شرْقيَّ نجدٍ

ولُهوَتُها قُضاعَةَ أجمعينَا

وألهيتُ الرّحَى : ألقيتُ اللُّهوة في فمها. ورمَى به في لَهَاته ولَهَواته ولَهَاه.

ومن المجاز : «اللُّهَى تفتح اللهَى» أي العطايا. وفلان تُسدّ به لَهَوات الثغور ؛ وقال زهير :

متى تُسْدَدْ به لهَوَاتُ ثَغْرٍ

يشارُ إليه جانبُه سَقِيمُ

وألْهِ له كما يُلْهي لك : اصنع به كما يصنع بك. وهذا مَلْهَى القوم : لموضع إقامتهم ، وهذا مَلْهَى الأثافي : لمكانها. واستلهيتُ صاحبي : استوقَفتُه.

ليت ـ لاتَه عن الأمر يَليتُه : صَرَفه ؛ قال :

ولم يَلِتْني عَن هواها لَيْتُ

ولاتَه كذا : نقَصه. (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً). وكدمتِ الأُتنُ لِيتَيِ الحمارِ : صفحتيْ عنقِه. والقُرْطانِ يتذبذبان في لِيتَيها.

ليث ـ «أشْجعُ من لَيْثِ العرين». ووثب وثبةَ اللّيث وهو جنس من العناكب يصيد الذّباب. وتليّث فلان : تشبّه باللّيث ، ولا يَثتُ فلاناً مُلايثَةً ؛ قال العجّاج يصف الثّور والكلاب :

شَكْسٌ إذا لا يَثتَهُ لَيْثيُ

وبينهما مُلايثة : مواثبة. وفحلٌ مُلَيَّثٌ : قويّ مشبّه باللّيث ؛ قال :

وبرَكَتْ كأنّها الأمّارُ

في عَطَنٍ دعْثرَهُ الأكوارُ

يَمنَعُها مُلَيَّثٌ قَرْقَارُ

وليّث فلانٌ وتليّثَ : انتمى إلى بني لَيْثٍ أو صار لَيْثيّ الهوى.

ليس ـ في حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من نبيّ إلّا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة ليس يحيَى بن زكريّا». وقال لزَيْد الخيل : «ما وُصِف لي أحدٌ في الجاهليّة فرأيتُه في الإسلام إلّا رأيتُه دون الصفة ليْسَك». قال :

عهدي بقوْمي كعديد الطَّيْسِ

قد ذهبَ القومُ الكرامُ ليْسِي

ورُوي عليه رجلا لَيْسَني ، ورَوَى الكوفيّون : إئتِ به من حيث أَيْسَ ولَيْسَ. ورجل أَلْيسُ من رجالٍ لِيسٍ وهو الذي لا يبالي هَوْلاً ولا يَرْدعُه شيء ؛ وقال يصف الثّور :

ألْيَسُ عن حَوْبائِه سَخيُ

ليط ـ ذبحه باللِّيطة وهي قِشرة القصبة التي تَليط بها أي تَلزق. وقوسٌ عاتكَةُ اللِّيط واللِّياط وهو أعلاها وظهرها الذي يُدهَنُ ويمرَّنُ. وتليّطتُ لِيطةً : تشظّيتُها.

ومن المجاز : إنّه لليّن اللِّيط : لمن لانَت بَشَرته. وناقة حُرّة اللِّيط أي الجلد. وكأنّه لِيطُ السّماء : أديمها ؛ قال :

فصَبّحَتْ جابيةً صهارِجا

تحسبها لِيطَ السّماء خارِجا

وأنورُ من لِيطِ الشّمس ولِياطِها وهو لونها ، وأتيتُه وليطُ الشّمس لم يُقشَر أي قبل أن تذهب حمرتُها في أوّل النهار. وكان عمر رضي‌الله‌عنه يليّط أولاد الجاهليّة بآبائهم : يُلحقهم بهم ؛ قال :

٥٧٨

رأيتُ رِجالاً لَيّطُوا وِلْدَةً بهم

وما بينَهم قُرْبَى ولا هم لهم وُلْدُ

ليغ ـ فلان ألثغ ألْيغ : لا يبيّن كلامه. وفي مثل : «دُرّي بما عندك يا لَيْغاء» أي بيّني ما في قلبك ؛ يُضرب لمن يكتُم ذاتَ نفسِه.

ليف ـ حبلٌ من لِيفٍ. وحكّ جلدَه باللِّيفة. ورجل ليفانيٌّ. ولحية لِيفانيّة : كثيرة الشّعر منبسطة الأطراف ، نُسبت إلى لِيفِ النّخل.

ليق ـ لِقْتُ الدّواة ، وألَقْتُها فلاقت ، وهذه لِيقَةُ الدّواةِ. ولاقَ به الشيءُ : لزق ، وهذا لا يَليقُ.

