إعراب الألفيّة

الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري

إعراب الألفيّة

المؤلف:

الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 9953-432-40-6
الصفحات: ١٩١

فصل في إجتماع الواو والياء إلخ

(إن) حرف شرط و (يسكن) فعل الشرط و (السابق) فاعل يسكن و (من واو) بيان للسابق متعلق بيسكن (ويا) بالقصر للضرورة معطوف على واو (واتصلا) قال المكودي معطوف على فعل الشرط (ومن عروض) متعلق بعريا (وعريا) معطوف على اتصلا والعروض مصدر عرض وألف اتصلا وعريا للتثنية اه ويحتمل أن يكون اتصلا وما عطف عليه في موضع الحال من واو وياء على إضمار قد غاية ما في الباب أنه حال من نكرة وهو قليل. (فياء) مفعول ثان لاقلبن و (الواو) مفعول أول لاقلبن و (اقلبن) فعل أمر مؤكد بالنون الثقيلة وفاعله مستتر فيه والجملة جواب الشرط و (مدغما) بكسر الغين المعجمة حال مقدرة من فاعل اقلبن المستتر فيه ومتعلقه محذوف والتقدير أن يسكن السابق من واو ياء وقد اتصلا وعريا من عروض فاقلبن الواو ياء حال كونك مدعما الياء في الياء بعد القلب (وشذ) فعل ماض و (معطى) فاعل شذ وهو اسم مفعول متعد لاثنين ومفعوله الأول ضمير مستتر فيه مرفوع على النيابة عن الفاعل به و (غير) مفعوله الثاني و (ما) اسم موصول مضاف إليه وجملة (قد رسما) بالبناء للمفعول صلة ما. (من ياء) متعلق بأبدل و (أو) حرف عطف و (واو) معطوف على ياء و (بتحريك) في موضع النعت لياء أو واو وجملة (أصل) بالبناء للمفعول نعت لتحريك (ألفا) مفعول أبدل و (أبدل) فعل أمر و (بعد) متعلق بأبدل و (فتح) مضاف إليه و (متصل) نعت لفتح. (إن) حرف شرط (حرك) بالبناء للمفعول فعل الشرط وجوابه محذوف لدلالة ما تقدم عليه و (التالي) نائب فاعل حرك وتقدير الكلام وأبدل ألفا من ياء وواو متحركين بتحريك مؤصل كائنين بعد فتح متصل إن كان التالي متحركا (وإن) حرف شرط و (سكن) بالبناء للمفعول فعل الشرط ونائب الفاعل به ضمير مستتر يعود إلى التالي و (كف) جواب الشرط و (إعلال) مفعول كف و (غير) مضاف إليه و (اللام) مجرور بإضافة غير إليه (وهي) مبتدأ قال الشاطبي عائد على الواو والياء وأعاد ضمير المفرد لأن العطف فيهما بأو وقال المكودي في حله يعني أن لام الكلمة إذا كان واوا أو ياء فأعاد هي إلى لام الكلمة وهو قريب مما قبله و (لا) حرف نفي و (يكف) فعل مضارع مبني للمفعول. و (إعلالها) مرفوع على النيابة عن الفاعل بيكف و (بساكن) متعلق بيكف و (غير) نعت لساكن و (ألف) مضاف إليه و (أو) حرف عطف و (ياء) معطوف على ألف و (التشديد) مبتدأ و (فيها) متعلق بألف وجملة (قد ألف) بالبناء للمفعول خبر التشديد والتشديد وخبره نعت لياء وجملة لا يكف إعلالها الخ خبر وهي والتقدير ولام الكلمة الواو والياء لا يكف إعلالها بساكن غير ألف أو ياء مشددة تشديدا مألوفا. (وصح) فعل ماض و (عين) فاعل صح و (فعل) بفتح الفاء والعين والتنوين مصدر مضاف إليه (وفعلا) بفتح الفاء وكسر العين فعل ماض معطوف على فعل المصدر والألف فيه للإطلاق و (ذا) بمعنى صاحب منصوب على الحال من فعل المكسور العين و (أفعل) بفتح الهمزة والعين مضاف إليه وظاهر حل الشاطبي أن ذا حال من فعل وفعل معا حيث قال وكان الأولى للناظم أن يقول ذوي أفعل لأنهما اثنان فعل وفعل لكنهما لما كانا كالشيء الواحد لأن أحدهما جار على الآخر مأخوذ منه وملازم له غير مفارق من حيث أنهما فعل ومصدره فكانا كقوله تعالى لموسى وهارون : (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ)

______________________________________________________

الخبر) على الأصح (و) تزيد على ذلك (في أن المفتوحة) الهمزة المشددة النون مصدرية فتقول (أن حرف توكيد مصدري ينصب الاسم) اتفاقا (ويرفع الخبر) على الأصح وتقول في كأن حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر وفي لكن حرف استدراك ينصب الاسم ويرفع الخبر وفي لعل حرف ترج ينصب الاسم ويرفع الخبر وفي ليت حرف تمن ينصب الاسم ويرفع الخبر (واعلم أنه يعاب على الناشئ في صناعة) بكسر الصاد وهي العلم الحاصل من التمرن في العمل (الإعراب) بكسر الهمزة وتقدم بيانه (أن يذكر فعلا) من الأفعال الثلاثة (ولا يبحث عن فاعله إن كان له فاعل) ولو قال أن يذكر عاملا ولا يبحث عن معموله لكان أشمل ليدخل في العامل جميع الأفعال وأسمائها والمصادر وأسمائها والصفات وما في معناها ويدخل في المعمول الفاعل ونائبه واسم كان وأخواتها وخبر إن وأخواتها وما أشبه ذلك (أو) يذكر (مبتدأ) في الأصل أو في الحال

