تراثنا ـ العدد [ 37 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٥٤

وثانيا : إن شرط التعارض هو الحجية في طرفي التعارض كليهما ، وحجية الخطبة ثابتة دون أخبارهم المشار إليها ، كما لا يخفى على من نظر في أسانيدها.

وثالثا : إن عمدة أخبارهم في ثناء الإمام عليه‌السلام على القوم هو الخبر الذي أورده عن كتابي البخاري ومسلم المعروفين بالصحيحين. لكنك إذا لاحظت سنده ـ بغض النظر عن البخاري ومسلم ، المجروحين لدى كبار أئمة القوم من السابقين واللاحقين ـ رأيته ينتهي في جميع طرقه إلى (ابن أبي مليكة) :

وهو رجل لا يجوز الاعتماد على روايته مطلقا ، ولا سيما في مثل هذه الأمور! لأنه تيمي من عشيرة أبي بكر ، ولأنه كان من مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام ، ولأنه كان قاضي عبد الله بن الزبير في مكة! ولأنه كان مؤذن عبد الله بن الزبير!

وله قوادح غير ما ذكر ، فراجع ترجمته (٥٧).

على أنا نكذب كل خبر جاء فيه أسماء الخلفاء الأربعة على ترتيب الخلافة ، وقد حققت ذلك في رسالة مفردة (٥٨).

شبهات حول نهج البلاغة :

٥ ـ وبقيت شبهات ذكرها المعترض ، وهي : إن في نهج البلاغة :

أ ـ التعريض بالصحابة.

ب ـ التنميق اللفظي.

ج ـ دقة الوصف.

__________________

(٥٧) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٨.

(٥٨) تراثنا ، العدد ٢٨ ، ص ١٥ ـ ٥٦ رجب ـ رمضان ١٤١٢ ه.

١٤١

د ـ عبارات يستشم منها ريح ادعاء صاحبها علم الغيب.

أقول :

لكن الشبهات أكثر من هذه الأربعة ... ولعل المعترض ملتفت إلى سقوط البقية فلم يتعرض لها ، لكنها مذكورة في كلمات غيره.

وقد أوردها كلها مؤلف كتاب (مصادر نهج البلاغة وأسانيده) تحت عنوان : (شبهات حول النهج) وأجاب عنها بالتفصيل ، فراجعه.

٦ ـ وأما أن (نهج البلاغة) هو للسيد الشريف الرضي ، فهذا هو الثابت الواقع ، بالأدلة المتينة والشواهد القويمة ، وباعتراف السابقين واللاحقين من العلماء من مختلف فرق المسلمين.

وأول من شكك في المقام هو : قاضي القضاة ابن خلكان ، صاحب (وفيات الأعيان) وتبعه بعض المتأخرين عنه ، كالذهبي والصفدي وأمثالهما.

قيل :

(وأما المتهم ـ عند المحدثين ـ بوضع النهج فهو أخوه علي.

قال في الميزان : علي بن الحسين العلوي الشريف المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي ، صاحب التصانيف ، حدث عن سهل الديباجي والمرزباني وغيرهما. وولي نقابة العلوية. ومات سنة ٤٣٦ عن ٨١ سنة ، وهو المتهم بوضع نهج البلاغة ، وله مشاركة قوية في العلوم. ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه ، ففيه السب الصراح والحط على السيدين : أبي وعمر ، رضي‌الله‌عنهما. وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة ، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين ، جزم بأن الكتاب أكثره باطل. رياض الجنة لمقبل الوادعي ١٦٢ ـ ١٦٣).

١٤٢

أقول :

أما مقبل الوادعي فلا أعرفه ، وما أدري لماذا نقل عبارة الميزان بواسطته.

و (الميزان) هو : (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) للحافظ الذهبي ، والعبارة موجودة فيه ج ٣ / ١٢٤.

لكن في (العبر) للحافظ الذهبي ، أثنى على الشريف المرتضى ، ولم يتعرض لكتاب نهج البلاغة ، فقال فيمن توفي سنة ٤٣٦ ه : (والشريف المرتضى نقيب الطالبيين وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق ، أبو طالب : علي بن الحسين بن موسى الحسيني الموسوي ، وله ٨١ سنة ، وكان إماما في التشيع والكلام والشعر والبلاغة ، كثير التصانيف متبحرا في فنون العلم. أخذ عن الشيخ المفيد ، وروى الحديث عن سهل الديباجي الكذاب ، وولي النقابة بعده ابن أخيه عدنان ابن الشريف الرضي) (٥٩).

