إبراهيم إبراهيم بركات
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣
فهمت ما قلته ، أى : إنك على حق. التقدير : أى : كونك على حقّ ، فتكون (إن) مع معموليها مصدرا مؤولا ، يكون فى محلّ نصب بالعطف على المفسّر (ما).
وقد يكون التقدير : أى : أنت على حق ، فتكون (إن) مكسورة الهمزة ؛ لكونها تمثل جملة تامة مستقلة على سبيل الاستئناف والابتداء.
١١ ـ أن تقع بعد واو مسبوقة باسم ، أو مؤول بالاسم ، صالح للعطف عليه :
فى قوله تعالى : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) [طه : ١١٨ ، ١١٩]. قرأ نافع وأبو بكر بكسر همزة (إن) ، وذلك على سبيل الاستئناف ، أو العطف على الجملة الأولى ، فهى تمثل بذلك جملة تامة باستقلالها فى المعنى ، أو بالعطف على ما هو مستقلّ فى معناه ، أما الباقون فقد قرؤوا بالفتح على سبيل العطف على المصدر المؤول (ألا تجوع) (١) وهو فى محل نصب ، اسم (أن) ، وبذلك يكون فيها ارتباط معنوىّ ، حيث العطف على ما لم يستقلّ فى معناه ، والتقدير : إن لك عدم الجوع ، وعدم العرى ، وعدم الظمأ ، وعدم الإضحاء.
١٢ ـ أن تقع (أن) مع معموليها بعد (مذ أو منذ):
(مذ ومنذ) ظرفان ملازمان للإضافة ، ويجوز إضافتهما إلى الجمل كما يضافان إلى الأسماء ، فإذا وقعت بعدهما (إنّ) ومعمولاها فإنها تعدّ بمثابة الجملة التامة ، حيث إضافتهما إلى جملة تامة ، فتكسر الهمزة ، وقد تعدّ بمثابة الاسم ، أى : المصدر المؤول ، حيث إضافتهما إلى الأسماء ، فتفتح الهمزة. مثال ذلك أن تقول : ما رأيته مذ (أو : منذ) أننا (أو : إننا) عدنا من السفر.
١٣ ـ أن تقع بعد قول يمكن أن يؤول بالظنّ :
إذا وقعت (إن) بعد قول فإنه يجب فى همزتها الكسر ، فإذا أجرى القول مجرى الظن وجب فتح الهمزة ، وعلى ذلك روى بالفتح والكسر قول الشاعر :
__________________
(١) ينظر : السبعة ٤٢٤ / إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ١٢٨.
أتقول إنك بالحياة ممتّع |
|
وقد استبحت دم امرئ مستسلم (١) |
فإذا احتسبت (إن) بعد قول صريح فإن الهمزة يجب أن تكسر ، ويجوز أن تجرى القول هنا مجرى الظنّ ؛ لأنه فعل مضارع للمخاطب بعد استفهام وليس بينهما فاصل ، وعند ذلك يجب فتح الهمزة.
مؤولات بين الفتح والكسر :
ـ فى قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ.) [الدخان : ٢٢].
قرأ العامة بفتح همزة (أنّ) ، ويوجه على إضمار حرف الجر ، والتقدير : دعاه بأن هؤلاء ...
أما ابن أبى إسحاق وعيسى والحسن فقد قرئ عنهم بكسر همزة (إن) ، ويوجه على أحد رأيين :
أولهما : إضمار القول ، والتقدير : فدعا قائلا : إن .. وهو ما رآه البصريون.
والآخر : إجراء (دعا) مجرى (قال) ، وهو ما ذهب إليه الكوفيون.
ـ فى قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) [المؤمنون : ١١١].
قرأ حمزة والكسائى (أنهم هم) بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها (٢).
__________________
(١) الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٥.
(أتقول) الهمزة حرف استفهام ، مبنى لا محل له من الإعراب. تقول : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (بالحياة) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتمتع. (ممتع) خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، مقول القول. (وقد) الواو : واو الابتداء أو الحال ، حرف مبنى لا محل له. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (استبحت) استباح : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (دم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (امرئ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مستسلم) صفة لامرئ مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة.
(٢) ينظر : السبعة ٤٤٨ / الحجة ٤٩٢ / الإتحاف ٣٨٩.
أما الكسر فعلى الاستئناف ، فإن مع معموليها تكون جملة تامة مستقلة.
أما الفتح فإنه يعلّل له بأحد وجهين (١) :
أولهما : أن تكون فى موضع تعليل ، والتقدير : لأنهم هم الفائزون.
والآخر : أن يكون المصدر المؤول فى محلّ نصب ، مفعول به ثان لجزى.
والتقدير : جزيتهم فوزهم.
و (أن) مع معموليها فى الموضعين توضع موضع الاسم.
ـ قوله تعالى : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) [النمل : ٥١].
فيه المصدر المؤول (أنا دمرناهم) قرأه الكوفيون بفتح همزة (أن) ، والباقون بالكسر. ويوجه الفتح على ما يأتى :
١ ـ أن يكون المصدر المؤول منصوبا على نزع الخافض ، أو مجرورا بتقدير وجود حرف الجر ، والتقدير : لأننا دمرناهم. و (كان) تامة أو ناقصة ، و (عاقبة) فاعل أو اسم (كان) ، و (كيف) حال ، أو خبر (كان) الناقصة.
