المباحثات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

المباحثات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: محسن بيدارفر
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: انتشارات بيدار
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠

(٦٦) منها قوله (٨٩) : «إنّ النائم لا يشعر بذاته» ومساعدة الشيخ الفاضل ـ أدام الله تأييده ـ إيّاه على ذلك.

(٦٧) وهذه المقدّمة غير مسلّمة ؛ ومع تسليمها غير نافعة فيما يروم نقضه به :

(٦٨) الأول : النائم (٩٠) يتصرف في خيالاته كما كان في اليقظة يتصرّف في محسوساته ، وكثيرا ما (٩١) يتصرّف في امور عقليّة فكريّة كما في اليقظة ؛ وفي حال تصرّفه ذلك يشعر بأنّه هو ذلك المتصرّف كما هو حال (٩٢) اليقظان ؛ فإن انتبه وذكر تصرّفاته ذكر شعوره بذاته ؛ وإن انتبه ولم يذكر ذلك لم يذكر شعوره بذاته ، ولم يكن (٩٣) ذلك دليلا على أنّه لم يكن شاعرا بذاته ، بل الشعور بالشعور بالذات غير الشعور بالذات ؛ [فإن ذكر الشعور بالذات غير الشعور بالذات] (٩٤) ، واليقظان أيضا قد لا يذكر شعوره بذاته إذا لم ينحفظ في ذكره مزاولات (٩٥) كانت له لم يغفل (٩٦) فيها عن ذاته.

(٦٩) الثاني : ليس النائم والسكران والمسبوت والمسكوت (٩٧) والمصروع والممرور (٩٨) في حكم من لا آفة به ـ إلا أن هذا ممّا لا يفطن له (٩٩) الشيخ ، فهو معذور وإن غفل [٨ ب] عنه وقد كنّا (١٠٠) فرضنا الرجل ولا آفة به.

(٧٠) ومنها حسبانه أنّا في النوم ما (١٠١) لم يتخيّل لنا هيئة أعضائنا لم نشعر بذواتنا ـ فيه أصناف من الغلط :

(٧١) الاوّل : قد سلف أنّا لسنا نحسّ هيئة أعضائنا البارزة ، [ونشعر أنّا

__________________

(٨٩) عشه ، ل : منها أن قوله. وفى ب بعد «قوله» علامة كذا (؟؟؟).

(٩٠) م : ان النائم.

(٩١) ل : وكثير ما.

(٩٢) عشه : كما هو فى حال. ل : كما فى حال.

(٩٣) ل : وإن لم يكن.

(٩٤) هذه الفقرة فى عش ، ه ، ل مقدم على «بل الشعور بالذات ...»

(٩٥) عشه ، ل : من مزاولات.

(٩٦) م ، ه ، د : لم يعقل.

(٩٧) «والمسكوت» ساقطة من عشه.

(٩٨) ل : والمرور.

(٩٩) عشه ، ل : له ذلك الشيخ.

(١٠٠) عشه : وقد فرضنا.

(١٠١) ل : مما.

٦١

نحن نحن ، وإن تغيّرت هيئة أعضائنا الشخصيّة] (١٠٢) في اليقظة حقيقة وفي النوم مجازا ـ فليس المشعور به الواحد الغير المتبدّل هيئة الأعضاء ، ولا يجوز أيضا أن يكون أمرا كليّا ينحفظ مع كلّ تبدّل انحفاظ الكليّ ـ لأن المشعور به جزئيّ ـ ولا يجوز أن يكون أمرا شخصيّا ينحفظ مع التبدلات انحفاظ الجزئي المقارن للتبدّلات (١٠٣) من شيء من أعضائنا ـ قد بيّن (١٠٤) ذلك ـ فهو إذن شيء آخر.

(٧٢) الثاني : هب أنّا لا نشعر بذاتنا ما لم يتخيّل لنا هيئة أعضائنا في النوم ، هل (١٠٥) تدلّ هذه القضيّة إلا على المقارنة بين الشعور (١٠٦) وبين التخيّل؟ ولا مانع من أن يكون شعور بشيء يقترن به تخيّل لشيء ، وليس في ذلك ما ينقض المذهب أو المقدمة (١٠٧) ، فإنّه ليس كل ما لا يكون الشيء ما لم يكن هو هو ، هو الشيء (١٠٨).

(٧٣) الثالث : ظنّه (١٠٩) أنّ الواقف على الفرض المفروض في الهواء السجسج (١١٠) ، المتشابه الكيفيّة في زمان غير محسوس : يشعر بوجود الهواء ، وأنّه يجري هناك مصادمة محسوسة ملموسة [وأنّ هذا واجب.

الجواب : ليس] (١١١) أحد من الإنسان (١١٢) يثبت الهواء بلمسه إلا بصدمة عنيفة أو مثل ضغط زقّ أو من نكز (١١٣) أو من حرّ أو برد غير مشابه (١١٤) لكيفيّة الجلد.

(٧٤) وأما ما بعد ذلك من المطالبات فما فتحت عيني منها على شيء يعتدّ به ، وشقّ علي استهانته بالمنطق مساعدا في ذلك ذلك الشيخ.

__________________

(١٠٢) ساقطة من عشه.

(١٠٣) عش ، ل : للمتبدلات.

(١٠٤) عشه : فقد بين.

(١٠٥) عشه ، ل : فهل.

(١٠٦) الكلمة متشابهة فى ب ويمكن قراءتها «المشعور» ولذا كتب فى م ، د : المشعور.

(١٠٧) عشه : والمقدمة.

(١٠٨) «هو الشيء» ساقطة من ل.

(١٠٩) م ، د : ظن به.

(١١٠) الهواء السجسج : المعتدل بين الحر والبرد. وفى ل : المحسس. ل خ : السحسح.

(١١١) عشه : فإن هذا غير واجب وليس

(١١٢) عشه : الناس.

(١١٣) النكز والمنكز : الفارغ. وفي عشه ، ل : زق مرسكر ، ل خ : او من نكز.

(١١٤) عشه ، ل : أو من برد أو (عش ، ه+ من) حرّ غير متشابه.

٦٢

(٧٥) ومنها : ما أورده في (١١٥) أمر التأدية وضحك ذلك الشيخ ، ومساعدته له في الضحك حين (١١٦) سمع موديا لا ينال ما يؤديه ؛ بل [لو سمعاني قد فسّرت] (١١٧) التأدية بأنّها أخذ من المتوسّط لشيء من طرف (١١٨) ، ومعاطاته لطرف آخر ، ثمّ قلت : «إن المتوسّط لم يكن نال الشيء ولا زمانا أو آنا» ، لحقّ عليهما (١١٩) أن يضحكا ؛ ولكن المضحوك منه من يحلّ مثلي محلّ من يخفى عليه هذا القدر ، ويظهر له ، ويكون قد جرّب من نفسه أنّه لا يفهم عنّي إلا بكلفة ، ولا يكاد يبدأ بلفظة إلا قطعت عليه ونبّأته بفحواه ومنتهاه ؛ وإذا بلغ الإنسان [٩ آ] في السنّ مبلغه و [تخبّط في كتب الحكماء تخبّطه ، وتشحّط تشحطه ،] (١٢٠) ثمّ لا يحضره معنى ما يقولونه (١٢١) من أن «المشفّ مؤدّ غير منفعل» فاخسس به واسقط محلّه (١٢٢).

