خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٤

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٤

المؤلف:

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٢

١
٢

٣
٤

وثائق تراثية

تتعلق بتاريخ آل سعود

٥
٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد ، فهذه وثائق تتعلق بما جرى من الجيوش العثمانية الغازية نجدّا للقضاء على الدعوة السلفية وحكامها آل سعود ، وقد صورت هذه الوثائق من دار الوثائق بقلعة محمد علي بالقاهرة ، وننشرها للفائدة ، والله الموفق.

عبد الله بن عبد الرّحمن آل بسّام

٧

محفظة ٢٦٧ عابدين

نمرة ٨ أصلية و٤٤ حمراء

سيدي سني الهمم صاحب الدولة والعاطفة

لقد علمتم من الخطابات المقدمة لدولتكم أولا وآخرا أنه إن استولينا على الدلم ، وقبضنا على فيصل بن تركي بمشيئة الله تعالى وكرمه ، وبقوة سيف حضرة الخديوي ، لم يبق في الطرفين قوة. وأننا أخرجنا فيصل بن تركي من الدلم ، عرض علينا راجيّا أن يقيم في المدينة ، ورجا هذا أيضا الشيوخ وغيرهم ، الذين هم في معيتنا. وأجبناهم : بأنه حسن جدّا ، ثم قلنا لفيصل : إن ذهابه إلى مصر أحسن بحقه. وسلمناه وأخاه جلوى وابن عمه ابن إبراهيم إلى حسن آغا رئيس الأولاء ، وبعثنا بهم إلى مصر. وإن وصولهم حتى اليوم إلى دولتكم من الأمور المعلومة لكم. وإن أهل فيصل وأقاربه يبلغ عددهم نحو مائتي نفس ، منهم أخوان : أحدهما ابن ثماني سنوات ، والآخر ابن سبع ، لم يرسلوا في ذلك الوقت ، بل بقوا. وإن أخويه وولديه يكبرون يوما بعد يوم. ومن البديهي أنهم يقومون بالعصيان فيما بعد. لذلك لا توافق أن يبقوا في هذا الطرف بوجه من الوجوه.

٨

وقد قلنا لفيصل بن تركي : بأن الأصلح بحقه أن يكون أولاده وعياله عنده ، وهذا متوقف على صدور إرادة حضرة الخديوي ، وعلى تكليف فيصل بأن يكتب كتابا من طرفه بهذا الخصوص لأهله وعياله.

فنرجو عرض ذلك على أعتاب الجناب العالي ، حتى يصدر لنا أمره العالي بإرسال كل من له علاقة بفيصل جميعهم إلى مصر ، وهذا ما يرجى من همتكم ، ومن أجله كتبنا لكم هذا.

من الرياض في ٢١ محرم سنة ١٢٥٥ ه‍ مير ميران

وصوله في ١٥ ربيع الأول سنة ١٢٥٥ ه‍ خورشيد

٩

محفظة ٢٦٧ عابدين

نمرة ٦ إرادة مذيلة

صدرت إرادة الجناب العالي بأن يكتب فيصل إلى أولاده وعياله ومن يتعلق بهم ، حسب ما جاء في خطابه (خطاب خورشيد) ويرسل له.

وبوصول الخطاب إليه ، يرسل أقاربه إلى هذا الطرف.

في ١٩ ربيع الأول سنة ١٢٥٥ ه‍ إرادة نمرة ٦

إشعارا بأنه صار استكتاب خطاب من فيصل إلى أولاده وأقاربه ، وفقا لما طلبه ، وإرساله إليه. وصدر الأمر الكريم ، بأن يقوم بإرسال أقرب أقاربه إلى مصر.

١٩ ربيع الأول سنة ١٢٥٥ ه

١٠

محفظة ٢٦٧ عابدين

ورقة ١

تابع الخطاب الوارد من خورشيد باشا سر عسكر نجد المؤرخ في ٣ ربيع الآخر بسنة ١٢٥٥ ه‍ رقم ٧.

تقرير محمود آغا الموره دي الذي جاء من البصرة

إني عبدكم لما كنت قبلا في بغداد ، كنت رئيسا على أربعمائة عسكري سكباني. وكان يوجد في تلك الأيام سبعة رؤساء غيري أيضا ، وقد مكثنا مدة. ثم إن حضرة علي باشا ـ والي بغداد ـ قطع مرتباتنا كلنا ، لعجزه عن الإدارة. وبما أنه كان مرتبا لي وللرؤساء الآخرين ماهيات ، فقد صدر لنا الأمر بأن نقيم في بغداد بلا عسكر ، فأقمنا ، فلما حصلت ثورة بعد مدة في الموصل ، وطلب إلى علي باشا المشار إليه أن يذهب لإخمادها ، فنزل في بغداد مقدارا من العسكر للمحافظة عليها من الفرسان الترك والآيين من البيادة ، وأخذ بقية العسكر ، وذهب بهم إلى الموصل.

