خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٦

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٦

المؤلف:

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٤

١
٢

٣
٤

مختصر عنوان المجد في تاريخ نجد

اختصار كل من :

١ ـ المؤلف الشيخ عثمان بن بشر

٢ ـ الشيخ إبراهيم بن محمد آل عنيق

٥
٦

ترجمة المؤرخ

الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن بشر

(١٢١٠ ه‍ ـ ١٢٩٠ ه‍)

الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر الحرقوصي ، وآل حرقوص فخذ من آل عيد أحد بطون بني زيد ، وهذا البطن يشمل البواريد والحراقيص وغيرهما ، ويتفرع عنهم أفخاذ وعشائر معروفة ، وبنو زيد هم من قضاعة أحد الشعوب القحطانية.

فالمترجّم من آل حرقوص ثم من آل عيد ثم من بني زيد القبيلة انقضاعية القحطانية ، وبنو زيد مفرقون في بلدان نجد إلّا أن أصلهم ومرجعهم في شقراء عاصمة بلدان الوشم.

قال الشيخ إبراهيم بن عيسى : (ذكر لي محمد بن عثمان بن بشر ساكن بلد جلاجل عن أبيه أن أقرب من لهم من بني زيد آل معيقل أهل الخرج). ا ه.

ولد المترجّم سنة ١٢١٠ ه‍ في بلدة جلاجل ، إحدى بلدان مقاطعة سدير ، فهي بلده وبلد عشيرته ، وقد توفي والده في جلاجل عام ١٢١٥ ه‍ ونشأ فيها وتعلّم مبادىء الكتابة والقراءة ، ثم انتقل إلى الدرعية حوالي سنة ١٢٢٤ ه‍ فتلقى العلم عن علمائها ، ومنهم :

٧

١ ـ الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، قرأ عليه في صغره كتاب التوحيد سنة ١٢٢٤ ه‍.

٢ ـ الشيخ علي بن يحيى بن ساعد ، قاضي الإمام سعود على سدير.

٣ ـ الشيخ إبراهيم بن سيف ، قاضي الإمام عبد الله بن سعود على الوشم ، وقاضي الإمام تركي على الرياض.

٤ ـ الشيخ عثمان بن منصور ، قاضي الإمام فيصل على بلدان سدير.

٥ ـ الشيخ عبد الكريم بن معيقل ، امتنع عن القضاء وولي إمارة ناحية القصيم.

٦ ـ الشيخ غنيم بن سيف ، قاضي الإمام سعود على عنيزة.

قرأ على هؤلاء حتى أدرك ، ولكن صار اتجاهه إلى التاريخ لا سيما تاريخ نجد ، وقد عاش في عهد الدولتين لآل سعود الأولى ثم الثانية التي جددها الإمام تركي ، وفي عهد الإمامين تركي وفيصل بانت شهرته ، فتوطدت العلاقة بينه وبين هذين الإمامين.

وقد ألّف كتبا كثيرة منها :

١ ـ كتاب عن الخيل سماه (سهيل في ذكر الخيل) (١).

٢ ـ «الإشارة في معرفة منازل السبع السيارة»

__________________

(١) هذا الكتاب مفقود ، وكم بحث عنه ولم يعثر عليه ، إلّا أن الدكتور عبد الرحمن العثيمين في تعليقاته على (السحب الوابلة) قال : وكتابه (سهيل في الخيل) من أنفس الكتب ، ذكر فيه خيل آل سعود ونسبتها إلى خيل العرب المشهورة ، وخاصة الإمام فيصل بن تركي ، ويوجد هذا الكتاب في مكتبة خاصة عند بعض المهتمين بالتراث في مدينة الطائف ، ذكر في مجلة علمية في صيف عام ١٣٩٣ ه‍ ولم أتابع ذلك لعدم اهتمامي به آنذاك.

٨

٣ ـ بغية الحاسب.

٤ ـ الخصائص ومبدأ النقائص في الطفيليين والثقلاء.

٥ ـ فهرس طبقات ابن رجب على حروف المعجم.

٦ ـ عنوان المجد في تاريخ نجد ، وهذا التاريخ هو من أنفس وأجمع وأوثق وأعدل ما صنف من تواريخ نجد.

والأستاذ حمد الجاسر قد أخذ على المترجم أنه نقل في تاريخه كثيرا مما ذكره ابن غنام والفاخري في تاريخيهما ومع هذا لم يشر إلى ذلك ، إلّا أن الأستاذ حمد الجاسر قال عن مؤلفه عنوان المجد : (إن عنوان المجد هو خير كتاب ألّف في موضوعه على ما فيه). ا ه.