(٧٦) فأمّا هو ـ أدام الله عزّه (١٢٣) ـ فإنّي اعرفه هذه التأدية (١٢٤) وما يريدون بها بحسب العرف العامي وبحسب النقل للّفظ :

لمّا كان «المؤدّي» بحسب العرف العامي هو (١٢٥) الذي يتوسّط لوصول شيء من شيء إلى شيء ؛ ليكون ذلك الشيء للثالث ـ لا له ـ إلا أنّه لا يمكنه في الامور الجسميّة إلا بأخذ وإعطاء على سبيل النقل : سمّوا الشيء الذي يحتاج إليه في أن يمكّن (١٢٦) فاعل من إحداث أثر في منفعل ـ من غير أن يكون ذلك الأثر إلا في ذلك الطرف الثالث وله ، وإنما حدث فيه (١٢٧) فقط ـ : «مؤدّيا» ، لأنه لم يقبل الأثر

__________________

(١١٥) ل : من. (١١٦) عشه ، ل : حيث سمع.

(١١٧) عشه ، (ل خ : لو) سمع أن فسرت.

(١١٨) عشه : الطرف.

(١١٩) ع : عليها.

(١٢٠) تشحّط بالدم : اضطرب فيه. والجملة مهملة في ل ، م وفي ب : تخبط في كتب الحكماء؟؟؟ بطه وتشحط تسحطه.

(١٢١) ل : ما يقولون.(١٢٢) عشه. ل : بمحله.

(١٢٣) عشه ، ل : أدام الله تأييده.(١٢٤) ل : اعرفه معنى هذه التأدية. ع : اعرفه معنى ما هذه التأدية.

(١٢٥) «هو» ساقطة من م ، د.(١٢٦) ع ، ل ، وفي هامش ب : أن يتمكن

(١٢٧) ل : منه.

__________________

(٧٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٣ ، ف ٣ ، ص ١٠٢ : «كذلك الإبصار ليس يكون بأن يخرج شعاع البتة فيلقى المبصر ، بل بأن تنتهي صورة المبصر إلى البصر بتأدية الشفاف إياها».

٦٣

لنفسه ، بل مكّن أوّلا من ثالث ، فشابه (١٢٨) ـ من وجه ما ـ الناقل المتوسّط ، من حيث لا يقبل لنفسه.

(٧٧) ولم يريدوا بهذا أن يكون الأثر شيئا يخرج من الأول إلى الثالث مجتازا على الأوسط ـ فإنّ هذا لا يكون ـ بل هو أمر وجوده وحدوثه في الثالث ، إلا أنه عن مبدء هو الأول (١٢٩) ، وممكّن معد هو المتوسّط.

(٧٨) فهذا مفهوم «التأدية». والسامع للتأدية ـ ويعني بها هذا المفهوم ـ ليس من حقّه أن يضحك من حيث يعني (١٣٠) باسم معيّن (١٣١) ، فإن لم يدر ما نعني بها فليس من حقّه أيضا (١٣٢) أن يضحك حتّى يبدأ راغما (١٣٣) فيسأل : «ما تعني بالتأدية؟».

(٧٩) فإن ادّعى مدّع (١٣٤) وجود هذا (١٣٥) المعنى فضحك ضاحك فهو سخيف ساقط ، لأنّ امتناع وجود هذا (١٣٦) المعنى غير بيّن بنفسه ؛ بل وجوده مبيّن بالبرهان ؛ وإنّما يجب أن يضحك ممّن يدّعي دعوى بيّن الاستحالة في أول العقل ، أو ثابت على رأي قد أبين (١٣٧) بطلانه بالحجّة ، فإن لم تكن الصورة إحدى الصورتين ؛ فالضاحك هو المضحوك منه (١٣٨) وهو السخيف ، وهو المهوّس (١٣٩) احاشي الجماعة من ذلك (١٤٠).

(٨٠) فإن اشتهيت أن تجد لهذه التأدية نظيرا من ألفاظ اخرى فاسمع ما يجري في كلامهم من استعمال لفظ (١٤١) «الفيض» وأنّهم يقولون : «إن الطبيعة فيض من الباري على الأجسام بتوسّط امور غير جسمانيّة وغير قابلة للطبيعة» فيجب أيضا أن [٩ ب] يضحك الأحمقون من هذا ويقولوا (١٤٢) : «هذا هوس

__________________

(١٢٨) ل : فشأنه.(١٢٩) عشه : أول.

(١٣٠) «يعنى» ساقطة من م ، د.

(١٣١) عشه ، ل : معنى. (١٣٢) «أيضا» ساقط من ل.

(١٣٣) عشه : زاعما.

(١٣٤) ب ، م ، د : مدعى.

(١٣٥) «هذا» ساقطة من عشه.

(١٣٦) «هذا» ساقطة من عشه.

(١٣٧) ل : قد بين.(١٣٨) عشه : عنه.

(١٣٩) عشه : والمهوّس.

(١٤٠) «من ذلك» ساقطة من ل. وفي عشه : عن ذلك.

(١٤١) «لفظ» ساقطة من عش ، ه.

(١٤٢) عشه : من هذا ويقولون. ل : من ذلك ويقولون.

٦٤

عظيم. وكيف يفيض (١٤٢) شيء من شيء بتوسّط شيء إلى شيء ولا ينال المتوسّط؟» قائسين هذا الفيض على «فيض الماء» ونحوه.

(٨١) والذي يجب أن يضحك منه هو الذي يحسب أولا (١٤٣) في العقل أنّ كلّ فاعل يفعل بوصول ولقاء ، و (١٤٤) أنّ الأجسام بين من أمرها أنّها يفعل بالملاقاة ـ بيانا بديهيّا ـ ولا يجوز فيما بينها إلا ذلك بأول العقل ؛ ليس لتعويل على استقراء ما. أو الذي يحسب أنّه يجب إذا فعل شيء في شيء بتوسط المشفّ ، أنه يجب أن يفعل مثل ذلك الأثر نفسه في المشفّ ؛ كأنّه لا يجوّز أن يؤثّر في المشف أثرا غير ما في نفسه ويؤثر المشفّ في الثالث أثرا يشبه الأوّل ، فيكون قد توسّط في التأثير من غير أن قبل مثل ذلك التأثير.

(٨٢) بل إنما يجب أن يضحك ممن يحسب أن الجسم لا يؤثر في جسم آخر غير كيفيته ، أو يضحك ممن يجوّز ذلك فلا يجوّز أن يكون الأول (١٤٥) يؤثر كيفيّة أو هيئة غير كيفيته كمتحرك حاك (١٤٦) يفعل حرارة ، ثمّ الثاني (١٤٧) يفعل كيفيته (١٤٨) غير كيفيّته أو هيئة غير هيئته ويكون كهيئة الأوّل ؛ كما أن ذلك الحارّ يحرّك (١٤٩) شيئا آخر بحرارته ، فيكون الأول متحرّكا وحرّك ثالثا بتوسّط ثان غير متحرك.