وفي (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي أيضا ، ترجم له فقال : (هو جامع كتاب نهج البلاغة) ثم قال : (وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي) فعلق عليه الناشرون له : (وهذا هو المشهور) (٦٠).

وهذه الاضطرابات في التشكيكات تكشف عن أن الغاية منها ليس إلا تضعيف الكتاب بكل وسيلة ، وليس إلا لأنهم منزعجون من الخطبة الشقشقية ... ولذا تراه يقول في (الميزان) موضحا علة الجزم بكون الكتاب مكذوبا : (ففيه السب الصراح ...) ويقول في (سير أعلام النبلاء) : (المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي‌الله‌عنه ، ولا أسانيد لذلك ، وبعضها باطل ، وفيه حق ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها).

__________________

(٥٩) العبر في خبر من غبر ٢ / ٢٧٢.

(٦٠) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٨٩.

١٤٣

ولا يخفى الفرق بين العبارتين في الكتابين حول الكتاب ، وهذا دليل آخر على الاضطراب.

وعلى كل حال ، فقد حقق هذه القضية غير واحد من المحققين ، وجزموا بكون الكتاب للشريف الرضي محمد بن الحسين.

وقال الشيخ محمد عبده : (ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد الشريف الرضي ـ رحمه‌الله ـ من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، كرم الله وجهه ، جمع متفرقة وسماه هذا الاسم : نهج البلاغة ...) (٦١).

وقال الأستاذ محمد كرد علي ، في مقال نشرته مجلة المجمع العلمي السوري : (ونهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي من كلامه ...) (٦٢).

وقال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد : (نهج البلاغة هو ما اختاره الشريف الرضي ...) (٦٣).

وإن شئت الوقوف على حقيقة كتاب (نهج البلاغة) ومصادره ، وما قيل فيه ، ونصوص العلماء والمحققين على أنه خطب وكتب وكلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنه من تآليف الشريف الرضي ، فراجع كتاب (مصادر نهج البلاغة وأسانيده).

قال السيد :

وقوله عليه‌السلام : (نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، وينابيع الحكم ...).

__________________

(٦١) شرح نهج البلاغة ـ المقدمة.

(٦٢) تراثنا ، العدد ٣٤ ، ص ١٠٠ ـ ١٠١ ، محرم ، ربيع الأول ١٤١٤ ه.

(٦٣) شرح نهج البلاغة ـ المقدمة.

١٤٤

وأضاف في الهامش : (وقال ابن عباس : نحن أهل البيت ، شجرة النبوة ، ومختلف الملائكة ، وأهل بيت الرسالة ، وأهل بيت الرحمة ، ومعدن العلم) (قال) : نقل هذه الكلمة عنه جماعة من أثبات السنة ، وهي موجودة في آخر باب خصوصياتهم صفحة ١٤٢ من الصواعق المحرقة لابن حجر).

أقول :

وأخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده عن جابر بن عبد الله وعبد الله ابن عباس في خبر هبوط ملك الموت لقبض روح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم : أنه وقف بالباب فقال : (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ... (٦٤).

وروى الحموئي عن طريق الحافظ أبي نعيم ، عن الحافظ الطبراني ، بإسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (نحن أهل البيت مفاتيح الرحمة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ...) (٦٥).

وقد ذكرنا من قبل : أن مضمون هذا الكلام حقيقة لا تحتاج إلى إثبات ، وهو بالإضافة إلى كونه مرويا عن ملك الموت مخاطبا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وأهل بيته ، كما في رواية الطبراني وغيره ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، كما في (النهج) مروي عن ابن عباس كما ذكر السيد في الهامش.

قيل :

(لم يبين لنا المؤلف من هم الأثبات الذين نقلوا هذه العبارة؟ ومعه أنه

__________________

(٦٤) إحقاق الحق ٩ / ٤٠١ عن (المعجم الكبير) للطبراني.

(٦٥) فرائد السمطين ١ / ٤٤.

١٤٥

نقلها عن الصواعق لكن أمانته دفعته إلى أن يتغاضى عن قول ابن حجر الهيتمي عندما نقلها فقال : وجاء عن ابن عباس بسند ضعيف أنه قال : نحن ...