ولكن يذكر الشيخ ابن عيسى أن تاريخ ابن بشر منقول من تاريخ حمد بن لعبون ، بل هو بعينه ، فالله أعلم بما يقول.

والكتاب طبع عدة طبعات متداولات ، فليس بحاجة إلى أن نصفه للقراء ، ومع هذا فإن الدكتور عبد العزيز الخويطر كتب رسالة عن تاريخ ابن بشر ، وحلّله وبيّن ما له وما عليه ، إلّا أن لي كلمة عن الكتاب عنوان المجد :

وهي أنه طبع عدة طبعات ، وكلها تعتمد على الطبعة التي طبعت في المطبعة السلفية في مكة المكرمة على نفقة قتلان ونصيف ، والنسخة التي طبعا عليها جاءتهما من رئيس قضاة مكة المكرمة الشيخ عبد الله بن بليهد ، وسألت عنها الذين اطلعوا عليها هل هي قديمة الخط أم حديثة؟ فقالوا : إنها قديمة ، كما يوجد لها نظائر مخطوطات في نجد ، ومنها نسخة عند حفيد ابنه وهو محمد بن عثمان بن أحمد ابن المؤرخ عثمان ، ويقيم في مدينة بريدة ، مما يؤكد أنها حين الطبع كانت كاملة لم يحذف منها شيء.

٩

ثم عثرت وزارة المعارف على نسخة في المتحف البريطاني في لندن فيها زيادة أخبار لم تذكر في النسخة الأولى ، ولكنها ناقصة فكملتها وزارة المعارف من الأولى ، وطبعتها وهذه أوفى من التي قبلها.

وقد اطلعت على نسختين خطيتين واحدة كاملة والأخرى مخرومة ، وفيهما زيادات على الطبعات كلها ، فالكاملة في الزبير والناقصة بقلم الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى ، وختم المؤلف النسخة الكاملة بقوله : (كما ستقف عليه إن شاء الله مفصلا في الجزء الثالث بعد هذا الكتاب جعله الله خالصا لوجهه الكريم ، قال مؤلفه : وافق الفراغ من تبييض هذا الكتاب في شعبان من شهور عام ١٢٧٠ ه‍). ا ه.

قال الشيخ إبراهيم بن عيسى في آخر المخطوطة المخرومة : قال مؤلفه عثمان بن عبد الله بن بشر رحمه‌الله تعالى : (تم الكتاب ويتلوه إن شاء الله دخول سنة ثمان وستين ومثتين وألف ، ولم أظفر بحوادث سنة ١٢٦٨ ه‍ فلا أدري هل هو كتب ذلك أم لا؟.

وقد قيل : إن ابن بشر المذكور ابتدأ يكتب ذلك ، لكنه لم يبيضه ، بل ترك المسودة وتوفي ولم يظهرها للناس). ا ه. كلام ابن عيسى.

مختصرات عنوان المجد :

١ ـ اختصره الشيخ محمد بن مانع وسليمان الدخيل حينما كانا مقيمين ببغداد ، وطبع الجزء الأول منه.

٢ ـ اختصره الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الجبار بن موسى بن عتيق فقال في مختصره : (إن الفقير إلى رحمة ربه القدير إبراهيم بن محمد بن عبد الجبار بن موسى بن عتيق نظر في كتاب المصنف

١٠

عثمان بن عبد الله بن بشر فأراد أن ينتقي منه طرفا اختصارا ، ويزيد به مختصر المصنف ما لم يذكر فيه ، وأن يجعل ما أراد ذكره من أوائل بعض السنين السابقة قبل سني هذا الكتاب متحدة متوالية ، وهي التي نبه عليها المؤلف بقوله سابقة). ا ه.

٣ ـ مختصر للمؤلف ، ولكنه لم يشر في المقدمة إلى أنه أراد الاختصار ، وإنما الناسخ قال في آخر ما وجد منه بعد وفاة الإمام سعود : (وهذا آخر ما وجدت من مختصر المصنف عثمان بن عبد الله بن بشر الذي اختصره من كتابه الذي سماه : عنوان المجد في تاريخ نجد). ا ه.

وفاته :

قال الشيخ إبراهيم بن عيسى : (وفي التاسع عشر من جمادى الآخرة عام ١٢٩٠ ه‍ توفي الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر في بلد جلاجل ، رحمه‌الله تعالى). ا ه.