ومن المجاز : رأيتُ في السّماء لِيقَةً : قَزَعةً من السّحاب. وهو أهون من لِيقَةٍ وهي طينَة تُلَيَّن باليد ثمّ يُرمَى بها الحائطُ فَتَليق به. وجَعل في الكُحل اللِّيقة واللِّيَقَ وهو بعض أخلاطه. وفلان لا يليق بكفّه درهم ، ولا تُليق كَفُّه درهماً : لسَخائه ؛ قال :

كَفّاكَ كفٌّ لا تُليق درهمَا

جُوداً وأخرَى تُعطِ بالسيفِ دَمَا

وهذا سيف لا يُليقُ شيئاً أي لا يمرّ بشيء إلّا قطعه ؛ قال :

بأفلّ عضبٍ لا يُليقُ ضريبَةً

في مَتنِه دخَنٌ وأَثْرٌ أحلَسُ

وهذا أمر لا يليق بك ولا يَليقُك أي لا يعلق بك ولا يحسن. وتقول : هذه خلائق غَيرُها بك لائق.

لين ـ شيء لَيّنٌ ، ولَيْنٌ ، وليَّنه وألانه واستلانه.

ومن المجاز : هو في لَيَانٍ من العيش ، ونزلوا بِلِين الأرض ولَيانها ، ورجل لَيّن الجانب ، وقوم ألْيِنَاءُ ، وهو ذو مَلْيَنَةٍ ، ولان لقومه ، وألان لهم جناحَه ، (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ). وهو لَيّن الأعطاف وطيءُ الأكناف. ولايِنْ أصحابَك ولا تخاشنهم. وتليّن له : تملّق.

٥٧٩

م

مأر ـ بينهم مِئْرَةٌ : عداوة ؛ قال :

خَليطانِ بَينَهُما مِئْرَةٌ

يُبيئانِ في مَعطِنٍ ضَيِّقِ

وفي قلوبهم مِئَرٌ. وامتأر عليه : احتقد.

مأق ـ كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكتحل من قِبَلِ مُؤْقِه مرّةً ومن قِبَلِ مَأقِه مرّةً. أي من قِبل مُقْدِم عينه ومؤخِرِها ، وذَرفت آماقُه ومآقيه ؛ قال :

وجاءتْ جَيْألٌ وأبو بنيها

أحمُ المأقِيَينِ به خُمَاعُ

وقال جِران العَود يصف خيلاً :

حُمُّ المآقي على تَهييج أعيُنها

إذا سمَوْنَ وفي الآذانِ تأليلُ

وصبيّ مَئِقٌ : سريع البكاء شديده كأنّه يقلَعه من جوفه قلْعاً. وأصابته مَأْقَةٌ. وبات صبيّها على مَأقَةٍ ، وقد مَئِقَ مَأَقاً ؛ وقال رؤبة يصف فرساً :

كأنّما عَوْلَتُها منَ التّأَقْ

عَوْلَةُ ثكلى وَلوَلتْ بعدَ المَأَقْ

ومن المجاز : أرض بعيدة الآماق : بعيدة النّواحي ؛ قال :

تفضي إلى نازِحةِ الآماقِ

مأن ـ فيه مَؤونة ومَؤونات ومُؤنٌ وهي جمع مُؤْنةٍ في نحو قوله :

أميرُنا مُؤْنَته خَفيفَهْ

وأصاب مَأْنَتَهُ وهي السُّرّة وما حولها.

مأي ـ أمْأَتِ الدّراهمُ : وفَتْ مائَةً ، وأمأيتُها أنا. ومَأيتُ الجلدَ فتَمَاأَى : مددته ليتّسع ، ومنه : اشتقاق المائة : لأنّها عدد ممتد. ومَأَيْتُ بينهم : أفسدتُ. ورجل مَأْآءٌ ، وامرأةٌ مَأْآءةٌ ؛ قال :

ومَأى بينهم أخو نكراتٍ

لم يَزَلْ ذا نَميمة مَأْآءَ

متت ـ مَتَ إليه بحُرمةٍ مَتّاً وهو توصُّل بقرابةٍ أو دالّة. وبينهما مَآتَّةٌ ومَوَاتُ. وهو يُماتُ فلاناً : يُذكِّره المَوَاتَ.

متح ـ أنبَطوا ماءً تباشر به المائحُ والماتحُ وهو الذي ينزع الدّلو ، ورجل مَتُوحٌ.

ومن المجاز : بئر مَتُوحٌ : قريبة المنزِع كأنّها تمتح بنفسها. ومَتَحَ النّهارُ : امتدّ. ويوم مَتّاحٌ. وفرسخ مَتّاح ومَدّاد : طويل ، وبيننا وبينهم كذا فرسخاً مَتّاحاً ، ويقال : لم أرَ الرجالَ مَتَحَتْ أعناقُها إلى شيء متوحَها إلى فلان. وبئس

٥٨٠