شرح ملّا جامي - ج ١

عبد الرحمن بن أحمد نور الدين الجامي

شرح ملّا جامي - ج ١

المؤلف:

عبد الرحمن بن أحمد نور الدين الجامي


المحقق: الشيخ أحمد عزّو عناية و الاُستاذ علي محمّد مصطفى
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧
الجزء ١ الجزء ٢

وعن بعض العرب (نفساهما وعيناهما)

(أنفسهم) في جمع المذكر العاقل.

(أنفسهن) في جمع المؤنث وغير العاقل من المذكر.

(والثاني) لما سمى النفس والعين أولين تغليبا كالقمرين (١) ، سمى الثالث ثانيا.

(للمثنى : كلاهما) (٢) للمذكر (٣) (وكلتاهما) (٤) للمؤنث (والباقي) بعد الثلاثة المذكورة (لغير المثنى) مفردا كان أو جمعا.

(باختلاف الضمير) العائد إلى المتبوع المؤكد (في (كلمة) نحو : (قرأت الكتاب كلّه) و (كلها) نحو : (قرأت الصحيفة كلّها).

(وكلهم) نحو : (اشتريت العبيد كلّهم).

(وكلهنّ) نحو : (طلقت النساء كلهنّ).

__________________

(١) فغلت القمر على الشمس يطرأ إلى أن القمر مذكر والشمس مؤنث ولو نظر إلى أصالة النور العكس وغلب عمر على أبي بكر ؛ لأن عمر علم مشهور وأبي بكر كنية فعلت الأولى لخفته.

ـ خاصة ؛ لأنه بمعناه ويختلف ضميره باعتباره من هو له من متكلم أو مخاطب أو غائب لا باعتبار الإفراد والتثنية والجمع لما عرفنا لا يقع تأكيد لغير المثنى ولا باعتبار التذكير والتأنيث ؛ لأن لفظ ضميره ليشرح المذكر والمؤنث. (عافية).

(٢) قال الأخفش إن كل حكم لا يستقل الواحد لا يجوز تأكيد التنبيه فيه لكلا نحو الاختصام فإنه لا يجوز اختصم الرجلان كلاهما لعدم الاحتياج إلى تأكيد لعدم الفائدة لامتناع صدور الاختصام عن واحد فقط بخلاف والمجيء فإنه يجوز جاءني الرجلان كلاهما الجوار صدوره من واحد فقط. (متوسط).

ـ بدل من الثاني وعطف بيان أو خبر مبتدأ محذوف أي : هو أو مفعول المقدر أغني. (تركيب).

ـ ويجوز إرجاع ضمير التثنية إلى لفظ كل وكذا جمعه ميلا إلى المعنى كما في قوله تعالى : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[الأنبياء : ٣٣] ويجوز إفراده ميلا إلى لفظه. (حسن جلبي).

(٣) نحو جاء الرجلان كلاهما أو جئنا كلانا وجئتما كلاكما.

(٤) وينوب رفع كلّ عنهما على قلة فيقال : جاءني الرجلان كلهما ، والمرأتان كلهما ، وقد نقل أن ابن مسعودرضي‌الله‌عنه : كل الجنتين آتى أكله [الكهف : ٣٣]. (شرح الإرشاد للهندي).

٥٢١

(و) باختلاف (الصيغ) في الكلمات (البواقي) وهي : أجمع وأكتع وأبتع وأبضع، وبالمهملة أو المعجمة.

(تقول أجمع) (١) في المذكر الواحد (وجمعاء) في المؤنث الواحدة ، أو الجمع (٢) بتأويل الجماعة.

(وأجمعون) في جمع المذكر ، (وجمع) (٣) في جمع المؤنث ، وكذا أكتع كتعاء أكتعون كتع وأبتع بتعاء ، أبتعون ، بتع ، وأبصع بصعاء أبصعون ، بصع

(ولا يؤكد ب : كلّ وأجمع إلا ذو أجزاء (٤) مفردا كان أو جمعا ، إذ الكلية والاجتماع لا يتحققان إلا فيه ولا حاجة (٥) إلى ذكر الأفراد (٦) ؛ لأن الكلّي (٧) ما لم تلاحظ أفراده مجتمعة ولم تصر أجزاء لا يصح تأكيده بكلّ وأجمع.

