بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أبواب السين والنون
[باب السين والنون مع الفاء]
س ن ف
سنف ـ سفن ـ نفس ـ نسف ـ فنس : [مستعملة].
سنف : أبو عُبَيد عن أبي عمرو : السِّنْف : الوَرَقة ، قال ابن مُقبِل :
تُقَلْقِل عن فأْسِ اللِّجامِ لِسانَه |
تَقَلْقُلَ سَنْفِ المَرْخ في جَعْبةٍ صِفْرِ |
وقال شمر : يقال لأَكَمة الباقلّاء واللُّوبيَاء والعَدَس وما أشبَهَها : سُنُوف ، واحدها سِنْف.
ثعلب عن ابن الأعرابي : السِّنْفُ : العُود المجرّد من الوَرَق ، والسِّنْف : الوَرَقة.
أبو عُبيد عن الأصمعيّ : السِّناف : حَبْلٌ يُشَدّ من التَّصدير إلى خَلْفِ الكِرْكِرَةِ حتى يَثبُتَ قال : وأسنَفْتُ البعيرَ : إذا جعلتَ له سِنافا ، وذلك إذا خَمُص بَطنُه واضطَرَب تصديرُه ، وهو الْحِزام ، وهي إبلٌ مُسْنَفَاتٌ : إذا جُعل لها أَسنِفَة تُجعَل وراءَ كَراكِرِها ، وأمّا المُسْنِفات ـ بكسر النون ـ فهي المتقدِّمات في سَيْرها ، وقد أسنَفَ البعيرُ إذا تقدّم أو قَدَّم عُنُقَه للسّير ، وقال كُثَيّر في تقديم البعيرِ زمامَه :
ومُسْنِفَةٍ فَضْلَ الزِّمام إذا انتَحَى |
بِهِزّةِ هادِيه على السَّوْمِ بازِل |
وفرسٌ مُسْنفة : إذا كانت تَقدَّمُ الخيلَ ، ومنه قولُ ابن كلثُوم :
إذا ما عَيَ بالإسْنافِ حَيُ |
على الأمْر المشَبَّهِ أن يَكُونَا |
أي : عَيُّوا بالتقدُّم.
قلتُ : وليس قولُ من قال : إذا ما عَيَ بالإسناف أن يَدْهَش فلا يَدرِي أينَ يُسَدّ السِّناف بشيء هو باطل إنما قاله اللّيث.
وقال أيضا : أسنَفَ القومُ أمرَهم : إذا أَحكَموه.
قلت : وهذا لا يَبعُد عن الصَّواب.
أبو عَمْرو : السُّنُف : ثِيابٌ تُوضَع على أكتاف الإبل مِثلُ الأشِلّة على مآخيرِها والواحدُ سَنِيف.
الليث : بعيرٌ مِسْناف : إذا كان يؤخِّر
الرَّحْل ، والجميع مَسَانِيف.
وقال ابن شَمِيل : المِسْناف من الإبل التي تُقدِّم الحِمْلَ. قال : والمحنَاة : الّتي تؤخِّر الحِمْلَ ، وعُرِضَ عليه قولُ اللّيث فأَنكَرَه.
أبو عُبَيد عن الفرّاء : سنَفْتُ البعيرَ وأسنَفْتُه من السِّناف.
فنس : أهمَلَه الليث.
ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : الفَنَس : الفَقْر المُدْقِع.
قلتُ : والأصل فيه الفَلَس ، اسمٌ من الإفلاس ، فأُبدِلت اللامُ نونا كما ترى.
سفن : قال ابن السِّكيت فيما رَوَى عنه الحَرَّاني : السَّفْنُ : القَشْرُ ، يقال : سَفَنه يَسفِنَه سَفْنا : إذا قَشَره.
وقال امرؤ القيس :
فجاءَ خَفِيّا يَسفِنُ الأرضَ بَطْنُه |
تَرَى التُّرْبَ منه لاصِقا كلَّ مُلْصَقِ |
قال : والسَّفَنُ : جِلْدٌ أَخْشَن يكون على قائِم السّيف.
وأخبَرَني المنذريُّ عن الحَرّاني عن ابن السكّيت أنّه قال : السَّفَن والسّفَر والشَّفْر : شِبهُ قَدُوم يُقْشر به الأجذاع.
وقال ابن مقبل يصف ناقةً أنضَاها السيرُ :
تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكا قَرِدا |
كما تخوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ |
قال : وزادني عنه غيرُه أنه قال : السَّفَن : جِلْدُ السّمَك الّذي يُحَكّ به السِّياط والقِدْحانُ السِّهامُ والصِّحافُ ، ويكون على قائم السَّيف ، وقال عَدِيّ بنُ زيد يَصِف قِدْحا :
رَمَّه البَاري فسَوَّى دَرْأَهُ |
غَمْزُ كَفَّيْهِ وتَحْلِيقُ السَّفَنْ |
وقال الأعشى :
وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةً |
يَحُكُّ الدَّوابِرَ حَكَ السَّفَنْ |
أي : تأكُلُ الحجارةُ دَوابِرَها من بَعْد الغَزْو.
وقال اللَّيث : وقد يُجعَل من الحديد ما يُسفَّن به الخَشَب : أي : يُحَكّ به حتّى يَلين.
قال : والرِّيح تَسفِن التُّرابَ. تجعَلهُ دُقَاقا ، وأنشد :
* إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ *
قال أبو عُبَيْد : السَّوافن : الرِّياحُ الّتي تَسفِن وجهَ الأرض كأنّها تمسَحه.
وقال غيرُه : تَقشِره ، والسَّفِينة سُمِّيتْ سفينةً لسَفْنها وَجْهَ الماءِ كأنّها تَكشِفُه ، وهي فَعِيلة بمعنى فاعِلَة.
ثعلب عن ابن الأعرابي : قيل لها سَفِينةٌ لأنّها تَسفِن بالرَّمْل إذا قَلَّ الماءُ فهي فَعِيلة بمعنى فاعِلة. قال : وتكون مأخوذةً من السَّفَن وهو الفَأْس الّذي ينجُر به النَّجار ، فهي في هذه الحال فَعِيلةٌ بمعْنَى مفعولة.
قال : والسَّفَنُ : جِلْدُ الأَطُوم ، وهي سَمكة بحريّة يُسوَّى قوائمُ السُّيوف مِن جِلْدِها.
وقال الفراء : ريحٌ سَفوةٌ : إذا كانت أبدا
هابّة وقد سَفنت الريحُ الأرضَ سفنا : هبّت بها.
وقيل : سُمّيت السفينة ، سفينة لأنها تسفُنُ على وجه الأرض ، أي تلزق بها.
نسف : قال اللَّيث : النَّسْفُ : أن انتِساف الرِّيحِ الشيءَ يَسلُبه.