عقبه :

تقدم أن الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر مقره ومقر أسرته بلدة جلاجل ، ويوجد له أخ يقيم في العراق ، صاحب ثراء ، وله عقار في البصرة ، والزبير ، فتوفي ولم يخلف وارثا سوى أخيه الشيخ عثمان المؤرخ ، فذهب إلى تلك العقارات في البصرة والزبير ابناه عبد المحسن وناصر ، وسكنا بلد الزبير ، وتوفي عبد المحسن في الزبير عام ١٣٢٥ ه‍ ، وخلف ابنين هما : عثمان ويوسف ، وتوفيا هناك ، ولهما أبناء وأحفاد بعضهم هناك وبعضهم جاء إلى الرياض وسكن فيها.

كما أن للشيخ عثمان ابنا آخر هو أحمد ، ولأحمد ابنان هما عبد الله وعثمان.

١١

فأما عبد الله فله أبناء يقيمون الآن في (عين ابن فهيد) من قرى الأسياح (النباج).

وأما عثمان فهو طالب علم ، وله قصائد يقولها في مناسبات من رثاء عالم أو صديق إلّا أنه شعر ضعيف ، وقد ولي القضاء في الأجفر ثم في قرى الأسياح ، وتوفي سنة ١٣٦٧ ه‍ وله أبناء أربعة أشهرهم الشيخ عبد الله عضو محكمة التمييز في الرياض ، والأستاذ محمد ، وعندهم تاريخ جدهم مخطوط : ولكنه لا يزيد عن الطبعة الأولى طبعة قتلان ونصيف ، فليس فيها زيادة فائدة.

وأبناء عثمان بن أحمد يقيمون في عين ابن فهيد مع أبناء عمهم عبد الله بن أحمد الذي تقدم ، رحم الله الشيخ عثمان وبارك في ذريته.

* وقد طلبت من فضيلة الشيخ عبد الله بن عثمان بن بشر أن يفيدني عن أحوال وأخبار أسرته (آل بشر) منذ عهد المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر صاحب التاريخ (عنوان المجد) فأجابني مشكورا بهذه الفائدة التي فيها التفصيل الكافي والشرح الوافي عن هذه الأسرة العلمية الكريمة ، فأوردها بنصها لتمام الفائدة عن الشيخ المؤرخ عثمان بن بشر ، رحمه‌الله.

والشيخ عبد الله حينما أفادني كان رئيس محكمة مدينة عنيزة ، والآن هو أحد أعضاء محكمة التمييز لمنطقة الرياض والمنطقة الشرقية.

وإلى القراء الأفاضل نص خطاب فضيلته :

صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

سبق أن طلبتم منا بعض المعلومات عن جدنا الشيخ أحمد بن

١٢

عثمان بن عبد الله البشر ، وتلبية لطلبكم أفيد فضيلتكم أن للجد صاحب «عنوان المجد في تاريخ نجد» الشيخ عثمان بن عبد الله بن أحمد البشر له أربعة أبناء ، وهم عبد المحسن وناصر وأحمد ومحمد.

وكان له أخ قد انتقل من نجد إلى جهة البصرة والزبير كعادة أهل نجد سابقا ورزقه الله ، وصار له أملاك عقارية ونخيل ، ثم توفي ولم يخلف ذرية ، وورثه أخوه الشيخ عثمان بن عبد الله ، وفي بعض السنين ارتحل عبد المحسن وناصر أبناء الشيخ عثمان المذكور من عند أبيهما في جلاجل قاصدين البصرة التي فيها عقارات والدهم الموروثة من أخيه ، وسكنا بلدة الزبير وصارا من جملة سكانها ، وهذا والله أعلم أنه قبل عام ١٢٨٠ ه‍ ألف ومئتين وثمانين ، وبقيا هناك حتى توفيا ، ولا زال بقايا ذريتهما في بلدة الزبير حتى الآن ، وأكثرهم عادوا إلى نجد ، ويوجدون الآن في مدينة الرياض.

أما جدنا أحمد ابن الشيخ عثمان فقد سافر من عند والده في جلاجل عام ألف ومئتين وواحد وثمانين تقريبا ١٢٨١ ه‍ مريدا اللحاق بأخويه عبد المحسن وناصر حسب ما لمى إلينا وكان سفره عن طريق القصيم.

وبعد وصوله إلى قرية التنومة عاصمة الأسياح قديما طلب منه أمير التنومة ابن فهيد ، ويظهر أن اسمه عبد العزيز أو عبد الله أن يكون إماما لهم حينما سمع تلاوته للقرآن وأعجبه صوته ، فوافق على ذلك ، وأعلمه أنه لا يرغب الذهاب إلى العراق.