وقول ابن عباس ـ على فرض صحته ـ يدل على خلاف ما تذهب إليه الرافضة من أن أهل البيت هم : علي وفاطمة وأبناؤهما فقط. لكن أهل السنة عمدتهم في تحديد من هم أهل البيت على الكتاب والسنة الصحيحة ، لا على أقوال ضعيفة أو موضوعة).

أقول :

يقول السيد : (نقل هذه الكلمة عنه جماعة من أثبات السنة) وهذا هو محل الاستدلال ، إذ المقصود ـ كما قلنا سابقا ـ رواية أثبات أهل السنة في كتبهم المعروفة ، لما يدل على ما تذهب إليه الشيعة ، فيكون المطلب متفقا عليه ، أما أن أولئك الأثبات يروون الأخبار الضعيفة والموضوعات مع علمهم بكونها كذلك فيكونون من الكاذبين (٦٦) فما ذنب الشيعة؟!

ومن رواته : ابن الأثير ، حيث رواه بسند له يشتمل على بعض الحفاظ المشاهير ، قائلا : (أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة وغير واحد ـ إجازة ـ قالوا : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو الحسين ابن النقور ، أخبرنا المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا يوسف بن محمد بن سابق ، حدثنا أبو مالك الجنبي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : نحن أهل البيت شجرة النبوة ، ومختلف الملائكة ، وأهل بيت الرسالة ، وأهل بيت الرحمة ، ومعدن العلم) (٦٧).

وأما الاستدلال بخصوص (الصواعق المحرقة) فلأن هذا الكتاب إنما

__________________

(٦٦) صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ٧.

(٦٧) أسد الغابة ٣ / ١٩٣.

١٤٦

ألف للرد على الشيعة والصد عن انتشار التشيع ، يقول ابن حجر في خطبته :

(سئلت قديما في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق وإمارة ابن الخطاب ، فأجبت إلى ذلك مسارعة في خدمة هذا الجناب ... ثم سئلت في إقرائه في رمضان سنة ٩٥٠ بالمسجد الحرام ، لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المكرمة ، أشرف بلاد الإسلام ، فأجبت إلى ذلك ، رجاء لهداية بعض من زل به قدمه عن أوضح المسالك).

وبما ذكرنا يظهر الوجه في عدم الاعتناء بتضعيفه.

على أنه إذا كان ابن حجر ممن يعتمد على آرائه ، كان تصحيحه أيضا معتبرا ، لكن هذا القائل لا يعتني به متى صحح حديثا من أحاديث الفضائل ويقول بأن ابن حجر ليس من علماء الحديث. والحال أنه من كبار أئمة الفقه والحديث.

بل السبب في توهين ابن حجر ، هو كونه ممن أفتى بصراحة بضلالة ابن تيمية الذي هو شيخ إسلام نواصب هذا العصر ...!!

وأما أن (أهل البيت) في (آية التطهير) و (أحاديث الثقلين) ونحوها هم (علي وفاطمة والحسنان) فسيأتي توضيحه على أساس الكتاب والسنة الصحيحة ، فانتظر.

قال السيد :

(وقوله عليه‌السلام : نحن النجباء ، وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وحزبنا حزب الله عزوجل ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا).

قال في الهامش : (نقل هذه الكلمة عنه جماعة كثيرون ، أحدهم ابن حجر ، في آخر باب خصوصياتهم من آخر الصواعق ، صفحة ١٤٢ وقد أرجف فأجحف).

١٤٧

أقول :

جاء هذا في كتاب (فضائل الصحابة) وهذا نصه :

(وفيما كتب إلينا محمد بن عبيد الله بن سليمان يذكر أن موسى بن زياد حدثهم ، قال : ثنا يحيى بن يعلى ، عن بسام الصيرفي ، عن الحسن بن عمر الفقيمي ، عن رشيد بن أبي راشد ، عن حبة ـ وهو العرني ـ ، عن علي ، قال :

نحن النجباء ، وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وحزبنا حزب الله ، وحزب الفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا) (٦٨).

وأخرجه الحافظ ابن عساكر بترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال :

(أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يوسف ، أنبأنا عمر بن شبة ، أنبأنا أبو أحمد الزبيري ، أنبأنا الحسن بن صالح ، عن الحسن بن عمر ، عن رشيد ، عن حبة ، قال :

سمعت عليا يقول : نحن النجباء ، وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وحزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا) (٦٩).

وأخرجه الحافظ السخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف).