قال : وربَّما انتَسَف الطائرُ الشيءَ عن وَجْهِ الأرض بمِخلَبه.
قال : وضَرْبٌ من الطَّيرِ يُشبِه الخُطّاف يَتَنَسف الشيءَ في الهَوَى ، تسمّى النّساسِيف الواحد نُسّاف. والنِّسْفة من حجارة الحَرَّة تكون نَخِرةً ذاتَ نَخارِيبَ يُنسَفُ بها الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات ، ويسمَّى النَّسَّاف.
ثعلب عن ابن الأعرابي : النَّسْف : القَلْع ، والنَّسْف : تَنقِية الجيّد من الرديء. ويقال لمُنْخلٍ مطوَّل : المِنْسَف. ويقال لِفَم الحِمارِ مِنْسَف ، هكذا رواه أبو عمرو وغيرُه يقول : مِنْسَف.
وقال ابن الأعرابي : ويقال للرَّجل : إنه لكثير النَّسِيف ، وهو السِّرار ، يقال : أطالَ نَسِيفَه أي : سِرَارَه.
أبو نصر عن الأصمعيّ : يقال للفرس : إنه لنَسُوف السُّنْبك من الأرض ، وذلك إذا دنا طَرف الحافر من الأرض.
ويقال للحمار به نَسِيف ، وذلك إذا أخَذَ الفحلُ لَحْما أو شَعْرا فبقيَ أثرهُ. ونسَفَ الطعامَ يَنسِفه نَسْفا : إذا نفضه ، قال : والمِنسَف : هَنٌ طَويلٌ أعلاه مرتفِع ، وهو متَصوِّب الصَّدْر يكون عند الفامِيّين ، ومنه يقال : أَتانا فلان كأنّ لحيتَه مِنسَف.
ويقال : اتَّخذَ فلانٌ في جَنْب ناقتِه نَسِيفا : إذا انجَرَدَ وَبَرُ مَرْكَضَيه برجْلَيه.
وأَنشَد :
وقد تَخِذَتْ رِجْلي لِدَى جَنْبِ غَرْزِها |
نَسِيفا كأُفْحوص القَطاةِ المطرِّقِ |
ويقول : أعزِل النُّسافةَ وكُلْ من الخالص.
وقال أبو زيد : نَسَفَ البناءَ : إذا قَلَعه ، والذي يُنسَف به البناء يُدعَى مِنْسَفة.
ونَسَف البعيرُ الكَلأَ نَسْفا إذا اقتلَعَه بمقدَّم فِيهِ. ونَسَف البعيرُ برجْله : إذا ضَرَب بمقدَّم رِجله ، وكذلك الإنسان.
ويقال : بيننا عقبة نسوف ، وعقبة باسطة ، أي : طويلة شاقة.
وقال اللَّحياني : يقال : انتسَفَ لونُه ، وانتشف والتمعَ لونُه بمعنًى واحد.
وقال بِشرُ بن أبي خازِم يصفُ فرسا في حُضرها :
نَسوفٌ للحِزامِ بمرْفَقَيْها |
يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ |
يقول : إذا استفرَغَتْ جَرْيا نسَفَتْ حِزامَها بمرْفَقَيْ يَدَيْها ، وإذا ملأتْ فُرُوجَها عَدْوا سَدَّ الغُبارُ ما بين طُبْيَيْها وهو خَوَاؤه.
وقال أبو زيد : نسَف البعيرَ حمْلُه نَسْفا : إذا مرَطَ حملُه وَبَرَ صَفْحَتَيْ جَنْبَيْه.
نفس : قال الله جلّ وعزّ : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) [الزمر : ٤٢].
رُوِي عن ابن عبّاس أنه قال : لكل إنسانٍ نفسان : أحدهما : نَفْسُ العَقْل التي يكون بها التمييز ، والأخرى نفسُ الرُّوح الّتي بها الحياة.
وقال أبو بكر ابنُ الأنباريّ : من اللّغويّين مَنْ سَوّى بين النَّفْس والرُّوح. وقال : هما شيءٌ واحد ، إلّا أنّ النفسَ مؤنَّثة والرُّوحَ مذكَّر.
قال : وقال غيرُه : الرُّوحُ هو الّذي به الحياة ، والنَّفْسُ هي التي بها العَقْل ، فإذا نام النائمُ قَبَض اللهُ نفسَه ولم يَقبض رُوحَه ، ولا يقبَض الرُّوحُ إلّا عند المَوْت.
قال : وسمِّيَت النَّفْس نَفْسا لتولُّد النَّفَس منها ، واتصاله بها ، كما سمَّوا الرُّوح رُوْحا ، لأنّ الرَّوحَ موجود به.
وقال ابن الأنباري في قوله : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة : ١١٦] ، أي : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في غيبك.
وقال غيره : تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك.
وقال أهل اللغة : النفس في كلام العرب على وجهين : أحدهما : قولك : خرجت نفس فلان ، أي : روحه.
ويقال : في نفس فلان أن يفعل كذا وكذا ، أي : في رُوعه.
والضّرْب الآخر : معنى النفس حقيقة الشيء وجملته.
يقال : قتل فلان نفسه ، والمعنى : أنه أوقع الهلاك بذاته كلها.
وقال الزّجّاج : لكل إنسانٍ نَفْسان : إحداهُما نَفْسُ التمييز ، وهي الَّتي تفارقه إذا نام فلا يَعقِل بها يتوَفَّاها الله ، كما قال جلّ وعزّ ، والأخرى نَفْس الحياة ، وإذا زالَتْ زالَ معها النَّفَس ، والنائم يَتنفَّس.
قال : وهذا الفرقُ بين تَوَفِّي نَفْس النّائم في النَّوْم وتَوَفِّي نَفْس الحيّ.
قال : ونفْسُ الحياة هي الرُّوح وحركةُ الإنسان ونُمُوُّه يكون به.
أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : النَّفْسُ : العَظَمة والكِبْر. والنَّفْسُ : العزة.
والنفس : الهِمّة. والنَّفْسُ : الأنفة.
والنَّفْس : عَينُ الشيء ، وكُنْهُه وجَوهَرُه.
والنفسُ : العينُ الّتي تُصيب المَعينَ.
والنفسُ : الدّم. والنَّفْس : قَدْرُ دَبْغة.
والنَّفْس : الماءُ.
وقال الرّاجز :
أتجعَلُ النفسَ الّتي تُدِيرُ |
في جِلْدِ شاةٍ ثمّ لا تَسِيرُ |
والنَّفْسُ : العِنْدُ ، ومنه قوله جلّ وعز : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة : ١١٦] ، قال : والنَّفْس : الرُّوح.
والنَّفَس : الفَرَج من الكَرْب.