١٨١

[الشعراء : ١٦] لما كانا في حكم واحد جعلهما كالواحد اه و (كأغيد) بالصرف للضرورة خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك كأغيد (وأحولا) معطوف على أغيد. (وإن) حرف شرط و (يبن) مضارع بأن بمعنى ظهر فعل الشرط و (تفاعل) بضم العين فاعل يبن قال الشاطبي وهو على حذف مضاف تقديره يبن معنى تفاعل لأن لفظ التفاعل لا يبني من لفظ الفعل اه و (من افتعل) متعلق بيبن (والعين) مبتدأ و (واو) خبره والجملة حالية مرتبطة بواو الحال و (سلمت) جواب الشرط وفاعل سلمت ضمير مستتر فيه يعود إلى العين وجملة (لم تعل) بالبناء للمفعول حال مؤكدة لعاملها من فاعل سلمت والرابط فيها الواو والضمير. (وإن) حرف شرط و (لحرفين) متعلق باستحق و (ذا) اسم إشارة في محل رفع على الفاعلية بفعل محذوف يفسره استحق و (الإعلال) بالرفع عطف بيان لذا أو نعت له و (استحق) فعل ماض وفاعل والجملة مفسرة و (صحح) بالبناء للمفعول جواب الشرط و (أول) نائب فاعل صحح (وعكس) مبتدأ وسوغ الابتداء به كونه مضافا لمحذوف تقديرا على حد سلام عليك على تقدير سلامي عليك على أحد الوجهين وجملة (قد يحق) خبر المبتدأ قال الشاطبي والمضارع هنا في معنى الماضي أي قد ثبت قليلا فهو كقوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ) [الأنعام : ٣٣] أي قد علمنا اه وتقدير البيت وإن استحق هذا الإعلال لحرفين صحح أول وعكسه قد يحق.

(وعين) مبتدأ و (ما) اسم موصول مضاف إليه و (آخره) منصوب على الظرفية متعلق بزيد وجملة (قد زيد) بالبناء للمفعول صلة ما و (ما) اسم موصول أيضا في موضع رفع على النيابة عن الفعل بزيد وجملة (يخص الاسم) من الفعل والفاعل والمفعول صلة ما الثانية و (واجب) خبر عين و (أن يسلما) بفتح الهمزة فاعل واجب وجوز المكودي أن يكون واجب خبرا مقدما وأن يسلما مبتدأ مؤخرا والجملة خبر عين وتقدير البيت وعين الاسم الذي قد زيد في آخره الزيد الذي يخص الاسم واجب سلامتها. (وقبل) متعلق باقلب و (با) بالباء الموحدة مقصورة للضرورة مضاف إليه و (اقلب) فعل أمر متعد لاثنين و (ميما) مفعوله الثاني و (النون) مفعوله الأول و (إذا) ظرف للمستقبل مضمن معنى الشرط منصوب بجوابه عند الأكثرين و (كان) فعل ناقص واسمها مستتر فيها يعود إلى النون و (مسكنا) خبرها والجملة في موضع جر بإضافة إذا إليها وجواب إذا محذوف لدلالة ما تقدم عليه و (كمن) الكاف جارة لقول محذوف كما مر والجملة بعدها مقوله والقول ومقوله خبر لمبتدأ محذوف ومن الداخلة عليها الكاف في اللفظ اسم شرط و (بث) بالباء الموحدة والثاء المثلثة فعل الشرط و (انبذا) جواب الشرط على إضمار الفاء ضرورة وهو فعل أمر والألف فيه بدل من نون التوكيد الخفيفة ومفعوله محذوف وتقدير البيت واقلب النون إذا كان مسكنا مما قبل باء وذلك كقولك من بث فانبذه قال الشاطبي ومعنى الكلام من بث أسرارك فانبذه ولا تصحبه ثم قال ويقال نبذت الشيء أنبذه بالكسر إذا ألقيته من يدك اه.

فصل في نقل الحركة إلى الساكن قبلها

(لساكن) متعلق بانقل وجملة (صح) نعت لساكن و (انقل) فعل أمر و (التحريك) بمعنى الحركة مفعول انقل و (من ذي) متعلق بانقل وذي بمعنى صاحب و (لين) مضاف إليه و (آت) اسم فاعل من أتى نعت للين وقال المكودي

______________________________________________________

(ولا يبحث عن خبره) أهو مذكور أو محذوف (وجوبا أم جوازا) أو يذكر (ظرفا أو مجرورا) لهما متعلق (ولا ينبه على متعلقه) أهو فعل أو شبهه وتقدم أن المجرور بحرف زائد لا يتعلق بشيء فلا متعلق له (أو) يذكر (جملة) فعلية أو اسمية (ولا يذكر أن لها محلا من الإعراب أم لا) وهل المحل رفع أو نصب أو خفض أو جزم (أو) يذكر (موصولا) اسميا (ولا يبين صلته وعائده ومما يعاب على الناشئ في صناعة الإعراب أن يقتصر في إعراب الاسم المبهم من قولك قام ذا أو قام الذي على أن يقول) في الأول (ذا اسم إشارة) أو (يقول في) الثاني (الذي اسم موصول فإن ذلك لا يبنى عليه إعراب) من رفع أو غيره (فالصواب أو يقال) في ذا والذي في المثالين (فاعل محله رفع) وهو اسم إشارة أو فاعل وهو اسم موصول وهل المحل للموصول دون صلته أولهما صحح في المغني الأول وقد أورد المصنف سؤالا على ما قرره وأجاب عنه فقال (فإن قلت لا فائدة) في قوله