وابن حجر المكي في (الصواعق المحرقة) في باب (خصوصياتهم الدالة على أعظم كراماتهم).

هذا ، ولا يخفى اعتبار سند هذا الحديث ، وصحة الاحتجاج به ، لأن رواته أئمة في الحديث ، وفطاحل ثقات ، لا يظن بهم أن يتعمدوا رواية خبر مكذوب وهم يعلمون!

__________________

(٦٨) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل. طبعة جامعة أم القرى بمكة ، الحديث ١١٦٠.

(٦٩) تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ الحديث ١١٨٩.

١٤٨

أنظر إلى سنده في (تاريخ دمشق) (٧٠) :

فابن عساكر حافظ ثقة جليل ، غني عن التعريف.

وأبو القاسم السمرقندي ، قال الذهبي : (الشيخ الإمام المحدث ، المفيد المسند ، أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ...) ثم نقل ثقته عن غير واحد ، وأرخ وفاته بسنة ٥٣٦ ه (٧١).

وأبو الحسين ابن النقور ، قال الذهبي : (الشيخ الجليل الصدوق ، مسند العراق ، أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ...) ثم نقل ثقته عن جماعة ، وأرخ وفاته بسنة ٤٠٧ ه (٧٢).

وأبو طاهر المخلص ، قال الذهبي : (الشيخ المحدث المعمر ، الصدوق ، أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن ...) ثم نقل ثقته عن جماعة ، وأرخ وفاته بسنة ٣٩٣ ه (٧٣).

والحسن بن صالح ، قال الذهبي : (الإمام الكبير ، أحد الأعلام ، أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي ، الفقيه العابد ...) ثم أطنب في ترجمته ، ونقل الكلمات في حقه ، وأرخ وفاته بسنة ١٦٩ ه (٧٦). وقال ابن حجر : (ثقة ، فقيه عابد ، رمي بالتشيع) (٧٧).

والحسن بن عمر الفقيمي ، قال ابن حجر : (ثقة ثبت ، من السادسة ، مات سنة ١٤٢) وجعل عليه علامة رواية : البخاري وأبي داود والنسائي وابن

__________________

(٧٠) نكتفي في الترجمة بقدر الضرورة اختصارا.

(٧١) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٨.

(٧٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٢.

(٧٣) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧٨.

(٧٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٦٩.

(٧٥) سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٢٩.

(٧٦) سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٦٨.

(٧٧) تقريب التهذيب ١ / ١٦٧.

١٤٩

ماجة عنه (٧٨).

رشيد ، وهو الهجري ، من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، يكفي لوثاقته رواية هؤلاء الأئمة لهذا الحديث عنه ، إلا أنهم نقموا عليه تشيعه للإمام عليه‌السلام ، وروايته لفضائله ومناقبه كما لا يخفى على من نظر في ترجمته في (لسان الميزان) وغيره ، فهم لا ينفون وثاقته ولا يرمونه بالكذب ، إلا أنهم يقولون ـ كما في (الأنساب) ـ : (كان يؤمن بالرجعة) وينقلون عن يحيى ابن معين ـ مثلا ـ أنه قال في جواب من سأله عنه : (ليس برشيد ولا أبوه).

وحبة العرني ، قال ابن حجر : (صدوق) له أغلاط ، وكان غاليا في التشيع ، من الثانية ، وأخطأ من زعم أن له صحبة) (٧٩).

أقول :

وقد قصدنا بيان اعتبار سند هذا الحديث الشريف ـ على أساس كتب القوم ـ أمورا :

الأول : إن هذا الحديث معتبر سندا على ضوء كتبهم وآراء علمائهم ، وحينئذ يكون هذا الكلام القول الفصل ، وإن على الذين يدعون التمسك بالسنة الكريمة ، والسير على هدي الإسلام ، والاتباع للأحاديث الصحيحة ... الالتزام بهذا الحديث وبلوازمه ...

والثاني : إن السيد ـ رحمه‌الله ـ يذكر بعض المصادر ويشير إلى سائرها بقوله : (رواه جماعة) اختصارا ، فلو كان أراد التفصيل لأورد أسماء رواته ودلل على اعتبار سنده وصحة الاحتجاج به ، لكن الشيخ البشري ـ وهو المخاطب له أولا وبالذات ـ مطلع على ما يقوله السيد ، فتكفي الإشارة.

__________________

(٧٨) تقريب التهذيب ١ / ١٦٩.

(٧٩) تقريب التهذيب ١ / ١٤٨.