الحرّاني عَنِ ابن السكّيت. يقال : أنت في نَفَسٍ من أمرك ، أي : في سعة.
ويقال : اكرَعْ في الإناء نَفَسا أو نَفَسين.
ورُوِي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أجدُ نَفَسَ ربِّكم من قِبَل اليَمَن».
يقال : إنه عَنَى بذلك الأنصارَ ، لأن الله جلّ وعز نَفَّسَ الكَرْبَ عن المؤمنين بهم.
ويقال : أنت في نَفَسٍ من أمرِكَ أي : في سَعَة. واعمَلْ وأنتَ في نَفَس ، أي : في فُسْحة قَبْل الهرَم والأمراض والحوادث والآفات.
ونحو ذلك الحديث الآخَر : «لا تَسُبُّوا الرِّيح فإنها من نَفَس الرّحمن» يريد أنه بها يُفرّج الكَرْبَ ، ويَنشُر الغَيْث ، ويُذْهب الجَدْب.
ويقال : اللهم نَفِّسْ عَنِّي ، أي : فَرِّج عني.
قلت : النَّفَس في هَذين الحديثين اسمٌ وُضِع موضعَ المصدر الحقيقيّ ، من نفَّس يُنفَّس تَنفيسا ونَفَسا ، كما يقال : فرَّج الهمَّ عنه تفريجا وفرجا فالتفريجُ مصدرٌ حقيقيّ ، والفَرَج اسمٌ وُضع موضعَ المصدَر ، كأنه قال : أجدُ تَنفيسَ ربِّكم عنكم من جهة اليَمن ، لأن الله جل وعز نصرَهم بهم وأيَّدهم برجالِهم.
وكذلك قولُه : «الرِّيحُ من نَفَس الرحمن» أي : من تنفيسِ اللهِ بها عن المكروبين وتفريجِه عن الملهوفين.
الحرّاني عن ابن السكّيت قال : النَّفْس : قَدْرُ دَبْغة أو دبغتين من الدّباغ.
قال : وقال الأصمعيّ : بعثَت امرأةٌ من العرب ببُنَيّةٍ لها إلى جارتها فقالت : تقول لكِ أمِّي أَعطيني نَفْسا أو نَفْسين أَمْعَس بها مَنِيئتِي ، فإني أَفِدَةٌ ، أرادتْ قَدْرَ دَبْغة أو دَبغتين من القَرَظ الذي يُدبَغ به.
والمَنيئَةُ : المَدْبَغة ، وهي الجلود التي تُجعَل في الدّباغ.
قال : ويقال : نَفِسْت عليه الشيء أنفَسُ نَفاسَةً : إذا ضَنِنتَ به ولم تحبّ أن يصيرَ إليه.
ورجل نَفُوسٌ : أي : حَسود.
وقال الله جلّ وعز : (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) [المطففين : ٢٦] ، أي : وفي ذلك فليتراغَب المتراغِبون.
وقال الفرّاء في قوله جل وعز : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨)) [التكوير : ١٨].
قال : إذا ارتفع النهارُ حتى يصير نهارا بيّنا فهو تنفُّس الصبح.
وقال مجاهد : (إِذا تَنَفَّسَ) : إذا طلع.
وقال الأخفش : إذا أضاء.
وقال الزّجّاج : إذا امتدّ يصيرُ نَهارا بيِّنا.
وقال غيرُه : (إِذا تَنَفَّسَ) : إذا انْشَقَّ الفجرُ وانفَلَق حتى يتبيَّن ، ومنه يقال : تَنفَّسَت القوسُ : إذا تصدَّعَتْ.
وقال اللّحياني : النَّفْس : الشّقّ في القِدْح والقَوْس.
قال : ويقال : هذا المنزل أنفَسُ المنزِلين : أي : أبعَدُهما. وهذا الثّوب أنفَسُ الثّوبين أي : أطوَلهما وأعرضُهما وأمثَلُهما.
ويقال : نفَّسَ اللهُ كُرْبَتك ، أي : فرَّجها الله.
ويقال : نفِّسْ عني ، أي : فرِّجْ عني ووسِّع عليَّ.
وقال ابن شميل : يقال : نَفَّس فلانٌ قوسه : إذا حَطَّ وترَها.
وقال أبو زَيد : كتبتُ كتابا نَفَسا ، أي : طويلا ، وتنفَّس النهارُ : إذا طال.
وفي الحديث : «من نفّس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة».
معناه : من فرَّج عن مؤمن كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
في الحديث : «نهى عن التنفس في الإناء».
وفي حديث آخر : «كان يتنفّس في الإناءِ ثلاثا».
قال بعضهم : الحديثان صحيحان ، والتنفّس له معنيان : أحدهما : أن يشرب وهو يتنفس في الإناء من غير أن يُبينه عن فيه ، وهو مكروه. والتنفس الآخر : أن يشرب الماء وغيره بثلاث أنفاس ، يُبين فاه عن الإناء في كل نفس.
وقال ابن الأعرابي : تنفَّسَتْ دِجْلةُ : إذا زادَ ماؤُها.
ويقال : مال نَفيسٌ ومُنْفِس : وهو الذي له خَطَر وقَدْر.
قال : وكلُّ شيء له خَطَر وقَدْر قيل له نَفِيس ومُنْفِس وقد أَنفَسَ المالُ إنفاسا ، أو نَفُس نُفوسا ونَفاسةً.
ويقال : إنّ الذي ذكرتَ لَمَنْفوسٌ فيه : أي مَرغوبٌ فيه.
ويقال : ما رأيتُ ثَمَ نفْسا ، أي : ما رأيتُ أحدا.
ويقال : زِدْ في أَجَلي نَفَسا ، أي : طَوّل الأجل.
ويقال : بين الفريقين نَفَس ، أي : متَّسَع.
ويقال : نَفِسَ عليك فلانٌ يَنفَس نَفَسا ونَفَاسَة ، أي : حَسدَك.
ويقال : نَفِسَت المرأةُ وهي تَنْفَس نِفاسا.
ويقال أيضا : نُفِسَتْ تنفَس نَفاسَةً ونِفاسا ونَفَسا ، وهي امرأة نُفَساءُ ونَفْساء ونَفَساء ، والجميع نُفَساوات ونِفاس ونُفّس ونُفّاس.
ويقال : وَرِث فلانٌ هذا المالَ في بطنِ أمه قبلَ أن يُنفَس : أي : يُولَد. وإنّ فلانا لنَفوسٌ : أي : عَيُون.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : نُفِست المرأةُ ونَفِسَت. والمَنفوس : المولود.
وقال اللّحياني : النَّافس : الخامِسُ من قِداح المَيْسر ، وفيه خمسةُ فُروض وله غُنْمُ خمسةِ أنصباءَ إن فاز ، وعليه غُرمُ خمسةِ أنصباءَ إن لم يَفُز.