١٨٢

نعت لذي و (عين) حال من الضمير المستتر في آت و (فعل) بكسر الفاء مضاف إليه و (كأبن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك كأبن (ما) ظرفية مصدرية و (لم) حرف نفي وجزم و (يكن) فعل مضارع مجزوم بلم واسمه مستتر فيه يعود على الفعل و (فعل) خبره و (تعجب) مضاف إليه (ولا) الواو عاطفة بمعنى أو ولا زائدة بين العاطف والمعطوف لتوكيد النفي على حد قوله تعالى : (وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧] و (كأبيض) معطوف على خبر يكن و (أو) حرف عطف و (أهوى) معطوف على أبيض و (بلام) متعلق بعللا وجملة (عللا) بالبناء للمفعول نعت أهوى وتقدير البيت مدة عدم كونه فعل تعجب أو مثل أبيض أو مثل أهوى معتل اللام (ومثل) خبر مقدم و (فعل) مضاف إليه و (في ذا) متعلق بمثل لما فيها من معنى المماثلة و (الاعلال) عطف بيان على ذا أو نعت له و (اسم) مبتدأ مؤخر وجوز المكودي العكس وجملة (ضاهى مضارعا) من الفعل والفاعل والمفعول نعت لاسم وهو الذي سوغ الابتداء به (وفيه) خبر مقدم و (وسم) مبتدأ مؤخر والجملة نعت بعد نعت لاسم والوسم العلامة الفارقة بين الاسم والفعل (ومفعل) بكسر الميم وفتح العين مبتدأ وجملة (صحح) بالبناء للمفعول خبره و (كالمفعال) حال من الضمير في صحح المرفوع على النيابة عن الفاعل أو في موضع النعت لمصدر محذوف على تقدير مضاف بين الكاف ومجرورها والتقدير ومفعل صحح تصحيحا كتصحيح المفعال (وألف) مفعول مقدم بأزل و (الأفعال) بكسر الهمزة مضاف إليه (واستفعال) معطوف على الأفعال. و (أزل) بفتح الهمزة وكسر الزاي فعل أمر و (لذا) جار ومجرور متعلق بأزل و (الإعلال) عطف بيان لذا أو نعت له (والتا) بالقصر للضرورة مفعول مقدم بالزم و (الزم) بفتح الزاي فعل أمر (وعوض) حال من التاء وقف عليها بإسقاط الألف على لغة ربيعة (وحذفها) مبتدأ و (بالنقل) متعلق بعرض و (نادرا) حال من الضمير المستتر في (عرض) وجملة عرض خبر حذفها وفي بعض النسخ ربما عرض وعليها شرح الشاطبي (وما) موصول اسمي في محل رفع على الابتداء و (لأفعال) قال المكودي صلة ما و (من النقل) متعلق بما في المجرور من معنى الاستقرار (ومن حذف) معطوف على من النقل وفي نسخة الشاطبي من الحذف ومن نقل (فمفعول) مبتدأ و (به) متعلق بقمن و (أيضا) مطلق و (قمن) بمعنى حقيق خبر مفعول وهو وخبره عن ما والرابط بينهما الهاء من به ودخلت الفاء في خبر المبتدأ الموصول لشبهه باسم الشرط وتقدير البيت والذي ثبت لأفعال من الحذف والنقل فمفعول قمن به أيضا. (نحو) خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو و (مبيع) مضاف إليه (ومصون) معطوف على مبيع (وندر) فعل ماض و (تصحيح) فاعل ندر و (ذي) بمعنى صاحب مضاف إليه ومنعوته محذوف و (الواو) مجرور بإضافة ذي إليه (وفي ذي) متعلق باشتهر على تقدير حذف الموصوف بذي و (اليا) بالقصر للضرورة مضاف إليه و (اشتهر) فعل ماض وفاعله مستتر فيه يعود إلى التصحيح ومتعلقه محذوف وتقدير البيت وندر تصحيح الفعل ذي الواو واشتهر التصحيح في الفعل ذي الياء عند تميم. (وصحح) فعل أمر و (المفعول) مفعول صحح على تقدير مضاف و (من نحو) في موضع الحال من المفعول و (عدا) مضاف إليه على إرادة اللفظ (وأعلل) فعل أمر معطوف على صحح ومفعوله ضمير محذوف يعود إلى المفعول و (إن) حرف شرط و (لم) حرف نفي وجزم و (تتحر) بمعنى

______________________________________________________

(في ذا إنه اسم إشارة) بعد قوله إنه فاعل لأن الفرض بيان الإعراب وكونه اسم إشارة لا ينبني عليه إعراب (بخلاف قولك في الذي) مع بيان محله من الإعراب (إنه اسم موصول فإن فيه) فائدة و (تنبيها على ما يفتقر الموصول إليه من الصلة والعائد ليطلبهما المعرب وليعلم أن جملة الصلة لا محل لها قلت بل فيه) أي في قوله اسم إشارة (فائدة وهي التنبيه على أن ما يلحقه من الكاف حرف خطاب) وإن كانت متصرفة تصرف الأسماء (لا أنها اسم مضاف إليه وليهتدي إلى أن الاسم) المقرون بأل (الذي يقع بعده) أي بعد اسم الإشارة (من نحو قولك جاءني هذا الرجل نعت) عند ابن الحاجب (أو عطف بيان) عند ابن مالك (على الخلاف) المذكور (في المعرب بأل الواقع بعد اسم الإشارة والواقع بعد أيها) في نحو (يأيها الرجل) فذهب بعضهم إلى أنه نعت أيها وبعضهم إلى أنه عطف بيان عليها وقيل بدل منها (ومما لا يبنى عليه إعراب أن تقول في غلام من

١٨٣

تقصد فعل مضارع مجزوم بلم وهو فعل الشرط و (الأجودا) مفعول تتحر وجواب الشرط محذوف وتقدير البيت وصحح اسم المفعول حال كونه من فعل ثلاثي على فعل بفتح العين واوي اللام معتلها نحو عدا واعلله إن لم تقصد الأجود من الوجهين. (كذاك) متعلق بجاء و (ذا) بمعنى صاحب منصوب على الحال من المفعول و (وجهين) مضاف إليه و (جا) بالقصر للضرورة فعل ماض و (الفعول) بضم الفاء والعين فاعل جاء و (من ذي) قال المكودي متعلق بجاء وقال الشاطبي متعلق باسم فاعل حال من الفعول أي حال كونه من هذا الجنس اه و (الواو) مضاف إليه و (لام) حال من الواو باتفاقهما ثم قال الشاطبي ويحتمل أن يكون لام جمع ظرفا العامل فيه يعن أي يعن في هذا الموضع اه و (جمع) مضاف إليه و (أو) حرف عطف و (فرد) معطوف على جمع و (يعن) بمعنى يعرض قال المكودي في موضع النعت لفرد. (وشاع) فعل ماض و (نحو) فاعل شاع و (نيم) مضاف إليه و (في نوم) حال من نيم أو متعلق بشاع (ونحو) مبتدأ أول و (نيام) مضاف إليه و (شذوذه) مبتدأ ثان وجملة (نمي) بمعنى نسب بالبناء للمفعول خبر الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط بينهما الضمير في شذوذه.