١٥٠

والثالث : إن الحق مع السيد في قوله عن ابن حجر المكي : (وقد أرجف فأجحف) لأنه قال : (وجاء عن ابن عباس بسند ضعيف ...) إذ قد عرفت اعتبار السند وصحة الاحتجاج لنا به.

للبحث صلة ...

١٥١

نهج البلاغة عبر القرون

(٦)

شروحه حسب التسلسل الزمني

السيد عبد العزيز الطباطبائي

(٢)

شرح نهج البلاغة للوبري

قال البيهقي في (معارج نهج البلاغة) الذي ألفه سنة ٥٥٢ ه ، في ص ٤ : ولم يشرح قبلي من الفضلاء السابقين هذا الكتاب! ....

إلى أن قال في ص ٣٧ : وممن سمعت خبره وعاينت أثره ولم أره الإمام أحمد بن محمد الوبري الخوارزمي ، الملقب بالشيخ الجليل ، فقد شرح من طريق الكلام مشكلات (نهج البلاغة) شرحا أنا أورده وأنسبه إليه وأثني عليه ...

وقد نقل البيهقي في (معارج نهج البلاغة) من (شرح نهج البلاغة) للوبري في أكثر من سبعين موردا.

وكذلك معاصره قطب الدين الكيدري نقل من (شرح نهج البلاغة) للوبري في شرحه على نهج البلاغة : (حدائق الحقائق) في بضع وخمسين موردا.

وكذلك السيد علي بن ناصر وابن العتايقي ينقلان في شرحيهما على

١٥٢

(نهج البلاغة) من شرح الوبري عليه.

وكان الوبري متكلما ، شرح (نهج البلاغة) من الناحية الكلامية شرحا موجزا مقتصرا على حل مشكله وتوضيح غامضه ، وأفاد منه من بعده كما ذكرنا ، ويبدو أنه بقي إلى القرن الثامن حيث اعتمده ابن العتايقي في شرحه.

الإمام الوبري :

والوبري أحمد بن محمد الخوارزمي هذا ـ فيما أظن ـ هو : أبو نصر أحمد بن محمد بن مسعود الوبري الحنفي ، الموصوف بالإمام الكبير ، شارح مختصر الطحاوي.

المترجم في الجواهر المضيئة ١ / ٣٦ رقم ٢ وج ٤ / ٣٣٩ ، وفي تاج التراجم ٥٢ رقم ٥٦ ، وفي الطبقات السنية ٢ / ٩٠ رقم ٣٦١ (١).

كما وأظن أن أباه : إما محمد بن أبي بكر زين الأئمة ، المعروف بخمير الوبري الحنفي الخوارزمي ، الذي ذكره الزبيدي في تاج العروس (خمر) وقال : كان عالما مناظرا متكلما ...

وإما أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد الوبري الخوارزمي ، المتوفى ٢٥ رجب سنة ٤٨٣ ه.

__________________

(١) وله ترجمة في الجواهر المضيئة ٢ / ١٨٣ و ٤ / ٣٤٠ ، وتاريخ التراجم : ٩٩ رقم ١٠٩ ، والفوائد البهية : ١٦١ ، ورجال تاج العروس ٤ / ٦٤ ، وتكملة الاكمال ـ لابن نقطة ـ ٢ / ٤٣٨ وكناه أبا المعالي ولقبه بالزاهدي ، وفي المشتبه ٣ / ٣٣٧ ، وتبصير المنتبه ١ / ٤٦٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٨٣ وفيه : وفاته حدود سنة ٥١٠.

١٥٣

(٣)

شرح نهج البلاغة

المسمى

(معارج نهج البلاغة)

لظهير الدين البيهقي ، فريد خراسان ، ابن فندق ، أبي الحسن علي بن زيد ، الأنصاري الأوسي (٤٩٣ ـ ٥٦٥ ه) (٢) كان علامة مشاركا في جملة من العلوم ، متضلعا بها ، متمكنا منها ، مصنفا فيها ، كاللغة العربية وآدابها وعلوم القرآن والفقه والفلسفة والكلام والتاريخ والرياضيات والفلك والتنجيم وعلم الأنساب ونحوها ، وله في كل منها عدة مؤلفات.

مولده ووفاته :

قال المؤلف في مشارب التجارب : مولدي في يوم السبت سابع عشرين شعبان سنة ٤٩٩ (٣).

