شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري

شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

المؤلف:

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري


المحقق: عبد الكريم سامي الجندي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-6970-X
الصفحات: ٣١٨

فاعله وهو مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الأسماء. (بالياء) : جار ومجرور متعلق بتخفض. (وأمّا الأفعال الخمسة فترفع) : وإعرابه نظير ما مر. (بالنّون) : الباء : حرف جر. والنون : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بترفع. (وتنصب) : الواو : حرف عطف. تنصب : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود أيضا على الأفعال والجملة معطوفة على جملة ترفع. (وتجزم) : الواو : حرف عطف. تجزم : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود أيضا على الأفعال. والجملة معطوفة أيضا على جملة ترفع. (بحذفها) : الباء : حرف جر. وحذف : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور تنازعه كل من تنصب وتجزم فعند البصريين متعلق بالثاني وعند الكوفيين متعلق بالأول وحذف مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني : أن الأفعال الخمسة تعرب حالة الرفع بالنون ، نحو : يفعلان. وإعرابه : يفعلان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون نيابة عن الضمة ، لأنه من الأفعال الخمسة والألف فاعل مبني على السكون في محل رفع وتعرب في حالة النصب بحذف النون ، نحو : لن يفعلا. وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. ويفعلا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل وتعرب حالة الجزم أيضا بحذف النون ، نحو : لم يفعلا وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويفعلا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل وقس على ذلك بقية الأمثلة.

______________________________________________________

مضاف. قوله : (أيضا) أي كما أن ضمير ما قبله راجع لها. قوله : (تنازعه) التنازع لغة التجاذب واصطلاحا أن يتقدم عاملان فأكثر على معمول لكل منهما طالب له من جهة المعنى انتهى عزى. قوله : (فعند البصريين الخ) أي فالأولى عند البصريين أنه متعلق الخ وهذا هو الحق لا ما سبق كما علمت. قوله : (على ذلك) أي إعراب يفعلان ولن يفعلا ولم يفعلا. قوله : (بقية الأمثلة) أي فيقاس على يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين فكلها مرفوعة بثبوت النون والألف والواو والياء فاعل ويقاس على لن يفعلا لن تفعلا ولن يفعلوا ولن تفعلوا ولن تفعلي فكلها منصوبة وعلامة نصبها حذف النون والألف والواو والياء فاعل ويقاس على لم يفعلا لم تفعلا ولم يفعلوا ولم تفعلوا ولم تفعلي فكلها مجزومة وعلامة جزمها حذف النون والألف والواو والياء فاعل والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

١٢١

باب الأفعال

الأفعال ثلاثة : ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب ،

«باب الأفعال» إعرابه كما تقدم من الأوجه السابقة والأولى جعله خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا باب. وإعرابه : ها : حرف تنبيه. وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع. وباب : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وباب : مضاف. والأفعال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (الأفعال) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ثلاثة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ماض) : بدل من ثلاثة وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين وأصل ماض ماضي بتحريك الياء منونة فاستثقلت الحركة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء مع التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين والماضي : ما دل على حدث وقع وانقطع

______________________________________________________

باب الأفعال

قوله : (كما تقدم) أي مثل الإعراب المتقدم في باب الإعراب. قوله : (من الأوجه) بيان لما. قوله : (والأولى الخ) هو بفتح الهمزة وقد تقدم وجه الأولوية. قوله : (تقديره) أي المذكور من الخبر والمبتدأ المحذوف. قوله : (الأفعال) جمع فعل بكسر الفاء وعدل عن الإضمار الذي هو مقتضى المقام إيضاحا. قوله : (بدل) أي أو خبر لمبتدأ محذوف. قوله : (منونة) حال أي وإلا لم يتأت التقاء الساكنين. قوله : (فحذفت) أي الحركة فصار ماضيا بسكون النون. قوله : (فحذفت الياء) لأنها جزء كلمة. قوله : (والماضي) أي الفعل الموصوف بذلك وإنما قدمه على المضارع ثم المضارع على الأمر اقتداء بالقرآن العظيم فإن الله ذكر أولا الماضي في قوله : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً) [يس : ٨٢] ثم المضارع في قوله أن يقول له ثم الأمر في قوله كن فتفطن. قوله : (ما) أي لفظ. قوله : (دل) أي بالمعنى التضمني إن اعتبرت النسبة إلى فاعل معين أو المطابقي إن لم تعتبر ا ه. قليوبي. قوله : (على حدث) كالضرب في

١٢٢

وعلامته أن يقبل تاء التأنيث ، نحو : ضرب تقول فيه : ضربت هند. وإعرابه : ضرب : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث. وهند : فاعل مرفوع بالضمة. (ومضارع) : الواو : حرف عطف مضارع معطوف على ماض والمعطوف على المرفوع مرفوع والمضارع ما دل على حدث يقبل الحال والاستقبال وعلامته أن يقبل لم ، نحو : لم يضرب تقول : لم يضرب زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة. (وأمر) : الواو : حرف عطف. أمر : معطوف على ماض والمعطوف على المرفوع مرفوع والأمر ما دل على حذف في المستقبل وعلامته أن يقبل ياء المخاطبة ، نحو : اضرب. تقول فيه : اضربي. وإعرابه : اضربي : فعل أمر مبني على حذف النون. والياء : فاعل. (نحو) : يصح رفعه على كونه خبر المبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو وإعرابه : الواو : للاستئناف. وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام : للبعد. والكاف : حرف خطاب. ونحو : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ويصح نصبه على كونه مفعولا لفعل محذوف تقديره أعني نحو. وإعرابه : أعني : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ونحو : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ونحو : مضاف. (ضرب) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ويضرب) : الواو : حرف عطف. يضرب : معطوف على ضرب مبني على الضم في محل جر. (واضرب) : الواو : حرف عطف. اضرب : معطوف على ضرب مبني على السكون في محل جر. وهذه الأمثلة الثلاثة :

______________________________________________________

ضرب. قوله : (وعلامته) أي الماضي. قوله : (ومضارع) أي مشابه للاسم في مطلق الحركات والسكنات كضارب ويضرب. قوله : (الحال) هو القدر المشترك بين الماضي والمستقبل. قوله : (وأمر) هو لغة نقيض النهي وجمعه أوامر واصطلاحا ما ذكره الشارح. قوله : (في المستقبل) أي حاصل في المستقبل أي بعد التلفظ بالصيغة. قوله : (ويصح الخ) الأولى الإحالة على ما سبق لأن العهد قريب. قوله : (مبني على الفتح الخ) فيه أنه في كلام المصنف اسم مجرور بكسرة مقدرة منع منها حركة الحكاية وكذا يقال فيما بعده لكن بإبدال حركة الحكاية بسكون الحكاية في الثالث.