(٨٣) ولعلّه يسقط من (١٥٠) درجة من يضحك منه (١٥١) إذ قال : من البيّن أنه لا يجوز أن يكون أول (١٥٢) يفعل في ثالث بتوسط ثان ممكّن غير منفعل أصلا. إما واقع أيضا في الوضع المتوسّط أو منحرف ؛ وأن (١٥٣) هذا بيان أولي ، وأن العقل الأول يشهد بأن هذا لا يكون ، وأن كل ممكّن ومفتقر إليه في أن يتم فعل و (١٥٤) انفعال يجب أن ينفعل بذلك الانفعال إذا كان جسما ـ اللهمّ إلا أن لا يكون

__________________

(١٤٢) «يفيض» ساقطة من عشه.

(١٤٣) عشه : ان أولا.(١٤٤) ل ، ع : أو

(١٤٥) عش : الاولى.(١٤٦) ه ، ل : حال. م : حاره.

(١٤٧) عشه : ثم النار.

(١٤٨) عشه ، ل : كيفية.

(١٤٩) ل : ذلك الجار محرك. عشه : ذلك الحار محرك.

(١٥٠) ل ، عشه : عن.

(١٥١) عشه : عنه.

(١٥٢) عشه : أولا.

(١٥٣) عشه. ل : فان.

(١٥٤) عشه : أو.

٦٥

جسما كالمماسّة والوصول. كأنّ (١٥٥) هذا في الجسم بيّن ؛ وإنما لا يكون في المتوسطات غير الأجسام (١٥٦).

(٨٤) وأولى من يضحك منه (١٥٧) من لا يقول بالشعاع ، ثم يقول : «إن المشفّ يتكيّف بالخضرة المنقولة ، إلا أن هيئة تلك الخضرة ليست هيئة الخضرة المحسوسة ، أو (١٥٨) إن تلك الهيئة هذه الهيئة والبصر لا يثبتها [١٠ آ] ولا يثبت الهواء بها».

(٨٥) فهذا فصل واحد مشتمل (١٥٩) على تنبيهات يكاد يكون (١٦٠) عددها ستّة أو سبعة.

(٨٦) ومنها تشكّكه على المذهب بسؤال مشترك ، وهو أنه : «لم لا يبقى الأثر بعد غيبوبة المؤثّر؟».

(٨٧) فأولا : هذا شكّ طلب ـ ليس شك نقض (١٦١) ـ وذلك لأن (١٦٢) الخصم يقول : «لا أدري لم لا يبقى (١٦٣) ، لكنّه صحّ عندي أن هذا التأثير هو على هذا الوجه».

(٨٨) وأما ثانيا : فإن هذا الشك ينال المذاهب الثلاثة على وجه الطلب أيضا ، ليس (١٦٤) على وجه النقض ، وذلك أنه (١٦٥) يقال لصاحب الشعاع : [«لم لا يبقي الأثر من (١٦٦) الشعاع مع مفارقة الشعاع] (١٦٧) لما يماسّه ، كما يبقي في الحديد

__________________

(١٥٥) عشه. ل : فان.

(١٥٦) عشه ، ل : عن الاجسام.

(١٥٧) عشه : من يضحك عنه. ل : من أن يضحك منه.

(١٥٨) عشه ، ل : و.

(١٥٩) عشه : وهذا فصل واحد يشتمل. ل : ... يشتمل.

(١٦٠) عشه ، ل : يكاد أن يكون.

(١٦١) عشه ، ل : لا شك نقض.

(١٦٢) ل : أن. (١٦٣) ع ، ه : لما لا يبقى.

(١٦٤) د : ليس كذلك.

(١٦٥) ل : لأنه. (١٦٦) عشه ، ل : في الشعاع.

(١٦٧) ساقطة من م ، د.

__________________

(٨٦) الإشارة إلى ثالث المذاهب الثلاثة في الرؤية ، وهو مذهب الشيخ. راجع الشفاء ، الباب السابق ، ص ١٠٢ ـ ١٠٥.

(٨٨) المذاهب الثلاثة في الرؤية. راجع الشفاء الباب السابق.

٦٦

عن النار بعد المماسّة؟».

(٨٩) فإن قال : «هذا لأن (١٦٧) المماسّة كان (١٦٨) من شرط هذا القبول والحفظ» قال الآخر (١٦٩) : «لأن المحاذاة بتوسّط مشفّ في البين أو صقيل على زاوية كذا كان (١٧٠) من شرط هذا القبول والحفظ». وكذلك يقال للقائل بمتوسط منفعل وبمتوسّط غير منفعل.

(٩٠) وأمّا ثالثا : فإن هذا (١٧١) التشكّك خسيس جدّا ، فإنه ليس من العجب (١٧٢) أن يكون بعض التأثيرات من شرط ثباتها أن يكون بين المؤثّر والمتأثّر نسبة ما في الوضع إذا زالت زال التأثّر (١٧٣).

(٩١) وأمّا رابعا : فلأن العجب في بقاء الأثر ـ وقد زال سبب الأثر (١٧٤) ـ أكثر من العجب في زوال الأثر ـ وقد زال السبب المؤثّر (١٧٥).

(٩٢) ومنها الكلام على المزاج وأن النفس ليس [ت] بمزاج ، وقد وقع الخطأ فيه من وجوه :

أمّا أولا : فالقائل : «إن المزاج الشبيه غير مدرك ، فيجب أن يكون المزاج الذي هو النفس إذا أدرك مزاجا من حرّ أو برد فإنّما يدركه حين ما يصير (١٧٦) هو ، فيكون ما دام معتدلا غير مدرك ، فإذا زال عن الاعتدال أدرك ذاته ، فيكون ما لم يستحل لم يدرك. وأن يكون إنما يدرك ذاته لا في كل حال ، بل عند الزوال عمّا هو عليه» : لا يلزمه أن يناقض بأن «المدقوق (١٧٧) مستحيل لا يدرك مزاجه» لأنه لم يقل : «كل مستحيل مدرك مزاجه» بل : كل مدرك مزاج (١٧٨) على هذا الوجه مستحيل

__________________

(١٦٧) عش : هذا لا المماسة.

(١٦٨) عشه ، ل : كانت.(١٧٠) عشه ، ل : كانت.

(١٦٩) «الآخر» ساقطة من عشه.

(١٧١) «هذا» ساقطة من ل.

(١٧٢) عشه ، ل : العجيب.

(١٧٣) عشه ، ل : التأثير.

(١٧٤) عشه : السبب المؤثر.

(١٧٥) عشه : سبب الأثر.

(١٧٦) ى : فانما يدرك حينما تغير هو.

(١٧٧) عشه ، ل : المذوق.(١٧٨) ل : مزاجه.

__________________

(٩٢) راجع الإشارات : النمط الثالث ، الفصل الخامس (شرح : ٢ / ٣٠١).

٦٧

(٩٣) وأمّا ثانيا : فقد أعرض عن أن حال الانفعال ليس حالا يتبدّل (١٧٩) على المزاج الثاني حتّى يصير به مدركا. فإن الأول بطل ، والثاني حدث ، وحدث عنده مدركا من غير حال يتبدّل عليه ، إنما (١٨٠) ينفصل عن الثاني (١٨١) بأن العدم سبق [١٠ ب] الآن الذي يدرك فيه ؛ وليس لسبق (١٨٢) العدم تأثير في أن يكون الشيء مدركا لنفسه.

وأما إذا كان شيء واحد غير المزاج ثابتا ، فيجوز أن يكون تجدد المزاج الثاني وبطلان الأول يفيده حالة (١٨٣) جديدة ، لأنه موجود بين الحالين لا جلهما (١٨٤) يدرك ـ وفي هذا كلام طويل ـ.