__________________

(١) هذه الألفاظ على سبيل التعداد مبينات على السكوت مرفوعة محلا عند المصنف وتقدير أعند الزمخشري خبر مبتدأ محذوف أي : هي أو منصوبة كذلك مفعول تقول المقدر أوعني وقيل هذه الألفاظ مجرورة المحل عطف بيان وبدل الكل من الصيغ. (زيني زاده).

(٢) غير جمع مذكر السالم فإنه لا يؤنث خلافا للأندلسي فإنه يجوز إذا كان مكسرا. (لارى).

(٣) واختلاف فالصيغ في الكل بالسماع والقياس لا يختلف لما فر في كل. (عافية).

(٤) الفرق بين الأجزاء والأفراد وأن الأجزاء التي لا يصح حمل ذي الأجزاء على جزء منها كالقوم فإنه لا يصح حمله على فرد وهو زيد مثل لا يقال زيد قوم والأفراد والتي يصح حمل ذي الأفراد على فرد منها كالإنسان فإنه يصح حمله على فرد وهو زيد مثلا تقول زيد إنسان. (لمحرره).

(٥) قوله : (ولا حاجة) هذا إشارة إلى جوابه سؤال مقدر تقديره أن يقال أنه لا بد للمصنف أن يستثنى والأفراد أيضا بأن يقول إلا ذو جزء يؤكد بهما ذو الأفراد مثلا تقول جاءني إنسان كلهم وتقدير الجواب ظاهر وباهر والله أعلم.

(٦) بعد قوله : ذو جزاء لا يصح ذكرها ؛ لأنه يفيد جواز جاءني الإنسان كله من غير أن يراد به الإنسان فقد أفسد من أصلح قوله : (المصنف ذو أجزاء بتأويله بذي متعدد أفراد إذا كان أو أجزاء).

(٧) قوله : (لأن الكلى) اه جار أن يللحظ أفراد الكلي مجتمعة ولو كان الحكم على كل واحد واحد من أفراده كالدرهم البيض والدنيار الصفر كما جاء عكس ذلك أيضا وهو توهم الحكم على كل فرد مع أن المحكوم عليه هو المجموع كقولك وبدا إنسان وكل إنسان أي : مجموعة حيوان فريد حيوان كذا ذكره الطوسي. (عب).

٥٢٢

ويجب أن تكون تلك الأجزاء بحيث (يصح افتراقها حسا) كأجزاء القوم أو (حكما)(١) كأجزاء العبد (٢) ليكون في التأكيد بكل وأجمع فائدة (مثل) (أكرمت القوم كلهم (٣) و (اشتريت العبد كلّه) فإن العبد قد يتجزأ في الاشتراء ، فيصح تأكيده ب : (كل) ليفيد الشمول بخلاف (جاءني زيد كله (٤) لعدم صحة افتراق أجزائه لا حسا ولا حكما في حكم الشمول.

(وإذا (٥) أكد الضمير المرفوع المتصل) بارزا كان أو مستكنا (بالنفس والعين (٦) أي: إذا أريد (٧) تأكيده بهما (أكد) ذلك الضمير أولا (بمنفصل) (٨) ثم بالنفس والعين (٩) (مثل : (ضربت أنت نفسك) فنفسك تأكيد للضمير بعد تأكيده بمنفصل هو (أنت) إذ لو لا ذلك لالتبس التأكيد بالفاعل ، إذ وقع تأكيدا للمستكن ، نحو : (زيد أكرمني هو نفسه) فلو لم يؤكد الضمير المستكن في (أكرمني) بقوله (هو) ويقال : (زيد أكرمني نفسه)

__________________

(١) بأن يكون مفرد يتجزئ بالنسبة إلى الفعل الذي أسند إليه. (عافية).

(٢) والدار فإنه يفترق أجزائه حكما بالنسبة إلى بعض الأفعال كالشراء والبيع.