١٢٣

الماضي والمضارع والأمر على اللف والنشر المرتب فإن قلت : كيف تعرب هذه الأفعال كإعراب الأسماء ويدخلها الجر مع أنه ممنوع منها. قلت : هي أسماء باعتبار لفظها فلذا دخلها الجر محلا.

فالماضي مفتوح الآخر أبدا ، والأمر مجزوم أبدا.

(فالماضي) : الفاء : فاء الفصيحة. الماضي : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. (مفتوح) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. ومفتوح : مضاف. و (الآخر) : مضاف إليه مجرور بالكسرة. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، يعني أن الفعل الماضي مبني على الفتح دائما إما لفظا ، نحو : ضرب زيد. وإعرابه : ضرب : فعل

______________________________________________________

قوله : (فعل مضارع) أي على صورته وإلا فهو في كلام المصنف اسم. قوله : (وهذه) أي الألفاظ الثلاثة وهي ضرب الخ. قوله : (والماضي) خبر لمحذوف أو بدل. قوله : (المرتب) لأن ضرب راجع لقوله ماض ويضرب لمضارع واضرب لأمر. قوله : (الأفعال) أي ضرب الخ. قوله : (كإعراب الأسماء) حيث جعلت مضافا إليها. قوله : (أنه) أي الجر. قوله : (منها) أي الأفعال. قوله : (قلت) أي مجيبا عن هذا السؤال. قوله : (هي) أي الأفعال وقوله : باعتبار لفظها فالمعنى نحو هذه الألفاظ. قوله : (فلذا) أي فلكونها أسماء بهذا الاعتبار. قوله : (محلا) أي لفظا لأن صورتها أفعال. قوله : (الفاء فاء الفصيحة) والتقدير إذا أردت معرفة أحكام كل فالماضي الخ. قوله : (مفتوح الآخر الخ) أي مبني على الفتح في جميع أحواله أما البناء فلا يسأل عن علته لأنه الأصل في الأفعال. وأما كونه على حركة فلمشابهته الاسم في وقوعه صلة وصفة وخبرا وحالا وإنما كانت الحركة خصوص الفتحة لخفتها وثقل الفعل. قوله : (دائما) ظرف تفسير لأبدا. قوله : (إما لفظا) إما بكسر الهمزة اعتراضية وهي حرف تفصيل ولفظا تمييز أو منصوب بنزع الخافض. قوله : (وإما) الواو حرف عطف وإما حرف تفصيل أو الواو زائدة وإما للعطف. وصرح ابن الحاجب في شرح المفصل بأن مجموع قولنا وإما هو العاطف في جاء إما زيد وإما عمرو. وقال : ولا يبعد أن تكون كلمة مستقلة حرفا في موضع وبعض حرف في موضع آخر كيا من أيا وهيا انتهى من الدماميني على المغني. قوله : (عصاه) مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة

١٢٤

ماض مبني على الفتح. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وإما تقديرا للتعذر ، نحو : ألقى موسى عصاه. وإعرابه : ألقى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهورها التعذر. وموسى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وإما تقديرا للمناسبة ، نحو : ضربوا. وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والواو : فاعل مبني على السكون في محل رفع وإنما كانت حركة مناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها وإما تقديرا كراهة توالي أربع متحركات ، نحو : ضربت بسكون الباء الموحدة وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء فاعل. (والأمر) : الواو : حرف عطف ، الأمر : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (مجزوم) : خبر المبتدأ المرفوع

______________________________________________________

على الألف منع من ظهورها التعذر وعصا مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. قوله : (وإما تقديرا للتعذر) معطوف على إما لفظا وكذا ما بعده. قوله : (لأن الواو الخ) وأما نحو : رموا ودعوا فالفتح مقدر على الألف المنقلبة عن الياء والواو لأن الأصل رميووا ودعووا تحركت الياء والواو وانفتح ما قبلهما فقلبتا فالتقى ساكنان فحذفت الألف وبقيت الفتحة لتدل عليها. قوله : (المحل) هو الياء. قوله : (كراهة) مفعول لأجله أي لأجل كراهة الخ. وأما نحو : بقرة وشجرة فالتاء في نية الانفصال وأما جندل فأصله جنادل ثم إن كراهة الخ في الثلاثي وبعض الخماسي كانطلقت وحمل الرباعي كدحرجت والسداسي كاستخرجت وبعض الخماسي كتعظمت عليه إجراء للباب على وتيرة واحدة واختار بعضهم أن الموجب لسكون آخر الفعل تمييز الفاعل من المفعول في نحو : أكرمنا بالسكون وأكرمنا بالفتح وحملت التاء ونون النسوة على نا للمساواة في الرفع والاتصال فتدبر. قوله : (فيما الخ) أي في تركيب هو أي ذلك التركيب مثل الكلمة في شدة الاتصال لأن الضمير بشدة ملازمته للفعل كأنه جزء منه وإلا فالفعل كلمة والفاعل أخرى.

(واعلم) أن قوله فيما ظرف لتوالي لا لأربع متحركات لئلا يلزم ظرفية الشيء في نفسه في نحو : ضربت لا في نحو : انطلقت بل ظرفية أربع فيه من ظرفية الجزء في الكل. قوله : (والأمر) قدمه على المضارع على خلاف صنيعه السابق لقلة الكلام عليه ا ه قليوبي. قوله : (مجزوم) أي يعامل معاملته لأنه يبنى على السكون والحذف كما

١٢٥

بالضمة. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، يعني أن فعل الأمر مبني على السكون دائما إما لفظا ، نحو : اضرب زيدا. وإعرابه : اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وزيدا : مفعول به منصوب. وإما تقديرا للتخلص من التقاء الساكنين إذا اتصل به نون التوكيد خفيفة أو ثقيلة ، نحو : اضربن يا زيد بفتح الباء الموحدة وإعرابه : اضربن : فعل أمر مبني على سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالفتح العارض لالتقاء الساكنين والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والنون للتوكيد. يا زيد : يا : حرف نداء. وزيد : منادى مبني على الضم في محل نصب أو اتصل به نون النسوة ، نحو : اضربن يا هندات. وإعرابه كإعراب ما قبله إلا أن النون هنا ضمير النسوة فاعل مبني على السكون في محل رفع بخلافها فيما قبلها فإنها فيه للتوكيد كما علمت هذا إذا كان صحيح الآخر ولم يكن من الأفعال الخمسة فإن