ولمّا عمرت عين ابن فهيد التي هي عاصمة الأسياح حاليا انتقل إليها ، وصار إماما وخطيبا للمسجد الجامع فيها ومعلمّا حتى توفي سنة ١٣٤٠ ه‍ رحمه‌الله.

١٣

أما الابن الرابع لشيخ عثمان بن عبد الله الذي هو محمد ، فبقي لدى والده الشيخ عثمان المؤرخ حتى توفي والده عام ١٢٩٠ ه‍ وبعد وفاة والده التحق بإخوانه الذين في الزبير ، وذريته الآن في الكويت أهل محلات وبيع وشراء.

كما نحيطكم علما أن آل البشر بعد انتقالهم من بلد شقراء سكنوا بلدة عودة سدير ، وتملكوا هناك ، ومن عودة سدير إلى بلدة جلاجل في سدير ، بدليل أن الشيخ المؤرخ عثمان ذكر في وصيته أنه نقل أوقاف أجداده من عودة سدير إلى جلاجل ، ويوجد الآن ملك ونخيل بعودة سدير يسمى ملك البشر.

أما الوالد رحمه‌الله الشيخ عثمان بن أحمد بن عثمان المؤرخ ، فقد حبب إليه طلب العلم في صغره ، وحفظ القرآن عن ظهر قلب ، ورحل إلى مدينة الرياض لطلب العلم ، والظاهر أنه قرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رحمه‌الله أقل من سنة ، ثم عاد إلى والده بالأسياح بناء على طلب والده بعد ما استشار الشيخ عبد الله رحمه‌الله ، وأشار عليه بتلبية طلب والده ، ثم رحل إلى الشيخ صالح بن سالم بن بنيان رحمه‌الله في حائل ، وذلك والله أعلم أنه في حدود عام ١٣٣٠ ه‍ تقريبا.

ثم صارت قراءته على الشيخين الفاضلين عبد الله وعمر ابني الشيخ محمد بن سليم ، حتى تعين في بلدة الأجفر في منطقة حائل سنة ١٣٤١ ه‍ إماما ومعلما وخطيبا للجامع لديهم ، وكذلك كان يقضي بينهم ، وذلك بأمر الشيخ عبد الله بن سليم رحمه‌الله ، وأمير بريدة آنذاك عبد العزيز بن مساعد بن جلوي رحمه‌الله.

١٤

أخلاقه وسيرته رحمه‌الله :

كان رحمه‌الله يتخلّق بالأخلاق الفاضلة ، ويترفع عن الأخلاق الرديئة ، وكان يحب العلم وأهله ، ويحزن لموت العلماء ، ويتأثر غاية التأثر ، وكان لا يتكلم إلّا بخير ، ويبغض الغيبة والنميمة وأهلها ، ويحب الإصلاح بين المتشاقين ، ويبذل غاية جهده في ذلك.

وكان لا يقوم من المجلس الذي هو فيه إلّا بعد قراءة كتاب من كتب أهل العلم ولا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه‌الله وتلميذه ابن القيم رحمه‌الله ، فإن لم يكن معه كتاب قرأ آيات من القرآن.

وكان له هيبة ووقار عند مجالسيه ، مع لين أخلاقه ودماثتها.

وكان رحمه‌الله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ويحب الضعيف ويساعده بما يقدر عليه.

وكان رحمه‌الله زاهدا ورعا متعففا.

وفي بعض السنين أرسل له الملك سعود رحمه‌الله ـ لما كان ولي عهد ـ عادته السنوية ، فوجد معها زيادة مائة وخمسين ريال ، فكتب لولي العهد يخبره أنه وجد مائة وخمسين ريال زيادة على عادته السنوية ، فكتب له سعود رحمه‌الله أن هذا حصل خطأ ، وسامحين لك فيه.

وكان رحمه‌الله يقرأ كل ليلة آخر الليل أربعة أجزاء من القرآن في قيام الليل ، ويصلي إحدى عشرة ركعة حضرا وسفرا حتى توفاه الله ، ولا يخرج بعد صلاة الفجر من المسجد حتى يصلي صلاة الضحى ، ويصوم من كل شهر ثلاثة أيام دواما ، وستة أيام من شوال دواما ، وتسع ذي الحجة دواما ما لم يكن حاجا ، وعاشر محرم مع يوم قبله أو بعده.