وقال أبو سَعيد : يقال لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ ، أي : مُهلة.
ويقال : شَرابٌ غير ذي نَفَس : إذا كان كريهَ الطَّعم آجِنا ، إذا ذاقَه ذائقٌ لم يتنفّس ، إنما هي الشّربة الأولى قدرَ ما يُمسِك رمقَهُ ، ثم لا يعود له ، وقال أبو وَجْزة السَّعْدِيّ :
وشَرْبةٍ من شَرابٍ غيرِ ذي نَفَسٍ |
في صَرّة من نُجوم القَيْظِ وهّاج |
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : شَرابٌ ذو نَفَس ، أي : فيه سَعَة ورِيّ ، وقال في قول الشاعر :
* ونَفَّسَني فيهِ الحمامُ المعجَّلُ*
أي : رَغّبني فيه.
ورُوِي عن النّخعيّ أنه قال : كلّ شيء له نَفْس سائلة فماتَ في الإناء فإنّه ينجِّسه، أراد كلّ شيء له دمٌ سائل. ويقال : نَفِسَت المرأةُ : إذا حاضَتْ. وقالت أمّ سَلَمة : «كنتُ مع النبي صلىاللهعليهوسلم في الفراش فحِضتُ فخرجتُ وشَدَوْتُ عليَّ ثيابي ثم رجعتُ ، فقال : أَنَفِسْتِ»، أراد أَحِضْتِ.
[باب السين والنون مع الباء]
س ن ب
سنب ـ سبن ـ نسب ـ نبس ـ بنس ـ بسن.
بسن : قال اللّيث واللّحياني : هو حَسَنٌ بَسَن ، والباسِنة : جُوالقٌ غليظٌ يُتّخذ من مُشاقة الكَتّان أغلظُ ما يكون. قال : ومنهم من يهمِزها.
وقال الفرّاء : البأسِنة : كسَاءٌ مَخِيط يُجعَل فيه طعام ، والجميعُ الباسِن.
أبو العباس عن ابن الأعرابي : أبْسَنَ الرجل : إذا حَسُنتْ سَحْنَتُه.
بنس : أبو عبيد عن الأصمعي : بنّست : تأخَّرت ومنه قولُ ابنِ أحمرَ :
* وبنّسَ عنها فَرَقَدٌ خَصِرُ*
وقال شمر : لم أسمع بَنّس إذا تأخَّر إلا لابن الأحمر.
وقال اللحياني : بَنّسَ : إذا قَعَد ، وأنشد :
* إن كنت غير صائد فبنس *
ثعلب عن ابن الأعرابي : أبْنَس الرجلُ : إذا هَرَب من سُلطان. قال : والبنَسُ : الفِرارُ من الشّرّ.
سبن : قال الليث : السّبَنِيَّةُ : ضربٌ من الثّياب يُتَّخَذ من مُشاقّة الكَتَّان أغلَظُ ما يكون.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الأسْبانُ : المقانع الرِّقاق.
قال : وأسْبن إذا نام على السَّبَنِيَّات ، ضربٌ من الثّياب.
نبس : ثعلب عن ابن الأعرابي : النُّبُس : المُسرِعون في حوائجهم ، والنُّبُس : الناطقون ، يقال : ما نبَسَ ولا رَتَم.
وقال ابن أبي حفْصَةَ : فلم ينْبِس رُؤبةُ حين أنشدتُ السَّرِيَّ بن عبد الله أي : لم يَنطِق.
وقال ابن الأعرابي : السِّنْبِسُ : السريع.
وسَنْبَسَ : إذا أسرَع ، يُسَنْبِس سَنْبَسةً.
قال : ورأت أمُ سِنْبِسٍ في النّوم قبلَ أن تَلِدَه قائلا يقول لها :
* إذا وَلَدْتِ سِنْبِساءَ فأنبِسِي *
أنبِسي : أي : أسرعي.
وقال أبو عمر الزاهد : السِّين في أول سِنْبِس زائدة ، يقال : نبَسَ إذا أسرَعَ قال : والسِّين من زوائد الكلام.
قال : ونَبس الرجلُ إذا تكلم فأسرَعَ.
وقال ابن الأعرابي : أنبَسَ : إذا سكَت ذُلًّا.
سنب : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : رَجُلٌ سنُوب ، أي : متغضِّب.
قال : والسِّنْبابُ : الرجلُ الكثير الشَّرّ.
قال : والسّنْباتُ والسَّنْبَةُ : سُوءُ الخُلُقِ وسرْعَةُ الغَضَب ، وأنشد :
قد شِبْتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِداتي |
وذاكَ ما ألقَى من الأذاةِ |
|
* من زَوْجةٍ كثيرةِ السَّنْباتِ * |
قال : السَّنُوب : الرجُل الكذّاب المُغْتاب.
وقال عمرو عن أبيه : المَسْنَبةُ : الشَّرّة. أبو عُبَيد عن الكسائيّ : سبّةٌ من الدّهر ، وسَنْبَةٌ من الدهر ، وأنشد شَمِر :
* ماء الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنبَتِه *
شَمِر عن ابن الأعرابيّ : السِّناب والسِّنابة : الطويلُ الظَّهْر والبَطْن ، والصِّناب بالصاد مِثله.
ثعلب عن ابن الأعرابي : السَّنْباءُ : الاسْت.
نسب : قال الليث : النّسَبُ : نَسَب القرابات ، يقال : فلان نَسِيبي ، وهم أنسِبائي. ورجل نَسِيبٌ حَسِيب : ذو حَسَب ونَسَب. قال : والنِّسْبة مصدَرُ الانتساب ، والنُّسبَةُ : الاسم.
وقال غيره : النّسْبة والنُّسْبة : لغتان معناهما واحد.
أبو عبيد عن الفراء : هو يَنسِب بالنّساء ويَنسُب ، وهي قليلة.
وقال شمر : النّسِيب : رقيقُ الشِّعْر في النساء ، وهو يَنْسِبُ بها مَنْسِبةً.
وقال الليث : شِعْرٌ مَنسوبٌ ، وجمعه المناسيب. وأَنشَد :
هل في التَّعلُّل من أسماءِ مِنْ حُوبِ |
أم في القَريضِ وإهداءِ المَناسِيبِ |
والنَّسَّابة : الرجلُ العالِم بالأنساب.
ونَسَبتُ فلانا إلى أبيه أنسِبُه نَسَبا : إذا رفعتَ في نسَبهِ إلى جَدِّه الأكبر.
أبو عُبَيد عن أبي عمرو : النَّيْسَبُ : الطريقُ المستقيم.