______________________________________________________

أن المجزوم يجزم بهما أو المراد به الجزم اللغوي وهو القطع لقطع الحركة والحرف عنه والمؤدى واحد ومما بني على السكون والحذف قوله :

من أبا قاسم وأم أباه

ولزيدا ومن أباه الجهولا

فمن أمر من المين وهو الكذب وأبا قاسم مفعول به ومضاف إليه وأم أمر مبني على السكون مقدر للإدغام ومعناه اقصد والفاعل مستتر وأباه مفعول ومضاف إليه و «ل» : فعل أمر مبني على حذف الياء والفاعل مستتر وزيدا مفعول ومن أمر مبني على السكون وأباه : مفعول ومضاف إليه والجهولا : صفته وألفه للإطلاق فتدبر. قوله : (اضربن يا زيد) بسكون النون وتشديدها. قوله : (أو اتصل به نون النسوة) الأولى حذفه وتقديم المثال على قوله وإما تقديرا لأن السكون فيه ملفوظ. قوله : (النسوة) اسم جمع امرأة على غير لفظها كخيل اسم جمع فرس. قوله : (اضربن) بسكون الباء وفتح النون لأن نون النسوة يبنى الفعل معها على السكون كما في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [الأحزاب : ٣٣] الآية. قوله : (وإعرابه) أي اضربن يا هندات. قوله : (كإعراب ما قبله) وهو اضربن يا زيد أقول ليس هذا موافقا لذاك إلا في إعراب يا وما بعدها لأن الفعل هنا مبني على السكون الظاهر فالتشبيه غير صحيح فافهم منصفا. قوله : (على السكون) صوابه على الفتح كما في بعض النسخ. قوله : (بخلافها) أي وهذا ملتبس بخلافها أي بمخالفتها. قوله : (كما علمت) أي من قولنا والنون

١٢٦

كان معتلا أي آخره حرف علة فإنه يبنى على حذف حرف العلة ، نحو : اخش وادع وارم. وإعرابه : اخش : فعل أمر مبني على حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وادع : الواو : حرف عطف. وادع : فعل أمر مبني على حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وارم : الواو : حرف عطف. ارم : فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت أو كان من الأفعال الخمسة فإنه يبنى على حذف النون ، نحو : افعلا وافعلوا وافعلي. وإعرابه : افعلا : فعل أمر مبني على حذف النون والألف فاعل. وافعلوا : الواو : حرف عطف. افعلوا : فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل. وافعلي : فعل أمر مبني على حذف النون والياء فاعل. والحاصل : أن فعل الأمر يبنى على ما يجزم به المضارع منه فإن كان مضارعه يجزم بالسكون كيضرب تقول فيه : لم يضرب ، فإن الأمر منه كذلك مبني على السكون ، نحو : اضرب. وإن كان مضارعه يجزم بالحذف ، نحو : لم يخش ، ولم يدع ، ولم يرم ولم يفعلا ولم يفعلوا ، ولم تفعلي ، فإن الأمر منه كذلك يبنى على الحذف تقول : اخش وادع وارم افعلا افعلوا افعلي وتقدم إعراب ذلك وعلى ذلك قول أبي رفعة المشهور :

والأمر مبني على ما يجزم

به مضارعه أيا من يفهم

______________________________________________________

للتوكيد. قوله : (هذا) أي محل كونه مبنيا على السكون اللفظي أو التقديري. قوله : (كان) أي فعل الأمر. قوله : (فإن كان الخ) شروع في مفهوم صحيح وما بعده. قوله : (أو كان من الأفعال الخ) عطف على قوله : فإن كان معتلا. قوله : (نحو افعلا) دخل سلا من قول الشاعر

بثينة شأنها سلبت فؤادي

بلا ذنب أتيت به سلا ما

فسلا فعل أمر وفاعل وما استفهامية ، مبتدأ وشأنها خبر وبثينة : مفعول سلا وكلوا واشربي وغيرها. قوله : (والحاصل) أي حاصل حكم فعل الأمر على طريق الاختصار. قوله : (فيه) أي في يضرب. قوله : (مبني على السكون) توضيح لما فهم من قوله كذلك. قوله : (وعلى ذلك) أي وأتى على ذلك أي ما قلناه في الحاصل. قوله : (رفعة) مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والتأنيث. قوله : (المشهور) بالرفع صفة للمضاف وبالجر صفة للمضاف إليه. قوله : (والأمر) الواو بحسب ما

١٢٧

والمضارع ما كان في أوّله إحدى الزّوائد الأربع ، يجمعها قولك أنيت وهو مرفوع أبدا حتّى يدخل عليه ناصب أو جازم.

(والمضارع) : الواو : حرف عطف أو للاستئناف المضارع مبتدأ مرفوع بالابتداء. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي أو نكرة موصوفة بمعنى لفظ خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع. (كان) : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. (في أوّله) : في : حرف جر أوله مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وأول : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كان مقدما. (إحدى) : اسم كان مؤخرا مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة من كان واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة ما على الأول أو محلها رفع صفة لها على الثاني وإحدى : مضاف. (الزّوائد) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (الأربع) : صفة للزوائد وصفة المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (يجمعها) : يجمع : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وها : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. (قولك) : قول : فاعل يجمع مرفوع بالضمة الظاهرة. وقول : مضاف. والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (أنيت) : أنى : فعل ماض. والتاء :

______________________________________________________

قبلها والأمر مبتدأ ومبني خبره. وقوله : على ما أي الذي جار ومجرور متعلق بمبني وقوله : يجزم مضارع مبني للمجهول وقوله به متعلق به. وقوله : مضارعه نائب فاعل ومضاف إليه. وقوله : أيا حرف نداء مبني على السكون لا محل له وقوله : من أي الطالب الذي مبني على ضم مقدر منع منه السكون الأصلي في محل نصب فهو بفتح الميم. وقوله : يفهم فعل مضارع وفاعله يعود على من. قوله : (من أوله) الظرفية فيه وفي الآخر مما جرى على الألسنة والقصد غير معناها. قوله : (على الأول) هو على كونها موصولة. قوله : (على الثاني) هي كونها نكرة. قوله : (الزوائد) جمع زائدة بدليل إحدى وإنما اختيرت هذه الحروف لأنها أخف من غيرها وخصت بالمضارع لأنها طارئة كما أن المضارع طارىء بعد الماضي. قوله : (قولك) أي مقولك وأنيت بدل منه أو عطف بيان والكلام على حذف مضاف أي حروف مقولك أنيت لا معناه وقد أبقى الشارح القول على حاله فجعل محل أنيت أيضا. قوله : (أنى فعل ماض)