٢ ـ أن يكون المصدر المؤول بدلا من (عاقبة) ، والتقدير : كيف كان تدميرنا إياهم. مع احتساب (كان) تامة أو ناقصة على التأويلات السابقة.
٣ ـ أن يكون المصدر المؤول خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هى أنا دمرناهم.
و (كان) تامة أو ناقصة.
٤ ـ أن يكون المصدر المؤول فى محلّ نصب ، خبر (كان) ، وتكون (عاقبة) اسمها مرفوعا. و (كيف) حال.
وفى الفتح أوجه أخرى فيها تعسف.
أما قراءة الكسر فتوجه على الاستئناف ، و (كان) ناقصة أو تامة.
__________________
(١) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ١٥٢ / البحر المحيط ٦ ـ ٤٢٤.
ـ قوله تعالى : (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [ص : ٧٠]. فيه المصدر المؤول (أنما أنا نذير) فيه فتح همزة (أن) فى قراءة العامة ، وتوجّه على وجهين :
أولهما : أن المصدر المؤول فى محلّ رفع ، نائب فاعل ، وتكون شبه الجملة متعلقة بالوحى.
والآخر : أنه فى محل نصب بإسقاط حرف الجر ، أو فى محلّ جرّ بتقدير وجوده ، ونائب الفاعل هو شبه الجملة (إلى) ، والتقدير : يوحى إلىّ للإنذار.
وكسرت همزة (أن) فى قراءة أبى جعفر ، ويوجه على الحكاية ، والتقدير : ما يوحى إلى إلا هذا القول ... أو إلا هذه الجملة ....
ـ قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر : ١٠].
فيه قراءة العامة بفتح الهمزة على حكاية المعنى بحذف حرف الجر ، والتقدير : بأنى مغلوب ، فيكون المصدر المؤول إما منصوبا على نزع الخافض ، وإما فى محل جر بتقدير وجود حرف الجر.
وفيه قراءة بكسر همزة (إن) ، ويوجه على إضمار القول ، والتقدير : فقال إنى مغلوب ، ففسر به الدعاء ، وإما إجراء للدعاء مجرى القول ، وهو ما يذهب إليه الكوفيون.
إلحاق (ما) بالأحرف الناسخة :
تعمل الأحرف الناسخة فى الجملة الاسمية لأنها مختصّة بها ، فتنصب المبتدأ ـ كما ذكرنا ـ فكأن هذه الأحرف شديدة الالتصاق بالمبتدإ فتنصبه. فإذا ألحقت (ما) بالحرف الناسخ فإنها تزيل هذا الاختصاص ، ويظلّ الحرف الناسخ على جانبه الدلالىّ دون الأثر النحوى ، وينتج عن زوال صفة الاختصاص بالجملة الاسمية بدخول (ما) على الحرف الناسخ أحد أمرين :
أولهما : زوال أثرها فى المبتدإ ، فلا تنصبه ، ويظلّ على ما كان عليه من الرفع ، ولا يكون اسمها ، وإنما يظلّ مبتدأ ، ومن ذلك قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ
الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(١) [الحديد : ٢٠]. حيث كفّت (أن) بإلحاق (ما) الكافة بها ، و (الحياة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وخبره (لعب) وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
والآخر : جواز دخول الأحرف الناسخة حين كفّها بـ (ما) على الجملة الفعلية ؛ لأن اختصاصها بالجملة الاسمية قد زال ، ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) [إبراهيم : ٤٢]. حيث كفت (إن) بإلحاق (ما) بها ، فدخلت على الجملة الفعلية (يؤخرهم).
ومنه قول امرئ القيس :
ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل |
|
وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالى (٢) |
وفيه كفت (لكن) بـ (ما) ، فدخلت على الفعل (أسعى).
وقول الشاعر :
أعد نظرا يا عبد قيس لعلّما |
|
أضاءت لك النار الحمار المقيّدا (٣) |
__________________
(١) (اعلموا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أنما) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لأنه مبنى لا محل له من الإعراب. (الحياة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الدنيا) نعت للحياة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (لعب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولهو) حرف عطف مبنى ، ومعطوف على لعب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) ينظر : شرح المفصل ١ ـ ٧٩ / ٨ ـ ٥٧ / شرح التصريح ١ ـ ٢٢٥ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٧. (لكنما) لكن : حرف استدراك مهمل مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف للكن مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أسعى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.
وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (لمجد) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالسعى. (مؤثل) نعت لمجد مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وقد) الواو استئنافية لا محل لها من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يدرك) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (المجد) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المؤثل) نعت للمجد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(أمثالى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لضمير المتكلم. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر بالإضافة.
(٣) ينظر : شرح ابن يعيش ٨ ـ ٥٤ / شرح الشذور رقم ١٣٧ / شواهد القطر رقم ٥٥ /. الأشمونى ١ ـ ٢٨٤ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٨.