وقال الليث : هو الطريق المُستَدِقّ الواضحُ كطريق النَّمْل والحَيَّة ، وطريقِ حُمُر الوَحْش إلى موارِدِها ، وأنشد الفرّاء :
غَيْثا تَرَى الناسَ إليه نَيْسَبا |
من صادِرٍ أو وَاردٍ أَيْدِي سَبَا |
قلتُ : وبعضُهم يقول النَّيْسم بالميم ، وهي لغة.
أبو زيد : يقال للرّجل إذا سُئِل عن نَسَبه : استَنْسِبْ لنا ، بمعنَى انتسِبْ لنا حتى نَعرِفَك.
في «النوادر» : نَيْسبَ فلانٌ بينَ فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبَةً : إذا أقبَلَ وأَدبَر بينهما بالنَّمِيمة وغيرِها. والنَّسَبُ يكون بالآباء ، ويكون إلى البلاد ، ويكون بالصّناعة.
[باب السين والنون مع الميم]
س ن م
سنم ـ سمن ـ نسم ـ نمس ـ مسن ـ منس : [مستعملة].
سنم : قال الليث : السَّنَمُ : جِمَاعٌ. الواحدة سَنَمة ، وهي رأسُ شجرةٍ من دِقِّ الشجر يكون على رأسِها كهيئة ما يكون على رأس القَصَب ، إلّا أنه ليّن تأكُلُه الإبل أكلا خَضْما.
قال : وأفضَلُ السَّنَم شجرةٌ تسمَّى الأسْنَامَة ، وهي أعظمُها سَنَمة.
قلت : السَّنَمة تكون للنَّصِيّ والصِّلِّيَّان والغَضْوَرِ والسَّنْطِ وما أشبَهَها.
وقال اللَّيث : جَمَلٌ سَنِم ، وناقةٌ سَنِمة : ضَخْمَةُ السَّنام. وأسْنَمَتِ النارُ : إذا عَظُم لَهَبُها.
وقال لبيد :
* كدُخانِ نارٍ ساطعٍ إسْنامُها*
ويروى : أسْنامها فمن رواه بالفتح أراد أعاليَها ، ومن رواه بالكسر فهو مصدر أسْنَمتْ : إذا ارتفعَ لهَبُها إسْناما.
وقال اللّيث : سنام : اسم جَبَل بالبَصْرة يقال : إنّه يسير مع الدَّجَّال.
قال : وأسنُمةُ الرَّمْلِ : ظهورُها المرتِفعة من أَثْباجِها ، يقال : أسنِمة وأَسنُمَة ، فمن قال : أسنُمة جعَلَه اسما لرَمْلةٍ بعَيْنها ، ومن قال : أسنِمة جعلها جمعَ سنام ، ويقال : تسنَّمتُ الحائطَ : إذا علوْتَه من عُرْضِه.
ثعلب عن ابن الأعرابي : تَشَيَّمه الشَّيْبُ ، وتَسَنَّمَه وأوْشَمَ فيه بمعنًى واحد.
وقولُ الله جلّ وعزّ : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً) [المطففين : ٢٧ ، ٢٨] ، أي : من ماء يتَنَزَّلُ عليهم من مَعالٍ ، وتُنصَب عَيْنا على جهتين : إحداهما : أن تَنوِيَ من تسنيم عين فلما نُوّنَتْ نُصِبَتْ. والجهة الأخرى : أن تَنويَ من ماء سنَّم عَيْنا ، كقولك : رُفِع عَيْنا ، وإن لم يكن التسنيمُ اسما للماء فالعينُ نَكِرة ، والتّسنيم مَعرِفة ؛ وإن كان اسما للماء فالعينُ مَعْرفة فخرجتْ نَصْبا ، وهذا قولُ الفرَّاء.
وقال الزَّجَّاج قولا يَقرُب معناه ممّا قاله الفرَّاء.
وقبرٌ مُسَنَّم : إذا كان مرفوعا عن الأرض ، يقال : تسنَّمَ السحابُ الأرضَ : إذا جادَها. وتسنَّم الجملُ الناقةَ : إذا قاعَها.
والماءُ السَّنِمُ : الظاهرُ على وَجْه الأرض.
وفي الحديث : «خيرُ الماءِ السَّنِم».
وكلُّ شيء عَلا شيئا فقد تَسَنَّمه.
أبو زَيد : سَنَّمْتُ الإناء تَسْنِيما : إذا مَلأْتَه ثمّ حَمَلتَ فوقَه مِثْلَ السَّنام من الطّعام أو غيرِه. وتَسَنَّمَ الفحلُ الناقةَ : إذا ركبَ ظهرَها ، وكذلك كلُّ ما ركبته مُقْبِلا أو مدبِرا فقد تَسَنَّمْتَه. وكان في بني أسد رجل ضمن لهم رزق كل بنت تولد فيهم ، وكان يقال له : المنسِّم محيي النّسمات ، ومنه قول الكميت :
ومنا ابن كور والمنسّمُ قبله |
وفارس يوم الفيلق العضْبُ ذو العَصبِ |
نسم : رَوَى شمر بإسنادٍ له عن النبيِّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «مَن أعتق نَسَمةً مؤمنةً وَقَى الله عزوجل بكلّ عُضْوٍ منه عُضْوا من النار».
قال شمر : قال خالد : النَّسَمَة : النّفْس.
قال : وكلُّ دابّة في جَوْفها رُوح فهي نَسَمة. والنَّسَم : الرّوح. وكذلك النسيم.
قال الأغلب :
ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القدِيم |
يَفْرُقُ بين النّفْس والنَّسِيم |
قال أبو منصور : أراد بالنفس ههنا : جسم الإنسان أو دمه ، لا الروح. وأراد بالنسيم : الروح.
ومعنى قوله عليهالسلام : «مَن أعتق نسَمةً» أي : من أعتق ذا نَسَمة.
وقال ابن شميل : النَّسَمة : غُرَّةٌ عبدٌ أو أَمَةٌ.
وحدّثنا الحسين بنُ إدريسَ قال : حدّثنا سويد عن ابن المبارك ، عن عيسى بن عبد الرحمن ، قال : حدّثني طلحةُ اليامِيَّ عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البَرَاء بن عازب قال : جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : عَلِّمْني عَمَلا يُدْخِلُنِي الجنَّةَ ، فقال : «إن كنت أَقْصَرت الخُطْبَة فَقَد أعرَضْتَ المسألة ، أَعْتِقْ النَّسَمة ، وفُكَّ الرَّقبة».
قال : أَوَلَيْسَا واحدا؟ قال : «لا ، عِتْقُ النّسَمة أن تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا وفكُّ الرَّقبة أنْ تُعينَ في ثَمَنِها والمِنْحة الوَكوف والقيءُ عَلَى ذي الرَّحم الظالم ، فإن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ واسْقِ الظمآن ومُرْ بالمعْروف وانْهَ عن المنكر ، فإِنْ لم تُطِق فكُفَّ لسانَك إلّا من خير».