وفي ذلك الوقت كان تركجه بيلمز (اسم رجل) سر عسكرا ، وقبودان باشا حاكما على البر والبحر ، على السفن الموجودة بالبصرة.

١١

فلما وصل الخبر إلى البصرة ولبغداد : أن حضرة خورشيد باشا المأمور (سكر عسكر) على نجد قبض على فيصل بن تركي ، واستولى على جميع أنحاء نجد ، شاع بين الناس أن خورشيد باشا يزحف على البصرة ، وأن عسكره وصل إلى الأحساء والكويت. فطلب تركجه بيلمز من علي باشا الذي هو في الموصل أن يبعث له بوجه السرعة عسكرا وأسلحة وجيه خانه ، بقدر ما يكفي للمحافظة على البصرة. فصدرت الإرادة منه لي ولرئيس آخر اسمه صاري كوله بترتيب أربعمائة جندي في معية صاري كوله ، وإلحاق الأربعمائة عسكري سكبان الموجودة في البصرة من قبل بمعيتي ، وأن يصير إرسالنا بسرعة. وكان الأمر كذلك ، فبعث بنا إلى البصرة. فبعدما وصلنا إليها ، وأقمنا فيها قليلا ، عزل تركجه بيلمز.

١٢

محفظة ٢٦٧ عابدين

رقم ٢

وعزل محمد آغا متسلم البصرة ، ونصب بدلا عنهما سليمان أفندي ـ أخو عبد القادر آغا ـ مكاس (جمركجي) بغداد ، فجاء للبصرة ومعه مايتا جندي. فعلمت أنه لا يريد أن يجعلني رئيس عسكر مستقلا ، بل يريد أن يلحقني بمعية صاري كوله ، وأن تكون العسكر الذين هم في معيتي في معية سليمان أفندي ، فلم ترق لي هذه الكيفية. ربما أنني منذ القديم آمل أن أكون مشرفا ، ومفتخرا بالخدمة المصرية الموجبة للفخر ، فقد عملت على قطع خرجي ، واتفقت مع نحو خمسمائة جندي من أصل الألف جندي الموجودة في البصرة على أن نلتحق بمعية حضرة خورشيد باشا.

فشاع هذا الأمر ، فمنعوا من أجله إعطاء تذاكر وسفن. فلم يكن بالإمكان أن تأتي بذلك المقدار من العسكر ، فاستدعيت بوجه السرعة سبعين جنديّا ، وركبنا الفلك بالكره عنهم ، وتوجهنا إلى الكويت ، وصعدنا إليها ، وجئت عند محمد أفندي ـ مأمور اشتراء الغلال في الكويت ، من قبل حضرة خورشيد باشا ـ.

وبينما كان محمد أفندي ناويا الإقامة في الكويت بضعة أيام ، جاء

١٣

خطاب مع رجل مخصوص من البصرة لابن صباح ـ أمير الكويت ـ بطلب القبض علينا ، وإعادتنا إلى البصرة ، فلم يعبأ ابن صباح بذلك الكتاب ، وأجاب بأنه غير قادر على القبض علينا وإرسالنا بالإجبار ، ثم إن الأمير المرقوم أركبني أنا محمد أفندي والعسكر الذين معنا سفينة ، فوصلنا إلى الأحساء ، فصعدنا إليها. ومنها جئنا إلى ترمدة مع قافلة الغلال المرسلة إلى خورشيد باشا ، من طرق محمد آغا الفاخري ـ رئيس المغاربة ، مأمور الأحساء ـ. وبعد ما جرت بنا السفينة من البصرة بثلاث ساعات أو أربع ، جاءنا خبر من أولئك العسكر الذين اتفقنا معهم يسألوننا أن نعين لهم محلّا يخرجون إليه ، وقالوا لنا : إذا قبلنا أن نكون في الخدمة المصرية ، فلنبعث لهم علما بذلك.

فإذا أمرتم نبعث من طرفنا رجلا مخصوصا يأتي بهم بصورة ملائمة ، وهذا ما نعرضه.

١٤

محفظة ٢٦٧ عابدين

صورة المرفق العربي للوثيقة ١٣٧ حمراء

بتاريخ ١٣ ربيع الثاني سنة ١٢٥٥ ه

ليعلم الواقفون على هذه الأحرف أن الراسم بهذه ، وهو باليوز خليج فارس من جهة الدولة العلية الإنكليزية ، يظهر أنه من حيثية ما بلغه من العلم عن خورشيد باشا ، ساري عسكر نجد بمعرفة وكيله محمد أفندي ، أن البحرين قد أطاعت لكم جناب ذي الشوكة والإجلال محمد علي باشا ، وأن حاكمها قد تقبل أن يسلم في كل سنة ثلاثة آلاف ريال فرانسة على سبيل الزكاة ، وأنه قد كتب إلى الشيخ عبد الله بن أحمد عن ذلك. وأتى الجواب منه أنه خشية من خوشيد باشا ، وأنه قد ضك أحواله ، عمل معه بعض القرار. فمن أجل ذلك ، إن المذكور قد عجل محرضا بتحرير هذا البرونيس ، المتضمن معنى عدم القبول عن المقررات المذكورة على نهج واضح. بيد أنّ ذلك خلافا محضا للقول المتأني من جناب محمد علي باشا ، في جواب مطلب أمناء الدولة العلية الإنجليزية ، فيما أظهروه له عن عدم رضاهم بحركات خورشيد باشا بطوارف بنادر ـ بر العرب المتصل بخليج فارس ـ هذا ليكون معلوما.