فصل في إبدال فاء الإفتعال بتاء

(ذو) بمعنى صاحب مبتدأ و (اللين) مضاف إليه و (فا) بالقصر للضرورة قال المكودي والشاطبي حال من ذو اللين مع اتفاقهما على أن ذو اللين مبتدأ ولما كان عامل ذو اللين وهو الابتداء لا يصلح أن يعمل في الحال قال الشاطبي العامل فيها أبدل اه وهذا إنما يتمشى على القول بجواز تخالف عامل الحال وصاحبها والصحيح خلافه ولو جعلاه حالا من ضمير أبدل العائد إلى ذو اللين لكان أحسن و (تا) بالمثناة فوق مقصور للضرورة مفعول ثان لا بدل و (في افتعال) قال المكودي متعلق بأبدل اه وعندي أنه متعلق بمحذوف نعت لتاء وجملة (أبدلا) بالبناء للمفعول خبر ذو اللين والتقدير على ما اخترناه ذو اللين أبدل تاء حال كونه فاء كائنا في افتعال (وشذ) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه يعود إلى الإبدال المفهوم من أبدل و (في ذي) متعلق بشذ و (الهمز) مضاف إليه و (نحو) خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو و (ائتكلا) مضاف إليه على إرادة اللفظ. و (طا) مفعول ثان برد و (تا) بالقصر للضرورة قال المكودي مبتدأ و (افتعال) مضاف إليه و (رد) خبره وهو فعل ماض مبني للمفعول وفي رد ضمير مستتر عائد على تا افتعال وهو المفعول الأول ويجوز أن يكون رد فعل أمر تا افتعال مفعوله الأول وطا مفعوله الثاني و (أثر) متعلق برد على الوجهي اه و (مطبق) بفتح الباء الموحدة مضاف إليه والمنعوت به محذوف والتقدير رد تاء الافتعال طاء أثر حرف مطبق و (في أدان) بالدال المهملة والتشديد بمعنى أخذ الدين متعلق ببقى (وازدد) بالزاي فعل أمر من زاد (وادكر) فعل أمر من ادكر معطوفان على أدان و (دالا) حال من فاعل بقي العائد إلى تاء الافتعال قاله

______________________________________________________

نحو غلام زيد مضاف مقتصرا عليه فإن المضاف ليس له إعراب مستقر كما في الفاعل) فإن له إعرابا مستقرا وهو الرفع لفظا أو محلا (ونحوه) أي الفاعل مما له إعراب مستقر كالمفعول فإن له إعرابا مستقرا وهو النصب بخلاف المضاف فإنه ليس له إعراب مستقر (وإنما إعرابه بحسب ما يدخل عليه) مما يقتضي رفعه أو نصبه أو خفضه (فالصواب أن يبين) مواقع إعرابه (فيقول فاعل أو مفعول أو نحو ذلك) من العمد والفضلات (بخلاف المضاف إليه فإن له إعرابا مستقرا وهو الجر بالمضاف فإذا قيل مضاف إليه علم أنه مجرور) لفظا أو محلا وينبغي للمعرب أن لا يعبر عما هو موضوع على حرف واحد بلفظه فيقول في الضمير المتصل بالفعل من نحو ضربت ت فاعل إذ لا يكون اسم هكذا فالصواب أن يعبر عنه باسمه الخاص أو المشترك فيقول التاء أو الضمير فاعل أما ما صار بالحذف على حرف واحد فلا بأس بذلك فتقول في م مبتدأ حذف خبره لأنه بعض أيمن وفي ق من نحو قولك ق نفسك فعل أمر لأنه من الوقاية فإن كان موضوعا على حرفين ينطق به فتقول من اسم استفهام وما أشبه ذلك ولا يحسن أن يعبر عن الكلمة بحروف هجائها فلا تقول الميم والنون اسم استفهام ولذلك كان قولهم أل في أداة التعريف أقيس من قولهم الألف واللام (وينبغي أن يجتنب المعرب أن يقول في حرف من كتاب الله تعالى زائد) تعظيما له

١٨٤

المكودي ويحتمل أن يكون منصوبا ببقي على تضمنه معنى صار و (بقي) بكسر القاف فعل ماض وفاعله مستتر فيه يعود إلى تاء الافتعال والتقدير بقي تاء الافتعال في أدان وازداد وادكر دالا.