حيث دخل الحرف الناسخ (لعل) على الفعل (أضاء) ؛ لأنه كفّ بـ (ما).
أما دخول (ما) الكافة على الحرف الناسخ (ليت) لا يزيل اختصاصه بالجملة الاسمية ، لذا فإنه يجوز إعمال (ليت) حينئذ وإهمالها.
ورد ذلك فى قول النابغة :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد (١) |
__________________
(أعد) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (نظرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (عبد) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (قيس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لعلما) لعل : حرف رجاء مبنى لا محل له من الإعراب. ما : كافة للعل حرف مبنى لا محل له. (أضاءت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (لك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإضاءة. (النار) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الحمار) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المقيدا) نعت للحمار منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف للإطلاق.
(١) الكتاب ٢ ـ ١٣٧ / الخصائص ٢ ـ ٤٦٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٥٨ / المقرب ١ ـ ١١٠ / شرح الشذور رقم ١٣٨ / ٢٥٠ / الأشمونى ١ ـ ٢٨٤ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٤.
(قد) اسم فاعل بمعنى كاف ، أو اسم بمعناها. قالته زرقاء اليمامة ، وكانت مشهورة بحدة النظر ، فمر بها سرب من القطا ، فقالت : إذا ضمّ إلى نصفه إلى حمامتها كمل مائة ، فوقع السرب فى شبكة صياد ، فوجد كما قالت. (قالت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. (ألا) حرف استفتاح مبنى ، لا محل له من الإعراب.
(ليتما) ليت حرف تمن ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. ما : كافة أو زائدة حرف مبنى. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ على أن ما كافة ، أو فى محل نصب اسم ليت على أن ما زائدة.
(الحمام) بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان له أو نعت إما مرفوع وإما منصوب. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة خبر المبتدإ ، أو خبر ليت فى محل رفع. (إلى) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (حمامتنا) حمامة : اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال ، أو متعلقة بحال محذوفة من اسم ليت أو الضمير فى خبرها المحذوف. وحمامة مضاف وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (نصفه) معطوف على اسم الإشارة مرفوع أو منصوب. ونصف مضاف ، وضمير الغائب مضاف إليه مبنى فى محل جر. (فقد) الفاء الفصيحة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قد) اسم بمعنى كاف ، خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو ، والجملة الاسمية فى محل جزم جواب شرط محذوف ، أنبأت عنه الفاء الفصيحة. والتقدير : إن حدث ذلك فهو كاف.
يروى بنصب (الحمام) ورفعه ، والنصب بإعمال (ليت) ، حيث يكون اسم الإشارة (هذا) فى محلّ نصب اسم (ليت) ، و (الحمام) بدل منه أو عطف بيان منصوب ، وتكون (ما) حينئذ زائدة للتوكيد ، لا محلّ لها من الإعراب.
أما الرفع فيكون بإهمال (ليت) ، وتكون (ما) كافة لا محل لها من الإعراب ، واسم الإشارة (هذا) مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ ، و (الحمام) بدل منه أو عطف بيان له ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
العطف على اسم الأحرف الناسخة
يمكن أن يكون المشارك لاسم الأحرف الناسخة ـ أى : المعطوف عليه ـ على صورتين :
الصورة الأولى : أن يكون المعطوف على اسم الحرف الناسخ مذكورا قبل إكمال الخبر :
إذا عطف على اسم الحرف الناسخ العامل قبل ذكر الخبر فإنه يجب فيه النصب ، كأن تقول : إن المجدّ والمهمل لا يستويان ، (المهمل) معطوف على اسم (إن) ، وهو (المجد) ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وخبر (إن) الجملة الفعلية (لا يستويان) ، وهى فى محلّ رفع.
لعلّ الطالب والطالبة يعيان مسئوليتهما. بنصب كلّ من (الطالب ، والطالبة) ، ومنه قول رؤبة :
إن الربيع الجود والخريفا |
|
يدا أبى العباس والصيوفا (١) |
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ١٤٥ / المقتضب ٤ ـ ١١١ / ضياء السالك ١ ـ ٢٥١
الجود : المطر الغزير / الصيوف : جمع صيف. يمدح أبا العباس السفاح بأنه كريم ، وأن تلك الفصول كيديه فى العطاء مبالغة فى الكرم.
(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الربيع) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(الجود) نعت للربيع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والخريفا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الخريف : معطوف على الربيع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (يدا) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، وهو مضاف ، و (أبى)
(الخريف) معطوف على اسم (إن) ، وهو (الربيع) ، وهو منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
ملحوظتان فى المعطوف على اسم الحرف الناسخ قبل إكمال الخبر :
أولاهما : هل يجوز العطف على اسم الأحرف الناسخة قبل إكمال الخبر؟
اختلف النحويون (١) فى جواز العطف على اسم الحرف الناسخ قبل إكمال الخبر ، على النحو الآتى :
ـ ذهب البصريون إلى منع ذلك مطلقا.
ـ أما الكوفيون فإنهم انقسموا إلى قسمين :
أحدهما : ما ذهب إليه الكسائى من جواز ذلك على الإطلاق.