(٣) كل مفرد واللفظ والمعنى مأخوذ من الكيل الرأس لعله اكليل وهو إنتاج وكما أن الإكليل محيط الجانب الرأس فكذلك كل محيط لأفراده. (مصباح).

(٤) فإن أجزاء زيد لا يصح افتراقها بالنسبة إل المجيء لعدم صحة اقتراف أجزاء زيد حسا ظاهرا وأما عدم صحة افتراقها حكما فلأنه لا يمكن إسناد المجيء إلى نصفه أو ثلثه أو ربعه فلا يصح ذلك التركيب. (عافية شرح الكافية).

(٥) عطف على جملة ولا يؤكد كل أو استئناف أو اعتراض. (م ع).

(٦) أي : إذا أريد تأكيد الضمير المرفوع المتصل وهذا بخلاف المنصوب والمجرور ؛ لأنه لا إسناد فيهما حتى يلزم الالتباس. (هندي).

ـ دون غيرهما فإن الحكم المذكور لا يترتب على كل واحد منهما. (عوض).

(٧) أشار إلى أنه من قبيل ذكر المسبب وإرادة السبب كقوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) فصّل في قول المصنف وإنا عطف على الضمير المرفوع فارجع إليه واستفد منه. (لمحرره).

(٨) مطابقا تماما قبل الإعراب والعيبة والخطاب والتذكير الأفراد وضدهما. (عافية).

(٩) لأنهما تقعان فاعلين فيلزم التحامهما بالفاعل تأكيدين في المستكن إذا لم يؤكد خلاف كل واجمع حيث لا يصح وقوعهما فاعلين ولا حاجة إلى التأكيد لعدم اللبس ونحو ضرباهما أنفسهما وضربوهم أنفسهم مع عدم اللبس لو ترك التأكيد محمول على ضرب هو نفسه طرد للباب. (هندي).

٥٢٣

لالتبس (١) (نفسه) الذي هو التأكيد بالفاعل (٢) ولما وقع الالتباس في هذه الصورة أجرى بقية الباب عليه.

وإنما قيد الضمير بالمرفوع ، لجواز تأكيد الضمير المنصوب والمجرور بالنفس والعين بلا تأكيدهما بالمنفصل (٣) ، نحو : (ضربتك نفسك) (ومررت بك نفسك (٤) ، لعدم اللبس ، وبالمتصل لجواز تأكيد المرفوع المنفصل بالنفس والعين بلا تأكيده بالمنفصل نحو : (أنت نفسك قائم) لعدم اللبس (٥) ، وإنما قيد بالنفس والعين لجواز تأكيد المرفوع المتصل ب : (كلّ) و (أجمعين) (٦) بلا تأكيد ، نحو : (القوم جاءوني كلّهم وأجمعون) لعدم التباس التأكيد بالفاعل ؛ لأن (كلا وأجمعين) يليان العوامل قليلا (٧) ، بخلاف (النفس والعين) فإنهما يليانها كثيرا.

(وأكتع (٨) ...

__________________

(١) فإن قيل : لالتبس في قولك : الزيدان قاماهما نفسهما قيل : أكد جميع مع عدم اللبس طردا للباب كما هو معروف في لغتهم. (محصول).

(٢) لا يعلم أن هذا الكلام مؤكد يجب أن يعمل بمفهومه ويعتمد عليه وأنه حال عن التأكيد فيحتمل الصدق والكذب كما هو شأن الحال عن التأكيد فوجب أن يؤكد أولا بالضمير المرفوع المنفصل ثم بالنفس حتى يعمل يقينا أن كلام مؤكد يعتمد عليه. (توقادي).

(٣) هذا من باب التغلب وإلا فالمجرور لا منفصل ؛ لأنهما ليسا كالجزء لكونهما فضلة. (شرح).

(٤) فإن قيل : لم يعد حرف الجر في التأكيد كما يعاد في العطف قلنا المؤكدة ليست بمقصودة من الكلام وإذا أعيد الجاد يصير مقصودا بخلاف العطف.

(٥) لأنه لما كان منفصلا بارزا كان كالمظهر في الاستعمال وعدم الالتباس فلا احتياج إلى التأكيد والاختصار مطلوب. (م ح).