فصل حذف فاء الأمر والمضارع

(فا) مفعول مقدم باحذف و (أمر) مضاف إليه و (أو) حرف عطف و (مضارع) معطوف على أمر و (من كوعد) في موضع الحال من أمر أو مضارع والكاف هنا اسم بمعنى مثل لدخول حرف الجر عليها قاله الشاطبي و (احذف) فعل أمر (وفي كعدة) متعلق باطرد ويجري في الكاف ما تقدم عن الشاطبي و (ذاك) مبتدأ وتابعه محذوف وجملة (اطرد) خبر المبتدأ وتقدير البيت احذف فاء أمر أو مضارع من مثل وعد وذلك الحذف اطرد في مثل عدة فقدم معمول الخبر الفعلي على المبتدأ للضرورة (وحذف) مبتدأ و (همز) مضاف إليه و (أفعل) مجرور بإضافة همز إليه وعلامة جره الفتحة لأنه غير منصرف للعلمية والوزن وجملة (استمر) خبر حذف و (في مضارع) متعلق باستمر (وبنيتي) تثنية بنية بمعنى الصيغة معطوف على مضارع و (متصف) مضاف إليه. و (ظلت) بفتح الظاء المشالة مبتدأ (وظلت) بكسرها معطوف على المبتدأ و (في ظللت) متعلق باستعملا وجملة (استعملا) بالبناء للمفعول خبر المبتدأ وما عطف عليه والألف ضمير تثنية والتقدير ظلت وظلت استعملا في ظلت (وقرن) بكسر القاف مبتدأ و (في اقررن) متعلق بنقلا و (قرن) بفتح القاف معطوف على المبتدأ وجملة (نقلا) بالبناء للمفعول خبر المبتدأ وما عطف عليه والألف للتثنية أيضا والتقدير وقرن وقرن نقلا في اقررن ففصل بين المعطوف والمعطوف عليه بمعمول الخبر للضرورة وقال المكودي وقرن مبتدأ وخيره في اقررن والتقدير وقرن منقول في اقررن وقرن نقلا مبتدأ وخبر ويجوز أن يكون وقرن الأخير مبتدأ محذوف الخبر أي وكذلك قرن يعني أنه استعمل ويكون نقلا جملة في موضع الحال من قرن المفتوح القاف أي نقل سماعا فلا يقاس عليه والأول أظهر اه وفيه نظر أما أولا فلأن الخبر إذا وقع جارا ومجرورا تعلق بالاستقرار لا بقوله منقول وأما ثانيا فلأن المناسب على الاحتمال الثاني أن تقول وقرن كذلك يعني أنه منقول ولا تقول وكذلك قرن يعني أنه مستعمل وحيث فسر كذلك بمستعمل فينبغي أن يقول أي استعمل منقولا لا نقل سماعا اه فليتأمل.

الإدغام

(أول) مفعول مقدم بادغم و (مثلين) مضاف إليه و (محركين) نعت مثلين و (في كلمة) بسكون اللام مع كسر الكاف وفتحها هنا يحتمل أن يكون حالا من مثلين لوصفهما بمحركين ويحتمل أن يكون نعتا ثانيا لمثلين وعليه اقتصر المكودي ثم قال ويجوز أن يكون متعلقا بأدغم والأول أظهر اه و (أدغم) فعل أمر و (لا) قال المكودي عاطفة والمعطوف عليه محذوف والتقدير أدغم أول مثلين محركين في كلمة مغايرة لأوزان مخصوصة لا كمثل هذه الأوزان

______________________________________________________

واحتراما (لأنه يسبق إلى الأذهان أن الزائد هو الذي لا معنى له أصلا وكلامه تعالى منزله عن ذلك) لأنه ما من حرف إلا وله معنى صحيح (ومن فهم خلاف ذلك فقد وهم وقد وقع هذا الوهم) بفتح الهاء مصدر وهم بكسرها إذا غلط (للإمام فخر الدين الرازي) خطيب الري قال الكافيجي قال قلت من أين علم المصنف أن هذا الوهم وقع للإمام فخر الدين الرازي قلت من أمرين الأول أنه قل إجماع الأشاعرة على عدم وقوع المهمل في كتاب الله تعالى وهو عين الإجماع على عدم وقوع الزائد فيه إذا الزائد بهذا المعنى هو عين المهمل فلو لم يقع له هذا الوهم لما احتاج إلى التعرض لهذا الإجماع والثاني أنه حمل ما في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ) [آل عمران : ١٥٩] على أنها استفهامية بمعنى التعجب كقوله تعالى : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) [النمل : ٢٠] فأشار المصنف إلى الأول بقوله (فقال الفخر الرازي المحققون من المتكلمين) وهم الأشاعرة (على أن المهمل لا يقع في كلام الله تعالى) لترفعه عن ذلك وأشار إلى الثاني بقوله (وأما ما في قوله تعالى (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) [آل عمران : ١٥٩] فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب والتقدير فبأي رحمة من الله) يعني لا زائدة انتهى كلام الفخر الرازي والظاهر أن هذا الوهم لا يقع لواحد من العلماء فضلا عن أن يقع لمثل هذا الإمام وإنما أنكر إطلاق القول بالزائد إجلالا لكلام الله تعالى

١٨٥

ويجوز أن تكون لا ناهية و (كمثل) مفعول بفعل محذوف والتقدير لا تدغم كمثل صفف والكاف في قوله كمثل زائدة كزيادتها في قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : ١١] اه والأول أولى لأن حذف الفعل المجزوم بلا الناهية مخصوص بالضرورة فلا يحسن التخريج عليه إذا أمكن غيره و (صفف) بضم الصاد المهملة وفتح الفاء جمع صفة مضاف إليه. (وذلل) بضم الذال المعجمة واللام جمع ذلول وهو ضد الصعبة يقال دابة ذلول بينة الذل بكسر الذال قاله المكودي و (كلل) بكسر الكاف وفتح اللام جمع كلة والكلة نوع من الثياب معروف و (لبب) بفتح اللام والباء الموحدة موضع القلادة من كل شيء والجمع ألباب واللبب أيضا ما يشد على صدر الدابة يمنع الرحل من الاستئخار ولغير ذلك والثلاثة معطوفة على صفف (ولا كجسس) بضم الجيم وفتح السين المهملة مع التشديد جمع جاس اسم فاعل من جس الشيء إذا لمسه ومن جس الخبر إذا فحص عنه (ولا كاخصص) فعل أمر وهو ما قبله معطوفان على كمثل ولا زائدة فيهما و (أبى) بنقل حركة الهمزة إلى الصاد قبلها وحذف الهمزة مفعول اخصص ومضاف إليه. (ولا كهيلل) بفتح الهاء وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللامين إذا أكثر من قول لا إله إلا الله وهو فعل ماض ملحق بدحرج معطوف على ما قبله (وشذ) فعل ماض و (في ألل) بفتح الهمزة وكسر اللام الأولى متعلق بشذ وألل فعل ماض يقال ألل السقاء إذا تغيرت رائحته (ونحوه) معطوف على ألل و (فك) بفتح الفاء مصدر مرفوع على الفاعلية بشذ و (بنقل) قال المكودي متعلق بفك وقال الشاطبي في موضع الصفة لفك أو في موضع الحال منه أي متلبس بنقل أو حال كونه متلبسا بنقل اه والأولى أن بكون نعتا لفك والباء بمعنى مع ويجوز أن يكون متعلقا بقبل والباء للسببية أو حال كونه متلبسا بنقل اه والأولى أن يكون نعتا لفك والباء بمعنى مع ويجوز أن يكون متعلقا بقبل والباء للسببية والتقدير وشذ في ألل ونحوه فك فقبل بسبب نقل و (فقبل) مبني للمفعول من القبول معطوف على شذ ونائب الفاعل مستتر فيه يعود إلى فك. (وحيى) بكسر الياء الأولى مفعول مقدم بافكك و (افكك) بضم الكاف الأولى فعل أمر (وأدغم) بفتح الدال مع التشديد فعل أمر من أدغم بتشديد الدال معطوف على افكك ومفعوله محذوف مماثل لمفعول افكك والتقدير وأدغم حيى لا من التنازع في المتقدم خلافا للمكودي لأن الناظم شرط في هذا النظم أن يكون المتنازع فيه متأخرا عن العاملين و (دون) في موضع الحال من الفك والإدغام المدلول عليهما بالفعل و (حذر) بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة مصدر حذر يحذر كفرح يفرح بمعنى الخوف مجرور بإضافة دون إليه و (كذاك) خبر مقدم و (نحو) مبتدأ مؤخر و (تتجلى) مضاف إليه (واستتر) معطوف على تتجلى. (وما) اسم موصول مبتدأ جارية على محذوف و (بتاءين) متعلق بابتدى وجملة (ابتدى) بالبناء للمفعول صلة ما وجملة (قد يقتصر) بالبناء للمفعول خبر ما الواقعة مبتدأ و (فيه) قال المكودي في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله متعلق