١٢٨

ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مقول القول. وأنيت : بمعنى أدركت ، يعني : أن الفعل المضارع هو ما كان مبدوءا بحرف من الحروف الأربعة المجموعة في قولك : أنيت وهي الهمزة وتشترط أن تكون للمتكلم ، نحو : أقوم. وإعرابه : أقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا ، فالهمزة في أقوم للمتكلم بخلاف همزة أكرم فإنها للغائب. تقول : أكرم زيد عمرا فلذا دخلت على الماضي والنون ويشترط أن تكون للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره ، نحو : تقوم. وإعرابه : تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. فالنون تقوم للمتكلم المعظم نفسه أو غيره معه بخلاف نون نرجس ، فإنها للغائب فلذا دخلت على الماضي تقول : نرجس زيد الدواء إذا جعل فيه النرجس. والنرجس : نبات ذو رائحة طيبة والياء التحتية ويشترط أن تكون

______________________________________________________

وهو إن لم يتصل بالضمير مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر وأصله أني بتحريك الياء فقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وترد عند الاتصال بالضمير لأنه يرد الأشياء إلى أصولها فإن اتصل به كما في كلام المصنف بني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض. قوله : (بمعنى أدركت) ففيه تفاؤل حسن فلذا عبر به ولم يعبر بنأيت لما فيه من التشاؤم إذ معناه بعدت. قوله : (ويشترط الخ) ترك المصنف الشروط اتكالا على الموقف. قوله : (للمتكلم) أي لتكلم المتكلم لأن هذه الحروف موضوعة للتكلم والخطاب والغيبة بخلاف الضمائر فافهم. قوله : (أكرم) بفتح الهمزة والراء. قوله : (فلذا) أي فلأجل كونها للغائب. قوله : (المعظم نفسه) أي الذي يأتي بها على وجه التعظيم بإقامة نفسه مقام جماعة وإن لم يكن في الواقع كذلك واستعمالها في هذه الحالة مجاز حيث أطلق ما للجمع على الواحد. قوله : (معه) أي المتكلم أي معه في الوضع فليس المراد أنها موضوعة للمتكلم بشرط مصاحبة غيره له لأن الوضع لكل فلو قال أوله وغيره لكان أولى. قوله : (نرجس) بفتح النون وسكون الراء وفتح الجيم والسين المهملة. قوله : (نرجس زيد الدواة) فعل وفاعل ومفعول والدواة : ما يكتب منها وجمعها دويات مثل : حصاة وحصيات. قوله : (النرجس) بكسر النون وفتحها والجيم

١٢٩

للغائب ، نحو : يقوم زيد. وإعرابه : يقوم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وزيد : فاعل مرفوع. فالياء في يقوم للغائب بخلاف ياء يرنأ فإنها تكون للغائب والمتكلم فلذا دخلت على الماضي تقول : يرنأ زيد الشيب ويرنأته إذا خضبته بالحناء والتاء الفوقية ويشترط أن تكون للغائبة أو للمخاطب ، نحو : تقوم هند وتقوم يا زيد. وإعرابه : تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. وهند : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وتقوم : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ويا : حرف نداء ، وزيد : منادى مبني على الضم في محل نصب فالتاء في تقوم : للغائبة أو المخاطب بخلاف تاء تعلم فإنها للغائبة فلذا دخلت على الماضي تقول : تعلم زيد المسألة. فهذه أعني : أقوم ونقوم بالنون ويقوم بالتحتية ونقوم بالفوقية كلها أفعال مضارعة لوجود حروف الزيادة في أولها والاستتار واجب فيها إلا المبدوء بالياء وتاء الغائبة فإن الاستتار فيهما جائز لا واجب وسميت هذه الحروف الأربعة بالأحرف الزوائد لزيادتها على الفاء والعين واللام المسميات بالميزان الأصلي فإن يقوم على وزن يفعل بسكون الفاء وضم العين إذ أصله يقوم على وزن ينصر نقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها فصار يقوم على وزن يدوم فالقاف تسمى فاء الكلمة لكونها في مقابلة فاء يفعل. والواو تسمى عين الكلمة والميم تسمى لام الكلمة لكونهما في مقابلة العين واللام في يفعل فهذه الحروف الثلاثة هي الأصول فتعين زيادة الياء ومثلها الهمزة والنون والتاء. (وهو) : الواو : للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (مرفوع) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية (حتّى) : حرف غاية وجر. (يدخل) فعل مضارع منصوب بأن

______________________________________________________

مكسورة لا غير. قوله : (يرنأ) بفتح الياء التحتية وسكون الراء. قوله : (يرنا زيد الخ) مثال لدخولها على الغائب لأن الاسم الظاهر من قبيل الغيبة. قوله : (ويرناته) مثال لدخولها على المتكلم. قوله : (بالحناء) ولو قال : باليرنا أي الحناء لكان أحسن. قوله : (خضبته) أي صبغت الشيب وهو من باب ضرب كما في التجريد. قوله : (تعلم) بفتح التاء وشد اللام. قوله : (تعلم زيد المسألة) فعل وفاعل ومفعول. قوله : (والاستتار) أي استتار الضمير. قوله : (الأصلي) أي لمقابلة الأصول لها. قوله : (ومثلها) أي الياء في الزيادة. قوله : (غاية) أي للرفع. قوله : (وجر) أي للمصدر

١٣٠

المضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (عليه) : على حرف جر والهاء ضمير مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (ناصب) : فاعل يدخل مرفوع بضمة ظاهرة. (أو) : حرف عطف. (جازم) : معطوف على ناصب والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن الفعل المضارع يستمر على رفعه إلى وجود ناصب فينصبه أو جازم فيجزمه. واختلف في رافعه فقيل : وهو الصحيح التجرد من الناصب والجازم. وقيل : أحرف المضارعة وهي الأحرف الأربعة السابقة. وقيل : مشابهته للاسم في الحركات والسكنات كيضرب فإنه على وزن ضارب. وقيل : حلوله محل الاسم ورد هذه الأقوال ما عدا الأول يعلم من المطولات.