(٦) وما يتفرع مهما ؛ لأن كل واحد منهما غير مستقل ؛ لأنه لم يوجد في سعة الكلام ما يسند إليه الفعل بالاستقلال فلا يقال جاء كلهم أجمعون. (م ح).

(٧) أي : لا يقعان فاعلا ومفعولا إلا قليلا فلا يقال القوم جاء كلهم أو أجمعون وإنما يقال جاء كل القوم أو جاء جميع الرجال. (محمد أفندي).

(٨) وأعلم أن هذه الألفاظ المؤكدة لها ترتيب حاصل في لسان العرب وأخلال ذلك الترتيب وهو أن يذكر أو لا ثم اجمع ثم اكتع ثم ابصع ثم اتبع ؛ لأن الثلثة لا خيره اتباع لا جمع. (عوض).

ـ قال واكتع واخواه إذا أردت الجمع بين ألفاظ التأكيد وذلك غير كلا فترتيبه ترتيب المتن أما تقديم النفس على الكل فلان الإحاطة صفة للنفس وتقديم النفس أولى وأما تقديمها على العين ـ

٥٢٤

وأخواه) يعني : أبتع وأبصع (أتباع) (١) بفتح الهمزة على ما هو المشهور (لأجمع) يعني : تستعمل هذه الكلمات الثلاث بالتبعية ، لا بالأصالة لكونه أدل منها على المقصود ، وهو الجمعية.

(فلا يتقدم) يعني : أكتع وأخواه (عليه) أي : على (أجمع) لو اجتمعت معه.

(وذكرها) أي : ذكر أكتع مع أخوية (دونه) أي : دون ذكر (أجمع) (ضعيف) لعدم ظهور دلالتها على معنى الجمعية.

وللزوم ذكر ما من شأنه التبعية بدون الأصل (٢).

* * *

__________________

ـ فلان النفس موضوعة للذات وأما تقديم الكل على اجمع فلكونه جامد واتباع المشتق أولى وأما تقديم اكتع على أخواته فلكونه أظهر في إفادة معنى الجمع. (شيخ رضي وعب).

(١) جمع تبع بمعنى تابع كفرس وأفراس فإن جمع فاعل على أفعال مختلف فيه. (م ع).

(٢) على أن بسن وبيطان وتابع اتباع لحسن وشيطان وجايع. (عافية).

٥٢٥

فهرس المحتويات

مقدمة المصحح................................................................ ٥

ترجمة ابن الحاجب صاحب متن الكافية في النحو................................. ٧

ترجمة الملا جامي صاحب شرح الكافية.......................................... ٩

[مقدمة المؤلف]............................................................. ١١

(الكلمة)..................................................................... ١٦

(الاسم).................................................................... ٤٣

(أنواع إعراب الاسم)......................................................... ٦٧

(جمع المذكر السالك)........................................................ ٧٦

(الممنوع في الصرف)......................................................... ٨٣

(المرفوعات)............................................................... ١٤٦

(المبتدأ والخبر)............................................................. ١٨٠

(خبر إن وأخواتها).......................................................... ٢١٤

(المنصوبات)............................................................... ٢٢٣

(المفعول المطلق)............................................................ ٢٢٤

(المفعول به)............................................................... ٢٣٩

(المنادى).................................................................. ٢٤٣

(الترخيم)................................................................. ٢٧٢

(المفعول فيه).............................................................. ٣١٥

(المفعول له)............................................................... ٣٢٢

(المفعول معه).............................................................. ٣٢٩

٥٢٦

(الحال)................................................................... ٣٣٤

(التمييز).................................................................. ٣٦٠

(المستثنى)................................................................. ٣٨٤

(خبر كان وأخواتها)......................................................... ٤١٣

(اسم إن وأخواتها).......................................................... ٤١٨

(المجرورات)................................................................ ٤٤٠

(التوابع).................................................................. ٤٨٠

النعت.................................................................... ٤٨٤

(العطف)................................................................. ٤٩٩

(التأكيد)................................................................. ٥١٥

فهرس المحتويات........................................................... ٥٢٦

٥٢٧