______________________________________________________

وللملازمة لباب الأدب كما هو اللائق بحاله وأما حمل ما في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ) على إن تكون استفهامية بمعنى التعجب على سبيل الحوار والإمكان الذي قاله المعربون وعبارة بعضهم قيل ما زائد للتوكيد وقيل نكرة موصوفة برحمة وقيل غير موصوفة ورحمة بدل منها فهو بمعزل عن الدلالة على وقوع الوهم منه بمراحل اه كلام الكافيجي ولما فرغ المصنف من نقل كلام الرازي وتوجيهه وأراد إبطاله وبيان تعريف الزائد قال (والزائد عند النحويين هو الذي لم يؤت به إلا لمجرد التقوية والتوكيد) لأن الزائد عندهم هو المهمل كما توهمه الإمام الرازي وأنت قد علمت أن الإمام برئ من ذلك (والتوجيه المذكور) للإمام الرازي (في الآية باطل لأمرين) أحدهما (أن ما الاستفهامية إذا خفضت وجب حذف ألفها) فرقا بين الاستفهام والخبر (نحو عم يتساءلون) وما في الآية ثابتة الألف ولو كانت استفهامية لحذف ألفها لدخول حرف الخفض عليها وأجيب بأن حذف ألف ما الاستفهامية إذا دخل عليها الخافض أكثري لا دائمي فيجوز إثباتها للتنبيه على إبقاء الشيء على أصله وعورض بأن إثبات الألف لغة شاذة لا يحسن تخريج التنزيل عليها (و) الأمر الثاني (أن خفض رحمة حينئذ) أي حين إذ قال إن ما استفهامية (يشكل) على القواعد (لأنه) أي خفض رحمة (لا يكون بإضافة) إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضاف إلا أي عند النحاة الجميع وكم عند أبي إسحاق الزجاج (ولا) يكون خفضها (بالإبدال من ذلك) ولا يجوز (لأن المبدل من اسم الاستفهام

١٨٦

بيقتصر ويجوز أن يكون النائب عن الفاعل ضميرا عائدا على ما والضمير الرابط بين الصلة والموصول على الوجهين المجرور بفي اه و (على تا) متعلق بيقتصر و (كتبين) بفتح الياء التحتانية وتشديدها فعل مضارع مرفوع و (العبر) بكسر العين المهملة وفتح الباء الموحدة جمع عبرة فاعل تبين. (وفك) بضم الفاء قال المكودي فعل أمر ومفعوله محذوف أي فك المدغم فيه أو فك الإدغام ويحتمل أن يكون فك فعلا ماضيا مبنيا للمفعول وفيه ضمير مستتر عائد على المدغم فيه أو على الإدغام كما تقدم و (حيث) متعلق بفك و (مدغم) مبتدأ وسوغ الابتداء به عمله فيما بعده و (فيه) في موضع رفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله بمدغم و (سكن) خبر المبتدأ والجملة مضاف إليها حيث و (لكونه) متعلق بفك و (بمضمر) متعلق باقترن و (الرفع) مضاف إليه و (اقترن) في موضع نصب خبر السكون اه مع زيادة إعراب حيث والرفع. (نحو) خبر لمبتدأ محذوف مضاف لقول محذوف وجملة (حللت) من الفعل والفاعل مقول لذلك المحذوف و (ما) اسم موصول في موضع نصب على المفعولية بحللت وجملة (حللته) من الفعل والفاعل والمفعول صلة ما والعائد إليها الهاء من حللته والتقدير وذلك نحو قولك حللت الذي حللته (وفي جزم) خبر مقدم (وشبه) معطوف على جزم و (الجزم) مضاف إليه من إقامة الظاهر مقدم المضمر والمراد بشبه الجزم الوقف و (تخيير) مبتدأ مؤخر وجملة (قفي) بالبناء للمفعول بمعنى تبع نعت تخيير والأصل تخيير متبوع في جزم وشبهه وهذا أولى من جعل قفي خبر تخيير وفي جزم متعلق بقفي لعدم مسوغ ابتداء بالنكرة وتقدم معمول الخبر الفعلي على المبتدأ.