(٩٤) وأمّا ثالثا : فلأنه أعرض عمّا كنت قرّرته : إن المزاج من معلولات الجمع وتوابعها ، والجمع معلول القوة الجامعة النفسانيّة حدوثا و (١٨٥) انحفاظا. وأعرض عمّا كنت قرّرته من أن المزاج إذا تغيّر صار آخرا بالشخص ، فإنه (١٨٦) لا يجوز أن يقال في الأعراض : «إن واحدا منها يبقى بعينه ويكون أشدّ وأضعف» حتّى يكون حاملا للشدّة والضعف ، وهو واحد بعينه ؛ فإنه ليس هناك معنى واحد (١٨٧) يقبل الاختلاف عليه (١٨٨) إلا الموضوع ، فالمزاج وجميع الكيفيات التي تقبل الشدّة والضعف إذا تبدّلت تغيّرت ؛ لا في الشخص فقط ـ بل وفي النوع ـ والذات الإنسانيّة التي هو بها (١٨٩) واحد ثابت الشخص غير شيء من هذه المتبدّلات بالعدد.

(٩٥) ومن عزمي أن أعمل في «أن النفس ليس [ت] بمزاج» ألف ورقة ـ

__________________

(١٧٩) ع خ : ليس ما لا يتبدل. ل : ليس حالا ما لا يتبدل حالا يتبدل.

(١٨٠) عشه : وانما.

(١٨١) في هامش ب : الباقي ظ. م ، د : عن الثاني الباقي كما كان في ب أيضا كذلك وصحح بعد.

(١٨٢) ل : بسبق.

(١٨٣) ع ، ه ، ل : حالا.

(١٨٤) عشه ، ل : لا جلها.

(١٨٥) «الواو» ساقطة من عشه.

(١٨٦) عشه : صار آخر بالنوع فلانه.

(١٨٧) عش : واحدا.

(١٨٨) «عليه» ساقطة من عشه ، د.

(١٨٩) عشه : التي هويتها. ي : التي هى بها. ل : التي هو منها.

٦٨

لا أنقص منها ـ ولا اورد فيها شيئا غريبا خارجا عن المسألة من حيث خصوصيّتها ، ولا اورد (١٩٠) الأحوال التي هي أعم من ذلك إلا ما لا بدّ من أن يجعل مقدمة في إنتاج ما يختصّ بهذا النظر.

(٩٦) وليتكلّف هذا الماضغ (١٩١) للخراء ، الغالط في نفسه ، الواضع نفسه ليس موضع من يجب أن يتشكك ويباحث ، [وأن محله ليس محل من يخطر بباله حلاّ وجوابا بل محلّ من يفي بنقض] (١٩٢) ويقوم مقام مقابل. و ـ بالله ـ إنه قد يمكن أن يخاطب (١٩٣) بالكلام الأهلي الذي لا تعويص فيه ولا تحريف للكلام عن جهته ، ثم لا يفهمه بوجه من الوجوه ، لا سيّما إذا جعل الخطاب مجردا كليّا ؛ أفمثله (١٩٤) يتعرّض لأهل البصيرة ويقول : «هذا هوس عظيم ، وذلك كذلك»؟! وليس الهوس العظيم إلا هو وجوهره وذاته! ـ فليتكلّف خمسين ورقة في إثبات (١٩٥) أن النفس مزاج ، أو في دفعه ومنعه (١٩٦).

(٩٧) وأمّا رابعا : فظنّه أن «كلامنا في الألم ، وأنه لم يبيّن خطأ جالينوس في زعمه أن الألم سببه تفرّق الاتصال» وإنما كلامنا في الإحساس ، وهو أعم من اللذة والألم ومن حالة (١٩٧) [ليست بلذة ولا ألم ، وأنه] (١٩٨) وإن كان تفرّق الاتصال سببا للألم ـ حال ما يحسّ الحارّ (١٩٩) [١١ آ] فإنّ المحسوس من الحرارة هو الحرارة ، ليس تفرّق الاتصال ؛ [ولعله محسوس آخر أو غير محسوس من حيث هو تفرّق الاتصال] (٢٠٠).

__________________

(١٩٠) ل : ولا اورد فيها.

(١٩١) ل : هذا الموضع للخرا الغالظ.

(١٩٢) ل ، عشه : ويظن لعل (عشه : ولعل) لما خطر بباله حلاّ وجوابا بل محل من ينقض (عشه : ما ينقض). وفي هامش ل : نسخة : بل محل من يفي بنقض ويقوم مقام مقابل. بل يجاوبني بنقض ويقوم مقام مقابل ، (كل ذلك مهملة عموما).

(١٩٣) ع : يخالطب (محرف).

(١٩٤) ل : فمثله.

(١٩٥) ل : في أن النفس.

(١٩٦) عشه : أو في منعه.

(١٩٧) عشه : وحالة.

(١٩٨) عشه ، ل : ليست بالم ولا لذة فانه.

(١٩٩) عشه ، ل : الحاس.

(٢٠٠) غير موجود في عشه.

٦٩

(٩٨) وبالجملة ـ فإن الحرارة والبرودة غير تفرّق الاتصال ، والإحساس بهما إحساس بكيفيتهما ، والألم معنى آخر. فسواء صدق جالينوس أو كذب فلا مدخل له فيما نحن بسبيله بوجه ـ لا وجه نقض ، ولا وجه نصرة ـ على أن ذلك قد بان غلطه فيه من وجوه.

(٩٩) وأما (٢٠١) استقصاء القول في هذا الباب فللمسترشدين[وعلى أن يكون المسألة مسئلة واحدة ليست إحدى وخمسين مسئلة يحتاج إلى أن يجاب عنها في دفعة واحدة] (٢٠٢)

(١٠٠) ومنها تشككه في أمر الحركة الإرادية.

إنه (٢٠٣) من الواجب أن يضحك ممن لا يعقل ولا يعتبر أنّا حال من نريد (٢٠٤) أن نتحرك بالإرادة ، ففينا مبدأ يقتضى أن نتحرك حركة سافلة (٢٠٥) أو نسكن. وأنه يعاوق ويمانع ، [وما لم نستول عليه بالمضادة] (٢٠٦) لم تتات الحركة الإرادية الطالبة غير المطلب (٢٠٧) الطبيعي فينا. وأنه ربما وقع مثل ما يقع في حال الرعشة لتداولهما السلطان والقوة. وأنه لو لا هذه المناقضة (٢٠٨) لما كان يكون من (٢٠٩) الإعياء إلا ما يوجبه سوء المزاج فقط. وأنه ليس سوء المزاج إلا مزاج ذلك العضو ؛ فيكون الذي يوجب الإعياء هو الذي يفرض (٢١٠) نفسا ومزاجا ؛ فهو (٢١١) بعينه يوجب (٢١٢) الحركة ومانع عنها.

(١٠١) كلاّ ـ بل فينا مستدع لأن يكون الجسم ساكنا أو هابطا ، ليس هو

__________________

(٢٠١) عشه ، ل : فأما.

(٢٠٢) عشه : وعلى أن المسألة يكون مسئلة واحدة لا احدى و ... عنها دفعة واحدة.

(٢٠٣) «انه» ساقط من عشه.

(٢٠٤) عشه ، ي ، ل : حال ما نريد.

(٢٠٥) ل : حركة سامله سافله.