وقال شمر : قال ابن الأعرابيّ : الناسِمُ : المريضُ الذي قد أَشفَى عَلَى الموت ، يقال : فلانٌ يَنْسِم كنَسْم الرِّيح الضعيف ، وقال المَرَّار :
يَمْشين رَهْوا وبعْدَ الجَهْدِ من نَسمِ |
ومن حَياءِ غَضيضِ الطّرفِ مَسْتور |
ويقال : نَسّمْتُ نَسَمةً : إذا أحيَيْتَها أو أعتَقْتَها ، قال الكميت :
ومِنَّا ابنُ كُوزِ والمُنَسِّمُ قَبلَهُ |
وفَارِسُ يومِ الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ |
والمُنسِّم : مُحيِي النَّسمات.
قال : وقال بعضهم : النّسَمة : الخَلْق يكون ذلك للصّغير والكبير والدوابّ وغيرِها ،
ولكلِّ من كان في جَوْفه روحٌ حتى قالوا للطَّيْر.
وأنشد شمر :
يا زُفَر القَيْسِيّ ذا الأنْف الأشَمّ |
هَيَّجْتَ من نخلة أمثالَ النَّسَمْ |
قال : النَّسَم : ههنا طيرٌ سِراع خِفافٌ لا يَستبِينُها الإِنسان من خِفَّتها وسرعتها.
قال : وهي فوقَ الخطَاطيف ، غُبرٌ تعلوهنّ خُضْرة.
قال : والنَّسَم كالنَّفَس ، ومنه يقال : ناسمتُ فلانا أي : وجدتُ ريحَه ووَجَدَ رِيحِي ؛ وأنشد :
* لا يأمَننَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ ذو نَسَمِ *
أي : ذو نَفَس.
وقال الليث : النَّسَمُ : نَفْس الرُّوح ، ويقال ما بها ذو نَسم ، أي : ذو رُوح. قال : ونَسيمُ الرِّيح : هبُوبُها.
وقال ابن شميل : النّسِيم من الرِّياح ، أي : الرُّوَيْدُ.
قال : وتَنسَّمتْ ريحها بشيءٍ من نسيمٍ : أي : هبت هُبوبا رُويدا ذات نَسيم ، وهو الرُّوَيْد.
قال أبو عبيد : النّسيم من الرّياح التي تجيء بنَفَس ضَعِيف ، وفي الحديث : «تنكَّبُوا الغُبارَ فإنّ منه تكون النّسَمة»، قيل : النّسَمة ههنا الرَّبْو ، ولا يزال صاحبُ هذه العلَّة يتَنَفّس نَفَسا ضعيفا ، فسمِّيَت العِلَّة نَسَمة لاستراحَتهِ إلى تنفُّسِه.
ويقال : تنسَّمت الريحُ وتنسَّمتُها أنا ، وقال الشاعر :
فإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إذا ما تَنسَّمتْ |
على كِبْدٍ مَحزونٍ تَجَلّتْ هُمومُها |
وإذا تَنسَّم العليل أو المحزون هبوبَ الرّيح الطيبة وجَد لها خَفّا وفَرَحا.
وفي حديثٍ مرفوعٍ إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «بعثتُ في نَسَم الساعة»، وفي تفسيره قولان : أحدُهما : بُعِثتُ في ضَعْف هُبوبها وأوّل أشراطِها وهذا قول ابن الأعرابيّ.
وقال : النَّسِيمُ : أوْل هُبوبِ الرِّيح. وقال غيرُه : معنى قوله : بُعِثْتُ في نَسَم الساعة ، أي : في ذَوِي أرْواح خَلَقهم الله وقتَ اقتراب الساعة ، كأنه قال : في آخِر النَّشء من بني آدم.
وقال ابن الأعرابي : النَّسِيم : العَرَق ، والنَّسْمَةُ : العَرْقة في الحمَام وغيره ، ويُجْمَع النَّسَم بمعنى الخَلْق أناسِم ، يقال : ما في الأناسِم مثلُه. كأنّه جمع النَّسَم أَنْساما ، ثم أناسِمُ جمعُ الجمع.
وفي حديث عَمرو بن العاص وإسلامِه أنّه قال : لقد استقام المنْسِم وإن الرّجلَ لنبيٌ فأسلَم ؛ يقال : قد استقام المنسِم ، أي : تَبَيّنَ الطّريقُ. ويقال : رأيتُ مَنْسِما من الأمر أعرِفُ به وَجْهَه ؛ وقال أوسُ بنُ حَجَرَ :
لَعَمري لقد بيّنْتُ يومَ سُوَيْقَةٍ |
لمن كان ذا رأيٍ بِوجْهَةِ مَنْسِمِ |
أي : بوجهِ بَيان. والأصلُ فيه مَنْسَمَا خُفِّ البعير ، وهما كالظفْرَين في مقدِّمة ، بهما يُستَبان أثرُ البَعير الضّال ؛ لكلّ خُفِ مَنسِمان ، ولخُفّ الفِيلِ منْسِم ، وللنَّعامة مَنْسم.
وقال أبو مالك : المنْسِم : الطريق ، وأنشَد للأحوص :
وإن أظلمْت يوما على الناس غَسْمةٌ |
أضاءَ بكمْ يا آلَ مروانَ مَنْسِمُ |
يعني الطريق. والغَسْمَةُ : الظُّلمة.
نمس : قال اللّيث : النَّمَسُ : فسادُ السَّمْن وفسادُ الغالية ، وكذلك كلّ طِيبٍ ودُهْن إذا تغيّر وفَسَد فسادا لَزِجا ؛ والفعلُ نَمِس يَنْمسَ نَمَسا فهو نَمس.
وقال غيرُه : نَمسَ الوَدَك ونَسِم : إذا أنتنَ.
ونمَّس الأقِطُ فهو منمس : إذا أَنتَن. قال الطِّرِمّاح :
* مُنمِّسُ ثيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائِنِ*
والكَرِيص : الأقِط.
وقال اللّيث : النِّمسُ : سَبعُ ، من أخبَث السِّباع.
وقال غيرُه : النمس : دُوَيْبَّة يتّخذها الناظرُ إذا اشتدَّ خوفُه من الثّعابين ، لأنّ هذه الدابّة تتعرّض للثّعبان وتتضاءل. وتَستَدِقّ حتّى كأنَّها قطعةُ حَبْل ، فإذا انْطَوَى عليها الثُّعْبان زَفَرتْ وأَخذتْ بنَفَسِها ، فانتفخ جَوفها فيتقطّع الثعبان وقد تطوَّى عليه النمس فَظَغا من شِدّة الزَّفْرة.