وهذا ينافي قوله الآخر في تاريخ بيهق ، ص ١٣٢ ، ما معربه : (وقتل فخر الملك (ابن نظام الملك الوزير) في يوم عاشوراء من سنة ٥٠٠ ، أنا أتذكر ذلك ، وكنت آنذاك في نيسابور صبيا أختلف إلى الكتاب ...) (٤).

__________________

(٢) هو أبو الحسن علي بن الإمام شمس الإسلام أبي القاسم زيد ابن شيخ الإسلام جمال القضاة والخطباء أبي سليمان أميرك محمد ابن الإمام المفتي فخر القضاة أبي علي الحسين ابن القاضي الإمام ، إمام الآفاق أبي سليمان فندق ابن الإمام أيوب ابن الإمام الحسن بن عبد الرحمن القاضي أحمد بن عبيد الله بن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيوب بن خزيمة ابن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت بن ذي الشهادتين ، الصحابي الجليل رضي‌الله‌عنه.

هكذا سرد المؤلف نسبه في مقدمة كتبه : معارج نهج البلاغة وجوامع أحكام النجوم وتاريخ بيهق ، وزاد في هذا الأخير في سرده إلى نوح عليه‌السلام.

(٣) حكاه عنه ياقوت في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٨.

(٤) وفخر الملك قتل سنة ٥٠٠ ه بالاتفاق.

١٥٤

فلا أقل من أن يكون في ذلك الوقت ابن سبع سنين فتكون ولادته سنة ٤٩٣ ه ، فصحفت إلى سنة ٤٩٩ ه.

وهذا هو الصواب كما حققه الأستاذ السيد محمد المشكاة في رسالة أفردها عن حياة البيهقي ، وتوصل بمراجعة تقويم وستنفلد إلى أن السنة التي يصادف ٢٧ شعبانها يوم السبت هما سنتي ٤٨٨ و ٤٩٣ فلا تخرج ولادته من أن تكون في إحدى هاتين السنتين ، ورجح الثانية لأنها أقرب شبها ب ٤٩٩ فتكون مصحفة عنها.

وأما مكان ولادته ففي ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٨ عنه أنه قال : (ومولدي يوم السبت ... في قصبة السابزوار من ناحية بيهق ...).

وقال في ص ٢٠٩ : (ثم عدت إلى مسقط الرأس وزيارة الوالدة ببيهق ...).

وقال في تاريخ بيهق ، ص ٧٤ ، في كلامه على قرية ششتمذ : (وبها كان مولدي!).

وربما يوجه بأنه ولد في ششتمذ من قرى سبزوار من نواحي بيهق.

وأما وفاته فكانت في سنة ٥٦٥ ه بالاتفاق ، ذكرها ياقوت والذهبي الصفدي ومن بعدهم ، ولم يذكر أحد منهم يوم الوفاة والشهر! نعم ، ذكر بروكلمن وآهلورث أنه توفي سنة ٥٧٠ ه ، ولا أدري من أين لهم ذلك؟!

ألقابه :

١ ـ حجة الدين :

جاء في مقدمة كتابيه (جوامع أحكام النجوم) و (معارج نهج البلاغة) ففيه في ص ٢ : (قال الشيخ الإمام السيد ، حجة الدين ، فريد خراسان ،

١٥٥

أبو الحسن ...).

وذكره الذهبي بهذا اللقب في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٥.

٢ ـ ظهير الدين :

وجاء هذا اللقب في مقدمة كتابه (تتمة صوان الحكمة) المطبوع باسم : تاريخ حكماء الإسلام ، وفيه : (قال الشيخ الإمام ظهير الدين أبو الحسن ...).

وذكره الشهرزوري من مؤلفي القرن السابع بهذا اللقب في كتابه (تاريخ الحكماء) المسمى : نزهة الأرواح ٢ / ٨١ في ترجمة محمد بن الحارثان السرخسي ، قال : (قال الظهير : وقد جرى بيني وبينه كلام ...) فنقل كلامه الموجود في ترجمته في تاريخ حكماء الإسلام ، ص ١٦٠ ، واشتهر البيهقي بهذا اللقب وثبت له على ظهر كتبه المطبوعة كتاريخ حكماء الإسلام وتاريخ بيهق.

وهل كان يلقب شرف الدين؟

كما لقبت به في خريدة القصر ومعجم الأدباء ووفيات الأعيان وسير أعلام النبلاء!