والآخر : ما ذهب إليه الفراء من جواز ذلك فيما لم يتبين فيه عمل (إن) ، أما ما يظهر فيه أثر الحرف الناسخ فإنه لا يجوز معه العطف على الموضع قبل إكمال الخبر.
والملحوظة الأخرى : فى المرفوع المعطوف على اسم (إن) :
فى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [المائدة : ٦٩].
(الَّذِينَ آمَنُوا) الاسم الموصول مبنى في محلّ نصب اسم (إن) ، وعطف عليه (الَّذِينَ هادُوا) ، وذكر بعدهما (الصَّابِئُونَ) مرفوعا ، وفى رفعه أوجه (٢) :
الأول : وهو رأى جمهور البصرة ـ وعلى رأسهم الخليل وسيبويه ـ أنه مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف دلّ عليه خبر (إن) ، وهو (مَنْ آمَنَ بِاللهِ) ... (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) ، أو أن الخبر المذكور خبر المبتدإ المرفوع (الصَّابِئُونَ) ، وخبر (إِنَّ) محذوف
__________________
مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، و (العباس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (والصيوفا) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب.
الصيوف : معطوف على الربيع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والألف للإطلاق.
(١) ينظر : أسرار العربية ١٥١.
(٢) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٢١ / البيان ١ ـ ٢٩٩ / الدر المصون ٢ ـ ٥٧٢.
دلّ عليه الخبر المذكور. والتقدير : إن الذين آمنوا ... من آمن .. فلا خوف عليهم والصابئون كذلك ، أو : إن الذين آمنوا ... كذلك ، والصابئون من آمن منهم فلا خوف عليهم. وهذا الرأى هو الأرجح والأكثر شيوعا ، وهناك آراء أخرى محمولة عليه.
والثانى : أن (إنّ) بمعنى (نعم) ، فيكون الاسم الموصول (الذين هادوا) فى محلّ رفع بالابتداء ، ومعطوف عليه ما يأتى بعده.
والثالث : جواز العطف على اسم (إن) بالرفع مطلقا عند الكسائى على موضع (إنّ) مع اسمها ، ويؤول عليه ما يأتى من أمثلة تحمل هذه الظاهرة التركيبية ، حيث يجوز القول : إنك وزيد ذاهبان ، وإن زيدا وعمرو قائمان.
والرابع : جواز العطف على اسم (إن) بالرفع فيما لم يتبيّن فيه عمل (إن) عند الفراء ، كما هو فى هذه الآية الكريمة.
ومنهم من يذهب إلي أن (الصابئون) منصوب ، لكنه على لغة بنى الحارث وغيرهم الذين يجعلون المثنى بالألف مطلقا ، فيقاس عليه جمع المذكر السالم ، حيث يكون بالواو فى كلّ أحواله التركيبية.
أو أن الفتحة فى (الصابئون) علامة النصب ، والنون حرف الإعراب ، فحمل فتحة النصب.
وتقرأ عند أبى بن كعب وابن كثير : (والصابئين) بالياء ، وهذه القراءة لا إشكال فيها.
ـ ومثله فى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) [الأحزاب : ٥٦] قراءة العامة بنصب (ملائكة) عطفا على اسم (إن) ، وهذه لا إشكال فيها.
أما ابن عباس فقد قرأها بالرفع ، ورويت كذلك عن أبى عمرو ، وفيه وجهان :
أولهما : أن (ملائكة) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (يصلّون) ، ولذلك فقد أسند الفعل إلى واو الجماعة ، أما خبر (إن) فمحذوف دلّ عليه خبر المبتدإ.
والآخر : يمكن احتساب الواو فى (يصلّون) للتعظيم ، وتكون جملة (يصلون) خبر (إن) ، أما خبر (ملائكة) فهو محذوف دلّ عليه خبر (إن) ، وتكون جملتها فى نية التأخير عن جملة (إن).
وعلى هذا يمكن تأويل المعطوف المرفوع على اسم (إن) فى قول ضابئ البرجمى :
فمن يك أمسى بالمدينة رحله |
|
فإنى وقيّار بها لغريب (١) |
حيث يؤول رفع (قيار) على الابتداء ، ويكون خبره محذوفا دلّ عليه خبر (إن).
وفى قول بشر بن حازم :
وإلا فاعلموا أنّا وأنتم |
|
بغاة ما بقينا فى شقاق (٢) |
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٧٥ / الإنصاف ٦٥ / الخزانة. ضياء السالك ١ ـ ٢٥٦.
قيار : اسم فرسه. الرحل : المنزل.
(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يك) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (أمسى) فعل ماض ناسخ ناقص مبنى على الفتح المقدر. (بالمدينة) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر أمسى. (رحله) اسم أمسى مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. وجملة أمسى مع معموليها فى محل نصب ، خبر يكن. (فإنى) الفاء : حرف توكيد رابط بين الشرط وجوابه مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (وقيار) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قيار : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. خبره محذوف دل عليه خبر إن. (بها) جار ومجرور مبنيان وشبه الجملة متعلقة بالغربة. (لغريب) اللام : للابتداء أو التوكيد أو المزحلقة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. غريب : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن ومعموليها فى محل جزم ، جواب الشرط.