وفي حديث المَبعَث : أنّ خديجةَ وصفتْ أمرَ النبي صلىاللهعليهوسلم لورَقَةَ بنِ نَوْفلَ ، وكان قد قرأ الكُتُب ، فقال : إن كان ما تقولين حَقّا فإنّه ليأتيه النَّاموس الّذي كان يأتي موسى عليهالسلام.
قال أبو عُبَيد : الناموس : صاحبُ سِرِّ الرَّجُل الّذي يَطَّلِع على سِرِّه وباطنِ أمره ، ويَخُصّه بما يَستُره عن غيره ، يقال منه : قد نَمَسَ يَنْمِس نَمْسا ، وقد نامَسْتُه منامَسَةً : إذا سارَرْتَه.
وقال الكميت :
فأبلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِرا |
عَمَّيْهِمَا والمستسِرَّ المُنامِسَا |
قال : ويقال : انَّمَسَ فلانٌ انِّماسا إذا انْغَلَّ في سُتْرةٍ.
قال : والناموسُ أيضا : قُترَةُ الصائد الّتي يَكمُن فيها للصَّيْد ، ومنه قولُ أَوْس بنِ حَجَر :
فلاقَى عليها من صُباح مُدَمِّرا |
لنامُوسِه مِن الصَّفيحِ سَقائفُ |
المدمِّر : الذي يدخن بأبوار الإبل في قترته لئلا يجد الوحش ريحه فينفر.
أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : النّاموس : بيتُ الراهب.
وقال غيرُه : النامُوس النَّمّام ، وهو النّمّاس أيضا.
ويقال للشّرَك : ناموسٌ ، لأنّه يُوارَى تحتَ التراب ، وقال الراجز يصف الرِّكاب ،
يعني الإبل :
يَخْرجنَ عن مُلتَبِسٍ مُلَبَّسِ |
تَنْمِيسَ ناموسِ القَصا المُنمَّسِ |
يقول : يخرجن من بلدٍ مشتبِه الأعلام يَشتبه على من يسلُكُه ، كما يَشتبِه على القَطَا أمرُ الشَّرَك الّذي يُنصَب له.
وقال ابن الأعرابي : نَمَس بينهم ، وأنمس ، وأرّش بينهم وأكل بينهم.
وأنشد :
وما كنت ذا نَيْرَب فيهمُ |
ولا مُنْمسا بينهم أنْملُ |
|
أؤرّش بينهم دائبا |
أدِبّ وذو النملة المُدْغَلُ |
|
ولكنني رائبٌ صَدْعَهُم |
رَقوءٌ لما بينهم مُسْمِلُ |
رَقوءٌ : مُصلح. رقأت : أصلحت. رواه ثعلب عنه.
سمن : ابن السكيت : سَمَنْتُ له : إذا أدَمْتَ له بالسَّمْن. وقد سمّنْتُه : إذا زوّدْتَه السَّمْنَ. وجاءوا يَسْتَمِنون : أي : يَطْلبون أن يُوهَب لهمْ السَّمْن.
وقال اللّيث : السِّمْن نَقيضُ الهُزال ، والفعل سَمِن يَسْمَن سِمْنا. ورجل مُسْمِنٌ : سَمين. وأَسْمَن الرجلُ : إذا اشتَرى سَمينا. والسُّمْنَة : دواءٌ تُسمَّنُ به المرأة.
وفي الحديث : «ويلٌ للمسمَّنات يومَ القيامة مِنْ فَتْرةٍ في العِظام».
واستَسْمنتُ اللحمَ : أي : وجَدْتَه سَمِنا.
والسَّمْن : سِلاءُ اللَّبَن ، ويقال : سَمَّنْتُ الطعامَ فهو مَسْمُون : إذا جعلتَ فيه السّمْنَ. والسُّمَّانَى طائرٌ وبعضهم يقول : إنه السَّلوَى. وسُمْنان : موضع في البادية.
وقال بعضُهم : يقال للطائر الواحد سُمانَى وللجميع سُمَاني. وبعضُهم يقول للواحدة سُمَاناة.
وفي الحديث : أن فلانا أُتيَ بسَمَكٍ مَشْوي فقال سَمِّنْه.
قال أبو عُبَيد : معنَى سَمِّنهُ : بَرِّدْه.
ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : التَّسْمِين : التبريدُ.
وفي حديثِ النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يكون في آخِر الزَّمان قومٌ يَتَسَمّنُون»، قيل : معنى قوله : «يتسمنون» ، أي : يتَكَثَّرون بما ليْس فيهم من الخير ويَدّعُون ما ليس لهم من الشرف.
وقيل : معناه : جمْعُهم المالَ ليُلحَقوا بذَوِي الشّرف.
ويقال : أسْمَنَ القومُ : إذا سَمِنَتْ نَعَمُهم ، فهم مُسْمِنون. ورجلٌ سامِن ، أي : ذو سَمْن ، كما يقال : رجلٌ تامِر ولابِن ، أي : ذو تَمْر وَلَبن. والسُّمَنيَّةُ : قومٌ من الهِند دُهْرِيّون.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الأسْمالُ والأسْمانُ : الأزُر الخُلْقانُ.
قال : ويقال : سَمّنْتُه وأسمَنْتُه : إذا أطعمتَه
السَّمْن. ورجل سَمِين مُسْمِن بمعنًى ، والجميعُ : السِّمان والمُسْمِنُون.
وضع محمد بن إسحاق حديثا : «ثم يجيء قوم يتسمّنون» في باب كثرة الأكل وما يذم منه.
قال : حدثنا حماد بن الحسن قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا هشيم عن بشر عن عبد الله بن شقيق العقيلي. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وخير أمتي القرن الذي أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر قوم يحبون السّمانة يشهدون قبل أن يُسْتشهَدوا».
وفي حديث آخر عن النبي صلىاللهعليهوسلم يقول لرجل سمين ـ ويومىء بأصبعه إلى بطنه ـ : «لَوْ كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك».
منس : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي ، قال : المَنَسُ : النَّشاط. والمَنَسةُ : المَسَّةُ من كلّ شيء.
مسن : عمرو عن أبيه : المَسْن : المُجُون ، يقال : مَسَنَ فلانٌ ومَجَنَ بمعنى واحد.
وفي كتاب الليث : المَسْنُ : الضّرْبُ بالسَّوْط.
قلتُ : هذا تَصحيف ، وصوابه : المَشنُ : الضربُ بالسَّوط بالشين ، واحتجَّ الليث بقول رؤبة :
* وفي أخَادِيدِ السياطِ المُسَّنِ *
فرَواه بالسين والرُّواة روَوه بالشين ، وهو الصواب.
وقال أبو عمرو : المَشْن : الْخَدْش.
س ف ب ، س ف م : مهمل.
[باب السين والباء والميم معهما]
س ب م
استُعمل من وجوهه : بسم.
بسم : قال الليث : بَسَمَ يَبْسِم بَسما : إذا فتح شَفَتَيْه كالمُكاشِر. ورجل بَسَّام وامرأةٌ بَسّامة. وفي صفة النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان جُلُّ ضَحِكه التبسُّم ، يقال : بَسَمَ وابتَسم وتبسَّم بمعنًى واحد.
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هذه أبواب الثلاثي المعتل من حرف السين
أهملت السين مع الزاي فلم تأتلفا
باب السين مع الطاء
س ط (وا يء)
سطا ـ سوط ـ طوس ـ طسأ ـ وسط ـ وطس ـ طيس : [مستعملة].
سوط : يقال : ساطَ دابّتَه : إذا ضربَهَ بالسَّوط يَسُوطُه.
وقال الشاعر يصف فرسا :
فصوَّبْتُه كأنّه صَوْبُ غَيْبَةٍ |
على الأَمْعَزِ الضّاحي إذا سيطَ أَحْضَرَا |
قاله الشماخ يصف فرسه. وصوَّبْتُه : أي حملتُه على الحُضْر في صَبَبٍ من الأرض. والصَّوْب : المَطَر.
والغبية الدفعة منه.
وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ : (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣)) [الفجر : ١٣] ، هذه كلمةٌ تقولُها العرب لكلّ نوع من العذاب تُدخِل فيه السَّوْطَ ، جَرَى به الكلامُ والمَثَل ، ونرَى أن السَّوط من عَذابهم الذي يعذّبون به ؛ فَجَرى لكلّ عَذاب إذا كان فيه عندَهم غايةُ العذاب.
وقال اللّيث وغيرُه : السَّوْطُ : خَلْطُ الشيء بعضُه ببعض. والمِسْوَط الّذي يُسَاطُ به ، وإذا خَلَّطَ إنسانٌ في أمره قيل : سَوَّطَ أَمْرَه تَسْويطا ؛ وأَنشَد :
فُسْطها ذَمِيمَ الرّأي غيرَ موفَّقٍ |
فلستَ عَلَى تسويطِها بِمُعَانِ |
وقال غيرُه : سُمِّيَ السَّوْطُ سَوْطا لأنّه إذا سِيطَ به إنسانٌ أو دابَّةٌ خُلِطَ الدَّمُ باللّحم.
وسَاطَه ، أي : خَلَطه.
الحرَّاني عن ابن السكّيت : يقال : أموالُهم سَوِيطةٌ بينَهم ، أي : مختلِطَة.
وقال الليث : السُّوَيْطاءُ : مَرَقةٌ كثير ماؤُها وتمْرُها.
سطا : قال ابن شُمَيل : الأيدِي السَّواطِي ، التي تَتناوَلُ الشيء. وأنشَد :
* تَلَذُّ بِأَخْذِها الأيْدِي السَّواطِي *
وقال الفرّاء في قوله تعالى : (يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا)
[الحج : ٧٢] ، يعني مُشْرِكي أهل مكّة ، كانوا إذا سَمِعوا الرجلَ من المسلمين يتلو القرآنَ كادُوا يَبْطشون به ، ونحو ذلك قال أبو زيد.
وقال ابن شُمَيل : فلانٌ يَسْطو عَلَى فلان ، أي : يَتَطاول عليه. وأميرٌ ذو سَطْوَة : ذو شَتْم وظُلْم وضَرْب.
أبو عبيد عن الأصمعي : السَّاطي من الخَيل : البَعيد الشَّحْوَةِ وهي الخَطْوة ، وقد سَطَا يَسْطو سَطْوا ، وقال رؤبة :
* غَمْرَ اليَدَيْنِ بِالجِراءِ سَاطِي *
وقال اللّيث : السَّطْوُ : شِدَّة البَطْش ، وإنما سُمّي الفرسُ ساطيا لأنّه يسطو عَلَى سائر الخيل ، ويقومُ عَلَى رِجْليه ويَسْطو بيديه.
قال : والفَحْلُ يَسْطو عَلَى طَروقَتِه.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : السَّطْوُ : أن يُدخِل الرجلُ اليَدَ في الرَّحِم فيَسْتَخْرِجَ الوَلَد.
والمَسْطُ : أن يُدخِل اليدَ في الرّحم فيستخرِجَ الوَثْرَ ، وهو ماءُ الفَحْل ، وقال رؤبة :
إنْ كنتَ من أَمْرِكَ في مَسْماسِ |
فاسْط عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ الماسِي |
قال اللّيث وقد يُسْطَى عَلَى المرأة إذا نَشَبَ ولدُها في بطنِهَا ميِّتا فيُسْتخرَج منها.
ورُوِي عن بعض الفُقَهاء أنّه قال : لا بأسَ بأَن يَسْطُوَ الرجلُ على المرأة إذا خِيفَ عليها ، ولم تُوجَد امرأةٌ تتولّى ذلك.
ويقال : اتّقِ سَطْوَتَه ، أي : أَخْذَتَه.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : ساطَى فلانٌ فلانا : إذا شَدَّدَ عليه. وساطاه : إذا رَفَقَ به.
وقال أبو سعيد : سَطَأَ الرجلُ المرأة وشَطَأَها : إذا وَطِئَها ، رواه أبو تراب عنه.
ابن الأعرابي : سَطَا عَلَى الحامل وساطَ ، مَقْلُوبٌ : إذا أَخْرَجَ وَلَدَها.
طوس : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَّوْسُ : القَمَر ، والطُّوْس : دَواءُ الْمَشِيِّ.
وقال اللّيث : يقال للشَّيءِ الحَسَن : إنّهُ لَمُطَوَّس ، وقال رؤبة :
* أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَب المُطَوَّسِ *
قال : والطّاوُوس : طائرٌ حَسَن ، ووَجْهٌ مُطَوَّسٌ حَسَن ، وقال أبو صَخْر الهُذَلِيّ :
إذْ تَسْتَبِي قَلْبِي بذِي عُذَرٍ |
ضَافٍ يَمُجُّ المِسْكَ كالْكَرْمِ |
|
ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مدامعه |
لا شاحبٍ عارٍ ولا جَهْمِ |
وقال المؤرِّج : الطَّاؤُوسُ في كلام أهلِ الشام : الجميلُ من الرّجال ، وأنشَد :
فلو كنتَ طاؤُوسا لكنتَ مُمَلَّكا |
رُعَيْنُ ولكنْ أنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ |
قال : والَّلأْم : اللئيم. ورُعَين اسم رجُل.
قال : والطاءُوس : الأرضُ المخضرَّة التي عليها كلُّ ضَرْب من الوَرْد أيامَ الربيع.
وقال أبو عمرو : طاسَ يَطوسُ طَوْسا : إذا حَسُن وَجْهُه ونَضَر بعد عِلّة ، وهو مأخوذ