١٥

وكان له عدة تلاميذ ، منهم : عقيل بن جزاع الشمري ، وكان عقيل فرضيا ، ومنهم : سويلم بن مناع الشمري ، ومنهم : الشيخ عبيد بن ثنيان الشمري ، الذي تولى عدة مناصب قضائية ، ومنهم : عبد المحسن بن مطير الشمري إمام وخطيب جامع قرية الكهفية حاليا ، ومنهم : صائل بن عليف الشمري ، ومنهم عبد الوهاب بن مهيزل الشمري ، ومنهم : شامي الرزني الشمري ، ومنهم : راضي بن عقاب الشمري ، ومنهم : فضيلة الشيخ عبد الله الخليفي أحد أئمة الحرم المكي ، قرأ عليه القرآن ، ومنهم : سعود بن سلمان الشمري ، ومنهم : فهيد بن فهد الفهيد ، وزيد بن محمد الرعوجي الفهيد ، ومنهم : إبراهيم بن عبد العزيز الجاسر وغيرهم.

وكانت وفاته رحمه‌الله آخر شهر ذي الحجة عام ١٣٦٧ ه‍ بعد مرجعه من الحج حيث أصيب في مرض وهو في مكة المكرمة.

هذا ما تيسّر تحريره ، قاله وأملاه الفقير إلى عفو ربه تعالى عبد الله بن عثمان البشر ، وكتبه من إملائه عبد الله بن منصور الجطيلي تحريرا في اليوم الثامن عشر من شهر ذي القعدة لعام ١٤٠٩ ه‍ وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد الله بن عثمان البشر

***

١٦

ترجمة المؤرخ

الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الجبار بن عنّيق

(كان حيّا سنة ١٢٨٣ ه‍)

الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الجبار بن موسى بن عنّيق ـ تصغير عناق ـ وأسرة آل عنيق من آل عسكر بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ، فهم من آل عساكر ثم من آل محمد الذين هم أحد بطني قبيلة الوهبة من بني حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.

هذا نسبهم ، وظهر منهم طائفة من العلماء ، منهم الفقيه الشيخ محمد بن عبد الله بن عنّيق ، وقد رأيت له إجابات سديدة على أجوبة فقهية عديدة.

أما بلدهم فكانت أشيقر ، موطن الوهبة عامة ، ثم انتقلت أسرة المترجم إلى بلد التّويم ، أحد بلدان سدير ، فولد فيه ، وتعلّم فيه مبادىء العلوم ، ثم شرع في طلب العلم ، حتى عدّ من أهله ، وصار إمام جامع بلد التويم ، وقد اختصر (عنوان المجد في تاريخ نجد) ، وسأنقل هنا مقدمة مختصره لتظهر صفة عمله فيه ، قال : ثم إن الفقير إبراهيم بن محمد بن عبد الجبار بن موسى بن عنّيق نظر في الكتاب الذي صنفه عثمان بن بشر ، وأراد أن ينتقي منه طرفا اختصارا

١٧

يزين به مختصر المصنف مما لم يذكره فيه ، وأن يجعل ما أراد ذكره من أوائل بعض السنين السابقة قبل سني هذا الكتاب متحدة متوالية ، وهي التي نبه المصنف عليها بقوله ـ سابقة ـ). ا ه. كلامه.

قلت : إلّا أن ما اطلعت عليه من هذا المختصر انتهى بنهاية عام ١٢٣٧ ه‍ ، ثم قفز بحادثة واحدة وقعت عام ١٢٨٣ ه‍ ، ومن المعلوم أنه لم يصل إليها ابن بشر في كتابه الذي بين أيدينا ، والمختصر لم يختم بما يدل على نهايته.

وبهذا نعرف أن المترجم كان على قيد الحياة حتى عام ١٢٨٣ ه‍ ، ولا أعلم كم عاش بعدها. رحمه‌الله تعالى.

***

١٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدمة

هذا التاريخ هو مختصر من تاريخ الشيخ عثمان بن بشر «عنوان المجد في تاريخ نجد».

وهو مختصر ، وإن لم يأت بشيء جديد عن الأصل ، فنحن ننشره إكمالا لحلقة ما نعثر عليه من تواريخ نجد على أي صفة وجدت.

وصاحبا هذا المختصر لكل منهما ترجمة في «علماء نجد» وفيها بعض الإشارة إلى هذا المختصر ، وما يحتوي عليه ، والله الموفق.

المحقق

عبد الله بن عبد الرّحمن آل بسّام

١٩
٢٠