(٢) ديوانه ١٦٥ / الكتاب ٢ ـ ١٥٦ / الإنصاف ١٩٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٦٩ / شفاء العليل ـ ٣٧٧ / شرح التصريح ١ ـ ٢٢٨ / ضياء السالك ١ ـ ٢٥٨.
(إلا) إن : حرف شرط جازم مبنى لا محل له ، لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. وجملة الشرط محذوفة. (فاعلموا) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى لا محل له. اعلموا : فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جزم ، جواب الشرط. (أنا) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (وأنتم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ،
(أنتم) ضمير فى محلّ رفع مذكور بعد حرف العطف (الواو) ، لكنه يؤول على الابتدائية ، ويكون خبره محذوفا دلّ عليه خبر (أن) ، أو : خبره (بغاة) ، وخبر (أن) محذوف دلّ عليه خبر المبتدإ.
أما قول الشاعر :
خليلىّ هل طبّ؟ فإنى وأنتما |
|
وإن لم تبوحا بالهوى دنفان (١) |
ففيه عطف على اسم (إن) ضمير المتكلم بالضمير (أنتما) قبل استكمال الخبر ، فيكون (أنتما) مبتدأ ، يجب أن نحتسب المذكور خبره وهو (دنفان) لأنه يتطابق معه فى العدد وهو التثنية ، ولكنه يختلف فى ذلك مع اسم (إن) ، ويكون خبر (إن) محذوفا دل عليه خبر المبتدإ.
ـ أما قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(٢) [التوبة : ٣] ، ففيه رفع (رسول) ، وفيه ثلاثة أوجه :
__________________
وخبره محذوف دل عليه خبر أن. (بغاة) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل نصب مفعولى اعلم. (ما) مصدرية ظرفية. (بقينا) بقى : فعل ماض مبنى على السكون المقدر. وضمير المتكلمين مبنى في محل رفع ، فاعل. وما بقينا مصدر مضاف إليه مدة في محل نصب على الظرفية. والتقدير : مدة بقائنا. (فى شقاق) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر ثان ؛ لأن أو متعلقة بخبرها المحذوف. (١) ضياء السالك ١ ـ ٢٥٩.
(خليلى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى مضاف. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (طب) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف ، والتقدير : هل طب موجود. (فإنى) الفاء : حرف تعليل مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. وخبرها محذوف دل عليه خبر المبتدإ المذكور تاليا. (وأنتما) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أنتما : ضمير مبنى في محل رفع ، مبتدأ. (وإن) الواو حرف عطف مبنى عاطف ما بعده على محذوف. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لم) حرف نفى وجزم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تبوحا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها الكلام. (بالهوى) جار ومجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وشبه الجملة متعلقة بالبوح.
(دنفان) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. والتقدير : فإنى دنف وأنتما دنفان.
(٢) الآية : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) وفيها المصدر
أولها : أنه مبتدأ خبره محذوف دلّ عليه السياق أو ما قبله من كلام ، والتقدير : ورسوله برىء من المشركين ، أو : ورسوله كذلك.
والثانى : الرفع على موضع (أن) مع اسمها ، وهو الرفع ، على أن المفتوحة تعامل معاملة المكسورة فى هذه الخاصة ، حيث تكون مع اسمها فى موضع ابتداء وموضعه الرفع.
والثالث : بالعطف على الضمير المستتر فى برىء ، وموضعه الرفع على الفاعلية.
وقرئ (رسوله) بالنصب (١) ، وفيه وجهان :
أولهما : العطف على اسم (أن) ، وهو منصوب.
والآخر : أنه مفعول معه ، والأول أكثر قبولا ووضوحا واتساقا مع المعنى.
ومثله قول الشاعر :
يا ليتنا وهما نخلو بمنزلة |
|
حتى يرى بعضنا بعضا ونأتلف (٢) |
حيث (هما) ضمير رفع مبتدأ ، خبره محذوف دلّ عليه خبر (ليت) ، أو العكس.
__________________
المؤول : (أن الله برىء) فى محل رفع ، خبر المبتدإ (أذان) ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت (أذان) ، أو متعلقة به. أما (رسول) الأولى فهى مجرورة بالعطف على لفظ الجلالة المجرور بـ (من) ، و (رسول) الثانية مرفوعة لما أولناه فى أعلى الصفحة ، وفى هذه المواضع أوجه أخرى.
ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ١١ / البيان ١ ـ ٣٩٣ / الدر المصون ٣ ـ ٤٤١.
(١) فى قراءة عيسى بن عمر وزيد بن على وابن أبى إسحاق.
(٢) ينظر : معانى الفراء ١ ـ ٣١١ / الدر المصون ٢ ـ ٥٧٤.
(يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. والمنادى محذوف ، والتقدير : يا قوم ... أو يا : حرف تنبيه مبنى. (ليتنا) ليت : حرف ناسخ مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم ليت. (وهما) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. هما : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف. دل عليه خبر ليت. (نخلو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر ليت.