والتحقيق : أن البيهقي الملقب بشرف الدين هو رجل آخر يشترك معه في عصره وبلده ونسبته ، وفي اسمه وكنيته ، وهو : ظهير الملك أبو الحسن علي ابن الحسن شرف الدين البيهقي ، المتوفى سنة ٥٣٦ ه.

ترجم له البيهقي فريد خراسان في تاريخ بيهق ، ص ٣٨٩ ، وترجم لأبيه وأسرته ، وذكره في تاريخ الحكماء ، ص ١٠٥ ، قال : (وكان شرف الدين ظهير الملك علي بن الحسن البيهقي عامل هراة مدة ...).

أقول : وهو الذي تقلب في مناصب الإمارة والوزارة ، وكان جواد بذولا ،

١٥٦

مدحه شعراء العرب والفرس ، ومنهم الشاعر البغدادي حيص بيص ، مدحه بعدة قصائد مثبتة في ديوانه في ص ٢٠١ و ٢٢٦ و ٢٤٢ و ٣٢٧ ، ففي ص ٢٠١ : (وقال يمدح شرف الدين علي بن الحسن البيهقي وهو يومئذ أمير الأمراء بخراسان) أولها :

أقول لقلب هاجه لاعج الهوى

بصحراء مرو واستشاطت بلابله

ووهم فيه محققا الديوان ، وحسباه علي بن زيد البيهقي فريد خراسان شارح النهج.

وأول من خلط بينهما هو العماد الكاتب ، فقد ترجم له في الخريدة وقال : (شرف الدين أبو الحسن علي بن الحسن البيهقي ، من أفاضل خراسان ، وأماثل الزمان ، وأعيان الأنام ، وأعوان الكرام ... حدثني والدي أنه لما مضى إلى الري ... أصبح ذات يوم وشرف الدين البيهقي قد قصده في موكبه وهو حينئذ والي الري ... وكان يترشح حينئذ لوزارة السلطان سنجر ، وهو كبير الشأن).

ثم خلط بينه وبين صاحبنا البيهقي علي بن زيد فقال : (وكان يثني أبدا والدي على فضله ويقول : إنه لم ينظر قط إلى نظيره ، ولا مثلت لعينه عين مثله ، وقد صنف أيضا كتابا في شعراء عصره سماه : وشاح دمية القصر! ...).

فالبيهقي الوزير لم يوصف بالعلم والفضل والتأليف ، وقد مات قبل البيهقي صاحبنا بنحو ثلاثين سنة ، و (وشاح دمية القصر) تأليف البيهقي علي بن زيد ، وقد حكى ياقوت كلام العماد في الخريدة وتنبه للتضارب بينه وبين كلام البيهقي عن نفسه ، ولم ينتبه للحل وأنهما اثنان حصل الخلط بينهما!

كما خلط الذهبي بينهما خلطا فاحشا ، فترجم للبيهقي صاحبنا في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٥ وقال : (البيهقي الوزير ، العلامة ذو التصانيف ،

١٥٧

شرف الدين وحجة الدين أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد ...).

قال أبو النضر الفامي : صدر السيف والقلم! وأخبار سؤدده كنار في العلم نادرة الدهر ، افتتح ولاية هراة خمس عشرة سنة وإليه الحل والعقد ، قلت : مدحه الحيص بيص ...).

أقول : وأول من نبه على هذا الخلط هو صاحبنا العلامة المغفور له السيد جلال الدين المحدث الأرموي في تعاليقه على ديوان القوامي الرازي ، من شعراء الفرس في القرن السادس ، ممن مدح شرف الدين البيهقي.

مشايخه :

أ ـ فمن أساتذته في اللغة العربية والعلوم الأدبية :

١ ـ أبو جعفر أحمد بن علي المقري البيهقي ، المقيم بنيشابور ، المتوفى سنة ٥٤٤ ه ، المشتهر ب : بوجعفرك ، مؤلف : ينابيع اللغة ، وتاج المصادر ، والمحيط بلغات القرآن.

حضر عليه سنة ٥١٤ ه ، وقرأ عليه نحو ابن فضال ، وفصلا من كتاب (المقتصد في النحو) وكتاب (الأمثال) لأبي عبيد ، و (الأمثال) لأبي الفضل الميكالي.