(وفك) مبتدأ و (أفعل) بكسر العين مضاف إليه (في التعجب) حال من أفعل وجملة (التزم) بالبناء للمفعول خبر فك (والتزم) فعل ماض مبني للمفعول و (الإدغام) نائب فاعل التزم و (أيضا) مفعول مطلق و (في هلم) بفتح الهاء وضم اللام متعلق بالتزم. (وما) اسم موصول في محل رفع على الابتداء و (بجمعه) متعلق بعنيت و (عنيت) قال الشاطبي مبني للمفعول وهو أحد ما التزم فيه البناء للمفعول في أفصح اللغات ثم قال والفاعل هو الأمر أو الحاجة وأصله عناني وحكى عن بعض العرب عنيت بحاجتك على وزن فعلت مبنيا للفاعل فأنا أعتني بها فعلى هذا قول المكودي ويلزم بناؤه للمفعول فيه مسامحة وجملة عنيت بجمعه صلة ما والعائد إليها الضمير المجرور بجمع وجملة (قد كمل) خبر ما الواقعة مبتدأ و (نظما) قال المكودي حال من الهاء من به ولعله من الهاء في بجمعه إذ ليس في هذا البيت هاء مجرورة بالباء وقال الشاطبي يحتمل وجهين أحدهما أن يكون تمييزا منقولا من الفاعل كقوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) [مريم : ٤] أي شيب الرأس وتقدير كلامه قد كمل نظمه والثاني أن يكون حالا من ضمير كمل أي كمل حال كونه نظما وعلى الوجهين فالضمير المستتر في كمل عائد على ما وهي موصولة واقعة على العمل المودع في رجزه اه و

هذا أولى من جعله حالا من الهاء كما قاله المكودي لسلامته من الفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي ثم الأولى أن يكون تمييزا لأن وقوع المصدر حالا موقوف على السماع عند الجمهور و (على جل) بضم الجيم بمعنى معظم

______________________________________________________

لا بد من أن يقترن بهمزة الاستفهام) إشعارا بتعلق معنى الاستفهام بالبدل قصدا فاختصت الهمزة بذلك لأنه أصل الباب ووضعها على حرف واحد (نحو كيف أنت أصحيح أم سقيم) فكيف اسم استفهام خبر مقدم وأنت مبتدأ والهمزة هي التي صححت إبدال صحيح من كيف وأم حرف عطف وسقيم معطوف عليه فصحيح بدل مفصل من كيف ولذلك قرن بهمزة الاستفهام وسقيم معطوف عليه ورحمة لم تقترن بهمزة الاستفهام فلا تكون بدلا من ما (ولا) يكون خفضها على أن تكون رحمة صفة لما لأن ما لا توصف إذا كانت شرطية أو استفهامية وكل ما لا يوصف لا يكون له صفة فوجب أن لا تكون صفة لما (ولا) يكون خفضها (على أن تكون رحمة بيانا) أي عطف بيان (على ما لأن ما لا توصف) وما لا يوصف لا يعطف عليه عطف بيان كالمضمرات عند الأكثرين وللإمام الرازي أن يقول لما كانت ما على صورة الحرف نقل الإعراب منها إلى ما بعدها فجرت بالحرف على حد مررت بالضارب على القول باسمية أل وهو الأصح (وكثير من النحويين المتقدمين يسمون الزائد صلة) لكونه يتوصل به إلى نيل غرض صحيح لتحسين الكلام وتزيينه (وبعضهم يسميه مؤكدا) لأنه يعطي الكلام معنى التأكيد والتقوية (وبعضهم يسميه لغوا) لإلغائه أي عدم اعتباره في حصول الفائدة به لكن اجتناب هذه العبارة الأخيرة في التنزيل

١٨٧

متعلق باشتمل و (المهمات) جمع مهمة مضاف إليه قال الشاطبي وهو على حذف الموصوف والتقدير على معظم المسائل المهمات اه وجملة (اشتمل) بمعنى احتوى نعت نظما. (أحصى) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه يعود إلى نظما و (من الكافية) متعلق بأحصى و (الخلاصة) مفعول أحصى وجملة أحصى وما بعده نعت ثان لنظما و (كما) الكاف جارة وما مصدرية وجملة (اقتضى) صلة ما و (غنى) مفعول اقتضى و (بلا خصاصة) متعلق بمغنى وتقدير البيتين والذي عنيت بجمعه قد كمل نظما مشتملا على جل المسائل المهمات محصيا الخلاصة من الكافية كاقتضائه غنى بغير خصاصة. وخلاصة الشيء ما صفا منه وتخلص عن الشوائب والخلاصة والنقاوة يرجعان إلى شيء واحد والخصاصة ضد الغنى (فأحمد الله) الفاء للسببية كما قاله الشاطبي وما بعدها فعل وفاعل ومفعول و (مصليا) حال من فاعل أحمد وتحقيق الكلام فيه مر في صدر الخطبة و (على محمد) متعلق بمصليا و (خير نبي) قال الشاطبي والمكودي بدل من محمد زاد الشاطبي ولا يكون عطف بيان لأن عطف البيان يشترط فيه موافقة المعطوف عليه في التعريف والتنكير وخير نبي نكرة ومعنى خير نبي الأنبياء لكن وضع الاسم المفرد النكرة موضع الجمع المعرف اختصارا اه وجملة (أرسلا) بالبناء للمفعول في موضع النعت لنبي. (وآله) معطوف على محمد (الغر) جمع أغر نعت أول لآله و (الكرام) جمع كريم نعت ثان لآله و (البررة) جمع بار نعت ثالث لآله (وصحبه) معطوف على آله قال الشاطبي وهو اسم جمع صاحب وليس بجمع له على القياس على مذهب سيبويه والجمهور ومثله راكب وركب اه و (المنتخبين) بفتح الخاء المعجمة جمع منتخب بمعنى المختار نعت لصحبه و (الخيرة) بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء المثناة تحت على وزن العنبة اسم المصدر من قولك اختاره الله قاله الجوهري ونقل المكودي عن الزبيدي أنه صرح بأنه مصدر ثم قال فعلى ما قال الزبيدي يكون نعتا للمنتخبين لأن المصدر يوصف به المفرد والمثنى والمجموع وقد جاء الإخبار به عن المفرد كقولهم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيرة الله من خلقه وخيرة الله أيضا بالتسكين اه وقال الشاطبي بعد أن نقل أنه اسم مصدر ويحتمل أن يضبط هنا بفتح الخاء على أنه جمع خير فقد حكى الفراء قوم خيرة بررة اه ولعله مثل بررة وعلى كل تقدير فالخيرة نعت ثان لصحبه لا للمنتخبين خلافا للمكودي. وهذا آخر أما أردنا جمعه في هذا المختصر والحمد لله رب العالمين على إتمامه.

قال المؤلف : ووافق الفراغ منه يوم الاثنين المبارك السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم قدره وحرمته سنة ست وثمانين وثمانمائة.

قال مؤلفه أيضا : ومن أعجب ما وقع لي أنني حين فرغت من مسودته قارن ذلك أذان المؤذن لصلاة الظهر فرجوت أن يكون مقبولا عند الله تعالى وما علي من إعراض الحاسدين عنه في حال حياتي فسيتلقونه بالقبول إن شاء الله تعالى بعد وفاتي كما قال بعضهم :

ترى الفتى ينكر فضل الفتى

لؤما وخبثا فإذا ما ذهب

لج به الحرص على نكتة

يكتبها عنه بماء الذهب

والحمد لله الذي هدانا لهذا الإعراب. وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله الملك الوهاب. وصلّى الله على سيد الأحباب. وعلى آله السادة الأنجاب. صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب.

______________________________________________________

واجب لأنه يتبادر إلى الأذهان من اللغو الباطل وكلام الله منزه عن ذلك (وفي هذا القدر) الذي ذكره المصنف (كفاية لمن تأمله) فإن التأمل أصل في إدراك الأمور كلها فلذلك حث على التأمل في ختم الكتاب كما في افتتاحه حيث قال تقتفي بمتأملها جادة الصواب (والله الموفقّ والهادي إلى سبيل الخيرات بمنه وكرمه) أسأل الله التوفيق والهداية إلى طريق الخير بمنه وكرمه كما فعل أول الكتاب حيث قال ومن الله أستمد التوفيق والهداية إلى أقوم طريق بمنه وكرمه فختم كتابه بما ابتدأ به وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

١٨٨

فهرس المحتويات

الباب الأول

الكلام وما يتألف منه........................................................ ١١

المعرب والمبني................................................................ ١٤

النكرة والمعرفة................................................................ ٢٢

العلم....................................................................... ٢٥

اسم الإشارة................................................................. ٢٧

الموصول.................................................................... ٢٨

المعرف بأداة التعريف......................................................... ٣٢

الابتداء..................................................................... ٣٤

كان وأخواتها................................................................ ٤٠

فصل في ما ولا ولات وإن المشبهات بليس....................................... ٤٣

أفعال المقاربة................................................................ ٤٤

إن وأخواتها.................................................................. ٤٦

لا التي لنفي الجنس........................................................... ٥٠

ظن وأخواتها................................................................. ٥٢

أعلم وأرى.................................................................. ٥٥

الفاعل..................................................................... ٥٦

النائب عن الفاعل........................................................... ٥٨

اشتغال العامل عن المعمول.................................................... ٦١

تعدى الفعل ولزومه.......................................................... ٦٣

التنازع في العمل............................................................. ٦٥

المفعول المطلق............................................................... ٦٦

الباب الثاني

المفعول له................................................................... ٦٩

المفعول فيه وهو المسمى ظرفا.................................................. ٧٠

المفعول معه................................................................. ٧٢

الاستثناء.................................................................... ٧٣

١٨٩

الحال....................................................................... ٧٥

التمييز..................................................................... ٧٩

حروف الجر................................................................. ٨١

الإضافة.................................................................... ٨٣

الباب الثالث

المضاف إلى ياء المتكلم....................................................... ٩٠

إعمال المصدر............................................................... ٩١

إعمال اسم الفاعل........................................................... ٩١

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها............................... ٩٦

الصفة المشبهة باسم الفاعل................................................... ٩٧

التعجب.................................................................... ٩٩

نعم وبئس وما جرى مجراهما.................................................. ١٠١

أفعل التفضيل............................................................. ١٠٣

النعت.................................................................... ١٠٥

التوكيد.................................................................... ١٠٨

عطف البيان.............................................................. ١١٠

عطف النسق.............................................................. ١١١

البدل..................................................................... ١١٥

النداء..................................................................... ١١٧

المنادى المضاف بالرفع إلى ياء المتكلم......................................... ١٢١

أسماء لازمت النداء......................................................... ١٢٢

الاستغاثة.................................................................. ١٢٢

الندبة..................................................................... ١٢٣

الترخيم................................................................... ١٢٤

الاختصاص............................................................... ١٢٧

التحذير والإغراء........................................................... ١٢٧

النوع الخامس.............................................................. ١٢٨

أسماء الأفعال والأصوات..................................................... ١٢٨

نونا التوكيد................................................................ ١٢٩

ما لا ينصرف ما اسم موصول ولا نافية وينصرف صلة ما........................ ١٣١

إعراب الفعل.............................................................. ١٣٥

عوامل الجزم................................................................ ١٣٩

أما ولو لا ولوما............................................................ ١٤٢

الأخبار بالذي والألف واللام................................................ ١٤٣

العدد..................................................................... ١٤٤

١٩٠

كم وكأين وكذا............................................................ ١٤٧

الحكاية................................................................... ١٤٨

التأنيث................................................................... ١٤٩

المقصور والممدود........................................................... ١٥٠

كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما......................................... ١٥١

جمع التكسير.............................................................. ١٥٣

التصغير................................................................... ١٥٩

النسب................................................................... ١٦٢

الوقف.................................................................... ١٦٦

الإمالة.................................................................... ١٦٩

التصريف................................................................. ١٧٢

الباب الرابع

في الإشارات إلى عبارات محررة................................................ ١٧٣

الإبدال................................................................... ١٧٦

الإدغام................................................................... ١٨٥

١٩١