(٢٠٦) ل : وما لم؟؟؟ ستولى عليها المضادة.

(٢٠٧) ب ، د ، م : مطلب.

(٢٠٨) ى : لو لا هذه القوة لما كان.

(٢٠٩) ل : في الاعياء.

(٢١٠) ى : يعرض(٢١١) عشه : وهو.

(٢١٢) عشه ، ل ، ي : موجب.

__________________

(١٠٠) راجع الإشارات ، الفصل السابق (شرح : ٢ / ٢٩٨).

٧٠

بعينه الموجب للإصعاد ؛ فإن قوة واحدة (٢١٣) لا تقتضي ايجابين اثنين متقابلين.

(١٠٢) ثم الذي يستدعي منا السكون والهبوط ليس إلا المزاج ، أو ما يوجب المزاج ؛ فيجب أن يكون صاحب الحركة الإراديّة غيره. وليس يلتفت إلى من يقول : «إن المزاج في حال عدم الإرادة يقتضى شيئا ، فإذا حصلت الإرادة لم يقتض ذلك بل خلافه» فإنّا عند الحركة الإراديّة (٢١٤) ينازعنا ميل إلى جانب آخر ، ولذلك نحتاج إلى آلات وحيل يتأتى بها حركاتنا الإراديّة (٢١٥) ، وليس يمكن أن تنسب تلك المنازعة إلا (٢١٦) إلى القوة الطبيعيّة [١١ ب] المزاجية.

(١٠٣) ومنها شيء لا عذر له في ذهاب ذلك عليه ، وذلك أنه (٢١٧) سمعني أقول : «الوجود المستغني عما يقوم به وفيه اكد (٢١٨) من الوجود المفتقر إلى ما يقوم به وفيه ، وليس يجوز أن يكون الوجود الأخسّ الأنقص علة الوجود الآكد (٢١٩)».

(١٠٤) قال : «إنما نسلم لك تاكّد الوجود وسبقه في أمور ثلاثة : الوجوب والإمكان ، والتقدم والتأخّر ، والحاجة والاستغناء ؛ وما عدا هذا ـ الرابع (٢٢٠) ـ فليس من أقسام اختلاف الوجود في التأكّد وضدّه». ولم يفكّر أن هذا ليس برابع ، بل هو ثالث الأقسام ، وهو الحاجة والاستغناء.

(١٠٥) وممّا نسبه إليّ وأنا متحيّر فيه ما حكاه أنّي قلت : «ما به يستعد لمقارنة قوة لا يكون آلة لتلك القوة في أفعالها» فأنتجت من ذلك أن النفس ليس [ت] مزاجا ؛ كأني صادرت فيه على المطلوب الأول.

__________________

(٢١٣) عشه ، ل : القوة الواحدة.

(٢١٤) عشه : الحركة بالارادة.

(٢١٥) عشه : الحركة الارادية. ل : حركاتها الارادية.

(٢١٦) «الا» غير موجود في ى. وفى ب أيضا استدرك بعد.

(٢١٧) فى ل كتب فوق «انه» : لما.

(٢١٨) مكان «آكد» بياض في م ود. ويظهر من ب ان فيها أيضا كان بياضا وكتب بعدا بخط غير الكاتب وفوقه علامة كذا :؟؟؟.

(٢١٩) ل : علة للوجود الآكد. عش : سببا وعلة للوجود الآكد.

(٢٢٠) عشه : هذا إلى الرابع.

__________________

(١٠٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٦٨.

٧١

(١٠٦) ولا يجوز أن يكون هذا كلامي على هذا النحو ، فإما أن أكون قد عبّرت عن هذا على الوجه الذي أعرفه ، وإما أن أكون قد طرحت فيه شيئا على جهة الرمز والتلويح وكففت عن شرحه ، وكان الطرح ليس على هذه الهيئة ، بل على هيئة اخرى (٢٢١) ، والواجب أن يكتب إليّ بعض (٢٢٢) ألفاظي حتى إن كنت سهوت في العبارة أصلحته.

(١٠٧) ومنها كلامه في الحدس وإصراره على أنه لا يوجد حدّ أوسط إلا بالفكر ، وفي ذلك (٢٢٣) غلط من وجوه :

(١٠٨) أما أولا : فإن القضاء بالحدس (٢٢٤) البالغ ـ هو أن يلوح الحدّ الأوسط دفعة ، من غير طلب النفس إيّاه مترددا (٢٢٥) في خيالات (٢٢٦) غيره ، حتى تودى إليه بضرب من التأدية ـ أمر تثبته (٢٢٧) التجربة ، وأكثر ما يظهر ذلك (٢٢٨) للمهندسين الحذّاق.

(١٠٩) وذلك لأن (٢٢٩) طبقات المستخرجين مختلفة : فطبقة كما ينصبون المطلوب أحيانا يلوح لهم الحدّ الأوسط مغافصة فيجدون المطلوب ؛ وربما (٢٣٠) كانوا قد تردّدوا في استعراض خيالات الفكر فما أفلحوا ، فمالوا إلى الجمام (٢٣١) والراحة ، فإذا هم بالحدّ الأوسط (٢٣٢) قد لاح ؛ وربما لم يكونوا نصبوا مطلوبا (٢٣٣) ، بل إذا هم وأنفسهم و (٢٣٤) قد لاح لهم معنى فانتظم مع حد (٢٣٥) وصار نتيجة

__________________

(٢٢١) ل : بل هيئة اخرى.

(٢٢٢) عش. ل : نص ألفاظي.

(٢٢٣) عشه : وفيه غلط.

(٢٢٤) ى : فان القضايا بالحدس.

(٢٢٥) عشه : متردده. (٢٢٦) ع خ ، ل خ : حالات.

(٢٢٧) عشه ، ل : يشبه.(٢٢٨) عشه : وأكثر ذلك يظهر.

(٢٢٩) عش : وذلك لا طبقات.

(٢٣٠) ل : وربما كان. (٢٣١) جمّ القوم جموما : استراحوا.

(٢٣٢) عشه ، ل : فاذا هم بالأوسط.

(٢٣٣) ع : وربما يكونوا لم ينصبوا (ظ يصيبوا) المطلوب.

(٢٣٤) «الواو» ساقطة من ل.

(٢٣٥) «الواو» ساقطة من عشه.

__________________

(١٠٧) راجع الكلام حول الحدس في الشفاء : م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩. والإشارات : النمط الثالث ، الفصل الثاني عشر (شرح : ٢ / ٣٥٨).

٧٢

كأنها هدية مرزوقة لم تطلب (٢٣٦).

وطبقة تحتاج إلى قليل فكر وتردّد في الخيالات. وطبقة تحتاج إلى كثير من الفكر حتى تدرك. وطبقة تحتاج [١٢ آ] إلى واحد ملقن (٢٣٧) من خارج ، فلا يفلح فكره إلا في قليل. وهذه الطبقات لها وجود (٢٣٨) إنما ينكرها من لم يجرّب وما يحتاج فيه إلى تجربة فلا يجزيه (٢٣٩) إلا التجربة.