٢ ـ أحمد بن محمد الميداني النيشابوري ، المتوفى سنة ٥١٨ ه ، مؤلف (مجمع الأمثال) حضر عليه سنة ٥١٦ ه ، صحح عليه كتابه (السامي في الأسامي) في اللغة ، وكان قد حفظه ، وقرأ عليه كتاب (المصادر) في اللغة للزوزني ، وكان حفظه ، وكتاب (المنتحل) و (غريب الحديث) لأبي عبيد ، و (إصلاح المنطق) وكان قد حفظه ، و (مجمع الأمثال) تأليفه ، و (صحاح اللغة).

٣ ـ الحسن بن يعقوب بن أحمد القاري النيشابوري ، المتوفى سنة ٥١٧ أو ٥١٩ ه.

١٥٨

قرأ عليه سنة ٥١٦ ه كتاب نهج البلاغة ورواه عنه ، وقال عنه في شرحه : (هو وأبوه في فلك الأدب قمران ، وفي حدائق الورع ثمران).

ب ـ ومن مشايخه في الحديث :

٤ ـ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي النيسابوري ، المتوفى سنة ٥٣٠ ه.

٥ ـ الإمام محمد الفزاري.

قرأ عليه غريب الحديث للخطابي ، ولعله الفراوي السابق صحف في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٩ إلى الفزاري.

٦ ـ السيد الأجل ، كمال الدين ، شيخ آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، أبو الغنائم حمزة بن هبة الله الحسيني ، المتوفى سنة ٥٢٥ ه.

هكذا وصفه في لباب الأنساب : ٣٢٠ ، و ٦٠٣ ، وقال : (لي منه سماع الأحاديث الكثيرة ، منها : كتاب الصحيحين ومسند أبي عوانة ومسند الجوزقي ، ولي منه إجازة جميع مسموعاته بخطه).

٧ ـ العالم الواعظ السيد حسين بن أبي المعالي محمد بن أبي القاسم حمزة الحسيني الموسوي الخراساني الطوسي.

قال في اللباب ، ص ٧٠٥ : (حضرت مجلسه في نوقان طوس سنة ٥٢٢).

٨ ـ علي بن محمود النصر آبادي : روى عنه في المعارج : ٣٠٥ ، وفي اللباب : ١٨٧ و ٢١٤ ، وقال فيها : (وحدثني الإمام ...).

٩ ـ شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة ٥٠٧ ه.

قال في تاريخ بيهق : (وكان قاضي خوارزم ، وقد رأيته وسمعت منه الحديث حين عاد إلى بيهق في شهور سنة ٥٠٦).

١٠ ـ الشيخ الإمام علي بن أبي صالح الصالحي الخواري النيشابوري ،

١٥٩

مؤلف : تاريخ بيهق (٥).

ج ـ ومن أساتذته في الفقه :

١١ ـ تاج القضاة أبو سعد يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن صاعد المرزوي ، قرأ عليه في مرو سنة ٥١٩ ه.

قال عنه : (وكان ملكا في صورة إنسان! وعلقت من لفظه كتاب الزكاة والمسائل الخلافية ثم سائر المسائل على غير الترتيب).

د ـ ومن أساتذته في علم الكلام.

قال في معارج نهج البلاغة ، ص ٣٥ : (وقد لقيت في زماني من المتكلمين من له السنام الأضخم ، والمقام الأكرم ، يتصرف في الأدلة والحجج ، تصرف الرياح في اللجج ...).

منهم :

١٢ ـ أبوه أبو القاسم زيد بن محمد ، المتوفى سنة ٥١٧ ه.

عده في المعارج : ٣٥ أول مشايخه في الكلام ، قال : (ومن تأمل تصنيفه المعنون ب : لباب الألباب ، وحدائق الحقائق ، ومفتاح باب الأصول ، عرف أنه في هذا الفن سباق غايات وصاحب آيات).

١٣ ـ إبراهيم بن محمد الخزاز. ١٤ ـ علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم النيسابوري.

ذكره في اللباب : ٢١٧ ، وفي المعارج : ٣٦ وقال : (هو إمام ، لسانه فصيح ، بيانه صريح ، وبرهانه صحيح ، لفظه لؤلؤ منثور ...).

ه ـ ومن أساتذته في الفلسفة والحكمة :

١٥ ـ قطب الدين محمد النصيري الطبسي المرزوي ، نزيل سرخس ، رحل إليه سنة ٥٣٠ ه ، وبقي بها إلى ٢٧ شوال سنة ٥٣٢ ه يقرأ عليه

__________________

(٥) روى عنه في اللباب ، ص ٥١١.

١٦٠