(بمنزلة) جار ومجرور بالكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالخلو. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يرى) فعل مضارع منصوب بعد أن المقدرة بعد حتى ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. (بعضنا) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلمين مبنى فى
أما قول جران العود :
يا ليتنى وأنت يالميس |
|
فى بلدة ليس بها أنيس (١) |
فيخرج على أن الأصل : وأنت معى ، فالضمير (أنت) فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره محذوف تقديره : معى ، والجملة الاسمية فى محلّ نصب على الحالية. أما خبر (ليت) فهو شبه الجملة (فى بلدة).
والصورة الثانية : أن يكون المعطوف بعد إكمال الخبر :
إذا عطف على جملة الحرف الناسخ بعد إكمال خبره ـ أى : بعد اكتمال الجملة ـ فإن النحاة يذكرون التعامل مع الأحرف الناسخة ـ حينئذ ـ بتقسيمها إلى قسمين :
القسم الأول : كأن ، ولعلّ ، وليت :
إذا عطف على جملة اسمية منسوخة بـ (كأن ، أو لعل ، أو ليت) فإن المعطوف عليه يجب فيه الرفع على الابتداء على سبيل الاستئناف.
ومن النحاة من يرفع بالعطف على موضع الحرف الناسخ واسمه ، وهو الرفع ، لكنه يردّ بأن هذه الأحرف تغير معنى الابتداء ، فـ (كأن) تفيد معنى التشبيه ، و (لعل) تفيد معنى الترجى ، و (ليت) تفيد معنى التمنى.
__________________
محل جر بالإضافة. (بعضا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ونأتلف) الواو : حرف استئناف مبنى ، لا محل له من الإعراب. نأتلف ، فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، والجملة الفعلية استئنافية ، لا محل لها من الإعراب.
(١) ديوانه ٥٢ / الكتاب ١ ـ ٢٦٣ /. شرح التصريح ١ ـ ٢٣٠ / ضياء السالك ١ ـ ٢٦١.
(يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف ، أو حرف تنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. (ليتنى) ليت : حرف تمن مبنى لا محل له من الإعراب. والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم ليت. (وأنت) الواو : واو الابتداء أو واو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. خبره محذوف. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (ليس) منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (فى بلدة) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بخبر ليت محذوف ، أو فى محل رفع ، خبر ليت. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (بها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس المقدم ، أو متعلقة بخبر ليس المحذوف. (أنيس) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة ليس مع معموليها فى محل جر ، نعت لبلدة.
القسم الثانى : إنّ ، وأنّ ، ولكنّ :
إذا عطف على الجملة الاسمية المنسوخة بـ (إنّ ، أو : أنّ ، أو : لكنّ) فإنه يجوز فى المعطوف عليه ثلاثة أوجه :
أ ـ أن يرفع على الابتداء ، على سبيل الاستئناف.
ب ـ أن يرفع على العطف على موضع الحرف الناسخ مع اسمه ، وهو الرفع.
ج ـ أن ينصب على العطف على اسم الحرف الناسخ.
ومن ذلك قول الشاعر :
فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه |
|
فإن لنا الأمّ النجيبة والأب (١) |
حيث عطف (الأب) وهو مرفوع على اسم (إن) بعد اكتمال الخبر ، ويؤول رفعه على أنه مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : والأب لنا ، أو على أنه معطوف على موضع (إن) مع اسمها ، وهو الرفع. ويجوز فيه النصب على اسم (إن) ، وهو (الأم).
وقول الشاعر :
وما قصّرت بى فى التسامى خؤولة |
|
ولكن عمى الطيب الأصل والخال (٢) |
__________________
(١) شرح التصريح ١ ـ ٢٢٧ / ضياء السالك ١ ـ ٢٥٢.
(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يك) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة. واسمه ضمير محذوف. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (ينجب) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. (أبوه) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية في محل نصب ، خبر يكون. (وأمه) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، أمه : معطوف على (أبوه) مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (فإن) الفاء : حرف مؤكد واقع فى جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر إن المقدم. (الأم) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة فى محل جرم ، جواب الشرط. (والأب) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الأب : معطوف على موضع إن مع اسمها مرفوع ، أو مبتدأ مرفوع خبره محذوف.
(٢) ينظر : المواضع السابقة.
برفع (الخال) إما على العطف على موضع (لكن) مع اسمها ، وهو الرفع ، وإما على الابتدائية استئنافا ، ويجوز فيه النصب بالعطف على اسم (لكن).
قضية الرتبة فى الجملة الاسمية :
فى هذه القضية عدة جوانب :
أولها : يمتنع تقدم أسماء هذه الأحرف عليها ، فعمل الحرف ليس إلا فيما يليه ، ولا يكون فيما يسبقه.
والثانى : لا يجوز أن تتقدم أخبار الأحرف الناسخة عليها ، ويعلّل لذلك بأن الحروف محمولة على الأفعال فى الإعمال ، فلا يليق التوسع فى معمولاتها بالتقديم والتأخير ؛ لأنها فرع فى الإعمال ، وليست أصلا كالأفعال.