فالنّواصب عشرة وهي : أن ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود

______________________________________________________

المنسبك لأن الفعل بعدها في تأويل المصدر. قوله : (مضمرة) حال. قوله : (فينصبه الخ) فائدة ذلك بعد قول المصنف ناصب أو جازم الاحتراز عن الناصب المهمل نحو : أن تقرآن وعن الجازم كذلك نحو : لم يوفون. قوله : (فقيل الخ) هو ما ذهب إليه حذاق الكوفيين ومنهم القراء ا ه أشموني. قوله : (هو الصحيح) أي بعدم رده بخلاف ما بعده. قوله : (التجرد الخ) فإن قلت التجرد عدمي والرفع وجودي والعدم لا يكون علامة للوجودي قلت : قد أجيب عن هذا بعد تسليم أن التجرد عدمي بأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله خالصا من لفظ يقتضي تغييره واستعمال الشيء والمجيء به على صفة ما ليس بعدمي ا ه أشموني. قوله : (وقيل أحرف المضارعة الخ) ينسب هذا للكسائي كما في الأشموني. قوله : (وقيل مشابهته الخ) هذا قول ثعلب كما فيه أيضا. قوله : (وقيل : حلوله الخ) هذا قول البصريين كما فيه أيضا. قوله : (ورد) بفتح الراء مبتدأ خبره يعلم. قوله : (ما عدا الأول) وهو التجرد. قوله : (المطولات) أقول قد رد الثاني بأن أحرف المضارعة جزء من المضارع وجزء الشيء لا يعمل فيه والثالث بأن المضارعة إنما اقتضت إعرابه من حيث الجملة ثم يحتاج كل نوع من أنواع الإعراب إلى عامل يقتضيه والرابع بنحو : جعلت أفعل ورأيت الذي يفعل وسيقوم زيد وسوف يقوم زيد فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع فيها فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعا بلا رافع وهو باطل. قوله : (فالنواصب الخ) أل للعهد الذكري

١٣١

وحتّى والجواب بالفاء والواو وأو.

ثم شرع في بيان الناصب والجازم مقدما الأول على سبيل اللف والنشر المرتب فقال : (فالنّواصب) : الفاء : فاء الفصيحة. النواصب : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (عشرة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ ، يعني : أن النواصب للفعل المضارع لفظا إذا لم يتصل به إحدى النونين أو محلا إذا اتصل به ذلك بنفسها أو بغيرها عشرة أربعة تنصب بنفسها وستة بغيرها. وقد أشار للأول بقوله : (وهي) : الواو : للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أن) : بفتح الهمزة وسكون النون وهي ما عطف عليها في محل رفع خبر المبتدأ وبدأ بأن لكونها أم الباب وهي تنصب المضارع لفظا والماضي والأمر محلا. مثال المضارع : يعجبني أن تقوم. وإعرابه : يعجب : فعل مضارع مرفوع لتجرده من

______________________________________________________

لتقدم ذكر مفردها وهي جمع ناصب بمعنى لفظ ناصب أو ناصبة بمعنى كلمة ناصبة وقدمها على الجوازم لأن أثرها وجودي وهو الحركة بخلاف الجازم فعدمي والأول أشرف والمراد أثرها الأصلي فخرجت الأفعال الخمسة حال نصبها ثم إن ظاهر المصنف أن العشرة ناصبة بنفسها وهو مذهب الكوفيين وما فعله الشارح في الستة الآتية إخراج له عن ظاهره. قوله : (لفظا) تمييز ومثله محلا. قوله : (إحدى النونين) أي نون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة ونون النسوة. قوله : (ذلك) أي إحدى النونين نحو : زيد يعجبني أن يضربن بالتخفيف والتثقيل والنسوة أعجبني أن يضربن. قوله : (بنفسها) متعلق بالنواصب. قوله : (وبغيرها) أي وهو أن وهذا يقتضي أنها تنصب بسبب وجود غيرها مع أن غيرها هو الناصب ويمكن تصحيحه بأن المراد أو النواصب ظاهرا بسبب نصب غيرها باطنا للفعل فتأمل. قوله : (عشرة) بالرفع خبر أن. قوله : (أربعة) بدل من عشرة. قوله : (للأول) أي الأربعة التي تنصب بنفسها. قوله : (للاستئناف) أي البياني. قوله : (هي وما عطف الخ) دفع به ما يقال أن المبتدأ جمع والخبر مفرد. قوله : (في محل رفع) أي في محل اسم معرب لو ذكر لكان مرفوعا. قوله : (أم الباب) أي الكثير والشائع في النصب. قوله : (والماضي الخ) الصواب إسقاطه لأنها تدخل على ما ذكر ولا تنصبه ونقل النصب عن ابن هشام خطأ ، وقد نص الدسوقي على المغني تخطئة من قال بالنصب وإنما حكم على موضع الماضي بالجزم بعد إن الشرطية لأنها أثرت القلب إلى الاستقبال في معناه فأثرت الجزم في

١٣٢

الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. والنون : للوقاية. والياء : مفعول مبني على السكون في محل نصب وأن : حرف مصدري ونصب وتقوم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ومثال الماضي يعجبني أن قام زيد. وإعراب يعجبني كما تقدم وأن حرف مصدري ونصب وقام : فعل ماض مبني على الفتح في محل نصب بأن. وزيد : فاعل وأن وما بعدها في المثالين في تأويل مصدر فاعل يعجب والتقدير : يعجبني قيامك. وقيام زيد. ومثال الأمر أشرت إليه أن قم. وإعرابه : أشرت : فعل وفاعل إلى حرف جر والهاء : ضمير مبني على الكسر في محل جر بإلى ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. والباء : حرف جر وأن : حرف مصدري ونصب. وقم : فعل أمر مبني على السكون في محل نصب والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وأن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالباء والتقدير أشرت إليه بالقيام وسميت مصدرية لسبكها بالمصدر كما علمت. (ولن) : الواو : حرف عطف ولن : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب لن وهي حرف ينصب المضارع وينفي معناه ويصيره خالصا للاستقبال ، نحو : لن يقوم زيد. إعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال ، ويقوم : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (وإذن) :