(١١٠) وأما ثانيا : فلأنه جعل ما يعرض له من التعب عند التفكّر (٢٤٠) حجّة على العالم ، وما مثله في ذلك إلا مثل من لا يهضم إلا بالجوارش ، فيقضى على العالم أنهم لا يهضمون إلا بالجوارش. (٢٤١)

(١١١) وأما ثالثا : فلو سلّمنا أنه لا سبيل لنا في عالمنا هذا إلى إدراك شيء إلا بتعلّم أو فكر ، فليس ذلك بموجب أن هذا ديدن (٢٤٢) النفس في كل وجود يكون له ، بل لعلّها ما دامت في البدن فلها معارض من التخيّل في جميع ما نتعاطاه ، فإن استشركه (٢٤٣) فيما يناسب فعله (٢٤٤) سهل عليه استمراره في فعله الخاص ، وربما أعان. وإن لم يستشركه فيما يناسب فعله شغل وعوق ـ كالراكب دابة جموحا (٢٤٥) ـ فيحتاج إلى (٢٤٦) أن يستشركه ويستعين بمداراته (٢٤٧) ، فإذا فارق الشريك المعاوق (٢٤٨) وله ملكة أن يفعل ، استقل (٢٤٩) بذاته ، فليس يجب (٢٥٠) إذن أن يلتفت إلى هذا ؛ بل يجب أن يطلب هل للنفس فعل أو انفعال (٢٥١) وقبول صورة بذاتها ، وأنها لأيّة (٢٥٢) علّة تخرج من القوة إلى الفعل؟ فإن صحّ ذلك [لم يلتفت إلى ما يلتزمه (٢٥٣) من معاوقات (٢٥٤) ومعارضات ، وإن لم يصح ذلك] (٢٥٥)

__________________

(٢٣٦) عشه : مرزوقة لهم. (٢٣٧) عشه ، ل :؟؟؟ لقن.

(٢٣٨) عش : وجود وانما.(٢٣٩) عشه ، ل : فلا يخرجه.

(٢٤٠) عشه ، ل : الفكر ، د ، م : الشكر.

(٢٤١) الجوارشن : التركيبات المفيدة المستعملة لسهولة الهضم.

(٢٤٢) الديدن : الدأب والعادة. (٢٤٣) ل : اشتركه.

(٢٤٤) عش : فلعله. (٢٤٥) ل خ : دابة هوجا.

(٢٤٦) «الى» ساقطة من ل. (٢٤٧) عش : بمدارته

(٢٤٨) عشه : المعاون. (٢٤٩) ل : استغل. م : ل؟؟؟ ش؟؟؟ عل.

(٢٥٠) عشه : فليس اذا. (٢٥١) عشه ، ل : وانفعال.

(٢٥٢) عشه. ل. ى : لأي. (٢٥٣) م ، د : يلتزمه به. ب كذا : «يلتز؟؟؟ به» ثم كتب فوق الخط : «؟؟؟ مه». ه : يلزمه. (٢٥٤) عشه : معاونات.(٢٥٥) ساقطة من ل.

٧٣

بقي الأمر موقوفا غير مركون إلى ما يبتلى به من مشاركة التخيّل ، بل إنما يتوقّف على برهان قاطع يبطل أن يكون للنفس فعل خاصّ.

(١١٢) ثمّ يجب أن تعلم إن تركيب الحدود الكليّة ليس مما يتهيّأ أن يكون يقوى أو آلات (٢٥٦) جسمانية ، وإن (٢٥٧) كان إذعان تلك القوى ومحاكاتها لذلك بالخيالات الجزئية ـ كما يفعل المهندس في تخته وميله (٢٥٨) ـ نافعا.

(١١٣) فهذا قدر ما أمكنني أن أقوله في كل مسئلة في مجلس واحد قاصدا للايجاز والتعمية (٢٥٩) أيضا ، مكافاة لسوء الأدب ؛ وكل مسئلة في نفسها بحيث يمكن أن يتكلّم فيها بكلام شاف يشتمل على أوراق عديدة ، ولكن ذلك إذا جرّدت المسألة وافردت وطلب جوابها بمهلة ، وطلب بحسن أدب ، فإنه قبيح بي أن اجرى مجرى مسكويه والكرماني وهؤلاء.

(١١٤) فإن كان الاعتقاد فيّ أنّي من طبقتهم فبالحريّ أن يفترض [١٢ ب]

__________________

(٢٥٦) ل : أو الا. (٢٥٧) عشه ، ل : فان كان.

(٢٥٨) كلمتان فارسيتان ويظهر أنهما آلتان يستعملهما المهندسون. والميل أصله يوناني. (٢٥٩) عشه ، ل : وللتعمية.

__________________

(١١٣) أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه توفى سنة

(٤٢١) ويعد من الحكماء والادباء والمؤرخين. ترجم له ياقوت الحموي في معجم الادباء : ٥ / ٥. وابن القفطي في أخبار الحكماء : ٢١٧.

وأبو سليمان المنطقي في منتخب صوان الحكمة : ٣٤٦. وتوجد ترجمته في سائر كتب التراجم.

قال ابن القفطي (ص ٢١٧) : «قال أبو علي بن سينا في بعض كتبه ـ وقد ذكر مسئلة ـ فقال : فهذه المسألة حاضرت بها أبا علي بن مسكويه ، فاستعادها كرات ، وكان عسر الفهم ، فتركته ولم يفهمها على الوجه ـ هذا معنى ما قاله ابن سينا ، لأنني كتبت الحكاية من حفظي».

وقال البيهقي (تاريخ حكماء الإسلام ص ٤٤ ، ذيل ترجمة أبو الفرج بن الطيب) : وقد رأيت في بعض الكتب أن أبا علي [ابن سينا] دخل على الحكيم أبي علي بن مسكويه ... والتلامذة حوله ؛ فرمى أبو علي إليه جوزة فقال : بيّن مساحة هذه الجوزة بالشعيرات. فرفع ابن مسكويه أجزاء في الأخلاق ورماها إلى ابن سينا وقال : أما أنت فاصلح أخلاقك أولا حتى أستخرج مساحة الجوزة ، وأنت أحوج إصلاح أخلاقك مني إلى مساحة الجوزة.

٧٤

علي السكوت عن المسائل وترك تجشيم (٢٦٠) نفسي التعب في شرحها ؛ وإن كان الاعتقاد فيّ بحسب ما أستحقّه وبحسب ما ميّزني الله به ـ وله الحمد ـ فيجب أن لا احاور بالخطل من القول ـ كما كانا يحاوران به ـ فإني بعد اليوم لا اجيب عما يخرج عن حدّ الاحتشام إلى غيره ، وذلك غير ما كنت أتوقّعه منه (٢٦١) ـ وهو لي كالولد ، بل ألحّ من الولد وأحب (٢٦٢) ، وقد علّمته وأدّبته وبلغت (٢٦٣) به المنزلة التي بلغها ، فما كان له في ذلك (٢٦٤) التبليغ آخر غيري يقوم فيه مقامي (٢٦٥).

(١١٥) وإن كان هذا للهزء ، فليس هذا الهزء هز (٢٦٦) مثلي ، ولذلك لم أهتز اهتزازا (٢٦٧) إلا دون الوسط ، وما أنا ممّن تعلّمت العلم للتسويق (٢٦٨) ، ولا أنا ممن أوطأت نفسي غشوة (٢٦٩) فيما لم أحسّنه (٢٧٠) : أني أحسّنه ؛ بل اجتهدت وبالغت فلا يروعني مناقض ـ ولو نزل من السماء ـ ولا يهجس في بالي أنّ الشيء الذي أتقنته (٢٧١) عرضة لنقض أو إبطال أو إفساد ؛ وإن اجتمع علي كلّ فان وحيّ ومنتظر من أهل السماء والأرض ـ وما لا أعلم (٢٧٢) فلا أدّعيه ـ واعلم إن المستسعد (٢٧٣) بالنفس (٢٧٤) لا يذعره شيء وإن هال (٢٧٥) أصحاب الظنون ـ وأسأل الله تعالى التوفيق (٢٧٦) إنه وليّ الرحمة.

(١١٦) هذه الضجرة لا تضيقن (٢٧٧) بها صدرا فإنها نفثة من صدر (٢٧٨) ،

__________________

(٢٦٠) عشه ، ل : تحشم.

(٢٦١) «منه» ساقطة من ل. عشه : أتوقع منه.

(٢٦٢) «واجب» ساقطة من عشه. ل ، د : واجب.

(٢٦٣) ل : وبلغته المنزلة.

(٢٦٤) عشه ، ل : في هذا التبليغ.

(٢٦٥) عشه : يقوم مقامي.

(٢٦٦) عشه ، ل : للهز فليس هذا الهز هز مثلي. م ، د : للهز فليس الهزهز. كما كان في ب أيضا أولا واستدرك بعد بما في المتن.(٢٦٧) ل : لم اهتر اهترار.

(٢٦٨) عشه : العلوم للتشوق. ل : العلم للتسوق.(٢٦٩) عش ، ل : عشوة.

(٢٧٠) عشه : لا احسنه. (٢٧١) ع : امقنته. ش : امعنته.

(٢٧٢) عشه : لم اعلم. (٢٧٣) م ، د : المستعد النفس.

(٢٧٤) عشه ، ل : باليقين.

(٢٧٥) عشه : وان اهال. ل : وان هاله.

(٢٧٦) عشه : فاسئل الله التوفيق. ل : واسئل الله التوفيق.

(٢٧٧) م ، د : لا يضيقني. يحتمل قراءة ب أيضا كذلك. ل : لا؟؟؟ يق.

(٢٧٨) عشه : فانها أيضا نفثة مصدور. ل فانها ايضا نفثة من صدور.

٧٥

وليت صديقنا (٢٧٩) كان ممن يغرب في المطالبات فكنت اقرّ به عينا ، لكنه أقلب لهذر (٢٨٠) الهوس من الجعل لدحاريج (٢٨١) الزبل ، والعجب من إخواني (٢٨٢) كيف لزّهم (٢٨٣) مثله إلى مضيق لا مبرح لهم منه ، ولعلّهم يستخفّون (٢٨٤) بالمنطق ـ وخسران ذلك عظيم ـ.

(١١٧) وأما (٢٨٥) المسألة فقد وصلت إليّ بعد أن كتبت هذا (٢٨٦) الكتاب ، والذي يجب أن يعلم في هذا أن الامور (٢٨٧) التي تحدث بعد ما لم تكن ، يكون لها أول من وجهين (٢٨٨) : إحداهما أول الزمان وطرفه. والآخر أول زمان يكون ذلك الشيء موجودا فيه (٢٨٩) ، وربما اختلفا وربما اتفقا ، فما كان من الأشياء ليس يقدّره (٢٩٠) الزمان ـ بالذات ، كالحركة وما ينسب إليها [١٣ آ] ، أو بالعرض (٢٩١) كالسكون ـ فلا يكون طرف زمان حدوثه أول حال (٢٩٢) يوجد فيه ، بل لا يوجد له أول حال وجد فيه لانقسام زمانه أو مقدار (٢٩٣) مسافته ـ مثلا ـ إلى غير النهاية. ولذلك قال أرسطو (٢٩٤) في سادسة السماع (٢٩٥) : إنه ليس للحركة أول ما يتحرك (٢٩٦) ولا للسكون ولا للتوقف.

(١١٨) وأمّا الأشياء التي لا تحتاج إلى زمان فقد توجد في طرف زمانها مثل

__________________

(٢٧٩) عشه : صديقنا هذا كان.

(٢٨٠) ع ، ل ، ه : لهذا. الهذر : سقط الكلام الذي لا يعبأ به.

(٢٨١) ل : الدحاريح ع ، ه : لرجاريج. ع خ : لرجارج.

(٢٨٢) عشه : اخوان. (٢٨٣) لزّه إلى كذا : اضطره إليه.

(٢٨٤) عشه : يستحقون. (٢٨٥) عشه : المسألة قد وصلت

(٢٨٦) «هذا» ساقطة من عشه.

(٢٨٧) ل : في هذا الامور.

(٢٨٨) عش ، ل : من جهتين احدهما.

(٢٨٩) عشه ، ل : فيه موجودا.

(٢٩٠) ل : من الأشياء يقدره ... ل خ كالمتن. عشه : من الأشياء يقدر الزمان كالحركات وما ينسب ...

(٢٩١) عشه : أولا بالعرض. ل : ولا بالعرض.

(٢٩٢) ل : او حال.

(٢٩٣) في هامش ل : خ ظ فيه الانقسام او مقدار.

(٢٩٤) ل : ارسطاطاليس.

(٢٩٥) عشه ، ل : السماع الطبيعي.

(٢٩٦) ى : أول ما هو حركة

__________________

(١١٧) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ٦ ، ص ٢٠٣.

٧٦

مماسّة [تحدث وتبقى مماسّة] (٢٩٧) ، ومثل لا حركة تحدث في الشيء بعد الحركة ؛ فإن الحركة إذا انتهت وانتهى زمانها إلى طرفه الذي هو الآن كان لا حركة موجود (٢٩٨) في ذلك الآن ولم يكن (٢٩٩) السكون موجودا ، لأن السكون مشروط فيه الزمان.

(١١٩) فإذا كان خط موازيا (٣٠٠) لخط ثم زال (٣٠١) عن الموازاة كان للزوال طرف هو ابتداء زمان الزوال وليس فيه الزوال ، لأن الزوال حركة ، وذلك الطرف آخر آن كان فيه موازيا ، ثم لا يوجد للزوال أول زوال لأن الزوال منقسم إلى غير النهاية بسبب كميّة زاويته (٣٠٢) وبسبب زمانه ، لكن (٣٠٣) ذلك الآن الذي هو الطرف لا يخلو من زوال أو من (٣٠٤) غير زوال ـ ضرورة ـ فيكون صحيحا أن لا زوال موجود (٣٠٥) فيه ، فلا يخلو ذلك الآن الطرف من أحد طرفي النقيض أو ما يجرى (٣٠٦) مجراه.

(١٢٠) وأما المسألة الاخرى التي فيها خط مستقيم غير متناه خارج دائرة (٣٠٧) ونصف قطر الدائرة (٣٠٨) متحرك ، فإن زمان الدورة الواحدة منه ينقسم (٣٠٩) إلى زمانين :

(١٢١) أحدهما يكون فيه طرف نصف قطر (٣١٠) الذي لا يلي المركز غير محاذ البتة لشيء (٣١١) من ذلك الخط ، فلا يلقاه البتّة (٣١٢) ، وفي الزمان الآخر يكون مقاطعا له دائما ملاقيا ، وبين الزمانين فصل مشترك ، فلا يخلو في ذلك الفصل

__________________

(٢٩٧) ساقطة من عشه.

(٢٩٨) عش ، ل ، ى : موجودا.

(٢٩٩) عشه : وان لم يكن.

(٣٠٠) ل : موزابا لخط ... عن الموزاه.

(٣٠١) عشه : زال الخط.

(٣٠٢) ى : زواليته.

(٣٠٣) عشه : ولكن.

(٣٠٤) عشه ، ل : ومن.

(٣٠٥) عشه ، ل : موجودا.

(٣٠٦) عشه : وما يجرى.

(٣٠٧) عشه : الدائرة.

(٣٠٨) ل : للدائرة.

(٣٠٩) عشه : منقسم.

(٣١٠) عشه ، ل ، ى : القطر.

(٣١١) عشه ، ل : لشيء البتة.

(٣١٢) في هامش ل : البتة لشيء من ذلك الزمان.

٧٧

المشترك إمّا أن يكون مقاطعا أو غير متحرك (٣١٣) ـ كما كان في مسئلة الموازاة أيضا لا يخلو إما أن يكون زائلا أو غير زائل ، وكان هناك لا يمكن أن يكون زائلا ، وبقى (٣١٤) القسم الآخر ـ وهاهنا لا يمكن أن يكون غير مقاطع.

(١٢٢) برهانه لأنه إذا فرض فيه (٣١٥) غير مقاطع كان مباينا يحتاج إلى حركة إلى المقاطعة [١٣ ب] أو الملاقاة أو المحاذاة ـ أو ما شئت فقله ـ وكل حركة ـ وخصوصا مثل هذه ـ فهي في زمان. فإذن قد بقي لانتهاء (٣١٦) المباينة زمان ، وفرضنا الخط قد وافى نهاية زمان المباينة ـ هذا خلف.

(١٢٣) فاذا القسم الذي لا يمكن أن يكون (٣١٧) موجودا في الطرف المشترك بين الزمانين هو المباينة ، فالذي (٣١٨) في قوة نقيضه ـ وهو المحاذاة أو الملاقاة ـ موجود في ذلك الطرف ، ولأن المحاذاة والملاقاة (٣١٩) ليست من الامور المتعلقّة بالزمان ، فيجوز أن يوجد في جميع زمان ما وفي طرفه أيضا ـ ليس كالحركة والزوال الذي يكون له وجود في جميع زمان ما ، ولا يكون له وجود في طرفه ، بل (٣٢٠) انتقال الملاقاة ليس له أول ما يكون انتقال (٣٢١) ملاقاة ، بل له طرف فيه أول الملاقاة ، [والمباينة ليس لها أول ما يكون مباينة ؛ وأما (٣٢٢) الملاقاة] (٣٢٣) فلها أول ما يكون ملاقاة ، وذلك لأن المباينة وانتقال الملاقاة زوالان (٣٢٤) ؛ فينقسم إذن زمان الدورة إلى زمانين :

(١٢٤) أحد هما زمان المباينة. وطرفها زمان (٣٢٥) خلاف المباينة ـ وهو الملاقاة في هذا الموضع ، فإن كل متحرّك يتحرّك من شيء إلى شيء [يكون في آني طرف زمانه] (٣٢٦) ملاقيا للطرفين.

__________________

(٣١٣) ى ، عشه : غير مقاطع.

(٣١٤) عشه : فبقي.

(٣١٥) «فيه» ساقطة من عشه.

(٣١٦) ى : قد بقي لا يتهيأ.

(٣١٧) ل : أن يكن.

(٣١٨) عشه : فاذن.

(٣١٩) عشه ، ل : الملاقاة والمحاذاة.

(٣٢٠) ى : بلى.(٣٢١) عشه ، ل : الانتقال.

(٣٢٢) عشه ، ل : فاما. (٣٢٣) ساقطة من م ، د.

(٣٢٤) ل : رولان.(٣٢٥) عشه : وطرفها خلاف.

(٣٢٦) عشه : ويكون في آن طرفه. ل : ويكون في آن طرف زمانه.

٧٨

(١٢٥) وأمّا الزمان الثاني : فهو زمان انتقال الملاقاة وطرفاه (٣٢٧) الملاقاة ، وبالجملة فإنّ في كل واحد من زمانين (٣٢٨) يتحرك من شيء إلى شيء ، وليس ذلك الشيء إلا حيث يقع عليه أول فقدان ما بطل ، إما المباينة بالملاقاة وإما الانتقال على الملاقاة من غير الانتقال (٣٢٩) على الملاقاة وليس هو المباينة ، فإن المباينة لا تقع في طرف زمان فهو إذن الملاقاة.

(١٢٦) فإذن تكون (٣٣٠) ملاقاة ، ثم [انتقال ملاقاة ، ثم ملاقاة ، ثم ملاقاة بلا انتقال] (٣٣١) تكون طرفا للمباينة ـ كما كانت الموازاة طرفا لزوال الموازاة ، واللاحركة طرفا للحركة.

فهذا ما حضرني وهو أصل.

__________________

(٣٢٧) ى : فطرفاه.

(٣٢٨) ى ، ل ، عش : الزمانين.

(٣٢٩) عشه : بغير الانتقال. ل : من غير انتقال.

ل خ : بغير انتقال.

(٣٣٠) عشه : فيكون اذن.

(٣٣١) عشه ، ى ، ل : ثم انتقال ملاقاة ثم ملاقاة بلا انتقال.

٧٩

(١٢٧) ط (١) كتابي ـ أطال الله بقاء الشيخ ـ وقد عرف الحال بين جماعة منّا وبين فلان [١٤ آ] وعلم ما خصّه الله به من الدرجة في العلوم كلّها وخصوصا الحقيقيّة منها ؛ وقد كان اتّفق من الدواعي عام طروق ركاب السلطان الماضي (٢) هذه البلاد ما بعثه (٣) على الاشتغال بكتاب سمّاه كتاب «الإنصاف» المشتمل (٤) على شرح جميع كتب أرسطوطاليس ، حتّى أدخل فيها كتاب «أثولوجيا» وأخرج في (٥) معانيه ما لم يحتسب منه ؛ ونظر في اختلاف التفسير كلّه فأنصف القول في كلّ مسئلة وفي كلّ قائل مدحا وثناء وذمّا واستقصارا ، وخرج من الشكوك والحلول والفروع المبنية على الاصول عدد الله به أعلم. (٦)

(١٢٨) والمدة من منتصف ماه دي إلى آخر ماه خرداذ من السنة ؛ والمبلغ أكثر من ستّة ألف ورقة بالخط النزل (٧) وعشرة ألف ورقة بالخط العدل ؛ إنما كان خفّف عن نفسه ما يحتاج أن ينقل ، فترك له فرجا وعلامات ؛ وكان عدد ما تكلّم

__________________

(١) ل : كتاب ، كتابي.

(٢) ل : عام طروق السلطان الماضي رضوان الله عليه.

(٣) ل : فابعثه.

(٤) ل : اشتمل.

(٥) ل : من.

(٦) ل : في الفروع المبنية على الاصول عددا الله أعلم به.

(٧) خط نزل : إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير (أساس البلاغة).

__________________

(١٢٧) مضى الكلام حول بعض ما في هذه الرقعة من الكتب والأعلام في المقدمة.

(١٢٨) «ماه دي» و «ماه خرداذ» من الشهور الفارسية. أول الشتاء وآخر الربيع.

٨٠