١٥

محفظة ٢٦٧ عابدين

صورة المرفق العربي للوثيقة ١٣٧ حمراء

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله وحده.

من عبد الله بن أحمد آل خليفة إلى جناب الأخ الأكرم المكرم خورشيد باشا ، سر عسكر نجد ، سلمه الله تعالى. السلام والسؤال عن حالك ، أحال الله عنا وعنك كل سوء ومكروه.

وفي أبرك الساعات وأشرف الأوقات ، كتابك الشريف وخطابك العذب المنيف ، مع محب الجميع محمد أفندي وصل.

وأسر الخاطر طيبك ، وصحة حالك. وما ذكرت صار لدى محبك معلوم.

وبعد ، فقد صار الصلح بيننا وبينكم على يد محمد أفندي ، كما ذكر جنابك بنيابته من طرف جنابك ، وعلى أن نحن نعادي من عاداكم ، ونوالي من والاكم ، وأنتم كذلك. ونؤدي لجنابكم الزكاة ، كما هو مذكور في الورقة ، الذي كتبناها لجنابكم واصلتكم معه ، وأخذنا منه ورقة مقابلتها

١٦

باسمك ، وورقة أخرى من جنابه على ربط الجواب بالعهد ، وصار حالنا معكم حال واحد إن شاء الله تعالى ، وما تشوفون منا إلّا ما يسّر خواطركم.

بحول الله وقوته وأنت سالم والسلام

حرر في ٢٣ صفر ١٢٥٥ ه

١٧

محفظة ٢٦٧ عابدين

صورة المرفق العربي للوثيقة ١٣٧ حمراء

صورة الجواب المحررة إلى سعادة الباليوز

مضمونه : أنه ورد بطرفنا جوابكم المؤرخ سنة ١٢٥٥ ه‍ ، وجميع ما ذكرتوه صار عندنا معلوم ، ويفيدوا عن الجواب المرسل سابقا ، فنفيدكم أنه بحال وصول كتابكم إلى طرفنا ، قد صار تحريره إفادة بما هو كائن بالضمير ، وبها الكفاية ، ولأجل ما يكون معلوم حضرتكم ، حررنا هذا له.

ومضمونه الإفادة كما تقدم بالجواب المرسل سابقا بتاريخ ١٨ محرم سنة ١٢٥٥ ه‍.

١٨ جمادى الأولى سنة ١٢٥٥ ه

١٨

محفظة ٢٦٧ عابدين

صورة المرفق العربي للوثيقة ١٣٧ حمراء

صورة الجواب المرسل في ٢٠ ذي الحجة سنة ١٢٥٤ ه‍ إلى عبد الله بن أحمد آل خليفة أمير البحرين.

مضمونه : وصلنا جوابكم المؤرخ في غرة الحجة سنة ١٢٥٤ ه‍ ، وبه تعرفونا أنه صار بينكم وبين محمد أفندي مكالمة ، وفهمتموه بما صار بينكم وبين سعود وتركي وفيصل. فقد صار عندنا معلوم ، وتذكروا لنا على أنكم توافقتوا أنت وتركي على ثلاثة آلاف ريال ، والربع راجع إليكم. فالذي نعرفكم به أن الدراهم إن كثرت أو قلت ، فليس لها عندنا حساب. والآن نحن لم نرد منكم زيادة عن الذي بينكم وبين تركي ، لأنه ليس مرامنا نأخذ منكم فلوس خلاف الإصلاح ، وتمشية السبل ، والمساعدة على الأشغال ، ونكون نحن وأنتم حال واحد.

ومن قبال العجم والإنجليز ، فهم لا يحطوا أيديهم على الأمر الذي إحنا فيه. وأما من قبال سعيد بن سلطان ـ إمام مسكت ـ ، فإنه سابق صديق لسعادة أفندينا ولي النعم. وإذا بلغه اتفاقنا معكم ، فلا يحط يده.

١٩

وهذه الأمور لا تحملوا همها ، هذا علينا. والواصل إليكم محمد أفندي معاوننا لأجل يصير الاتفاق بينكم وبينه على ما ذكرناه. وما دام إنكم مساعدين لنا في الأشغال ، فهذا عهد الله والسلام.

٢٠ ذي الحجة سنة ١٢٥٤ ه

٢٠