والثالث : لا تتقدم أخبار هذه الأحرف على أسمائها إلا إذا كان الخبر شبه جملة ، ذلك «لأن العرب اتسعت فى الظروف ، فأجازت فيها ما لا تجيزه فى غيرها ، من قبل أن جميع الأفعال لا تخلو منها ، فهى موجودة فى الكلام ـ وإن لم تذكر ـ لأنه لا يصح وقوع فعل إلا فى زمان ومكان ، فلمّا كان معناها موجودا فى الكلام أجازوا تقديمها ، والفصل بها بين (إن) واسمها» (١).
ومن تقديم الخبر إذا كان شبه جملة أن تقول : وأراه أنّ فى الناس بقية ينهون عن الفساد فى الأرض. شبه جملة (فى الناس) فى محل رفع ، خبر (أن) مقدم ، واسمها هو النكرة المتأخرة المنصوبة (بقية).
__________________
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (قصرت) فعل ماض مبنى على الفتح والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (بى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتقصير. (فى التسامى) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالقصور.
(خؤولة) فاعل مرفوع ، رفعه الضمة. (ولكن) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (عمى) اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (الطيب) خبر لكن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (الأصل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (والخال) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الخال) إما مبتدأ خبره محذوف ، وإما معطوف على لكن واسمها.
(١) شرح عيون الإعراب ١١٣.
إن فى صلاح الأبناء صلاح المجتمع. شبه الجملة (فى صلاح) فى محلّ رفع ، خبر (إن) مقدم ، واسمها المؤخر (صلاح) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(١) [القصص : ٧٩]. (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ)(٢) [طه : ٩٧].
(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)(٣) [الأنبياء : ١٠٦].
(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [النور : ٦٤].
(ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، اسم (إن) مؤخر ، وخبرها المقدم شبه الجملة (لله).
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً)(٤) [الجن : ٢٣].
__________________
(١) (يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف والتقدير : يا قوم. أو : يا : حرف تنبيه واستفتاح. (ليت) حرف تمن مبنى لا محل له من الإعراب. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر ليت مقدم. (مثل) اسم ليت مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (أوتى) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح. (قارون) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والعائد ضمير محذوف ، والتقدير : ما أوتيه قارون. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (إنه) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لذو) اللام لام الابتداء أو التوكيد أو المزحلقة ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ذو : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، و (حظ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(عظيم) نعت لحظ مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(٢) جملة (لن تخلفه) فى محل نصب ، نعت لموعد. والهاء ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان.
ونائب الفاعل لتخلف ضمير مستتر تقديره : أنت ، وقد كان مفعولا به أول.
(٣) (لقوم) شبه جملة فى محل نصب ، نعت لبلاغ.
(٤) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يعص) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفعله ضمير مستتر تقديره : هو. (الله) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ورسوله) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. رسول : معطوف على لفظ الجلالة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (فإن) الفاء حرف واقع في جواب الشرط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (له) جار ومجرور مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب ، وشبه الجملة فى
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) [الغاشية : ٢٥ ، ٢٦].
وفى قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [آل عمران : ١٩٠]. خبر (إن) مقدم وهو شبه الجملة (فى خلق) ، وهى فى محلّ رفع ، واسمها (آيات) وهو مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة.
(اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ) [البقرة : ٦١] ، شبه الجملة (لكم) خبر (إن) مقدم. أما اسمها فهو المصدر المؤول (ما سألتم) على احتساب (ما) مصدرية ، والتقدير : فإن لكم سؤلكم ، أو الاسم الموصول (ما) ، وهو فى محل نصب باحتساب (ما) موصولة ، والعائد محذوف ، والتقدير : فإن لكم الذى سألتموه.
(قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ.)(١) [الزخرف : ٣٨].
(إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) [القيامة : ١٧]. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) [القيامة : ١٩].
(إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) [المزمل : ٧] ، شبه الجملة (لك) فى محل رفع ،
__________________
محل رفع ، خبر إن مقدم. (نار) اسم إن مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (جهنم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وجملة جواب الشرط (فإن له جهنم) فى محل جزم. (خالدين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ؛ لأنها جمع مذكر سالم. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالخلود. (أبدا) منصوبة على الظرفية وعلامة نصبها الفتحة ، والظرف متعلق بالخلود.
(١) (قال) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف ، والتقدير : يا شيطان. (ليت) حرف تمن ناسخ مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بينى) بين : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع خبر ليت مقدم ، أو متعلقة بخبر محذوف.
(وبينك) عاطف مبنى ، وشبه الجملة معطوفة على سابقتها. (بعد) اسم ليت مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (المشرقين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى. والجملة فى محل نصب مقول القول. (فبئس) الفاء عاطفة تعقيبية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. بئس : فعل ماض مبنى على الفتح. (القرين) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية إما فى محل رفع ، خبر لمبتدإ محذوف ، وإما لا محل لها من الإعراب. والمخصوص بالذم محذوف تقديره الشيطان مبتدأ خبره جملة الذم ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أو خبر لمبتدإ محذوف.
خبر (إن) مقدم ، واسمها المؤخر المنصوب (سبحا) ، أما شبه جملة (فى النهار) فهى متعلقة بالسبح.
(إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً) [المزمل : ١٢].
(قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) [المائدة : ٢٢].