______________________________________________________

محله كما في المغني فافهم. قوله : (للوقاية) أي لحفظ الفعل من وجود الكسر في آخره. قوله : (كما تقدم) أي في المثال الذي قبله. قوله : (وأن وما بعدها الخ) فيه تسامح فإن أن آلة في السبك والتأويل والمسبوك إنما هو الفعل فقط. قوله : (فاعل) بالجر صفة لمصدر هو مضاف لما بعده على قصد لفظه. قوله : (والتقدير الخ) كان عليه أن يزيد ويعجبني قيام زيد. قوله : (وأن وما بعدها الخ) قد علمت نافيه. قوله : (مجرور) بالجر صفة لمصدر. قوله : (والتقدير) أي تقدير المثال بعد التأويل. قوله : (سميت) أي أن قوله : (لسبكها) أي سبك الفعل بعدها. قوله : (بالمصدر) أي قيام في المثالين الأولين والقيام في الثالث. قوله : (كما علمت) أي من قولنا والتقدير أشرت الخ. قوله : (في محل رفع) لأن المقصود به اللفظ. قوله : (لن) اسم أن. قوله : (وتنفي معناه) فيقوم في مثاله الآتي معناه القيام وهو منفي. قوله : (وتصيره الخ) أي بعد ما كان صالحا للحال والاستقبال. قوله : (وإذن) بكسر الهمزة وفتح

١٣٣

الواو : حرف عطف إذن : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب إذن وهي حرف جواب وجزاء ويشترط في النصب بها ثلاثة شروط :

أن تكون في صدر الجواب وأن يكون الفعل بعدها مستقبلا وأن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، نحو : إذن أكرمك ، جوابا لمن قال : أريد أن أزورك. وإعرابه : إذن : حرف جواب وجزاء ونصب. وأكرم : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب فإن لم تكن في صدر الجواب ، نحو : يا زيد إذن أكرمك. أو فصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، نحو : إذن يا زيد أكرمك. أو كان الفعل غير مستقبل ، نحو : إذا تصدق جوابا لمن قال : أحبك. تعين رفع الفعل بعدها في جميع هذه الأمثلة الثلاثة. (وكي) :

______________________________________________________

الذال المعجمة وترسم بالنون ويوقف عليها بها كما في الدماميني. قوله : (حرف جواب) أي لكلام سابق عليها تحقيقا أو تقديرا فلا تقع في الابتداء وهذا ثابت لها في كل موضع وليس المراد بالجواب ما يراد في قوله جواب الشرط ولا ما يراد في قولهم نعم مثلا : حرف جواب وإنما المراد أنها تقع في صدر كلام وقع جوابا لكلام سبق مطلقا كما تقدم ا ه ملخصا من المغني والدسوقي عليه والقليوبي. قوله : (وجزاء) أي على شيء أي أنها تقع في الكلام المأتي به لأجل الجزاء والمقابلة والمكافأة على شيء وهذا ثابت لها غالبا وقد تتمحض للجواب بدليل أنه يقال أحبك فتقول : إذن أظنك صادقا إذ لا مجازاة هنا لأن ظن الصدق واقع في الحال ولا يصلح أن يكون جزاء لذلك الفعل إذ الجزاء لا بد فيه من الاستقبال انتهى من المغني والدسوقي عليه. قوله : (أن تكون في صدر الجواب) أي في أول الجملة الواقعة جوابا. قوله : (وأن يكون الفعل) أي زمان حدوثه. قوله : (نحن إذن الخ) مثال جامع للشروط. قوله : (جواب) أي لقوله أريد الخ. قوله : (وجزاء) لأنه جعل جزاء الزيارة الإكرام. قوله : (فإن لم تكن الخ) شروع في محترزات الشروط. قوله : (أو فصل الخ) محترز قوله : وأن لا يفصل الخ فلم يرتب المحترزات. قوله : (غير القسم) أما هو فالفصل به كلا فصل لأنه مؤكد لا يستقل كما ذكره الأمير على المغني. قوله : (تصدق) أي في الحال. قوله : (تعين الخ) جواب من قوله فإن لم تكن الخ. قوله :

١٣٤

الواو : حرف عطف. كي : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب للمضارع كي ويشترط في النعت بها من غير تقدير أن بعدها أن تكون مصدرية وهي التي تتقدم عليها اللام إما لفظا ، نحو : لكيلا تأسوا. وإعرابه : اللام : لام كي ، وكي : حرف مصدري ونصب ولا نافية. وتأسوا : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل مبني على السكون في محل رفع. وإما تقديرا ، نحو قوله تعالى : (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) [طه : ٤٠] إذا قدرت اللام قبل كي. وإعرابه : كي : حرف مصدري ونصب. وتقر : فعل مضارع منصوب بكي. وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره وعين فاعل تقر مرفوع بالضمة الظاهرة وعين : مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وسميت حينئذ مصدرية لتأولها مع ما بعدها بمصدر ، أي لعدم إساءتكم ولقرة عينها فإن لم تتقدم عليها اللام لا لفظا ولا تقديرا فهي حرف تعليل بمعنى اللام وتكون ناصبة للفعل بعدها بأن مضمرة وجوبا بعد كي ، نحو : جئت كي أقرأ العلم وإعرابه : جئت :

______________________________________________________

(الفعل) أي أكرم في مثال عدم وقوعها في الصدر والفصل وتصدق مثال عدم استقبال الفعل. قوله : (بعدها) أي إذن. قوله : (من غير الخ) أي حال كون النصب كائنا من غير الخ. قوله : (أن تكون الخ) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر نائب فاعل يشترط. قوله : (وهي) أي كي المصدرية. قوله : (لام كي) المراد بها اللام الموضوعة للتعليل ولو لم تستعمل فيه نحو : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) [الأنعام : ٧١] فإنها في هذا زائدة. قوله : (ولا نافية) أي وهي لا يضر الفصل بها بين الناصب والمنصوب. قوله : (وسميت) أي كي. قوله : (حينئذ) أي حين إذ تقدمتها اللام لفظا أو تقديرا. قوله : (لتأولها الخ) فيه مسامحة كما تقدم. قوله : (أي لعدم إساءتكم) صوابه أساكم أي حزنكم وفعله أسى بمعنى حزن لأن ما ذكره مصدر أساء الممدود بمعنى أذنب وليس مراد هنا كما في القليوبي. وهذا راجع للمثال الأول. قوله : (ولا قرار عينها) أي استقرارها وسكونها والنظر إلى ولدها موسى عليه الصلاة والسّلام وهذا راجع للثاني. قوله : (ولا تقديرا) أي نية. قوله : (حرف تعليل) أي حرف مفيد لذلك إن دل على أن ما قبله سبب في حصول ما بعده. قوله : (وتكون) أي كي التعليلية ناصبة الخ فيه أن الناصب حينئذ أن قوله بعد كي مستغنى عنه ولو قال بدل قوله : وتكون الخ. والفعل حينئذ منصوب بأن مضمرة وجوبا لكان ظاهر. قوله : (حينئذ) أي حين إذ لم

١٣٥

فعل وفاعل. وكي : حرف تعليل وجر. وأقرأ : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد كي التعليلية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. العلم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وسميت حينئذ تعليلية ، لأنها بمعنى اللام فهي علة لما قبلها ، أي جئت لأقرأ العلم.

ولما أنهى الكلام على النواصب التي تنصب بنفسها أخذ يتكلم على النواصب التي تنصب بأن مضمرة بعدها وإنما أضمرت أن دون غيرها ، لأنها أم الباب فلذا عملت ملفوظة ومقدرة إضمارها إما جائز أو واجب فقال : (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع ولام مضاف و (كي) : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، يعني أن من النواصب للمضارع لام كي ويقال لها : لام التعليل لكن بأن مضمرة بعدها نحو قوله تعالى : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) [النّحل : ٤٤]. وإعرابه : اللام : لام كي. وتبين : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. للناس : جار ومجرور متعلق بتبين. (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع. ولام : مضاف. و (الجحود) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة يعني أن من النواصب للمضارع لام الجحود ، أي النفي

______________________________________________________

تتقدم عليها اللام مطلقا لا لفظا ولا تقديرا. قوله : (التي تنصب بأن) أي التي تنصب ظاهرا بسبب نصب أن للفعل باطنا. قوله : (وإنما أضمرت الخ) جواب عن سؤال مقدر تقديره لم أضمرت أن دون غيرها. قوله : (لأنها الخ) علة لإضمارها دون غيرها. قوله : (فلذا) أي فلأجل كونها أمة. قوله : (ملفوظة) حال أي ملفوظ بها. قوله : (ولام كي) أي اللام الموضوعة للتعليل ولو لم تستعمل فيه كما تقدم فدخل نحو : (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص : ٨] فإنها فيه للصيرورة ، ونحو : (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) [الأحزاب : ٣٣] ، فإنها فيه زائدة وإنما أضيفت لكي لأنها تخلفها في إفادة التعليل. قوله : (من النواصب) أي ظاهرا فقوله لكن الخ استدراك على ما يتوهم من أنها نواصب في الواقع فالمعنى لكن ينصب المضارع في الواقع بأن الخ وكذا يقال فيما يأتي فلا تغفل. قوله : (وجوبا بعد لام كي). وفي نسخة جوازا وهي الصحيحة. قوله : (ولام الجحود) أي اللام المصاحبة له. قوله : (أي النفي) من إطلاق الخاص وإرادة العام لأن الجحود مصدر جحد وهو لغة إنكار ما علم فلا

١٣٦

لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم فالأولى نحو قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) [الأنفال : ٣٣]. وإعرابه : ما : نافية. وكان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. الله : اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، ليعذبهم : اللام : لام الجحود. ويعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. والهاء : مفعول مبني على الضم في محل نصب والميم علامة الجمع والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان. والثانية : نحو قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) [النّساء : ١٣٧]. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويكن : فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وهو مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين. الله : اسم يكن وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة. ليغفر : اللام : لام الجحود. ويغفر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ليكن ولهم جار ومجرور متعلق بيغفر والميم علامة الجمع. (وحتّى) : الواو : حرف عطف. حتى معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب للمضارع حتى لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها ويشترط في النصب بها أن تكون جارة بمعنى إلى أو بمعنى لام التعليل. فالأولى نحو قوله تعالى : (حَتَّى يَرْجِعَ

______________________________________________________

يكون إلا مع الجاحد والمراد هنا اللام الواقعة بعد النفي مطلقا. قوله : (كان) أي الناقصة لأنها المنصرف إليها عند الإطلاق. قوله : (المنفية) بالرفع صفة لكان لأنها فاعل يسبق. قوله : (فالأولى) أي فمثال الأولى وهي المسبوقة بكان المنفية بما. قوله : (ما كان الله الخ) أي انتفى حصول التعذيب لوجودك يا رسول الله فيهم. قوله : (والجملة الخ) فيه أن هذا يظهر على أن اللام زائدة ناصبة بنفسها أما على أن الناصب أن مضمرة واللام أصلية فالخبر متعلق الجار والمجرور لأن الفعل مؤول بالمصدر بواسطة أن المضمرة وهو مجرور باللام والتقدير ما كان الله مريدا لتعذيبهم وكذا يقال فيما سيأتي. قوله : (والثانية) أي ومثال الثانية وهي المسبوقة بيكن المنفية بلم. قوله : (ولهم) أي للمنافقين. قوله : (فالأولى) أي فمثال الأولى وهي الجارة بمعنى إلى. قوله : (قوله تعالى) أي حكاية عما وقع من بني إسرائيل لما ذهب سيدنا موسى إلى

١٣٧

إِلَيْنا مُوسى) [طه : ٩١]. وإعرابه : حتى : حرف غاية وجر بمعنى إلى. ويرجع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، إلينا : إلى حرف جر ونا ضمير مبني على السكون في محل جر بإلى. وموسى : فاعل يرجع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وحتى هنا بمعنى إلى أي قالوا : لن نبرح عليه عاكفين إلى رجوع موسى. الثانية : نحو قولك للكافر : أسلم حتى تدخل الجنة. وإعرابه : أسلم : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. حتى : حرف تعليل وجر بمعنى اللام. وتدخل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. والجنة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والجواب) : الواو : حرف عطف. الجواب : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع. (بالفاء) : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (والواو) : الواو : حرف عطف. الواو : معطوف على الفاء والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وفي العبارة قلب والأصل والفاء والواو في الجواب ، يعني أن من النواصب للمضارع : الفاء والواو والواقعتين في الجواب لكن بأن مضمرة وجوبا المراد بالفاء الفاء المفيدة للسببية

______________________________________________________

المناجاة بجبل الطور. قوله : (حرف غاية) لأن ما قبلها ينتهي عند حصول ما بعدها وعلامة كونها للغاية حلول إلى محلها. قوله : (وجر) أي لمصدر الفعل الذي بعدها وهو الرجوع هنا. قوله : (لن نبرح) معناه نستمر. قوله : (عليه) أي على العجل والكلام على حذف مضاف أي على عبادة العجل. قوله : (عاكفين) أي ثابتين. قوله : (والثانية) أي الجارة بمعنى لام التعليل. قوله : (حرف تعليل) لأن ما قبلها علة أي سبب فيما بعدها وعلامة كونها تعليلية حلول كي محلها. قوله : (العبارة) أي عبارة المصنف. قوله : (والأصل) أي ما حق التركيب أن يكون عليه لأن الجواب ليس هو الناصب ويمكن أنه نسب النصب للجواب لأنه محلهما فهو مجاز من نسبة ما للحال للمحل. قوله : (الواقعتين في الجواب) إنما سمي ما بعدهما جوابا لأن ما قبلهما لما كان غير حاصل لأنه إما منفي أو مطلوب منتظر حصوله أشبه الشرط الذي ليس بمستحق الوقوع فكان ما بعدهما كالجواب للشرط لكن يرد أن الواو المقصود منها المصاحبة فالنصب بعدها ليس على معنى الجواب كما هو بعد الفاء فلا يظهر كونها واقعة في جواب إلا تسمحا. قوله : (المفيدة للسببية) فتفيد أن ما قبلها سبب فيما

١٣٨

وبالواو الواو المفيدة للمعية والمراد بالجواب الجواب بعد واحد من التسعة التي جمعها بعضهم في قوله :

مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم

تمن وارج كذاك النفي قد كملا

فمثال جواب الأمر أقبل فأحسن إليك أو وأحسن إليك. وإعرابه : أقبل : فعل أمر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. فأحسن : الفاء : فاء السببية. وأحسن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وإن قلت : وأحسن كانت الواو واو المعية. وأحسن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. إليك : جار ومجرور متعلق بأحسن ومثال جواب الدعاء ربّ وفقني فأعمل صالحا وإعرابه : رب : منادى حذف منه ياء النداء وهو منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. رب : مضاف وياء المتكلم المحذوفة لأجل التخفيف مضاف إليه مبني على السكون في

______________________________________________________

بعدها والمراد مع العطف أي عطف مصدر مقدر على مصدر متوهم كما ستعرف فخرج الاستئنافية والعاطفة. قوله : (المفيدة للمعية) أي المصاحبة فتفيد أن ما قبلها مصاحب لما بعدها ومجموع معه في زمن واحد وخرج بهذا التي لمجرد العطف والاستئنافية. قوله : (مر) فعل أمر مبني على السكون لا محل له وفاعله مستتر تقديره أنت. قوله : (وادع) أمر مبني على حذف الواو. قوله : (وأنه) مبني على حذف الألف. قوله : (وسل اعرض) فعل أمر والمراد بالأول الاستفهام والثاني العرض. قوله : (لحضهم) متعلق بما قبله. قوله : (تمن) أمر مبني على حذف الألف. قوله : (وارج) مبني على حذف الواو. قوله : (كذاك) أي مثل ما تقدم في نصب المضارع الواقع جوابا وهو خبر مقدم والنفي مبتدأ مؤخر. قوله : (قد كملا) قد حرف تحقيق وكمل : فعل ماض والألف للإطلاق أي قد كمل النظم الجامع للتسعة فالفاعل ضمير عائد على معلوم ذهنا. قوله : (فمثال جواب الأمر) أي فمثال نصب الفعل المضارع الواقع في جواب فعل الأمر وهذا شروع في أمثلة الأمور التسعة المجموعة في البيت على طريق اللف والنشر المرتب. قوله : (أقبل الخ) أي ليكن منك إقبال إلي فإحسان مني إليك أو إحسان فالإحسان إما مسبب عن الإقبال أو مقارن له وقس. قوله : (رب)

١٣٩

محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وفق : فعل دعاء مبني على السكون وهو فعل أمر ولكن سمي دعاء تأدبا والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. والنون : للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب فأعمل الفاء فاء السببية. وأعمل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. وصالحا مفعول به منصوب وإن قلت : وأعمل كانت الواو واو المعية. وأعمل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب النهي قوله تعالى : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) [طه : ٨١]. وإعرابه : الواو : عاطفة. ولا : ناهية. وتطغوا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل فيه جار ومجرور متعلق بتطغوا فيحل : الفاء فاء السببية ويحل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية. وعليكم : جار ومجرور متعلق بيحل. وغضبي : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وإن قلت : ويحل في غير القرآن كانت الواو واو المعية ويحل : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية. ومثال جواب السؤال وهو الاستفهام ، نحو : هل زيد في الدار فأذهب إليه. وإعرابه : هل : حرف استفهام. وزيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء. وفي الدار : جار ومجرور

______________________________________________________

أي مالكي. قوله : (وفقني) التوفيق خلق القدرة على الطاعة في العبد. قوله : (حذف الخ) أي للعلم بها وحذف ما يعلم جائز. قوله : (ظهورها) أي الفتحة. قوله : (المحلى) أي الياء. قوله : (بحركة المناسبة) وهي الكسرة. قوله : (فيه) أي عليه. قوله : (وهو) أي وفق. قوله : (دعاء) أي فعل دعاء. قوله : (تأدبا) أي مع الله عزوجل إذ لا يليق أن يأمر المخلوق خالقه. قوله : (أنت) أي يا الله. قوله : (وإن قلت واعمل) أي بأن أبدلت الفاء بالواو. قوله : (إلهي) هو طلب الترك بالصيغة وهو ضد الأمر. قوله : (ولا تطغوا) خطاب لبني إسرائيل. قوله : (فيه) أي ما رزقناكم بالإخلال بشكره والسراف والبطر والمنع عن المستحقين. قوله : (فيحل) أي ينزل أو يجب والأول على ضم الحاء والثاني على كسرها. قوله : (غضبي) أي عذابي. قوله : (وهو) أي السؤال. قوله : (الاستفهام) أي طلب الفهم. قوله : (هل زيد الخ) أي هل حصل من زيد ثبوت في الدار فذهاب أو وذهاب مني إليه ولا خصوصية لحرف

١٤٠