والرابع : يجب ألا تتقدم معمول أخبار هذه الأحرف عليها.
ويجوز عند القلة أن يتقدم معمول أخبارها على أسمائها إذا كان شبه جملة ، وهو قليل ، وذكر ذلك فى قول الشاعر :
فلا تلحنى فيها فإن بحبّها |
|
أخاك مصاب القلب جمّ بلابله (١) |
حيث شبه الجملة (بحبها) متعلقة بخبر (إن) ، وهو : (مصاب) ، وقد تقدمت على اسم (إن) ، وهو (أخاك).
والخامس : يجب أن يتقدم الخبر على الاسم فى المواضع الواجب تقدمه فيها ، نحو :
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ١٣٣ / الأعلم ١ ـ ٢٨٠ / المقرب ١ ـ ١٠٨ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٤٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥٤ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٢.
تلحنى : تلمنى وتؤنبنى وهو من لحا يلحى لحيا. جم : كثير. بلابله : وساوسه وهمومه.
(لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تلحنى) تلح : فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والنون : حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بتلحى. (فإن) الفاء : حرف تعليلى مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بحبها) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. حب : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة.
وشبه الجملة متعلقة بمصاب. (أخاك) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.
وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (مصاب) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (القلب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (جم) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بلابله) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر ثان لإن ، أو فى محل رفع بدل من مصاب.
أ ـ أن يكون الخبر شبه جملة ، والاسم نكرة ، نحو : إن فى القاعة طلبة ، حيث خبر (إن) شبه الجملة (فى القاعة) ، وهو واجب تقدمه على اسم (إن) ؛ لأنه نكرة ، وهو (طلبة).
ب ـ أن يكون الاسم متضمنا ضميرا يعود على الخبر ، أو على جزء منه ، وهنا يجب تقدم الخبر حتى يكون متقدما فى اللفظ ، وهو متأخر فى الرتبة ، فيصح عود الضمير عليه ، ولو أنه تأخر لعاد الضمير على متأخر فى اللفظ متأخر فى الرتبة ، وهو غير جائز.
من ذلك أن تقول : إن فى القاعة عاملها. اسم (إن) (عامل) ، وهو مضاف إلى ضمير (هاء الغائبة) يعود على جزء من الخبر (القاعة) ، فيجب تقدم الخبر حتى يعود الضمير على متأخر فى الرتبة متقدم فى اللفظ.
ومثله أن تقول : ليت فى المنزل صاحبه ، لعلّ فى الحظيرة مربية دواجنها.
والسادس : يجب أن يتقدم الاسم فيما إذا كان هناك التباس بينه وبين الخبر ، كأن يكونا :
ـ اسمى إشارة ، نحو : ليت هذا ذاك ، (هذا) اسم (ليت) بالضرورة فى محل نصب ، و (ذاك) خبرها فى محل رفع.
ـ اسمين مضافين ، نحو : إن طالبى ابنى.
إن ابنى طالبى.
فى المثل الأول (طالب) اسم (إن) منصوب مقدرا ، وفى الثانى اسمها (ابن) منصوب مقدرا.
ـ اسمين مقصورين ، نحو : إن مصطفى موسى ، (مصطفى) و (موسى) اسمان مقصوران ، فوجب أن يكون (مصطفى) المتقدم اسم (ليت) منصوبا مقدرا ، وأن يكون (موسى) الاسم المتأخر خبر (ليت) مرفوعا مقدرا.
ـ اسمين موصولين ، كأن تقول : إن الذى أقبل علينا الذى طلبناه. (الذى أقبل) اسم إن فى محل نصب ، و (الذى طلبنا) خبر إن فى محل رفع.
قضية الحذف فى الجملة الاسمية المنسوخة :
يجوز حذف كلّ من الاسم والخبر إذا دلّ عليه دليل.
ومن شواهد حذف الاسم قول الفرزدق :
فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتى |
|
ولكن زنجى عظيم المشافر (١) |
والتقدير : ولكنك زنجى ، فحذف اسم (لكن) ، ويكون (زنجى) خبر (لكن) مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة.
ويحسن عدم حذف اسم الحرف الناسخ إذا كان ضمير شأن أو ضمير أمر إلا للضرورة ، ما لم يكن الحرف الناسخ مخففا ، وإذا حذف فلا يلى الحرف فعل.
وسمع حذف ضمير الشأن وهو اسم (إن) المشددة فى قول الأخطل التغلبى :
إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآذرا وظباء (٢) |
__________________
(١) ديوانه ٤٣١ / الكتاب ٢ ـ ١٣٦ / شرح المفصل ٨ ـ ٨١ / المقرب ١ ـ ١٠٨ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٦.
(لو) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (كنت) فعل الشرط ماض مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (ضبيا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عرفت) فعل جواب الشرط ماض مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (قرابتى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (ولكن) الواو حرف استئناف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. واسمه محذوف تقديره :أنت. (زنجى) خبر لكن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عظيم) نعت لزنجى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (المشافر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(٢) المقرب ١ ـ ١٠٩ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٩.
(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. واسمها ضمير الشأن محذوف فى محل نصب.
(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يدخل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو (الكنيسة) منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. (يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه